الزيتون (الاسم العلمي: Olea europaea) هو نوع نبات شجري يتبع الفصيلة الزيتونية
وهو من النباتات الزيتية دائمة الخضرة.
شجرة الزيتون من الأشجار المعمرة وتعتبر ثروة لما لها من فوائد اقتصادية وبيئية.
ثمرتها ذات فوائد كثيرة فهي غذاء كامل ويستخرج منها زيت الزيتون
ذو الفوائد الصحية والغذائية والتجميلية، ورد ذكره في الكثير من المراجع
وبنيت حوله الكثير من الدراسات، له قدسية خاصة في جميع الديانات الإبراهيمية.
هي شجرة من فصيلة الزيتونيات، لها جذع صلب، به عقد،
أوراقها خضراء شاحبة، تعطي ثمراً زيتياً، تختلف ألوانه حسب نضجه
وفترات قطفه من أخضر وأصفر إلى أحمر بنفسجي.
الثمار متوسطة إلى كبيرة الحجم.
سميكة اللب.
جميلة المنظر.
ملساء القشرة.
ذات قدرة عالية على تحمل التداول.
سهلة التصنيع.
ذات نواة صغيرة ملساء غير ملتصقة باللحم.
طعمها جيد بعد التصنيع وتتحمل الحفظ ويفضل الأصناف
التي بها نسبة مرتفعة من الزيت 12-15%
حيث يكسب الزيت الثمار طعماً جيداً ويزيد مدة الحفظ.
مواصفات أصناف الزيتون المخصص لاستخراج الزيت
أن تحتوي نسبة عالية من الزيت تفوق 15%.
أن يكون الزيت ذو نوعية جيدة ومذاق جيد.
وفي جميع الأغراض يجب أن تكون الأشجار حملها غزير
والمعاومة معتدلة ولها مقدرة على تحمل الإصابة بالآفات والأمراض.
الشجرة مباركة فعلاً حيث أنه يُستفاد منها وزيتها وخشبها وورقها.
فالزيتون ممتاز للأكل بعد تغسيله وتخليله. وزيت الزيتون من أفخم الزيوت،
ومع أنه زيت إلا أنه غير ضار، وبالعكس هو يفيد القلب كما سنرى لاحقا.
أما الخشب فهو قاسٍ وفيه عروق جميلة
مما يجعله خشباً فخماً للاستخدام في صناعة التحف وغيرها.
والورق مفيد ويمكن نقعه وشرب السائل الناتج.
ويمكن الاستفادة أيضاً من ما يخلفه الزيتون بعد عصره ويسمى " البيرين "
يعاد عصره بدرجات حرارة عالية لينتج منه زيت المطراف ،
المستخدم بإنتاج صابون الغار في مناطق شمال سورية .
الفحم الصناعي : بعد سحب زيت المطراف من مخلفات عصر الزيتون ،
يتم حرقها وإضافة مواد مشتعلة لتصبح فحم صناعي
يستخدم في التدفئة شتاءً المنازل ومداجن الدجاج
عن طريق مواقد خاصة به ، و أكثر الدول استيراداً " تركيا ".
يساعد على تقليل مخاطر أمراض القلب
مثل coronary heart disease وذلك لوجود نسبة عالية من حمض الأوليك.
ينظم الكوليسترول في الجسم.
يكافح الجلطات والنوبات القلبية، خاصة إذا كان الزيت بكرا وبجودة عالية
(أي يحتوي على نسبة عالية من البوليفينولات ).
يطري الجلد عند دهنه عليه ويقوي الشعر.
-علاج فقر الدم
-دعم الجهاز الهضمي
-تقليل الالتهاب
ملاحظة: كلما كان الزيت طازجا أكثر كان أفضل،
أي أفضل من الزيت القديم في الطعم وحتى في الفائدة.
لا يعلم أصل شجرة الزيتون ولا مصدرها الأول بدقة. فلقد تم العثور في أفريقيا
متحجرات أوراق الزيتون تنتسب إلى العصر الحجري القديم (35.000 قبل الميلاد).
ويعتقد بأن تاريخ هذه الشجرة يعود إلى ما بين 5000 و 6000 سنة ومنشأها سوريا وفلسطين
وجزيرة كريت وقد بينت بعض الدراسات الأثرية والجيولوجية
المبنية على ترسب حبوب الطلع أيضاً التي تمت في منطقة إيبلا
الواقعة في مدينة إدلب في سوريا أن أشجار الزيتون كانت موجودة في تلك المنطقة
منذ أكثر من 6000 سنة، كما دلّت الحفريات والألواح الحجرية
على أقدم علاقة تجارية بين إيبلا وإيطاليا، و كان دليل ذلك العثور في حفريات إيبلا
على أكثر من جرة زيت إيطالية مصنوعة في ميناء برنيديزي وعليها ختم يحمل كلمة (Brindisi)..
في الفترة التي تلت القرون الوسطى بحوالي 50 عام وبالتحديد عام 1560
جلب المستعمرون الإسبان الزيتون إلى العالم الجديد حيث ازدهرت زراعته في بيرو وتشيلي.
و زُرِعت أول شتلة زيتون من إسبانيا في ليما عاصمة البيرو حالياً بواسطة (انطونيو دي ريفيرا)،
ما لبثت أن انتشرت زراعة شجرة الزيتون على طول أودية ساحل المحيط الهادئ
الجافة في أمريكا الجنوبية حيث كان المناخ مشابهاً لمناخ البحر الأبيض المتوسط.
قام المستعمرون الإسبان بإدخال شجرة الزيتون في القرن الثامن عشر إلى ولاية كاليفورنيا.
حيث زُرِعت لأول مرة من قبل بعثة سان دييغو دي الكالا في عام 1769
أو في وقت لاحق انتشرت زراعته في كافة أنحاء الولاية وكان ذلك في عام 1795،
بعد ذلك أصبحت زراعة شجرة الزيت أو الزيتون مشروعاً تجارياً ناجحاً للغاية ابتداءً من العام 1860 فصاعداً.
أما في اليابان فإن أول زراعة ناجحة لأشجار الزيتون
حدثت في العام 1908 في جزيرة شودو التي أصبحت مهداً لزراعة الزيتون.
ويقدّر أن هناك حوالي 865 مليون شجرة زيتون في العالم (التقديرات عام 2005)،
والغالبية العظمى من هذه الأشجار موجودة في بلدان البحر الأبيض المتوسط،
على الرغم من أن المناطق الأخرى من العالم
تمثل ما لا يزيد عن 25٪ من المساحة المزروعة الزيتون و 10٪ من إنتاج الزيت.
تؤكد البرديات الفرعونية والآثار التاريخية والموميات،
أن المصريين القدماء قد استخدموا الزيوت في الكثير من نواحي الحياة
ويعتقد بأن زيت الزيتون إحداها أما زراعته فيعتقد أنها بدأت قبل حوالي 4000 سنة
خلال حكم الأسرة الثامنة عشر (1.580 – 1.320 قبل الميلاد) خصوصاً فوق الشريط الساحلي
الممتد من الإسكندرية حتى الفيوم. وكان زيت الزيتون مستعملا خلال الفترة الفرعونية لإضاءة المعابد.
وأولى الحضارات التي استخرجت الزيوت بآليات ميكانيكية طبيعية هي الحضارة الفرعونية
وهي نفس الطرق المستعملة حالياً تقريباً. كما كان من المعتاد لدى كبار الشخصيات
الغطس في حمام من الزيت المعطر، وكانت توضع أكاليل من أغصان شجر الزيتون
على رؤوس المومياوات في الفترة بين سنتي (980 - 715 قبل الميلاد)،
وقد وجد في المقابر الفرعونية مثل"تاج العدل" الموضوع على رأس توت عنخ آمون،
ونرى في الصورة المأخوذة في مقبرة مصرية التي يقدر تاريخها ب 1.500 سنة قبل الميلاد،
بعض العبيد وهم يستخرجون الزيت بطريقة الاعتصار.
الزيتون في ثقافات الشعوب المعاصرة
ترمز أغصان شجرة الزيتون للسلام العالمي وقد ارتبطت ارتباطاً وثيقاً مع الحمامة
التي دائماً ما كانت تحمل غصن زيتون في منقارها للدلالة على رغبة السلام،
كما أن الكثير من الرموز والأعلام العالمية ما كانت تحاط بغصني زيتون
متقاطعين من الأسفل كعلم الأمم المتحدة الذي يحيط به غصنا زيتون متقاطعان.
كما تستخدم شجرة الزيتون لترمز للصمود والتمسك بالأرض في الثقافة الفلسطينية الحديثة،
إلى جانب حضورها الواضح في الرموز والثقافة التقليدية باعتبارها رمزاً وطنياً، واستخدامها شائع كأيقونة.
مجموعة صور لأهم الأعلام والشعارات التي يظهر عليها الزيتون
أو أغصانه للدلالة على رمزيته القوية في حضارات الأمم:
كانت شجرة الزيتون تمثل رمزاً للأمل، فورد في العهد القديم والعهد
الجديد حكاية عودة حمامة إلى فلك نوح أن هناك أرض ليرسو فيها.
كما أن ورود اسم شجرة الزيتون في القرآن أعطاها مساحة مهمة في الثقافة الإسلامية،
فوردت ست مرات صريحة ومرة بالإشارة في النص القرآني،
ووردت أحاديث تمتدح الزيتون تتراوح بين أن صححت وضعّفت.
قال الله تعالى في كتابه الكريم :
1
وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ
2
وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا
3
يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
4
وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآَكِلِينَ
5
اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ
الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لّا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ
وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
6
وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ
وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ
كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ
7
وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ
فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ
وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ
انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ