#مُلهم_الصورة_02
السلام عليكم و رحمة الله
أحببت المشاركة في المسابقة
رغم أني بعيد عن هذا المجال
أي إنتقاد بناء مرحب به
و أترككم مع القصة
•◘•◘•◘•◘•
قصتنا تبدأ في سنة 2002 ، في إحدى المناطق بأوروبا
على حافة المدينة بالقرب من غابة القيقب بجانب النهر ، يوجد منزل عائلة أنطوانيت
الطفلة الصغيرة ذات العشرة سنوات ، كانت تتابع إحدى البرامج الكرتونية الصباحية على التلفاز كعادتها نهاية كل أسبوع
فجأة رنة الهاتف لقد كان توقيته غير إعتيادي ، أجابة أنطوانيت و كان المتحدث شخص يغلب على نبرات صوته شيء من الخشونة
لقد كان شرطي نادت أمها ، أمي، أمي ، شرطي يتصل
و الأم كانت في حالة من الاضطراب والخوف من الخبر الذي قد تسمعه وتخشاه
بعد عشرة ثواني ، إنهارت الأم باكيتا
ظلت تحتظن إبنتها بكل قوة والدموع تنهمر عليها دون توقف
بعد جنازة زوجها و بسبب صدمة فقدان ممول الأسرة الوحيد و الفقر يقترب شيئا فشيئا
كان الجنون أيضا يقترب من الأم ، فقد كانت كل ليلة تصرخ و تضرب إبنتها حتى صار جسدها مليئ بالكدمات
لم يتحمل الجيران إعراض الأم عن نُصحهم لها فتصلوا بالشرطة
هنا كانت صدمة أنطوانيت ، فقد تم أخذ أمها إلى مصحة نفسية للعلاج و أما أنطوانيت لدار رعاية للأيتام
في أول يوم لها لم ترتح للوضع ، لكن كانت هناك تلك الفتاة التي إستلطفتها و مع مرور الوقت أصبحوا صديقتين
كانت إزابيلا فتاة في ربيعها الثاني عشر ، لقد تم التخلي عنها أمام مكب النفايات وهي في دار الرعاية منذ ذلك الوقت
مرت الايام ومرت السنين وصداقتهما تقوى أكثر فأكثر
حتى جاء اليوم الموعود ، لقد أصبحت إزابيلا في الثامنة عشرة وستحظى بعائلة لتتبناها
حزنت أنطوانيت على فراقها ، لم تستطع تقبل الأمر فتارتا تنهار بالبكاء وتاره تنفعل وتصرخ بدون سبب
لقد تغيرت الفتاة ، أصبح يلاحظ عليها سلوكيات عدوانية أكثر فأكثر و مع فترة المراهقة كان الوضع أصعب على المسؤولين
لكن إستطاعوا السيطر على أفعالها بالتخويف والعقاب إلى أن جاء ذلك اليوم
جاءت تلك الأسرة التي لا تبدوا عليها محاسن الخلق و للأسف لم يكن لأنطوانيت حق الإختيار أو الرفض
لقد عاشت مع عائلتها الجديدة سنة كاملة من البؤس وسوء المعاملة لم تكن تضرب فيها لكن كان واضحا التفرقة بينها وبين الابن الوحيد
ذلك الابن الذي يصغرها بسنتين
في صيف إحدى الليالي المظلم كان الجو هادئا، سَمعت صوت باب غرفتها يفتح
ظنت الفتاة أن أمها أرادت أن تسئلها عن شيء ما
لكن
للأسف لقد كان -أخوها-
دخل عليها و عيناه مليئة بالشر
نظرت إليه و عقلها مشوش بالكثير من الأفكار
حاول الهجوم عليها و تهديدها بعدم الصراخ
لكن أنطوانيت قاومت و صرخت عليه ، لكنه حاول إسكاتها
جاء الوالدان ، كانا مندهشان من المنظر ، لا يعرفان ما يحصل فرقا بينهما و بدأوا بصراخ و إتهامها
هنا ، كأن شيئا كسر بداخل قلب الفتاة نهضت بسرعة، أخذت حذائها وهربت مسرعة لقد إتجعت نحو الغابة
فلقد كانت دائما ما تتذكر مشهد شجرة عيد الميلاد ، الذي كان اخر لقطة تشاهدها على تلفاز منزلهم قبل أن يقوم الشرطي بإطفائه ويأخذها المسؤول عن دار الرعاية
هرب الفتاة مسرعة نحو تلك الغابة التي لطالما كانت مكان لمشهد اليراعات المضيئة
جلست قرب الشجرة القديمة ، كانت مرتعبة من الظلام و مشوشة من الأفكار التي تأتيها في كل لحظة
لقد كان الجو باردة جدا تلك الليل
ضمت ركبتيها نحو رأسها وهي ترتعد من البرد والخوف يحوم حولها كحاصد الأرواح الذي يتنتظر الوقت المناسب
جلست تتذكر كيف كانت حياتها في البداية سعيدة ثم تحولت الى جحيم بسبب والدتها لتعيد لها إزابيلا الأمل بالحياة لكن التبني ذاك نحر كل شيء
إستسلمت الفتاة من زمن لأمر الواقع
لقد كانت فتاة مليئة بالبراءة قضى عليها الزمن
ظل حلم شجرة عيد الميلاد يراودها أحيانا في الواقع وأحيانا في الحلم
بعد مرور خمسة ساعات وهي هناك قواها تكاد تنعدم وتركيزها قل و رؤيتها ضعفت
فجأة ، تلاحظ نقطة مضيئة في الطرف الاخر لنهر
ثم تلتها ثلاث نقاط أخرى
وبعدها بلحظات ، بدأ المشهد الجميل يتجلى أمامها
رغم الرؤية الضعيفة كانت سعيدة لأنها رأت شجرة العيد أخيرا
في صباح اليوم الموالي ، وَجد صياد فتاة ميتة ، جسدها متصلب بالكامل،
تعلوا وجهها إبتسامة خفيفة تلخص الكثير من المعاناة والآمال.
النهاية.
•◘•◘•◘•◘•
#مُلهم_الصورة_02
التعديل الأخير: