إنتقلت الى غرفة التدريس ووجدته متأملا الباب آملا وصولي بسرعة رافعا بين يديه كتابه المهترئ لكثرة إستخدامه السيد مايكل صاحب البذلة الرسمية والمواعيد الدقيقة والشعر المتفحم الأشعث
لاح ببصره إلى ملامحي لم ينطق بأي كلمة ولاكن صمته كان يحمل الكثير من العبارات العالقة اعلى حنجرته لقد كاد يبتلعني بنظراته لكني على الرغم من ذلك حافظت على برودة علامات وجهي
إستقمت في جلستي وصوبت بصري نحوه للحظات
أينتظر مني تبريرا -من نوعا ما-؟ تبريرا عن سبب تغيبي للفترات القليلة الماضية
بدأ محاضرته المعتوهة ،عموما لقد ركزت على اللوحة المعلقة في جانب من جوانب القاعة -لقد أُحضرت وعلقت حديثا- أكثر من اي شيء آخر لم أكن من المهتمين بالفن لاكن تلك الأهرامات والبحر الذهبي و..و كل تلك التفاصيل الجذابة سحرتني بالكامل وجعلتني أعيش المغامرة في الخيال بين طيات الواقع المرير -ومع ذلك- او على الأقل كما إعتقدت انا فقد كان لي من النباهة مايجعلني أتفاعل مع نصف الحصة بشكل عادي
ماهي إلا لحظات حتى أجدني أستلم برقية من السيد لينكولن -المطاع محليا - إنها دعوة لي ولزوجة والدي من أجل حضور حفلة من نوع خاص بمناسبة وراثته لمجموعة أراضي كانت تابعة سابقا للراحل توماس أندرسون شقيق زوجته الوحيد -لقد كانا وحيدي والديهما-
أيحتفل الناس بشيء كهذا؟ إنهم يفعلون ..يفعل الناس الكثير من الأشياء هذه الأيام
من اللؤم الا أحضر على أي حال سيكون موعدنا غدا على الساعة الرابعة
يمر الوقت بسرعة ها أنا ذا أمام منزل السيد لينكولن إ ذا الطراز المعماري الفيكتوري يبدو فخما وراقيا جدا مع ذلك فإني لا أميل الى هذا النوع من البيوت وإنما احب بيوت العصر الجورجي أكثر
صعدنا عبر الممر الترابي الذي يخترق حديقة المنزل للوصول إلى الباب كانت هناك انواع كثيرة من الورود ..لقد كانت ذات رائحة طيبة فعلا كان كبير الخدم يقودنا الى الداخل ويشرح لنا عن بعض الأمور التقليدية الى ان دخلنا قاعة الضيوف انا وزوجة والدي التي كانت تبدو حينها كمؤديات الأوبرا إلا أنها لم تكن بذاك القدر من البدانة الى جانب أختي غير الشقيقة كلوي التي -كما كان يبدو عليها- تطمح لسرقة الأضواء من الجميع
وهناك ثلاثة اشخاص آخرين لا أعرف شيئا عنهم من دون إحتساب زوجة لينكولن إعتقدت انه سيحضر كثير من الأشخاص لاكن إتضح العكس
والآن فقرة التعريف عن الأنفس كما جرت العادة
لم نرهق أنفسنا بإنتقاء عبارات ترحيبية وتعريفية
إنما تكفل السيد المطاع محليا بالأمر
-اعرفكم على مارفل وهو في الثانية والثلاثين من العمر ،مُحامِ خاص صديق قديم لعائلة أندرسون يقنط على بعد خمسين ميل من هنا اما تلك الجالسة هناك فتلقب بليلي إبنة عم لينكولن -لم يكن هناك مايبرزها عن غيرها سوى ردائها القرمزي -
-لا شك أنه كلفها الكثير- وهذه الآنسة آريانا لقد بلغت السابعة عشر منذ أسبوعين تقريبا تعذر على والديها الحضور فأخذت مكانيهما مالا تعرفونه عنها أنها مصرية الأصل -أقصد والدها-
-يالها من مصادفة