- إنضم
- 16 سبتمبر 2017
- رقم العضوية
- 8527
- المشاركات
- 82
- مستوى التفاعل
- 108
- النقاط
- 0
- توناتي
- 0
- الجنس
- أنثى
LV
0
في حياة كل واحدة منا فتاة جميلة ورائعة درست معها ذات إعدادية أو ثانوية فتاة كان كل الذكور يحبونها وتتعلق نظراتهم بخفتها وجمالها الطاغي حين تمر في ساحة الثانوية .
وكذلك لا ننسى أنها الفتاة التي تكرهها كل زميلاتها في المدرسىة التي تدرس بها ، ترتدي الميني جيب والكعب العالي ، في وقت كان الشعر يكسو سيقاننا فنخبأه تحت سراويل الجينز ، فتاة تقص شعرها على الموضة ، قصيرا وجذابا ، في وقت كان شعرنا الطويل ملفوف كالكعكة الصغيرة خلف آذاننا ...
فتاة شقراء في الغالب ، يحبها الجميع ويكرهها الجميع ، لا تخطو سوى واثقة من نفسها ، لها أصدقاء لا يعدون ولا يحصون من الذكور طبعا ، وأحيانا تقلهعا سيارات فاخرة من أمام المدرسة في حين نعود نحن للحافلة إلى منازلنا ، نسمع عنها حكايات كثيرة جدا ، نصدق بعضها ونكذب البعض الآخر ، إنها حلم ونموذج شاهدناه على الأقل مرة في حياتنا ...
طبعا أنا لا أذكر هذه النوسطالجيا المدرسية من قبيل التذكر فقط بل لأنني قبل أيام صادفت تلك الفتاة النموذج ، تلك الفتاة الرائعة التي كانت حديث كل المدرسة التي كنت أدرس فيها .
اسمها فرح ، ولم تكن فرح صديقة لي ، لم تكن صديقة أية فتاة ، كانت تصاحب فقط الذكور ، تخالطهم وسط الساحة ، تشرب معهم القهوة أمام المدرسة ، تستعين بهم في أداء واجباتها ، هم مستعدون دوما لمساعدتها ، وهي لم تكن تخسر أكثر من ابتسامة صغيرة لهذا أو ذاك ...
لم أتعرف عليها بداية ، حين شاهدتها في " مارشي " للخضار وسط المدينة ، سوى بعد جهد جهيد ، كانت مجرد امرأة تلبس جلابية سوداء واسعة ، ذاكرتي لم تكن لتخطئها ، بحركات يديها الأنيقتين ومشيتها الراقصة ، وخاصة ببريق عيتنيها المائلتين إلى الرمادي ، وكأنني فاجأتها ، وكأنها تفاجأت أيضا ، ذاكرتي الماكرة التي تحتفظ بالوجوه والأسماء .
أكيد أنه كان لقاء غير سعيد بالنسبة لها ، سلمت عليها وذكرتها بنفسي ، بجهد جهيد ، لكن عبثا ، لم تتذكرني وسط كل تلك الوجوه الكثيرة التي مرت عليها في حياتها ، التي بدا أنها اتخذت مسارا آخر غير الذي رسمناه نحن زميلات تلك الفترة
كان البعض يعتقد أنها سافرت لأمريكا ، بسبب إجادتها اللغة الإنجليزية حينها ، فقد كانت تدرس في معهد أمريكا ، في زمن كنا فيه لا نتكلم سوى بضع كلمات بالإنجليزية ، وقال البعض إنها تزوجت من ابن مسؤول كبير في الجيش ، بسبب السيارات المرقمة برمز احمر ، وقيل وقيل الكثير عنها ... ولكنها هنا أمامي ، تشتري الطماطم والبطاطس مثل أي امرأة أخرى ، مثل أي امرأة عادية ، مثلنا تماما ... ليت صديقاتي يرينها الآن ، هي التي كانت تكاد لا تمس الأرض بأقدامها إلا لكي تغيضنا ...
لكنني طردت هذه الفكرة وأنا أشد على يديها بصدق ... وكأنني التقيت صديقة قديمة وعزيزة ... تكلمنا عن الماضي ، تكلمنا عن الدراسة عن الحياة ، وكأنها وجدتها فرصة مناسبة فقالت لي : الحياة عزيزتي تجعلنا نلتقي الكثير منهم ، عجبا هي التي كانت محاطة بمن يرغبون بإسعادهاغ ونيل مجرد ابتسامة صغيرة منها لا أكثر ، كيف أخطأت موعدها مع السعادة .
سألتها عن أطفالها ، فابتسمت بضعف وقالت وإن لديها ابنة واحدة تدرس الآن بألمانيا ، وأنها مطلقة بعد زواج فاشل دام بضع سنوات قليلة ... كل ذلك الجمال يتم التخلي عنه بعد ، أخبرني أن زواجها كان فاشلا بسبب عنف زوجها وشكه في سلوكها ، وأنه طاردها لسنوات بعد الطلاق بسبب نفوذه القوي ، وعرضها للكثير من العنف ولم يتورع عن ضربها في الشارع العمومي ، دون أن تجد من يشهد لصالحها ...
وكأنها تنبهت إلى كونها حكت أكثر من اللازم ، اعتذرت فجأة بسبب موعد نسيته ، منحتها هاتفي وعنواني وطلبت منها زيارتي إن كان لديها وقت ، عرضت عليها إيصالها لمنزلها بسيارتي لكنها رفضت بأدب ، قبل أن تتوارى عن نظري جارة عربة الخضار خلفها .
لم أشعر بكثير عطف عليها ـ ولا كثير شفقة ، كانت تحتفظ بذلك الكبرياء الذي يمنعك من التعاطف معها ، لم تكن بحاجة إلى التعاطف ، كانت مكتفية بنفسها ، ولأول مرة فهمت أن شعبيتها لم تكن بسبب ملابسها ولا قصة شعرها كانت أساسا بسبب اعتزازها بنفسها كامرأة ...
لا شك أن تواجد رجل من ذلك النوع حطمها في عمقها كامرأة ، ولا شك أن فهمها تمام لكي يقوم بتحطيمها بتلك الطريقة ...
كيف التقت برجل شرير مثل ذلك ، وكيف يطاوعه قلبه على إلحاق الأذى . كانت قوية ولكن أيضا ، رقيقة مثل جناح فراشة سوداء .
عشرين سنة إلى الوراء ، حدقت بوجهي في المرآة ، أبدو جميلة دون شك ، بمكياجي القوي ، الذي أحرص على وضعه حتى من أجل التسوق ، كان وجهها هي شاحبا ، بدوم مكياج بدون أحمر شفاه ، بدون مساحيق ، شاحبة مثل ليمونة ، كيف يمكن أن تتحول إلى هذه الدرجة ، هي التي كانت شعلة من الأناقة والفتنة ، أتذكر كانت تزور مكتب المدير باستمرار بسبب وضعها الماكياج رغم منعه من طرف الإدارة ، لكنها لم تكن تعبأ بأي واحد ولا بأي شيء ...
أدرت المحرك وتذكرت " السكوتر " الذي كانت تملكه فرح في المرحلة الإبتدائية ، كانت الوحيدة التي تمتلك تلك اللعبة الحمراء الجميلة ، وحين تركب فوقه وتضع خوذتها الكبيرة ، تتعلق بها كل الأبصار ، وكانت تتقصد لفت الإنتباه إليها ، بملابسها الجلدية الغالية ، كيف تتحول تلك الفتاة إل هذه المرأة ...
بعد مدة التقيت بصديقة لي ، من أيام الدراسة ، تشتغل كمساعدة اجتماعية في مركز للعنف الأسري ، وتشعب بنا الحديث حتى ذكرت لي فجأة إسم فرح ، مؤكدة لي ، أنها متزوجة من رجل ذو نفوذ كبير ، لكنه لا يتورع عن تعنيفها ، خاتمة حديثها بالقول "شكون اللي كان يقول " ..
لم أرغب بأن أحكي لها شيئا عن لقائي بوفاء ، فشعرت بالتعاطف معها فقط ، ثم لا شيء بعدها ...
لم ألتق فرح مرة ثانية ، ولم تتصل ولم تزرني في بيتي ، ولم أشاهدها بعد ذلك أبدا ، وفي آخر زيارة لي إلى فرنسا ، لاستكمال بعض التحاليل الخاصة بي ، التقيت بها صدفة في المطار ، مطار محمد الخامس ، كانت ترتدي بذلة كلاسيكية مكونة من سترة وتنورة قصيرة جدا ، تكشف عن ساقيها الطويلتين النحيفتين ، كانت متجهة نحو صالة الطائرة المسافرة نحو فرانكفورت ، لا شك أنها كانت متجهة لزيارة ابنتها .
تلاقت نظراتنا فجأة ، عيونها الرمادية تشع كما السابق ، لكن ابتسامتها باردة وهي تسلم علي ، رغبت أن أسألها عن أحوالها ، حين تقدم منها رجل أحاط خصرها بذراعية ، قدمت الرجل إلي بطريقة ميكانيكية : " عفوا ، إنه حسن زوجي ، نحن في زيارة إلى ابنتنا التي تدرس في ألمانيا " ...
رغبت أن أسألأها إن كان هذا " الحسن " هو الذي يصفعها كلما فتحت فمها ، ويتهمها بأنها مجرد عاهرة تزوج بها ، رغبت أن أسألها إن كانت مجرد كاذبة جميلة ، تمثل دور الأسرة السعيدة ، ولا تتخذ أي موقف لإنقاذ نفسها من وضعية كتلك ، لكنها غابت في الإزدحام دون أن تجيب على أي سؤال من أسئلتي ...
لم يبد زوجها عنيفا أو سلطويا ، بدا رجلا عاديا ، بابتسامة صادقة ، ورغب في التعرف على صديقة زوجته ، التي هي أنا ، لكنها ابتعدت بسرعة ، وقلت لنفسي : ترى ما الذي تخفينه يا فرح ؟ ما الذي يجعلك تقبلين البقاء مع زوج يكسر روحك كل يوم ؟ ...
لو لم ألتق فرح ذلك الصباح في السوق ، لو لم تكلمني عن زوجها ، لو لم أشاهدهما بكل ذلك الانكسار لاعتقدت أنني مجنونة ، لم أرغب بطرح مزيد من الأسئلة حولها ، مفضلة أن أحتفظ بصورة فرح في ذاكرتي ، المراهقة الجميلة التي تكرهها جميع الفتيات .
تمت
بقلم : ELiF
وكذلك لا ننسى أنها الفتاة التي تكرهها كل زميلاتها في المدرسىة التي تدرس بها ، ترتدي الميني جيب والكعب العالي ، في وقت كان الشعر يكسو سيقاننا فنخبأه تحت سراويل الجينز ، فتاة تقص شعرها على الموضة ، قصيرا وجذابا ، في وقت كان شعرنا الطويل ملفوف كالكعكة الصغيرة خلف آذاننا ...
فتاة شقراء في الغالب ، يحبها الجميع ويكرهها الجميع ، لا تخطو سوى واثقة من نفسها ، لها أصدقاء لا يعدون ولا يحصون من الذكور طبعا ، وأحيانا تقلهعا سيارات فاخرة من أمام المدرسة في حين نعود نحن للحافلة إلى منازلنا ، نسمع عنها حكايات كثيرة جدا ، نصدق بعضها ونكذب البعض الآخر ، إنها حلم ونموذج شاهدناه على الأقل مرة في حياتنا ...
طبعا أنا لا أذكر هذه النوسطالجيا المدرسية من قبيل التذكر فقط بل لأنني قبل أيام صادفت تلك الفتاة النموذج ، تلك الفتاة الرائعة التي كانت حديث كل المدرسة التي كنت أدرس فيها .
اسمها فرح ، ولم تكن فرح صديقة لي ، لم تكن صديقة أية فتاة ، كانت تصاحب فقط الذكور ، تخالطهم وسط الساحة ، تشرب معهم القهوة أمام المدرسة ، تستعين بهم في أداء واجباتها ، هم مستعدون دوما لمساعدتها ، وهي لم تكن تخسر أكثر من ابتسامة صغيرة لهذا أو ذاك ...
لم أتعرف عليها بداية ، حين شاهدتها في " مارشي " للخضار وسط المدينة ، سوى بعد جهد جهيد ، كانت مجرد امرأة تلبس جلابية سوداء واسعة ، ذاكرتي لم تكن لتخطئها ، بحركات يديها الأنيقتين ومشيتها الراقصة ، وخاصة ببريق عيتنيها المائلتين إلى الرمادي ، وكأنني فاجأتها ، وكأنها تفاجأت أيضا ، ذاكرتي الماكرة التي تحتفظ بالوجوه والأسماء .
أكيد أنه كان لقاء غير سعيد بالنسبة لها ، سلمت عليها وذكرتها بنفسي ، بجهد جهيد ، لكن عبثا ، لم تتذكرني وسط كل تلك الوجوه الكثيرة التي مرت عليها في حياتها ، التي بدا أنها اتخذت مسارا آخر غير الذي رسمناه نحن زميلات تلك الفترة
كان البعض يعتقد أنها سافرت لأمريكا ، بسبب إجادتها اللغة الإنجليزية حينها ، فقد كانت تدرس في معهد أمريكا ، في زمن كنا فيه لا نتكلم سوى بضع كلمات بالإنجليزية ، وقال البعض إنها تزوجت من ابن مسؤول كبير في الجيش ، بسبب السيارات المرقمة برمز احمر ، وقيل وقيل الكثير عنها ... ولكنها هنا أمامي ، تشتري الطماطم والبطاطس مثل أي امرأة أخرى ، مثل أي امرأة عادية ، مثلنا تماما ... ليت صديقاتي يرينها الآن ، هي التي كانت تكاد لا تمس الأرض بأقدامها إلا لكي تغيضنا ...
لكنني طردت هذه الفكرة وأنا أشد على يديها بصدق ... وكأنني التقيت صديقة قديمة وعزيزة ... تكلمنا عن الماضي ، تكلمنا عن الدراسة عن الحياة ، وكأنها وجدتها فرصة مناسبة فقالت لي : الحياة عزيزتي تجعلنا نلتقي الكثير منهم ، عجبا هي التي كانت محاطة بمن يرغبون بإسعادهاغ ونيل مجرد ابتسامة صغيرة منها لا أكثر ، كيف أخطأت موعدها مع السعادة .
سألتها عن أطفالها ، فابتسمت بضعف وقالت وإن لديها ابنة واحدة تدرس الآن بألمانيا ، وأنها مطلقة بعد زواج فاشل دام بضع سنوات قليلة ... كل ذلك الجمال يتم التخلي عنه بعد ، أخبرني أن زواجها كان فاشلا بسبب عنف زوجها وشكه في سلوكها ، وأنه طاردها لسنوات بعد الطلاق بسبب نفوذه القوي ، وعرضها للكثير من العنف ولم يتورع عن ضربها في الشارع العمومي ، دون أن تجد من يشهد لصالحها ...
وكأنها تنبهت إلى كونها حكت أكثر من اللازم ، اعتذرت فجأة بسبب موعد نسيته ، منحتها هاتفي وعنواني وطلبت منها زيارتي إن كان لديها وقت ، عرضت عليها إيصالها لمنزلها بسيارتي لكنها رفضت بأدب ، قبل أن تتوارى عن نظري جارة عربة الخضار خلفها .
لم أشعر بكثير عطف عليها ـ ولا كثير شفقة ، كانت تحتفظ بذلك الكبرياء الذي يمنعك من التعاطف معها ، لم تكن بحاجة إلى التعاطف ، كانت مكتفية بنفسها ، ولأول مرة فهمت أن شعبيتها لم تكن بسبب ملابسها ولا قصة شعرها كانت أساسا بسبب اعتزازها بنفسها كامرأة ...
لا شك أن تواجد رجل من ذلك النوع حطمها في عمقها كامرأة ، ولا شك أن فهمها تمام لكي يقوم بتحطيمها بتلك الطريقة ...
كيف التقت برجل شرير مثل ذلك ، وكيف يطاوعه قلبه على إلحاق الأذى . كانت قوية ولكن أيضا ، رقيقة مثل جناح فراشة سوداء .
عشرين سنة إلى الوراء ، حدقت بوجهي في المرآة ، أبدو جميلة دون شك ، بمكياجي القوي ، الذي أحرص على وضعه حتى من أجل التسوق ، كان وجهها هي شاحبا ، بدوم مكياج بدون أحمر شفاه ، بدون مساحيق ، شاحبة مثل ليمونة ، كيف يمكن أن تتحول إلى هذه الدرجة ، هي التي كانت شعلة من الأناقة والفتنة ، أتذكر كانت تزور مكتب المدير باستمرار بسبب وضعها الماكياج رغم منعه من طرف الإدارة ، لكنها لم تكن تعبأ بأي واحد ولا بأي شيء ...
أدرت المحرك وتذكرت " السكوتر " الذي كانت تملكه فرح في المرحلة الإبتدائية ، كانت الوحيدة التي تمتلك تلك اللعبة الحمراء الجميلة ، وحين تركب فوقه وتضع خوذتها الكبيرة ، تتعلق بها كل الأبصار ، وكانت تتقصد لفت الإنتباه إليها ، بملابسها الجلدية الغالية ، كيف تتحول تلك الفتاة إل هذه المرأة ...
بعد مدة التقيت بصديقة لي ، من أيام الدراسة ، تشتغل كمساعدة اجتماعية في مركز للعنف الأسري ، وتشعب بنا الحديث حتى ذكرت لي فجأة إسم فرح ، مؤكدة لي ، أنها متزوجة من رجل ذو نفوذ كبير ، لكنه لا يتورع عن تعنيفها ، خاتمة حديثها بالقول "شكون اللي كان يقول " ..
لم أرغب بأن أحكي لها شيئا عن لقائي بوفاء ، فشعرت بالتعاطف معها فقط ، ثم لا شيء بعدها ...
لم ألتق فرح مرة ثانية ، ولم تتصل ولم تزرني في بيتي ، ولم أشاهدها بعد ذلك أبدا ، وفي آخر زيارة لي إلى فرنسا ، لاستكمال بعض التحاليل الخاصة بي ، التقيت بها صدفة في المطار ، مطار محمد الخامس ، كانت ترتدي بذلة كلاسيكية مكونة من سترة وتنورة قصيرة جدا ، تكشف عن ساقيها الطويلتين النحيفتين ، كانت متجهة نحو صالة الطائرة المسافرة نحو فرانكفورت ، لا شك أنها كانت متجهة لزيارة ابنتها .
تلاقت نظراتنا فجأة ، عيونها الرمادية تشع كما السابق ، لكن ابتسامتها باردة وهي تسلم علي ، رغبت أن أسألها عن أحوالها ، حين تقدم منها رجل أحاط خصرها بذراعية ، قدمت الرجل إلي بطريقة ميكانيكية : " عفوا ، إنه حسن زوجي ، نحن في زيارة إلى ابنتنا التي تدرس في ألمانيا " ...
رغبت أن أسألأها إن كان هذا " الحسن " هو الذي يصفعها كلما فتحت فمها ، ويتهمها بأنها مجرد عاهرة تزوج بها ، رغبت أن أسألها إن كانت مجرد كاذبة جميلة ، تمثل دور الأسرة السعيدة ، ولا تتخذ أي موقف لإنقاذ نفسها من وضعية كتلك ، لكنها غابت في الإزدحام دون أن تجيب على أي سؤال من أسئلتي ...
لم يبد زوجها عنيفا أو سلطويا ، بدا رجلا عاديا ، بابتسامة صادقة ، ورغب في التعرف على صديقة زوجته ، التي هي أنا ، لكنها ابتعدت بسرعة ، وقلت لنفسي : ترى ما الذي تخفينه يا فرح ؟ ما الذي يجعلك تقبلين البقاء مع زوج يكسر روحك كل يوم ؟ ...
لو لم ألتق فرح ذلك الصباح في السوق ، لو لم تكلمني عن زوجها ، لو لم أشاهدهما بكل ذلك الانكسار لاعتقدت أنني مجنونة ، لم أرغب بطرح مزيد من الأسئلة حولها ، مفضلة أن أحتفظ بصورة فرح في ذاكرتي ، المراهقة الجميلة التي تكرهها جميع الفتيات .
تمت
بقلم : ELiF
التعديل الأخير: