وصلت إلى تلكَ المدينة البعيدة .. نعم لم تكن كما تخيلتها تبدو أجمل من تلكَ الصورة التي رسمتها عنها في مخيلتي ...
الشوارع الواسعه .. المنازل الكبيرة .. الإزدحام الذي يوحي لك بالحياة في المدينة ...
أصوات الباعة المتجولون ... أصوات الأطفال ... المتاجر المتنوعه .. رائحة الكعكِ والقهوة التي تملئُ الطُرقات ...
لم أكن أعلم أن هذا الجانب هو أجمل شيء في هذه المدينة ...
مررتُ بأحدِ المخابز الخاصة بصنع الكعك
كنت أستطيع رؤيتهُ من الزجاج الخارجي .. كم رغبت أن اتذوق أحد تلك المخبوزات لكن خطر في بالي في تلك اللحظة ( لاك ولانكس ) شقيقيِّ الأصغر وليليا أختي الكبرى .
أتمنى لو كانوا معي في هذه اللحظة , أتمنى أن أحضرهم يومًا ما إلى هذه المدينة لكي يروا مدى روعتها ...
أشعرُ بالجوع سأشتري لي هذه الكعكة ولكن أعتقد أن هذه الكعكة بالغة الثمن إن قمتُ بشراءها سينفذ مامعي من المال ..
جذبني إزدحام المارة عند تلك الخيمة , فإقتربت منها إنه عرض ألعاب السيرك هل سيتسنى لي أن أشاهد عروض السيرك ..
ولكن أسعار التذاكر ثمينه للغاية !!
لا بأس أتيت إلى هنا لصنع المال بالتأكيد سأجمع المال وسأنعم بكل ذلك
حسنا لنرى العنوان الذي أرسله لي صديقي كارل منذ خمسة أشهر ( شارع 39 - السيد دولف مالك صالون الحلاقة )
والآن لنذهب ولكنني لاأعلم كيف الوصول لهناك ! سأسأل أحد المشاة
مهلا من فضلك هل تستطيع أن تصفَ لي كيف يمكنني الذهاب إلى شارع 39 ؟
انه لا يجيب .. مهلا من فضلك هل تستطيع ان تصف
<< : ابتعد عن أمامي أيها المتشرد
متشرد ! مهلا من فضلك
>> : لاتلمسني متسول
مرة أخرى مابال هؤلاء الأشخاص أنا لست متشرد قطع حبل افكاري انعكاسٌ صورتي على الزجاج الخارجي لأحد المتاجر اقتربت من إنعكاسي محدقًا بصورتي
نعم ملابسي ليست مهندمه ولكنها ليست ممزقة هيا قذره قليلا بسبب مسافة السفر التي قطعتها ..
<< : ابتعد عن أمام متجري أيها المتسول ...
.. : لست متسول
<< : ابتعد فحسب من هنا
إبتعدتُ قليلا فوجدتُ رجلًا يجلسُ على تلكَ المقاعدِ الموضوعه على الجانب الآخر من الشارع مُمسكًا بيديه الصحيفة يتصفحُ أخبارها
إقتربتُ منه لسؤاله ف وقعت عيني على الخبر المكتوب على الصفحةِ الأولى حيث كُتبَ (تجارة الأعضاء البشرية حقيقة أم وهم )
تجارة الأعضاء البشرية ! ماذا يعني ذلك ! قلتها بصوتٍ مُرتفع ف نظر لي رجلُ قائلًا : لاتُحدق بي هكذا أيها المتسول
وعندها غادرَ الرجلَ ذلك المقعدَ .. ف جلستُ فيه أرددُ في نفسي أنا لستُ متسولًا أو متشرد وإن كنت كذلك ألا يحق للمشردين النظر لهم ألا يحق لهم الشراء من متاجرهم ألا يحق لهم العيش ؟!
ولكن لا بأس فلتنتعتوني بما تريدون أنا أعلم جيدا من أكون لست متسول فقد جئت إلى هنا للعمل , ماينعتوك به هو الظنّ وماتعلمهُ عن نفسكَ هو اليقين ..
سأتابع السؤال عن الطريق ...
مرحبا سيدي .. سيدي مرحبا .. من فضلك .. مهلا سيدتي ..
في أثناء محاولاتي اليائسة تلك قابلته كان مشعًا كالنجوم التي تضيء لنا الطُرق ...
قائلا بابتسامته ساخرة اللطيفه : مرحبا ايها المتسول !
أغضبنيي نعته لي بالمتسول ولكنه أسعدني كونهُ أول من يقترب مني وأول من يتحدث معي في هذه المدينة
***
.. : لنرى لقد وصلت إلى هنا في تمام الساعه 8 صباحًا ولم يرشدك أحدا إلى الطريق إلى الأن ؟!
.. : أجل هل سكان هذه المدينة دوما هكذا متغطرسين غير متعاونين مع الغرباء ؟! قلتها بغضب
.. : هههههههههههههه ان هذه الأحياء أحياءُ راقيه يا ؟؟
أنا : لوكاس
.. : اه لوكاس حسنا فقط سكان الاحياء الراقيه هم فقط المتغطرسين اتجاه المتشردين أمثالك
لوكاس : أخبرتك إنني لست متشردًا ؟؟ جئت للعمل
.. : ههههههه أجل أجل لست كذلك إنني أمازحك فقط ,لوكاس يبدو لي انك ذو حظ بائس من بين كل تلك الأحياء العادية لم تأتي إلى أرقى الأحياء لكي تبحث عن ضالتك ؟
هههههههههههه
لوكاس : توقف عن السخرية
.. : لالا لا أسخر منك أنا حقا اعتذر أحب أن أمازح الاخرين فقط , حسنا أخبرتني أنك تريد الذهاب إلى ؟
لوكاس : شارع 39 لدى صالون السيد دولف للحلاقة ..
.. : اممم من أخبرك بهذا العنوان ؟
لوكاس : صديقي ورفيقي كارل من قريةِ ماريبو
.. : هل هوَ يعمل هنا ؟
لوكاس : أجل عمل هنا لعامٍ لدى السيد دولف ومازال يعمل لديه
.. : اممم كارل مهلا أعتقد إنني أعرفه ؟
لوكاس : حقا أتعرفه
.. : أعتقد كيف هوَ شكله ؟
لوكاس : شعره أشقر كثيف وعيناه ناعستان بنيةَ اللون وهو أقصرُ قامةً مني
.. : امممم لا ليس هوا , ليس كارل الذي أعرفه , ولكن ألم يخبرك صديقك شارع 39 الشمالي أم الجنوبي !
لوكاس : هل يوجد شارعان بنفسِ الاسم !
.. : أجل ولكن أعتقد إنك تبحث عن شارع 39 الشمالي , أستطيع أن أخذك إلى هناك ..
لوكاس : حققا ؟؟
.. : نعم نعم أستطيع إرشادك إليه في الغد
لوكاس : ماذا ولكن لماذا ليس الان ؟
.. : لقد تأخر الوقت وشارعُ يقع على الجانبِ الآخر من المدينة سنستغرق لساعة للوصولِ إلى هناك
وحينها بالتأكيد سيكون السيد دولف قد أقفلَ الصالون وذهب لمنزله , تستطيع الذهاب إليه في الغد , سأخذك بنفسي إلى هناك
لوكاس : ولكن أين سأمكثُ الليلة ؟ لقد أخبرني كارل أن السيد دولف سيوفر لي مكانًا للمبيت في متجره
.. : ااممم هل لا بأس لديك أن تأتي للمكوث في منزلي ؟؟
ترددت لأنني لا اعرف اسمه حتى قائلا : ولكنني لا أعرف اسمك حتى ؟
.. : اااه اجل يا إلَهي يالفظاظتي أوجه الأسئلة إليك منذ البداية ولكنني لم أعرف عن نفسي أدعى رايمون وأنا مالك مقهى في شارع 39 الجنوبي
ماددًا لي يده للمصافحة
صافحته قائلا : شارع 39 الجنوبي !
رايمون : أجل يوجد هُنا شارعان يحملان نفس الاسم ..
***
رافقته للمنزل بدا لي شخصًا لطيف ..
يالفظاظتي أنا أيضا لم اعرف عن نفسي إليكم انا لوكاس أبلغ من العمر خمسة عشرَ عامًا من قرية ماريبو الريفية
توفت أمي منذ صغري وأبي لم يكن له وجود في حياتنا ..
إعتنت بنا أختي الكبرى ليليا أنا واخوتي الصغار لاك ولانكس إنهم توائم في الثانية عشرَ من عمرهم
تعمل أختي ليليا في زراعة لدى مزرعة السيدة سارة
تحاول ليليا أن تفعل مابوسعها لكي تجعلنا ننعم بحياة رائعة
ولكن انا لااريد من ليليا أن تعمل في زراعة لحياتها كلها .. تؤلمني تلك الخدوش في يديها يؤلمني رؤيتها مرهقه من العمل لأجلنا
انا من عليه العمل لكسب المال أتيت إلى هذه المدينه لأنني اريد فرصة للعمل فرصة لجمع المال فرصة لتغير حياتنا
لم توافق ليليا على ذهابي ولكنني هربت خلسةً تاركًا رسائل إعتذار ووعودًا بالعودة وفي ظهري الحياة الرغدة التي لم نحلم بها يوما !
وها أنا وصلت إلى هذه المدينة التي سأخطو بها خطوتي الأولى في تحقيقِ أمنياتي ..
***
رايمون : وصلنا يا لوكاس للمنزل ..
قد بدا لي رايمون أنه ابنُ أحدِ تلك الأسر الثرية في طريقة لباسه وفي هندامه , طريقته في الحديث وتلك السيارة التي يقودها ولكن
منزلهُ لم يكن يوحي بذلك فقد كان منزلًا رثًا قديمَ به ثلاثة طوابق أو ربما أربعة , كانت أصواتُ الكلاب الضالة تملئ ُ الشارع
رايمون : هذا منزلي وهذا المقهى الخاص بي ولكنه مغلق في هذه الساعه ..
عندما فُتح ذلك الباب قفز شيءٌ ما نحوي بسرعةً خاطفة ففزعتُ وسقطتُ ارضًا
رايمون : هههههههههههههه يا للهول
لوكاس : ماهذا إنها قطة ؟
رايمون : وهو يَمد يديهِ نحوي مابالُ هذه النظرة المرعوبة ههههههه ؟
لوكاس : توقف عن الضحك
رايمون : هههههههههه .. لقد خدشت يديك ههههه يا إلهي يبدو إنك حقا ذو حظ بائس يا لوكاس ! , أعتذر منك حقا انها دورا قطة اليستور
تلك القطة بعد قفزها نحوي فرت هاربة بسرعه ! عجبا ليتني هربتُ مثلها ...
رايمون : إنها تحبُ اللعب بالخارج , تفضل بالدخول من فضلك
دخلتُ ذلك المنزل .. كان بالغًا في الكبر والمساحة و هادئًا تسودهُ ألحانُ موسيقىٍ كلاسيكيه .. تملئهُ رائحةُ الطعام الشهيه
إنها مرتي الأولى التي أخطو فيها منزلًا بهذه الإتساع .. تأملتُ جدران المنزل البالية المزينه بلوحاتٍ غريبه ..
ثم شد انتباهي ذلك الحائط الذهبي ..
كان به عددٌ من اللوحاتِ الملونة بألوانٍ خاطفة .. أخذتُ أتامل جمالِ تلك اللوحات ..
حتى قاطع تأملي رايمون قائلًا : هل أنت مهتمٌ بالفن ؟
لوكاس : أجل إنني أحب ُالرسم وأجيدهُ بعض الشيء ..
تنهد رايمون قائلا بصوت حثيث : يا للصدف !
يا للصدف ! أيُّ صدفةٍ يعنيها رايمون ..
وفي تلك اللحظة سمعتَ صوت خطواتٍ مسرعة من درج
وتلاها شخصٌ قائل : رايمون أخبرني أنك وجدت المشتري ! قد ضقت ذرعا بالاهتمام ب ...
في تلك اللحظة الذي رآني فيها إعتلت وجهه نظرة متفاجئة نظر لي ثانية
ثم اشاح بنظره نحو رايمون قائلا : رايمون من هذا ؟
رايمون : إنهه ضيفي لوكاس سيمكث هنا الليلة
في ذات اللحظة خرج شخصٌ : من المطبخ رايمون هل عدت ؟
عندما رآني أيضًا بدا متفاجأ ثم قال بتهكم : من الضيف ؟
رايمون بابتسامة : إنه لوكاس ضيفنا الليلة
كنت مرتبكًا من النظرات الموجهة إلي قائلًا: مرحبا
***
بعد لحظات من التقاء بأصدقاء رايمون في المنزل
اشار لي رايمون لأحد الغرف وطلب مني أن أبدل ملابسي وأأتي لغرفة المعيشة الرئيسية ..
بدلت ملابسي بسرعة .. كانت رائحة طعام قد إستحوذت على تفكيري , خرجتُ من الغرفة أسير لذهاب إلى غرفةِ المعيشة
وعندما إقتربت من الغرفة سمعت بعض من الحديث الذي كانوا يتبادلونه
.. : رايمون مالذي تفكر به ؟أ نت حتى لم تجد المشتري إلى الآن ؟ أنا لا أحب العمل في الفوضى دائما ماأخبركم بذلك
رايمون : إهدأ يا دان أنت دائما ماتبالغ في ردات فعلك كل شيء تحت السيطرة
وأنا أستمع للمحادثتهم في ذاتِ اللحظة جاء صوتٌ هامسًا من خلفي قائلًا : هل تتجسس ؟
إنتفض جسدي مقشعرًا و ملتفتَ .. ! لقد كان شخصًا أخر ليس أحد أولئك الذين رأيتهم منذ قليل ..
ابتسم لي ثم قال : ههههههههه من أنت ؟
لوكاس : مرحبا انا لوكاس , رايمون أحضرني إلى هنا
.. : امم حسنا مرحبا بك ولكن لاتتجسس إنضم لنا فحسب ...
دخلت تلك الصالة برفقته لقد كانت بها منضدة طعامٍ كبيرة تتسع لثمانيةِ أفراد وضع بها أصناف مختلفة من الطعام
كان هناك حساء الكمأة وسلطة خضراء وأرغفةُ من الخبز وقطعةٌ كبيرة من اللحم ..
رايمون مُحدقا : اليستور أرى أنك قد قابلت ضيفي لوكاس
اليستور : نعم وحظينا بمحادثةٍ صغيرة ..
رايمون : أعذرني يا لوكاس لم أعرفك عن أصدقائي
هذا فاريل شريكي في المقهى انه محضر قهوةٍ بارعٌ جدا ..
فاريل بإبتسامة : عليكَ أن تتذوق بعضًا من القهوة التي أصنعُها ..
وهذا اليستور انه طبيب في مشفى ( سكوربينج )
اليستور وهو يبتسم إبتسامته الدافئة : في قسم الجراحة
رايمون : لم يفشل في أي عملية جراحية
لوكاس : طبيب يا للروعه ..
رايمون : وهذا دان إنه ممرض في نفس المشفى التي يعمل بها اليستور
دان : ...
لوكاس : هذا حقا رائع لقد سررتُ بمعرفتكم جميعا
إذا تعمل انته وفاريل في المقهى بينما يعمل اليستور ودان في المشفى
فاريل بابتسامه اقرب لتزييف : نعم اذا كم تبلغ من العمر ؟
لوكاس : خمسة عشر عاما
اليستور وهو ينظر لرايمون : كيف أصبحت ضيفنا !
لوكاس : في الواقع لقد اتيت من قرية ماريبو الريفية للعمل في صالون حلاقه ولكنني لم أستطيع الوصول لصالون وقابلت رايمون مصادفة
أخبرني إنه يستطيع إرشادي لطريق ولكن الوقت تأخر فأقترح علي رايمون المبيت في منزله الليلة ...
لقد كان دان يأكل ويبدو انه غير مباليًا بما سأقوله ولكن ما إن قلت صالون حلاقه حتى توقف دان عن الأكل وأشاح بنظره لرايمون ثم لـ أليستور
أليستور : اتجيدُ الحلاقه ؟
أجبته بخجل : لا لاأجيدها ولكنني كنت سأعمل في تنظيف
فاريل وهو موزعًا نظراته على البقيه : لاتخبرني إنك رسام ايضا ؟
لوكاس في دهشةٍ وتخبط : أأجل كيف علمت بذلك أعني أجيد رسم
رايمون : عليك أن ترينا بعض لوحاتك بعد العشاء أو ارسم لنا شيءً
لوكاس : حسنا سأفعل ..
بدا لي رايمون وأليستور أنهم في مقتبلِ العقدِ الثالثِ من أعمارهم وبدا لي دان وفاريل في أواخرِ العشرين ..
***
بعد إنهاءِ وجبةِ العشاء قمتُ برسمِ تلك القطة التي رأيتها عندما فتح الباب وأريتهم ياها
اليستور في تعجب : قطتي دورا .. هههههه يالإبداعك إن رسمك غايةً في الدقة
فاريل : أحببت طريقتك في توزيع الأضلال ..
رايمون : بالرغم من انك رأيتها لثواني لقد أجدتَ رسمها أعتقد إنه سيكون لك مستقبلًا باهر في الرسم ..
اليستور : ستصبح فنانا عظيما ...
لوكاس : شكرا لكم إنني ممتن لتشجيعكم لي ولسماحكم لي بالمبيت هنا الليلة ..
اليستور : على الرحب والسعة ...
فاريل : هل لديك عائلة ؟
لوكاس: أجل لدي اختي الكبرى وإخوتي الصغار في القرية ..
فاريل : هذا رائع , اذا أتيت الى هذه المدينة الكبيرة وحدك وأنت لاتعرف احدًا هنا ؟
لوكاس : أعرف صديقي كارل يعمل في ...
وقبل أن أكمل حديثي قال دان بصرخةً ممتعضه ككارل ؟؟
رايمون : دان مابك ؟!
دان بغضب : ممابي أنت لم تجد المشتري الأول بعد
رايمون بنظرة غاضبه : لا تتحدث معي بهذه النبرة
دان : أنا أريد الأنسحاب من هذا المنزل وخرج دان من الغرفة
اليستور محاولا تخفيف الوضع : لوكاس لابد إنك متعب هل تود الذهاب لغرفتك !
أنا في دهشه : هل تعرفون كارل .. !
رايمون سكت للحظه ثم اخذ يتنفس بعمق
ثم التفت لي قائلًا بهدوء : لا يا لوكاس ليس كارل صديقك ..
مستمرًا في تنفس بعمق ..
رايمون : إنه مجرد تشابه في الأسماء أخبرتك في وقتٍ لاحق أنني أعرف شخصًا يدعى كارل !
لوكاس محاولًا إسترجاع ماحدث : نعم
رايمون : أجل إنه كارل الذي نعرفه
لقد وثقنا به وسمحنا له بالعيش معنا ولكنه قام بسرقتنا بكل بساطة لذلك دان غاضبٌ قليلًا لأنه لايستطيع الوثوق بأحد
شعرت براحة لإنه ليس كارل صديقي ...
***
ذهبت لغرفة حتى أنال قسط ًامن الراحة ..
لقد كان هناك نافذة متوسطة الحجم في الغرفه , أستطيعُ من خلالها أن أرى النجوم في السماء
أخذت أتأمل تلك النجوم الظاهره لي .. لقد كان عددها اقل من عدد نجوم المتواجدة في سماء قرية ماريبو
إنها ليلتي الاولى في هذه المدينةِ البعيدة
وهنا أخذت أتسائل كيف حالُ ؟ .. لاك ولانكس وليليا هل هم بخير؟ أشعر بالحنين إليهم , هل لديهم مايكفي من الطعام ! هل ليليا متعبه من العمل ! ..
هذه ليلة الرابعة لي منذ أن إبتعدت عنهم .. أمل أن يكونوا بخير سأعود عما قريب وسأحضر معي مايكفي لعيش حياة هانئه وسأخذهم معي إلى هنا أيضا ..
غدًا هوَ يومي الأول في العمل عليَ أن ابذل مجهودي وأثبت كفاءتي , سأقابل كارل لم أرهُ منذ عام لقد اشتقتُ إليه لا أتوقُ الإنتظار حتى مقابلته ..
صوت طرقٍ على الباب
لوكاس : تفضل
دخل أليستور حاملًا بيديه كوبًا من الحليب الساخن
اليستور: تفضل , قلت في نفسي ربما لن تستطيع النوم ف هذه ليلتك الأولى من أن جئت إلى هنا ..
لوكاس وهو يلتقطُ منه الكوب : شكرا لك ..
أليستور وهو ينظر لسماء من خلال النافذة : مازلت أذكر ليلتي الأولى في هذه المدينة لم أستطيع فيها النوم
لوكاس في تعجب : أنت لست من هذه المدينة ؟
اليستور : لا إنني من قرية جبلية جئتُ هنا لجمع المال مثلك تماما , قابلت رايمون هنا عملنا معا وتشاركنا الأحلام ..
أستطعت ُجمع المال و استطعتُ مساعده والداي , كنت أملك ذلك الحلم بأن أصبح طبيبًا واستطعت هنا إكمال دراستي الجامعيه متخصصا في الطب
وها أنا ذا أصبحت طبيب ورايمون أصبح مالكا للمقهى الذي لطالما أعجبه
لوكاس في فرحةٍ عارمة : اذا أستطعت تحقيق أحلامك ما إن وطأت قدمك أرض هذه المدينة ؟! ..
اليستور : ليت الأمر كان بهذا اليُسر الأحلام تحتاج ُالكثير ! الكثير من العمل والجهد والتضحيات ..
لوكاس : فهمت سأبذل كل ماستطيع لكي أحقق مرادي ..
اليستور بابتسامة : بالطبع ستفعل والآن سأتركك لتنام ..
شكرا أليستور كلامه كان محفزًا لي
غططت في نوم بعد شربي لذلك الكوب ...
***
في اليوم التالي ..
ضوء الشمسِ كان يداعبُ جفناي التي تأبي الإستيقاظ ..
ورائحةُ القهوة التي قد ملئتِ الغرفة تحاولُ إيقاظي ولكنني مازلتُ أقاومها ..
حتى سمعت صوتَ تلك الصرخة في المنزل !
فتحت عيني عندها مهلا كم الساعة الآن ! إنها 2 ظهرًا ككييف حدث هذا كيف غططتُ في هذا النوم العميق ..
إنها المرة الأولى التي استيقظ فيها في هذا الوقت المتاخر مهلا ماذا عن السيد دولف وكارل ..
بدأت أبدل ملابسي مسرعًا خرجت من الغرفة مناديًا : رايمون رايمون
قابلني دان قائلا : رايمون في الاسفل
شكرا لك دان , يبدو إن دان لم يترك المنزل ...
نزلتُ فوجدت رايمون في المقهى الخاص به
المكان الذي كانت تنبعثُ منهُ رائحةُ القهوة ..
لوكاس : رايمون لقد تاخرت في النوم أنا حقا أسف هل تستطيع الآن إرشادي لشارع 39 الشمالي
رايمون كان مبتسمًا عندما رآني ولكن ما إن سألته عن الشارع حتى تبددت تلك الإبتسامه وتحولت لنظرة يسودها الحزن والغموض !
رايمون : لوكاس أنا حقا اسف ..
اسف لماذا يتأسف ماذا يعني ذلك !
رايمون وهو يربت على كتفي : لقد ذهبت اليوم صباحا لشارع 39 وذهبت لصالون السيد دولف ولكنني وجدته مغلقا !
قلت ربما سيتأخر السيد دولف ولكن سألت صاحب المتجر المجاور لصالون السيد دولف
أخبرني بأن السيد دولف توفى منذ اسبوعان وقد أقفل ابنه الأكبر الصالون حزنا على وفاة أبيه
لوكاس في صدمة : ياإلهي لم أعرف السيد دولف ولكنني حزنت على وفاته أخبرني كارل بأنه رجل طيب ...
ثم سألت رايمون : ماذا عن كارل ؟ اين يقطن الآن
رايمون وهو ينظر لعيني : لقد سألت صاحب المتجر المجاور عن كارل ولكن ..
لوكاس : لكن مماذا !
رايمون : قال إن كارل لم يعد يعمل لدى السيد دولف فقد ترك العمل منذ أربعةِ أشهر
كنت أشعر بالحزن لم أستطع أن أرى كارل ! وأيضًا وهوَ لم يعاود إرسال الرسائل لقد مضت خمسةَ أشهر منذ أن أرسل لي كارل رسالته الأخيرة
كان سيخبرني إن كان قد توقف عن العمل ماذا حدث له ..؟
رايمون محاولًا تخفيف حزني : لقد وضعت رقم هاتف المقهى لدى صاحب المتجر المجاور طالبًا منه أن يعطيه لكارل إن عاد مرة أخرى
وأن يبلغه أن صديقه لوكاس قد جاء وسيكون موجودً هذا المقهى إن أراد زيارته
حقا إن هذا مريح سيعلم كارل إنني هنا وسيأتي حتمًا ولكن مهلا ..!
أنا لا أستطيع البقاء هنا علي أن أبحث عن عملٍ آخر
رايمون وهو يحضر القهوة لي : لوكاس أنت لن تبقى وحسب بل ستعمل هنا .. !
لوكاس في دهشه : ولكنني لا أجيد صنع القهوة ..!
رايمون : وهل كنت تجيد الحلاقه ! ستعمل في غسل الاكواب والاطباق وسأعلمك أصول صنع القهوة وسأدفع لك ضعف الأجر الذي كنت ستتلقاه عند عملك لدى السيد دولف مارأيك ..!
أنا في دهشه مشاعري مختلطه مشاعر حزن وفرح , حزن لأنني لم ألتقي ب كارل وفرح لأنني وجدت عمل عند شخصًا طيب
رايمون شكرا لك أنا حقا مُمتن ..
رايمون : عفوا
***
بدأت بالعمل في مقهى رايمون ومازلت أقطن في المنزل ذاته معهم , أليستور ورايمون وفاريل حقا لطيفين دان كان غامضًا لا يتحدث معي كثيرا ..
منذ أن أعلن رايمون خبر بقائي في المنزل معهم حينها أخبرني أليستور أنه يمنع علي دخول أي غرفة أخرى في المنزل سوى غرفتي وغرفة المعيشة الكبيرة ...
وأيضا لايسمح لي بالصعود لطابق الثالث ...
إنه اليوم الرابعُ لي منذ أن بدأت بالعمل لدى رايمون ولكنني وجدت في آحد أدراجِ غرفتي قلمًا .. مهلا إنه يشبه قلم كارل !
لقد كان مع كارل منذُ صغره لم يكن يستخدمهُ كثيرا إنه هديه من جَده ..
لوكاس : فاريل كيف جاء هذا القلم إلى هنا !
فاريل دون تفكير : إه قلم كارل .. ثم نظر فاريل لأليستور وكأنه تذكر شيء قائلًا : كارل السارق
اليستور : أجل يبدو إنه نسيا أن يأخذه معه لماذا تسأل ؟
لوكاس في حيرة : صديقي كارل يمتلك مثل هذا القلم القديم لا ليس مثله بل هذا قلمه بعينه
فاريل بإستهزاء : يبدو أن كارل صديقك وكارل الذي نعرفه لايتشاركان بالاسم فقط بل بذات الذوق في أختيار الأقلام أيضا !
لوكاس : لقد كان قلمًا نادر النوع إنه هدية من جَده لقد كان يحملهٌ دائما معه ولكنه لم يكن يستخدمه
أليستور : ولكن هذا نوع من الأقلام يباع هنا في العديد من المتاجر ..
لوكاس : حقا !! هذا غريب
أليستور : ولكن ماذا كنت تريد أن تكتب ؟
لوكاس : رسالة لأخوتي هل تستطيع إرشادي لمكتب البريد ؟
***
في وقتٍ لاحق أتى رايمون ودفع لي أجري مقابل الأيام التي عملتها لديه
لوكاس : أليس من المفترض أن تدفع لي في نهاية الشهر ..
رايمون : لقد سمعتك تسأل أليستورعن مكتب البريد تريد إرسال رسالةً لأخوتك فقلت لما لاترسل لهم المال ايضا
أعلم إنك تريد أن تسعدهم وتخفف عن أختك مشقة الحياة ..
ماذا كان اسمُ أخويك ؟
التوأم لاك ولانكس وأختي الكبرى ليليا ..
رايمون إنه صاحب قلبٍ كبير وله أفضال كبيره علي ...
***
إنه اليوم الساسُ لي في هذا المنزل ..
إنها المرة الأولى التي ابقى فيها بالمنزل وحيدا ..
اليستور في المشفى و خرج دان وفاريل لشراء بعض الحاجيات ورايمون يقولو إنه لديه بعض الأعمال الذي يجب عليه إنهائها ...
قد أصابني الملل وأن أرسم احد لوحات ثم نظرت لدورا اذا بها جرح ما على قدميها فأردت أن أضمد ذلك الجرح أحضرت الضمادات والمعقم توجهت لدورا ولكنها فرت مسرعه للأعلى
ركضت خلفها .. هيا حقا تحب اللعب وجدت نفسي في الطابق الثالث ..! ليس من المفترض أن أكون هنا علي أن أجد دورا وأغادر الطابق قبل أن يعودوا دورا أين أنتي دورا ...
كان الطابق مظلم مطفأة أنواره إلا تلك الغرفه كان بابها مرصد و كان نورها مضاءُ
هل دورا في داخل دورا , اقتربت من الغرفة ودفعت بابها المرصد
حتى وجدت سريرًا في تلك الغرفة وكان به شخص مستلقي لقد كان جسده متصلٌ بالأجهزة
بدا لي شخصًا في نفس عمري .. يبدو لي كما لو أنه نائم ولكن يبدو إنه مريض ف لما كل هذه الأجهزة متصلةٌ به ...
تبدو بشرته شاحبه لا أستطيع رؤية وجهه بسبب شعره الاشقر الطويل فقد كان يغطي عيناه ومعظم ملامحه ..
في تلك اللحظة هناك يدٌ قد سحبتني من الخلف بقوةٍ لتخرجني من تلك الغرفة الباردة
دان : مالذي تفعله هنا ؟
لوكاس بتوتر : لقد كنت أبحث عن دورا ..
دان بغضب : ألم يحذروك بألا تصعد هذا الطابق
لوكاس : أنا حقا أعتذر لقد كنت أبحث عن دورا فحسب ... ولكن من هذا ؟؟ ولماذا هو هنا ..
دان والكلمات تخرج بقوة من بين أسنانه : غادر هذا المنزل
لوكاس : سأغادر هذا الطابق
أعلم أن مافعلته خاطئ ولكن من هذا الفتى ؟ لما هو في الأعلى في تلك الغرفه الباردة ؟ أهو مريض ؟ لماذا لا ينقلونه للمشفى ؟
مئات الأسئله التي كانت تجول في عقلي أثناء مغادرتي لطابق ..
وفي وقتٍ لاحق ٍ من اليوم ..
جاء أليستور إلي بنظرةٍ خائبه قائلًا : أرى إنك وجدت رالف ..
لوكاس في تعجب : رالف هل هو الفتي المستلقي في طابق الثالث .. !
أليستور : أجل إنه شقيقي الأصغر
لوكاس : لم تخبرني بأن لديك شقيق يسكن هنا ..!
أليستور وعيناه تمتلئ بالدموع شيئًا فشيئًا : أجل لا أحب التحدث عنه كثيرا ,
رالف اخي الأصغر إنه مريض بمرض خطير وقد أحتاج لعمليةً خطيرة أجريتُ له تلك العملية بنفسي في المشفى
ولكن تلك العملية .. لم تنجح وبسببي دخل رالف في سُباتٍ دماغي ولم يستيقظ منذُ حينها , أنا السبب في ذلك لأنني لم أتقن تلك العملية , كُلُ اللومِ يقعُ علي لم يستيقظ بسببي ..
لم أستطيع التفوه بأي كلمة ولكنني كنتُ أشعرُ بالحزن .. الحزن العميق ..
في اليومِ التالي جاء رجلٌ إلى المقهى وقد سأل فاريل عن مالكِ المقهى
فنادى فاريل رايمون أذكر أن ذلكَ الرجل قال بأنه محقق في قضية التجارة بالأعضاءِ البشرية
قد سألَ رايمون عدة أسئلة ثمَ ذهب تاركًا رقم هاتف مكتبه قائلًا : إن تذكرت أي شيء يا رايمون قم بالإتصال على مكتبي
قد بدا فاريل متوترًا و كان دان غاضبًا , إنتقل توترُ فاريل وغضب دان لكُلٍ من رايمون وأليستور أيضًا ..
لم أكن أعلم لماذا إنذلعَ هذا التوترُ بينهم ! كنتُ أودُ سؤالهم لكن شعرتُ أن الوقتَ غير مناسب
قد طلبوا مني أن أتركهم للتحدث ف ذهبتُ لغرفتي وبعد قليل تعالت أصواتهم في نقاش حتى أنهاها صُراخ رايمون ..
خلدتُ إلى النوم في تلك الليلة وفي داخلي شيءٌ من الريبة
***
بعد مضيء يومان ..
بعد أن أنهيت عملي الصباحي في المقهى دخلتُ في الثانيةَ ظهرًا تلك الغرفة الشاسعة في المساحة
لم يكنُ هناكَ أحدٌ في المنزل يقولٌ رايمون أنه وجدَ المشتري , لا أعلم مشتري ماذا ولكن قد ذهب رايمون وأليستور لمقابلته ولاوجود لفاريل ودان في المنزل
حينها أخذتٌ اتأمل تلك اللوحات , وكان هناك تلكَ اللوحة التي لطالما أعجبتُ بها فأردتُ أن أعيد رسمها فقمتُ بإلتقاط تلك اللوحة من الحائط
وقبل أن أبدأ في رسمها سقطت مني , فأردتُ إلتقاطها وحينها رأيتُ توقيعًا عليها من الخلف .. !
توقيع كارل ..! إن هذا التوقيع هوَ توقيع كارل أنا أعرفه جيدًا إنه توقيعه هذا يعني أن هذه اللوحة من رسمِ كارل ؟ كيف وصلت هذه اللوحة إلى هنا ..!
مهلا أخذتُ ألتقط كلَّ تلكَ اللوحات المعلقة على ذلك الحائط وقمتُ بتقليبها واحدةً تلوَ الآخرى من الخلف حتى اتضح لي أن جميعها من توقيع كارل ..
ماذا تفعل لوحاتٍ من رسم كارل في هذا المنزل ..
خرجت من المنزل دون تفكير
ذهبتُ إلى أحد المتاجرالمجاورة سألًا إياهم إن كانوا يبيعون مثل هذا القلم ؟ قلم كارل
ولكنهم أخبروني إن هذا القلم قديم ونادر النوع ولايُباعُ مثله في هذه المدينة
بدأ الفزعُ ينمو بداخلي وبدأت تتسابق ذكرياتُ في عقلي
عندما سألني فاريل أأنت رسام ٌ أيضا !! غضب دان عند سماع اسم كارل
أليستور عندما قال لي أنه يباع مثل هذا القلم في المتجر المجاور !!
عندها طلبت من أحد الأشخاص أن يقلني إلى شارع 39 الجنوبي ..
مالذي أفعله .. لا أعلم الشك والفزع ينمو في داخلي هناك ماأريد أن أتأكد منه
وصلت ذلك الشارع ( الشارع 39 الجنوبي) ..
بدأت أمشي في ذلك شارع بحثًا عن صالون ربما أجد ابن السيد دولف
بالتأكيد هو يعلم أين ذهب كارل ..
أخذتُ أبحث في ذلك الشارع بيأس حتى وجدته وجدت صالون دولف دخلته وأن ألهث من الركض الذي ركضته في أثناء بحثي ..
قابلني رجلٌ مُسن يبدو في العقدِ السادسِ من عمره بدا لي بصحةٍ جيدة
لوكاس وهوَ يحاول ُ إلتقاط أنفاسه : مرحبا أأستطيع رؤية ابن السيد دولف ؟
الرجل المُسن : لكن ليسَ لديَ أيُّ أبناء ..
لوكاس : لا ليس ابنك بل ابن السيد دولف ؟ ..
الرجل المُسن : نعم أيها الشاب أنا السيد دولف وليس لدي أيُّ أبناء ..
لوكاس في دهشة : سيد دولف !!
***
أتقولُ لي أنك صديق كارل !
لوكاس : أجل هل تعلم أين هوَ !
السيد دولف : لقد ترك كارل العمل منذ أربعةِ أشهر ... قائلًا أنه وجد عملًا جديد في مقهى حيث إنه سيمارسُ مهنة الرسم هناك ويبيع لوحاته
لقد أخبرني أنه سيأتي لزيارتي .. ولكنه لم يأتي منذ اليوم الذي تركني فيه
لقد إعتقدت إنه ربما عاد للقريته ,لقد كان كارل فتىً نشيطً ولطيف ومتعاونًا الكل هنا يُحبه و كارل يُحب الجميع لقد كنا بمثابة عائلة , إن من الغريب حقا إنه لم يعد لسؤال عنا ..
إنني أستمع لكلماته وأنا أشعر بالدوارِ والخوفُ ينتشرُ في أطرافي ..
وقبل خروجي قال لي السيد دولف : بني أرجو أن تعود لطمئناني بشأن كارل وعليك أنا حقا خائف وأرجو أن تحذر فقد زادَ عددُ جماعاتِ بيع الأعضاء في الفترة الأخيرة ..
لوكاس : بيع الأعضاء !!
سيد دولف : أجل أرجوك إحذر من الغرباء
خرجت من هناك والعديد من الأسئلة التي تأكلني ..
لماذا كذب علي رايمون بشأن وفاة السيد دولف ؟
لماذا لوحات كارل في منزلهم ؟
لماذا قلم كارل في منزلهم ؟
حينما كانوا يسألون رايمون عن المشتري ماذا كانوا يعنون ؟
حين سألني فاريل أنت رسام ايضا ؟؟ ايضًا
غضب دان عند سماع اسم كارل ..
توترهم عندَ مقابلة المحقق ..
بيع الأعضاء ..!
والعديد من الأمور التي تبثُ في داخلي الخوف والشك
وذلك الرالف المستلقي على السرير في طابق الثالث بدا لي مألوف ...
يا إلهي أنه يشبه !!
***
لقد عدت في السادسة مساءً إلى ذلك المنزل ...
ماذا أعادني إلى هناك لقد أردت أن أتأكد من شيء ...
دخلت المنزل كان هادئًا كعادته . يبدو إنه لايوجد أحدٌ هنا
سارعت في الصعود لطابق الثالث ..
كان مظلمًا كما عرفته .. وصلت لتلك الغرفة الباردة ...
أمسكتُ المقبض بيداي التي كانتَ ترتعدانِ من شدةِ الخوف
إستجمعت قوتي وقمتُ بفتح الباب أحتاج إجابة واحدة فحسب هل رالف هو !!
مهلا إن السرير فارغ لايوجد احدٌ هنا
قدماي تأبى التحرك من شدة الفزع ولكن بدأتُ بالتحرك قمتُ بالبحثِ في كل تلك الغرف غرفةً غرفة
حتى جاء ذلك الصوت المشؤومُ من خلفي
.. : عن ماذا تبحث
انا في فزعِ ملتفتًا : ر رايمون ؟ أنا أبحثُ عن رالف شقيق أليستور ..
حينها ظهر أليستور من خلفي قائلًا : رالف ! لقد تم نقله للمشفى
انا ملتفتا لأليستور وقلبي المُفزع قد توقفَ من شدة النبضِ قائلًا : حقا هل رالف هو ؟
في ذاتِ اللحظة شعرتُ كما لو أن أحدًا ما قد قام بضرب رأسي من الخلف لم أستطيع الوقوف سقطتُ أرضًا وهنا إستحوذ الظلام على بصري ..
***
فتحتُ عيناي .. ماهذا أين أنا
أجدني أٌقفُ على حافةِ فوهةِ بركان .. لاتنبعثُ الحرارة من هذه الفوهة بل ينبعثُ منها البرد أشعرُ بالبرد ..
هناك شخصٌ يصرخ أعتقد إنني أعرف هذا الصوت .. إنه صوتُ كارل ..
كارل أين هوَ ألتفتُ باحثًا عنه ف أخسر توازني في الوقوف على هذه الحافة فأسقطُ في هاوية الفوهة ويستحوذ الظلام على بصري مرةً أخرى
وحين أستعيدُ بصري مرةً أخرى أجدني أٌقف على قمةِ جبلٍ و أجد كارل متمسكًا بحافة القمة يدي تحاولُ مساعدته ولكنني أتأخر في الوصول إليه ف يسقط كارل من أعلى القمة
و أنا أًصرخُ بأعلى صوتي حتي يختفي صوتي ويعودُ الظلام ليستحوذَ على بصري ..!
***
أستعدت بصري هذه المره فتحتُ عيني كلُ ماكنتُ أراه هو السقف إنه سقفُ تلك الغرفة الباردة
ولكنني لم أستعيد عافيتي لا أستطيع التحرك يبدو كما لو أن جسدي مخدر ...
هناك تلك الأجهزة المتصله بجسدي .. أشعر بالإعياء والتعب الشديد
يبدو أن الظلام يريد أن يستحوذ على بصري مجددًا ولكن قبل أن يستحوذ علي
سمعتُ أحدهم يقول :
.. : لانكس لاك ألم أقل لكما ألا تصعدا لهذا الطابق ستزعجان رالف إنه مريض ..
.. : نحن حقا آسفان لقد كنا نبحث عن دورا فحسب
...
هل أصبحتُ أنا رالف الآن .. !
ولكن مهلا هل قال لاك ولانكس ..
هل هما ! عليَ أن أٌقف يجبُ أن أتحرك عليَ الوقوف ولكن
هاهو الظلام قد عادَ وإستحوذَ على بصري مجددًا ...
*
*
*
#مُلهم_3
التعديل الأخير: