العائلة هي من ترفع قيمة الإنسان أو تنزل من قيمته. مهما كان الإنسان ذكياً، قوياً، منضبطاً ومحباً للحياة والعمل والنجاح؛ إن لم تكن معه عائلة حقيقية تحبه وتخاف على مستقبله وقبلتها بالحياة سعادته ومصلحته فلن ينجح...
الشعر الفصيح له جمالية لا تُقاوم إن أُقترن بالقصة القصيرة. وما الذي سلب شغاف قلوب قراء كتاب ألف ليلة وليلة، إلا لأنه جُمِعَ فيه الشعر والحكاية؟ برأيي، على الشاعر أن يتعلم فن نسج القصة، وعلى القاص تعلم الشعر، ولو بحر واحد أو بحرين من بحور الشعر. الشعر يشكل حاجة نفسية تعبر عن الشعور، بالأخص إن كانت تعكس أمنية بعيدة، رغبة مستحيلة، حزن وبُكاءِيات. هنا يصبح الشعر أداة قوية تزيد القصة قوة على قوة، ووهجاً على وهج. متوهجة بتحفة أدبية لا مثيل لها. ما زلت أرى نفسي ناقصاً في حقل الأدب، كيف لا وأنا عجزت عن نظم بيت واحد من البحر الوافر. جربت تغيير البحر ببحر آخر، وكانت النتيجة: فشل آخر! قال لي صديق عزيز وهو شاعر حصيف بأحد المنتديات: الشعر موسيقى في الأذن. هناك مدرس قال لنا "يجب حفظ ألف بيت لتكسب وزن". أضحك مني، بالكاد أسست لنفسي بنية تحتية لاكتساب فن السرد القصصي، لكن الشعر يحتاج تأسيس بنية تحتية من جديد: التأسيس العروضي وحفظ ألف بيت. أنا كنت وما زلت من هواة كتابة قصص خرافية وإضافة الصبغة العربية عليها. ذات مرة كتبت قصة عن سندريلّا. يا ألله، لو جعلتني شاعراً! كنت إذن قد جعلت من هذه الشخصية تقول الشعر في أبياتٍ مقفاة. كنت سأحتاج أبيات عديدة تفيد التأسي على الحال المحروم. الشعر برأيي يُفرغ شحنة الكبت الغاضب ويجعل الإنسان يحس كأنه يُولد من جديد. إني أعتقد أن الكاتب الذي وصل إلى إتقان القصة والشعر معاً فهو قد بلغ رتبة الكمال، والكمال لله وحده.