يفصلني شهر تقريباً على عيدميلادي الثالث والعشرون ، أشعر بأنني أصغر كُل عام .. وكأن أكبر مرحلة عمرية وصلتها كانت ١٨ ، كُنت أشعر بالأنتماء لمن حولي ، قنوعة وواعية بعمر المراهقة لا يكدر صفو مزاجي شيئاً ، لَدي عالمي الخَاص ، دفاتر الذكريات ، صور الطفولة ، جيران ، بيت ، صديقات ..
تغيّر كُل شيء ، بين يوم ليلة تجردتُ من كُل شيء.. عليَّ بناء كُل شيء من جديد .. البيت والجيران والأصدقاء .. لا أحمل معي سوى ذكريات مدفونة في رأسي، أحرص كُل الحرص أن لا أنساها فهي كُل ما أملك ، فكُل ذكرى ملموسة باتت رماداً ..
أما مؤخراً فقد فقدتُ مشاعري تجاه كل شي، صرتُ لا أكترث حتى لو نسيت كل هذه الذكريات..
كُل شيء بات مُملاً ، لا العبارات الحزينة مؤثرة
ولا عبارات التنمية ملهمة ، كُل شيء بات خاوياً و سخيفاً حقاً ..
أملأني يا رب بالسلام الذي أتوق اليه
فأنا لَستُ بالصورة التي أُريد ..