الهامستر (1 زائر)


عبدالله 3

“فَمَتَى رَأَيْتَ بُسْتَاناً يُحْملُ في رُدْن ، ورَوْضَةً تُقَلُّ في حِجر
إنضم
14 يناير 2022
رقم العضوية
12560
المشاركات
316
مستوى التفاعل
1,167
النقاط
98
أوسمتــي
3
توناتي
2,920
الجنس
ذكر
LV
0
 

لم يسمح الهامستر لمربيته بأن تحمله بيدها لأنه لا يثق بها. وذات يوم قام الهامستر بعض يدها فنزفت دماً غزيراً وارتجفت من الغضب. وقررت أن تقوم بطرده من منزلها وجعلت باب القفص مفتوحا. خرج الهامستر من القفص وكان سعيدا بالحرية المطلقة؛ لأنه لا يذكر أن سمح له مربوه بالخروج من القفص قط. وبالطبع لم تكن المربية تسمح له بأن يتجول في منزلها ومطبخها مخافة أن يختبئ فلا تجده بعدها ويقوم باتلاف الأشياء. مشى الهامستر على قوائمه الأربعة الصغيرة بسرعة.

كان الهامستر يشتم رائحة طعام بالقرب منه. كان هناك كيس قمامة أسود بجانب حاوية معدنية كبيرة تُلقى فيها النفايات. صنع الهامستر لنفسه فتحة في الكيس بفضل أسنانه الحادة القوية. ودلف إلى داخل الكيس كما يفعل أمثاله من الفئران والجرذان. لقد طال عمر الهامستر دقائق إضافية لأنه في الوقت الذي كان مختبئا في الكيس، مرَّ قط شارع. وأراد القط البحث عن طعام في الكيس الذي يقبع بداخله الهامستر وكان هذا الأخير مشغولا بالتهام ما لذ وطاب: نصف شطيرة برجر، جناح دجاجة، وحسك سمكة، ونواة كرز وكمية هائلة من نويات التمر. في هذه الأثناء انتشرت القطط حول الأكياس المكومة على الأرض. ولو خرج الهامستر لن تكون له فرصة في النجاة.

ومرة ثانية طال عمر الهامستر لدقائق أخرى لحسن الحظ لأن عمال النظافة كانوا قد وصلوا وأخذوا أكياس القمامة ووضعوها في مؤخرة الشاحنة. وكان الهامستر قد خرج من الكيس لأنه شبع وملأ بطنه ويريد التسكع والمغامرة. في الوقت الذي كانت فيه الشاحنة تسير في الشارع العام قفز الهامستر إلى الخارج ولم تكن المسافة مرتفعة كثيراً ولم يصبه أي أذى وزحف إلى الرصيف المكسو بالعشب والذي كانت مزروعة عليه بعض أشجار الزينة مضيفةً على الشارع لمسة جمالية. في أثناء ركض الهامستر على الرصيف تمكنت الكلاب البرية من رؤيته ولكنها لم تتجرأ على عبور الشارع بسبب مرور السيارات الطائشة السرعة.

دخل الهامستر في المساحة العشبية فوق الرصيف؛ ليتوارى عن الأنظار ولكن هذا لم يمنع طائر الحدأة -الواقف على عمود الإنارة الشاهق الارتفاع- من رؤيته وهو يسير بين العشب. لمع منقار الطائر الجارح لمعان براق، وفرد جناحيه الكبيرين وهبط مثل الموت على الهامستر... وكانت النهاية الحتمية.

في تلك الأثناء جلست المربية على الأريكة المطوية وكانت الضمادات تلف اصبعها. وسرعان ما أحست بالحب وتأنيب الضمير اتجاه صديقها الهامستر. وخرجت من منزلها لتبحث عنه ولكنها لم تجده وتمنت أن يكون بخير.
 

Ma ya

G A Z A
إنضم
12 ديسمبر 2019
رقم العضوية
10622
المشاركات
7,934
مستوى التفاعل
5,767
النقاط
581
أوسمتــي
6
توناتي
1,555
الجنس
أنثى
LV
1
 
بحبوو كتيير
معلوماتت ششيقة
عواافي
 

المتواجدون في هذا الموضوع

أعلى أسفل