اهتمام السلف بعلم تفسير الأحلام (1 زائر)


إنضم
19 أبريل 2021
رقم العضوية
12000
المشاركات
4
مستوى التفاعل
5
النقاط
0
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
  • الرؤيا مستندة إلى الوحي، وهي جزء من أجزاء النبوة، ولهذا كلما كان الرائي أصدقَ وأبرَّ وأعلم كان تعبيره أصحح، بخلاف الكاهن والمنجم وأضرابهما ممن هم مدد من إخوانهم الشياطين الذين يلعبون على عقول الناس بأحاديثهم الزائفة.
  • فإنَّ صناعتهم لا تصحُّ من صادق ولا بار، ولا متعبِّد بالشريعة، بل هم أشبهُ بالسحرة الذين كلما كان أحدهم أكذبَ وأفجر، وأبعد عن الله ورسوله ودِينه، كان السحرُ معه أقوى وأشدَّ تأثيرًا، بخلاف عِلم الشرع والحق، فإنَّ صاحبه كلما كان أبر وأصدق وأدين.
  • كان علمُه به ونفوذه فيه أقوى، فالفتوى والحديث في ذلك الشأن دون علم من دروب الكذب والاحتيال، واستغلال الدين ومظاهر التقوى والورع في الضحك على الناس واستغلالهم.
  • مثل من يضعون عشرات الأرقام الزائفة كرقم مفسر الأحلام فهد العصيمي واتس أو رقم ناصر السنة وغيرهم من الشيوخ لجذب الناس إليهم، وهم يتوارون خلف هذه الأسماء؛ لنيل المكاسب المادية والمصالح الشخصية.
  • ومن أقوال بعض السلف الصالح فيما يخص علم تفسير الأحلام، قول القرافي في "الفروق": "وقد رأيتُ ممَّن له قوَّة نفس مع هذه القواعد، فكان يتحدَّث بالعجائب والغرائب في المنام اللطيف، ويخرج منه الأشياء الكثيرة، والأحوال المتباينة.
  • ويُخبر فيه عن الماضي والحاضر والمستقبل، وينتهي في المنام اليسير إلى نحو المائة من الأحكام بالعجائب والغرائب، حتى يقول مَن لا يعلم بأحوال قوى النفوس: إنَّ هذا من الجان أو المكاشفة، أو غير ذلك ".. وقال القرطبي: "وعلى الجملة فإنَّ الرؤيا الصادقة من الله.
  • وإنها من النبوَّة؛ قال عليه السلام : (الرؤيا من الله، والحُلم من الشيطان)، وإنَّ التصديق بها حق، ولها التأويل الحسن، وربما أغنى بعضُها عن التأويل، وفيها من بديع الله ولطفه ما يَزيد المؤمن في إيمانه؛
  • ولا خلاف في هذا بين أهْل الدِّين والحق من أهل الرأي والأثر، ولا ينكر الرؤيا إلا أهل الإلحاد وشرذمة من المعتزلة".. وقال القرطبي في "المفهم": "ففيه ما يدلُّ على أنَّ الرؤيا قد تقع موافقةً لظاهرها من غير تأويل، وأنَّ الرؤيا قبل وقوعها لا يقطع الإنسانُ بتأويلها، وإنما هي ظن وحدس، إلاَّ فيما كان منها وحيًا للأنبياء.
  • ".. كما قال الإمام الشاطبي في "الموافقات": "إذا تقرَّر اعتبار ذلك الشرْط - يقصد أنَّ الخوارق لا تخرم قاعدة شرعية - قال: فلن يسوغَ العمل على وفقها، قال: فالقول في ذلك أولاً: أنَّ الأمور الجائزات أو المطلوبات التي فيها سَعة يجوز العملُ فيها بمقتضى ما تقدَّم، وذلك على أوجه، وذكر لذلك أمثلة، والأمر الثاني: أن يكون العمل بالرؤيا في أمرٍ مباح".
المصدر:
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

المتواجدون في هذا الموضوع

أعلى أسفل