- إنضم
- 7 مايو 2019
- رقم العضوية
- 9955
- المشاركات
- 3,895
- مستوى التفاعل
- 4,243
- النقاط
- 498
- أوسمتــي
- 2
- الإقامة
- كوكب بلوتو ♇
- توناتي
- 1,535
- الجنس
- ذكر
..كنت مع اسرتي في الحافلة نركبها ونحن نتجه الى بيتنا .. سيارة ابي معطلة واراد ان يصلحها قبل ان ننتقل .. لا ازال لا استوعب فكرة الانتقال ..اننا سنترك منطقتنا .. ابقى ارى كل مواقفي وايام حياتي فيها .. في الواقع ولدت وكبرت هنا .. والان انا انظر اليها لاخر مرة من خلال شباك الحافلة الذي يبدي حزنه من خلال دموع قطرات المطر التي تنزل عليه .. لقد شهد كل مراحل نموي .. وهذا بيت العمة ألزابيث .. صحيح انها من اصل مسيحي لكنها طيبة وحنونة .. في كل مرة نتوقف عندها وهي تستضيفنا بكعكها الذيذ الذي تعده بطريقتها الخاصة .. لكن لن نتوقف عندها هذه المرة اسف عمتي .. ابي وامي علماني ان لا افرق بين الناس لأن هذا سيء .. احب هذه الطريقة ..
وهذا السياج حيث تعلمت قيادة الدراجة لاول مرة .. مررت من هنا ألاف المرات لكن لأسف فمحطة قطارنا ستكمل هي الاخرى طريقها في سكة الحياة.. اطالع في لافتة كافيه مقهى العم صالح.. قد حفظتها عن ظهر قلب .. وهذا بيت صديقي الوحيد ذو الحديقة المخضرة التي ذبلت وماتت بعد ان تركها اهلها .. وأيضا هذا البيت المهجور .. بكل مرة امر من هنا ولا نعرف ما بداخله .. انه غامض دائما يعطي شعور مجهول للمارين من هنا .. لكننا الوحيدين الذين نحبه لأنه جزء منا .. لقد اعتدت على كونه مهجور .. لكن المنطقة الان اصبحت حزينة .. في كل مرة نخرج انا وابي واخي قبل عدة سنوات حيث كانت المنطقة تعج بالاطفال والحيوية المطلقة التي تسعدنا .. ضحكات هنا وضحكات هناك ..
لكن شيء فشيء بدأ اهلها بتركها بكل بطئ ..في احد الايام ذهب العم ماريوس الى البعيد مع زوجته وغادروا المنطقة الى الابد .. هذا كان اول حادث محزن يحدث .. كل المنطقة وقتها اصبحوا حزينين لان جزء رائع ومهم اختفى كأننا عائلة واحدة .. ثم بفترة قصيرة لحقهم جيراننا ومعهم ابنائهم الذين رافقونا منذ الصغر .. دائما وبكل لحضة ارى فيها هذه السيارة السوداء التي تنقل حاجيات احبائنا الى المجهول افقد الامل اكثر .. اعرف انهم بعد هذا سينتقلون ..الى اين ستذهبين بذكراياتنا يا ايتها السيارة ..
كأننا نقف الان في مفترق طرق كل جزء منا يذهب من طريقه الخاص الى الابد بدون عودة .. لن نراكم مجددا .. امشي ببطئ في المنطقة واذ ارى رسوماتنا انا وصديقي على حائط مدرستنا الأبتدائية والبيوت .. كنا نحب ان نرسم على الجدران اشياء مضحكة .. ثم توبخنا امي .. بعدها نعتذر لأننا نعرف بأننا سنحصل على عصير البرتقال المثلج للذي يعترف بخطئه ثم نعود لبيوتنا متحمسين لليوم التالي ..لم استوعب هذا حتى غادروا أهل صديقي المحطة .. لم يودعني حتى .. رجعنا الى البيت وبطني اصبحت تؤلمني قليلا .. الكل يعرف هذا الشعور عندما يكون الشخص متوترا بسبب شيء سيقبل عليه يمكن ان يغير حياته (الم البطن) هذا هو.. الاجواء هادئة في بيتنا لأول مرة .. الكل يحاول توديع ذكراياته الراسخة هنا .. في اطراف هذا البيت العالقة في سقفه وجوانبي جدرانه.. سيتذكر اوقات الضحكات والأحزان ويبقى صدى صوتنا خالد في النسيم الذي يدخل من شبابيك هذا البيت الواسع ..
قررنا ان اخر وجبة لنا ستكون من المطعم لأن امي لن تستطع ان تطبخ لنا حيث وضعنا كل الاغراض في الحقيبة .. أنظر في عيني ابي لأتفاجأ انها حزينة لأول مرة ارى ابي على هذه الحال .. ثم القي نظرة على امي وهي تحاول اظهار ابتسامتها المعتادة (ابتسامة حزينة) كل شخص من اخوتي عالق في عالمه الخاص .. الكل يعرف شعور بعضهم لأننا عشنا الذكرايات نفسها .. تحت سقف واحد وأكلنا من لقمة واحدة .. حوالي الساعة 12 منتصف الليل ذهب كل منا الى فراشه الذي اصبح بارد بسبب الحزن ألذي يطل عليه .. فقررنا اننا سننام لأخر مرة في نفس الغرفة .. في رقعة صغيرة من هذا الكون الواسع المليء بالأشياء االسارة والبائسة .. لم ننم هكذا منذ الصغر..
اخي (أيمن) صاحب 14 عام ينام بجانبي .. و(حسام) ذو 17 عام ينام على جانبي الاخر واختي الكبيرة تشاركنا ايضا ..ابي وامي يغطوننا بحنانهم .. حاولنا النوم رغم الكأبة الحاصلة هنا وبالفعل نمنا على اصوات الساعة بهدوء كأنها تحسب اخر الدقائق لنا في ذكراياتنا .. شعور غريب يسري في جسمي .. هل هو شعور الغربة !! استيقضت نحو الساعة 4 فجرا على صوت اذان الجامع .. فعرفت انه موعد مغادرتنا .. حاولت الوقوف فتفاجأت اني وقفت بسلاسة كأن وزني اصبح لا شيء .. لم اهتم للموضوع فذهبت لكي اوقظ امي وأبي فمددت يدي نحوها وأذ بيدي تمر من خلالها بمشهد جعلني ارتعب من الخوف .. حاولت استيعاب الصدمة والموقف الذي حدث قبل قليل .. تجاهلته بصعوبة وحاولت ايقاظ امي مرة اخرى على امل ان لا يحدث هذا .. لكن استمر بالحدوث مرارا وتكرارا .. ربما انه حلم !! اتمنى انه كذالك ..
لكن كل شيء واقعي هنا .. ضوء شروق الشمس يتسلل من شباك الغرفة نحو الساعة لينيرها .. هذا مألوف وطبيعي .. حاولت بعدها ان واقظ اخوتي يجب ان احاول .. ربما يكون سراب مصنوع داخل خيالي الشاسع .. لكن مهلا لحضة .. انه جسمي على الأرض !! انه ممدد ولا يزال نائم .. لكن اذا كان هذا جسمي على الارض فكيف استطيع ان اراهه هكذا من الاعلى .. هل حدث هذا حقا .. هل خرجت روحي من جسمي وانا لا علم لي .. هل كنت غافل عن هذه اللحضة في حياتي ..لم اتوقع انها ستحصل هكذا .. نعم هذا حقيقي .. صرخت بأعلى صوتى وانا اتمنى ان يستيقض احد من أسرتي لكي ينقذني ..أرجوكم ..استيقضت امي ووقفت بسرعة كأنها شعرت بي .. طالعت بالساعة وأيقظت ابي لكي نستعد ..
لكن امي لم تلحض وجودي اطلاقا .. كنت واقف امامها مباشرة وهي لم ترني .. كأنني مختفي .. امي ارجوك أنظري الي .. انا ابنك .. بدأت بالبكاء وتمنيت لو انه مجرد كذب .. أرجوك ابي قل انها مزحة .. لا مشكلة سأتقبلها .. ركضت بأتجاهه لكي احضنه لكن ايضا تخلخل جسمي بسلاسة من خلاله .. فتح ابي عينه بتعجب كأنه شعر بي .. التفت الى جسمي الممدد على الارض مضن اني لا أزال نائم .. لا يعلم اني استيقضت من النوم الحقيقي .. ثم قال ابي .. هيا يا بني اسلام استيقظ .. لقد حان الوقت ..فتفاجأ ابي اني لم ارد عليه لأنه يعلم ان نومي خفيف .. توجه نحوي وهزني ببطئ لكن ايضا لا أزال جثة هامدة ممددة على الرض .. بدأ أبي يتصرف بسرعة كأنه بدأ يعلم .. تفحص نبضي وتنفسي ثم اسمت عيني ابي باكية وحضنني بقوة .. جائت امي بسرعة متعجبة .. بعد ان رأت هذا المشهد امامها فهمت ما يحدث .. استلقت على ركبتيها وهي تبكي وتضع يداها على رأسها .. ثم بدى على اخوتي تعجب مخلوط بنعاسهم .. عرفوا انهم لن يروا اخاهم مرة اخرى الى الابد لن يسمعو دندماته او شكاوي افعاله .. يا امي انا هنا ارجوك انظري لي .. لماذا لا يكترث بي احد ..
بدأت اسمع اصوات في كل مكان .. انها اصوات غريبة وتحدثني وتهذو بأسمي .. بدأت الصورة تتشوش امامي وكأننا ننتقل بألة زمن حتى اصفت على صورة واحدة .. ماذا؟! انهم اهلي .. انهم يبكون وبجانبهم بعض من اقاربي .. يبدو انهم علموا بالخبر الذي لم استوعبه انا حتى .. أرى تابوتي وهو ينتقل بسيارة وابي يركب بداخلها مع بعض الاشخاص .. لا اعرف ماذا سيحصل بهم الان
.. ابي هو الذي حضر عند نزولي الى قبري .. سيقول دائما(ياليت هذا الشاب يعود يوما) سيشتاق الى مزاجي معه ورفقتي له وكلامي .. وسيتذكر انه صرخ بوجهي يوما لاني أسات التصرف .. أمي .. هي التي سهرت عل راحتي وسعادتي .. أمي التي كادت ان تموت بولادتي كانت دائما تقول مازحة (اريد ان اراك يوم عرسك نفرحح بك) ستصدم بخبر ستكذبه ملايين المرات حتى وأن رأت جسدي داخل التابوت الاسود .. ستبكي وتصرخ حتى تقع فاقدة وعيها... أثار دموعها ستبقى على وجنتيها مدى الحياة .. ستذكرني كل يوم وستفقدني كل ليلة .. اّهات على فاجعتك يا أمي
.. أما اخي .. سندي وصديقي .. سينشغل بالضيوف اول أيام فراقي بعدها سيشعر انه فقد قدميه وذراعيه .. يلتقيي بأصدقائي ويسألهم من الذي شاركني اوقات فرحي وهمي .. سيدخل غرفتي وينظر الى صورتي وترافقه الخيبة والأكتاب ويقول ( احتاج لك كل لحضة يا أخي ) وينحني باكيا بصمت ..
أختي .. صندوق اسراري وهمي .. ستبكي كثيرا حتى احمرار عيونها .. تتجول بغرفتي وتحضن وسادتي وتتنفس رائحة احلامي التي لم تتحقق وتخرج الى هذا العالم .. تبقى الى الابد راكدة هنا .. سترتدي السواد لسنين طويلة ولن تنسى اني كنت هنا يوما .. ستبقى تتذكر اني بكيت على حزنها وفرحت لفرحها ..
صديقي .. سيتوقع انها اكبر صدمة في حياته .. رغم ضجيج الناس حولهه الا انه سيبقى يشعر انه وحيد .. انه فقد اعز ما يملك .. ولا اعرف ان كان سيجد غيري ام يبقى على اثر كدمات الماضي .. بأختصار سيبقى هكذا لسنين ..
والان هذا هو أبن عمي .. استطيع ان ارى بماذا يفكر الان .. انه يتذكر كل الاوقات التي لعبنا بها كرة القدم معا .. كنا ثنائي قوي .. وبكل مرة خرجنا بها الى السينما مع اخوتي .. اوه ولا يزال يتذكر تلك المرة عندما هربنا من المنزل .. ذكرايات جميلة .. ثم بدأت دموعه تنزل ببطئ شديد لكي لا يشفقوا عليه الناس .. اعرف انه يكره هذه النظرات تجاهه ..
وهذا عماد صديقي بالمدرسة ..نعم انه صديق وفي .. اقتربت لأرى بما يفكر او يفعل لأجده وهو يضحك بصوت عالي وغير مهتمم بما يحدث حوله .. كأني لم امت اصلا .. يطلق النكات عني ويضحك من حوله ... كنت اضن انه صديق حقيقي .. لكن للاسف لن تدرك داخل شخص حتى تفارققه ..
أستدرت مودعا كل شيء ووضعت خلفي من الم وبكاء وفرح .. شكرا لكل شخص عاش معي وأزهى ايام حياتي .. سأبقى مجرد ذكرا في عقولكم .. توجهت الى الأمام بحزن وأنا اطفو ببطئ في الجو .. حسنا .. انا مستعد للجزء الثاني من هذه المسرحية .... او بمعنى اخر مستعد للجزء اللثاني من الحياة ( الحياة الحقيقية)..
السلام عليكم عشاق انمي تون
.. اعرف اني ما انزل قصص من فترة طويلة لكن كل شخص منح حياته للضروف والهم الموجود في الدنيا .. ليس باليد حيلة الا انتظار الفرج .. قصة اليوم تتحدث عن الشخص اذا فاارق شي يحبهه ويعيش منن اجله .. اما الفائدة من القصة هي (عش لدنياك كأنك تعيش ابدا .. وعمل لأخرتك كأنك تموت غدا) يعني لا تكون غافل على اخرتك ولازم تخلي الذكرى الطيبة واليسيرة عنك حتى لا تندم فيما بعد .. مثل ما قريتوا بالقصة ان الأموات حولنا دائما لكنا ما نحس فيهم خصوصا الشهيد ..
اتمنى انو القصة عجبتكم وأنشاء الله في قصص كثيرة عندي ناوي انشرها لكن تنتظر التحسن .. الصراحة كنت ناوي اخلي القصة عن الحياة ما بعد الموت وكيف تحس تحت القبر وهذي الااشياء لكن اثناء هذا تذكرت انو الموضوع راح يكون ديني والمنتدى ما يقبل من هكذا نوع .. فاضطريت ارجع ابدأ من جديد
وهذا السياج حيث تعلمت قيادة الدراجة لاول مرة .. مررت من هنا ألاف المرات لكن لأسف فمحطة قطارنا ستكمل هي الاخرى طريقها في سكة الحياة.. اطالع في لافتة كافيه مقهى العم صالح.. قد حفظتها عن ظهر قلب .. وهذا بيت صديقي الوحيد ذو الحديقة المخضرة التي ذبلت وماتت بعد ان تركها اهلها .. وأيضا هذا البيت المهجور .. بكل مرة امر من هنا ولا نعرف ما بداخله .. انه غامض دائما يعطي شعور مجهول للمارين من هنا .. لكننا الوحيدين الذين نحبه لأنه جزء منا .. لقد اعتدت على كونه مهجور .. لكن المنطقة الان اصبحت حزينة .. في كل مرة نخرج انا وابي واخي قبل عدة سنوات حيث كانت المنطقة تعج بالاطفال والحيوية المطلقة التي تسعدنا .. ضحكات هنا وضحكات هناك ..
لكن شيء فشيء بدأ اهلها بتركها بكل بطئ ..في احد الايام ذهب العم ماريوس الى البعيد مع زوجته وغادروا المنطقة الى الابد .. هذا كان اول حادث محزن يحدث .. كل المنطقة وقتها اصبحوا حزينين لان جزء رائع ومهم اختفى كأننا عائلة واحدة .. ثم بفترة قصيرة لحقهم جيراننا ومعهم ابنائهم الذين رافقونا منذ الصغر .. دائما وبكل لحضة ارى فيها هذه السيارة السوداء التي تنقل حاجيات احبائنا الى المجهول افقد الامل اكثر .. اعرف انهم بعد هذا سينتقلون ..الى اين ستذهبين بذكراياتنا يا ايتها السيارة ..
كأننا نقف الان في مفترق طرق كل جزء منا يذهب من طريقه الخاص الى الابد بدون عودة .. لن نراكم مجددا .. امشي ببطئ في المنطقة واذ ارى رسوماتنا انا وصديقي على حائط مدرستنا الأبتدائية والبيوت .. كنا نحب ان نرسم على الجدران اشياء مضحكة .. ثم توبخنا امي .. بعدها نعتذر لأننا نعرف بأننا سنحصل على عصير البرتقال المثلج للذي يعترف بخطئه ثم نعود لبيوتنا متحمسين لليوم التالي ..لم استوعب هذا حتى غادروا أهل صديقي المحطة .. لم يودعني حتى .. رجعنا الى البيت وبطني اصبحت تؤلمني قليلا .. الكل يعرف هذا الشعور عندما يكون الشخص متوترا بسبب شيء سيقبل عليه يمكن ان يغير حياته (الم البطن) هذا هو.. الاجواء هادئة في بيتنا لأول مرة .. الكل يحاول توديع ذكراياته الراسخة هنا .. في اطراف هذا البيت العالقة في سقفه وجوانبي جدرانه.. سيتذكر اوقات الضحكات والأحزان ويبقى صدى صوتنا خالد في النسيم الذي يدخل من شبابيك هذا البيت الواسع ..
قررنا ان اخر وجبة لنا ستكون من المطعم لأن امي لن تستطع ان تطبخ لنا حيث وضعنا كل الاغراض في الحقيبة .. أنظر في عيني ابي لأتفاجأ انها حزينة لأول مرة ارى ابي على هذه الحال .. ثم القي نظرة على امي وهي تحاول اظهار ابتسامتها المعتادة (ابتسامة حزينة) كل شخص من اخوتي عالق في عالمه الخاص .. الكل يعرف شعور بعضهم لأننا عشنا الذكرايات نفسها .. تحت سقف واحد وأكلنا من لقمة واحدة .. حوالي الساعة 12 منتصف الليل ذهب كل منا الى فراشه الذي اصبح بارد بسبب الحزن ألذي يطل عليه .. فقررنا اننا سننام لأخر مرة في نفس الغرفة .. في رقعة صغيرة من هذا الكون الواسع المليء بالأشياء االسارة والبائسة .. لم ننم هكذا منذ الصغر..
اخي (أيمن) صاحب 14 عام ينام بجانبي .. و(حسام) ذو 17 عام ينام على جانبي الاخر واختي الكبيرة تشاركنا ايضا ..ابي وامي يغطوننا بحنانهم .. حاولنا النوم رغم الكأبة الحاصلة هنا وبالفعل نمنا على اصوات الساعة بهدوء كأنها تحسب اخر الدقائق لنا في ذكراياتنا .. شعور غريب يسري في جسمي .. هل هو شعور الغربة !! استيقضت نحو الساعة 4 فجرا على صوت اذان الجامع .. فعرفت انه موعد مغادرتنا .. حاولت الوقوف فتفاجأت اني وقفت بسلاسة كأن وزني اصبح لا شيء .. لم اهتم للموضوع فذهبت لكي اوقظ امي وأبي فمددت يدي نحوها وأذ بيدي تمر من خلالها بمشهد جعلني ارتعب من الخوف .. حاولت استيعاب الصدمة والموقف الذي حدث قبل قليل .. تجاهلته بصعوبة وحاولت ايقاظ امي مرة اخرى على امل ان لا يحدث هذا .. لكن استمر بالحدوث مرارا وتكرارا .. ربما انه حلم !! اتمنى انه كذالك ..
لكن كل شيء واقعي هنا .. ضوء شروق الشمس يتسلل من شباك الغرفة نحو الساعة لينيرها .. هذا مألوف وطبيعي .. حاولت بعدها ان واقظ اخوتي يجب ان احاول .. ربما يكون سراب مصنوع داخل خيالي الشاسع .. لكن مهلا لحضة .. انه جسمي على الأرض !! انه ممدد ولا يزال نائم .. لكن اذا كان هذا جسمي على الارض فكيف استطيع ان اراهه هكذا من الاعلى .. هل حدث هذا حقا .. هل خرجت روحي من جسمي وانا لا علم لي .. هل كنت غافل عن هذه اللحضة في حياتي ..لم اتوقع انها ستحصل هكذا .. نعم هذا حقيقي .. صرخت بأعلى صوتى وانا اتمنى ان يستيقض احد من أسرتي لكي ينقذني ..أرجوكم ..استيقضت امي ووقفت بسرعة كأنها شعرت بي .. طالعت بالساعة وأيقظت ابي لكي نستعد ..
لكن امي لم تلحض وجودي اطلاقا .. كنت واقف امامها مباشرة وهي لم ترني .. كأنني مختفي .. امي ارجوك أنظري الي .. انا ابنك .. بدأت بالبكاء وتمنيت لو انه مجرد كذب .. أرجوك ابي قل انها مزحة .. لا مشكلة سأتقبلها .. ركضت بأتجاهه لكي احضنه لكن ايضا تخلخل جسمي بسلاسة من خلاله .. فتح ابي عينه بتعجب كأنه شعر بي .. التفت الى جسمي الممدد على الارض مضن اني لا أزال نائم .. لا يعلم اني استيقضت من النوم الحقيقي .. ثم قال ابي .. هيا يا بني اسلام استيقظ .. لقد حان الوقت ..فتفاجأ ابي اني لم ارد عليه لأنه يعلم ان نومي خفيف .. توجه نحوي وهزني ببطئ لكن ايضا لا أزال جثة هامدة ممددة على الرض .. بدأ أبي يتصرف بسرعة كأنه بدأ يعلم .. تفحص نبضي وتنفسي ثم اسمت عيني ابي باكية وحضنني بقوة .. جائت امي بسرعة متعجبة .. بعد ان رأت هذا المشهد امامها فهمت ما يحدث .. استلقت على ركبتيها وهي تبكي وتضع يداها على رأسها .. ثم بدى على اخوتي تعجب مخلوط بنعاسهم .. عرفوا انهم لن يروا اخاهم مرة اخرى الى الابد لن يسمعو دندماته او شكاوي افعاله .. يا امي انا هنا ارجوك انظري لي .. لماذا لا يكترث بي احد ..
بدأت اسمع اصوات في كل مكان .. انها اصوات غريبة وتحدثني وتهذو بأسمي .. بدأت الصورة تتشوش امامي وكأننا ننتقل بألة زمن حتى اصفت على صورة واحدة .. ماذا؟! انهم اهلي .. انهم يبكون وبجانبهم بعض من اقاربي .. يبدو انهم علموا بالخبر الذي لم استوعبه انا حتى .. أرى تابوتي وهو ينتقل بسيارة وابي يركب بداخلها مع بعض الاشخاص .. لا اعرف ماذا سيحصل بهم الان
.. ابي هو الذي حضر عند نزولي الى قبري .. سيقول دائما(ياليت هذا الشاب يعود يوما) سيشتاق الى مزاجي معه ورفقتي له وكلامي .. وسيتذكر انه صرخ بوجهي يوما لاني أسات التصرف .. أمي .. هي التي سهرت عل راحتي وسعادتي .. أمي التي كادت ان تموت بولادتي كانت دائما تقول مازحة (اريد ان اراك يوم عرسك نفرحح بك) ستصدم بخبر ستكذبه ملايين المرات حتى وأن رأت جسدي داخل التابوت الاسود .. ستبكي وتصرخ حتى تقع فاقدة وعيها... أثار دموعها ستبقى على وجنتيها مدى الحياة .. ستذكرني كل يوم وستفقدني كل ليلة .. اّهات على فاجعتك يا أمي
.. أما اخي .. سندي وصديقي .. سينشغل بالضيوف اول أيام فراقي بعدها سيشعر انه فقد قدميه وذراعيه .. يلتقيي بأصدقائي ويسألهم من الذي شاركني اوقات فرحي وهمي .. سيدخل غرفتي وينظر الى صورتي وترافقه الخيبة والأكتاب ويقول ( احتاج لك كل لحضة يا أخي ) وينحني باكيا بصمت ..
أختي .. صندوق اسراري وهمي .. ستبكي كثيرا حتى احمرار عيونها .. تتجول بغرفتي وتحضن وسادتي وتتنفس رائحة احلامي التي لم تتحقق وتخرج الى هذا العالم .. تبقى الى الابد راكدة هنا .. سترتدي السواد لسنين طويلة ولن تنسى اني كنت هنا يوما .. ستبقى تتذكر اني بكيت على حزنها وفرحت لفرحها ..
صديقي .. سيتوقع انها اكبر صدمة في حياته .. رغم ضجيج الناس حولهه الا انه سيبقى يشعر انه وحيد .. انه فقد اعز ما يملك .. ولا اعرف ان كان سيجد غيري ام يبقى على اثر كدمات الماضي .. بأختصار سيبقى هكذا لسنين ..
والان هذا هو أبن عمي .. استطيع ان ارى بماذا يفكر الان .. انه يتذكر كل الاوقات التي لعبنا بها كرة القدم معا .. كنا ثنائي قوي .. وبكل مرة خرجنا بها الى السينما مع اخوتي .. اوه ولا يزال يتذكر تلك المرة عندما هربنا من المنزل .. ذكرايات جميلة .. ثم بدأت دموعه تنزل ببطئ شديد لكي لا يشفقوا عليه الناس .. اعرف انه يكره هذه النظرات تجاهه ..
وهذا عماد صديقي بالمدرسة ..نعم انه صديق وفي .. اقتربت لأرى بما يفكر او يفعل لأجده وهو يضحك بصوت عالي وغير مهتمم بما يحدث حوله .. كأني لم امت اصلا .. يطلق النكات عني ويضحك من حوله ... كنت اضن انه صديق حقيقي .. لكن للاسف لن تدرك داخل شخص حتى تفارققه ..
أستدرت مودعا كل شيء ووضعت خلفي من الم وبكاء وفرح .. شكرا لكل شخص عاش معي وأزهى ايام حياتي .. سأبقى مجرد ذكرا في عقولكم .. توجهت الى الأمام بحزن وأنا اطفو ببطئ في الجو .. حسنا .. انا مستعد للجزء الثاني من هذه المسرحية .... او بمعنى اخر مستعد للجزء اللثاني من الحياة ( الحياة الحقيقية)..
السلام عليكم عشاق انمي تون
.. اعرف اني ما انزل قصص من فترة طويلة لكن كل شخص منح حياته للضروف والهم الموجود في الدنيا .. ليس باليد حيلة الا انتظار الفرج .. قصة اليوم تتحدث عن الشخص اذا فاارق شي يحبهه ويعيش منن اجله .. اما الفائدة من القصة هي (عش لدنياك كأنك تعيش ابدا .. وعمل لأخرتك كأنك تموت غدا) يعني لا تكون غافل على اخرتك ولازم تخلي الذكرى الطيبة واليسيرة عنك حتى لا تندم فيما بعد .. مثل ما قريتوا بالقصة ان الأموات حولنا دائما لكنا ما نحس فيهم خصوصا الشهيد ..
اتمنى انو القصة عجبتكم وأنشاء الله في قصص كثيرة عندي ناوي انشرها لكن تنتظر التحسن .. الصراحة كنت ناوي اخلي القصة عن الحياة ما بعد الموت وكيف تحس تحت القبر وهذي الااشياء لكن اثناء هذا تذكرت انو الموضوع راح يكون ديني والمنتدى ما يقبل من هكذا نوع .. فاضطريت ارجع ابدأ من جديد
التعديل الأخير: