- إنضم
- 25 نوفمبر 2020
- رقم العضوية
- 11650
- المشاركات
- 230
- مستوى التفاعل
- 366
- النقاط
- 12
- توناتي
- 490
- الجنس
- ذكر
LV
0
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف حالكم أيها الشعب التوني ؟
أتمنى أن تكونوا مستصحين و متعافين .
في البداية أنا لست بكاتب حتى أكتب لكنني أحيانا أمارس كتابة القصص كمتنفس لي وقت الفراغ الذي يعلوه الملل ولا أسعى أبدا لتطوير ذاتي وفي الحقيقة لاأعلم إن كنت سأكمل القصة أو لا فكما ذكرت آنفا الكتابة مجرد متنفس لدي وقت الفراغ ...وأعلم أن قصتي تخلو من التنسيق و التدقيق وفيها ضعف في الصياغة لكني أكتب لأسلي نفسي فقط كما أني أمتدح نفسي ربما بحاجة واحدة وهي فرادة الأفكار ...لن أطيل أكثر من ذلك أدعكم مع القصة
عن القصة :
منزل ضخم في مرتفع ثلجي شاهق معزول عن المجتمع الذي آذى من إجتمعوا تحت سقفه ..يصل كايل إليه حتى يسكن في منزل أحلامه الذي يتقبله ويحتويه كما هو إلا أنه يتفاجئ بأشياء غريبة تحدث حوله هل سيستمر أم ينسحب أم ماذا ستؤول إليه الأمور .
تصنيفها :رعب و غموض
في إحدى المرتفعات الشاهقة التي تكسيها الثلوج سارت عليها مركبة على طريقها السهل حتى وصلت إلى قمتها نزل كايل منها ليرى ذلك المنزل الضخم وهو يحدث نفسه "لقد ظننته قصرا أثناء مقابلتنا على الإنترنت لكنه يبدو منزلا كبيرا فقط " فتح الباب ليتقدم إليه شخص بخطوات واثقة وإبتسامة لطيفة وهو يرتدي سترة سوداء شتوية تغطي عنقه وبنطال له نفس اللون ..تقدم إليه ليقول
-مرحبا كايل
-مرحبا أفترض أنك المشرف على هذا المنزل أو النزل أليس كذلك ؟
-بإبتسامة "نعم وتستطيع القول أن له صفاتهما في آن واحد "
-لم أفهم ماذا تعني ؟!
-لن أقوم بشرح الأمر لك ..فقط إتبعني حتى نأخذ جولة فيه لترى بنفسك .
تقدم المشرف وليام ليسير أمامه بينما كان كايل خلفه يسير على خطاه
-كانت رحلة طويلة أليس كذلك ؟
-آوه نعم بالفعل لكن هذا أفضل مما أن يكون المكان ضمن المدينة
-في الحقيقة الهدف من إختيار هذا المكان حتى نبتعد عن ضوضاءها وذكرياتنا معها .
-وهذا هو المطلوب ..فأنا لم أنتسب لهذه العائلة إلا أني وجدت فيها ماأحلم به دوما .
-أنا سعيد لسماع كلامك هذا
صمتا هنيه ليكسر وليام الصمت بكلامه
-هل تعلم ياكايل أنك أكثر شخص قد لفت إنتباهي في المقابلات التي أجريها بين الفينة و الأخرى .
-هل تقول ذلك لكل عضو جديد ينتسب إليكم .
-بإبتسامة "صدقني لم أتفوه بذلك إلا لك "
-لماذا؟! ..اعني ماالشيء الذي لفت إنتباهك لي ؟
-سرعة بديهتك.. صدقك حينما تتحدث..إختيارك للإجابات بعناية فائقة وكأنك كنت تعلم عن الأسئلة مسبقا .
-بإبتسامة " ربما كان لدي جاسوس بينكم وأنت لاتعلم ذلك "
-بإبتسامة" أظن أن علي مراقبة عائلتي أكثر...لكن بالفعل أنت تروق لي "
-شكرا على هذه المجاملة
-آوه نسيت أن أذكر ذلك يعجبني تواضعك أيضا
وضع يده على مقبض الباب ليقوم بفتحه وهو ينظر إلى كايل ويقول "ستكون جولة جميلة وستقضي وقتا ممتعا هنا أنا واثق من ذلك "
دخل إلى المنزل بينما كان كايل خلفه كانت غرفة المعيشة كبيرة جدا وفيها أفراد كثر منتشرين في أرجائها ..كانت تحتوي على جميع أدوات الترفيه الشيء الذي دعى كايل أن يقول "أظن أنك حريص على تدليل إخوانك "
-وأنت واحد منهم الآن ياكايل
القى وليام التحية على افراد اسرته بصوت عالي وكأنه يريد لفت إنتباههم ليقول بعدها "رحبوا بالفرد الجديد في العائلة كايل "
-بملامح و نبرة يعلوها الخجل "مرحبا "
بادلوه التحية ليكملوا ماكانوا مشغولين به قبل أن يأتي فمنهم من كان يلعب البلياردو ومنهم من كان يشاهد التلفاز ومنهم من كان يتسامر مع أصدقائه أو إخوانه .
طلب وليام من كايل أن يتبعه ليكمل الجولة وبينما كان يتجولان في الدور الأرضي قال كايل
-وليام أصبح لدي فضول بشأن عملك ..أعني ليس أيما شخص يمكنه بناء هكذا منزل وبذخ الأموال فيه بسهولة .
-إبتسم وليام وقال "فلنقل أنني إبن رجل أعمال كبير"
-أصبح كل شيء واضح الآن ...لكن يبدو منزلا وليس نزلا ياسيد وليام .
-لاأظنك ستحتفظ برأيك حينما ترى الدور الثاني ياكايل ثم نادني وليام أرجوك فلاتوجد أي رسميات في عائلتنا .
بدأ بصعود الدرج بينما كان كايل خلفه وهو يقول
-أنا أسف كايل غرفتك في الدور الثالث يجب عليك أن تتقبل هذا فهو أشبه بممارسة الرياضة يوميا .
-لابأس ..أنا أمارس رياضة الجري كل يوم قبل أن آتي هنا لذا لم يتغير اي شيء .
-آوه جميل يعني أنني قدمت لك خدمة فسوف تقوم بممارستها في المنزل حتى .
-وصلا إلى الدور الثاني لينظر كايل وإذا بتصميم نزل فقد كان ممرا طويلا تقابلت جدرانه بأبواب الغرف التي وزعت بإنتظام ....قال كايل"الآن أصبحت أعرف ماذا كنت تقصد حينما قلت أنه يمتلك خصائص النزل والمنزل في آن واحد "
-نعم فكل شخص في هذه العائلة يحتاج إلى غرفة .
توجها إلى الدور الثالث وحينما وصلا إليه نظر كايل ليجد درج آخر
-يوجد دور رابع هنا أتعلم لم ألحظ ذلك من الخارج
-لاألومك فهو مهجور أصلا فلا أحد يسكن فيه
سارا في الدور الثالث نحو غرفته التي تحمل رقم مئتان وأربعون ليخرج المفتاح من جيبه و يقوم بفتح بابها....دخل كايل فيها لينظر في أرجائها لم تكن بالغرفة الكبيرة ولا الصغيرة بل كانت بين ذلك وفيها الحد الأدنى من أدوات الترفيه نظر وليام لكايل
-هل أعجبتك ؟
-ليس لدي شيء أشتكي منه..أظن أنها راقت لي .
توجه إلى الباب حتى يخرج وهو يقول
-إذا سأدعك ترتاح قليلا بعد هذه الرحلة الطويلة
-شكرا وليام لقد أتعبتك معي كثيرا
-لابأس فهذا واجبي
القى بثقله على السرير وهو يخاطب نفسه "هذا ماكنت أحتاجه بعد قيادة طويلة إستمرت لساعات "
بعد ساعات من النوم إستيقظ على صوت الهاتف الذي في غرفته ليجيب عليه مباشرة
-أنا أسف على إزعاجك كايل
-لابأس لكن من المتحدث؟!
-آوه هل يعقل أن صوتي يختلف في الهاتف أم أنك لم تستيقظ بعد لتميز صوتي جيدا أو أن هانك خطبا ما في الهاتف بالرغم أنني متأكد من جودته لكن من يعلم في ظل...
-وليام !!
-آوه لقد تعرفت علي أخيرا ..كنت على وشك أن أقوم بإستبدال هواتف الغرف جميعا .
-أنا آسف حقا على ذلك
-بنبرة ساخرة" لاتقم بالإعتذار ياكايل فقط قم بمعالجة أذنك حتى تمنعني من إتخاذ بعض القرارت المجنونة".
-قام كايل بالضحك "حسنا سأتاكد من فعل ذلك "
-آوه كايل كدت أن أنسى لما قمت بمكالمتك ..إنه وقت العشاء .
-لاأظن أن لدي شهية هذا اليوم .
-بربك كايل إنه يومك الأول!! ..لاتكن هكذا .
-تنهد ليقول" حسنا وليام أظنني سأقبل دعوتك"
-حسنا ستجدني في الأسفل .
أرتدى كايل معطفه الشتوي ليتوجه إلى الدور الارضي وحينما وصل لمائدات العشاء التي تعددت حتى تكفي عددهم .. إلا أنه لاحظ شيئا غريبا فقد سبق وبدأوا بتناول الطعام الشيء الذي دفع كايل لأن يحدث نفسه "لقد ظننت أن هذا العشاء بمناسبة قدومي لكن يبدو أني مخطئ"
-نادى وليام كايل من إحدى الموائد ليقول "هيا كايل تعال واجلس بالقرب مني " إستجاب كايل لكلامه
-قال وليام "هل ظننت أننا سنقوم بمائدة فخمة وسننتظرك لأنك أنتسبت إلينا فقط "
-في الحقيقة هذا ماظننته لكن الشكر لله أنكم لم تفعلوا فأنا أكره أن أكون محط الأنظار.
-أرأيت ياكايل هذا هو السبب الذي يميز عائلتنا فهي تختلف عن اولئك المتخلفين الذين أنشؤوا عوائل مبنية على رغبة خيالية فهم يريدون أن يعرفوا أسرار بعضهم وأن يلتزم الشخص ببنودهم التي يضعها مشرفهم أو رئيسهم لاأعلم في الحقيقة ماذا يسمي نفسه ..لكني أنشأت هذه العائلة على الرغبة الأساسية التي تجمع البشر أتعلم ماهي ياكايل ؟
-في الحقيقة لست متأكدا لكن دعني أخمن ...هل تقصد تقبل الآخر بذاته دون أن يلتزم بأي قانون وضعي أو نحو ذلك .
-أحسنت ياكايل لكنني أفضل إستبدال كلمة (قانون وضعي) بالإخضاع لرغبات الغير فمامن شخص يأتي مثلك ضيفا على أحد إلا يجب أن يقوموا بوليمة له وذلك تكلف واضح من أولئك المضيفين فهم يكرهون ذلك لكنهم يحبون ضيفهم أو قريبهم أو أيا كان ذلك الشخص لكن إن أستمروا هذا الحال ففي نهاية المطاف سينتهي بهم بكره قريبهم أو ضيفهم لكثرة إلتزامهم بهذا الشيء الذي دافعه الأساسي هو الخوف من التعرض للإنتقاد بخصوص سوء الضيافة .
-بإبتسامة" جميل ولهذا بدأتم العشاء من دوني"
-أحسنت ذلك ماأعنيه لايوجد تمثيل في هذه العائلة الشيء الذي سيجعل بروز الجانب والغرائز الإنسانية تظهر وتتجلى لتنمو في ظلال العائلة الوافرة .
-لقد أعجبني كلامك ياوليام لكن ألا تظن أن هناك أناس قد شوهت إنسانيتهم بمعنى أن المجتمع قتل كل خصيصة إنسانية فيه كالرحمة والتعاون وغير ذلك قبل أن يأتوا إلى هنا بحيث أن مشاعرهم أصبحت ميتة .
-نعم أتفق معك بهذا لذا أنا أجري المقابلات على الحاسب أو الهاتف قبل أن أدعوهم فأنا أؤكد لك أن ضحايا المجتمع الذي تتحدث عنهم ليسوا بيننا ..فكل هؤلاء الذين تراهم هنا.. هم أناس مثلي ومثلك يحبون أن يقفوا بجانب الضعيف و المريض إلا أن عليهم بعض المؤخذات الإجتماعية كالتخلف عن المناسبات أو عدم سؤال جيرانهم عن حالهم أو أصدقائهم عن ذلك و لايقومون بذلك لكونهم يكرهونهم أو لايبالون بهم أو لايهتمون بأحوالهم... أبدا هم ليسوا كذلك لكنهم فقط هم يريدون أن يمنحوهم خصوصية فهم ليسوا فضوليين كأكثر البشر الذين يسترون فضولهم وحشريتهم بمسميات كالإهتمام والقلق على الحال لذا قام المجتمع بإقصائهم لا لأنهم نزهاء وشرفاء بل لكونهم لايتفقون مع هذا المفهوم من النزاهة والشرف واحترام الغير بشأن خصوصياتهم .
-آوه يبدو أنك قرأت كثيرا حتى تستطيع إختيار الأشخاص المناسبين لهذه العائلة
-بالطبع قمت بذلك...ثم لما لاتتناول طعام العشاء ؟!..فنحن لن نقوم بمواساتك لدرجة الدلال فلن يضع أحدهم لقمة في فمك إن لم تفعل ذلك بنفسك
-بإبتسامة " اتسآل حيال لو كسرت يداي هل ستقوم بإطعامي وليام ؟ . "
-آوه بربك لن أقوم بذلك لكني سأضعك في أفضل مشفى في هذا البلد وهم سيقومون بذلك نيابة عني .
إبتسم كايل ليقول "أنت حقا الشخص المناسب ليكون المشرف على هذه العائلة"
-هذا هو واجبي ومسؤليتي ياكايل بعد كل شيء
أمسك كايل بالشوكة والسكين ليتناول طعامه وبعد أن إنتهى .توجه إلى أحد الأرائك الوثيرة التي كان التلفاز يقبع أمامها ليشاهد أحد الأفلام التي كانوا يشاهدونها بقية أخوته .ليأتي فاصل إعلاني جعل إحدى الفتيات التي كانت تجلس على الأريكة التي بجانبه تلتفت له
- " أظن أنني أفضل مشاهدته بنسخة مقرصنة على الحاسب فلاتوجد فواصل إعلانية فيه "
-كايل بإبتسامة " آظن أنك على حق...لكن أحيانا هناك نوع من الأفلام لاأستطيع مشاهدته حتى يقوم أحد عني بإختياره لي وهذا ماتقوم به المحطات التفزيونية أحيانا بالنسبة إلي"
-بإبتسامة "أعتقد أنني أفهم ماذا تعني " سكتت قليلا لتكمل "أظنك اليوم قد أتيت اليس كذلك"
-نعم
-صدقني ستقضي وقتا ممتعا هنا وستنسى كل مآسيك وأحزانك .
-آمل ذلك ...لكن هل هذا يعني أنك قمت بنسيان جروح المجتمع التي خلفها في قلبك فيبدو أنك مكثت طويلا حتى تقولين مثل هذا الكلام .
-بإبتسامة" لاأستطيع القول أنني تعافيت منها تماما..لكن البقاء هنا أفضل لي من أي مكان آخر بالرغم أن هناك أشياء غريبة تحصل" .
-عفوا ؟! ماذا تعنين بأشياء غريبة ؟!.
-بنبرة متحمسة" أنظر لقد إنتهت الفواصل الإعلانية . "
عاد كايل يشاهد الفلم معها وبينما كان يفعل ذلك كانت تنظر إلى هاتفها بين الفينة والأخرى حتى إستقامت لتغادر لغرفتها بينما ظل كايل يشاهد التلفاز ..وبعد أن إنتهى إستقام وهو يفكر في نفسه إلى أين يذهب حتى إنتهى به الأمر بالتجول خارج المنزل في جولة حول المبنى في الظلام الدامس وبينما كان يقوم بذلك وهو يشتكي في نفسه من برودة الأجواءفي هذا المرتفع الشاهق سمع صوت خطوات من خلفه الشيء الذي جعله يلتفت خلفه وهو يحدث نفسه "ياألهي لاأرى شيء في هذا الظلام ..أو ربما بدأت أتوهم الأصوات نتيجة تعرضي لهذه البرودة القارسة .." عاد يسير إلا أن الصوت اخذ يقترب شيئا فشيئا بتسارع الشيء الذي دعاه يلتفت وهو يقول "مرحبا ..هل يوجد أحد هنا " إلا أن صوت الخطوات قد إختفى تماما بعدما قال هذه العبارة الشيء الذي جعله يفكر حقا أنه يقوم بتخيل هذه الأصوات بدأ يحدث نفسه"علي أن أعود إلى غرفتي فعلى مايبدو أن ذهني اصبح مشوشا بسبب هذه البرودة " عاد يسير مع أثره لم تمضي لحظات حتى دفع بجسده نحو الهاوية من المرتفع اراد أن يسقط إلا أن مقاومة قدماه الرياضيتين وركام الثلج قد أعاق كل هذا
إلتفت بسرعة نحو الجهة التي تم دفعه منها لينطلق إليها حتى يقوم بالكشف عن من قام بذلك لكنه لم يجد إلا جدار المنزل الكبير .."تبا أين ذهب ...إنتظر قليلا ياكايل وركز على صوت خطواته فهو حتما سيهرب بعد فعلته هذه " أخذ كايل يحاول أن يسمع صوت خطواته وهو يهرب إلا أن حيلته قد باءت بالفشل فلم يستطع أن يلحظ أو يستمع لأي صوت ... حدث نفسه قائلا "تبا كان علي إحضار هاتفي المحمول معي لكنت إستطعت أن أرى أثر خطواته" عاد كايل وهو ملتزم حذره وحينما قام بالدخول وجد المشرف وليام يقوم بالضحك مع أحدهم ..تقدم إليه بخطوات وملامح منفعله ...
-"إسمع هناك شخص ما حاول قتلي للتو أريد المغادرة فورا "
-هون عليك يارجل للتو قد إنضممت لعائلتنا ..
أراد ذلك الشخص الذي كان يتحدث معه وليام أن يتدخل إلا أن وليام قد دفعه برفق وهو يقول
-أستطيع تدبر الأمر أستطيع ذلك فعلا ...لذا أرجو أن تعذرنا قليلا
تراجع ذلك الشخص ليذهب إلى المطبخ ..بينما كان كايل يقول
-لااهتم بكلامك المنمق أريد فقط أن أغادر
-أرجو أن تهدأ قليلا ..فأنا لن أستطيع إستيعاب الأمر وفهمه وإدراكه إلا حينما تهدأ ثم تخبرني ماذا حدث معك بالضبط.
إستدار كايل قليلا وهو يبسط يده على جبينه ويتردد في مسافة قصيرة ذهابا وإيابا للحظات ثم بدأ يلقي قصته .
-لقد كنت أشاهد فلما وبعد أن إنتهى لم أعرف ماذا افعل ..لذا وجدت نفسي أخذ جولة حول هذا المنزل
-نعم ثم ماذا حدث بعد ذلك؟
-لقد سمعت صوت خطوات تتسارع نحوي شيئا فشيئا لذا إستدرت حتى أرى من يسير خلفي إلا أن الظلام قد حجب رؤيتي عن كل شيء ...لم تمضي لحظات حتى تم دفعي نحو الهاوية إلا أن الرب قد حماني من إرادته .
-إنتظر قليلا كايل هل أنت متأكد أن تم دفعك فلربما قد تعثرت قدمك دون أن تشعر بكتلة من الثلج أو صخرة ملقية على الأرض
تقدم كايل نحوه ليضع وجهه مقابل وجهه ويقول بنبرة ممتعظة منفعلة " انا متأكد من أن تم دفعي كما أني متأكد أنني أنظر إليك الآن "
بسط يداه على أضلاع كايل ليدفعه عنه برفق وهو يقول "حسنا حسنا لقد صدقتك ياكايل لذا سنراجع الكاميرات الخارجية سوية مارأيك بذلك "
-آوه جميل أن لديك كاميرات فحتما ستصدقني الآن
ذهب معه إلى غرفة المراقبة في الدور الأرضي قال كايل بينما كان يخرج وليام مفاتيح الغرفة من جيبه "وليام لم تخبرني أن هناك غرفة مراقبة لماذا؟ "
-لم أظن أنك بحاجة لمعرفة ذلك ..كما أني أنا الشخص الوحيد الذي يسمح له بدخولها .
دخل الغرفة وبدآ يرجعان بالوقت حتى وجد المشهد الذي خرج كايل من المنزل ليبدأ جولته حوله
-أكملا الشريط إلى أن عاد كايل قال وليام "أرأيت أخبرتك أن هذا مستحيل فنحن نسكن في منطقة مرتفعه والبرد فيها أكثر من غيرها كما أنها مظلمة جدا لذا لن يتجرأ أحدا ما بالتجول في هذا الوقت بإستثنائك طبعا فأنت لاتعرف شعور الخروج أثناء الليل في هذا المرتفع ".
-انا متأكد أن شخصا ما قام بدفعي فلربما قد خرج منذ الصباح أو منذ وصولي إليكم وهو ينتظر الفرصة المناسبة حتى يقوم بذلك .
-حسنا سنرى اليوم كله على عجالة بالرغم أنني أرى أن هذا أمرٌ خيالي أن شخصا ما يستطيع مقاومة البرودة كل هذا الوقت وثم لاتوجد لك اي مشكلة مع أي احد حتى يقوم بما ذكرت فاليوم هو أول أيامك.
أخذ وليام يعود بالشريط حتى وصل لشروق شمس اليوم رأى كايل من خرج ومن دخل في الصباح ورأى خلالها نفسه حينما وصل وأستقبله وليام ...كان وليام يقول بإبتسامة ساخرا "آوه هذا يعيد الذكريات فعلا ياكايل كم إشتقت إلى تلك الأيام " نظر كايل إليه وهو يبتسم إبتسامة يشوبها الراحة والندم " أنا حقا آسف على إزعاجك ومعاملتك على هذا النحو "
-آوه لاتهتم المشاكل وسوء الفهم تحصل في كل مكان ..أرجو أن تستمع برفقتنا ياكايل فصدقني لايوجد هنا إلا الأشخاص الطيبون.
-آمل ذلك ...أعتقد أنني بحاجة إلى الراحة وليام أريد الذهاب للغرفة حتى أنام قليلا .
-آوه لابأس إذهب ونل قسطا من الراحة
توجه كايل نحو باب الخروج وحينما أمسك المقبض ناداه وليام ليلتفت إليه
-كايل إسمع أعلم أنك سمعت صوت خطوات لكنني متأكد أن ذلك بسبب تعرضك لبرودة الطقس هنا فالكثير يتوهم ويتخيل أشياء ليست موجودة حينما يشتد البرد على جسده كما أن الظلام كفيل لوحده بسلب عقلك ..فكلنا كنا صبيانا وكنا نخاف من صوت الرياح من نافذة الغرفة في الظلام أتذكر ذلك ياكايل؟! أو حتى صرير الباب في الظلام يصبح مرعبا صدقني لقد كان يدفعني للنوم في سرير والداي كثيرا وانا في العاشرة من عمري .
-إبتسم كايل بإبتسامة يملؤها الرضى وهو يومئ برأسه ويقول "تصبح على خير وليام "
-بإبتسامة" تصبح على خير كايل وارجو أن تحتفظ بسري كوني كنت انام في سرير والداي وانا في العاشرة "
-"عن أي سر تتحدث"
-أحسنت هذه هي سرعة البديهة التي كنت اتحدث عنها هذا اليوم.
خرج كايل من غرفة المراقبة ليتوجه مباشرة نحو غرفته وحينما وصل إلى الدور الثاني رأى شيئا غريبا وكأن الممر أطول من المعتاد بالنسبة له في ذاكرته الشيء الذي دعاه يسير في الممر بالرغم أنه كان من المفترض أن يصعد إلى الدور الثالث حتى يذهب لغرفته إلا أنه تجاهل ذلك فالفضول قد أنساه كل شيء ..أخذ يسير فيه وبينما كان يفعل ذلك بدأت أنوار الممر الطويل تتوهج تارة وتنطفئ تارة أخرى ...كان يسير دون أن يأبه بأي شيء بخطوات حذرة ومتمهلة إلا أنه وصل لآخره ولم يجد شيئا أمامه .
تنفس الصعداء ليستدير حتى يعود مع أثره إلا أن أثناء إستدارته لاحظ شيئا غريبا وهي أن أرقام الغرف تبدأ بعلاقة عكسية فقد كانت أخر غرفة في هذا الممر تحمل رقم مئة واربعون بينما كانت الغرفة التي قبلها تحمل رقم مئة و واحد وأربعون والغرفة التي قبلها تحمل رقم مئة وإثنان وأربعون وهكذا ظل الأمر معه حينما كان يسير عائدا وهو يحدث نفسه "غريب يبدو أن الذي وضع الأرقام للدور الثاني ليس نفس الشخص الذي وضعه في الدور الثالث فطابقي يختلف تماما بطريقة الترتيب فهي عكس ذلك تماما " عاد وتوجه إلى غرفته وهو يقول في نفسه "يجب علي أن أخجل من نفسي حيال مافعلته مع وليام كان علي ألا أتعجل وألا أنفعل علي مراقبة تصرفاتي أكثر فأنا لم آتي هنا حتى أتعس نفسي ومن حولي " نام كايل ليستيقظ الصباح ليقوم وينزل من الدور الثالث إلى الثاني ليلتفت للممر الشيء الذي جعله يتنهد وهو يبتسم ويقول في نفسه "بالفعل كنت متعبا بالأمس كما اخبرني وليام يبدو أن البرودة قد أثرت على ذهني حقا فالممر يبدو كما رأيته أول مرة " أراد أن ينزل إلى الدور الأرضي إلا أن في آخر الممر فتحت الفتاة التي كانت تشاهد الفلم بجانبه باب غرفتها إبتسم كايل وتوجه إليها ليلقي التحية .
-مرحبا
-آوه أهلا بمولودنا الجديد
-آوه أفضل لو إستبدلتي مولودنا بأخينا فقط ..كما أن أسمي كايل
-إبتسمت وقالت "إيفي هذا هو أسمي "
-حسنا إيفي لقد غادرت في منتصف الفلم هل تريديني أن أخبرك بالنهاية أم أنك ستبحثين عن نسخة مقرصنة له في هاتفك
-في الحقيقة افكر أن أرى إعادته هذا الصباح حينما يعرض على التلفاز .
أغقلت الغرفة وبينما كانت تقوم بذلك قال كايل "آوه غرفتك تحمل رقم مئة واربعون وانا رقم غرفتي مئتان واربعون الا ترينه شيء غريبا "
-لو كان كذلك لكان الأمر غريبا فعلا لكن يؤسفني أن أخيب ظنك "فرقم غرفتي مئة وثمانون "
-ماذا ؟! أنا متأكد أنه مئة وأربعون في الأمس رايت ذلك
-إن لم تصدقني إقرأه فحسب أزاحت جسدها عن اللوحة التي تحمل رقم الغرفة وإذا بها مئة وثمانون
-أتصدقين في الأمس رأيتها وقد كانت مئة واربعون انا متأكد من ذلك .
-يبدو أنني سأستعمل كلمة مولود بعد كل شيء فأنت تحتاج إلى من يعلمك كيفية قراءة الأرقام .
-أظن أنني كنت متعبا فقط .
-هل تحاول الهروب الآن من دروس الرياضيات!!!! إطمئن لن أكون قاسية معك .
-بإبتسامة " أظن أن السبب الرئيسي للإنتساب لكم هو كرهي الشديد لمادة الرياضيات"
-آوه حقا يؤسفني ذلك فنحن نحرص عليها هنا أيضا لكنني بالفعل شعرت بالتعاطف مع قضيتك لذا سأنسحب .
-أوه أنا بالفعل أقدر لك ذلك واشكرك عليه ..
أخذ ينظر لأرقام الغرف وهم متوجهون إلى الدور الأرضي كان كل شيء طبيعيا فقد كانت الأرقام تسير وفق علاقة تصاعديه كلما ذهبت لآخر الممر تقدمت أرقام الغرف .
توجها إلى مائدة الإفطار وبينما كانا يتناولان فطورهما تذكر كايل كلمتها الغريبة بشأن هذا المنزل حينما كانا يتحدثان أثناء الفاصل الإعلاني
-في الأمس لقد تحدثتي عن أن هناك أشياء غريبة تحدث أليس كذلك ؟
-حقا ؟!..لاأذكر ذلك إطلاقا .
-أعني حينما كنا نشاهد التلفاز ..أعتقد أنك قلتي أن هناك أشياء غريبة في هذا المنزل .
-وضعت سبابتها على ذقنها وهي تنظر للأعلى ثم قالت "لاأظن ذلك بالفعل يبدو انك كنت متعبا"
-أخذ يفكر في نفسه "هذا غير منطقي تماما أن أعيش يوما كاملا لايبدو على مايبدو ..أشعر ان هناك شيء غريبا لكن ستكون من الفظاظة أن أقوم بردة فعل كالأمس أظن أنني سأتجاهل الأمر حاليا على الأقل"
لاأعلم في الحقيقة ماذا أفعل في المستقبل هل اكملها او لا فقد كنت متفرغا هذا اليوم لذا وجدت نفسي أكتبها كما ان كل شيء فيما فيها فكرة القصة كان أرتجاليا في ساعة واحدة أظن أنه نوع من التهور ان أقوم بإنزالها هكذا .
التعديل الأخير بواسطة المشرف: