السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلا وسهلا بكم يا شعب تون
كيف الأحوال معكم اليوم ؟؟
إن شاء الله تماام ق8
أحببت أن أنشر قصة قصيرة لي هنا بعنوان
حروف قاتلة ..
الخامس من يناير سنة ١٩٩٥
كانت ليلة باردة من ليالي شتاء يناير القارص، ليلة مثل الليالي التي سبقتها ، تستيقظ فيها " سارة " من نومها وتزيح غطاءها عن جسدها الذي استقبل نسمات هواء باردة لمجرد أن جردت نفسها مما تدثرت به من برد الشتاء، واجهت تلك النسمات بابتسامة صافية على شفتيها الصغيرتين، فأنزلت قدميها الحافيتان لتواجها برودة أرضية الغرفة الخشبية ومن جديظ ابتسمت بسعادة وتابعت سيرها على تلك الأرضية الباردة حتى وصلت إلى طاولة تتوسط الغرفة وتقسمها لجزئين صغيرين، أشعلت المصباح الصغير الموضوع على الطاولة فأنارت به معظم أرجاء غرفتها، والباقي من الغرفة لا يزال مظلما بظلامه الخفيف الذي خالطه الضوء فانتشرت فيه شعاعات الضوء الخافت، كما عند سرير " سارة " الذي دخلت عليه نسمات هواء من جديد لترسل نفسها نحو دفتر " سارة " الذي اتخذ طرف السرير مكانا له إلى حين إشعار آخر من " سارة "، كانت تلك النسمات قوية بعض الشيء لتفتح صفحات الدفتر وتقلب الأوراق إلى أن تصل إلى منتصف الدفتر بالضبط، حيث يقبع دبوسان معدنيان صغيران فيه يشيران إلى منتصف الدفتر، كانت صفحة فارغة تماما لم يلمسها الحبر ولم تلمسها يد بشري أو تفتحها قبلا، تبدو ورقة بيضاء ناصعة ببياضها وكانها جديدة.
انتبهت " سارة " إلى نافذة غرفتها التي تتسل منها تلك النسمات الباردة، التي نسيت أختها الكبرى " ندى " إغلاقها لها، فتنهدت بضيق وسارت باتجاه سريرها وأغلقت الدفتر الذي فتحته النسمات ووضعته على الأرض تحت سريرها.
الأول من فبراير لسنة ٢٠٠١
خرجت " سارة " من بناية تتوسط في الحجم، تقودها صديقتها " روز " نحو السيارة التي انتظرهما سائقها بنفاذ الصبر، فبمجرد أن ركبا السيارة حتى انطلق هذا السائق بسياراته يجتاز الشوارع حتى وصل إلى شقة كبيرة نسبيا عما يجاورها من منازل، ترجلتا من السيارة حتى دلفتا إلى الشقة فقالت روز لسارة بنبرة جادة " الحياة لا تتوقف على أحد سواك "
السادس من يناير ١٩٩٥
جلست " سارة " ذات الستة عشر ربيعا على كرسيها بعيدا عن طاولة الإفطار حيث تجلس عائلتها هناك، تناولوا افطارهم في عجل ما عدا شقيقتها الكبرى "ندى" التي كانت تأكل ببطيء شديد وتلقي نظراتها خلسة إلى سارة التي جلست بعيدا عنها، كلما كانت ندى تنظر إليها كانت تبتسم وتدغدغ السعادة قلبها، حتى خرج والدها لعمله بسرعة البرق، وأسرعت والدتها بوضع مساحيق التجميل والهرب من المنزل مع هاتفها وهي تحادث صديقاتها، لم يبق سوى ندى في المنزل والصغيرة سارة، التي نهضت من كرسيها وسارت باتجاه اختها الكبرى بلهفة وسعادة، حتى طرق الباب في منتصف سيرها فقطع عليها باقي المسافة واستولى عليها، فنظرت إليها ندى بصرامة فاختفت ابتسامتها وسارت في ضيق وحزن نحو غرفتها بعد أن أدركت المغزى من نظرة ندى لها بهذه الطريقة.
فتحت ندى الباب واستقبلت صديقها " جون " الاجنبي، والذي بادر بإعطاءها هدية مغلفة بابتسامة مشرقة، وقال بلهجة فرنسية:
- تفضلي هذا السوار الذهبي، اشتريته لك خصيصا من فرنسا.
بادلته الكلمات بالفرنسية التي تعلمتها منذ دراستها المتوسطة، وبعد حوارات طويلة ومملة للجميع سواهما نهضت ندى من مكانها واتجهت إلى المطبخ لتعد الشاي من اجل صديقها الاجنبي، وبينما هي غارقة في اعداد الشاي ارتفع صوت جرس الهاتف ملعنا اتصالا مهما لإلحاح المتصل واستمراره في الاتصال، فنزلت سارة من غرفتها وأجابت على الهاتف بعد ان تجاهلته ندى، كانت والدتها من يتصل على الهاتف وأخبرتها سارة عن وجود الشاب الأجنبي صديق ندى في المنزل.
السابع من يناير ١٩٩٥
أمسكت ندى بالسكين بين يديها بكل غضب وصرخت بكل ذرة حزن في قلبها " لقد فقدت جون، بسبب تلك الحمقاء المدعوة سارة، أخبرت أمي عن وجوده هنا، وأمي تكره الاجانب وخاصة جون "
وضعت السكين بكل قوتها داخل ذارعها محدثة به جرحا عميقا تسلل منه الدم وخرج، وأكملت " بسبب أن والده كان زوجها السابق، تطرد جون من المنزل وتهينه ويتصل بي ويتركني ... نهاية مؤسفة جدا لهذه القصة التي ستنتهي بموت سارة " ثبتت السكين جيدا في يدها وتسللت إلى غرفة اختها صاحبة اعاقة في العقل تمنعها من إدراك أنها تقف بين يدي اختها التي ستقتلها، رفعت ندى السكين بيدها بدرجة كبيرة فالتقطت عين سارة يد اختها التي ستقتلها فدفعتها بعيدا، فكان مستقر السكين في جسد ندى سامحا بخروج روحها من جسدها للأبد بدون رجعة.
سارة : " الحياة لا تتوقف على شيء، ولن نوقفها نحن على موت شخص أو فقد شخص عزيز علينا، بل لم يكن شخصا واحدا، انهم ٣ أشخاص ..أب وأم وأخت فقدتهم في ليلة واحدة، منهم من رحلت عن جسده ... ومالي من قوة في هذا إلا أن أدعوا لها بالرحمة والسماحة من الله، والباقي أرسلوني إلى المصح إلى أن التقيت الطبيبة روز والتي اعتنت بي وأخذتني للعيش معها بعد أن أنهيت علاجي بالمشفي كاملا، فكنت مثل الورقة الرابحة لصديقتي روز في مجال عملها، لعلاجها لمثل حالتي الصعبة، وكما تقول لي روز دائما " كل شيء يحدث بسبب، ولسبب ما قد لا نعلم أن فيه خيرا لنا ولكنه يملك خيرات لا يعلمها إلا الله "
اهلا وسهلا بكم يا شعب تون
كيف الأحوال معكم اليوم ؟؟
إن شاء الله تماام ق8
أحببت أن أنشر قصة قصيرة لي هنا بعنوان
حروف قاتلة ..
الخامس من يناير سنة ١٩٩٥
كانت ليلة باردة من ليالي شتاء يناير القارص، ليلة مثل الليالي التي سبقتها ، تستيقظ فيها " سارة " من نومها وتزيح غطاءها عن جسدها الذي استقبل نسمات هواء باردة لمجرد أن جردت نفسها مما تدثرت به من برد الشتاء، واجهت تلك النسمات بابتسامة صافية على شفتيها الصغيرتين، فأنزلت قدميها الحافيتان لتواجها برودة أرضية الغرفة الخشبية ومن جديظ ابتسمت بسعادة وتابعت سيرها على تلك الأرضية الباردة حتى وصلت إلى طاولة تتوسط الغرفة وتقسمها لجزئين صغيرين، أشعلت المصباح الصغير الموضوع على الطاولة فأنارت به معظم أرجاء غرفتها، والباقي من الغرفة لا يزال مظلما بظلامه الخفيف الذي خالطه الضوء فانتشرت فيه شعاعات الضوء الخافت، كما عند سرير " سارة " الذي دخلت عليه نسمات هواء من جديد لترسل نفسها نحو دفتر " سارة " الذي اتخذ طرف السرير مكانا له إلى حين إشعار آخر من " سارة "، كانت تلك النسمات قوية بعض الشيء لتفتح صفحات الدفتر وتقلب الأوراق إلى أن تصل إلى منتصف الدفتر بالضبط، حيث يقبع دبوسان معدنيان صغيران فيه يشيران إلى منتصف الدفتر، كانت صفحة فارغة تماما لم يلمسها الحبر ولم تلمسها يد بشري أو تفتحها قبلا، تبدو ورقة بيضاء ناصعة ببياضها وكانها جديدة.
انتبهت " سارة " إلى نافذة غرفتها التي تتسل منها تلك النسمات الباردة، التي نسيت أختها الكبرى " ندى " إغلاقها لها، فتنهدت بضيق وسارت باتجاه سريرها وأغلقت الدفتر الذي فتحته النسمات ووضعته على الأرض تحت سريرها.
الأول من فبراير لسنة ٢٠٠١
خرجت " سارة " من بناية تتوسط في الحجم، تقودها صديقتها " روز " نحو السيارة التي انتظرهما سائقها بنفاذ الصبر، فبمجرد أن ركبا السيارة حتى انطلق هذا السائق بسياراته يجتاز الشوارع حتى وصل إلى شقة كبيرة نسبيا عما يجاورها من منازل، ترجلتا من السيارة حتى دلفتا إلى الشقة فقالت روز لسارة بنبرة جادة " الحياة لا تتوقف على أحد سواك "
السادس من يناير ١٩٩٥
جلست " سارة " ذات الستة عشر ربيعا على كرسيها بعيدا عن طاولة الإفطار حيث تجلس عائلتها هناك، تناولوا افطارهم في عجل ما عدا شقيقتها الكبرى "ندى" التي كانت تأكل ببطيء شديد وتلقي نظراتها خلسة إلى سارة التي جلست بعيدا عنها، كلما كانت ندى تنظر إليها كانت تبتسم وتدغدغ السعادة قلبها، حتى خرج والدها لعمله بسرعة البرق، وأسرعت والدتها بوضع مساحيق التجميل والهرب من المنزل مع هاتفها وهي تحادث صديقاتها، لم يبق سوى ندى في المنزل والصغيرة سارة، التي نهضت من كرسيها وسارت باتجاه اختها الكبرى بلهفة وسعادة، حتى طرق الباب في منتصف سيرها فقطع عليها باقي المسافة واستولى عليها، فنظرت إليها ندى بصرامة فاختفت ابتسامتها وسارت في ضيق وحزن نحو غرفتها بعد أن أدركت المغزى من نظرة ندى لها بهذه الطريقة.
فتحت ندى الباب واستقبلت صديقها " جون " الاجنبي، والذي بادر بإعطاءها هدية مغلفة بابتسامة مشرقة، وقال بلهجة فرنسية:
- تفضلي هذا السوار الذهبي، اشتريته لك خصيصا من فرنسا.
بادلته الكلمات بالفرنسية التي تعلمتها منذ دراستها المتوسطة، وبعد حوارات طويلة ومملة للجميع سواهما نهضت ندى من مكانها واتجهت إلى المطبخ لتعد الشاي من اجل صديقها الاجنبي، وبينما هي غارقة في اعداد الشاي ارتفع صوت جرس الهاتف ملعنا اتصالا مهما لإلحاح المتصل واستمراره في الاتصال، فنزلت سارة من غرفتها وأجابت على الهاتف بعد ان تجاهلته ندى، كانت والدتها من يتصل على الهاتف وأخبرتها سارة عن وجود الشاب الأجنبي صديق ندى في المنزل.
السابع من يناير ١٩٩٥
أمسكت ندى بالسكين بين يديها بكل غضب وصرخت بكل ذرة حزن في قلبها " لقد فقدت جون، بسبب تلك الحمقاء المدعوة سارة، أخبرت أمي عن وجوده هنا، وأمي تكره الاجانب وخاصة جون "
وضعت السكين بكل قوتها داخل ذارعها محدثة به جرحا عميقا تسلل منه الدم وخرج، وأكملت " بسبب أن والده كان زوجها السابق، تطرد جون من المنزل وتهينه ويتصل بي ويتركني ... نهاية مؤسفة جدا لهذه القصة التي ستنتهي بموت سارة " ثبتت السكين جيدا في يدها وتسللت إلى غرفة اختها صاحبة اعاقة في العقل تمنعها من إدراك أنها تقف بين يدي اختها التي ستقتلها، رفعت ندى السكين بيدها بدرجة كبيرة فالتقطت عين سارة يد اختها التي ستقتلها فدفعتها بعيدا، فكان مستقر السكين في جسد ندى سامحا بخروج روحها من جسدها للأبد بدون رجعة.
سارة : " الحياة لا تتوقف على شيء، ولن نوقفها نحن على موت شخص أو فقد شخص عزيز علينا، بل لم يكن شخصا واحدا، انهم ٣ أشخاص ..أب وأم وأخت فقدتهم في ليلة واحدة، منهم من رحلت عن جسده ... ومالي من قوة في هذا إلا أن أدعوا لها بالرحمة والسماحة من الله، والباقي أرسلوني إلى المصح إلى أن التقيت الطبيبة روز والتي اعتنت بي وأخذتني للعيش معها بعد أن أنهيت علاجي بالمشفي كاملا، فكنت مثل الورقة الرابحة لصديقتي روز في مجال عملها، لعلاجها لمثل حالتي الصعبة، وكما تقول لي روز دائما " كل شيء يحدث بسبب، ولسبب ما قد لا نعلم أن فيه خيرا لنا ولكنه يملك خيرات لا يعلمها إلا الله "