- إنضم
- 29 سبتمبر 2018
- رقم العضوية
- 9477
- المشاركات
- 14,346
- مستوى التفاعل
- 48,597
- النقاط
- 1,423
- أوسمتــي
- 23
- العمر
- 31
- الإقامة
- Palestine
- توناتي
- 6,492
- الجنس
- أنثى
[TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at154513773952287.png]
[/TBL][TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at154513773959349.png]
قبل مدة ليست بطويلة مررت عن اية قوله تعالى :
{وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا
وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9].
فاستوقفتني هذه الاية ، وبدأت أفكر وأسترجع سبب نزولها وفيمن نزلت ،
يقشعر بدني لما تحمله من معانٍ عظيمة وقيمة جوهرية على كل مسلم ان يتصف فيها ، ألا وهي الإيثار
فهو يعتبر من محاسن الأخلاق ويعد مرتبة عالية من مراتب البذل والعطاء ،
فلذلك مدحهم الله سبحانه وأثنى عليهم ، وبيّن لنا أنهم المفلحين في الدنيا والاخرة .
فأحببت أن أكتب لكم عنه لنعرف هذه القيمة والثواب العظيم الذي نكسبه من وراء اتصافنا لهذا الخلق .
الإيثار لغة :-
الإيثَار مصدر آثر يُـؤْثِر إيثَارًا، بمعنى التَّقديم والاختيار والاختصاص،
فآثره إيثارًا اختاره وفضله، ويقال: آثره على نفسه، والشيء بالشيء خصه به .
الإيثار اصطلاحاً :-
أن تقدم الاخرين على نفسك في النفع له ، خصوصاً في الأخوة في الله ،
وهناك منزلة أعظم ألا وهي أن تكون بحاجة لذلك الشيء ولكنك تؤثر هذا الخير لغيرك وتدفعه له .
والأعظم من ذلك كله أن تقدم رضا الله طاعته على رضا خلق الله ،
وهذا الأمر نؤجر عليه لما وصلت إليه مجتماعتنا من ظلم وجور بين الناس وبعد عن الدين
فنجد ( القابض على دينه كالقابض على الجمر ) !
وهو أيضاً عكس الأنانية، وهي كلمة تطلق على أي تصرف أو فعل أخلاقي يقوم الشخص بفعله،
ويهدف بذلك أن تعمّ الفائدة على غيره وليس عليه ،
دون انتظار أيّ مقابل لهذا الفعل، فالشخص هنا يفضل المصلحة العامّة على المصلحة الشخصيّة.
هذا هو معنى الإثار ببساطة أخوتي ،
يا له من خلق عظيم وكنز ثمين إن امتلكناه وحافظنا عليه ، سيعمّ الخير بين الناس ،
وزيادة الترابط الأخوي بينهم ، فاللهم الثبات .
مما لا شك فيه أن للإيثار الأثر الكبير على النفس البشرية ، وطبعاً هذه الاثار جميعها إيجابية
- إن ابتغى المسلم الأجر من ذلك ، وليس الرياء وليقولو فلان فعل كذا - !
فهو يهذب النفس البشرية ويشعرها بالراحة والسلام الداخلي ،
ينشر الخير والتكافل الاجتماعي بين الناس ويقوي الروابط بين المسلمين ،
- خصوصاً إذا كان إيثارهم بين بعض وليس فقط لأقاربهم - !
يعالج النفوس المريضة المليئة بالحسد والأنانية والبخل وحب النفس وتقديم المصلحة الشخصية على الجميع ،
ولا ننسى أنه بالإيثار لن يحتاج المجتمع إلى شيء ، لماذا؟
لأنه ببساطة مكتفي بسبب إيثار الناس بين بعضهم البعض ، فيحصلون على الكفاية الاقتصادية .
والأهم من ذلك كله أحبتي هي نيل رضوان ومحبة الله ،
ذلك لأن كل خلق حسن يتصف المسلم به يؤجر عليه بإذن الله ،
وترتفع منزلة المسلم عند ربه درجة ، ويقربه ذلك من ربه لأنه ابتغى الأجر والثواب من فعله
وليس أي هدف او أي أمر اخر .
كما ذكرت في البداية أن هذه الاية استوقفتني وتذكرت سبب نزولها ،
وأعتقد ان الجميع يعرف قصتها ولم نزلت ،
السبب هو عندما اخى الرسول عليه الصلاة والسلام بين المهاجرين والأنصار ،
عندما وصل للمدينة المنورة وبدأ يركّز في دعائم الدولة الإسلامية ،
فقام بهذه الخطوة بعد إقامته لأول مسجد في الإسلام ،
لماذا يا ترى؟
حتى يتركز في أذهان صحابته والمسلمين من بعده أهمية وعظم هذا الأمر ، ونبذ المصالح الشخصية
والعصبية القبلية ، وحب النفس ، والتعالي على بعضهم بعضاً
بسبب لون أو عرق أو فقر وغنى ، وغيرها من الفروقات ،
وأن القاسم المشترك الواحد والأوحد هو بأن كلهم مسلمين وعليهم أن يكونوا أخوة في الله ،
ويحبوا الخير لغيرهم قبل أنفسهم ،
وهذا المعنى كله فهمه الصحابة رضوان الله عليهم من أول دخولهم الإسلام ،
وطبقوه عندما اخى الرسول بينهم وبدأ الأنصار بوهب المهاجرين ،
أموال ، زوجاتهم ، أرض ، عمل ، ويقتسمونها بينهم !
فعلا إنه لأمر نستغرب منه نحن الذين نعيش واقعاً غير واقعهم ،
مع أنهم كانوا مسلمين جدد ، ولكن الإسلام الحق الذي يدخل ويستقر في القلب ،
يفهمه صاحبه وتتبلور الأفكار في عقله ويصقلها ويطبقها على نفسه عن طيب خاطر
دون ذرة شكّ في الأجر والثواب ،
جميعهم كانوا يتسابقون لهذا الفعل من أجل نيل الأجر والثواب .
وهكذا كانوا صحابتنا في عصر النبوة وفيما بعده ،
فسأذكر هنا بعض من نماذج وروائع الإيثار في حياة الرسول وبعده :
ـ جاءت امرأة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وأعطته بُردة هدية،
فلبسها صلى الله عليه وسلم، وكان محتاجًا إليها، ورآه أحد أصحابه، فطلبها منه،
وقال: يا رسول الله، ما أحسن هذه، اكْسُنِيها. فخلعها النبي صلى الله عليه وسلم وأعطاها إياه.
فقال الصحابة للرجل: ما أحسنتَ، لبسها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجًا إليها،
ثم سألتَه وعلمتَ أنه لا يرد أحدًا. فقال الرجل: إني والله ما سألتُه لألبسها،
إنما سألتُه لتكون كفني. [البخاري]. واحتفظ الرجل بثوب الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فكان كفنه.
عن أبي هريرة رضي الله عنه (أنَّ رجلًا أتى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، فبعث إلى نسائه،
فقلن: ما معنا إلَّا الماء.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَن يضمُّ- أو يضيف- هذا؟ فقال رجل مِن الأنصار: أنا.
فانطلق به إلى امرأته، فقال: أكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقالت: ما عندنا إلَّا قوت صبياني. فقال: هيِّئي طعامك، وأصبحي سراجك، ونوِّمي صبيانك إذا أرادوا عشاء.
فهيَّأت طعامها، وأصبحت سراجها، ونوَّمت صبيانها، ثمَّ قامت كأنَّها تصلح سراجها فأطفأته،
فجعلا يريانه أنَّهما يأكلان، فباتا طاويين،
فلمَّا أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ضحك الله اللَّيلة- أو عجب مِن فعالكما-)
وفيه حياة السلف الصالح : -
- اجتمع عند أبي الحسن الأنطاكي أكثر من ثلاثين رجلا، ومعهم أرغفة قليلة لا تكفيهم،
فقطعوا الأرغفة قطعًا صغيرة وأطفئوا المصباح، وجلسوا للأكل،
فلما رفعت السفرة، فإذا الأرغفة كما هي لم ينقص منها شيء؛
لأن كل واحد منهم آثر أخاه بالطعام وفضله على نفسه، فلم يأكلوا جميعًا.!
– قال الهيثم بن جميل: جاء فضيل بن مرزوق- وكان مِن أئمة الهدى زهدًا وفضلًا- إلى الحسن بن حيي،
فأخبره أن ليس عنده شيء، فقام الحسن فأخرج ستَّة دراهم، وأخبره أنَّه ليس عنده غيرها،
فقال: سبحان الله أليس عندك غيرها وأنا آخذها، فأخذ ثلاثة وترك ثلاثة.
– ورُوِي أنَّ مسروقًا ادَّان دينًا ثقيلًا، وكان على أخيه خيثمة دين،
قال: فذهب مسروق فقضى دين خيثمة، وهو لا يعلم،
وذهب خيثمة فقضى دين مسروق وهو لا يعلم.
– وقال عبَّاس بن دهقان: ما خرج أحدٌ مِن الدُّنْيا كما دخلها إلَّا بشر ابن الحارث؛
فإنَّه أتاه رجل في مرضه، فشكا إليه الحاجة، فنزع قميصه وأعطاه إيَّاه، واستعار ثوبًا فمات فيه.
وإذا أردت أن أطرح أكثر من هذه المواقف لن أنتهي بسبب كثرتها ،
هكذا كان المجتمع المسلم في عصر النبوة وبعده
وهكذا كان المسلمون يتسارعون في البذل والعطاء!
فاللهم اجعلنا من المتبعين لكتابك المقتدين لهدي رسولك ،
المتسارعين إلى نيل رضاك الفوز بالجنة .
أما في عصرنا الحالي - ومع الأسف الشديد - ، قلّما نجد مثل هذه النماذج المضيئة من التاريخ ،
بسبب ابتعاد المسلمين عن دينهم ، وهجرهم لتعاليم إسلامنا العظيمة وعدم اتباع سنته عليه الصلاة والسلام !
فالان ، الأفكار الغربية اكتسحت الساحة ، وانتشرت بين الناس مفاهيم ،
حب النفس ، أو النرجسية ، فهي تجعل صاحبها يتصف بالانانية ومحاولة إثبات ذاته .
الحسد والغيرة وحب امتلاك ما يمتلكه الاخرين !
قلما نجد من يقول عن فلان " الله يباركله " .. " الله يزيده "
صحيح أنه لا مانع أن تدعو لنفسك بأن يرزقك الله مثله ،
ولكن علينا ان ننقّي أنفسنا من الحسد والغيرة وتمني زوال النعم عن خلق الله
بل الدعاء لهم ، لأن معظم البشر اليوم هم هكذا لا يتمنون الخير لبعضهم ، فقط " اللهم نفسي "
وهذه الفكرة النتنة هي من رواسب الغرب التي روج لها
وسوق لهذه الفكرة وللأسف أصبح الكثير من المسلمين يتصفون بها .
ويقدمون مصالحهم الشخصية على مصالح غيرهم حتى وإن أضرّت غيره !!
هكذا هي الرأسمالية ، وتلك هي أخلاقهم ومشاعرهم ،
والتقدم والحضارة عندهم كلها على أكتاف الفقراء والمساكين والمحتاجين
- من يريد الاستزادة فليقرأ قصص الناجحين عندهم وكيف وصلوا لما وصلو له -
لا يوجد عندهم أخلاق أو مشاعر أو حتى رقيّ، هم فقط ملتزمون بالقانون ،
لذلك نجدهم الان يسبقوننا نحن المسلمين
لأنهم يهابون القانون والدولة ،
بإذن الله عندما ترجع لنا دولة الإسلام كما كانت في السابق ، وسنسبقهم بملايين السنوات
أعلم أن المسلمين عليهم أن يتصفوا به من داخلهم ومن النزعة الإيمانية ،
ولكن بسبب غياب الإسلام عن الساحة واحتلال الغرب سواء الفكري او السياسي لمدننا ،
أصبح المسلمون حالهم كما نرى !
وأيضاً لأن ما لا ينزع بالقران ينزع بالسلطان ،
فاللهم أكرمنا بالنصر والتمكين في الأرض عاجلاً غير اجل .
طبعاً الخير ليس منعدم في أمة الإسلام وإنني لا أجمع كل المسلمين بالطبع ،
ولكنني أتحدث عن مجتمعاتنا والغالب والظاهر عليها .
وأذكر نفسي وإياكم بمكارم الأخلاق ونستقي من هدي حبيبنا والصحابة الكرام
لنصل - بإذن الله - إلى ما وصلوا إليه بنفوسهم الطيبة .
السلام عليكم رحمة الله وبركاته
كيفكم يا أحلى أعضاء ؟
صرلي فترة ما نزلت شي بقسمي المحبب لقلبي
فرجعت بموضوعين ،
ان شاالله إنكم حبيتوهم واستفدتو منهم
بتمنى ما كنت ثقيلة عليكم
واستمتعتم وانتو تقرأوا وما مليتو ،
ما بحب أطيل عليكم لحتى تتشجعوا وتقرأو
لا تبخلوا علي بردودكم لأنها بتسعدني كثير
وطرح رأيكم ، انتقادكم ، مشاركتكم في الي بحكي عنو
لحتى كلنا نستفيد من بعض ،
بكرر شكري كما في موضوعي الي نزلتو امبارح
للأخت
@MaGicaL Girl
لأنها عملت الطقم
بتفهمني هالبنت بس اطلب منها ، بحب شغلها
يلا مع السلامة
" اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه "
[/TBL][TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at154513773956588.png]
[/TBL]
[/TBL][TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at154513773959349.png]
قبل مدة ليست بطويلة مررت عن اية قوله تعالى :
{وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا
وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9].
فاستوقفتني هذه الاية ، وبدأت أفكر وأسترجع سبب نزولها وفيمن نزلت ،
يقشعر بدني لما تحمله من معانٍ عظيمة وقيمة جوهرية على كل مسلم ان يتصف فيها ، ألا وهي الإيثار
فهو يعتبر من محاسن الأخلاق ويعد مرتبة عالية من مراتب البذل والعطاء ،
فلذلك مدحهم الله سبحانه وأثنى عليهم ، وبيّن لنا أنهم المفلحين في الدنيا والاخرة .
فأحببت أن أكتب لكم عنه لنعرف هذه القيمة والثواب العظيم الذي نكسبه من وراء اتصافنا لهذا الخلق .
الإيثار لغة :-
الإيثَار مصدر آثر يُـؤْثِر إيثَارًا، بمعنى التَّقديم والاختيار والاختصاص،
فآثره إيثارًا اختاره وفضله، ويقال: آثره على نفسه، والشيء بالشيء خصه به .
الإيثار اصطلاحاً :-
أن تقدم الاخرين على نفسك في النفع له ، خصوصاً في الأخوة في الله ،
وهناك منزلة أعظم ألا وهي أن تكون بحاجة لذلك الشيء ولكنك تؤثر هذا الخير لغيرك وتدفعه له .
والأعظم من ذلك كله أن تقدم رضا الله طاعته على رضا خلق الله ،
وهذا الأمر نؤجر عليه لما وصلت إليه مجتماعتنا من ظلم وجور بين الناس وبعد عن الدين
فنجد ( القابض على دينه كالقابض على الجمر ) !
وهو أيضاً عكس الأنانية، وهي كلمة تطلق على أي تصرف أو فعل أخلاقي يقوم الشخص بفعله،
ويهدف بذلك أن تعمّ الفائدة على غيره وليس عليه ،
دون انتظار أيّ مقابل لهذا الفعل، فالشخص هنا يفضل المصلحة العامّة على المصلحة الشخصيّة.
هذا هو معنى الإثار ببساطة أخوتي ،
يا له من خلق عظيم وكنز ثمين إن امتلكناه وحافظنا عليه ، سيعمّ الخير بين الناس ،
وزيادة الترابط الأخوي بينهم ، فاللهم الثبات .
مما لا شك فيه أن للإيثار الأثر الكبير على النفس البشرية ، وطبعاً هذه الاثار جميعها إيجابية
- إن ابتغى المسلم الأجر من ذلك ، وليس الرياء وليقولو فلان فعل كذا - !
فهو يهذب النفس البشرية ويشعرها بالراحة والسلام الداخلي ،
ينشر الخير والتكافل الاجتماعي بين الناس ويقوي الروابط بين المسلمين ،
- خصوصاً إذا كان إيثارهم بين بعض وليس فقط لأقاربهم - !
يعالج النفوس المريضة المليئة بالحسد والأنانية والبخل وحب النفس وتقديم المصلحة الشخصية على الجميع ،
ولا ننسى أنه بالإيثار لن يحتاج المجتمع إلى شيء ، لماذا؟
لأنه ببساطة مكتفي بسبب إيثار الناس بين بعضهم البعض ، فيحصلون على الكفاية الاقتصادية .
والأهم من ذلك كله أحبتي هي نيل رضوان ومحبة الله ،
ذلك لأن كل خلق حسن يتصف المسلم به يؤجر عليه بإذن الله ،
وترتفع منزلة المسلم عند ربه درجة ، ويقربه ذلك من ربه لأنه ابتغى الأجر والثواب من فعله
وليس أي هدف او أي أمر اخر .
كما ذكرت في البداية أن هذه الاية استوقفتني وتذكرت سبب نزولها ،
وأعتقد ان الجميع يعرف قصتها ولم نزلت ،
السبب هو عندما اخى الرسول عليه الصلاة والسلام بين المهاجرين والأنصار ،
عندما وصل للمدينة المنورة وبدأ يركّز في دعائم الدولة الإسلامية ،
فقام بهذه الخطوة بعد إقامته لأول مسجد في الإسلام ،
لماذا يا ترى؟
حتى يتركز في أذهان صحابته والمسلمين من بعده أهمية وعظم هذا الأمر ، ونبذ المصالح الشخصية
والعصبية القبلية ، وحب النفس ، والتعالي على بعضهم بعضاً
بسبب لون أو عرق أو فقر وغنى ، وغيرها من الفروقات ،
وأن القاسم المشترك الواحد والأوحد هو بأن كلهم مسلمين وعليهم أن يكونوا أخوة في الله ،
ويحبوا الخير لغيرهم قبل أنفسهم ،
وهذا المعنى كله فهمه الصحابة رضوان الله عليهم من أول دخولهم الإسلام ،
وطبقوه عندما اخى الرسول بينهم وبدأ الأنصار بوهب المهاجرين ،
أموال ، زوجاتهم ، أرض ، عمل ، ويقتسمونها بينهم !
فعلا إنه لأمر نستغرب منه نحن الذين نعيش واقعاً غير واقعهم ،
مع أنهم كانوا مسلمين جدد ، ولكن الإسلام الحق الذي يدخل ويستقر في القلب ،
يفهمه صاحبه وتتبلور الأفكار في عقله ويصقلها ويطبقها على نفسه عن طيب خاطر
دون ذرة شكّ في الأجر والثواب ،
جميعهم كانوا يتسابقون لهذا الفعل من أجل نيل الأجر والثواب .
وهكذا كانوا صحابتنا في عصر النبوة وفيما بعده ،
فسأذكر هنا بعض من نماذج وروائع الإيثار في حياة الرسول وبعده :
ـ جاءت امرأة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وأعطته بُردة هدية،
فلبسها صلى الله عليه وسلم، وكان محتاجًا إليها، ورآه أحد أصحابه، فطلبها منه،
وقال: يا رسول الله، ما أحسن هذه، اكْسُنِيها. فخلعها النبي صلى الله عليه وسلم وأعطاها إياه.
فقال الصحابة للرجل: ما أحسنتَ، لبسها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجًا إليها،
ثم سألتَه وعلمتَ أنه لا يرد أحدًا. فقال الرجل: إني والله ما سألتُه لألبسها،
إنما سألتُه لتكون كفني. [البخاري]. واحتفظ الرجل بثوب الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فكان كفنه.
عن أبي هريرة رضي الله عنه (أنَّ رجلًا أتى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، فبعث إلى نسائه،
فقلن: ما معنا إلَّا الماء.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَن يضمُّ- أو يضيف- هذا؟ فقال رجل مِن الأنصار: أنا.
فانطلق به إلى امرأته، فقال: أكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقالت: ما عندنا إلَّا قوت صبياني. فقال: هيِّئي طعامك، وأصبحي سراجك، ونوِّمي صبيانك إذا أرادوا عشاء.
فهيَّأت طعامها، وأصبحت سراجها، ونوَّمت صبيانها، ثمَّ قامت كأنَّها تصلح سراجها فأطفأته،
فجعلا يريانه أنَّهما يأكلان، فباتا طاويين،
فلمَّا أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ضحك الله اللَّيلة- أو عجب مِن فعالكما-)
وفيه حياة السلف الصالح : -
- اجتمع عند أبي الحسن الأنطاكي أكثر من ثلاثين رجلا، ومعهم أرغفة قليلة لا تكفيهم،
فقطعوا الأرغفة قطعًا صغيرة وأطفئوا المصباح، وجلسوا للأكل،
فلما رفعت السفرة، فإذا الأرغفة كما هي لم ينقص منها شيء؛
لأن كل واحد منهم آثر أخاه بالطعام وفضله على نفسه، فلم يأكلوا جميعًا.!
– قال الهيثم بن جميل: جاء فضيل بن مرزوق- وكان مِن أئمة الهدى زهدًا وفضلًا- إلى الحسن بن حيي،
فأخبره أن ليس عنده شيء، فقام الحسن فأخرج ستَّة دراهم، وأخبره أنَّه ليس عنده غيرها،
فقال: سبحان الله أليس عندك غيرها وأنا آخذها، فأخذ ثلاثة وترك ثلاثة.
– ورُوِي أنَّ مسروقًا ادَّان دينًا ثقيلًا، وكان على أخيه خيثمة دين،
قال: فذهب مسروق فقضى دين خيثمة، وهو لا يعلم،
وذهب خيثمة فقضى دين مسروق وهو لا يعلم.
– وقال عبَّاس بن دهقان: ما خرج أحدٌ مِن الدُّنْيا كما دخلها إلَّا بشر ابن الحارث؛
فإنَّه أتاه رجل في مرضه، فشكا إليه الحاجة، فنزع قميصه وأعطاه إيَّاه، واستعار ثوبًا فمات فيه.
وإذا أردت أن أطرح أكثر من هذه المواقف لن أنتهي بسبب كثرتها ،
هكذا كان المجتمع المسلم في عصر النبوة وبعده
وهكذا كان المسلمون يتسارعون في البذل والعطاء!
فاللهم اجعلنا من المتبعين لكتابك المقتدين لهدي رسولك ،
المتسارعين إلى نيل رضاك الفوز بالجنة .
أما في عصرنا الحالي - ومع الأسف الشديد - ، قلّما نجد مثل هذه النماذج المضيئة من التاريخ ،
بسبب ابتعاد المسلمين عن دينهم ، وهجرهم لتعاليم إسلامنا العظيمة وعدم اتباع سنته عليه الصلاة والسلام !
فالان ، الأفكار الغربية اكتسحت الساحة ، وانتشرت بين الناس مفاهيم ،
حب النفس ، أو النرجسية ، فهي تجعل صاحبها يتصف بالانانية ومحاولة إثبات ذاته .
الحسد والغيرة وحب امتلاك ما يمتلكه الاخرين !
قلما نجد من يقول عن فلان " الله يباركله " .. " الله يزيده "
صحيح أنه لا مانع أن تدعو لنفسك بأن يرزقك الله مثله ،
ولكن علينا ان ننقّي أنفسنا من الحسد والغيرة وتمني زوال النعم عن خلق الله
بل الدعاء لهم ، لأن معظم البشر اليوم هم هكذا لا يتمنون الخير لبعضهم ، فقط " اللهم نفسي "
وهذه الفكرة النتنة هي من رواسب الغرب التي روج لها
وسوق لهذه الفكرة وللأسف أصبح الكثير من المسلمين يتصفون بها .
ويقدمون مصالحهم الشخصية على مصالح غيرهم حتى وإن أضرّت غيره !!
هكذا هي الرأسمالية ، وتلك هي أخلاقهم ومشاعرهم ،
والتقدم والحضارة عندهم كلها على أكتاف الفقراء والمساكين والمحتاجين
- من يريد الاستزادة فليقرأ قصص الناجحين عندهم وكيف وصلوا لما وصلو له -
لا يوجد عندهم أخلاق أو مشاعر أو حتى رقيّ، هم فقط ملتزمون بالقانون ،
لذلك نجدهم الان يسبقوننا نحن المسلمين
لأنهم يهابون القانون والدولة ،
بإذن الله عندما ترجع لنا دولة الإسلام كما كانت في السابق ، وسنسبقهم بملايين السنوات
أعلم أن المسلمين عليهم أن يتصفوا به من داخلهم ومن النزعة الإيمانية ،
ولكن بسبب غياب الإسلام عن الساحة واحتلال الغرب سواء الفكري او السياسي لمدننا ،
أصبح المسلمون حالهم كما نرى !
وأيضاً لأن ما لا ينزع بالقران ينزع بالسلطان ،
فاللهم أكرمنا بالنصر والتمكين في الأرض عاجلاً غير اجل .
طبعاً الخير ليس منعدم في أمة الإسلام وإنني لا أجمع كل المسلمين بالطبع ،
ولكنني أتحدث عن مجتمعاتنا والغالب والظاهر عليها .
وأذكر نفسي وإياكم بمكارم الأخلاق ونستقي من هدي حبيبنا والصحابة الكرام
لنصل - بإذن الله - إلى ما وصلوا إليه بنفوسهم الطيبة .
السلام عليكم رحمة الله وبركاته
كيفكم يا أحلى أعضاء ؟
صرلي فترة ما نزلت شي بقسمي المحبب لقلبي
فرجعت بموضوعين ،
ان شاالله إنكم حبيتوهم واستفدتو منهم
بتمنى ما كنت ثقيلة عليكم
واستمتعتم وانتو تقرأوا وما مليتو ،
ما بحب أطيل عليكم لحتى تتشجعوا وتقرأو
لا تبخلوا علي بردودكم لأنها بتسعدني كثير
وطرح رأيكم ، انتقادكم ، مشاركتكم في الي بحكي عنو
لحتى كلنا نستفيد من بعض ،
بكرر شكري كما في موضوعي الي نزلتو امبارح
للأخت
@MaGicaL Girl
لأنها عملت الطقم
بتفهمني هالبنت بس اطلب منها ، بحب شغلها
يلا مع السلامة
" اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه "
[/TBL][TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at154513773956588.png]
[/TBL]
التعديل الأخير: