- إنضم
- 23 مايو 2020
- رقم العضوية
- 11114
- المشاركات
- 412
- مستوى التفاعل
- 3,353
- النقاط
- 270
- أوسمتــي
- 5
- العمر
- 19
- الإقامة
- ظلمات الأعماق
- توناتي
- 1,760
- الجنس
- ذكر
S A L W A | 5/7/2023
الإسم بالإنجليزي: Cupid Twins
الإسم بالعربي: توأم كيوبد
التصنيف: فانتازيا_دراما_خوارق
من كتابة و تأليف: @Cursed Wind
الهيدر: تابع لفعالية ملهم
~قراءة ممتعة ~
الإسم بالعربي: توأم كيوبد
التصنيف: فانتازيا_دراما_خوارق
من كتابة و تأليف: @Cursed Wind
الهيدر: تابع لفعالية ملهم
~قراءة ممتعة ~
كيوبد، لطالما ظنه الناس كيانا خرافيا يرمز للحب و النقاء، خرافة لرضيع مجرد من النسيج بأجنحة ملاك و حلقة ذهبية تحوم فوق رأسه، يجوب العالم بحثا عن الكراهية ليبيدها بأسهم الحب الصادق خاصته ناشرا أواصر المودة و المحبة بين الناس. لا شك أن من اخترع هذه الخرافة قد عاش حياة خالية من عاطفة الحب لدرجة أنه لم يكن يؤمن بوجودها فعلا، و هذا ما دفعه على الأرجح إلى تجسيدها في صورة أنقى الكائنات على وجه الأرض و أكثرها براءة..الأطفال، بالإضافة إلى الأجنحة البيضاء الناصعة و الحلقة الذهبية العائمة لخلق أبهى صورة مناسبة.
لكن ماذا لو كانت الخرافات جزء لا يتجزأ من الواقع المعيش؟ هنا يتم طرح التساؤل، إذا كان الحب من صنع الكيوبد..فما الذي يصنع الكره؟
-------------------------------------------------------
-هيا افتحي فمك، القطار قادم تشو تشو!!
تخاطب امرأة ابنتها الرضيعة الجالسة على مقعدها الخاص المقابل لطاولة الإفطار حيث تجلس الأسرة المكونة من أم و أب و رضيعين توأمين.
تقوم المرأة بتقريب ملعقة الطعام ناحية فم ابنتها بينما تستمر بتحريكها صعودا و نزولا و هي تصدر صوت مدخنة القطار بعفوية وسط ملامح الرضيعة المستاءة.
و بشكل مفاجئ تنفجر الطفلة بالبكاء بينما تلوح بذراعيها عشوائيا لتدفع بصحن الطعام بعيدا و تتناثر العجة كلها على ملابس الأم.
-بئسا ليس مجددا!! هذا ميئووس منه..
تقول الأم بنبرة متذمرة بسبب تصرف ابنتها الوقح ثم تتنهد.
يشاهد الأب كل ما يحصل و يخاطب زوجته بنبرة مستهزئة
-إذن لا أجيد إطعام الأطفال ها؟ يبدو أن طريقة قطار الطعام لم تفلح هي الأخرى.
ترد الأم بعد تنهيدة طويلة.
-لا أفهم حقا ما الخطب، كنت سأفترض أنها لا تحب العجة لكنها...تلتهمها بشراهة عندما تقوم بسرقتها من حصة أخيها.
يجيب الأب بينما يقوم بإطعام ابنه الثاني بكل هدوء عكس أخته
-ولهذا أجلسناهما بعيدا عن بعضيهما، انظري إلى "مارتن" كيف يأكل بكل أدب و لا يجعلك تستحمين بالعجة في كل مرة.
يقهقه الزوجان من طرفة الأب ليتفاعل معهما "مارتن" بضحكته الملائكية.
تبدو على الطفلة "مارتا" علامات الاستياء و الغضب كالعادة، و هذا ما كانت تؤول إليه الأمور مذ فتح التوأمان "سنكلير" عينيهما للحياة.
و في هذه الأجواء العائلية الطريفة، بدا و كأن إضاءة المطبخ قد بدأت في التلاشي شيئا فشيئا على الرغم من أن بروز شمس الصيف ذلك الصباح
تلاحظ السيدة "سنكلير" ذلك ما دفعها إلى التساؤل.
-ما هذا؟ هل حجبت الغيوم الشمس أم ماذا؟
يجيب الأب مستغربا
-غريب...و كأنه الغروب بالفعل.
وسط هذه الأجواء المعتمة، يتسلل غبار رمادي اللون داخل المطبخ و يستمر بالتكاثف ما أثار ذعر الأسرة لوهلة من الزمن، ثم بعدها و بشكل مفاجئ يسقط كلا الأبوين أرضا مغشيا عليهما ليبدأ "مارتن" في البكاء و الصياح.
-ششش! لا داعي للبكاء..فقد شاء القدر أن تسخر نفساكما لخدمة التوازن..
تظهر سيدة طويلة القامة يحجبها رداء طويل ذات بشرة ناصعة البياض، تربع على رأسها تاج فضي شامخ، تنسدل من تحته قطعة قماشية شفافة مزينة ببريق رمادي أمتدت حتى آخر ظهرها، و أكثر ما أبرزها هي أجنحتها الأربعة المهولة، التي اتخذت شكل أوراق الشجر بلون رمادي فاتح، أحاطت أناملها حول عصا رفيعة و شديدة الطول اتخذتها كمقبض لصولجانها الفضي، حيث توضعت أعلاه كرة زجاجية مضيئة تبين أنها مصدر ذلك البخار الكثيف الذي بدأ بالتلاشي.
تتقدم صوب الطفلين بخطوات متثاقلة توحي بالرزانة ثم ترفع صولجانها عاليا قائلة بنبرة سلسة
-سينسى العالم وجود هذين الطفلين..و سيولدان من جديد لخدمة التوازن!!
بمجرد قولها هذه الكلمات ينبعث نور ساطع من كرة الصولجان الزجاجية و بذلك تم محو وجود التوأمين "سنكلير" من هذا العالم.
----------------------------------------------------------
أراضي كيوبد، مكان يقبع فوق السحاب..حيث يتم الحفاظ على توازن و استقرار العالم، فلا وجود للنور إلا إذا وجد الظلام و العكس كذلك صحيح، و هذا بالضبط ما يسعى إليه جنود الكيوبد.. الحرص على ثبات ميزان القوى المتضادة و حمايته من أي خلل محتمل.
فنحن الكيوبد و على الرغم من اختلاف مبادئنا و طبائعنا، إلا أن هدفنا واحد..فلا وجود للحب إلا إذا وجدت الكراهية و الأمر ذاته ينطبق في حالة التعاكس، فبدوننا شتنتشر الفوضى و الحروب..و قد يتلاشى الكيان البشري و لن يصير سوى عبد لوهم الحب الدائم..
أنتم الآن قد أصبحتم الأمل الجديد لهذا العالم، طهارة قلوبكم و سوادها ستشحذ سهامكم بطاقة الحب و الكره الأبدية..بذلتم جهودكم و تدربتم بجد لهذه اللحظة، و الآن انطلقوا..انطلقوا و انشروا شعار كيوبد في العالم السفلي!!
ينتهي خطاب سيدة الصولجان الواقفة على مصطبة مرتفعة وسط مكان محاط بسحاب كثيف أمام جمهور هائل، و التي بدت و كأنها ملكة أراضي كيوبد نسبة لتاجها الفضي و هيئتها المهيبة.
تتعالى صرخات جميع الحضور عاليا معبرين عن اشتعال حماستهم من خطاب الملكة "كويبيديا"، و قد كانوا حشدا مهولا من الأطفال ذوي سن العاشرة متوزعين على مجموعتين منفصلتين، مجموعة يرتدون بذلات بيضاء مزودة بأجنحة ملاك ريشية، تعوم فوق رؤوسهم حلقات ذهبية و على ظهورهم توجد سهام على شكل قلب زهري و قوس ذهبي، على الجهة الأخرى مجموعة يرتدون بذلات جلدية سوداء مزودة بأجنحة خفافيش شديدة السواد، تتوضع فوق رؤوسهم قرون قرمزية و على ظهورهم سهام على شكل قلب أسود مكسور و قوس متفحم.
فجأة يرفرف الجميع أجنحتهم محلقين في فيالق و متوجهين ناحية عدة مواقع متفرقة صوب السحاب المحيط بالمكان، بمعدل فئة المجموعة الأولى و فئة من المجموعة الثانية في الفيلق الواحد.
إحدى هذه الفيالق يقودها طفلان ملامحهما متشابهة نوعا ما، نعم إنهما التوأمان "سنكلير" فعلى ما يبدو وجودهما لم يمح كليا..كان "مارتن" قائدا لفئة المجموعة الأولى خاصته المعروفين بكيوبد الحب، عكس أخته "مارتا" التي كانت قائدة فئة المجموعة الثانية المعروفين بكيوبد الكراهية، عبروا خلال السحاب الكثيف الذي تبين أنه بوابة لعالم البشر السفلي.
يلتفت "مارتن" ناحية أخته و يرمقها بنظرات استحقار
-ما أجمل أن تكون سببا في سعادة الناس توافقينني؟ أو مهلا..طبعا لا تفعلين فأنا أشك أنك تعرفين معنى السعادة أصلا.
يتابع كلامه بقهقهة ساخرة.
تشيح "مارتا" بنظرها بعيدا غير مستجيبة لتعليق أخيها المستفز و علامات الاستياء الشديد بادية على محياها.
و أخيرا تبدد ذلك السحاب كاشفا عن السماء الصافية، و فيلق الكيوبد متوجه ناحية مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية.
يصرخ كل من "مارتا" و "مارتن" معطيين إشارة للفيلق
-تفرقوا!
يتفرق الفيلق بشكل عشوائي لأداء مهامهم.
يتجه "مارتن" صوب محطة القطار السريع لعلمه أنها مكان يعرف عنه أنه ملقى للعشاق.
-أووو يوجد العديد من الناس هنا، لكن لا أشعر بأي شرارة بعد..
يلمح "مارتن" فتاة قد اصطدمت بشاب و أوقعت أمتعتها أرضا إثر ذلك، ليهرع الشاب و يساعدها على حملهم مجددا.
-مثالي! أشعر بشرارة الحب تنبعث من هذين الاثنين، آه الحب الرومانسي من طرفين نوعي المفضل، حسنا لنشعل هذه الشرارة!
يمسك "مارتن" قوسه الذهبي و يثبت عليه إحدى سهامه، ثم يوجه السهم ناحيتهما و يقوم بإطلاقه ليصيب الفتاة، ثم بعدها مباشرة يستهدف الشاب و يطلق عليه سهما آخر.
بينما الشابان منغمسان في تجميع الأمتعة تتلامس يداهما عن طريق الخطأ ما يؤدي إلى إشتعال شرارة الحب بينهما.
-أشعر بسعادة غامرة! هدفاي الأولان سيتزوجان و يعيشان حياة لا مثيل لها يا للروعة! حسنا إذن لنعثر على أهداف أخرى لإسعادها!
في تلك الأثناء تحلق "مارتا" فوق مباني حي من أحياء المدينة باحثة عن هدفها الأول، لتشعر بشرارة كره منبعثة من أحد المنازل أسفلها.
-حان الوقت لجعل الناس تكره بعضها ياي أنا متحمسة..
تقول "مارتا" باستهتار.
تهبط ببطء صوب المنزل المنشود مخترقة سقفه و كأنها شبح، لتجد طفلا صغيرا بعمرها تقريبا بملابس مهترئة و هو جالس على الأرضية و متئك على باب غرفته و يبكي بصوت مكبوت، تشعر "مارتا" بالأسى عليه نوعا ما لكن ما بيدها حيلة..ففي الأخير لم تأت هنا إلا لزيادة تعاسته أكثر فحسب.
-والده يعنفه كل يوم تقريبا طيلة سنين، يبدو أن قلبه لم يعد يتحمل و شرارة الكره قد اتقدت بالفعل..دعنا ننتهي من هذا سريعا.
تصوب "مارتا" إحدى سهامها صوب الفتى ثم تطلقها في نفس اللحظة ما جعل شرارة الكره تشتعل متغلغلة في قلبه البريء.
-أكرهك، أنا أكرهك!! ليتك تموت!!
يصرخ الطفل مفصحا عن كل ما يشعر به.
تتنهد "مارتا" متأثرة بحال الفتى المسكين، ثم تحلق مغادرة المكان.
بينما هي تحلق باحثة عن هدفها التالي، نفسها لا تنفك عن التساؤل.
-هل أنتمي إلى هنا حقا؟ هل هذا قدري المزعوم؟
------------------------------------------------------
لكن ماذا لو كانت الخرافات جزء لا يتجزأ من الواقع المعيش؟ هنا يتم طرح التساؤل، إذا كان الحب من صنع الكيوبد..فما الذي يصنع الكره؟
-------------------------------------------------------
-هيا افتحي فمك، القطار قادم تشو تشو!!
تخاطب امرأة ابنتها الرضيعة الجالسة على مقعدها الخاص المقابل لطاولة الإفطار حيث تجلس الأسرة المكونة من أم و أب و رضيعين توأمين.
تقوم المرأة بتقريب ملعقة الطعام ناحية فم ابنتها بينما تستمر بتحريكها صعودا و نزولا و هي تصدر صوت مدخنة القطار بعفوية وسط ملامح الرضيعة المستاءة.
و بشكل مفاجئ تنفجر الطفلة بالبكاء بينما تلوح بذراعيها عشوائيا لتدفع بصحن الطعام بعيدا و تتناثر العجة كلها على ملابس الأم.
-بئسا ليس مجددا!! هذا ميئووس منه..
تقول الأم بنبرة متذمرة بسبب تصرف ابنتها الوقح ثم تتنهد.
يشاهد الأب كل ما يحصل و يخاطب زوجته بنبرة مستهزئة
-إذن لا أجيد إطعام الأطفال ها؟ يبدو أن طريقة قطار الطعام لم تفلح هي الأخرى.
ترد الأم بعد تنهيدة طويلة.
-لا أفهم حقا ما الخطب، كنت سأفترض أنها لا تحب العجة لكنها...تلتهمها بشراهة عندما تقوم بسرقتها من حصة أخيها.
يجيب الأب بينما يقوم بإطعام ابنه الثاني بكل هدوء عكس أخته
-ولهذا أجلسناهما بعيدا عن بعضيهما، انظري إلى "مارتن" كيف يأكل بكل أدب و لا يجعلك تستحمين بالعجة في كل مرة.
يقهقه الزوجان من طرفة الأب ليتفاعل معهما "مارتن" بضحكته الملائكية.
تبدو على الطفلة "مارتا" علامات الاستياء و الغضب كالعادة، و هذا ما كانت تؤول إليه الأمور مذ فتح التوأمان "سنكلير" عينيهما للحياة.
و في هذه الأجواء العائلية الطريفة، بدا و كأن إضاءة المطبخ قد بدأت في التلاشي شيئا فشيئا على الرغم من أن بروز شمس الصيف ذلك الصباح
تلاحظ السيدة "سنكلير" ذلك ما دفعها إلى التساؤل.
-ما هذا؟ هل حجبت الغيوم الشمس أم ماذا؟
يجيب الأب مستغربا
-غريب...و كأنه الغروب بالفعل.
وسط هذه الأجواء المعتمة، يتسلل غبار رمادي اللون داخل المطبخ و يستمر بالتكاثف ما أثار ذعر الأسرة لوهلة من الزمن، ثم بعدها و بشكل مفاجئ يسقط كلا الأبوين أرضا مغشيا عليهما ليبدأ "مارتن" في البكاء و الصياح.
-ششش! لا داعي للبكاء..فقد شاء القدر أن تسخر نفساكما لخدمة التوازن..
تظهر سيدة طويلة القامة يحجبها رداء طويل ذات بشرة ناصعة البياض، تربع على رأسها تاج فضي شامخ، تنسدل من تحته قطعة قماشية شفافة مزينة ببريق رمادي أمتدت حتى آخر ظهرها، و أكثر ما أبرزها هي أجنحتها الأربعة المهولة، التي اتخذت شكل أوراق الشجر بلون رمادي فاتح، أحاطت أناملها حول عصا رفيعة و شديدة الطول اتخذتها كمقبض لصولجانها الفضي، حيث توضعت أعلاه كرة زجاجية مضيئة تبين أنها مصدر ذلك البخار الكثيف الذي بدأ بالتلاشي.
تتقدم صوب الطفلين بخطوات متثاقلة توحي بالرزانة ثم ترفع صولجانها عاليا قائلة بنبرة سلسة
-سينسى العالم وجود هذين الطفلين..و سيولدان من جديد لخدمة التوازن!!
بمجرد قولها هذه الكلمات ينبعث نور ساطع من كرة الصولجان الزجاجية و بذلك تم محو وجود التوأمين "سنكلير" من هذا العالم.
----------------------------------------------------------
أراضي كيوبد، مكان يقبع فوق السحاب..حيث يتم الحفاظ على توازن و استقرار العالم، فلا وجود للنور إلا إذا وجد الظلام و العكس كذلك صحيح، و هذا بالضبط ما يسعى إليه جنود الكيوبد.. الحرص على ثبات ميزان القوى المتضادة و حمايته من أي خلل محتمل.
فنحن الكيوبد و على الرغم من اختلاف مبادئنا و طبائعنا، إلا أن هدفنا واحد..فلا وجود للحب إلا إذا وجدت الكراهية و الأمر ذاته ينطبق في حالة التعاكس، فبدوننا شتنتشر الفوضى و الحروب..و قد يتلاشى الكيان البشري و لن يصير سوى عبد لوهم الحب الدائم..
أنتم الآن قد أصبحتم الأمل الجديد لهذا العالم، طهارة قلوبكم و سوادها ستشحذ سهامكم بطاقة الحب و الكره الأبدية..بذلتم جهودكم و تدربتم بجد لهذه اللحظة، و الآن انطلقوا..انطلقوا و انشروا شعار كيوبد في العالم السفلي!!
ينتهي خطاب سيدة الصولجان الواقفة على مصطبة مرتفعة وسط مكان محاط بسحاب كثيف أمام جمهور هائل، و التي بدت و كأنها ملكة أراضي كيوبد نسبة لتاجها الفضي و هيئتها المهيبة.
تتعالى صرخات جميع الحضور عاليا معبرين عن اشتعال حماستهم من خطاب الملكة "كويبيديا"، و قد كانوا حشدا مهولا من الأطفال ذوي سن العاشرة متوزعين على مجموعتين منفصلتين، مجموعة يرتدون بذلات بيضاء مزودة بأجنحة ملاك ريشية، تعوم فوق رؤوسهم حلقات ذهبية و على ظهورهم توجد سهام على شكل قلب زهري و قوس ذهبي، على الجهة الأخرى مجموعة يرتدون بذلات جلدية سوداء مزودة بأجنحة خفافيش شديدة السواد، تتوضع فوق رؤوسهم قرون قرمزية و على ظهورهم سهام على شكل قلب أسود مكسور و قوس متفحم.
فجأة يرفرف الجميع أجنحتهم محلقين في فيالق و متوجهين ناحية عدة مواقع متفرقة صوب السحاب المحيط بالمكان، بمعدل فئة المجموعة الأولى و فئة من المجموعة الثانية في الفيلق الواحد.
إحدى هذه الفيالق يقودها طفلان ملامحهما متشابهة نوعا ما، نعم إنهما التوأمان "سنكلير" فعلى ما يبدو وجودهما لم يمح كليا..كان "مارتن" قائدا لفئة المجموعة الأولى خاصته المعروفين بكيوبد الحب، عكس أخته "مارتا" التي كانت قائدة فئة المجموعة الثانية المعروفين بكيوبد الكراهية، عبروا خلال السحاب الكثيف الذي تبين أنه بوابة لعالم البشر السفلي.
يلتفت "مارتن" ناحية أخته و يرمقها بنظرات استحقار
-ما أجمل أن تكون سببا في سعادة الناس توافقينني؟ أو مهلا..طبعا لا تفعلين فأنا أشك أنك تعرفين معنى السعادة أصلا.
يتابع كلامه بقهقهة ساخرة.
تشيح "مارتا" بنظرها بعيدا غير مستجيبة لتعليق أخيها المستفز و علامات الاستياء الشديد بادية على محياها.
و أخيرا تبدد ذلك السحاب كاشفا عن السماء الصافية، و فيلق الكيوبد متوجه ناحية مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية.
يصرخ كل من "مارتا" و "مارتن" معطيين إشارة للفيلق
-تفرقوا!
يتفرق الفيلق بشكل عشوائي لأداء مهامهم.
يتجه "مارتن" صوب محطة القطار السريع لعلمه أنها مكان يعرف عنه أنه ملقى للعشاق.
-أووو يوجد العديد من الناس هنا، لكن لا أشعر بأي شرارة بعد..
يلمح "مارتن" فتاة قد اصطدمت بشاب و أوقعت أمتعتها أرضا إثر ذلك، ليهرع الشاب و يساعدها على حملهم مجددا.
-مثالي! أشعر بشرارة الحب تنبعث من هذين الاثنين، آه الحب الرومانسي من طرفين نوعي المفضل، حسنا لنشعل هذه الشرارة!
يمسك "مارتن" قوسه الذهبي و يثبت عليه إحدى سهامه، ثم يوجه السهم ناحيتهما و يقوم بإطلاقه ليصيب الفتاة، ثم بعدها مباشرة يستهدف الشاب و يطلق عليه سهما آخر.
بينما الشابان منغمسان في تجميع الأمتعة تتلامس يداهما عن طريق الخطأ ما يؤدي إلى إشتعال شرارة الحب بينهما.
-أشعر بسعادة غامرة! هدفاي الأولان سيتزوجان و يعيشان حياة لا مثيل لها يا للروعة! حسنا إذن لنعثر على أهداف أخرى لإسعادها!
في تلك الأثناء تحلق "مارتا" فوق مباني حي من أحياء المدينة باحثة عن هدفها الأول، لتشعر بشرارة كره منبعثة من أحد المنازل أسفلها.
-حان الوقت لجعل الناس تكره بعضها ياي أنا متحمسة..
تقول "مارتا" باستهتار.
تهبط ببطء صوب المنزل المنشود مخترقة سقفه و كأنها شبح، لتجد طفلا صغيرا بعمرها تقريبا بملابس مهترئة و هو جالس على الأرضية و متئك على باب غرفته و يبكي بصوت مكبوت، تشعر "مارتا" بالأسى عليه نوعا ما لكن ما بيدها حيلة..ففي الأخير لم تأت هنا إلا لزيادة تعاسته أكثر فحسب.
-والده يعنفه كل يوم تقريبا طيلة سنين، يبدو أن قلبه لم يعد يتحمل و شرارة الكره قد اتقدت بالفعل..دعنا ننتهي من هذا سريعا.
تصوب "مارتا" إحدى سهامها صوب الفتى ثم تطلقها في نفس اللحظة ما جعل شرارة الكره تشتعل متغلغلة في قلبه البريء.
-أكرهك، أنا أكرهك!! ليتك تموت!!
يصرخ الطفل مفصحا عن كل ما يشعر به.
تتنهد "مارتا" متأثرة بحال الفتى المسكين، ثم تحلق مغادرة المكان.
بينما هي تحلق باحثة عن هدفها التالي، نفسها لا تنفك عن التساؤل.
-هل أنتمي إلى هنا حقا؟ هل هذا قدري المزعوم؟
------------------------------------------------------
التعديل الأخير بواسطة المشرف: