الختم الفضي مشروع هتان (1 زائر)


عبدالله 3

“فَمَتَى رَأَيْتَ بُسْتَاناً يُحْملُ في رُدْن ، ورَوْضَةً تُقَلُّ في حِجر
إنضم
14 يناير 2022
رقم العضوية
12560
المشاركات
348
مستوى التفاعل
1,252
النقاط
132
أوسمتــي
3
توناتي
3,230
الجنس
ذكر
LV
0
 
في ظهائر يونيو الحار تمتد السماء الزرقاء عالياً وتسكن الشمس في وسطها ويضمخ نورها البر والبحر. في هذا الوقت تكون الطفلة هتان بالمدرسة. وإن سألها المرء: ما أجملُ أيام الأسبوع؟ تجيبه: أوه! يوم الثلاثاء! فيه ألتقي بمعلمة حنون قلبها. إن لها فؤاد إنساني النزعة. وهي من تعلمنا كيف نرسم الأشياء.

وحدث أن طلبت السيدة (أثيلة) من التلاميذ الصغار أن يأتوا برسوماتهم في الأسبوع القادم، ويجب أن تكون هذه الرسومات عن المشروع البيئي للتصدي للاحتباس الحراري، واضعة على الجملة الأخيرة توكيداً قوياً لكي تشعرهم بالانْضِباط والمسؤولية: "لا يتساوى من يجتهد بمن لا يجتهد."

جاءت هتان من المدرسة متعبة. فقالت لها الأم بلهجة حنان: بينما كنتِ في المدرسة ذهبت إلى السوق واشتريت كيلو برتقالاً. سأجعله عصيراً.

-لا أحب البرتقال بعد العصر يا أمي!

-إذن كليها كما هي، انظري! هذه البرتقالة كالشمس في لونها

فتحت هتان عينيها دهشة وسارعت إلى احتضان أمها وقالت: الأمهات أولاتُ فضل على الأبناء. كيف لم يخطر ببالي أن أرسم موضوعاً عن الشمس؟! كان الجو حاراً هذا اليوم.

ضحكت الأم قائلة: هذا صحيح، لماذا كنتِ عابسة الأسارير منذ قليل؟

-طلبت السيدة (أثيلة) أن نرسم موضوعاً عن البيئة. كنت محتارة عن ماذا أرسم. إلى أن ألهمتِني بالموضوع الذي يجب أن أرسمه. أنتِ يا أمي، منذ لحظة، شبهتِ الشمس بالبرتقالة في لونها وهذا تشبيه مرسل. إذن سوف أرسم الشمس.

قالت الأم ذات الوجه البشوش: رائع! أرأيتِ، يا حبة عيني، كيف يساعدنا علم البلاغة في الرسم أيضاً؟

-علم البلاغة ممتع إلا أنه مفيد، ولكني لا أتنفس بغير الرسم والأقلام الملونة

ولكن ماذا سوف ترسمين غير الشمس يا هتان؟

-اممم ألا يكفي أن أرسم الشمس فقط؟

-بلى! ولكن لجعل الرسمة أكثر تأثيراً في نفس الرائي، حبذا أن تضيفي مزيداً من التفاصيل

-إني أقر رأيك إقراراً كاملاً يا أُمي.

بعد الغداء، طبعت هتان قبلة طفولية على خد أمها وأبيها ثم ذهبت إلى غرفتها وقالت لنفسها: ما أحوجني إلى الهدوء الآن. يجب أن أفكر برسم مشهد مؤثر.

أمسكت هتان القلم. ثم لم تمض دقيقتان حتى طرحته على الطاولة بعصبية. قالت وقد اعتملت سخونة بدماغها كله: "أية جهالة تسيطر على ذهني!"

ومع ذلك سمحت الفتاة الصغيرة أن تدور رحى الأفكار العشوائية في باطنها قبل أن تقرر موضوع الرسم.

بوجه العموم، الرسومات العالية الجودة تأخذ أياماً عديدة. كانت هتان، في كل يوم، تذهب إلى المدرسة صباحاً وتأتي إلى بيتها ظهراً. وبعد الغداء تباشر بالرسم.

في مساء يوم الإثنين، انتهت هتان أخيراً من تأدية عملها: كانت الرسمة تصور أرنباً برّياً ذا أذنين مُنْحَنيتين وقد أذبله الحر. ولئن الشمس كانت تسخن الهواء في الصحراء وتجعل العشب ذاوٍ لقد فقد الأرنب رفاقه. ولم تنتهِ الرسمة إلى هنا، ففي منتصف المشهد صورت هتان أن الأرنب يتخيل نفسه قافزاً في البركة.

جاءت هتان تمسك في يدها كراسة الرسم، وأُدنيت الرسمة إلى الأب والأم فنظرا إليها وفرحا فرحاً كبيراً. الواقع أن الأب والأم لم يكونا قادرين على صرف نظريهما عن الرسمة.

-أنتِ يا هتان تنتسبين بإبداعك هذا إلى العباقرة ذوي الأحاسيس المرهفة،- قالت الأم بافتخار

-بلى بالطبع،- قال الأب وهو يُجلس طفلته على ركبته.- أجل، هذه خصائص ابنتنا الحبيبة.

تناولت هتان عشاءها ثم دخلت إلى فراشها؛ لكي يأتي يوم الغد بسرعة، فهي لا تطيق الصبر. نامت الطفلة وكان رأسها مسجى على ذراعها، وعلى وجهها تعبير سعيد كأنها تحلم بشيء سار.



في حصة الرسم كانت السيدة أثيلة تشغل مقعدها المألوف، وتنظر إلى الطاولات الملآنة بالأطفال. كانت تنادي على أسمائهم الواحد تلو الآخر.

- عبدالعزيز! جئني برسمتك

"تفضلي يا معلمتي" شرح الطالب المتحمس، "هذه مستنقعات تملأ المكان جزئياً.. وفيها حشرات ناقلة للأمراض."

-أحسنت يا عبدالعزيز،- قالت السيدة أثيلة وعلى وجهها الهادئ علامة الرضى.

ثم جاءت آيلا تمسك دفتر الرسم: الأغنام ترعى من الغطاء النباتي، وهذا رعي جائر يساهم بزيادة معدل التصحر.

قالت السيدة أثيلة وهي تضع الدرجة للمبدعة الصغيرة: ما أبرع عملك يا آيلا!.

قدم باقي الطلاب والطالبات رسوماتهم حتى جاء دور هتان أخيراً.

أخذ قلب هتان يدق بعنف بسبب خوفها من أن رسمتها قد لا تعجب المعلمة أثيلة. لكن ابتسامة مُشجِعة من السيدة الطيبة قامت بتشجيع الطفلة.

تناولت السيدة أثيلة كراسة الرسم من هتان. وشرعت تنظر إلى الرسمة. ثم رفعت عينيها في جلال مؤثر إلى أبعد حد وقال صوتها: أيها الطلاب والطالبات أريد منكم تصفيق حار لصديقتكم هتان، لأنها الفائزة.

لم تتمالك هتان مشاعرها وألقت بنفسها إلى حضن المعلمة وتشبثت بها من فرحتها وقالت: لقد حبَوْت الرسمة هذه بأعظم حبي لأنني أحبكِ كل الحب". ربتت السيدة أثيلة على شعر هتان وقالت: "سوف أعرض رسمتك على وزارة البيئة." ثم توجهت إلى باقي الطلاب والطالبات وقالت: "أحسنتم جميعاً أيها الأطفال، بكم تتقدم البلاد"

أصبح عمل هتان في عهدة وزير البيئة حيث قال: هذه الطفلة أَلْمَعيّة حقاً. الأرانب وغيرها من الكائنات الحية تحتاج إلى ظل وخضرة وبركة. نحن نعيش في بلد صحراوي.. نحتاج أن نرى الأشجار والنباتات. أفكر أيضاً بأن أزرع أشجار السدر.

حُفِر بئرٌ في منطقة قاحلة لكي يوفر الماء بها طوال العام. وعلى الرغم من أن كميات البئر قليلة نسبة إلى حجم هذه المنطقة إلا أنه سيكون لها أثر كبير على النباتات والطيور والحيوانات.

مرت ثلاث سنوات سراعاً، وذهبت هتان مع أمها وأبيها إلى المحمية. ورأت رأي العين ما رأت.

"هذه نافورة عذبٌ ماؤها" قالت الطفلة فرحة جذلة ثم نظرت إلى لفيف الأشجار والحقل المتموج من الزهور وقالت: "يستهويني البقاء هنا اليوم كله."

- ما أجمل تلألؤ الماء،- قالت الأم.- هتان! أنتِ يا صغيرتي الحلوة جعلتِ مجتمعنا في رتبة أعلى.

- أنتِ رسامة فائقة يا هتان،- قال الأب وهو غير مصدق أن رسمة بنته الصغيرة تحولت إلى مشروع وطني.
 
التعديل الأخير:

S A L W A

عندي جناحات بس مفيش هوا ! ~
إنضم
6 يونيو 2015
رقم العضوية
4508
المشاركات
1,760
الحلول
1
مستوى التفاعل
9,363
النقاط
1,177
أوسمتــي
10
العمر
25
توناتي
9,573
الجنس
أنثى
LV
2
 
ي خسارة قصة لطيفة متل هي ما عليها ردود نح3
لكن واثقة بأنها أعجبت كل من قرأها وعجزوا عن الرد ووصف شعورهم فيما قرأوا ش2ق1
هل أمدح قدرتك على السرد والوصف؟ ام من خيالك المتقن الذي صور لنا رسومات بقية الطلبات
قصصك مع الرسم لها متعة خاصصة بالنسبة لي، من بعد قصة سلوى الرسامة هه4
فعلاً الخيال نعمة وقدرة لإنقاذ البشرية، سواء بالكتب او الرسم
لكن تجسيد افكارك في الرسم له قوة أكبر، اللي ميز هتان انها رسمت بكل احاسيسها
مش بس عرفت توضح المشكلة وتوصفها، إلا وأعطتهم فكرة حلول كمان ق1
احلى شي نهاية القصة انها من مجرد فكرة.. صارت مشروع وطني تحقق وعملوا فيه ق1
فيها عبرة ومعنى كتير حلو، وجتني مشاعر جميلة من دعم اهلها لها ق1
قصصك مميزة دايماً وتوصلنا مشاعر منها ومتعة ش2ق1
يعطيك الف عافيه لا تحرمنا من طلتك وقلمك المبدع
تقبل مروري البسيط ق1 دمت بود
سلوى كانت هنا
باي4
 

عبدالله 3

“فَمَتَى رَأَيْتَ بُسْتَاناً يُحْملُ في رُدْن ، ورَوْضَةً تُقَلُّ في حِجر
إنضم
14 يناير 2022
رقم العضوية
12560
المشاركات
348
مستوى التفاعل
1,252
النقاط
132
أوسمتــي
3
توناتي
3,230
الجنس
ذكر
LV
0
 
مرحبا بأختنا الكريمة ومشرفتنا الغالية سلوى
مبارك عليك ما تبقى من الشهر وكل عام وأنتِ بخير - وتتحقق أحلامك

ي خسارة قصة لطيفة متل هي ما عليها ردود نح3



لكن واثقة بأنها أعجبت كل من قرأها وعجزوا عن الرد ووصف شعورهم فيما قرأوا ش2ق1
هل أمدح قدرتك على السرد والوصف؟ ام من خيالك المتقن الذي صور لنا رسومات بقية الطلبات​
والله أنا ايضا مقصر معكم بالردود وبالتفاعل على أعمالكم الأدبية فالمعذرة منكم- لكن والله مشاغل الحياة

قصصك مع الرسم لها متعة خاصصة بالنسبة لي، من بعد قصة سلوى الرسامة هه4
فعلاً الخيال نعمة وقدرة لإنقاذ البشرية، سواء بالكتب او الرسم

الله يخليك اختي سلوى
هذا من ذوقك الله يحفظك
لكن تجسيد افكارك في الرسم له قوة أكبر، اللي ميز هتان انها رسمت بكل احاسيسها
مش بس عرفت توضح المشكلة وتوصفها، إلا وأعطتهم فكرة حلول كمان ق1
احلى شي نهاية القصة انها من مجرد فكرة.. صارت مشروع وطني تحقق وعملوا فيه ق1
فيها عبرة ومعنى كتير حلو، وجتني مشاعر جميلة من دعم اهلها لها ق1
قصصك مميزة دايماً وتوصلنا مشاعر منها ومتعة ش2ق1
يعطيك الف عافيه لا تحرمنا من طلتك وقلمك المبدع
تقبل مروري البسيط ق1 دمت بود
سلوى كانت هنا
باي4
جداً مبسوط بتشريفك لي ولقصتي بتعليقك الثري وكلماتك الطيبة في حق هذا العمل البسيط من أدب الطفل
أبدعتي بالتحليل والتعليق مشرفتنا الغالية ومتفق معك 100% لأن العائلة والمدرسة هم من يرفعون قيمة الطفل أو يحبطونه
أحلى أعضاء وأحلى منتدى
مودتي وتحياتي لكِ سلوى ولكل الأعضاء الذين قرأوا القصة
في أمان الله
 

إنضم
15 يناير 2022
رقم العضوية
12561
المشاركات
3
مستوى التفاعل
4
النقاط
15
توناتي
30
الجنس
ذكر
LV
0
 
من الجميل صديقي عبدالله أن ترى عملك على أرض الواقع

كما عهدتك ما زلت فنان🌹
 

عبدالله 3

“فَمَتَى رَأَيْتَ بُسْتَاناً يُحْملُ في رُدْن ، ورَوْضَةً تُقَلُّ في حِجر
إنضم
14 يناير 2022
رقم العضوية
12560
المشاركات
348
مستوى التفاعل
1,252
النقاط
132
أوسمتــي
3
توناتي
3,230
الجنس
ذكر
LV
0
 
من الجميل صديقي عبدالله أن ترى عملك على أرض الواقع

كما عهدتك ما زلت فنان🌹

حبيبي علاوي ^-^
والله ونورتني صديقيق1
 

إنضم
28 يونيو 2019
رقم العضوية
10115
المشاركات
79,985
مستوى التفاعل
82,940
النقاط
1,846
أوسمتــي
16
العمر
22
توناتي
6,381
الجنس
أنثى
LV
4
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
كيفك اخي اخبارك ؟
عساك بخير و صحة و عافية يارب
في ظهائر يونيو الحار تمتد السماء الزرقاء عالياً وتسكن الشمس في وسطها ويضمخ نورها البر والبحر​
اي يونيو شهر حااار جداااا جداااااا نح3
وإن سألها المرء: ما أجملُ أيام الأسبوع؟ تجيبه: أوه! يوم الثلاثاء! فيه ألتقي بمعلمة حنون قلبها. إن لها فؤاد إنساني النزعة​
حلو ان تكون المعلمة قلبها حنون ع طلابها و شكلها هتان محظوظة بمعلمتها
ويجب أن تكون هذه الرسومات عن المشروع البيئي للتصدي للاحتباس الحراري​
ذا واجب صعب جدا احس ان المعلمة أثيلة زودتها ع الطلاب شوي هه4
واضعة على الجملة الأخيرة توكيداً قوياً لكي تشعرهم بالانْضِباط والمسؤولية: "لا يتساوى من يجتهد بمن لا يجتهد."​
يب فعلاً كلام صحيح عجبني كلام المعلمة باين عقلها كبير مثل قلبها الحنون
لا أحب البرتقال بعد العصر يا أمي!​
بالعكس عصير البرتقال بهل حر مافي احسن منه ببورد عالقلب
-إذن كليها كما هي، انظري! هذه البرتقالة كالشمس في لونها​
حبيت التشبيه كتييير
علم البلاغة ممتع إلا أنه مفيد، ولكني لا أتنفس بغير الرسم والأقلام الملونة​
مدمنة رسم هتان على ما يبدوا بس منيح انو استوحت من تشبيه امها فكرة ترسم عنها و هي الشمس و تسوي واجبها الي كلفتها بيه المعلمة اثيلة
ما أجمل تلألؤ الماء،- قالت الأم.- هتان! أنتِ يا صغيرتي الحلوة جعلتِ مجتمعنا في رتبة أعلى.

- أنتِ رسامة فائقة يا هتان،- قال الأب وهو غير مصدق أن رسمة بنته الصغيرة تحولت إلى مشروع وطني
كلام جميل و مؤثر ثناء الوالدين ع هتان و هي فعلاً تستحق الثناء و التقدير على عملها الرااائع و طفلة بعمرها تعتبر طفلة مميزة و اكثر من رائعة

يعطيك العافية اخي على القصة الجميلة استمتعت و انا بقرأ بحق
في انتظار كل جديدك
و دمت بخير
 

المتواجدون في هذا الموضوع

أعلى أسفل