- إنضم
- 14 مايو 2019
- رقم العضوية
- 9975
- المشاركات
- 747
- مستوى التفاعل
- 4,766
- النقاط
- 267
- أوسمتــي
- 3
- الإقامة
- Sichuan
- توناتي
- 2,472
- الجنس
- أنثى
تُعد الأمراض القلبية في عصرنا الحالي واحدةً من أكثر الأمراض انتشارًا وخطورة،
فلا يكاد يوجد أحدٌ منا إلا و يعرف شخصًا مصابًا بأحد الأمراض القلبية،
و لعله من المألوف لدينا أو العالق في أذهاننا أن بعضهم قد خضع لعملية جراحية
لمعالجة هذا المرض القلبي تدعى بعملية القلب المفتوح،
فهذا المصطلح يبدو من جهةٍ أنه مألوفٌ للكثيرين بل و مخيفٌ أيضًا،
كيف لا و هذا العمل الجراحي يتم على القلب الذي هو العضو المحوري
للحفاظ على حياة الإنسان، فلماذا يتم إجراء العملية ؟!،
و من هم المرضى الذين يحتاجون لمثل هذه العملية ؟!،
ذلك ما سنوضحه معًا في هذا الموضوع.
يعتبر القلب واحدًا من الأعضاء المحورية في جسد الإنسان،
فهو الذي يقوم بعملية ضخ الدم في أنحاء جسدنا،
هذا الدم الذي يحمل الأوكسجين و المواد الضرورية لكل خلية من خلايا الجسم
و يأخذ منها الفضلات و المواد الضارة ليتم اطراحها،
لهذا يعتبر أي مرض أو اضطراب في عمل القلب من الأمور التي تؤثر
على الجسم مباشرةً بنحو سيء و قد تهدد الحياة.
ونظرًا لخطورة هذه الأمراض القلبية يتم التدخل عليها بسرعة و بكل الوسائل الممكنة
-و من ضمنها عملية القلب المفتوح- لمنع حدوث الاختلاطات الخطيرة،
و قبل البدء بالحديث عن عملية القلب المفتوح لا بد لنا أن نتحدث عن القلب، موقعه و وظيفته.
يقع القلب في الجهة اليسرى لمنتصف الصدر بين الرئتين،
وهو عبارة عن عضلة بحجم قبضة اليد تقوم بضخ الدم إلى الرئتين و إلى باقي أنحاء الجسم،
يتألف من أربع حجرات أذينتين و بطينين تكون وظيفتهما كالتالي :
- الأذينتين (Atrium) ✎:
تقعان في الجزء العلوي للقلب،
تُقسمان إلى أذينة يسرى وأ ذينة يمنى،
تقومان بجمع الدم القادم من الرئتين و من بقية أنحاء الجسم،
تعملان على ضخ هذا الدم إلى البطينات التي تقع في القسم السفلي للقلب.
- البطينين (Ventricle) ✎:
يقعان في القسم السفلي من القلب كما ذكرت،
كما يكون لدينا بطين أيسر و بطين أيمن و هما أكبر من الأذينات حجمًا،
يقوم البطينان بضخ الدم إلى الرئتين و باقي أنحاء الجسم.
أي بالمحصلة يكون القلب مكون من أذينة و بطين أيسر و أذينة وبطين أيمن،
تكون وظيفة الأذينة و البطين الأيمن تجميع الدم من الجسم و إرساله إلى الرئتين،
و الأذينة و البطين الأيسر تجميع الدم القادم من الرئتين و ضخه إلى بقية الجسم.
و تكون آلية عمل القلب كالتالي :
- أولًا :
تقوم الأذينة اليمنى بتجميع الدم القادم من أنحاء الجسم،
هذا الدم يكون فقيرًا بالأوكسجين و غنيًا بغاز ثنائي أوكسيد الكربون.
- ثانيًا :
تتقلص الأذينة اليمنى و تدفع الدم إلى البطين الأيمن الذي يجمع هذا الدم بدوره.
- ثالثًا :
يتقلص البطين الأيمن و يدفع الدم إلى الرئتين عبر ما يعرف بالشريان الرئوي،
و هناك في الرئتين يتم التخلص من غاز ثنائي أوكسيد الكربون (CO2)
و تزويد الدم بالأوكسجين الضروري لخلايا الجسم،
تدعى هذه العملية بأكسجة الدم.
- رابعًا :
يعود الدم الحاوي على الأوكسجين إلى الأذينة اليسرى،
تجمع الأذينة اليسرى هذا الدم و تضخه إلى البطين الأيسر.
- خامسًا :
يتجمع الدم الحاوي على الأوكسجين في البطين الأيسر،
حيث يقوم البطين الأيسر بضخ الدم إلى بقية أنحاء الجسم
عن طريق الشريان الأبهر ليقوم بنقل الأوكسجين إلى خلايا الجسم
و أخذ ثنائي أوكسيد الكربون، يعود هذا الدم مجددًا إلى الأذينة اليمنى
لتبدأ الدورة مجددًا و هكذا، تدعى هذه العملية بالدورة الدموية (Blood Circulation).
و بهذا نكون قد استعرضنا باختصار وظيفة القلب.
تعرَّف عملية القلب المفتوح (Open heart Surgery) بأنها إجراء جراحي على القلب،
يتم من خلالها الوصول للقلب من خلال إحداث شق جراحي
في منتصف الصدر و فتح القفص الصدري،
و بعد الوصول للقلب يتم التدخل جراحيًا لتصحيح الخلل به.
أي فيما معناه أنه يتم فتح الصدر و يصبح القلب مكشوفًا خلال الجراحة،
و من ثم إجراء الجراحة على نسيج القلب أو صماماته،
و خلال الجراحة يتم تحويل الدم إلى جهاز يعمل على ضخ الدم
و أكسجته كما هو عمل القلب والرئتين،
و لهذا تمت تسميتها اصطلاحًا بعملية القلب المفتوح أو جراحة القلب التقليدية.
ذكرت قبل قليل أنه في عملية القلب المفتوح يتم فتح القفص الصدري
و الوصول إلى القلب و جعله مكشوفًا وإجراء الجراحة عليه،
لكن السؤال الذي يتبادر لذهننا :
هل كل اضطراب أو مشكلة في القلب تحتاج لهذه الجراحة ؟!
و ما هي الأمراض القلبية التي نضطر بموجبها لإجرائها ؟!
بطبيعة الحال
بل هناك حالات معينة يتم اللجوء بها لعملية القلب المفتوح،
في حين أنه في المقابل يوجد الكثير من الحالات يتم حلها دون جراحة من خلال إجراءات طبية أخرى،
و سنعرض فيما يلي أكثر الأسباب التي تستدعي إجراء عملية القلب المفتوح شيوعًا :
- وضع المجازات الإكليلية (Coronary Artery Bypass Surgery)✎:
القلب كغيره من أعضاء الجسم يحتاج لتغذية و أوكسجين باستمرار ليقوم بمهمته،
هذه التغذية يحصل عليها من الدم الذي توصله الشرايين المغذية للقلب،
تدعى هذه الشرايين المغذية للقلب بـ الشرايين الإكليلية (Coronary Artery).
تكون هذه الشرايين الإكليلية المغذية للقلب عرضةً عند العديد من الأشخاص
لتبدلات و إصابات فيها، فقد تتضيق في مكان ما مما يخفض من وصول الدم
إلى أحد أجزاء القلب، بالتالي يضطرب تقلص و عمل القلب المتناسق و يعاني المريض
مما يعرف بخناق الصدر أو الذبحة الصدرية (Angina)، حيث يشعر المريض بألم
على مستوى القلب و تعب عندما يمارس نشاطاته اليومية و هذا يؤثر على حياته.
وفي حالات أخرى هذه الشرايين الإكليلية المغذية للقلب
قد ينسدُّ أحد فروعها بشكل كامل لأحد الأسباب،
و بالتالي تمنع التروية و التغذية بشكل كامل عن أحد أجزاء القلب،
كما يحدث
هذا ما يعرف بـ احتشاء العضلة القلبية (Myocardial Infraction).
و يكون دور عملية القلب المفتوح في هاتين الحالتين فتح الصدر و الوصول للقلب
و تحديد مناطق التضيق و الانسداد في هذه الشرايين الإكليلية،
و من ثم زرع وعاء دموي يتجاوز المنطقة المتضيقة يقوم بإيصال الدم للمنطقة
ناقصة التروية و التغذية الدموية، أي نقوم بإحداث طريق فرعي -مجازةً- للدم
ليمر فيها و يتجاوز المنطقة المتضيقة، و هذا ما يدعى بعملية المجازات الإكليلية.
- علاج صمامات القلب (Heart Valve Surgery)✎:
ذكرت سابقًا أن القلب يحوي أربع حجرات أذينتين و بطينين،
و كل أذينة متصلة بالبطين الذي يوافقها تضخ الدم له من خلال فتحة بين الأذينة والبطين،
هذه الفتحة تحوي ما يعرف بـ الصمام (Valve).
وظيفة هذا الصمام السماح للدم بالمرور من الأذينة إلى البطين و تمنعه من العودة للخلف،
أي يقوم الصمام بالحفاظ على الدم ضمن البطينات التي تتقلص وتضخه
سواءً إلى الرئتين كما يفعل البطين الأيمن أو للجسم كما يفعل البطين الأيسر،
أي أن هذه الصمامات مهمة في عمل القلب بشكل طبيعي و للمحافظة
على حجم الدم الذي يضخه، و أي خلل فيها سوف يسبب خللًا في عمل القلب
و يؤثر على صحة الإنسان.
يحوي القلب أربعة صمامات رئيسية، هي:
1- الصمام التاجي (Mitral valve): يقع بين الأذينة اليسرى و البطين الأيسر.
2- الصمام مثلث الشرف (Tricuspid valve): يقع بين الأذينة اليمنى و البطين الأيمن.
3- الصمام الأبهري (ِAortic valve): يقع بين البطين الأيسر و الشريان الأبهر.
4- الصمام الرئوي (Pulmonary valve): يصل بين البطين الأيمن و الشريان الرئوي.
كما قلت قبل قليل هذه الصمامات تسمح للدم بالمرور باتجاه واحد
من الأذينة للبطين و من البطين للشريان الموافق، فهي بذلك تحافظ على اتجاه
و حجم الدم الذي يضخه القلب، لكن هذه الصمامات قد تصاب بالخلل
نتيجة بعض الأمراض و تضطرب وظيفتها، و نتيجة لذلك قد تصاب بالتضيق أو القصور
أو حتى التخرب الكامل، في تضيق الصمام الذي يحدث أن الصمام؛
لا يفتح بشكل كامل بالتالي ذلك يؤدي لمرور دم أقل عبره ثم خلل في عمل القلب،
أما في القصور فالصمام يفتح بشكل طبيعي و لكنه لا يغلق بإحكام كما هي الحالة الطبيعية،
أي هنا يسمح للدم بالعودة من البطين للأذينة بشكل مخالف للحالة الطبيعية،
و هذا أيضًا يسبب اضطرابًا و خللًا في عمل القلب.
إصلاح هذه الأمراض و الاضطرابات بالصمامات يتم بطرق عديدة
و من ضمنها عملية القلب المفتوح في بعض الحالات، حيث نقوم بفتح القلب
و إصلاح الصمام أو تغييره بشكل كامل.
- إصلاح تشوهات القلب الخلقية (Congenital Heart Defects)✎:
القلب كما تكلمنا سابقًا يكون بشكل و بنية محددة عند غالبية البشر،
حيث يبدأ تكون القلب منذ بداية حياة الجنين في رحم أمه، و مع انتهاء الحمل
و حدوث الولادة يكون القلب بالشكل المعتاد عند معظم البشر بحجراته و صماماته،
لكن هذه العملية من تشكل القلب خلال وجود الطفل في رحم أمه قد تضطرب
و تختل لأسباب عديدة مثل تناول الأم لبعض الأدوية الضارة خلال الحمل و غيرها من الأسباب،
و تكون محصلة هذه الاضطرابات في عملية تشكل القلب في حال حدوثها ولادة طفل
بقلب ذي بنية غير طبيعية و مشوهة.
حدوث التشوه في بنية القلب و تركيبه كوجود فتحات غير طبيعية
بين الحجرات الأربع أو وجود أوعية دموية ليست في مكانها الطبيعي
كلها أمور تؤثر في عمل القلب و وظيفته و بالتالي في حياة الطفل،
و لذلك في حال وجود هذه التشوهات يجب القيام بعملية القلب المفتوح
في عمر معين حسب كل حالة و فتح القلب و إصلاحه.
- زرع بعض الأجهزة الطبية✎:
يعمل القلب بشكل منتظم حيث يتقلص بشكل متتابع و متناسق
و بعدد ضربات محددة حوالي 60 – 100 ضربة بالدقيقة، لكن في بعض الحالات المرضية
التي تصيب القلب قد يضطرب هذا التناسق في تقلصه أو تنخفض عدد الضربات،
هنا نحتاج لعلاج هذه الحالات إلى زرع أجهزة على القلب نفسه،
هذه الأجهزة تكون مهمتها الحفاظ على عمل القلب بتناسق و عدد ضربات طبيعي،
نذكر من هذه الأجهزة ما يدعى بـ ناظم الخطى (Pacemaker) الذي ينظم عدد ضربات القلب،
بالطبع هذه الأجهزة لكي يتم زرعها في مكانها و قيامها بالمهمة المطلوبة تتطلب
إجراء عملية القلب المفتوح و الوصول للقلب لوضعها.
- عملية زرع القلب✎:
يصل القلب لمرحلة حرجة و خطر التوقف و الموت في أي لحظة، هنا يبقى الخيار الأخير
زرع قلب جديد يتم الحصول عليه من متبرع، عملية الحصول على القلب من المتبرع
و إجراء زرع القلب الجديد عملية معقدة و بحاجة لتدابير عديدة يطول شرحها،
لكن الأكيد هنا حاجتنا لعملية القلب المفتوح للوصول للقلب المريض و استبداله
بالقلب المزروع الجديد.
ذكرنا بأن الآلية الأساسية لعملية القلب المفتوح إجراء شق جراحي في الصدر
و القفص الصدري للوصول إلى القلب و إصلاح الخلل فيه، لكن بالطبع
هذا العمل الجراحي لا يتم ببساطة، فهو عمل جراحي كبير يحتاج إلى خطوات
و مراحل لإجرائه، سنستعرض فيما يلي خطوات تحضير و إجراء الجراحة :
- التحضير للجراحة✎:
يبدأ التحضير للجراحة في الليلة التي تسبق العمل الجراحي،
حيث يجب على المريض إيقاف الطعام و الشراب عند منتصف الليل،
و في حال وجود أدوية يتناولها المريض قبل دخول المشفى
فيجب عليه أن يلتزم تمامًا بتعليمات الطبيب، حيث يخبره بأي دواء
يجب إيقافه قبل الجراحة و أي دواء يستطيع تناوله.
في يوم العمل الجراحي و قبل موعد الدخول لغرفة العمليات
يتم إجراء تحاليل و فحوصات لتقييم وضع المريض و حالته قبل الجراحة،
و في حال كان المريض ذكرًا مع شعر على صدره يتم إزالة الشعر كاملًا قبل الجراحة،
و يتم أيضًا وضع قثطرة في الوريد ليتم حقن الأدوية و إعطاء السوائل.
- أثناء الجراحة✎:
يتم تخدير المريض تخديرًا عامًا و وضع أنبوب تهوية، بعد ذلك يقوم الجراح
بإجراء شق جراحي في منتصف الصدر و يصل لعظام القفص الصدري،
يتم قص العظام و الوصول للقلب، هنا نكون أمام حالتين ؛
إما أن يتم إيقاف القلب و تحويل الدم إلى جهاز القلب و الرئة الاصطناعي
الذي يعمل كعمل القلب تمامًا و يحافظ على ضخ الدم للجسم،
أو أن يتم إجراء الجراحة و القلب يعمل بشكل معتاد و طبيعي،
و طبعًا يتم تقرير هذه الآلية حسب الحالة المرضية التي يعاني منها المريض
و حسب رأي الطبيب، فمثلًا في حال كان هناك مرض بصمامات القلب
فإن إصلاحها يحتاج لفتح أجواف القلب و هنا يجب حكمًا إيقاف القلب
عن العمل و تحويل الدم، أما في حال كان العمل الجراحي مثلًا على
مستوى الشرايين الإكليلية المغذية للقلب فقد يكون بالإمكان
إجراء الجراحة دون إيقاف القلب.
مدة العمل الجراحي تختلف حسب كل مريض و كل حالة،
لكن وسطيًا فهي تستمر من 3 - 6 ساعات.
- بعد الجراحة✎:
قلنا بأن عملية القلب المفتوح من العمليات الكبرى و لذلك بعد الانتهاء
منها تحتاج لعناية خاصة، فبعد الخروج من غرفة العمليات يُنقل المريض
لغرفة العناية المشددة بشكل روتيني، يبقى فيها يوم ليومين يتم بها مراقبته
عن كثب و مراقبة حالته بعد الجراحة.
يخرج المريض من غرفة العناية المشددة و يُنقل لغرفة عادية ضمن المشفى
لعدة أيام أيضًا، و بعد الاطمئنان عن حالته يتم تخريجه من المشفى،
الراحة في المنزل بعد الخروج من المشفى تستغرق وسطيًا شهرًا لشهر و نصف،
في حين أن العودة للنشاط اليومي يجب أن تكون بشكل خفيف و تدريجي
و يفضل تحت إشراف اختصاصي طبي، يحتاج المريض بشكل وسطي
ستة أشهر ليعود لحياته الطبيعية.
ما هي مخاطر و اختلاطات عملية القلب المفتوح ؟!
نظرًا لكون عملية القلب المفتوح من العمليات الدقيقة و الحساسة
-لأن التدخل يتم على القلب أحد أهم الأعضاء-، فهي تحمل معها مخاطر
و اختلاطات عديدة، سنعرض أهمها فيما يلي:
- حدوث احتشاء العضلة القلبية✎:
ذكرنا سابقًا بأن احتشاء العضلة القلبية يعني انقطاع التروية
و التغذية الدموية عن جزء من القلب نتيجة انسداد الشرايين
الإكليلية و بالتالي تموت هذا الجزء، هذا الأمر قلنا أنه قد يكون سببًا
لإجراء العملية أساسًا و لكن قد يحدث بعد إجراء عملية القلب المفتوح
نتيجة للتدخل على القلب و الجهد و الضغط الذي يتعرض
له جسد المريض، بالتالي يحدث احتشاء في القلب.
- حدوث اضطرابات النظم القلبية✎:
و هو ما يعرف بـ اللانظميات القلبية (Arrhythmias)، حيث قلنا أن
القلب و حجراته تتقلص و تعمل وفق إيقاع معين منتظم، و في حال اضطرب
هذا الإيقاع يضطرب عمل القلب و وظيفته، هذا الأمر قد يحدث بعد عملية
القلب المفتوح لأننا في بعض الأحيان قد نضطر لإجراء جرح في نسيج القلب
و فتحه و أحيانًا إيقافه عن العمل، و هذا يؤهب لحدوث اضطرابات النظم في
القلب بعد عودته للعمل بعد الجراحة.
- إنتان في الجرح✎:
الجرح المحدث بالجراحة كبير و يحتاج وقتًا ليندمل بشكل جيد،
بالتالي يعد وسطًا ملائمًا لنمو الجراثيم فيه و حدوث الإنتان
لاسيما في حال إهماله و عدم تعقيمه و تبديل الضماد بشكل منتظم،
من علامات إنتان الجرح الألم الشديد غير المعتاد و التورم
حول منطقة الجرح و سيلان قيح منه.
- الإصابة بذات الرئة✎:
المقصود بذات الرئة إصابة الرئة بالإنتان الجرثومي بعد الجراحة،
السبب في ذلك؛ فتح الصدر و تعريض الرئتين لاتصال مباشر مع
الوسط الخارجي الذي يكون غير معقم أو انتقال الإنتان من الجرح
في حال التهابه إلى الرئتين بالتالي حدوث ذات الرئة.
- النزف الشديد✎:
قد يحدث في بعض العمليات نزيف شديد أثناء الجراحة أو بعدها
و السبب في ذلك يعود لأن القلب نقطة تجمع الدم الأكبر في الجسم،
بالتالي إجراء الجراحة عليه و عدم إغلاقه بشكل محكم أو إصابة أحد الأوعية
الرئيسة في القلب أثناء إجراء الجراحة؛ تسبب حدوث نزيف شديد
كون عملية القلب المفتوح من العمليات الكبرى و الطويلة
و تحمل معها مخاوف كبيرة لكل المرضى فبالتأكيد لا بد من وجود نصائح
و أمور يجب على المريض الانتباه لها و مراعاتها بعد إجراء العملية،
فهذه العملية تتم لإصلاح خلل معين بالقلب كما ذكرنا
و لكن إجراءها لا يعني أبدًا زوال الخطورة بشكل كامل و عدم
حدوث خلل قلبي مرة أخرى أو حدوث اختلاط قد يكون خطيرًا
على حياة المريض، لذلك يُنصح المريض بما يلي :
1- الاهتمام بنظافة الجرح✎:
جرح العمل الجراحي كبير و بالتالي العناية به يجب أن تكون أكبر
و أدق لأن خطورة التهابه أعلى، لذلك يجب اتباع تعليمات الطبيب
بشكل تام من حيث تبديل الضماد و تعقيم الجرح بشكل كامل
و مثالي حتى يندمل الجرح بشكل جيد.
2- عدم إهمال علامات الانتان✎:
أعني هنا حدوث إنتان بالجرح أو حتى إنتان خارجي لا علاقة له
بالجرح خصوصًا في فترة التعافي من العملية، حيث يكون جسم المريض
أضعف و الإنتان أخطر، حيث يجب على المريض مراجعة الطبيب
و إخباره بسرعة في حال ظهرت أي علامة من علامات الإنتان
كـ تورم في محيط الجرح أو سيلان سائل قيحي منه أو ارتفاع درجة الحرارة
و وجود صعوبة في التنفس، و هنا يقوم الطبيب بالتدخل بسرعة
و تجنب حدوث أي تطور أو اختلاط لهذا الانتان.
3- الالتزام بالحمية الغذائية✎:
خصوصًا المرضى الذين يعانون من انسداد الشرايين الإكليلية
أو ارتفاع الضغط الشرياني، حيث يجب أن يكون طعامهم مضبوطًا
وفق حمية يحددها الطبيب و تكون فيها كمية الشحوم و الملح
منخفضة لتجنب عودة المشكلة القلبية التي من أجلها تم
إجراء الجراحة أساسًا.
4- ممارسة التمارين الرياضية و الابتعاد عن التدخين✎.
-واضحة ترا-
ختامًا .. يجب أن أقول أنه مع تقدم الطب و تطوره في عصرنا الحالي
ظهرت الكثير من الخيارات العلاجية التي قد تغني في بعض الحالات المرضية
عن عملية القلب المفتوح، لكن هذا التقدم الطبي أيضًا جعل عملية القلب
المفتوح أكثر أمانًا و موثوقية و تحقيقًا لهدفها عند إجرائها في الحالات
التي تتطلبها و لا داعي للخوف الكبير منها.
أتمنى أن الموضوع قد نال على رضاكم.
و في إنتظار ردودكم المبهجة.
دمتم بخير ، في أمان الله.
-تهمس- نسيت أصمم فوتر. T^T