نۈرت آلقسم بمۈضۈعك آلجمييل ،
أبريل || MR.HERO
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بصراحة، في البداية أردت الاشتراك في تفاعلية العشر كلمات!
لكن و بسبب ضيق وقتي خاصة هذين الشهرين، و قلة أفكاري قد استسلمت عن ذلك xD!
و لإرضاء نفسي قررت نشر احدى القصص التي كانت مخزنة عندي دون نشرها
حسنًا أترككم معها، ان كانت لأحدكم أي ملاحظات آمل طرحها لعلها قد تفيد!
و كذلك لا تنسوا آراءكم عنها، آمل أن تنال اعجابكم 🩷
-
أيأس هذا الذي احاط ملامح طفل لم يتجاوز الثامنة؟ بينما أذابت الدموع عسل عينيه، فأمطرت بقطراتٍ بعثرت كيانه، لقد كان يشعر أنه وحيد رغم جميع من حوله، أخذ يلوم نفسه على ضعفها، و روحه على قلة حيلتها، و لسانه على عجزه عن الإفصاح عما يتعرض له من تنمر كل يوم!
مسح دموعه بطرف كم قميصه الأبيض، و حاول أن يرسم بسمةً واثقة بمساعدة تلك المرآة التي غطت احد أوجه الجدران في دورة المياة، ثم خرج محاولًا أن يتجاهل صيحات أقرانه الساخرة، لكن سرعان ما زالت بسمته، بعد أن رموه بكيسٍ ملأه أحدهم بمياه باردة، بللته كاملًا، من رأسه الى أخمص قدميه، ثم اعتلت ضحكات البقية .. و في لحظة قفز قلبه فيها، مرت من ذلك الرواق امرأة سمراء ثلاثينية بشعر أسود طويل .. لقد كانت معلمته، رأته و اقتربت منه، سألته عمن فعل هذا به، و حين أجاب و نظرت الى الفتى الآخر، اصفر وجهها، لم تجد ما تقوله ..و ما عساها أن تقول لابن المدير؟ و مدلل أبيه الذي قد يطردها بكذبة بسيطة يقول فيها أن معلمته قد افترت عليه ظلمًا؟!
نسيت ذلك الذي ينظر اليها برجاء، لعلها قد تساعده في استرداد حقه .. ثم خذلت نظراته البريئة، و ابتعدت بعد أن ربثت على شعره الذي غدا قاتمًا بسبب ما بلله من ماء، بعد أن كان عسليًا كلون عيناه .. و لم يسمع منها سوى همسةٍ واحدة تقول: '' لا تقترب منهم مجددًا ''
ثم تركته واقفًا، مخذولًا .. مجددًا، فبدأ يركض هاربًا من كل شيء هنا، بعيدًا عن هؤلاء، و أخذ يتذكر ما أوصل حاله الى هذا الحال، فبعد أن أفلست والدته، اضطرت الى بيع بيتهم الذي كان يحمل كل ذكرياته مع والده المتوفى، ثم انتقلت الى هذه المدينة الصغيرة، بسبب شققها ذات الأجر الزهيد، و انتقل هو الى هذه المدرسة، ذات الأروقة الضيقة، و الأقسام العتيقة، التي طُليت بألوان شاحبة، و الأطفال الذين يُجبرون على إطاعة ابن مديرها .. و من يرفض سيتنمر البقية عليه.
وصل الى ساحتها المتواضعة، فداعبته أشعة الشمس آخذةً في تجفيفه، و كأنها تحاول مواساته!
لم يستطع البقاء أكثر من ذلك، كان يُحبط كل يوم، يتعرض الى شتى أنواع الكلام الساخر الجارح، و يُضرب أحيانًا رغم محاولاته في الدفاع عن نفسه، لكنه لازال يتحمل، فهو غير قادر على أن يخبر والدته، لا يستطيع ارهاقها أكثر من ذلك، فهي ترافقه كل صباح ثم تقصد احدى الأسواق لتعمل بائعة، لدى أحد التجار الذين كانت تتعامل معهم كشريكة عمل، و الآن هاهي تتعرض الى توبيخه ان تأخرت دقيقة واحدة، ثم تبقى طيلة اليوم واقفة، تحاول بيع ما لديها من خضار، مقابل قريشات قليلة تُطعم بها ابنها الوحيد، و تدفع الايجار .. كيف له أن يتعبها أكثر من ذلك؟
لقد كان ناضجًا في عمره الصغير، لقد أجبرته الحياة أن يكون كذلك.
وصلت خطواته الى عمارة كبيرة، صفراء قديمة البنيان، لكنها لم تختلف كثيرًا عن بنايات تلك البلدة، فرغم المناظر الساحرة التي كانت تضمها، و الحدائق التي توغلتها، كانت منازلها صغيرة، و عماراتها بالكاد لها الصمود ..
و لحسن حظه، كانت شقتهما في الطابق الأول، فهو لم يكن لديه دَرجٌ كثيرٌ لصعوده، فتح الباب الحديدية مُحدثًا أزيزًا مسموع، لكن لم يكن هنالك من أحد، لازالت والدته تعمل .. دخل الغرفة الوحيدة التي كانت تحتويها، و التي يشاركها مع والدته، ثم استسلم لنومٍ عميق.
كل يوم كان يتردد بشكل أليم عليه، لم يكن هنالك من يستمع اليه، لم يجد من يساعده، كان وحيدًا رغم صغره .. الى أن جاء ذلك اليوم!
صباحٌ أشرق باسمًا عليه، لم يكن يتوقع أنه يحمل مفاجأة ستغير حياته، بينما كان جالسًا على مقعده ينتظر معلمته لتجيء فيتوقف ضجيج من حوله، دخل رفقتها طفل آخر، بملامح مريحة، مبتهجة، عينان ضاحكتان بلون عشبي ناعم، و شعر بني قصير .. و ملابس بدت ثمينة جدًا، لم يعره اهتمام كبير، الا أن بقية الأطفال كانوا ينظرون اليه بفضول .. ثم بدأ الدرس، و هدأ الجميع.
بعد سويعات قليلة، رن الجرس معلنًا عن انتهاء فترة الصباح، أخذ حقيبته محاولًا الهروب قبل أن يُقرر بقية الفتية أن يضايقوه مجددًا، لكن استوقفه صوتٌ مرحٌ قائل:
- الى أين أنت ذاهب؟
لم يجبه، و لم يستدر ليرى من المتحدث حتى، خشية أن يكون من أحد هؤلاء، و انما أسرع في خطواته مغادرًا .. و بعد أن وصل الى مكانه المفضل، تحت شجرة كبيرة في ساحة المدرسة، أخرج من حقيبته علبة صغيرة بها شيء يخفف من جوعه في فترة الغذاء، قد أعدته والدته له .. لكنه تفاجأ بأن ذلك الفتى قد لحق به، حيث وقف أمامه و هو يقول لاهثًا:
- أنت سريعٌ حقًا!
نظر الآخر اليه بشيء من الحيرة، ليقول بصوت خجول:
- من أنت؟
- أدعى جان، أجبرت على المجيء الى بيت جدي بينما قد ذهب والديّ في رحلة عمل .. ماذا عنك؟ و لما أنت وحيد عكس البقية؟
- آدم .. اسمي آدم.
تلك الكلمات كانت الأولى التي تبادلها بشكلٍ ودي مع أحد الأطفال هنا، و بدأ يسرد له كل شيء عما يحدث في هذه المدرسة من ظلم، و لحسن الحظ، قد كان والد جان أعلى رتبةً بكثير من ذلك المدير، فحذر ابنه من العبث معه، و لكونه قد كان دائم الالتساق بآدم، لم يعد هو الآخر يتعرض الى ذلك التنمر، لقد تحرر من غلاله أخيرًا!
أصبح الاثنان أقرب صديقين، و جمعهما في مرحلةٍ ما شغف الموسيقى في ذلك العمر الصغير، فأخذا يكتبان و يغنيان معًا أغنيات تحرك القلوب، من قبل صوتهما الطفولي البريء.
و بعد ظلم راح يعذبه كل يوم، أشرقت حياته، أدرك أنه ليس من أمرٍ سيء قد يدوم للأبد، و أحس بشعور ضحايا التنمر فغدا دائم الدفاع عنهم، هو و صديقه الجديد، تعلم كيف يواجه المتنمرين، فقد عاش تجربة جعلته ينضج أكثر .. و بعد أن دخل المرحلة المتوسطة من مشواره الدراسي، و الذي قد شاركه فيه جان الذي رفض العودة مفضلًا البقاء في بيت جديه، شاركا بأغنية كتب آدم فيها عن هذه التجربة في برنامج موسيقي رفقة صديقه، ليحققا نجاحًا كبيرًا، و تصل حكايته الى مسامع الجميع، ممثلًا أحد ضحايا التنمر من الأطفال، و الذين لايزالون بعدد كبير، لعل هنالك من أحد قد يستفيق قلبه، و يلتفت اليهم، فيخلصهم مما يعانوه من معاناة.
-
في الواقع هذه قصة كتبتها بعد أن رأيت احدى الحلقات الغنائية للاطفال، و استلهمت من قصة الطفل الذي قام بغنائها مع صديقه، فهو ايضًا كان يعيش مع والدته و يتعرض الى التنمر و كان صديقه من أعانه على التخلص من ذلك ..
تأثرت بها لدرجة كتابة لهذه القصة!
آمل أنها قد راقت لكم، دمتم في أمان الله
التعديل الأخير: