يعتبر الـ23 من إكتوبر 1954 يوم مهم في تاريخ الجزائر، أين الْتقى ستة رجال انبثقوا عن مجموعة الـ22 التاريخية ، في بيت سري بحي "لابوانت بيسكاد" (الريس حميدو حاليا) بالجزائر العاصمة ، اجتمعوا ليوم كامل درسوا فيه تفجير ثورة التحرير و وضع آخر اللمسات على أعظم قرار اتخذه الجزائريون في تاريخهم ، الستة هم ديدوشمراد و رابح بيطاط والعربي بن المهيدي وكريم بلقاسم و محمد بوضياف و مصطفى بن بولعيد، كان اجتماع الستة الأخير في 32 أكتوبر 4591 ، هو اليوم التاريخي الذي أقر فيه بيان الأول من نوفمبر، وكذلك تسمية جبهة التحرير الوطني و جيش التحرير الوطني ، وتوزيع المهام وإقرارها بشكل نهائي.
الجزائر هي عاشر أكبر دولة عالميا و أكبر دولة عربية و كذلك هي أكبر دولة افريقية
الموقع الفلكي تقع الجزائر بين دائرتي عرض 19° و 37° درجة شمالا
و بين خطي طول 12° درجة شرقا و 9° درجة غربا الموقع الجغرافي تقع الجزائر في الجزء الشمالي الغربي لقارة افريقيا يحدها: شمالا: البحر الابيض المتوسط جنوبا: مالي، نيجر و موريتانيا غربا: المغرب و الصحراء الغربية شرقا: تونس و ليبيا الابعاد المساحة: 2381741 كلم مربع طول الشريط الساحلي: 1200 كلم من الشمال الى الجنوب: 1970كلم من الغرب الى الشرق: 1829كلم
أو ثورة أول نوفمبر
اندلعت بتاريخ 1 نوفمبر 1954 و انتهت رسميا بتاريخ 05 جويلية 1962 و هي تنقسم الى اربعة مراحل
. مرحلة الانطلاق من 1954 الى 1956 وقد تميزت بـ:
مشاركة الوفد الجزائري بمؤثمر باندونغ و تفجيرات شمال افريقيا 20 اوت 1955 . مرحلة التنظيم و الشمولية من 1965الى 1958 و قد تميزت بـ:
اقامة مؤثمر الصومام 20 اوت 1956 . مرحلة حرب الابادة من 1958 الى 1960 و قد تميزت بـ:
سقوط الجمهورية الفرنسية الرابعة و قيام الجمهورية الفرنسية الخامسة بقيادة شارل ديغول بتاريخ 1 جوان 1958 و الذي اتبع ابشع الاساليب الاستعمارية ضد الشعب الجزائري و مقوماته
و قد واجهه الجزائريون و قامو بتقليل وحداتهم و اتباع اسلوب حرب العصابات و نقلوا وحداتهم الى فرنسا . مرحلة المفاوضات من 1960 الى 1962 و قد تميزت بـ: اجراء التفاوض بين الطرفين و نهاية الاحتلال الفرنسي بالجزائر و الذي دام 132 سنة
تاريخ و مكان الميلاد: 5 فبراير 1917 في باتنة تاريخ و مكان الوفاة:22 مارس 1956 في باتنة و عمره 39 مكان الدفن:الجزائر الجنسية:جزائري اللقب: أسد الثورة الديانة: مسلم المهنة: قائد المنطقة الأولى "الأوراس"
ولد مصطفى بن بولعيد يوم 5 فبراير 1917 في قرية اينركَب، المعروفة باسم الدشرة ببلدية أريس بولاية باتنة من عائلة أمازغية شاوية ريفية ميسورة الحال، والده يدعى محمد بن عمار بن بولعيد وأمـه أبركان عائشة وينتمي إلى قبيلة أولاد تخريبت من عرش التوابة ، كان أبوه يمتهن التجارة ومعروفا بالتقوى فقام بتقديم ابنه للشيخ محمد بن ترسية الذي لقنه القرآن الكريم، ثم وجهه إلى الدراسة في مدينة باتنة حيث تحصل على شهادة التعليم المتوسط باللغتين العربية والفرنسية بمدرسة الأمير عبد القادر حاليا و المعروفة بالأهالي سابقا.
غير أن كره والده للإدارة الفرنسية وخوفه من تأثر ابنه بثقافتها جعلاه يوقفه عن الدراسة وأعاده إلى أريس ليمد له يد العون في التجارة والفلاحة وأثناء ذلك كان يتردد يوميا على شيخ يدعى خذير بقرية آفرة لقراءة كتب السيرة النبوية وسيرة الخلفاء الراشدين وكان شغوفا بذلك ومهتما بتلك المثل العليا، الشيء الذي جعله يتشبع بالأخلاق الحميدة وتعاليم دينه السمحة، واستمر بن بولعيد في مساعدة والده حتى توفي سنة 1935 فتولى مهنة أبيه وتكفل بإعالة عائلته وداوم إلى جانب ذلك على ملازمة الشيخ خذير والتعلم منه.
مع نهاية سنة 1936 شد بن بولعيد رحاله مع أخيه عمر إلى فرنسا واستقر بمدينة "فلري" بعمالة "ميتس" للعمل بالتجارة و هناك تم انتخابه رئيسا لنقابة العمال، لكنه و بعد سنة عاد إلى مسقط رأسه و إلى نشاطه الأول المتعلق بالفلاحة و التجارة. و في بداية 1939 استدعي لأداء الخدمة العسكرية بثكنة بجاية حاليا فأظهر تفوقا عسكريا ومجهودا كبيرا وأنهى الخدمة العسكرية بشهادة شرفية كمقاتل مقدام بالثكنة العسكرية لسطيف سنة 1942، ليعود بعدها إلى مسقط رأسه ويستأنف عمله و ينجب على مر السنين ستة ذكور و بنتا.
في سنة 1943 تم استدعاؤه مجددا للخدمة العسكرية كاحتياطي في قالمة و ذلك بعد دخول القوات الأمريكية للجزائر، حيث لقي مختلف أنواع التعذيب لأنه قام بحركة تمرد داخل الثكنة، و لما سمع أخوه عمـر بالأمر أعد ملفا تبريريا واستعان بالبشاغا الذي زوده بمبلغ قدره 7000 فرنك فرنسي ليتم العفو بعدها عن مصطفى، ليعود مجددا إلى مسقط رأسه و يواصل نشاطه التجاري و عمله كرئيس لنقابة التجار، و في سنة 1946 بنى منزلا حديثا كما حصل على رخصة نقل المسافرين بين آريس وباتنة واشترى حافلتين لذلك.
في انتخابات سنة 1946 التي رشح فيها بودة أحمد ممثل حزب الشعب، شارك مصطفى بن بولعيد في الحملة الدعائية ضد المرشحين من عملاء فرنسا في النشاط الذي قام به حزب أحباب البيان، كما كان للحافلتين اللتين يملكهما دور كبير في تعزيز و نشر سياسة الحزب في بعض الدواوير التي لم يصلها بعد، و قام بتجنيد و تكوين العديد من الخلايا وفي 1947 أصبح مسؤول فرع في حركة انتصار الحريات الديمقراطية و شارك في حملة التوعية على الاحتجاج بتحرير جريدة "الجزائر الحرة".
في أفريل 1948 قرر الحزب ترشيح بن بولعيد كممثل لمنطقة الأوراس في مجلس نواب الجزائر ففاز في الدورة الأولى 95% من الأصوات و نتيجة لذلك استدعاه حاكم آريس و حاول إغراءه لكن بن بولعيد رفض عروضه و تمسك بمبادئه، و لما استيأس الحاكم من مساومته سارع إلى إقصائه من الدورة الثانية بالتزوير فأدى ذلك إلى وقوع أحداث عنيفة دامية في كل من فم الطوب وكيمل وبوزينة.
وتكررت الحادثة سنة 1951 بعد تزوير الانتخابات و وقعت احداث دامية في كيمل و تكوت و فم الطوب فحشد الاستعمار جيوشه العسكرية المقدرة بـ 40 ألف جندي و طوق بها الأوراس من كل الجهات و كثر الظلم و حملات التفتيش المتلاحقة فأسس بن بولعيد جبهة الدفاع عن الحريات ، و قام بمقاضاة حاكم آريس.
بعد اكتشاف المنظمة السرية من قبل السلطات الفرنسية في 18 مارس 1950 برز دور بن بولعيد بقوة لما أخذ على عاتقه التكفل بايواء بعض المناضلين المطاردين و إخفائهم عن أعين العدو و أجهزته الأمنية، و قد أعقب اكتشاف المنظمة حملة واسعة من عمليات التمشيط و الاعتقال الوحشي بمنطقة الأوراس على غرار باقي مناطق الوطن. و لكن بالرغم من كل المطاردات و المضايقات تمكن بن بولعيد بفضل حنكته و تجربته من الإبقاء على المنظمة الخاصة و استمرارها في النشاط على مستوى المنطقة.
وبعد عدة اتصالات مع بقايا المنظمة السرية، تم عقد اللقاء التاريخي لمجموعة الـ22 بدار المناضل الياس دريش بحي المدنية في 24 جوان 1954 والذي حسم الموقف لصالح تفجير الثورة المسلحة لاسترجاع السيادة الوطنية المغتصبة منذ أكثر من قرن مضى. و نظرا للمكانة التي يحظى بها بن بولعيد فقد أسندت إليه بالإجماع رئاسة اللقاء الذي صدر عنه تقسيم البلاد إلى مناطق خمس وعُيّن على كل منطقة مسؤول وقد عين مصطفى بن بولعيد على رأس المنطقة الأولى: الأوراس كما كان أحد أعضاء لجنة «الستة» «بوضياف، ديدوش، بن بولعيد، بيطاط، بن مهيدي، كريم».
وفي 10 أكتوبر 1954 التقى بن بولعيد، كريم بلقاسم و رابح بيطاط في منزل مراد بوقشورة بالرايس حميدو وأثناء هذا الاجتماع تم الاتفاق على:
_ إعلان الثورة المسلحة باسم جبهة التحرير الوطني.
_إعداد مشروع بيان أول نوفمبر 1954.
_تحديد يوم 22 أكتوبر 1954 موعدا لاجتماع مجموعة الستة لمراجعة مشروع بيان أول نوفمبر وإقراره.
_تحديد منتصف ليلة الإثنين أول نوفمبر 1954 موعدا لانطلاق الثورة المسلحة.
و في التاريخ المحدد لاجتماع الستة التأم شمل الجماعة التي ضمت: بن بولعيد، بوضياف، بيطاط، بن مهيدي، ديدوش وكريم وذلك بمنزل مراد بوقشورة أين تم الاتفاق على النص النهائي لبيان أول نوفمبر إثر مراجعته والتأكيد بصورة قطعية على الساعة الصفر من ليلة فاتح نوفمبر 1954 لتفجير الثورة المباركة وأجمع الحاضرون على التزام السرية بالنسبة للقرار النهائي التاريخي والحاسم ثم توجه كل واحد إلى المنطقة التي كلف بالإشراف عليها في انتظار الساعة الصفر والإعداد لإنجاح تلك العملية التي ستغير مجرى تاريخ الشعب الجزائري. وهكذا عقد بن بولعيد عدة اجتماعات بمنطقة الأوراس حرصا منه على انتقاء الرجال القادرين على الثبات وقت الأزمات والشدائد، منها اجتماع بلقرين يوم الذي حضره الكثير من مساعديه وخلال هذا اللقاء أعلم بن بولعيد رفاقه بالتاريخ المحدد لتفجير ثورة التحرير كما وزع على الحضور بيان أول نوفمبر وضبط حصة كل جهة من الأسلحة والذخيرة المتوفرة.
و في تلك الليلة قال بن بولعيد قولته الشهيرة: «إخواني سنجعل البارود يتكلم هذه الليلة» و تكلم البارود في الموعد المحدد و تعرضت جل الأهداف المحددة إلى نيران أسلحة جيش التحرير الوطني وسط دهشة العدو وذهوله. و في صبيحة يوم أول نوفمبر 1954 كان قائد منطقة الأوراس مصطفى بن بولعيد يراقب ردود فعل العدو من جبل الظهري المطل على أريس . وقد حرص بن بولعيد على عقد اجتماعات أسبوعية تضم القيادة و رؤساء الأفواج لتقييم و تقويم العمليات و تدارس ردود الفعل المتعلقة بالعدو و المواطنين.
و قد عقد آخر اجتماع له قبل استشهاده يوم 22 مارس 1956 بالجبل الأزرق بحضور إطارات الثورة بالمنطقة الأولى وبعض مسؤولي جيش التحرير الوطني بمنطقة الصحراء. و مساء اليوم نفسه أحضر إلى مكان الاجتماع مذياع الذي كان ملغما و الذي ألقته قوات الاستعمار الفرنسي و عند محاولة تشغيله انفجر مخلفا استشهاد قائد المنطقة الأولى مصطفى بن بولعيد وخمسة من رفاقه
تاريخ و مكان الميلاد: 19 ديسمبر 1925 في قسنطينة تاريخ الوفاة: 10 أفريل 2000 و عمره 74 سنة الجنسية:جزائري الديانة: مسلم المهنة: سياسي
ولد بعين الكرمة بولاية قسنطينة بالشرق الجزائري، ناضل في صفوف حركة انتصار الحريات الديمقراطية و كان عضوا في المنظمة السرية. و هو عضو مؤسس للجنة الثورية للوحدة و العمل. كما كان من بين مجموعة الإثنين والعشرين و مجموعة الستة القادة التاريخيين الذين أعطوا إشارة انطلاق الثورة الجزائرية التحريرية. عُيِّن بعدها مسؤولا عن المنطقة الرابعة "الجزائر". و في 23 مارس 1955 اعتقلته السلطات الاستعمارية بعد الحكم عليه بالسجن المؤبد ثم أطلق سراحه بعد وقف إطلاق النار في مارس 1962.
بعد استقلال الجزائر عين في 27 سبتمبر 1962 نائبا لرئيس مجلس أول حكومة جزائرية ثم استقال بعد ذلك بسنة. في 10 يوليو 1965 عُيِّن وزيرا للدولة. بعدها في سنة 1972 عُيِّن وزيرا مكلفا بالنقل.
في مارس 1977 ترأّس المجلس الشعبي الوطني. و بعد وفاة الرئيس هواري بومدين في 28 ديسمبر 1978، كلف بنيابة رئاسة الجمهورية لمدة 45 يوما. تولى رئاسة المجلس الشعبي الوطني لمدة أربع فترات تشريعية إلى أن قدّم استقالته في 2 أكتوبر 1990. و قد حصل على أعلى وسام في الدولة بمناسبة الاحتفال بالذكرى السابعة و الثلاثين لعيد الاستقلال في 5 يوليو 1999.
توفي في مستشفى بروسيه بباريس عن 73 عاما يوم 10 أبريل 2000
تاريخ و مكان الميلاد: 23 يونيو 1919 في مسيلة تاريخ و مكان الوفاة: 29 يونيو 1992 في عنابة و عمره 73 سنة الجنسية: جزائري الديانة: مسلم المهنة: سياسي و كاتب
درس محمد بوضياف تعليمه الابتدائي في مدرسة «شالون» بـ بوسعادة، ثم اشتغل بمصالح تحصيل الضرائب بمدينة جيجل، و خلال الحرب العالمية الثانية قاتل في صفوف القوات الفرنسية. انضم إلى صفوف حزب الشعب الجزائري و بعدها أصبح عضوا في المنظمة السرية، و في أواخر عام 1947 كلف بتكوين خلية تابعة للمنظمة الخاصة في قسنطينة. و في 1950 حوكم غيابيا مرتين وصدر عليه حكم بثماني سنوات سجنا، و تعرض للسجن في فرنسا مع عدد من رفاقه، و في عام 1953 أصبح عضوا في حركة انتصار الحريات الديمقراطية. و قد ساهم محمد بوضياف في تنظيم اللجنة الثورية للوحدة و العمل. و في 22 أكتوبر 1956، قد كان احد ركاب الطائرة المختطفة التي قام أفراد أجهزة المخابرات الفرنسية بتغيير مسارها في الجو و اختطافها بمن فيها. و قد عين عام 1961 نائب رئيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية.
بعد حصول الجزائر على استقلالها في 5 جويلية 1962، انتخب في سبتمبر من نفس العام في انتخابات المجلس التأسيسي عن دائرة سطيف لكن ما لبثت أن حدثت خلافات بين القادة الجزائريين.
و في سبتمبر 1962 أسس محمد بوضياف حزب الثورة الاشتراكية.
و في يونيو 1963 تم توقيفه و حكم عليه بالإعدام بتهمة التآمر على أمن الدولة، و لكن لم ينفذ فيه الحكم نظراً لتدخل عدد من الوسطاء و نظراً لسجله الوطني، فتم إطلاق سراحه بعد ثلاثة شهور قضاها في أحد السجون بجنوب الجزائر، انتقل بعد ذلك إلى باريس و سويسرا، و منها إلى المغرب. و عام 1972 عاش متنقلا بين فرنسا والمغرب في إطار نشاطه السياسي إضافة إلى تنشيط مجلة الجريدة.
في عام 1979 و بعد وفاة الرئيس هواري بومدين، قام بحل حزب الثورة الاشتراكية و تفرغ لأعماله الصناعية، إذ كان يدير مصنعا للآجر بمدينة القنيطرة في المغرب.
بعد إيقاف المسار الانتخابي و إجبار الرئيس الشاذلي بن جديد على الاستقالة في جانفي 1992، استدعي محمد بوضياف للعودة الى الجزائر و بعدها تم تنصيبه رئيسا للمجلس الأعلى للدولة في 16 جانفي 1992 و في 29 يونيو من نفس العام بينما كان يلقي خطابا بدار الثقافة بمدينة عنابة رمي بالرصاص من قبل أحد حراسه و مات.
تاريخ الميلاد: 15 ديسمبر 1922 تاريخ الوفاة:18 أكتوبر 1970 و عمره 48 سنة مكان الدفن:مقبرة العالية الجنسية:جزائري الديانة: مسلم المهنة:سياسي و دبلوماسي و عسكري
عرف كريم بلقاسم النضال مبكرا إذ انخرط في صفوف حزب الشعب بعد 1945 و منذ 1947 آمن بفكرة الثورة كخيار وحيد لذلك لجأ إلى السرية و تحصن بالجبال يكون الخلايا العسكرية لليوم الموعود. بعد تأسيس اللجنة الثورية للوحدة و العمل في مارس 1954 اقترح مصطفى بن بولعيد تنظيم لقاء مع كريم بلقاسم وأعمر أو عمران للتنسيق و التعاون، وتم اللقاء في قبيلة بحي حيدرة بالعاصمة، ثم عقد لقاء آخر في مقهى العريش يحي بحي القصبة حضره بن بولعيد الذي تغيب عن الاجتماع الأول و نوقشت خلاله قضية الإعداد للثورة المسلحة، و حصل الاتفاق على كل القضايا و لكن ديدوش و كريم لاحظا بأن بولعيد يرى أن بلاد القبائل غنية بالرجال و فقيرة من السلاح و غير مؤهلة لتكون منطقة مستقلة و لم يناقشاها لأنهما يجهلان المنطقة و أوضاعها، و في اجتماع آخر في منزل الإسكافي مراد بوكشورة بحي الراييس حميدو اغتنم كريم بلقاسم الفرصة و سأل بوضياف عن منطقة القبائل قال له أنها مجاورة للعاصمة و تدخل ضمنها و يتولى قيادتها ديدوش مراد. بمساعدته هو وأعمر أو عمران، واستفسر أوعمران عن رؤساء المناطق فسماهم له. فاعترض كريم و أوعمران على ذلك التقسيم و قالا له: إن الأوراس و القبائل هما المنطقتان المؤهلتان للقيام بالعمل الثوري الإيجابي لحسن تنظيمهما، و توفرهما على 1700 رجلا مسلحا و مدربا بينما الجزائر و وهران ضعيفتان... و أن منطقة القبائل جديرة و مؤهلة لأن تكون في مستوى المناطق الأربعة، ففهم ديدوش مراد و أدرك خطأ ملاحظته السابقة وافتتح أعضاء اللجنة الثورية للوحدة والعمل بصواب رأي كريم وأوعمران.
وفي اجتماع 03 جوان 1954 الذي حضره ديدوش مراد و محمد بوضياف و بن بولعيد و كريم بلقاسم و أوعمران في منزل بحي القصبة تم الاتفاق على جعل القبائل منطقة مستقلة بقيادة كريم بلقاسم و مساعده أعمر أوعمران.
و في اجتماع لجنة: 22 بحي المدية يوم الأحد 25 جويلية 1954 تم تعيين كريم بلقاسم قائدا للمنطقة الثالثة منطقة القبائل الكبرى و الصغرى، حوض الصومام و جبال الحضنة، بمساعدة أعمر أوعمران فجندا مع 450 رجلا. وفي 10 أكتوبر 1954 حضر كل من كريم بلقاسم و بوحجاج إلى مقهى بشارع أوجان روب و من هناك اقتيدوا إلى منزل خاص و مستقل بحديقة و كان موضوع الاجتماع تحديد اليوم الساعة لبدء الكفاح المسلح. و حصل تردد بين أيام 14-15 و 25 و 31 أكتوبر ويوم 1 و 2 نوفمبر ثم اتفقوا على ليلة الاثنين أول نوفمبر 1954 على الساعة الواحدة بعد منتصف الليل.
كانت البادية ليلة الصفر أول نوفمبر 1954 في كل مناطق الجزائر بما فيها المنطقة الثالثة التي واجهت معارك ضاربة ضد العدو الفرنسي و حققت انتصارات كبيرة، و أصبحت مضرب الأمثال في الصمود، بالإضافة إلى مواجهة القوات الاستعمارية، حيث قاد البطل كريم بلقاسم عدة عمليات عسكرية مكلفا زميله أوعمران بمساعدة رابح بيطاط في المنطقة العاصمة و ما جورها. فأصيب الاستعمار بالهلع مما نتج عنه حصار مختلف المناطق خاصة الأوراس و القبائل اللتين قامتا بأعنف و أكثف العمليات، فأراد البطل كريم بلقاسم استرجاع أنفاس المجاهدين، فأمرهم بالذوبان في الطبيعة، و اللكف عن القيام بأية عملية لمدة أسبوعين و انتظار رد فعل المستعمر الفرنسي، و باعتراف من السلطات الاستعمارية فإن حصيلة العمليات المسلحة ضد المصالح الفرنسية، عبر كل المناطق الجزائر ليلة نوفمبر قد بلغت ثلاثين عملية خلفت مقتل عشرة أوروبيين و عملاء، و جرح 23 منهم، و خسائر مادية تقدر بالمئات من الملايين من الفرنكات الفرنسية.
بعد انتشار الثورة في أرجاء البلاد كلها، بدأ الاستعمار يفكر في طريقه لإجهاض قبل أن تحرق كل ماله علاقة بفرنسا الاستعمارية، فاهتدى الحاكم الفرنسي "سوستيل" بإيحاء من المخابرات الاستعمارية إلى عملية لاختراق المجاهدين في منطقة القبائل فأطلق عليها اسم: "عملية العصفور الأزرق" وتقتضي بإنشاء جيش من العملاء تحت غطاء أنهم مجاهدين، فيقومون بتصفية المجاهدين الحقيقيين، و قادتهم فيشوهون سمعتهم بإلحاق الأضرار بالشعب لينفروه عن الثورة، امتدت هذه العملية عشرة شهور من نهاية نوفمبر 1955 إلى نهاية سبتمبر 1956 و هي عبارة عن مؤامرة مدبرة من طرف القوات العسكرية الفرنسية حولتها الثورة إلى انتصار لها و خيبة أمل للجيش الفرنسي ذلك بفضل كريم بلقاسم و رفاقه فبعث برسالة إلى جاك سوستيل يسخر منه بقوله:"شكرا لك السيد سوستيل على الأسلحة والأموال التي أرسلتها لنا" فكاد أن يجن و هو الذي كان يعتقد أن عمليته ناجحة. بعد الاستقلال اغتيل كريم بلقاسم في 18 أكتوبر 1970 في فندق بمدينة فرانكفورت، ألمانيا.
تاريخ الميلاد: 13 يوليو 1927 تاريخ الوفاة: 18 يناير 1955 و 28 سنة تقريبا الجنسية: جزائري المهنة: عسكري
نشأ في عائلة متواضعة تعود أصولها إلى قرية إبسكريان ببلدية أغريب ولاية تيزي وزو.التحق بالمدرسة الابتدائية بالمرادية ثم التعليم المتوسط حيث تحصل على شهادة التعليم المتوسط في 1942 ثم انتقل إلى الثانوية التقنية بحي العناصر. و لأنه منذ صغره كان يمقت الاستعمار ولدت لديه الرغبة في الثأر لأبناء شعبه حيث انضم منذ 1942 إلى صفوف حزب الشعب و هو لم يبلغ سن 16 بعد سنتين عين كمسؤول على أحياء المرادية، المدنية، و بئر مراد رايس. و في 1946 أنشأ فرقة الكشافة "الأمل" كما أنشأ بدوره فرقة رياضية و في 1947 نظم الانتخابات البلدية بناحيته، و كان ديدوش من أبرز أعضاء المنظمة الخاصة، كما تنقل لتنظيم الحملة الانتخابية للجمعية الجزائرية في الغرب الجزائري أين ألقي عليه القبض إلا أنه استطاع الفرار من مجلس القضاء، و إثر اكتشاف أمر المنظمة الخاصة في مارس 1950، وبعد فشل الإدارة الاستعمارية وضع يدها عليه أصدرت في حقه حكما غيابيا بـ 10 سنوات سجنا، و لكن و رغم كل المضايقات التي مارسها الاستعمار ضده إلا أنها باءت بالفشل، بحيث كون في 1952 رفقة بن بولعيد نواة سرية في العاصمة مهمتها صنع المتفجرات لتحضير اندلاع الثورة، لينتقل فيما بعد إلى فرنسا في مهمة: المراقبة داخل الفيدرالية، و إثر عودته إلى العاصمة قام رفقة أصدقائه بإنشاء اللجنة الثورية للوحدة و العمل كما شارك في اجتماع لجنة 22 عضو و عين مسؤولا للمنطقة الثانية، و كان ديدوش من أبرز محرري بيان أول نوفمبر 1954 إثر اندلاع ثورة نوفمبر استطاع منذ البداية و بمساعدة نائبه: زيغود يوسف إرساء دعائم منظمة سياسية عسكرية إلى غاية 18 يناير 1955، ديدوش سقط قتيلا بعد معركة بدوار الصوادق و هو لم يبلغ بعد سن 28 ليكون بذلك أول قائد منطقة يستشهد بساحة الشرف.
تاريخ و مكان الميلاد: 1923 بعين مليلة تاريخ و مكان الوفاة: 4 مارس 1957 بالجزائر العاصمة الجنسية:جزائري الديانة:مسلم المهنة:عسكري
كان العربي بن مهيدي ملتزما بواجباته الدينية و الوطنية، إلا أن هذا لم يمنعه من حب الفن فكان يهوى أغاني المطربة فضيلة الجزائرية. و كان أيضا يحب الموسيقى خاصة الأندلسية، كما كان يكثر من مشاهدة الأفلام و لاسيما الأفلام الحربية و الثورية كالفيلم الذي يدور محتواه حول الثائر المكسيكي زاباتا فاتخذ هذا الاسم كلقب سري له قبل أندلاع الثورة،كان بن مهيدي يهوى المسرح و التمثيل، فقد مثل في مسرحية "في سبيل التاج"، كان بن مهيدي لاعبا في كرة القدم فكان أحد المدافعين الأساسيين في فريق الاتحاد الرياضي الإسلامي لبسكرة الذي أنشأته الحركة الوطنية،و لقد كان هذا الرجل يستعمل كل الأساليب العصرية و الحديثة لخدمة الجزائر التي فداها بدمه و روحه و قد كتب عنه أحد العارفين به في عدد 20 أغسطس 1957 من جريدة المجاهد التي كانت تتحدث باسم الثورة الجزائرية آنذاك يقول أنه شاب مؤمن، بر و تقي، مخلص لدينه و لوطنه، بعيد كل البعد عن كل ما يشينه. له روح قوية في التنظيم و حسن المعاملة مع الخلق ترفعه إلى درجة الزعماء الممتازين. رجل دوخ و أرهق الاستعمار الفرنسي بنضاله و جهاده على بلاده ود دينه. في عام 1942 إنضم لصفوف حزب الشعب بمكان إقامته، حيث كان كثير الاهتمام بالشؤون السياسية و الوطنية، و في 8 مايو 1945 كان من بين المعتقلين ثم أفرج عنه بعد ثلاثة أسابيع قضاها في الاستنطاق و التعذيب بمركز الشرطة. و في عام 1947 كان من بين الشباب الأوائل الذين التحقوا بصفوف المنظمة الخاصة حيث ما لبث أن أصبح من أبرز عناصرها و في عام 1949 أصبح مسؤول الجناح العسكري بسطيف و في نفس الوقت نائبا لرئيس أركان التنظيم السري على مستوى الشرق الجزائري الذي كان يتولاه محمد بوضياف، و في عام 1950 ارتقى إلى منصب مسؤول التنظيم بعد أن تم نقل محمد بوضياف للعاصمة.و بعد حادث مارس 1950 إختفى عن الأنظار و بعد حل المنظمة عيّن كمسؤول الدائرة الحزبية بوهران إلى سنة 1953. و عند تكوين اللجنة الثورية للوحدة و العمل في مارس 1954 أصبح من بين عناصرها البارزين ثم عضوا فعالا في لجنة 22 التاريخية.
لعب بن مهيدي دورا كبيرا في التحضير للثورة المسلحة، و سعى إلى إقناع الجميع بالمشاركة فيها، و قال مقولته الشهيرة إلقوا بالثورة إلى الشارع سيحتضنها الشعب، و أصبح أول قائد للمنطقة الخامسة وهران. كان من بين الذين عملوا بجد لانعقاد مؤتمر الصومام التاريخي في 20 أوت 1956 إذ كان هو الكاتب العام للمؤتمر، عّين بعدها عضوا بلجنة التنسيق و التنفيذ للثورة الجزائرية، و قام بقيادة معركة الجزائر بداية سنة 1956.
اعتقل نهاية شهر فيفري 1957 و قتل تحت التعذيب ليلة 3 إلى 4 من مارس 1957.قال فيه الجنرال الفرنسي مارسيل بيجار بعد أن يئس هو و عساكره أن يأخذوا منه اعترافا أو وشاية برفاقه بالرغم من العذاب المسلط عليه لدرجة سلخ جلد وجهه بالكامل وقبل اغتياله : «لو أن لي ثلة من أمثال العربي بن مهيدي لغزوت العالم».
في الختام اتمنى ان الموضوع نال اعجابكم هذا ان قرأتموه طبعا و شكرا و عفوا تعديل: كنت نعسانة لما كتبت الخاتمة
نحن جند في سبيل الحق ثرنا... و إلى استقلالنا بالحرب قمنا لم يكن يصغى لنا لما نطقنا...فاتخذنا رنة البارود وزنا و عزفنا نغمة الرشاش لحنا... وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر
فاشهدوا... فاشهدوا... فاشهدوا...