بذل الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- مع الصّحابة -رضي الله عنهم- جهداً عظيماً في نشر الدّعوة الإسلاميّة في مكّة المكرّمة
إلّا أنّها قُوبلت بالعداء والرّفض وإنزال أشكال العذاب المختلفة بهم من قِبَل قريش وسادتها، إلى أن التقى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-
بنفرٍ من الرّجال القادمين من المدينة المنوّرة إلى مكّة المكرّمة، فأقبل عليهم يدعوهم إلى الإسلام حتى أسلموا ووعدوه
بأن يأتوا إليه في العام المقبل مع نفرٍ آخرين من قومهم ليعتنقوا دين الإسلام.
وذهب جمع من الأوس والخزرج في العام التالي لبيعة العقبة الأولى، وتحديداً في موسم الحجّ من العام الثّاني عشر للبعثة، وكانوا اثنا عشر رجلاً
وهم: أسعد بن زرارة الخزرجيّ، ورافع بن مالك الخزرجيّ، وقطبة بن عامر الخزرجيّ، وعُقبة بن عامر الخزرجيّ، وعوف بن الحارث الخزرجيّ
ومعاذ بن الحارث الخزرجيّ، وذكوان بن عبد القيس الخزرجيّ، وعبادة بن الصّامت الخزرجيّ، ويزيد بن ثعلبة الخزرجيّ
والعبّاس بن عبادة الخزرجيّ، وأبو الهيثم بن التيهان الأوسيّ، وعُويم بن ساعدة الأوسيّ.
شعر الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- أن الدّعوة الإسلاميّة مقبولة في يثرب أكثر من قبولها في مكّة المكرّمة، والإشارات تدلّ على إمكانيّة
استقبالها لدّعوة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، مع أنّ غالب أهلها مشركين؛ إلّا أنّهم لم يرفضوا الدّعوة ولم يعادوها كما فعل أهل مكّة
والرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- كان حريصاً على تأسيس نواة للدولة الإسلاميّة فعقد معهم بيعة العقبة الأولى
نسبةً لاسم المكان الذي عُقدت فيه، ووصفت بالأولى لتمييزها عن بيعة العقبة الثّانية التي حدثت بعد عام من البيعة الأولى في ذات المكان.
روى عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- وهو أحد الرّجال الذين بايعوا النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في بيعة العقبة الأولى
أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال لهم: (تَعالَوا بايعوني علَى أنْ لا تُشرِكوا باللَّهِ شيئاً، ولا تَسرِقوا، ولا تَزْنوا، ولا تَقتُلوا أولادَكُم
ولا تأتُوا بِبُهتانٍ، تَفتَرونَهُ بين أيديكُم وأرْجُلِكُم، ولا تَعصوني في مَعروفٍ، فمن وفَى منكُم فأجرُهُ على اللَّهِ، ومن أصابَ من ذلكَ
شيئاً فَعوقِبَ بهِ في الدُّنيا فهُو لَه كَفَّارَةٌ، ومن أصابَ من ذلك شيئاً فسَتَرَهُ اللَّهُ فأمْرُهُ إلى اللَّهِ، إنْ شاءَ عاقَبَهُ، وإنْ شاءَ عفا عنه)
فالرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- حرص أولاً على ترسيخ العقيدة الإسلاميّة في نفوس المُبايعين، فكان أوّل بند في المبايعة عدم الإشراك بالله تعالى
فالعقيدة الصحيحة أساس رسالة الإسلام، ثمّ اهتمّ الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- بمكارم الأخلاق، فذكر ترك
السّرقة وترك الزّنا وعدم قتل الأولاد؛ لعلم الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ الأمّة لا تقوم بقومٍ تركوا الأخلاق وقصّروا فيها
وفي آخر المبايعة نبّه الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- على أهميّة طاعته بالمعروف، مع أنّه لا يأمر إلّا بالمعروف
حتى يسنّ للمسلمين من بعده أنّ طاعة وليّ الأمر واجبة ما دامت في أمر معروف
وفيما يرضي الله تعالى، وأمّا إن كانت في أمور سيئة فلا طاعة له. ___________________________________________________________________________________ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ__▪يتبع
بعد لقاء الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بوفد الأوس والخزرج في منطقة العقبة بالقرب من مكّة المكرّمة واتفاقهم معه على
مجموعةٍ من البنود، بما سمّي في التاريخ ببيعة العقبة الأولى، وبعد أن أرسل معهم رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-
مصعب بن عمير رضي الله عنه؛ ليُعلّمهم الإسلام، انتشر الإسلام في المدينة المنوّرة، فعاد المسلمون في العام التالي
وهو ما يوافق العام الثالث عشر للبعثة، وبايعوا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بيعة العقبة الثانية، وهي ما سُمّيت في التاريخ ببيعة
العقبة الكبرى، ومن الجدير بالذكر أنّ عدد الأنصار من الأوس والخزرج الذين شهدوا تلك البيعة كان ثلاثةً وسبعين رجلاً وامرأتان
وهما أمّ عمارة؛ نسيبة بنت كعب المازنيّة وأمّ منيع أسماء بنت عمرو بن عدي رضي الله عنهم جميعاً.
❶ السمع والطاعة في النشاط والكسل:
بيّن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الأمر للأنصار؛ أنّ السمع والطاعة لن يكون في حالة النشاط الإيمانيّ الذي يدفع صاحبه لتقبّل الأوامر
بسهولةٍ فقط، بل لا بُدّ من أن يكون في حالات الفتور والكسل أيضاً، وكان من الممكن أن يجعل البيعة على
السمع والطاعة من غير تفصيلٍ ولكنّه تعمّد التفصيل؛ لبيان صعوبة الأمر، وليأخذ الأنصار قرار البيعة على بصيرةٍ. ❷ النفقة في العسر واليسر:
وكذلك الأمر بالنسبة للنفقة في العسر؛ فهي صعبةٌ جداً وليست كالنفقة في اليسر وتحتاج إلى إيمانٍ راسخٍ قويٍّ. ❸ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
وفي هذه الفضيلة صعوبةٌ كبيرةٌ؛ إذ إنّ الإنسان بطبيعته لا يُحبّ أن يشعر بخطئه ويتجنب التعامل مع الذي يذكّره به
وهذا ما يحصل عندما يأمر الإنسان بالمعروف وينهى عن المنكر؛ ولذلك بيّن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-
للأنصار أنّ الإيمان يستوجب تحمّل المصاعب والتضحية بكلّ شيءٍ. ❹ قول كلمة الحقّ دون الخوف من لومة لائمٍ:
اشترط رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على الأنصار في البيعة أن يقولوا كلمة الحقّ مهما كان الثمن، فمن المعروف أنّ كلمة
الحقّ صعبةٌ على النفس؛ لما قد يترتّب عليها من لوم الأهل، والأقارب، والناس جميعاً. ❺ نصرة الرسول صلّى الله عليه وسلّم والدفاع عنه:
أيّ أنّ رسول الله اشترط على الأنصار الجهاد في سبيل الله في البيعة، والحقيقة أنّ الجهاد من أصعب الأمور على النفس
ولذلك هو ذروة سنام الإسلام، كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (رأسُ الأمرِ الإسلامُ، وعمودُهُ الصَّلاةُ، وذروةُ سَنامِهِ الجِهادُ)
وممّا زاد الأمر صعوبةً اشتراط النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- على الأنصار أن يدافعوا عنه
ويحمونه كما يحمون أنفسهم، وأموالهم، وأزواجهم. ___________________________________________________________________________________ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ__▪يتبع
لم يبقى في مكة إلّا النبي ينتظر الأمر من الله ومعه أبو بكر الصديق وعلي بن أبي طالب، وقد تقصّد النبي تأخير
أبا بكر ليكون صاحبه في السفر، وفي الليلة التي أذن الله بها لنبيه كانت قريش في اجتماع دار الندوة، وقد اتخذوا قرارهم بقتل النبي
واتفقوا أن يأخذ شاب من كلّ قبيلة من قريش سيفًا يضرب به النبي ليتفرّق دمه بين القبائل، فحاصروا بيته
لكنّ الله أعمى أبصارهم، فلم يروه وهو يخرج ويحثوا على وجوههم التراب تاليًا
قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ}، فلما استفاقوا دخلوا، فوجدوا علي بن أبي طالب
في فراشه فتركوه ، جهّز أبو بكر راحلتين، فدفعهما النبي إلى عبد الله بن أريقط على أن يوافيهم عند غار في جبل ثور؛ حيث مكث
النبي ثلاثة أيام ينتظر أن يهدأ بحث قريش عنه، وكان عبد الله بن أبي بكر يأتيهم بالأخبار، وعامر بن فهيرة مولى الصديّق يرعى الغنم
بعد مرور عبد الله ليعفي أثره، وأسماء بنت أبي بكر تأتيهم بالطعام، ويذكر في خبر الغار قول أبي بكر
"قلْتُ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ونحنُ في الغارِ: لو أنَّ أحَدَهُم يَنظُرُ إلى قدَمَيهِ لَأَبصَرَنا تحتَ قَدَمَيهِ
قال: فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا أبا بكرٍ، ما ظَنُّكَ باثنَينِ اللهُ ثالِثُهُما؟"،[٤] وفي هذه الحادثة
قال الله: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}
حتى وصل النبي المدينة ليلقى المهاجرين والأنصار بانتظاره
أول عمل قام به النبي صلى الله عليه وسلم عندما قدم إلى المدينة المنورة هو بناؤه لمسجده الشريف في المكان
الذي بركت فيه ناقته، وكان ملكاً ليتيمين فاشتراه النبي صلى الله عليه وسلم وأقام عليه المسجد، وكان يعمل فيه بنفسه مع أصحابه الكرام
وقد بدأ بناء المسجد في ربيع الأول سنة واحد من الهجرة بعد وصول النبي صلى الله عليه وسلم
مباشرة، كما جاء في كتاب "الرحيق المختوم" للمباركفوري وغيره.
وقد بنيت حيطانه باللبن والطين، وجعل سقفه من جريد النخل، وعمده من الجذوع، وفرشت أرضه بالرمال والحصباء
وجعلت له ثلاثة أبواب، وطوله مما يلي القبلة إلى آخره مائة ذراع، وعرضه من الجانبين قريب من ذلك أو دونه، وجعلت
عضادتا الأبواب من الحجارة، وكان أساسه قريباً من ثلاثة أذرع. ___________________________________________________________________________________ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ__▪يتبع
سعى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ منذ دخوله المدينة إلى تثبيت دعائم الدولة الجديدة، فكانت من أولى خطواته المباركة
المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، التي ذابت فيها عصبيات الجاهلية، وسقطت بها فوارق النسب واللون والوطن، وكانت من أقوى الدعائم
في بناء الأمة،وتأسيس المجتمع المسلم الجديد في المدينة المنورة، حتى يتآلف ويقوى، ويكون صفا واحدا أمام أعدائه.
لقد وضعت الفترة الأولى من قدوم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى المدينة، كلا من المهاجرين والأنصار أمام مسئولية خاصة
من الأخوة والتعاون، وكانت هذه المؤاخاة أقوى في حقيقتها من أخوة الرحم، وكان الأنصار على مستوى هذه المسئولية، فواسوا إخوانهم المهاجرين
وآثروهم على أنفسهم بخير الدنيا، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: ( قالت الأنصار للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
اقسم بيننا وبين إخواننا النخيل، قال: لا، فقالوا: تكفوننا المؤونة ونشرككم في الثمرة، فقالوا سمعنا وأطعنا )( البخاري ) .
وقد ترتب على هذه المؤاخاة حقوق بين المتآخين، شملت التعاون المادي والرعاية، والنصيحة والتزاور، والمحبة والإيثار..
يحدثنا عبد الرحمن بن عوف ـ رضي الله عنه ـ عما وصلت إليه هذه المؤاخاة فيقول لما قدمنا إلى المدينة آخى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
بيني وبين سعد بن الربيع ، فقال لي سعد : إني أكثر الأنصار مالا فأقسم لك نصف مالي، ولي امرأتان فانظر أعجبهما إليك فسمها لي أطلقها
فإذا انقضت عدتها فتزوجها، فقال عبد الرحمن بن عوف : بارك الله لك في أهلك ومالك، لا حاجة لي في ذلك
هل من سوق فيه تجارة ؟ قال سعد : سوق قينقاع ، قال فغدا إليه عبد الرحمن .. إلي آخر الحديث )( البخاري )
وقد شكر المهاجرون للأنصار فعلهم ومواقفهم الرفيعة في الكرم والإيثار، وقالوا يا رسول الله: ما رأينا مثل قوم قدمنا عليهم أحسن
مواساة في قليل، ولا أحسن بذلا في كثير من الأنصار.
ولم يكن سعد بن الربيع منفردا في ذلك عن غيره من الأنصار، بل كان هذا شأن عامة الصحابة، حتى وصلت المؤاخاة إلى درجة
أن يتوارث المتآخيان، ثم نسخ هذا التوارث بقول الله عز وجل :{ وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ
وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }(الأنفال:75)..
لقد حملت قضية المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار في طياتها كثيرا من المعاني الطيبة، التي كان من المهم أن تغرس في نفوس الصحابة
خاصة في تلك المرحلة الهامة من تاريخ الإسلام،لما لها من أثر قوي في بناء الدولة المسلمة
بعد بيعة العقبة الثانية هاجر الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة ، وكانت القوَّة المسيطرة فيها لليهود
وكان الأوس والخزرج يعرفون قوَّة اليهود وسيطرتهم الاقتصادية والدينية في ذلك الوقت، وقد سلك معهم النبي -صلى الله عليه وسلم-
مسلكًا يتماشى مع طبيعة المرحلة التي تمرُّ بها الدولة الإسلامية في تلك الفترة، وعقد معهم معاهدة
تضمن لهم حقوقهم وتُعَرِّفهم بواجباتهم في ظلِّ الدولة الإسلامية التي يعيشون في رحابها.
❶ إن يهود بني عوف أُمَّة مع المؤمنين، لليهود دينهم وللمسلمين دينهم مواليهم وأنفسهم(2). ❷ وإن على اليهود نفقتهم، وعلى المسلمين نفقتهم. ❸ وإن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة. ❹ وإن بينهم النُّصح والنصيحة، والبرَّ دون الإثم. ❺ وإنه لا يأثم امرؤُ بحليفه. ❻ وإن النصر للمظلوم. ❼ وإن اليهود يُنفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين. ❽ وإن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة. ❾ وإنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده فإن مردَّه إلى الله –عز وجل، وإلى محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم. ⓫ وإنه لا تُجَارُ قريشٌ ولا مَنْ نَصَرَهَا. ⓬ وإن بينهم النصر على من دهم يثرب.. على كل أناس حصتهم من جانبهم الذي قِبَلَهُمْ. ⓭ وإنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم أو آثم. ___________________________________________________________________________________ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ__▪يتبع
اختلف أهل السيرة في عدد غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم ما بين خمسٍ وعشرين إلى تسعٍ وعشرين غزوة
وقد ذكر الصحابي الجليل زيد بن الأرقم رضي الله عنه في الصحيحين أنّ النبي صلى الله عليه وسلم غزا تسع عشرة غزوةً
وبالرغم من الاختلاف الواسع بين هذه الأرقام إلّا أنّ العلماء بيّنوا أوجهاً للجمع بين هذه الأرقام منها أنّ من ذكر العدد القليل من الغزوات
كان قد جمع بين الغزوات المتقاربة فعدّها غزوةً واحدةً كغزوة الخندق وبني قريظة، أو كحُنينٍ والطائف
بينما فصل من ذَكَر العدد الكبير لغزواته صلى الله عليه وسلم بين هذه الأرقام. وبالرغم من العدد الكبير لهذه الغزوات إلّا أنّ المسلمين
لم يواجهوا العدو في هذه الغزوات جميعها، وفي تلك الغزوات التي لقي فيها المسلمون العدو لم يحارب الرسول صلى الله عليه وسلم
فيها جميعاً بنفسه، فكان عدد الغزوات التي حارب فيها سبع غزواتٍ وهي: بدر، وأحد، والخندق، وبني قريظة، والمصطلق، والطائف
وحنين، وأمّا السرايا التي بعثها صلى الله عليه وسلم فكانت قرابة الخمسين سرية
اسم الغزوة :: تاريخ الغزوة
الأبواء(ودان) ↔ 2هـ
بواط ↔ 2هـ
بدر الأولى (سفوان) ↔ 2ه
ـ ذي العشيرة ↔ 2هـ
بدر الكبرى ↔ 2هـ
بني قينقاع ↔ 2هـ
السويق ↔ 2هـ
بني سليم ↔ 2هـ
ذي أمر (غطفان) ↔ 3هـ
أحد ↔ 3هـ
حمراء الأسد ↔ 3هـ
بني النضير ↔ 4هـ
بدر الآخرة ↔ 4هـ
دومة الجندل ↔ 5هـ
بني المصطلق ↔ 5هـ
الأحزاب (الخندق) ↔ 5هـ
بني قريظة ↔ 5هـ
بني لحيان ↔ 6هـ
ذي قرد ↔ 6هـ
الحديبية ↔ 7هـ
خيبر ↔ 7هـ
وادي القرى ↔ 7هـ
ذات الرقاع ↔ 7هـ
فتح مكة ↔ 8هـ
حنين ↔ 8هـ
الطائف ↔ 8هـ
تبوك ↔ 9هـ ___________________________________________________________________________________ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ__▪يتبع
في أواخر السنة السادسة حين رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية كتب إلى الملوك يدعوهم إلى الإسلام.
ولما أراد أن يكتب إلى هؤلاء الملوك قيل له: إنهم لا يقرءون كتابا إلا وعليه خاتم، فاتخذ النبي صلى الله عليه وسلم خاتماً من فضة
نقشه: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان هذا النقش ثلاثة أسطر: محمد سطر، ورسول سطر، والله سطر، هــكذا.
واختار من أصحابه رسلاً لهم معرفة وخبرة، وأرسلهم إلى الملوك، وقد جزم العلامة المنصورفوري أن النبي صلى الله عليه وسلم
أرسل هؤلاء الرسل غرة المحرم سنة سبع من الهجرة قبل الخروج إلى خيبر بأيام. وفيما يلي نصوص هذه الكتب، وبعض ما تمخضت عنه.
❶ الكتاب إلى النجاشي ملك الحبشة:
«بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد رسول الله إلى النجاشي عظيم الحبشة، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد:
فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن، وأشهد أن عيسي بن مريم روح الله وكلمته ألقاها
إلى مريم البتول الطيبة الحصينة، فحملت بعيسي من روحه ونفخه، كما خلق آدم بيده، وإني أدعو إلى الله وحده لا شريك له
والموالاة على طاعته، وأن تتبعني، وتؤمن بالذي جاءني، فإني رسول الله صلى الله عليه وسلم
وإني أدعوك وجنودك إلى الله عز وجل، وقد بلغت ونصحت، فاقبل نصيحتى، والسلام على من اتبع الهدى».
«بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فـارس، سـلام على من اتبع الهدي، وآمن بالله ورسوله
وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأدعوك بدعاية الله
فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة، لينذر من كان حياً ويحق القول على الكافرين، فأسلم تسلم، فإن أبيت فإن إثم المجوس عليك».
بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد رسول الله إلى المنذر بن ساوي، سلام عليك، فإني أحمد إليك الله
الذي لا إله إلا هو، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد، فإني أذكرك الله عز وجل، فإنه من ينصح فإنما ينصح لنفسه
وإنه من يطيع رسلي ويتبع أمرهم فقد أطاعني، ومن نصح لهم فقد نصح لي، وإن رسلي قد أثنوا عليك خيراً
وإني قد شفعتك في قومك، فاترك للمسلمين ما أسلموا عليه، وعفوت عن أهل الذنوب، فاقبل منهم، وإنك مهما تصلح فلم
نعزلك عن عملك، ومن أقام على يهودية أو مجوسية فعليه الجزية».
❻ الكتاب إلى هَوْذَة بن على صاحب اليمامة:
«بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد رسول الله إلى هوذة بن علي، سلام على من اتبع الهدى
واعلم أن ديني سيظهر إلى منتهي الخف والحافر، فأسلم تسلم، وأجعل لك ما تحت يديك».
❼الكتاب إلى الحارث بن أبي شَمِر الغساني صاحب دمشق:
«بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد رسول الله إلى الحارث بن أبي شمر، سلام على من اتبع الهدى، وآمن بالله وصدق
وإني أدعوك إلى أن تؤمن بالله وحده لا شريك له، يبقي لك ملكك».
❽ الكتاب إلى ملك عُمَان:
«بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد رسول الله إلى جيفر وعبد ابني الجلندي، سلام على من اتبع الهدي، أما بعد:
فإني أدعوكما بدعاية الإسلام، أسلما تسلما، فإني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة، لأنذر من كان حياً
ويحق القول على الكافرين، فإنكما إن أقررتما بالإسلام وليتكما، وإن أبيتما [أن تقرا بالإسلام]
فإن ملككما زائل، وخيلي تحل بساحتكما، وتظهر نبوتي على ملككما».
----
وبهذه الكتب كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أبلغ دعوته إلى أكثر ملوك الأرض، فمنهم من آمن به ومنهم من كـفر
ولكن شغل فكره هؤلاء الكافرين، وعرف لديهم باسمه ودينه . ___________________________________________________________________________________ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ__▪يتبع
بعد فتح مكّة في العام الثامن للهجرة ، وانتهاء غزوة تبوك ، وسقوط آخر المعاقل المقاومة لدولة الإسلام
وظهور نتائج الصراع بين الحق والباطل ، وبين التوحيد والشرك ، بادرت قبائل العرب إلى لإسلام ، وأقبلت الوفود إلى النبي – صلى الله عليه وسلم -
من كل حدبٍ وصوب ، كما قال الله تعالى في كتابه الكريم : { ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً } ( النصر : 2 )
حتى ازداد عدد تلك الوفود في ذلك العام على الستّين وفداً - كما تشير مصادر التاريخ - ، واهتمّ بعض العلماء في ذكر تفاصيلها
وإيراد أخبارها كابن إسحاق في سيرته و ابن سعد في الطبقات ، وهذه لمحة موجزة عن أهم تلك الوفود : ◆ وفد بني تميم ◆وفد عبدالقيس ◆ وفد نجران ◆ وفد بني حنيفة ◆ وفد الحميريّين من أهل اليمن ◆ وفد طيء ◆ وفد بني عامر ◆ وفد بني سعد بن بكر ◆ وفد المراديين ◆ وفد كندة ◆ وفد قوم جرير بن عبدالله البجلي ◆ وفد ثقيف ◆ وفد تميم الداري
بعد فتح مكة، وإتمام الرسول صلى الله عليه وسلم إبلاغ رسالته، ودخول الناس في دين الله أفواجاً
فرض الله الحج على الناس في أواخر السنة 9هـ؛ لذا عزم الرسول صلى الله عليه وسلم على الحج، فخرج إلى حجة الوداع التي كانت كانت
في الخمس الأواخر من شهر ذي القعدة من السنة 10هـ؛ حيث خرج رسول الله من المدينة المنورة متوجّهاً إلى الحجّ
وأذّن في الناس بالحجّ؛ فخرجوا معه، وخرج ناس كثيرون من المدينة وضواحيها وما جاورها
خطب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع خطبة قال فيها الآتي :إنَّ دماءَكُم وأموالَكُم علَيكُم حرامٌ
كحُرمَةِ يَومِكُم هذا في شَهْرِكُم هذا في بلدِكُم هذا، ألا إنَّ كلَّ شيءٍ من أمرِ الجاهليَّةِ تحتَ قدميَّ مَوضوعٌ، ودماءُ الجاهليَّةِ مَوضوعةٌ
وأوَّلُ دمٍ أضعُهُ دماؤُنا: دمُ ربيعةَ بنِ الحارثِ بنِ عبدِ المطَّلبِ كانَ مُستَرضعًا في بَني سعدٍ فقتلَتهُ هُذَيْلٌ
ورِبا الجاهليَّةِ مَوضوعٌ، وأوَّلُ رِبًا أضعُهُ رِبانا: رِبا عبَّاسِ بنِ عبدِ المطَّلبِ فإنَّهُ مَوضوعٌ كلُّهُ، اتَّقوا اللَّهَ في النِّساءِ
فإنَّكم أخذتُموهنَّ بأمانةِ اللَّهِ، واستحلَلتُمْ فروجَهُنَّ بِكَلمةِ اللَّهِ، وإنَّ لَكُم علَيهنَّ أن لا يوطِئنَ فُرشَكُم، أحدًا تَكْرهونَهُ، فإن فعلنَ فاضربوهنَّ
ضربًا غيرَ مُبرِّحٍ، ولَهُنَّ علَيكُم رزقُهُنَّ وَكِسوتُهُنَّ بالمعروفِ، وإنِّي قد ترَكْتُ فيكُم ما لن تضلُّوا بعدَهُ
إنِ اعتصَمتُمْ بِهِ: كتابَ اللَّهِ وأنتُمْ مَسئولونَ عنِّي، فما أنتُمْ قائلونَ قالوا: نشهدُ أنَّكَ قد بلَّغتَ، وأدَّيتَ، ونصحْتَ، ثمَّ قالَ: بأُصبعِهِ السَّبَّابةِ
يرفعُها إلى السَّماءِ وينكبُها إلى النَّاسِ: اللَّهمَّ اشهدْ، اللَّهمَّ اشهدْ، اللَّهمَّ اشهدْ). ___________________________________________________________________________________ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ__▪يتبع
كان البيت النبوي في مكة قبل الهجرة يتألف منه عليه الصلاة والسلام، ومن زوجته خديجة بنت خويلد، تزوجها وهو في خمس وعشرين من سنه
وهي في الأربعين، وهي أول من تزوجه من النساء، ولم يتزوج عليها غيرها، وكان له منها أبناء وبنات، أما الأبناء ، فلم يعش منهم أحد
وأما البنات فهن : زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة، فأما زينب فتزوجها قبل الهجرة ابن خالتها, أبوالعاص بن الربيع، وأما رقية وأم كلثوم
فقد تزوجهما عثمان بن عفان رضي الله عنه الواحدة بعد الأخرى، وأما فاطمة فتزوجها على بن أبي طالب بين بدر وأحد
ومنها كان الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم.
ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمتاز عن أمته بحل التزوج بأكثر من أربع زوجات لأغراض كثيرة، فكان عدد من عقد عليهن
ثلاثة عشرة امرأه، منهن تسع مات عنهن، واثنتان توفيتا في حياته، إحداهما خديجة، والأخرى أم المساكين زينب بنت خريمة
واثنتان لم يدخل بهما، وها هي أسماؤهن وشيء عنهن.
2- سودة بنت زمعة، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال سنة عشر من النبوة، بعد وفاة خديجة بنحو شهر
وكانت قبله عند ابن عم لها يقال له: السكران بن عمرو، فمات عنها. توفيت بالمدينة في شوال سنة54هـ .
3ـ عائشة بنت أبي بكر الصديق، تزوجها في شوال سنة إحدى عشرة من النبوة، بعد زواجه بسودة بسنة، وقبل الهجرة بسنتين وخمسة أشهر
تزوجها وهي بنت ست سنين، وبني بها في شوال بعد الهجرة بسبعة أشهر في المدينة، وهي بنت تسع سنين
وكانت بكراً ولم يتزوج بكراً غيرها، وكانت أحب الخلق إليه، وأفقه نساء الأمة، وأعلمهن على الإطلاق، فضلها على النساء كفضل الثريد
على سائر الطعام ، توفيت في 17رمضان سنة 57هـ أو 58 هـ ودفنت بالبقيع.
4- حفصة بنت عمر بن الخطاب، تأيمت من زوجها خنيس بن خذافة السهمي بين بدر وأحد ،فلما حلت تزوجها رسول الله
صلى الله عليه وسلم في شعبان سنة 3هـ توفيت في شعبان سنة 45هـ بالمدينة ،ولها ستون سنة،ودفنت بالبقيع.
5- زينب بنت خزيمة من بنى هلال بن عامر بن صعصة، وكانت تسمى أم المساكين، لرحمتها أياهم ورقتها عليهم
كانت تحت عبد الله بن جحش، فاستشهد في أحد، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة 4 هـ . ماتت بعد الزواج بنحو ثلاثة
أشهرفي ربيع الآخر سنة 4هـ ، فصلى عليها النبي صلى الله عليه وسلم، ودفنت بالبقيع.
6- أم سلمة هند بنت أبي أمية، كانت تحت أبي سلمة،وله منها أولاد، فمات عنها في جمادى الآخر سنة 4 هـ، فتزوجها رسول الله
في ليال بقين من شوال السنة نفسها، وكانت من افقه النساء وأعقلهن. توفيت سنة 59هـ، وقيل: 62هـ ودفنت بالبقيع، ولها 84 سنة.
7- زينب بنت جحش بن رباب من بنى أسد بن خزيمة، وهي بنت عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانت تحت زيد بن حارثة
- الذي كان يعتبر ابنا للنبي صلى الله عليه وسلم - فطلقها زيد، فلما انقضت العدة أنزل الله تعالى يقول
لرسوله صلى الله عليه وسلم {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} [الأحزاب: 37]، وفيها نزلت من سورة الأحزاب آيات فصلت قضية التبني
- وسنأتي على ذكرها - تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة سنة خمس من الهجرة. وقيل: سنة 4هـ،
وكانت أعبد النساء وأعظمهن صدقة، توفيت سنة 20هـ ولها 53 سنة. وكانت أول أمهات المؤمنين
وفاة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، صلى عليها عمر بن الخطاب، ودفنت بالبقيع.
8- جويرية بنت الحارث سيد بنى المصطلق من خزاعة، كانت في سبي بنى المصطلق في سهم ثابت بن قيس بن شماس، فكاتبها
فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابتها، وتزوجها في شعبان سنة 6 هـ. وقيل: سنة 5هـ، فأعتق المسلمون مائة أهل بيت من بني المصطلق
وقالوا أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانت أعظم النساء بركة على قومها. توفيت في ربيع الأول سنة 56هـ، وقيل: 55 هـ. ولها 65 سنة.
9- أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان، كانت تحت عبيد الله بن جحش، فولدت له حبيبة فكنيت بها، وهاجرت معه إلى الحبشة
فارتد عبيد الله وتنصر، وتوفي هناك، وثبتت أم حبيبة على دينها وهجرتها، فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
عمرو بن أميه الضمري بكتابه إلى النجاشي في المحرم سنة 7 هـ. خطب عليه أم حبيبة فزوجها إياه وأصدقها من عنده أربعمائة دينار
وبعث بها مع شرحبيل بن حسنة. فابتنى بها النبي صلى الله عليه وسلم بعد رجوعه من خيبر. توفيت سنة 42 هـ، أو 44هـ، أو 50هـ.
10- صفية بنت حيي بن أخطب سيد بن النضير من بنى إسرائيل، كانت من سبي خيبر، فاصطفاها رسول الله صلى الله وعليه وسلم
لنفسه، وعرض عليها الإسلام فأسلمت، فأعتقها وتزوجها بعد فتح خيبر سنة 7هـ، وابتنى بها بسد الصهباء على بعد
12 ميلا من خيبر في طريقه إلى المدينة. توفيت سنة 50 هـ وقيل: 52هـ، وقيل 36 هـ ودفنت بالبقيع.
11- ميمونة بنت الحارث، أخت أم الفضل لبابة بنت الحارث، تزوجها في ذي القعدة سنة 7 هـ، في عمرة القضاء، بعد أن حل منها على الصحيح.
وابتنى بها بسرف على بعد 9 أميال من مكة، وقد توفيت بسرف سنة 61 هـ، وقيل: 63، وقيل: 38 هـ ودفنت هناك، ولا يزال موضع قبرها معروفا.
فهؤلاء إحدى عشرة سيدة تزوج بهن الرسول صلى الله عليه وسلم، وبنى بهن وتوفيت منهن اثنتان
- خديجة وزينب أم المساكين - في حياته، وتوفي هو عن التسع البواقي.
وأما الاثنتان اللتان لم يبن بهما، فواحدة من بنى كلاب، وأخرى من كندة، وهي المعروفة بالجونبة، وهناك خلافات لاحاجة إلى بسطها.
وأما السراري فالمعروف أنه تسرى باثنتين إحداهما مارية القبطية، أهداها له المقوقس، فأولدها ابنه إبراهيم
الذي توفي صغيرا بالمدينة في حياته صلى الله عليه وسلم، في 28 / أو 29 من شهر شوال سنة 10 هـ وفق 27 يناير سنة 632م.
والسرية الثانية هي ريحانة بنت زيد النضرية أو القرظية، كانت من سبايا قريظة، فاصطفاها لنفسه
وقيل: بل هي من أزواجه صلى الله عليه وسلم، أعتقها فتزوجها. والقول الأول رجحه ابن القيم. وزاد أبو عبيدة اثنتين أخريين
جميلة أصابها في بعض السبي، وجارية وهبتها له زينب بنت جحش. ___________________________________________________________________________________ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ__▪يتبع
كانَ النبي عليه الصلاة والسلام ذا رأس ضخم، وشعر كثير، إن قصّره وصلَ حتى أنصاف أذنيه، وإن تركه وصل حتى منكبيه
وهو بين المتكسر والمسترسل، ذا جبين أملس، واسع، جليّ، وحاجبين دقيقين، طويلين، متقوسين، يمتدان حتى آخر عينيه، يتصل حاجباه
اتصالاً خفيفاً، أمّا عيناه فهما واستعان مكحولتان بلا كحل، شديدتا البياض، فيهما عروق حُمر رقيقة، سوادهما شديد
وكان ذا فم واسع، وشفتين رقيقتين، أسنانه صافية، بيضاء، محدّدة، رقيقَ جلد الخدين، وقليلَ لحمهما
خدّاه صلبان بلا نتوء، ولا ارتفاع، أمّا وجهه فشديد الحُسْن مستدير، كان طويلَ الرقبة والعنق، عريضَ الكتفين، ضخمَ القدمين
لا بالطويل، ولا بالقصير، وكفاه ضخمان، وأصابعه طويلة غليظة، وراحته غليظة، في صوته بحّة، وخشونة، وحسن
كان عليه الصلاة والسلام أكملَ الناس أخلاقًا، وأحسنَهم أدباً، فكان صادقاً في كلامه، ونيته، وأعماله، مسامحاً عفوّاً، جواداً، معطاءً
باذلاً، متواضعاً، خافضَ الجناح، كافّاً لسانَه، وحافظَه عن الشتم، والسبّ، والسوء، ممتثلاً في ذلك
لقوله تعالى: (مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)، وكان حييّاً، تاركاً لما يَقبُح، أو يُكره من الأفعال، كما كان عليه السلام معيناً لأهله في أمورهم
كريم الأخلاق في معاملته مع أزواجه، عادلاً يقيم شرع الله تعالى بين الناس، ولو كانوا من الأقربين، ويعدل بين زوجاته، وكان كلامه فصلاً مبيناً
لا بالسريع الذي لا يحفظ، ولا بالمنقطع الذي لا يُدرك، وكان شجاعاً، لطيفاً، رحيماً، زاهداً، وعبداً شكوراً، مُتأدباً مع الله تعالى.
وكان عليه الصلاة والسلام إذا ضحِك تبسّم، وإذا غضِب امتلأ العرق الذي بين حاجبيه دماً، يلتفت بجسمه كلّه
يسرع في المشي ، ويخاطب الناس بما يفهمونه، ويحادثهم بما يعلمونه، لا يتلفّظ بشرّ، أو فُحش
أو هَذَر، جَزِل المقالة، حكيمَ البيان، فصيحَ اللّسان
آخر عمل قام به رسول الله قبل وفاته هي خطبة الوداع، وفي هذه الفترة نزلت آخر سورة من القرآن الكريم
وهي قوله تعالى:" اليوم أكملت لكم دينكم وأتمّمت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً"، وعندما سمع أبو بكر رضي الله عنه
هذه السورة بدأ في البكاء، وقال له رسول الله ما يبكيك، فقل له: هذا نعي رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبعد إلقاء هذه الخطبة بمدّة ثلاثة أشهر، أصيب سيدنا محمد بالحمى الشديدة، وكان لهذه الحمى تأثير كبير على صحته
حيث أصبح لا يقوى على النهوض من فراشه، وطلب من زوجاته أن يقضي فترة مرضه في بيت السيدة عائشة رضي الله عنها
وبعد ذلك اشتد الوجع برسول الله صلى الله عليه وسلم، ووافته المنية في بيت السيدة عائشة رضي الله عنها
وكان ذلك في يوم الاثنين 12 ربيع الأول 11 هجري والذي يوافق ستمائة واثنين وثلاثين للميلاد
فتاريخ وفاته مطابق لتاريخ ميلاده، وهذا يدلّ على الإعجاز الإلهي والقدرة العظيمة لله سبحانه وتعالى. ___________________________________________________________________________________ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ__▪يتبع
وهذه كتب تناولت حياة نبي الله والتي لا غنى عنها لكل من أراد ان يدرس ويقرأ عن حبيبنا رسول الله:
● كتاب السيرة النبوية لأبن هشام
هو عبد الملك بن هشام، وُلد في البصرة ونشأ فيها، وتُوفّي في مصر، قيل عنه إنّه عالم في الأنساب واللغة والشِّعر
ورُوي أنّه توفّي سنة مئتين وثمانية عشر. وتتكون سيرة ابن هشام من أربعة مجلدات.
ويُعد من أهم كتب علم السيرة ويتميز منهج ابن هشام في الكتاب بـ:
ذكره إسماعيل بن إبراهيم، ومن ولد رسول الله، من وَلدِه وأولادهم لأصلابهم.
دعم الروايات بالاعتماد على القرآن الكريم كمصدر رئيسي.
ذكره معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم.
لتحميل الكتاب من ⇽هنا
●كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد لابن قيم الجوزية هو أبو عبد الله شمس الدين محمد (691 – 751 هـ/ 1292 – 1350 م)، المشهور باسم “ابن قيّم الجوزية” أو “ابن القيّم”، هو فقيه ومحدّث ومفسِّر.
وقد كُتب هذا الكتب في خمسة مجلدات شملت حياة النبي من غزوات ومعاملات، ويشمل هذا الكتاب الكثير من الأحاديث الصحيحة.
ويتميز ذلك الكتاب بالكثير من ذكر الأحاديث النبوية الصحيحة. مع العلم أن ابن القيم
كان يحفظ مسنَد الإمام أحمد بن حنبل الذي يضم أكثر من ثلاثين ألف حديث. لتحميل الكتاب من ⇽هنا
●كتاب نبي الرحمة من تأليف الباحث المصري محمد مسعد ياقوت، وقد تناول فيه كل الصفات التي جاءت في سيرة النبي. ويتميز ذلك الكتاب
بأنه تعريف مختصر وسلس عن حياة النبي. ويتألف الكتاب من أربعمائة صفحة. لتحميل الكتاب من ⇽هنا
●كتاب نور اليقين في سيرة سيد المرسلين لمؤلفه محمد بن عفيفي الباجوري، المعروف بالشيخ الخضري (المتوفي: 1345 هـ)
يروي الكاتب عن سيرة النبي العديد من المواقف الحياتية بين الرسول وأصحابه، والكفار، وزوجاته.
ويعد أيضًا من الكتب المختصرة، حيث عدد صفحاته مائة وواحد وسبعون صفحة. لتحميل الكتاب من ⇽هنا
●كتاب سبل الهدي والرشاد في سيرة خير العباد وهو من تأليف محمد بن يوسف الصالحي الشامي (المتوفي: 942 هـ)، وهو مؤرخ من مؤرخي القرن العاشر الهجري.
وقد حرص الكاتب على توخي الحذر والدقة، وكما يقول في مقدمته: “فهذا كتاب اقتضبته من أكثر من ثلاثمائة كتاب”.
وقد شمل فضائلَ النبي الكريم وسيرته وأفعاله وحياته. قال العلامة الكتاني في الرسالة المستطرفة حول كتاب سبل الهدي والرشاد:
“وهي من أحسن كتب المتأخرين في السيرة النبوية وأبسطها، انتخبها من أكثر من ثلاثمائة كتاب،
وتحرى فيها الصواب، وأتى فيها من الفوائد بالعجب العجاب، وقد زادت أبوابه على سبعمائة، وختم كل باب بإيضاح
ما أُشكِل فيه، مع بيان غرائب الألفاظ، وضبط المشكل”. وقد كُتب ذلك الكتاب في اثني عشر مجلدًا. لتحميل الكتاب من ⇽هنا
● كتاب الروض الأنف هو كتاب الروض الأنف في شرح السيرة النبوية لابن هشام، ويسمَّى اختصارًا «الروضُ الأُنُفُ»، وهو كتاب في شرح السيرة النبوية لمؤلفه
أبو القاسم السهيلي (508 – 581 هـ/ 1114 – 1185 م). يبحث الكتاب في السيرة النبوية، وقد شرح فيه السهيلي كتاب
السيرة النبوية لابن هشام، معتمدًا علي تبسيط المعانِي، وله سبعة أجزاء. لتحميل الكتاب من ⇽هنا
● كتاب محمد صلى الله عليه وسلم كأنك تراه يتناول الكتاب قصة وسيرة نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم كأنك تراه، يقول الشيخ عائض القرني
في مقدمة الكتاب: “لا أستطيع أن ألزم الحياد في كتابتي عن أحبّ إنسان إلى قلبي، محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم.
إنني لا أكتب عن زعيم سياسي قدم لشعبه أطروحته وعرض على أتباعه فكرته ليقيم دولة في زاوية من زوايا الأرض
بل أكتب عن رسول رب العالمين، المبعوث رحمة للناس أجمعين”. ويجمع الكتاب بين صفات الرسول
بالإضافة إلى الرقائق، وهو كتاب مُختصر من مائة واثنين وسبعين صفحة. لتحميل الكتاب من ⇽هنا
●كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون وهذا الكتاب من تأليف موسى ابن راشد العازمي، الذي استغرق منه عشر سنوات للجمع والتحقيق والتدقيق، وسنتين للمراجعة والتعديل.
ويتناول الكتاب حياة الرسول من ميلاده حتي وفاته، مرورًا بذكر الغزوات والهجرة والفتح. ويتكون من أربعة مجلدات. لتحميل الكتاب من ⇽هنا
●كتاب السيرة النبوية: عرض وقائع وتحليل أحداث لمؤلفه د.علي محمد الصلابي، ويتناول الكاتب أحوال العالم قبل بعثة المصطفى، ثم نزول الوحي ومراحل الدعوة
حتى وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم. ومن مميزات الكتاب أنه شامل لأجزاء كثيرة صحيحة من سيرة النبي
وأيضًا اقتباسه من الكتب الأخرى. وهو من مجلد واحد، عدد صفحاته تسعمائة وأربع وثلاثون صفحة. لتحميل الكتاب من ⇽هنا ___________________________________________________________________________________ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ__▪يتبع