- إنضم
- 4 مايو 2013
- رقم العضوية
- 199
- المشاركات
- 2,186
- مستوى التفاعل
- 7,974
- النقاط
- 1,295
- أوسمتــي
- 16
- الإقامة
- Underworld
- توناتي
- 2,194
- الجنس
- أنثى
"هل تعتقد أنه من الممكن أن من يدق بابك
بعد منتصف الليل هو عامل توصيل البيتزا ؟
لا، فكر من جديد "
>شسالفة هذ الاقتباس '-'
( مرة أخرى إنه منتصف الليل، تبا لهذا الرئيس اللعين
دوامي ينتهي عند السابعة حتى لو بقيت في المكتب لوقت اضافي
لن يتجاوز الأمر الثامنة ..
انها الليلة الثالثة التي يجبرني فيها على البقاء بعد نهاية الدوام ..
هل هذه عقوبة من نوع ما ..
أقصد لا اعتقد اني قمت بأي شيء خطأ طوال مدة عملي في هته الشركة ..
اللعنة .. أنا متعب جدا ...)
كان كلاوس يحاور نفسه وعلامات الحنق بادية بوضوح على وجهه قبل أن يطفئ كل الأنوار
فيختفي ظله في الرواق ولا تُسمع غير تمتمته وخطواته المتثاقلة
في ذلك الصمت العريق والظلام الدامس ..
كان آخر من يغادر نحو منزله في وقت متأخر جدا من الليل ..
الشوارع كلها فارغة حتى من المشردين
الذين يختبؤون تحت الجسور وفي المجاري من هذا البرد القارس ..
انتظر كلاوس مطولا عند محطة انتظار الحافلات ،
لكن ما من حافلة مرت لأكثر من نصف ساعة ..
( هل يتوقفون عن العمل بعد منتصف الليل .. هذا غريب ) فكر كلاوس ..
ثم هم بالوقوف للذهاب إل منزله سيرا على الأقدام .. لم تكن إلا خطوات معدودة
ثم توقف ضاربا الأرض برجله صائحا كاسرا صمت هته الليلة
( اللعنة .. انا أشعر بالتعب من المستحيل أن أذهب سيرا
- أخرج هاتفه من معطفه- سأتصل بجيرمي ليقلني .. لكن كم الساعة الآن
- تفقد الساعة فوجد انها الواحدة والنصف ليلا-
تبا قد يكون نائما الآن ، بل إنه نائم بالفعل ..
يا الهي البرد شديد هته الليلة .. ماذا سأفعل ؟ ... )
فكر كلاوس مليا ثم تذكر أمر سيارات الأجرة التي يمكن طلبها عبر الانترنت ..
ملأ كل ما هو مطلوب في الموقع وانتظر،
لم تكن الا دقيقة حتى اتصل رقم غريب به
( مرحبا معك شركة هوب لسيارات الأجرة .. أنت السيد كلاوس جاكسون صحيح ؟ )
رد كلاوس ( بلى انه أنا )
السائق ( سأكون عندك بعد قليل، أنا قريب من موقعك .. نتأسف على التأخير )
كلاوس ( هون عليك لابأس ..) ثم أغلق الخط
وقف كلاوس لما يقارب الخمس دقائق ينتظر ..
كان الشارع فارغا تماما والليل دامس لايُسمع فيه إلا صوت الرياح ..
كل البيوت كانت أبوابها ونوافذها موصدة باحكام
حتى ان النور لا يتسرب من أي شق منها ..
ولم يكن ينير ذلك الطريق الموحش
إلا نور خافت يرتجف لأعمدة الانارة المبعثرة حتى نهاية الشارع ..
الدقيقة السادسة مرت .. إنها الثانية فجرا تماما،
بدأ كلاوس يشعر بالحنق ويقاوم رغبته في الصراخ،
الى أن سمع صوت هدير محرك خافت قادم من الزاوية المظلمة من الشارع ،
انبسطت ملامحه قليلا حتى لمح سيارة الأجرى تقف عنده ..
حدث كلاوس نفسه مستغربا
[ يا الهي هته السيارة قديمة الطراز جدا .. بل .. تبدو أنها قادمة من الخردة أو من زمن آخر .. يا للهول لابد أن هته الشركة قديمة جدا ولم تغير حتى سياراتها العتيقة ]
فُتح الباب الخلفي للسيارة تلقائيا، فصعد كلاوس تاركا تساؤله اللحظي خلفه،
فكل ما يهمه أن يصل لبيته الدافئ ..
كانت الرائحة داخل السيارة غريبة جدا تملؤها الرطوبة
ويطفو عليها جو غريب، بل أن كلاوس شعر بالبرودة
أكثر مما كان يشعر به وهو واقف عند قارعة الطريق ينتظر لأكر من نصف ساعة ..
فتح كلاوس فمه ليتكلم فاندفعت كرة بخار من فمه كأنه يقف على قمة جبل ثلجي
( أرجوك شغل التدفئة )
لكن السائق لم ينطق ببنت شفى ، استغرب كلاوس جدا من هذا التصرف
لكنه لم يقوى حتى على تكرير كلامه أو مشاجرة السائق
فاكتفى بوضع يديه داخل جيوب معطفه ليدفئهما أكثر ،
وراح يحدق إلى السائق عبر المرآة الأمامية لكن ملامحه لم تكن واضحة مطلقا
وكان أغلب وجهه مختبئًا تحت قبعته ...
لم يبدو حتى أنه يتحرك كل ما كان يقوم به هو امساك المقود لاغير ..
لكن كلاوس لم يشغل باله كثيرا بكل هذا
لأنه كان يشعر بتعب رهيب وكل ما يفكر فيه هو فراشه الوثير ..
مرت عشرون دقيقة، لم ينطق أي منهما أي كلمة طوال الطريق،
بدأ كلاوس يشعر بالنعاس، وكان يغمض عينيه بين الفينة والأخرى
ليريحهما قليلا ثم يفتحهما مجددا،
وضعية جلوسه كانت مزعجة بالنسسبة له لو كان مستلقيا
والجو أدفء بقليل من هذا لغط في سبات عميق ..
بعد دقائق تفقد كلاوس الساعة، فاستغرب أنه لم يصل للآن
رغم أن منزله كان بعيدا بمسافة قليلة فقط عن مقر عمله ،
من المستحيل ان يستغرق كل هذا الوقت حتى لو غير الطريق ..
حاول مجددا الحديث إلى السائق :
( المعذرة ولكن هل غيرت الطريق أم ماذا ؟ هل أنت تتبع أصلا الطريق التي وصفتها في موقعكم ؟؟ ... )
لم يرد السائق مجددا ..
ردد كلاوس بنبرة غاضبة : ( ألا تسمعني أنا أتحدث إليك ؟ .. رد عليّ إني أكلمك .. )
حاول كلاوس جذب كتف السائق بعنف ليلتفت إليه،
لكن المفاجأة أن تلك المابس كانت فارغة من أي جسم،
لكنها كانت موضوعة في الكرسي الأمامي ومنفوشة لتبدو أن أحد يرديها فعلا ..
سقطت ملابس السائق وكانت السيارة تسير لوحدها طوال الوقت دون أن يقودها أي أحد ..
صرخ كلاوس من الرعب بقوة وحاول فتح الباب ليقفز من السيارة ،
لكن الباب أبى أن يفتح، حالو كسر الزجاج لكن الخطة فشلت كذلك ..
شعر بذعر كبير وهو لا يدري مالذي يحصل هنا ومن الذي يتحكم في السيارة ..
حاول تفقد الشارع الذي تسير السيارة فيه لكن لم يتبين موقعه مطلقا،
لقد بدت المباني غريبة جدا عنه وبطراز قديم لم يسبق له رؤيته من قبل،
حاول استعمال هاتفه ليعررف موقعه أو يتصل بالنجدة لكنه كان خارج نطاق التغطية ..
زاد ذعره أكثر وبدأ جبينه تصبب عرقا باردا وباشرت لمعة الدموع في عينه ..
حاول ان يقفز للكرسي الأمامي لبتحكم في السيارة لكن المقود والفرامل كانت تعمل من تلقاء نفسها مهما حالو تغير مسار السيارة فشل في ذلك ، حتى انه بدأ يضرب ويكسر على شيء أمامه رغم هذا بقيت السيارة تسير كأن شيئا لم يكن ..
وصل كلاوس لقمة خوفه وارتعابه ولم يقدر على التفكير في أي شيء، ثم فجأة اندفعت أحزمة السيارة من تلقاء نفسها وطوقته بالكامل وكبلت يديه ورجليه وثبتته على الكرسي ..
صرخ كلاوس بأعلى صوته .. ولكن ما من فائدة فلا أحد يسمعه ..
وصلت السيارة أخيرا لوجهتها ، لقد كانت مقبرة مهجورة ومظلمة ،
بالكاد تظهر ظلال شهود القبور مبعثرة هنا وهناك ..
ثم توقفت السيارة عند نار كانت مأججة في منصف هته المقبرة ،
وقبل أن يفتح الباب صعدت أحد الأحزمة لتغلق فاهه عن الصراخ
ثم قذفه الكرسي إلى الخارج فسقط على الأرض الطينية واتسخ بالكامل ..
تراجعت السيارة للخلف واختفت وسط الظلام والضباب تماما مثلما ظهرت أول الأمر
تاركة كلاوس في حيرة ورعب، لا يدري أين هو
وكيف انتهى به الأمر مطوقا ومرميا في مكان مهجور ..
حدث نفسه كثيرا لابد أن الأمر مجرد كابوس بسبب تعبه في العمل ،
وفكر ..
لابد أن يأخذ اجازة من العمل لشهر كامل بعد أن يستقظ من هذا الكابوس المزعج ..
بينما هو يهون على نفسه هول موقفه ويحاول اقناع نفسه بأنه الأمر مجرد حلم
أتت مجموعة من النساء يرتدين أثواب سوداء وطويلة وقبعات محدبة ..
أحطن بتلك النار ورفعن أيديهن وعصيهن للسماء يتمتمن بكلام غير مفهوم ،
فبدأت تلك النار تتأجج أكثر وأكثر ويتغير لونها للسواد ..
ثم بدأن يطفين فوق الارض ثم أدرن رؤوسهم معنا نحو كلاوس المرمي على الأرض والمحدق فيهم في رعب ..
لقد كانت التفاتتهم المفاجأة السريعة مخيفة جدا ومريبة
وزاد الطين بلة ملامحهن المرعبة ووجوهن المشوهة والمملوءة بالوشوم ..
لابد أنهن ساحرات ما وهن يقمن بطقوسهن الغريبة الآن ..
ارتفع كلاوس فجأة عن الأرض وبدأ يطفو مثلهن تماما ،
حالو الصراخ وافلات نفسه لكن من دون جدوى،
فقد كان يقترب شيئا فشيئا من تلك النار إلة أن وصل إلى وسطها ،
حاول كثيرا رغم أنه على وشك الموت أن يخلص نفسه
بينما النار تأكل ملابسه متجهة للحمه الطري ..
كانت تلك السحارات يحمن ويطفن حول تلك النار مرددات ..
'' اقبل ساتان المعظم هذا الدم واعطنا قوتك بالمقابل ..
أشربه كله إلى أن ترتوي .. وكل تلك الروح البائسة إلى أن يشبع جشعك ..''
كان آخر ما سمعه كلاوس تلك العبارات تتردد مرارا وتكرارا
ممزوجة بضحكاتهن وصرخاتهن الشيطانية ..
إلى أن دوى صوت جهوري خشن وعميق في أذنه ... '' أنت ملكي الآن ''
النهاية
التعديل الأخير: