الفصل الرابع: هل هذا عشائي؟
-والان اذا ما هو هذا العدد؟
- خ- خمسة؟
- صحيح! تحسنك لا بأس به حقا
- ههه.
قالتها شيون بوجه احمر خجلا
كانت قد مرت ساعتان…
على الأقل أعتقد أنه قد مرت ساعتان منذ رحيل كلير, أمضيت هذين الساعتين في تعليم شيون الارقام ووصلنا للرقم خمسة بالفعل,
لست حقا اعلم ان كان هذا جيدا أم لا فلم اقم بتعليم أحدهم من قبل,
بالرغم من هذا الابتسامة التي كانت تعلو وجه شيون خلال هذه الفترة تعطيني الشعور بأنني اقوم بعمل جيد… حاليا!,
بالنسبة للاطفال الاربعة الاخرين كان الفتية يلعبون دور الفرسان باستخدام اغصان الشجر بينما تشاهدهم الفتاة,
انهم يبدون مستمتعين رغم كوني أشعر بنظرات حارقة قادمة من خلفي كل فترة واخرى,
أتساءل إن كانوا ما يزالون غاضبين مني لاختياري شيون عليهم؟ حسنا, ليس وكأن هدفي هو نيل استحسانهم من الأساس, يكفي انه علي مراقبتهم.
- حسنا اذا لنأخذ استراحة الأن شيون, اعتقد انك تحسنتي بما يكفي لليوم.
- ايييييه…. حسنا
قالتها ونظرة الخيبة تعلو وجهها,
بعد ذلك استلقيت قليلا وحاولت استجماع أفكاري, فبعد كل شيء ما زلت في موقف لا أحسد عليه,
أنا في جسد شخص آخر في زمن أو مكان بعيدين كل البعد عن منزلي وحياتي السابقة, حتى اللغة التي استخدمها ليست لغتي إنما لغة يجيدها صاحب هذا الجسد…
هل سيكون علي إمضاء الأيام في مكان كهذا لبقية حياتي؟ مستحيل! أبدا! كلا! لا! نيفر!
...
حتى لو قلت ذلك ماذا يمكنني ان أفعل أصلا؟
استدرت برأسي ونظرت إلى البناء الخرب الذي استيقظت فيه, على الاقل هل سأكون قادرا على النوم في سرير مريح مجددا؟
هل سيشبعني الطعام في هذا العالم أصلا؟
استمررت في تقليب أفكاري هنا وهناك لبعض الوقت,
ثم ذهبت لالعب مع بقية الأولاد, حتى لو لم يكن الأمر مرجحا, لا أريدهم أن يشككوا في أمري,
ولكن حين عدت لهم هذه المرة, عدت وفي وجهي نظرة اخبرتهم انني لن أقبل النقاش في موضوع شيون مجددا,
لست أكبر منهم بكثير ولكن من الرائع أن أكون الأكبر, لا يمكن لأي منهم نقاشي! أنا الزعيم هنا!
…
على الأقل حتى تعود كلير هه ه.
لقد كادت الشمس أن تغرب بالفعل حين عادت كلير وفي يدها قطعة قماش ملفوف في داخلها بعض قطع الخضار,
كانت كلها قطعا فاسدة أو غير ناضجة,
أعتقد بأن هذا شيء طبيعي, بعد كل شيء, من المذهل أساسا قدرة كلير على توفير الطعام لعدة أطفال بوظيفة واحدة, في حين تعاني الأسر في هذا العصر لتوفير ما يكفي لأطفالهم,
لحسن الحظ أهل هذه القرية طيبون بما يكفي ليهتموا بأطفال غير أطفالهم.
كانت من عادة صاحب هذا الجسد أن يضرم نارا صغيرة ويضع قدرا مليئا بالماء عليها كل مساء, وهذا تماما ما فعلته,
لم آكل أنا أو أي من الأطفال أي شيء طوال النهار, من المذهل قدرتي على البقاء يقظا حتى الآن,
لو كنت في جسدي الأصلي لكنت على الأرض فاقدا للوعي بالفعل…
لست فخورا بهذا بالطبع!
بعد أن بدأ قدر الماء بالغلي أخرجت كلير الخضروات وقامت بقضمها على مستويات متساوية, ليس بما يكفي لسقوط القطعة في فمها, لكنها غرست أسنانها بما يكفي لجعل لمسة بسيطة قادرة على قطع حبة الخضار.
- كــ كلير؟ ما الذي تفعلينه بالضبط؟
- هاه؟ ما الذي تعنيه؟ اقطع الخضار بالطبع.
…
هل أفترض من هذا أنها تستخدم أسنانها لأننا لا نمتلك نصلا لقطع الخضار؟ حتى لو كان الأمر هكذا
لم أسمع بأحد من قبل يقوم بتقطيع الخضار بأسنانه من قبل, هل أنا الشخص الغريب هنا؟
لم أرد أن يبدو علي أنني أتذمر, خاصة ونظرة السعادة تغمر وجه كلير, يبدو أن هذه الخضراوات تعد وجبة فاخرة بالنسبة لنا هنا أو شيء من هذا القبيل, أعتقد أن بإمكاني تجاهل هذا حاليا, أنا جائع بما يكفي لأكل التراب!.
…
هذا ما قلته وقتها, لكنني أريد أن أسحب ما قلته, أنا مستعد لتجاهل أي شيء عدا كمية الطعام هذه!
بعد أن سكبت كلير لكل منا طبقه, كان في يد كل منا وعاء خشبي صغير فيه بعض الحساء وأربعة قطع خضار صغيرة, يستحيل أن تكفي هذه الكمية من الطعام إنسانا ليوم كامل!
بالرغم من ذلك بدا جميع الأطفال مستمتعين بهذا الحساء الصغير…
لا أعرف إن كان علي أن اسميه حساءا أصلا, إنه مجرد خضار مسلوقة مع بعض الأوراق التي لا أعرف ما هي
لكن العالم ليس بما يكفي من طيبة ليعرض علي حلا من السماء, حتى بعد أن أنتهيت من حسائي لم أشعر بأن جوعي قد انخفض ولو قليلا… بالأصح لا يوجد فرق من الأساس!
يبدو وكأن نظرات الأسى التي غطت وجهي وقتها كانت واضحة لشيون التي مدت يدها نحوي وفيها بعض جذور النباتات
- أخي كورو, لم ارك تأكل شيئا منذ الصباح, لا بد من أنك جائع
- هذا صحيح! هل معدتك تؤلمك اخي كورو؟ ردت الفتاة الأخرى لينا
…
هكذا إذا! بالطبع لن يستطيع أحد العيش على كمية بسيطة من الطعام كهذه
لقد كانوا يبحثون عن أي شيء يأكلونه خلال اليوم بينما يلعبون, جذور, أوراق وأي شيء يمكن أكله
…
أرجو أنهم لا يأكلون الحشرات كذلك, لا أعتقد انني مستعد لهذا نفسيا بعد!
- شـ شكرا لكِ شيون! سأقبل عرضك السخي هذه المرة
- سـ سخي؟
بدت نظرات الحيرة على الجميع بعد قولي لهذه الجملة, وهذه ليست أول مرة يحدث هذا.
- لا تشغلوا بالكم بما قلته يا رفاق!
قلت ذلك بابتسامة مثيرة للشك.
يبدو أن معظم المصطلحات التي استخدمها غريبة عليهم؟ لكن هذا غير منطقي!
أنا لست استخدم لغتي الأم هنا وانما اللغة التي يلم بها صاحب هذا الجسد أليس كذلك؟
لا يفترض بي أن أعرف أية مصطلحاتٍ معقدة, خاصة كوني مجرد طفل متشرد لم يتعرض لأي شكل من أشكال التعليم…
لا يمكنني معرفة جواب هذا اللغز بعد, حتى إن كنت سأخمن لا يمكنني التفكير في أي شيء غير أن لغة هذا العالم قد تم تثبيتها في دماغي بالفعل… مجرد التفكير بهذا يصيبني بالقشعريرة! دعنا لا نفكر بهذا إذا… لنرجوا فقط أن نعرف الإجابة مع مرور الوقت.
كانت الجذور التي أعطتني إياها شيون مرة الطعم وقاسية الممضغ, لكنني رحبت بها بسرور, كون خياري الآخر كان النوم جائعا,
لقد قررت بالفعل في تلك الليلة أنني لن أمضي ما تبقى من حياتي بهذا الشكل,
سأبدا بتحسين أساليب حياتنا منذ الغد فأنا لا أخطط لتناول الجذور لما تبقى من حياتي…
رجائي الوحيد أن لا يتم التدخل في شؤوني خلال ذلك,
لا يحق لطفل قروي أن يعيش حياة كريمة في بلد محكوم من قبل النبلاء بعد كل شيء
…
لا بد من وجود كنيسة وملك لهذا البلد كذلك, إن كنت أقدر حياتي فلن أريد أن أكون على الجانب الذي يغضبهم بعد كل شيء!