كم أنا جبار! في وجه أمواج الحياة وتيارات الحيرة وأجة الضياع، ربتُ على نفسي ربتاً فيه طمأنينة. لنفسي عندي أثرة، أكثر من أي فرد من المحيطين بي. صنعت لنفسي، بيني وبين نفسي، عالماً أجد فيه السكينة. منذ زمن بعيد كان عليّ أن أفهم أنه لا معين لي إلا إياي، ولا منجد لي إلا سيف الوعي ونور التثقيف. من زمن بعيد عرفت أنني سوف أصارع أمواج الحياة وحدي وإن كان صراعاً ناعماً لكنه صراع على أي حال. الشعارات التي يتغنى بها العالم عن الأب وعن الأم وعن الجد وعن الجدة وعن الوطن وعن كل مصطلح نفخوا به آيات الاعجاب والتقدير لا أعرفها! لم أختبرها لكي أفهمها وأقدرها وأدافع عنها. جئت للحياة لأتحسس روحي وأتحسس وعياً يُبعث من تحت رماد السطحية والتجهيل والسحق لشعلة الكرامة، وعياً يصرخ قائلاً: أنت ثم أنت ثم الخاتمة وطوي آخر صفحة من الرواية. كبرت وعرفت الحقيقة، كان علي أن أنتظر لأحكم حكماً لا ظلم فيه لأحد، لأن الشمس تأتي بعد انتظار ساعات من الليل، فتعري الأشخاص والأفراد، نور الشمس نور الحقيقة ويا له من نور موجع للعين لكن مرحبا بانكشاف الأشياء على حقيقتها.