المقهى (1 زائر)


عبدالله 3

“فَمَتَى رَأَيْتَ بُسْتَاناً يُحْملُ في رُدْن ، ورَوْضَةً تُقَلُّ في حِجر
إنضم
14 يناير 2022
رقم العضوية
12560
المشاركات
314
مستوى التفاعل
1,156
النقاط
98
أوسمتــي
2
توناتي
2,775
الجنس
ذكر
LV
0
 
كانت رواء تحب الذهاب إلى المقهى صباح كل خميس؛ لتحتسي الشاي، وتصغي إلى أغاني فيروز الحالمة، وتتأمل الثريات المتدلية من السقف الخشبي. تحمل الثريات مصابيح على شكل شموع متراقصة. والجدران المستطيلة مرصعة باللوحات الفسيفسائية التي تجسد مناظر طبيعية.

ومثل أي يوم خميس عادي ذهبت رواء إلى المقهى. وراعها رؤية موظف جديد لم يسبق لها أن رأته. كان شاباً حسن الطلعة. اقترب من طاولتها وسألها بصوت لبق: ماذا تحبين أن تشربي يا آنسة؟

بصوت متحشرج مرتجف قالت: "أريد شاياً من فضلك!"

بعد قليل جاء يحمل الصينية ووضع أمامها كوب شاي وكأس ماء خاتماً عملية التقديم بابتسامة بيضاء كجزء من الوظيفة. فوصلت ابتسامته إلى لب قلبها. وأدركت أنها وقعت في الحب من النظرة الأولى.

عادت رواء إلى المنزل وانزوت في غرفتها. ولم تكلم أحداً من أفراد أسرتها في ذلك اليوم. وغرقت في أحلام اليقظة التي تدور حول الشاب. لدرجة أنها تخيلت لون ربطة عنقه التي سوف يرتديها في يوم خطبتها من أبيها.

لم تتخلف رواء مرة عن الذهاب إلى المقهى. كانت تراه وهو يطوف على الزبائن بكل نشاط وحيوية. وذات مرة رأته يختلس النظر إليها بين الفينة والفينة. فخفق قلبها بعنف وهي تقول: "أظنه يبادلني الحب أيضاً! يا سلام!"

فيما بعد قررت رواء أن تقوم بالمبادرة فطلبت منه الجلوس؛ لتخبره شيئاً هاماً، قالت: "أأ أنا أحبك! هل تتزوج بي؟"

فوجئ الشاب وقال: "ولكني متزوج يا آنسة!"

عرى الفتاة شعور الاضطراب والاحراج. وانصرفت مغادرة المقهى ليأتي من خلفها صوت الشاب نفسه: " من فضلك انتظري!..."

فرحت الفتاة وقالت في نفسها وهي مفرطة بالتفاؤل: "يا ترى هل سوف يخبرني بأنه كان يكذب عليّ وأنه غير متزوج؟ وأنه مستعد أن يتزوجني؟ أتمنى ذلك!"

قال الشاب: "يا آنسة! لقد نسيتِ دفع حساب الشاي!"
 
التعديل الأخير:

المتواجدون في هذا الموضوع

أعلى أسفل