تنويه : حسنا ربما القصة فيها أشباح والى ماذلك خ22 ..
لكن صدقوني هته الأشباح مسالمة جدا كل ما في الأمر انها لا تحب ان يقتحم أحد منزلها ..
من يرضى فيكم يا انسيين أن يقتحم أحدهم منزلكم ويشارككم اياه دون اذنكم '-' ؟ طبعا لا أحد ..
الأمر ينطبق على الاشباح كذلك .
أحيانا أفكر ، نحن بحاجة لأعين أخرى في مؤخرة رؤوسنا من أجل أن نرى ما يدور خلف ظهرونا .. أحيانا علينا أن نستأذن الفراغ حين نود الخلود لفراشنا ، لأن لا أحد يدري حقا من يستلقي على سريرك أثناء غيابك ، لا أحد يدري ما الذي يجري حين تُطفؤ كل الأنوار ..
إنها نهاية الاسبوع أخيرا، ها نحن سنرتاح من تعب ستة أيام متواصلة وحافلة بالمهام والدراسة والرحلات، أبي وأمي يعملان كمحررين في قناة تلفزيونية مشهورة، لذا نحن مشتتين أغلب الوقت بسبب عمل و تنقلات والداي المستمرة، مارتن دوما معهما بما أنه لم يدخل المدرسة بعد، أما أنا وليلي فنتنقل بين بيوت أقاربنا أحيانا، وأحيانا أخرى نكون معهما اذا كانا في مدينة قريبة من مدرستنا ولا نذهب لمنزلنا الاصلي معا إلا في نهايات الاسبوع، فرغم أنهما مشغولان كثيرا بعملهما لكنهما لا يفوتان فرصة لم شملنا من أجل أن نقضي أوقاتا عائلية حميمية ومميزة معا .. لكن لأكون صادقا في بعض الأحيان يتملكني شعور المشردين، مشرد بثياب نظيفة وأكل نظيف ومكان للمبيت ، لا أشعر مطلقا بالانتماء في منزلنا الخاص، أشعر أنه يشبه أحد غرف الفنادق التي مررت بالكثير منها في حياتي ، لا شيء مطلقا يجمعني بهذا البيت، لا ذكريات لا رائحة مميزة ولا أي شعور بالدفء والانتماء، فقط بيت مثل بقية البيوت يحمل أغلب أغراضنا معظم الوقت، نأوي اليه في نهاية الأسبوع لا غير ..
ليس وكأن الأمر يزعجني او شيء من هذا القبيل ، لكن لا أعتقد أني قدرت يوما على قول '' home sweet home'' بينما تطأ رجلي ردهات منزلنا بعد غياب طويل وأنا أقصد وأشعر بما قلته حقا .. لكن الأمر ليس مهما فعلا، ليس وكأني "مشرد" فعلا لأتذمر كثيرا ..
نحن اليوم على مشارف احتفالات رأس السنة، والامتحانات الفصلية كذلك ، أخذ أبي وأمي اجازة من عملهما كي نقضي عيد الفصح وعيد ميلاد شقيقتي ليلي كذلك معا .. كنت لأكون سعيدا بهذا الجو العائلي لكن ضغوطات الدراسة تثقل كاهلي هته الفترة وهذا الاستقرار المؤقت سيخدمني حتما، لكن لن يتسنى لي الاستمتاع مع عائلتي لسوء حظي ..
قرر والدي في اول يوم في اجازتهما أن نتعشى خارجا في مطعمي المفضل الذي يبعد مسافة ثلاث ساعات بالسيارة ، كنت متحمسا جدا لذلك العشاء لكن للأسف لم اتمكن من مرافقتهما وشقيقاي لأني على أعتاب امتحانات مهمة، فإن لم أكن أدرس أفضل ان أنام وأرتاح أفضل من التسكع خارجا ..
نيكول : هل أنت متأكد يا عزيزي أنك لا تود مرافقتنا ؟
لاندن : أود ذلك ، لكني أشعر بالتعب حقا ، كل ما أريده أن أرتاح و أنام .. ينتظرني الكثير من الدراسة غدا.
نيكول وهي تقبل رأس ابنها : لا تجهد نفسك عزيزي فقط ارتح .. سنجلب لك معنا البوريتو المفضل لك .. لكن عموما يمكنك ان تطلب بيتزا أو شيء من هذا القبيل لتسكت جوعك ريثما نأتي ..
توم : ألم يحن الوقت لتتوقف عن هته المأكولات السريعة ؟ .. اذا كنت تبحث عن الجسم السليم لمبارياتك والعقل السليم لدراستك عليك ان تتوقف عن هته المأكولات .
نيكول: حسنا عزيزتي توم عليك أن تنصح نفسك أولا .. لاندن اذا احتجت أي شيء اتصل بنا، اعتني بنفسك حسنا .. الى اللقاء .. (ترفع صوتها) ليلي هيا بنا سنذهب ..
ليلي بصوت قادم من بعيد : لحظة لازلت أجهز مارتي ..
كانت تلك ليلة باردة وبوادر عاصفة قادمة واضحة جدا، كان الجو ماطرا جدا وأصوات الرياح كصفير مهول، تبدوا كأنها تقتلع الأشجار من جذورها .. فقط بمجرد التفكير بالتواجد خارجا بهذا الجو يجعلني أشعر بالبرد، ذهبت لتجهيز مشروب شكولا ساخن ثم بحثت عن الهاتف لأطلب بيتزا .. اخترت عشوائيا أي محل قريب واتصلت ..
الهاتف يرن لعدة لحظات لكن لا أحد يجيب في الجانب الآخر ، أعدت الاتصال مجددا لكن الخط أغلف مجددا ، حاولت مرة ثالثة وأخيرا تم رفع السماعة
؟ : آلو ,, مر..بًا .. نح.. في ..دمتكم ..
لاندن : أمممم أهلا .. الصوت متقطع قليلا .. هل تسمعني جيدا ؟
الموظف : بلى نح.. سمعك ..
لاندن بارتباك : حسنا.. على كل أريد بيتزا التيميت تشيز من فضل في العنوان التالي : ** **** ******
الموظف : حسـ .. هل هذ .. لُ شيء ...
لاندن : أجل .. فقط لا أريد أن ... ( انقطع الخط فجأة ) ..- لاندن و هو يحدث نفسه ( الأمر مريب حقا .. حسنا ربما هذا بسبب العاصفة لا غير ) –
اتجهت لسريري لأستلقي ريثما تصل طلبيتي .. فانتظرت وانتظرت .. وانتظرت ..
لقد مرت مدة طويلة حقا وأنا انتظر، كنت على وشك ان أغط في النوم بينما أنا أحدث نفسي وأفكر في أن اتصل بهم مجددا ،
لكن النعاس كان يهم بإسدال ستائره على عيني .. كدت أدخل عالم الأحلام حتى رن جرس البيت فجأة كاسرا الصمت العريق ،
مما جعل قلبي يقفز من مكانه .. بقيت لحظات استوعب مكاني وما الأمر ثم رن الجرس مرة أخرى ليرجني ويرجع لي وعيي واتزاني ..
لابد أن طلبيتي قد وصلت أخيرا .. نهضت بتثاقل واتجهت نحو الباب، فتحت عين الباب لأتأكد من بالخارج ولكن ياللعجب ... !
لا أحد يقف أمامي ، لقد شعرت بنوع من الفزع، من رن الجرس وفر ؟ هل هذا موعد لعب الأطفال ؟
كنت أهم في العودة لمكاني لكن تم طرق الباب في عجالة .. بدأ العرق يتصبب من جبهتي
لكني رغم ذلك وضعت يدي على مقبض الباب وفتحته ..
وما ان لمحته أمامي حتى صرخت : يا للهول .. ! ماهذا الل ... ؟ !!
.
لقد صدمت كليا، لقد كان صبيا صغيرا يرتدي ملابس صيفية يقف عند عتبة منزلنا في مثل هذا الوقت المتأخر ..
بدأ الصبي ينظر إليّ بريبة وقلق ، حاولت طمأنته وأنا أهم في ادخاله للمنزل : مرحبا ياولد هل انت تائه .. ادخل ان الجو با ..
لكن الطفل أبعد يدي في خوف ونظرات القلق بادية على وجهه : مـ .. من أنت ؟
لاندن : لابأس يا صغيرلا تخف أنا أستطيع مساعدتك .. فقط دعـ ..
صرخ الطفل : من انت وما الذي تفعله في منزلنا !!!
ذهلت واستغربت من كلام الصبي و ما كدت أستوعب كلامه حتى دفعني راكضا للداخل وهو يصرخ : ماما باباا شخص غريب بمنزلنا ! ..
يا الهي لقد كانت دفعته قوية جدا لدرجة اني كدت ان أسقط ، التفت لأتبعه وأوقفه ..
ولكن يا للعجب لا أحد هنا امامي رغم أني أسمع بوضوح صوت خطواته وصراخه .. لقد شعرت بالفزع ..
وما زاد فزعي هو اني أصبحت أسمع أصواتا غريبة في المنزل وفوضى عارمة كأن بمنزلنا عدة أشخاص
لقد كان صوتا واضحا جدا، لقد كنت منذ قليل بمفردي بالمنزل والآن أقدر على سماع صوت امرأة ما بوضوح يقول : ماذا قلت يا ليو ؟ .. عزيزي مايكل تفقد الولد انا منشغلة بغسل الملابس ..
صوت رجل : ماذا هناك ؟ ماذا تقصد ... !!
أصوت جلي الأواني وقرع الملاعق على الصحون بالمطبخ وخطوات وفوضى في كل مكان،
صوت التلفاز وأوراق الكتب وكل شيء يتحرك في المكان .. لقد شعرت بفزع بالغ .. هل هم لصوص وقد اقتحموا المنزل دون أن أشعر بهم ؟
ركضت بكل قوتي لغرفتي لأتصل بالشرطة .. أجل الشرطة ، وحدهم من سينقذني ..
أثناء ركضي لغرفتي كنت أسمع كل تلك الأصوات لكن ما من شيء يتحرك ، كل الغرف فارغة .. ولا أدري من أين تأتي كل هته الأصوات .. وصلت أخيرة الغرفة وأوصدت الباب بقوة ألهث وأحاول ان التقط أنفاسي بصعوبة .. التفت لسريري لألتقط الهاتف فاذا بي أجد صبية تجلس في مكاني، ترتدي ثوبا ذا طراز قديم .. نظر كلانا لبعضهما نظرة وجل واستغراب
همست البنت في خوف : مـ مم من أنت .. !
لا أدري ان كنت اهلوس ام ماذا لكن ما مشكلتهم !! يدخلون منزلنا ويسألونني من انا ، صرخت بنبرة يشوبها الخوف : بل من أنت !؟ ما الذي تفعلونه هنا ..؟؟
فزعت الفتاة أكثر وبدأت بالصراخ بصوت مدوي صم أذني .. فتح الباب الذي أغلقته للتو بقوة وكاد ان يصيبني لو لم اتراجع بسرعة .. لقد كان يقف أمامي رجل وامرأة وكان ذلك الصبي الذي دخل في أول الأمر لمنزلنا خلفها يشد ثوبها ، على ما يبدو انها والدته، كانا يرتديان ثياب ذات طابع قديم وينظران لي بغضب عارم .. صرخا معا بصوت جهوري مخيف : من انت ؟ ما الذي أتى بك لمنزلنا !!!
كنت سأنطق أن هذا منزلنا لكن الفزع عقد لساني وبقيت انظر لهما في وجل، كان واضح ان صمتي قد أشعل غضبهما أكثر فاستشاطت اعينهما وبدأ الأشياء حولها تطفو ثم وجهها نوحي وهاجموني بها ...
لقد كدت أتبول على نفسي وأنا أرى هذا المنظر المرعب أمامي ... لا بد أني احلم .. لا بد أني أحلم .. !!!!! هذا ما كنت أصرخ به بينما تضربني الأشياء بعشوائية في كل جسدي بقوة الى أن أغمي علي بفعل شيء ما أصابي في رأسي ..
أفقت في اليوم الموالي وأنا في سريري .. لقد كنت انظر للسقف ببلاهة بينما أنا اسمع أصوات حركات خفيفة في المنزل ، دق احدهم باب غرفتي ثم فتحه ودخل .. انها أمي : عزيزي لاندن هل لازلت نائما الى اللآن ؟ هيا اعلم أنها نهاية الاسبوع لكنها الحادية عشرة ..
كنت انظر لها بكل استغراب ، أحول تذكر ما حدث معي أمس ، ثم فجأة قفزت من مكاني أتفقد الفوضى التي خلفها أمس المخلوقين الذين لم اتبين صنفهما بعد ..
يا الهي ان كل شيء في مكانه ولم يتحرك قيد انملة !!!!!
نظرت الي امي بقلق ثم سألت : ما الأمر لاندن هل من خطب ؟
أجبت : لا .. لا شيء مطلقا .. سأغير ملابسي وآتي ..
غادرت وهي ترمقني بنظرات غريبة ..
هل كان الأمر برمته مجرد حلم عابر .. مستحيل .. لقد شعرت بكل شيء هنا .. بكل كلمة وبكل ضربة ..
حاولت الترجل من سريري لكن كان كل عضو في جسدي يصرخ ويتألم، لقد كنت مملوءًا بالكدمات في كل مكان .. لست واثقا حتى ان كنت مستيقظا حقا الآن .. لست واثقا من انا .. لكن واثق ان ما جرى الأمس لم يكن مجرد كابوس ..
أسرعت نحو المطبخ ، لقد كان والدي واخوتي يجلسون على الطاولة و أمي تحظر شيئا ما من الثلاجة .. التفت الجميع الي وقد امكنهم رؤية كمية الفزع التي تعلو وجهي مثلما قدرت على تبين القلق على مالامحهم
أبي : ما الأمر ؟ تبدو وكأنك قد رأيت شبحا ..
وجلت لوهلة ثم رددت : لااا .. لا شيء .. – سألت بينما أنا أتجه نحو الكرسي – متى أتيتم للمنزل أمس ؟ أعتقد اني نمت قبل وصولكم
ردت ليلي وهي تضحك : لا أصدق أنك بقيت طوال الليل نائما على الأرض مثل الاطفال
قلت وعلامات الاستغراب تعلو وجهي : على الأرض ؟ ماذا تقصدين ؟
أبي : لقد علقنا أمس في مقاطعة اخرى بسبب العاصفة ولم نأتي حتى صباح هذا اليوم ، لقد اتصلنا بك كثيرا لكنك لم ترد افترضنا أنك نائم ..
أمي وهي تحظر البوريتو من المسخن : عزيزي لاندن لابد انك تجهد نفسك كثيرا مع الدراسة .. لقد وجدناك نائما على الأرض فحملك والدك الى سريرك ..تفضل وجبة الأمس تماما مثلما وعدتك ..
علت وجهي علامات الحيرة الممزوجة بالرعب، ثم حاولت مداراتها بابتسامة باهتة : شكرا
سأل أبي : مابك ياولد .. لاتبدو بخير حقا ، هل هناك مشكل ؟
حاولت جاهدا مداراة ارتباكي اضحك : لا شيء مطلقا أبي .. لا أدري ما الذي تراه لكني فقط تعب من الدراسة لا غير لم أنم مبكرا أمس
علت نظرات الشك وجه والداي لكنهما لم يعلقا .. حاولت حمل كأس الماء بيد مرتجفة .. ثم فجأة كرااااااااااااش ، سقط الكأس من يدي وتحطم
لقد كانت الكدمات تملأ جسدي كله لدرجة ان لون جلدي تحول للبنفسجي ،
وكأني سقطت من جبل وتدحرجت عبر منحدر طويل مملوء بالمطبات والحجارة .. فزع الجميع وانفجرت ملامحهم بمشاعر القلق
أبي : ما الذي حصل لك بحق الجحيم ؟ ما الذي جرى ؟
امي : يا للهول لاندن ؟ هل تعرضت لحادث أمس ؟ هل اعتدى عليك أحد ؟؟؟
لاندن بارتباك : لااا .. لا شيء لقد .. كل ما في الأمر ان سقطت أمس .. لقد .. لقد تعثرت
رفعت أمي الكم الآخر ثم نزعت قميصي كله . صرخت بنبرة يعلوها الفزع : هل تسمي هذه عثرة لاندن ؟؟ !!!! ياا الهي ما الذي حصل لك ؟؟
فزع مارتن من صراخ والدي النابع من قلقهما علي وبدأ في البكاء، التفتت أمي لليلي آمرة إياها : عزيزتي ارجوك أسكتيه سنذهب لنتحدث في غرفته .. أطعميه وتناولي غذاءك أنت أيضا .. – حاولت الابتسام لتقلل من توتر الطفلة - لا داعي للقلق عزيزتي .. لابد انها عثرة فقط ..
أخذني والدي لغرفتي حضنتني أمي وعيناها تدمعان : يا للهول يا لاندن، مالذي حصل لصغيري ، هل ضربك أحدهم أصدقني القول ؟
لاندن : لا لا أنا بخير لقد ..
قاطعني أبي : لا تقل انك تعثرت مرة أخرى .. اسمع .. نحن نحاول مساعدتك هنا .. اذا كان هنالك شخص يعتدي عليك او يزعجك أخبرنا ابني .. سنتكفل بالأمر من هته النقطة وسنجعله يدفع الثمن ..
لاندن : مستحيل من قد يفعل هذا .. هل أبدو لك ضعيفا لهته الدرجة ؟؟
أمي : ما الأمر اذا ؟ هل تشاجرت مع أحدهم ؟ ... – ثم بنبرة فزع تعلو صوتها - يا الهي هل دخل لص للمنزل أمس اثناء غيابنا !!!!!! ؟؟؟
لاندن : لا مطلقا .. لم .. لم يحدث أي شيء
لقد كان واضحا لوالداي أني أكذب وقد ألحا علي كثيرا لأخبرهما بالحقيقة ...
لقد ترددت كثيرا في أن أسرد لهما ما حدث معي أمس ، من المستحيل أن يصدقا روايتي ،
لكنها التفسير الوحيد للكدمات، لقد كنت أمس بخير ولا شيء آخر سبب لي هذا سوى عائلة ليو ..
بعد الحاحهما الكبير نطقت أخيرا ، وسردت لهم ما حدث معي بأدق التفاصيل .. حتى تقطع الخط لما اتصلت لطلب الببيتزا .. ولم أغفل عن أدق تفصيل ..
لقد كانت الدهشة مرسومة بوضوح على وجهيهما ، بدأ يرمقان بعضهما بنظرات ذات ريبة وقلق ثم ينظران إلي وعلامات التعجب والاستفهام تعلو محياهما ...
أمي : لاندن !!! يا الهي لابد انك تهلوس .. لقد ضغط عليك ثقل الدراسة كثيرا .. لابد أن تأخذ اجازة ..– حضنتني – ااه يا وليد الحبيب ..
أبي : حسنا لابد أنك قد رأيت كبوسا مرعبا أمس .. ولكن لم نعرف بعد سبب الكدمات .. اخبرنا الآن ؟
لاندن يصرخ : لقد اخبرتك للتو لماذا لا تصدقني !
أبي : هل يبدو لك أننا في فيلم رعب ؟؟ كيف لي أن أصدق هته القصة الخيالية .. أجبني بصراحة ، هل دخلت في شجار مع احد ؟
أمي : أرجوك توم توقف عن الصراخ .. فلندعه يرتاح ..
أبي : لم يعد طفلا الآن ..عمره 17 سنة .. هذا ليس وقت الدلال يا ولد .. اخبرني الحقيقة .. االللآآآآآننن !!!!
تركتني أمي أجلس على السرير وحاولت اخراج أبي مرددة : ارتح قليلا عزيزي .. سأحضر لك طعامك هنا ، حسنا ..
أغلقت الباب خلفهما .. رغم أن صوتيهما كان منخفظ لكن قدرت على سماعهما بوضوح
أبي : انه يكذب .. لا أصدق انه ينتظر أن نصدق هته القصة .. هل يعتقد انه بعمر الرابعة ليختلق هته الأحداث ؟ !
امي : أدري ذلك .. لابد أن نفسيته في حالة يرثى لها بسبب الدراسة وغيابنا الطويل عنه اعذره عزيزي .. سنتركه يرتاح ونسأله مرة اخرى .. فقط دعه يرتاح ..
لقد شعرت بالغضب لكن لم أقوى على القيام ومجادلتهما مرة أخرى ، فبقيت في سريري أحدق لسقف أحاول تهدئة نفسي والتفكير بعمق .. هل كان الأمر مجرد حلم ؟ مستحيل !! لقد شعرت بكل شيء والدليل هته الكدمات .. هل نمت حقا على الارض أثناء الدراسة ؟ من المستحيل ان يتسبب نومي على الأرض كدمات مثل هته ؟؟ يا الهي رأسي يكاد ينفجر ...
هناك شيء مريب يحدث في منزلنا لاريب .. لا طالما شعرت بذلك .. لا طالما شعرت أن هذا المنزل ليس منزلنا مطلقا ... وأشياء غريبة ومريبة حقا تحدث أثناء الايام القليلة التي نمكث فيها به .. نفقد بعض الأغراض أو نجد أن مكانها قد تغير ، بعض الأضواء تنار وتنطفئ من تلقاء نفسها .. من المستحيل أن يكون الأمر مصادفة ..
هل كان أحد يقطن هنا بدلنا ؟ اذكر أنه حين انتقلنا كان المنزل في حالة يرثى لها وقديم نوعا من بالمقارنة بمنازل الجيران .. لكننا قمنا بتصليحه وأصبح وكأنه جديد ... لا نعرف الكثير عن جيراننا ولا يعرفون الكثير عنا غير ملامحنا وتحيات الصباح المتبادلة ...
كيف لأولئك الأشباح أو لا أدري ما هم أن يعتبروا هذا المنزل منزلهم وهم واثقون من ذلك .. ويحاولون طردي منه .. هل يمكن ان يؤذوا عائلتي كذلك ؟ يا الهي يجب أن أتصرف حول الأمر سريعا ، لا يهم إن لم يصدقني أحد لكن يجب أن أقوم بأي شيء قبل ان يتطور الأمر أكثر ..
ارتديت ملابسي وتسللت نحو الخارج بهدوء .. لم أدري أين أذهب أو من أين يبدأ بحثي عن سر هذا المنزل الملعون .. لقد كنت أسرع الخطى في الحي حين التقيت بأحد الرجال المسنين من جيراننا ، حييته على عجالة و أكملت طريقي، بدى لي أنه لم يسمعني لكني لم أكترث وأكملت المشي ، ثم فجأة تفطنت لأمر مهم.. هذا العجوز يبدو أنه يقطن هنا منذ زمن، لابد انه يعرف الجميع هنا ويعرف تاريخ كل هته الشقق عدت ادرجي اليه واقتربت منه احاول رسم ابتسامة بريئة على وجهي ..
لاندن : مرحبا .. كيف حالك ؟
العجوز : ااا ... من أنت أيها الولد ؟ ..
لاندن بارتباك : أنا .. أقطن في آخر الشارع ..كل ما في الأمر أني أردت القاء التحية .. لا غير
العجوز يلوح بعصاه بغضب : ماذا منزل نيلسن ؟ لا أحد يقطن هناك منذ قرن من زمن .. اذهب أيها الولد الشقي .. لقد قلت لكم دوما لا أحد يدخل لباحة منزلي أيها الأشقياء .. سأحطم رأسك بعصاي هته .. اذهب هياا ...
لقد أفزعني تلويحه بالعصا أكثر من تهديده وصراخه وحاولت الابتعاد عنه ، كنت سأنعته لتوي بالمجنون، لكن لا أحد مجنون هنا سواي .. ثم فجأة خرجت امرأة من الباب الأمامي للبيت لتتفقد هذا العجوز الهائج ...
المرأة : يا الهي ما الأمر أبي ؟ - ثم التفتت الي حين لاحظتني – هل هناك مشكل يا صبي ؟
العجوز : أبعدي هذا الشقي من هنا ؟ يا الهي هؤلاء الأطفال مزعجون جدا ؟ اذهب والعب بعيدا ..
المرأة : لابأس أبي هون عليك ..-ثم التفت الي مرة اخرى - أعتذر من تصرف أبي يا ولد لكن لا تلعب هنا ..
لاندن : لا مطلقا لست هنا للعب .. أنا .. لقد كنت ألقي التحية فقط .
المرأة باستغراب : ااا حسنا .. هذا لطف منك .. هل أتيتم مؤخرا للحي ؟
لاندن : أمم أجل .. أقصد لا .. نحن نقطن هنا منذ 6 سنوات لكننا لا نمكث في بيتنا كثيرا ؟
المرأة : هذا عجيب حقا .. لأني لم أرك من قبل فعلا .. في أي بيت تسكن ؟
لاندن : في آخر الشارع ..
المرأة بصوت مملوء بالاندهاش : ماذااا ؟ منزل نيلسن ومنذ 6 سنوات ؟؟ !! مستحيييييييييل ؟؟ لا أحد يقطن هناك .
لاندن وقد شهق من الدهشة واصفر وجهه : ما .. ما الذي تقصدينه بذلك ؟
العجوز باستهزاء : منزل نيلسن .. أتستخف بي لأنك رأيتني عجوز هرم ؟ لازلت محافظا على عقلي وذاكرتي أيها الشقي ..
المرأة : هل أنت واثق مما تقول ؟ لأنه فعليا لا أحد يقطن هناك .. لقد استأجره الكثير من الناس لكنهم لم يمكثوا فيه أكثر من أسبوع .. أتقول أنكم تسكنون فيه منذ 6 سنوات .. لا هذا مستحيل ، ذلك المنزل مهجور ..
لاندن بحنق : هل أبدو لك كذّابا أم معتوها ؟ ، انه منزلنا .. صحيح اننا نأتي اليه في نهاية الأسبوع فقط ولا نبقى فيه أكثر من يوم واحد .. لكن والداي اشتراه بنقودهما وهما يدفعان الضرائب وكل أقساطه ويعتبر منزلنا فعلا .. يمكنك أن تسألي الجيران القريبين منا .. لقد اعدنا ترميمه كله وأصبح على الطراز العصري .. هل يبدو لك أنه منزل مهجور حقا؟ !!
المرأة : في الواقع المشكلة لست في شكله الخارجي .. بلى اذكر ان عائلة ما قد أتت لتقطن فيه وأعادت ترميمه منذ سنوات . لكن كنت أعتقد انهم قد هجروه لأنه لا يوجد أي حركة حول المنزل لم أرى أي شخص يدخل أويخرج منه ، أنا أمر به طوال أيام الأسبوع في طريقي لعملي ولم ألحظ أي اشارة بوجود قاطنين هناك .. في الواقع لقد بدا الأمر مريبا حقا، كيف لناس أن يقوموا بصرف أموال طائلة من أجل ترميم منزل قديم ثم يهجرون ؟..
لاندن : لقد أخبرتك للتو ، نحن لا نبقى فيه كثيرا بسبب تنقلات والداي المترتبة عن عملهما .. لكن لا أفهم لما استغربتم اننا نسكن هناك ؟
المرأة : حسنا .. لا أدري حقا .. لكن ألم تلحظوا أي شيء غريب بالمنزل ؟ ليلا ربما .. ؟
لاندن وهو يبلع ريقه يتذكر ما حصل معه أمس : حسنا لاشيء مهم يذكر ..
المرأة : هذا الغريب، لأن كل من مكث بالمنزل قـ.. – لكزها العجوز بعصاه بلطف أن أصمتي ففهمت ما يود أن يقوله من خلال نظراته فقط ، غيرت نبرة صوتها لصوت أكثر مرحا - أنا أمزح فقط أيها الولد .. اهلا بكم في الحي .. ولو ان ترحيبي جاء متأخرا بـ6 سنوات ... أممم أبي ألا تعتقد أن الجو بارد قليلا؟ هيا لندخل .. حسنا يجب ان ندخل يا فتى ، الى اللقاء
كنت أفكر وأنا أودعهما ، انهما حتما يخفيان شيئا .. أغلقت المرأة الباب خلفها وساد صمت عريق في الأجواء .. استدرت لأمضي نحو طريقي الى اكتشاف سر المنزل هذا ، وكلامها قد أثار حيرتي وخوفي أكثر .. ما هي الا خطوات وحتى عدت أدراجي لبيتهم وأقرع جرسهم ..
فتحت المرأة الباب : هااااا أنت مجددا .. ما الأمر هل تحتاج لشيء ؟
لاندن بثبات: أرجوك انا توسل اليك ، اخبريني أكثر عن تاريخ هذا البيت وما هذا الذي يحدث فيه .. لقد رأت أمرا مفزعا جدا ولا أحد من والداي يصدقني . .. من فضل انا اخشى أن يؤذوا عائلتي .. أريد أن أقوم بالتصرف الصحيح الذي لن أندم عليه مستقبلا ..
المرأة في حيرة : اسمع ايها الولد .. أنا .. أنا حقا لا أدري إن كان ...
قاطعها صوت العجوز : مارثاا .. دعي الصبي يدخل ..
فتحت مارثا الباب بمجرد أن أمرها والدها ودخل لاندن للمنزل .. وجهته نحو المطبخ حيث كان العجوز جاك يجلس ..
العجوز: اجلس ايها الولد أمامي .. أخبرني ما الذي حصل معك ؟
مارثا : أنا سأحضر لكما مشروبا ساخن .. هل تحب الشكولا يا ... أمم ما هو اسمك يا ولد ؟
لاندن : أممم اسمي لاندن .. بلى أحب الشكولا كثيرا .. شكرا لك
العجوز : هاااي يا ولد ألم تسمعني؟ .. أخبرني ما الذي جرى معك ..
سردت له القصة بحذافيرها ، وقد بدا على وجهيهما انهما قد صدقا كل كلمة قلتها على عكس أبي وأمي ..
وضع العجوز كفيه على عصاه ثم ردد : اسمع يا ولد يجب عليكم ان تغادروا ذلك المنزل .. أقنع والديك بأي طريقة
لاندن: لكنهما لم يصدقا كلامي ..
العجوز : لن يصدقاه حتى يرايانه بأنفسهما .. اسمع سأخبرك بقصة هذا المنزل ..
لقد كان ملك عائلة نيلسن منذ ما يقارب قرنا من الزمن ، هم من بنوه وشيدوه وكانوا اول من قطن هنا، لقد كانوا أسعد وألطف أسرة يمكن أن تراها في حياتك لقد كانوا طيبين حقا و الجميع يحبهم .. لقد تعرض المنزل لحريق مهول في أحد الأيام وأحرق كل أفراد الأسرة، الوالدان مايكل وتيريزا وابنيهما روزي و ليو ، بسبب الحريق مجهول المصدر، ولحد الساعة لم يجدوا بقايا جثثهم، يعتقدون انهم تفحموا وتحولوا لرماد لكن لا أحد يقدر على أن يجزم بذلك حقا فالمنزل لم يحترق كله بل أجزاء منه فقط ، ولم يكن الحريق بتلك الدرجة التي تتحول فيها 4 جثث الى رماد ، كان بالإمكان انقاذهم فعلا لكن لم يتم العثور عليهم من الأساس .. لقد كان موتهم صدمة كبيرة جدا لنا لم يستحقوا أن يموتوا بتلك الطريقة .. أنا أذكر جيدا ذلك الحريق، كنت بعمر السابعة حينها، كنا نلعب انا وليو حين أراد أن يريني لعبته الجديدة، غادر أمامي نحو منزلهم وما هي إلا لحظات حتى اشتعل المنزل إلى آخره ، لقد كان منظرا مخيفا جدا ، كان الصبي للتو أمامي ثم هاهو يشوى حيا بالداخل .. بعد الحريق وبما أن رجال الاطفاء لم يجدوا جثثهم قررنا ترميم منزلهم وتحويله لضريح لهم لنزوره أيام الآحاد .. لقد جعلنا منزلهم قبرا لهم يؤوي أرواحهم المسكينة .. ولم يسكن أحد بذلك المنزل احتراما لعائلة نيلسن .. لكن بعد 50 سنة من الحادثة وبعد أن تغير الجيران ونسى الجميع قصتهم، لم يعد أحد يحترم قداسية المكان ، البيت أشبه بتابوت للعائلة ، هل من المعقول أن يسكن البشر في قبر أحدهم ؟؟؟ ... أصبح البيت ملكا للدولة بما ان ليس له وارثون وقد قرر فعلا الكثير من الناس شراءه لكن كل من يسكن فيه لا يبقى مطولا ويغادر ، هذا لأن عائلة مايكل لازلت تسكن هنا ولازلت تعتبره بيتها وهم يتحولون لأشباح عنيفة مع مرور الزمن لأنه يودون حماية منزلهم ... الكثير اعتبر الامر مجرد خدعة لتخويف و ارهاب الناس وابعادهم عن المنزل ، لكن لا أحد سيستفاد فعلا من هذا لانه ومنذ زمن طويل على تلك الهيئة ولا أحد يأخذ منفعة منه .. البيت يجب أن يبقى فارغا حتى تتحلل أرواحهم وتفنى تماما .. وهذا قد يستغرق قرونا من الزمن .. اسمع يا ولد عليكم ان تغادروا في أقرب وقت والا سيحدث ما لا يحمد عقباه .. هذا المنزل ليس لكم .. اتفهمني .. هذا المنزل ملك لعائلة نيلسن وان لم تغادروا سريعا قد تتأذون .. او حتى تموتون .. أتفهم .. !!
تحاول مارثا ايقافه عن الحديث : حسنا أبي لقد فهم الامر .. فقط اهدأ
يحاول العجوز مداراة دموعه وحزنه : لقد فقدت شقيقي هناك يا عزيزتي .. لا أريد أن يتكرر الأمر .. لاندن وهو يتصبب عرقا : اذا كل ما رأيته حقيقي .. لم أكن أهلوس .. يا الهي يجب أن أقنع والداي بالمغادرة حالا .. لكن كيف أيها العم كيف .. لقد كنا دوما نأتي للمبيت في المنزل لماذا لم يظهروا حتى الآن؟
العجوز وهو يفرك عينيه ليبدد تلك الدموع المستعدة للخروج : هذا لأنها لا تظهر الا في ثلاث حالات ، لما يكون البيت فارغا ، أو حين يكون هناك شخص واحد فقط بمفرده بالمنزل.. أو حين تبقى عائلتك بأكملها أو مجموعة من الأفراد في المنزل وتسكن البيت لوقت طويل كأسبوع وما أكثر وليس المبيت لليلة واحدة فقط ، لأنهم في أول الأمر لا يشعرون بمجموعة كبيرة من البشر حتى تبدأ تظهر لهم هالاتهم الروحية .. اسمع لن يهمك ان كان والداك يستطيعان رؤيتهم أم لا المهم أن تغادروا .. اسرع لا تضيع الوقت ..
لم أشعر بنفسي وأنا أفتح الباب وأركض خارجا لم يتسنى لي الوقت حتى لشكرهما ، كل ما كان يهمني هو عائلتي التي ستموت أمام عيني لو لم أتصرف بسرعة .. حين وصلت لباب منزلنا توقفت أرتاح لوهلة لأستعيد أنفاسي ، لم أرد أن اقلقهما علي أكثر ، كل كلام أقوله سيحسب ضدي ولن يقوما بأي شيء أطلبه منهما ، من الآن فصاعدا يجب ان اتصرف بحكمة و بحذر معهما ، يجب أن أكون هادئًا جدا ولا أغضب وأفزع وأبدأ أصرخ كي أقنعهما أن ما رأيته وما أقوله حقيقي .. دخلت المنزل بعد أن ثبت نبضي واستعدت انفاسي .. كانت أمي تقف بالجوار فلمحتني أدخل ..
أمي : لاندن أين كنت ؟؟ -أسرعت الخطى نحوي لتتفقدني - .. لقد قلقنا عليك كنا على وشك الاتصال بالشرطة .
لاندن يبتسم : أمي لقد كانت ربع ساعة على الأكثر .. كنت ذاهبا لشراء بعض الأشياء من البقالة لكن تنبهت أني لم أحمل محفظتي فعدت .. لا داعي لقلق علي أمي ، ما أسوء مايمكن أن يحدث ؟
أبي : لن تغادر غرفتك بعد الآن وأنت تعرف السبب .. لن تذهب لأي مكان من دون اذن
خشيت أمي ان نبدأ الشجار وحاولت تهدئتنا لكني رددت بكل هدوء : حسنا أبي لا بأس .. آسف جدا لأني لم اخبركم أني سأخرج ..
ثم صعدت لغرفتي .. لقد بقيت أفكر مليا ما الذي يمكن أن أفعله لأثبت لهم صحة كلامي .. أي دليل ملموس و واضح .. يجب ان يرو تلك الاشباح بأنفسهم .. لكن كيف ؟؟ أنا لا أريد أن أعرضهما للخطر من المستحيل أن يبقى أحدهما بمفرده ليلا هنا ، ومن المستحيل كذلك أن نبقى هنا مطولا تنكمل فترة اجازتها ونعود للتشرد من جديد، من المستحيل ان تظهر الأشباح لنا ونحن معا لأن أمر مكوثنا هنا مطولا غير وارد البتة !! يا الهي ما العمل ؟؟ يجب أن ألإكر في خطة محكمة ...
كنت مستلقيا على سريري غارقا في التفكير حين لمحت الكاميرا خاصتي التي حصلت عليها في عيد ميلادي الخامس عشر
لابد أنها تعمل لا محالة .. نهضت بسرعة واتجهت نحوها أتفقدها ... مذهل انها تعمل .. الكاميرا هته تعمل بالأشعة تحت الحمراء لابد انها ستلتقط كل شيء .. لكن كيف سأقنعهما بالخروج من المنزل ... علي أن أفكر في شيء
لكن لا يجب أن أذكر أمر الأشباح لن يسمحا لي بذلك مطلقا .... ما العمل ؟؟ ما العمل ؟؟؟ فكر لاندن فففكررر ..
اااااا لقد تبادرت لذهني فكرة !!!!! سأطلب منهما أن نتعشى خارجا، ثم أغفلهما وأعود للمنزل بسرعة .. أجل هذا هو الحل ..
نزلت بسرعة نحو الأسفل .. كان أبي وأمي يجلسان في غرفة المعيشة يشاهدان الأخبار .. جلست جنبهما على الأريكة أحاول قدر المستطاع أن ابدو طبيعيا ..
أمي : أممم هل ارتحت قليلا عزيزي ؟
لاندن : أجل أمي أنا بخير.. أنا مسترخ طوال النهار كيف لا أكون مرتاحا
أبي : هذا جيد .. انه الوقت المناب لنسألك اذا
أمي : عزيزي .. ليس هذا وقتـ ...
لاندن : حسنا أبي سأصدقك القول لكن لاتغضب
التفت لي والداي في فضول يريدان الانصات لما أود قوله
أبي : اذا كانت قصة بعيدة عن الأشباح فأنا لن أغضب مطلقا
لا ندن يصطنع الضحك : هل تمزح ؟ لا تقل انك صدقت كلامي .. لقد كان عذرا فاشلا حقا – قهقهة-
أمي : فقط أخبرنا ما الأمر لاندن
لاندن : حسنا الحقيقة أني تشاجرت مع شخص ..
أبي: لقد كنت واثقا من هذا ، واضح جدا أنك قد تشاجرت .. أخبرني الآن من هو سنرفع ضده قضية
لاندن : لا أبي ان كان هناك أحد سيرفع قضية على الآخر فسيكون هو وليس أنا ، لأني أنا من اعتديت عليه أولا .. لقد كنت حانقا ومتعبا من الدراسة ، هذا الولد يدرس معي وكنت قد جلست في مكانه المخصص لكني لم أتفطن للأمر لاني كنت متعبا جدا ، حين جاء وأمري بالنهوض رغم أنه تحدث إلي بشكل عادي لكني غضبت لسبب ما وهممت بضربه . .. فتلقائيا الولد سيدافع عن نفسه وحدث ما حدث .. لا أمر لا يستدعي كل هذا القلق جديا .. انها مجرد كدمات بسيطة .. ثم اني انا المخطئ هنا
أمي : لكن لما فعلت هذا يا عزيزي .. لقد اخبرتك يجب أن تأخذ فترة راحة من الدراسة انت تجهد نفسك كثيرا
لاندن : لا بأس أمي ... أنا أفكر بهذا أيضا ..
أبي : اسمع لا تقترب من هذا الفتى مجددا قد يتعرض لك مرة أخرى ويحدث ما لا يحمد عقباه
لاندن : لا مطلقا لا تقلق أبي لقد اعتذرت منه فعلا وقبل اعتذاري وتصالحنا .. في النهاية لقد كان خطئي أنا .
أمي وهي تربت على كتفي : حسنا يا عزيزي .. ارجوك لا تؤذي نفسك كن عاقلا وحكيما في تصرفاتك ..
لاندن : لا تقلقي أمي أنا بخير و معافًا تماما ... بالمناسبة أود أن نتعشى خارجا اليوم .. هل هذا ممكن ؟
أبي : حسنا ما من مشكل في هذا .. سنذهب لمطعمك المفضل اذا
لاندن : في الواقع لا .. ما رأيكم بمطعم كوبايين ، لقد فتح مؤخرا .. أريد تجربة مطعم جديد
أمي: حسنا ، ليكون لك هذا ..
جهزت كل أغراضي ووضعتها على مكتبي وانتظرت بفارغ الصبر أن يحل وقت مغادرتنا ، لقد اخترت مطعما قريبا من المنزل نسبيا كي يتسنى لي اختلاق أي عذر حين نصل كي أرجع للمنزل دونهم ..
وأخيرا أتى موعد مغادرتنا ، كنت أتحرق شوقا لأن نصل شعرت أن المسافة أميال كثيرة رغم أن الأمر لم يستغرق أكثر من نصف ساعة .. وصلنا وأخذنا طاولة ثم بدأ كل شخص يختار ما يود أكله ..
تظاهرت بتفقد هاتفي ثم هتفت فجأة : أووووو لا لقد نسيت أمر كريس تماما ؟
أمي : ما الخطب ؟
لاندن : انه صديقي في المدرسة كريس، لقد ترك عندي بعض الاغراض وهو بحاجة اليها الآن ..
أبي : حسنا فليأتي غدا لأخذها
لاندن : لا أبي ان الأمر مهم جدا له وهو بحاجة ماسة لها .. سأذهب للمنزل بسرعة سألتقي به هناك وأعطيه اياها .. لن أتأخر أعدكم .. اطلبوا لي أي شيء .. انتم تعرفون ما أحب أكله عموما ..
أبي : حسنا اذهب ولا تتأخر .. خذ مفاتيح السيارة يمكنك الذهاب بها .. لكن كن حذرا
لاندن بغبطة : اووو شكرا جزيلا لك أبي ، كنت افكر بأخذ سيارة أجرة .. حسنا الى اللقاء
أسرعت الخطى نحو الخارج وركبت السيارة وانطلقت كالبرق نحو المنزل .. من الجيد أني لم أتعرض لأي حادث أو التقي بأي شرطي في الطريق ، لكني فعلا استغرقت وقتا قياسيا جدا للوصول ..
وها أنا أمام عتبة منزلنا .. دخلت بحذر وصعدت بسرعة نحو غرفتي ، جهزت نفسي جيدا بكل الآلات التي أحتاجها كاميرا ملتقط صوت خوذة ومضرب ،، أنا اليوم مسلح ولن أبقى مكتوفا الايدي بينما هم يهاجمونني .. بقيت أنتظر وانتظر وانتظر في رواق المنزل لكن لم يظهر شيء .. والوقت يداهمني .. ثم بدأت أتفقد كل الغرف لعلي أجد أحدهم هناك سأزعجه أو أستثير غضبه ليحضر بقيت عائلته هناك وأصور كل شيء
فتحت كل الغرفة ، حتى التي لا نستعملها ولم أجد شيئا .. حتى وصلت أخيرا لآخر غرفة في المنزل وقد كانت غرفة متفردة عن بقية المنزل وبعيدة نوعا ما عنه .. لا نستعملها مطلقا ولا ندخل اليها لأن بها أمر مريب جدا ، في الواقع كان من المفترض ان تكون هته الغرفة هي الدليل الوحيد والقاطع في أن المنزل به خطب ما ، كانت هته الغرفة مرتفعة الحرارة بكل مريب جدا عن بقية الغرف ، لايوجد بها تدفئة أو اي شيء فارغة تماما لكن حرارتها غريبة جدا، كما أنه يمكن شم رائحة الدخان فيها بوضوح والشعور بالاختناق كأنك داخل مدخنة ، الغرفة غريبة حقا ولا يوجد تفسير لحرارتها والشعور بالاختناق فيها .. فتحت الباب ببطء فاذا بي أتفاجأ بالصبي ليو جالسا على الأرض في منتصفها ويبكي .. لقد كانت فارغة تماما الا مني ومنه .. لقد شعرت بالفزع حقا لكني جمعت شجاعتي وتفقدت الكاميرا ان كانت تسجل كل شيء ، ثم اقتربت منه بحذر ..
لاندن : هاااي ياولد .. انت ليو صحيح ؟ ما الأمر لما تبكي ؟؟
ليو وهو لم يرفع رأسه بعد يرد وهو يشهق من البكاء : أريد دميتي انها فوق الخزانة
لاندن : أي خزانة ؟
رفع ليو وجهه وأبعد يديه الصغيرتين عن وجهه فإذا بنصف وجهه الأعلى محروق تماما وجلده ذائب وعيناه مطموستان كليا ، أشار بيده التي واضح عليها علامات الحرق كذلك نحو زاوية الغرفة : انها هناك
صرخت من هول المنظر وتراجعت للخلف أحاول الخروج من الغرفة ،، لقد الباب أغلف فجأة في وجهي حاولت فتحت لكن مقبضه كان ساخنا جدا ولم أقدر على امساكه حتى ،، بدأت أشعر بالاختناق .. لقد كنت أتصبب عرقا بشكل محموم ولم أقدر على تحمل الامر دقيقة بعد ، كاد يغمى علي من الحر شعرت أني داخل بركان يستعد لنفث حممه .. بدأت ملامح الغرفة تتغير ام أني كنت أهلوس ،، لكن بدأت أرى أثاث من طراز قديم ، والولد لازال على الأرض يبكي.. كان أمامه شمعة شعلتها يتطاير منها الشرر بشكل مخيف والصبي جالس أمامها لا يشعر بلفحتها .. شعرت أنها سبب الحرارة المرتفعة هته ،، كنت احاول الاقتراب لاقوم باطفاءها لكن قواي خارت وسقطت على الارض .. في تلك الأثناء كان بامكاني أن ارة ظلا يشبه امرأة .. قدرت على تبين ملامحها بصعوبة .. انها والدته كأنها تحاول تهدئة ولدها أو شيء من هذا القبيل .. وكان ثوبها محروقا من الاطراق وقد مسها لهيب الشمعة فاشتعلت كل جسدها بينما هي تجلس بهدوء على الكرسي تحاول ضم ابنها .. لقد بدا المنظر حقيقي جدا بشكل لا يوصف م المستحيل ان يكون الامر مجرد خيال مجر هلوسة مستحيل .. كل هذه الحرارة والأدخنة والاختناق الذي اشعر به .. أنا واع تماما بذاتي ..
حاولت مساعدتها لم اقدر أن أقف مكتوف الأيادي، لابد ان الحريق هذا هو ما جعل أرواحهم تعلق هنا ولا بد أن أوقف عذابهم هنا والليلة ، ليتسنى لأرواحهم أن ترقد بسلام ..
حاولت الاقتراب منها رغم أن النار قد لفحتني وشعرت بانها تأكل جلدي لكني نزعت قميصي وحاولت أن أطفئ النار ...
ياللهول النار تبدو الآن بعد ان لمستها اكثر واقعية ، وها هي تمسك بي وتأكل كل ملابسي ، فجاة بدأت المرأة بالصراخ بشكل مخيف جدا هي وطفلها وتتلوى على الأرض من الألم ثم ظهر على مايبدو زوجها وابنتها كذلك والكل يصرخ ويتأوه ويتلوَّى على الأرض في ألم ، بدو وكأنهم يحرقون أحياء .. بدو انهم وطوال هذا الوقت يحرقون يوميا ويشعرون بكل ذلك الألم والفزع بكل تفاصيله ..
لقد شعرت بالخوف وأسرععت نحو الباب لأحطمه وأخرج قبل أن تلتهمني النار معهم ، لقد فتحته بصعوبة بالغة وخرجت وكانت النار قد توهجت أمامي في كل مكان لم أعرف كيف ومتى حدث هذا ..
لكن منزلنا يحترق حقا وهذا حقيقي جدا ، أقدر على أن أجزم أنه حقيقي فعلا ...
حاولت الجري والهروب لكن قواي قد خارت فعلا وسقطت على الأرض لا أقوى على التنفس ، أشعر بان جسدي كله يحترق ، انها النار فعلا قد نالت مني وبدأ أشعر أن ثيابي تحترق فوقي وجلدي يلتصق بها ، لقد كنت أصرخ بكل قواي أحاول اطفائها أو على الأقل النهوض والخروج من هنا ،، بكن من دون جدوى كل شيء بالأحمر أماي بينما أنا أصرخ حتى تقطعت حنجرتي ...
:::خارج المنزل :::
تتصاعد النيران والأدخنة من منزل توم شولفريد ، لقد كان حريقا مهولا أكل كل البيت وحوله لرماد ،، بكاد قدر رجال الاطفاء على اخماد تلك النار
رغم أنها أكلت كل شيء لكنها لم تتوقف عن التوهج والتراقص في السماء بأدخنتها كأنها تحتفل ..
لحسن حظ عائلة شولفريد أنهم لم يكونوا بالمنزل اثناء ذلك الحريق .. لكن العائلة أصرت أن ابنهم لاندن شولفريد كان هناك والدليل السيارة المركونة جنب البيت ، رغم هذا لم يجد المحققون اي دليل عن أي جثة ولم يجدوا حتى أي دليل عن السبب الرئيسي للحريق ..
أغلقت قضية حريق المنزل ، وفتحت قضية أخرى : اختفاء مراهق يبلغ من العمر 17 سنة في ظروف غامضة.
السلام عليكم ورحمة الله يا لطيفين ،، كيف حالكم ؟ أتمنى من اعماق قلبي أنكم جميها بخير
أتمنى أنكم قد استمتعتم بهته القصة الجميلة التي ألففناها مع بعض أنا وغيل الللتيف
لقد كانت أوقاتا عصيبة جدا على شخص كسول مثلي على راسه ألف مهمة
آسفة جدا لأني أطلت عليك كثيرا وارهقتك
أشكر رييم كذلك على الطاقم ألأأكثر من رائع لأقد أحببته جدا
ف النهاية .. أتمنى حقا أن تفرحونا بردودكم و آرائكم حول القصة
سنكون سعيدين بها جدا .. بالمناسبة القصة لست بذلك الرعب حقا
انها قصة عادية جدا فأتمنى أن تقرؤوها جميعا
دمتم في امان الله
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف حال الثنائي الرهيب ؟ إن شاء الله كل اموركم تمام
منورين القسم بهالموضوع المميز
شو هالقصه الممتعه الصراحه أبدعتما .. فكرتها رهييبه
أنا احب كثيير هذا النوع من القصص الغامضة و المرعبه
إنجذبت للقصه فقط من النظر الى الهيدر
مرهه حلو
الصراحه حزنت كثيير ع لاندن لأن والداه لم يصدقاه
كثيرا ما يحدث شيء كهذا في أفلام الرعب
حيث أن العائله لا تصدق ما قد رآه أحد افرادها و عند فوات الأوان يصدقونه
ولكني لا ألومهما فالأمر صعب التصديق حقا
و حزنت ع عائلة نلسن التي ماتت بسبب الحريق و تحولوا لأشباح و يحاولون الانتقام
ترى ما سبب الحريق ؟!
و أعترف أن القصه لم تخفني فأنا معتادة ع هذا النوع من القصص و الأفلام
ولكني إستمتعت بقراءتها و لم أندم
كما أنني إنزعجت قليلا من النهاية الغامضه
محب القصص او روايات نهايتها كذا
لأن الفضول يقتلني
الحين لاندن مات ولا شنو ؟؟
بس أحب اذا انا سويت قصه اخلي النهاية زيي ذي بالضبط - كف -
الله يعطيكم العافيه ع هالقصه الحلوه
أحببت تعاونكما و اشتراكما في كتابتها .. واضح انها اخذت منكم وقت كثير
أتمنى قراءة المزيد من قصصكما في المستقبل
دمتما في أمان الله
لقد صدمت كليا، لقد كان صبيا صغيرا يرتدي ملابس صيفية يقف عند عتبة منزلنا في مثل هذا الوقت المتأخر ..
بدأ الصبي ينظر إليّ بريبة وقلق ، حاولت طمأنته وأنا أهم في ادخاله للمنزل : مرحبا ياولد هل انت تائه .. ادخل ان الجو با ..
لكن الطفل أبعد يدي في خوف ونظرات القلق بادية على وجهه : مـ .. من أنت ؟
لاندن : لابأس يا صغيرلا تخف أنا أستطيع مساعدتك .. فقط دعـ ..
صرخ الطفل : من انت وما الذي تفعله في منزلنا !!!
ذهلت واستغربت من كلام الصبي و ما كدت أستوعب كلامه حتى دفعني راكضا للداخل وهو يصرخ : ماما باباا شخص غريب بمنزلنا ! ..
يا الهي لقد كانت دفعته قوية جدا لدرجة اني كدت ان أسقط ، التفت لأتبعه وأوقفه ..
ولكن ياللعجب لا أحد هنا امامي رغم أني أسمع بوضوح صوت خطواته وصراخه .. لقد شعرت بالفزع ..
وما زاد فزعي هو اني أصبحت أسمع أصواتا غريبة في المنزل وفوضى عارمة كأن بمنزلنا عدة أشخاص
لقد كان صوتا واضحا جدا، لقد كنت منذ قليل بمفردي بالمنزل والآن أقدر على سماع صوت امرأة ما بوضوح يقول : ماذا قلت يا ليو ؟ .. عزيزي مايكل تفقد الولد انا منشغلة بغسل الملابس ..
صوت رجل : ماذا هناك ؟ ماذا تقصد ... !!
أصوت جلي الأواني وقرع الملاعق على الصحون بالمطبخ وخطوات وفوضى في كل مكان،
صوت التلفاز وأوراق الكتب وكل شيء يتحرك في المكان .. لقد شعرت بفزع بالغ .. هل هم لصوص وقد اقتحموا المنزل دون أن أشعر بهم ؟
ركضت بكل قوتي لغرفتي لأتصل بالشرطة .. أجل الشرطة ، وحدهم من سينقذني ..
أثناء ركضي لغرفتي كنت أسمع كل تلك الأصوات لكن ما من شيء يتحرك كل الغرف فارغة .. ولا أدري من أين تأتي كل هته الأصوات .. وصلت أخيرة الغرفة وأوصدت الباب بقوة ألهث وأحاول ان التقط أنفاسي بصعوبة .. اتفت لسريري لألتقط الهاتف فاذا بي أجد صبية تجلس في مكاني، ترتدي ثوبا ذا طراز قديم .. نظر كلانا لبعضهما نظرة وجل واستغراب
همست البنت في خوف : مـ مم من أنت .. !
لا أدري ان كنت اهلوس ام ماذا لكن ما مشكلتهم !! يدخلون منزلنا ويسألونني من انا ، صرخت بنبرة يشوبها الخوف : بل من أنت !؟ ما الذي تفعلونه هنا ..؟؟
فزعت الفتاة أكثر وبدأت بالصراخ بصوت مدوي صم أذني .. فتح الباب الذي أغلقته للتو بقوة وكاد ان يصيبني لو لم اتراجع بسرعة .. لقد كان يقف أمامي رجل وامرأة وكان ذلك الصبي الذي دخل في أول الأمر لمنزلنا خلفها يشد ثوبها ، على ما يبدو انها والدته، كانا يرتديان ثياب ذات طابع قديم وينظران لي بغضب عارم .. صرخا معا بصوت جهوري مخيف : من انت ؟ ما الذي أتى بك لمنزلنا !!!
كنت سأنطق أن هذا منزلنا لكن الفزع عقد لساني وبقيت انظر لهما في وجل، كان واضح ان صمتي قد أشعل غضبهما أكثر فاستشاطت اعينهما وبدأ الأشياء حولها تطفو ثم وجهها نوحي وهاجموني بها ...
لقد كدت أتبول على نفسي وأنا أرى هذا المنظر المرعب أمامي ... لا بد أني احلم .. لا بد أني أحلم .. !!!!! هذا ما كنت أصرخ به بينما تضربني الأشياء بعشوائية في كل جسدي بقوة الى أن أغمي علي بفعل شيء ما أصابي في رأسي ..
أفقت في اليوم الموالي وأنا في سريري .. لقد كنت انظر للسقف ببلاهة بينما أنا اسمع أصوات حركات خفيفة في المنزل ، دق احدهم باب غرفتي ثم فتحه ودخل .. انها أمي : عزيزي لاندن هل لازلت نائما الى اللآن ؟ هيا اعلم أنها نهاية الاسبوع لكنها الحادية عشرة ..
كنت انظر لها بكل استغراب ، أحلو تذكر ما حدث معي أمس ، ثم فجأة قفزت من مكاني أتفقد الفوضى التي خلفها أمس المخلوقين الذين لم اتبين صنفهما بعد ..
يا الهي ان كل شيء في مكانه ولم يتحرك قيد انملة !!!!!
نظرت الي امي بقلق ثم سألت : ما الأمر لانذن هل من خطب ؟
أجبت : لا .. لا شيء مطلقا .. سأغير ملابسي وآتي ..
غادرت وهي ترمقني بنظرات غريبة ..
هل كان الأمر برمته مجرد حلم عابر .. مستحيل .. لقد شعرت بكل شيء هنا .. بكل كلمة وبكل ضربة ..
حاولت الترجل من سريري لكن كان كل عضو في جسدي يصرخ ويتألم، لقد كنت مملوءًا بالكدمات في كل مكان .. لست واثقا حتى ان كنت مستيقظا حقا الآن .. لست واثقا من انا .. لكن واثق ان ما جرى الأمس لم يكن مجرد كابوس ..
أسرعت نحن المطبخ ، لقد كان والدي واخوتي يجلسون على الطاولة و أمي تحظر شيئا ما من الثلاجة .. التفت الجميع الي وقد امكنهم رؤية كمية الفزع التي تعلو وجهي مثلما قدرت على تبين القلق على مالامحهم
أبي : ما الأمر ؟ تبدو وكأنك قد رأيت شبحا ..
وجلت لوهلة ثم رددت : لااا .. لا شيء .. – سألت بينما أنا أتجه نحو الكرسي – متى أتيتم للمنزل أمس ؟ أعتقد اني نمت قبل وصولكم
ردت ليلي وهي تضحك : لا أصدق أنك بقيت طوال الليل نائما على الأرض مثل الاطفال
قلت وعلامات الاستغراب تعلو وجهي : على الأرض ؟ ماذا تقصدين ؟
أبي : لقد علقنا أمس في مقاطعة اخرى بسبب العاصفة ولم نأتي حتى صباح هذا اليوم ، لقد اتصلنا بك كثيرا لكنك لم ترد افترضنا أنك نائم ..
أمي وهي تحظر البوريتو من المسخن : عزيزي لاندن لابد انك تجهد نفسك كثيرا مع الدراسة .. لقد وجدناك نائما على الأرض فحملك والدك الى سريرك ..تفضل وجبة الأمس تماما مثلما وعدتك ..
علت وجهي علامات الحيرة الممزوجة بالرعب، ثم حاولت مداراتها بابتسامة باهتة : شكرا
سأل أبي : مابك ياولد .. لاتبدو بخير حقا ، هل هناك مشكل ؟
حاولت جاهدا مداراة ارتباكي اضحك : لا شيء مطلقا أبي .. لا أدري ما الذي تراه لكني فقط تعب من الدراسة لا غير لم أنم مبكرا أمس
علت نظرات الشك وجه والداي لكنهما لم يعلقا .. حاولت حمل كأس الماء بيد مرتجفة .. ثم فجأة كرااااااااااااش ، سقط الكأس من يدي وتحطم
واو ! فصلين رائعين و ممتعين ، طريقة سردك جميلة جدًا و ممتعة
اعتقد ان المكان الذي كان به لاندن من الممكن ان يكون عالم موازي فيه الاشباح و قد دخل له بطريقة او بأخرى ؟ متحمس ارى ردة فعل عائلته على الكدمات و هل سيصدقون او لا ! متحمس اكمل ما تبقى من الفصول ومعرفة الحقيقه خلف كل ما يحدث !