الحلقة الخامسة: الشيطان!
عند قبر ساندرا تقف (سلوى): رحلتِ يا من كنتِ لي أختاً.
وعندما جاء إليها الأعضاء والعضوات لتقديم المواساة، قالت: يجب أن أُترك وحدي.
----------------------------
في حجرة الاستقبال
بادرت العضوة (ماري) العضو (بجل) قائلة: ألم تلزم نفسك بحراسة ساندرا؟
أجاب بجل وقد غالبه الشعور بمسؤولية ما حدث: " لقد راقبت الممر المفضي إلى حجرة سلوى التي كانت تثوي فيها ساندرا. وعندما تجاوزت الساعة الثالثة فجراً حسبت أن الخطر زال. لاسيما، أنني لم أرّ القاتل أو أسمع له حِسّ، فاطمئنت نفسي وغلبني النوم.
-كما توقعت. إن القاتل يجيد التحيُّل والمكْر،- قال شينيغامي.
-ليس عليك ملامة يا بجل، قالت ديمو،- يجب أن نتشارك جميعاً مسؤولية حماية من وقع عليه الدور.
-لدي خطة يا جماعة، قالت كاواي،- عندما تدق الثانية عشرة، يجب علينا الإسراع إلى حجرة رودي، كي ندافع عنها.
-خطة رائعة،- أثنى العضو عموري
-الكثرة تغلب الشجاعة،- قالت العضوة مارشي
-عدونا ليس شجاعاً، إنما هو جبان،- قال العضو مستر كات.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
إن سألت، أيها القارئ العزيز، عن حال العضوة (رودي) في هذه اللحظة فسوف أخبرك أنها محزونة الخاطر.. وهي في همٍ وكرب. تجلس ساكنة واضعة يداً فوق أخرى. ولم تكن بها حاجة أن تستجلي طلعة الغسق الكئيب فالكتاب يظهر من عنوانه. والحق أنها لا تريد أن تبرح خلوة حجرتها.. وهي الآن مصونة في عزلة مزدوجة: عزلة مكانية ومعنوية. ولقد اتضح لها المصير السوداوي الذي ينتظرها هذه الليلة منذ أن خطَّ القاتل اسمها على السبورة.
تكلمها الآن العضوة (ستار) وهي تحمل صينية الطعام: "كُلِي يا رودي."
-لا أشتهي الزاد.
-عليكِ أن تأكلي، لقمة، تقيم أودك يا رودي. فأنتِ تبدين شاحبة.
-لا أقدر، ثم ما حاجتي بالطعام وأنا أعرف أنني راحلة بعد فترة يسيرة.
-امضي معي، لماذا تلوذين بغرفتك. اجلسي مع الأعضاء والعضوات: سوف يحمونكِ.
-ذلك لا ينفع، قالت رودي وهي تبتسم ابتسامة واهنة يائسة،- انظري ماذا فعل القاتل بساندرا رغم أنها كانت متعلقة بسلوى.
لم تجب (ستار) لكن (رودي) أضافت:
-قلب القاتل قُدَّ من صخر. إنه يقتل بوحشية.
-أشاطركِ الرأي يا رودي. إن المعركة التي تحدث بينه وبين ضحيته أشبه بمعركة تجري بين أفعوان وعصفور. لكن لا تقلقي يا رودي. سوف نحاول جاهدين أن نخلصك.
-وكيف ذلك؟
-سوف يسارع الأعضاء والعضوات إلى حجرتك قبل أن تدق الساعة المحددة لظهوره: لعنه الله!.
عندئذ شاع في نفس (رودي) الابتهاج والأمل
،،،،،،،،،،،،،،،،
عند الساعة الثانية عشرة إلا خمس دقائق
وبينما كان الأعضاء يتأهبون لصعود السلم إلى حيث حجرة العضوة (رودي)
حدث ما لم يكن في الحسبان
انقطعت الكهرباء عن القصر
عندئذ هاج وماج الأعضاء والعضوات في حجرة الاستقبال؛ لأنه لم يكن لديهم غير نار المدفأة كمصدر للضوء. وهم يطلبون الصعود إلى (رودي).
-الحقير! الخبيث! لقد كان مُطَّلِعاً على نقاشنا، إنه يعرف كل شيء عنا- صرخ بجل غاضباً
-لعنه الله المجرم الخبيث،- زمجرت كاواي.
-يا رب! انقذ العضوة رودي من القاتل،- إبتهلت ستار.
-لم أكن لأخطئ خساسته وخبثه،- قال شينيغامي وهو يصر على أسنانه في غيظ مسعور.
-ماري هل هناك شموع في القصر،- سأل عموري.
-لا أعرف، لست متأكدة،- أجابت العضوة ماري.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
في مستهل الحدث الذي يحبس الأنفاس
ارتعبت العضوة (رودي) عندما أظلم القصر دون مقدمات
ولم تكن قادرة على رؤية الباب شأنها شأن الضرير.
أرادت فقط أن تستيقن أن الحجرة المظلمة لا تنطوي على أحد غيرها.
كانت تخشى شيئاً واحداً ليس غير: أن يأتي ذلك المسخ. وما هي لحظات حتى كان ما خافت أن يكون.
وقع الخطى على السلم..
ثم دمدمة الشفاه..
ثم صوت صرير باب يُفتح ببطئ..
ثم سكون مطبق ليس دالاً على الخير..
ثم صرخة صادِحة تختلط بصيحة ذعر..
ثم تعود الكهرباء من جديد..
رأت (رودي) القاتل فوق رأسها. فأجفلت عيناها، وانعقد لسانها، وتقلصت صرختها المُسْتغيثة إلى همس. وقبل أن يتوقف قلبها عن النبض من مجرد النظر إلى تقاسيم وجهه الجاحظة، أبى الشيطان إلا أن يهوي بالعصا على رأسها فهشم بذلك جمجمتها
،،،،،،،
صعد الأعضاء بلهفة إلى حجرة (رودي) فوجدوها مفارقة للحياة، يدل الصدع في رأسها على طريقة القتل الخالية من الرحمة. صاحت العضوة (ديمو): "إني لألعن الساعة التي ركبنا فيها الحافلة وجئنا إلى القصر لنواجه مثل هذا المصير."
،،،،،،
تم شطب اسم (رودي) وحلّ مكانه اسم العضو: بجل.
أَسَرَّ العضو (مستر كات) إلى العضو (بجل) بشيء في أذنه. فنهض هذا الأخير من مقعده وقال بلهجة مليئة بالشجاعة والفروسية: يا أصدقاء، أقسم أنني سوف أُدَحْدر رأس ذلك السفاح الآثم أمام عيونكم.
،،،،،،،
ترى ما الذي ستبدر عنه هذه المواجهة النارية بين القاتل وبجل...
يتبع...