الختم الذهبي Cupid Twins|| تابع لفعالية ملهم (1 زائر)


K a s u m e

Sadness Breather~
إنضم
23 مايو 2020
رقم العضوية
11114
المشاركات
412
مستوى التفاعل
3,353
النقاط
270
أوسمتــي
5
العمر
19
الإقامة
ظلمات الأعماق
توناتي
1,760
الجنس
ذكر
LV
1
 
img
vIKxfOr.gif

S A L W A | 5/7/2023
الإسم بالإنجليزي: Cupid Twins
الإسم بالعربي: توأم كيوبد
التصنيف: فانتازيا_دراما_خوارق
من كتابة و تأليف: @Cursed Wind
الهيدر: تابع لفعالية ملهم

~قراءة ممتعة جوجو1~

img

كيوبد، لطالما ظنه الناس كيانا خرافيا يرمز للحب و النقاء، خرافة لرضيع مجرد من النسيج بأجنحة ملاك و حلقة ذهبية تحوم فوق رأسه، يجوب العالم بحثا عن الكراهية ليبيدها بأسهم الحب الصادق خاصته ناشرا أواصر المودة و المحبة بين الناس. لا شك أن من اخترع هذه الخرافة قد عاش حياة خالية من عاطفة الحب لدرجة أنه لم يكن يؤمن بوجودها فعلا، و هذا ما دفعه على الأرجح إلى تجسيدها في صورة أنقى الكائنات على وجه الأرض و أكثرها براءة..الأطفال، بالإضافة إلى الأجنحة البيضاء الناصعة و الحلقة الذهبية العائمة لخلق أبهى صورة مناسبة.

لكن ماذا لو كانت الخرافات جزء لا يتجزأ من الواقع المعيش؟ هنا يتم طرح التساؤل، إذا كان الحب من صنع الكيوبد..فما الذي يصنع الكره؟
-------------------------------------------------------

-هيا افتحي فمك، القطار قادم تشو تشو!!
تخاطب امرأة ابنتها الرضيعة الجالسة على مقعدها الخاص المقابل لطاولة الإفطار حيث تجلس الأسرة المكونة من أم و أب و رضيعين توأمين.
تقوم المرأة بتقريب ملعقة الطعام ناحية فم ابنتها بينما تستمر بتحريكها صعودا و نزولا و هي تصدر صوت مدخنة القطار بعفوية وسط ملامح الرضيعة المستاءة.
و بشكل مفاجئ تنفجر الطفلة بالبكاء بينما تلوح بذراعيها عشوائيا لتدفع بصحن الطعام بعيدا و تتناثر العجة كلها على ملابس الأم.

-بئسا ليس مجددا!! هذا ميئووس منه..
تقول الأم بنبرة متذمرة بسبب تصرف ابنتها الوقح ثم تتنهد.
يشاهد الأب كل ما يحصل و يخاطب زوجته بنبرة مستهزئة

-إذن لا أجيد إطعام الأطفال ها؟ يبدو أن طريقة قطار الطعام لم تفلح هي الأخرى.
ترد الأم بعد تنهيدة طويلة.
-لا أفهم حقا ما الخطب، كنت سأفترض أنها لا تحب العجة لكنها...تلتهمها بشراهة عندما تقوم بسرقتها من حصة أخيها.
يجيب الأب بينما يقوم بإطعام ابنه الثاني بكل هدوء عكس أخته

-ولهذا أجلسناهما بعيدا عن بعضيهما، انظري إلى "مارتن" كيف يأكل بكل أدب و لا يجعلك تستحمين بالعجة في كل مرة.
يقهقه الزوجان من طرفة الأب ليتفاعل معهما "مارتن" بضحكته الملائكية.
تبدو على الطفلة "مارتا" علامات الاستياء و الغضب كالعادة، و هذا ما كانت تؤول إليه الأمور مذ فتح التوأمان "سنكلير" عينيهما للحياة.
و في هذه الأجواء العائلية الطريفة، بدا و كأن إضاءة المطبخ قد بدأت في التلاشي شيئا فشيئا على الرغم من أن بروز شمس الصيف ذلك الصباح
تلاحظ السيدة "سنكلير" ذلك ما دفعها إلى التساؤل.

-ما هذا؟ هل حجبت الغيوم الشمس أم ماذا؟
يجيب الأب مستغربا
-غريب...و كأنه الغروب بالفعل.
وسط هذه الأجواء المعتمة، يتسلل غبار رمادي اللون داخل المطبخ و يستمر بالتكاثف ما أثار ذعر الأسرة لوهلة من الزمن، ثم بعدها و بشكل مفاجئ يسقط كلا الأبوين أرضا مغشيا عليهما ليبدأ "مارتن" في البكاء و الصياح.

-ششش! لا داعي للبكاء..فقد شاء القدر أن تسخر نفساكما لخدمة التوازن..
تظهر سيدة طويلة القامة يحجبها رداء طويل ذات بشرة ناصعة البياض، تربع على رأسها تاج فضي شامخ، تنسدل من تحته قطعة قماشية شفافة مزينة ببريق رمادي أمتدت حتى آخر ظهرها، و أكثر ما أبرزها هي أجنحتها الأربعة المهولة، التي اتخذت شكل أوراق الشجر بلون رمادي فاتح، أحاطت أناملها حول عصا رفيعة و شديدة الطول اتخذتها كمقبض لصولجانها الفضي، حيث توضعت أعلاه كرة زجاجية مضيئة تبين أنها مصدر ذلك البخار الكثيف الذي بدأ بالتلاشي.
تتقدم صوب الطفلين بخطوات متثاقلة توحي بالرزانة ثم ترفع صولجانها عاليا قائلة بنبرة سلسة

-سينسى العالم وجود هذين الطفلين..و سيولدان من جديد لخدمة التوازن!!
بمجرد قولها هذه الكلمات ينبعث نور ساطع من كرة الصولجان الزجاجية و بذلك تم محو وجود التوأمين "سنكلير" من هذا العالم.
----------------------------------------------------------
أراضي كيوبد، مكان يقبع فوق السحاب..حيث يتم الحفاظ على توازن و استقرار العالم، فلا وجود للنور إلا إذا وجد الظلام و العكس كذلك صحيح، و هذا بالضبط ما يسعى إليه جنود الكيوبد.. الحرص على ثبات ميزان القوى المتضادة و حمايته من أي خلل محتمل.

فنحن الكيوبد و على الرغم من اختلاف مبادئنا و طبائعنا، إلا أن هدفنا واحد..فلا وجود للحب إلا إذا وجدت الكراهية و الأمر ذاته ينطبق في حالة التعاكس، فبدوننا شتنتشر الفوضى و الحروب..و قد يتلاشى الكيان البشري و لن يصير سوى عبد لوهم الحب الدائم..
أنتم الآن قد أصبحتم الأمل الجديد لهذا العالم، طهارة قلوبكم و سوادها ستشحذ سهامكم بطاقة الحب و الكره الأبدية..بذلتم جهودكم و تدربتم بجد لهذه اللحظة، و الآن انطلقوا..انطلقوا و انشروا شعار كيوبد في العالم السفلي!!

ينتهي خطاب سيدة الصولجان الواقفة على مصطبة مرتفعة وسط مكان محاط بسحاب كثيف أمام جمهور هائل، و التي بدت و كأنها ملكة أراضي كيوبد نسبة لتاجها الفضي و هيئتها المهيبة.
تتعالى صرخات جميع الحضور عاليا معبرين عن اشتعال حماستهم من خطاب الملكة "كويبيديا"، و قد كانوا حشدا مهولا من الأطفال ذوي سن العاشرة متوزعين على مجموعتين منفصلتين، مجموعة يرتدون بذلات بيضاء مزودة بأجنحة ملاك ريشية، تعوم فوق رؤوسهم حلقات ذهبية و على ظهورهم توجد سهام على شكل قلب زهري و قوس ذهبي، على الجهة الأخرى مجموعة يرتدون بذلات جلدية سوداء مزودة بأجنحة خفافيش شديدة السواد، تتوضع فوق رؤوسهم قرون قرمزية و على ظهورهم سهام على شكل قلب أسود مكسور و قوس متفحم.
فجأة يرفرف الجميع أجنحتهم محلقين في فيالق و متوجهين ناحية عدة مواقع متفرقة صوب السحاب المحيط بالمكان، بمعدل فئة المجموعة الأولى و فئة من المجموعة الثانية في الفيلق الواحد.
إحدى هذه الفيالق يقودها طفلان ملامحهما متشابهة نوعا ما، نعم إنهما التوأمان "سنكلير" فعلى ما يبدو وجودهما لم يمح كليا..كان "مارتن" قائدا لفئة المجموعة الأولى خاصته المعروفين بكيوبد الحب، عكس أخته "مارتا" التي كانت قائدة فئة المجموعة الثانية المعروفين بكيوبد الكراهية، عبروا خلال السحاب الكثيف الذي تبين أنه بوابة لعالم البشر السفلي.
يلتفت "مارتن" ناحية أخته و يرمقها بنظرات استحقار

-ما أجمل أن تكون سببا في سعادة الناس توافقينني؟ أو مهلا..طبعا لا تفعلين فأنا أشك أنك تعرفين معنى السعادة أصلا.
يتابع كلامه بقهقهة ساخرة.
تشيح "مارتا" بنظرها بعيدا غير مستجيبة لتعليق أخيها المستفز و علامات الاستياء الشديد بادية على محياها.
و أخيرا تبدد ذلك السحاب كاشفا عن السماء الصافية، و فيلق الكيوبد متوجه ناحية مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية.
يصرخ كل من "مارتا" و "مارتن" معطيين إشارة للفيلق

-تفرقوا!
يتفرق الفيلق بشكل عشوائي لأداء مهامهم.
يتجه "مارتن" صوب محطة القطار السريع لعلمه أنها مكان يعرف عنه أنه ملقى للعشاق.

-أووو يوجد العديد من الناس هنا، لكن لا أشعر بأي شرارة بعد..
يلمح "مارتن" فتاة قد اصطدمت بشاب و أوقعت أمتعتها أرضا إثر ذلك، ليهرع الشاب و يساعدها على حملهم مجددا.
-مثالي! أشعر بشرارة الحب تنبعث من هذين الاثنين، آه الحب الرومانسي من طرفين نوعي المفضل، حسنا لنشعل هذه الشرارة!
يمسك "مارتن" قوسه الذهبي و يثبت عليه إحدى سهامه، ثم يوجه السهم ناحيتهما و يقوم بإطلاقه ليصيب الفتاة، ثم بعدها مباشرة يستهدف الشاب و يطلق عليه سهما آخر.
بينما الشابان منغمسان في تجميع الأمتعة تتلامس يداهما عن طريق الخطأ ما يؤدي إلى إشتعال شرارة الحب بينهما.

-أشعر بسعادة غامرة! هدفاي الأولان سيتزوجان و يعيشان حياة لا مثيل لها يا للروعة! حسنا إذن لنعثر على أهداف أخرى لإسعادها!
في تلك الأثناء تحلق "مارتا" فوق مباني حي من أحياء المدينة باحثة عن هدفها الأول، لتشعر بشرارة كره منبعثة من أحد المنازل أسفلها.
-حان الوقت لجعل الناس تكره بعضها ياي أنا متحمسة..
تقول "مارتا" باستهتار.
تهبط ببطء صوب المنزل المنشود مخترقة سقفه و كأنها شبح، لتجد طفلا صغيرا بعمرها تقريبا بملابس مهترئة و هو جالس على الأرضية و متئك على باب غرفته و يبكي بصوت مكبوت، تشعر "مارتا" بالأسى عليه نوعا ما لكن ما بيدها حيلة..ففي الأخير لم تأت هنا إلا لزيادة تعاسته أكثر فحسب.

-والده يعنفه كل يوم تقريبا طيلة سنين، يبدو أن قلبه لم يعد يتحمل و شرارة الكره قد اتقدت بالفعل..دعنا ننتهي من هذا سريعا.
تصوب "مارتا" إحدى سهامها صوب الفتى ثم تطلقها في نفس اللحظة ما جعل شرارة الكره تشتعل متغلغلة في قلبه البريء.
-أكرهك، أنا أكرهك!! ليتك تموت!!
يصرخ الطفل مفصحا عن كل ما يشعر به.
تتنهد "مارتا" متأثرة بحال الفتى المسكين، ثم تحلق مغادرة المكان.
بينما هي تحلق باحثة عن هدفها التالي، نفسها لا تنفك عن التساؤل.

-هل أنتمي إلى هنا حقا؟ هل هذا قدري المزعوم؟
------------------------------------------------------

 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

K a s u m e

Sadness Breather~
إنضم
23 مايو 2020
رقم العضوية
11114
المشاركات
412
مستوى التفاعل
3,353
النقاط
270
أوسمتــي
5
العمر
19
الإقامة
ظلمات الأعماق
توناتي
1,760
الجنس
ذكر
LV
1
 
img

بحلول الغروب تنتهي دورية الفيالق الحالية و تبدأ دورية الفيالق الليلية، لتعود جميعها إلى أراضي كيوبد بعد يوم طويل من العمل.
تهبط الفيالق في أماكنها المخصصة لتتجه بعدها إلى المراكز الخاصة بكل منطقة من العالم السفلي، حيث يترأسها جنود قدامى من الكيوبد الذين أصبحوا بمرتبة الجنرالات بسبب خبرتهم الواسعة.
بينما يتجه فيلق "مارتن" و "مارتا" إلى مركز "سان فرانسيسكو" للإدلاء بتقاريرهم حول يومهم الأول من العمل، يحاول "مارتن" استفزاز أخته كالعادة.

-جديا أختاه أشعر بالأسى على كل الأشخاص الذين تسببت في تعاستهم اليوم..آه ليت بإمكاني إسعادهم من جديد.
هذه المرة يبدو أن كلام "مارتن" قد أثر بشكل أكبر على أخته لدرجة لم تتمالك أعصابها.
-لم أتسبب في تعاستهم!..كل ما فعلته هو تحرير مشاعرهم كما هو من المفترض أن يحدث، هذا هو التوازن
يجيب "مارتن" بضحكة ساخرة استفزت "مارتا" أكثر.
-التوازن؟ ليست سوى كلمة يحاولون بها حجب حقيقتكم كيف أنكم بلا فائدة حقا، جديا لم أنتم موجودون أصلا؟ أنا واثق أن العالم سيكون أفضل بكثير من دونكم.
اخترقت كلمات "مارتن" فؤاد "مارتا" كالسهام و شعرت فعلا بانعدام قيمتها، و كان ذلك باديا على محياها ما زاد من نشوة "مارتن" و إحساسه بالنصر.
بعد إدلاء تقارير كل عضو إلى جنرالات الكيوبد يتجه كل منهم إلى شقته في سكن الفيلق، الذي ينقسم بدوره إلى قسم خاص بكيوبد الحب و قسم خاص بكيوبد الكراهية، في تلك الليلة قرر كل من القسمين الاحتفال بأول يوم من العمل، كانت اجواء الاحتفال جميلة بشكل لا يوصف و كان الجميع مستمتعين بوقتهم، إلا "مارتا" فبعكس زملائها من كيوبد الكراهية الذين لم ينفكوا يتحدثون عن يومهم و كيف أنهم قد استمتعوا بوقتهم أثناء العمل، "مارتا" لم تشعر بأنها تنتمي إليهم فعلى الرغم من كونها ولدت بهذه الطبيعة العدائية إلا أنها مع مرور الزمن تغيرت طباعها و صارت تميل أكثر إلى اللطف و الرقة.
مرت سنوات على هذا الحال، روتين يومي أهلك روح "مارتا" أكثر من قبل، لم يعد بإمكانها تجاهل مشاعرها و إحساس الذنب الشديد اتجاه الأشخاص الذين أشعلت قلوبهم بنيران الكراهية، بالإضافة إلى تنمر أخيها المستمر الذي سبب لها عقدة لا تنفك، كانت تأمل لو بإمكانها تبادل الفرق و حينها سيتغير كل شيء للأحسن، لكنها تعلم جيدا كم أن قوانين "كيوبيديا" صارمة و الويل سيحل على كل من يحاول كسرها، كما أنه يستحيل تقريبا تحقيق هدف كذاك فهي ولدت ككيوبد كراهية في النهاية.
و هذا ما أدركته "مارتا" بعد سبع سنوات من بداية هذا العذاب النفسي، و تحولت مشاعر الذنب و الندم إلى مشاعر كره و حقد لأولئك الذي يعيشون حلمها المستحيل..و على رأسهم أخوها "مارتن"! ما دفعها إلى اتخاذ خطوة قد تودي بمستقبل أراضي كيوبد و العالم بأسره!!
-------------------------------------------------------
بينما تتربع الملكة "كيوبيديا" على عرشها متخذة وضع التأمل، إذ بباب قاعة القصر الرئيسية تفتح ليدخل رجل أصلع مسن بعباءة رمادية و لحية كثيفة طويلة، و هو يحلق بحناحية الرماديين الشبيهين بأوراق الشجر بينما يحمل عدة وثائق بين ذراعيه، يتقدم صوب عرش الملكة ثم يحط أرضا منحنيا لسموها.

-سمو الملكة، وردنا خبر عن وجود توأم منشود في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية ذكران يبلغان من العمر أربعة أشهر، و علامات الكيوبد بارزة على روحيهما و قد بلغت ذروتها بالفعل.
تنهض "كويبيديا" من عرشها مفردة أجنحتها.
-سان فرانسيسكو ثانية، آخر مرة ذهبت إليها كانت قبل سبع سنوات، كلاهما قد أصبحا قائدين لفيلقهما الآن، على كل..يبدو أن رحلتي الصغيرة ستوافق مناوبة الفيالق النهارية، ما يعني أني سأتواجد أثناء دورية فيلق "سان فرانسيسكو"، أعتمد عليك لتولي زمام الأمور هنا "لوكان".
-طبعا سمو الملكة سأكون عند حسن ظنك، رحلة موفقة.
يجيب "لوكان" منحنيا.
-----------------------------------------------------
في مركز "سان فرانسيسكو"، يستعد الفيلق لأداء دوريتهم المعتادة آخذين المعدات المناسبة، فجأة إذ بمسؤول المركز يقتحم المكان و بدا عليه توتر مريب.

-انتباااه!
يلتفت أعضاء الفيلق العشرون نحو مصدر الصوت بينما يعتريهم مزيج من الفضول و الاستغراب.
-تشكيلة التأهب! سريعا لدينا ضيف مهم!!
تتعالى تمتمات الجميع المتسائلة عن أمر هذا الضيف المفاجئ بينما يصطفون بشكل أفقي أمام باب المركز.
-سفيرة التوازن، حاكمة السلام..سمو الملكة "كيوبيديا"!!
يصاب الجميع بنوبة هلع مفاجأة بعد سماعهم لكلمات مسؤول المركز، لتدخل بعدها بلحظات الملكة "كيوبيديا" بهيئتها المهيبة ما دفع الجميع للانحناء طواعية.
-صباح التوازن جميعا، أعتقد أن هذا أول لقاء لنا منذ ترسيمكم، تلقيت مؤخرا خبر ظهور توأم منشود في سان فرانسيسكو، ما يعني أنني سأرافقكم شخصيا أثناء دوريتكم لاصطحابهما إلى أراضي كيوبد.
يصدم الجميع من الخبر الصادم، كما أثار حماستهم بما أنهم قد حصلوا على فرصة استثنائية لاستعراض كفاءتهم أمام الملكة.
-وااا إنها الملكة بشحمها و لحمها! لا أكاد أصدق أنها سترافقنا إلى العالم السفلي!!
يخاطب "مارتن" رفاقه من الفيلق و البسمة تشق وجهه.
وسط أجواء الحماس و الدهشة، شخص واحد بدا مختلفا بشكل يثير الريبة، "مارتا" التي ارتسمت على ملامحها تعبيرات أقرب إلى الشر كما لو أنها تخطط لأمر ما، أمر غير جيد بتاتا.
تتقدم الملكة الفيلق معلنة عن إشارة الانطلاق، ليتجه الجميع خلف الملكة نحو بوابة السحاب المرشدة إلى مدينة "سان فرانسيسكو".
في سماء المدينة، تخاطب الملكة الفيلق.

-سأذهب الآن لأداء الواجب، أنجزوا دوريتكم بشكل طبيعي و لا تلقوا بالي لوجودي، هيا انطلقوا!
يتقرق الجميع نحو طرق عشوائية، لكن و قبل أن يبتعد "مارتن" أكثر عن الفيلق إذ به يلحظ أخته "مارتا" و هي تحلق خلف الملكة بشكل متخف، ما دفعه إلى تغيير مساره ناحيتهما لإشباع فضوله المكبوت.
-ما الذي تخطط له تلك المعتوهة؟ أنا واثق أنه لا وجود لشرارة من أي نوع في هذه الطريق، علام تنوي؟
تهبط الملكة أمام منزل التوأم المنشود، لتحط خلفها مباشرة "مارتا" و هي موجهة قوسها المتفحم ناحيتها ثم تثبت إحدى سهامها عليه مستعدة للإطلاق، يتحرر السهم و يتجه بسرعة خاطفة نحو هدفه و فجأة يتدخل "مارتن" بسرعة حاجبا الطلقة عن الملكة ليصاب هو الآخر في مركز صدره.
تلتفت الملكة خلفها لتصدم من المشهد الذي رأته، يجثو "مارتن" على ركبيتيه محكما يديه على صدره متألما و بياض بذلته يبدأ في السواد شيئا فشيئا، تحدق الملكة صوب "مارتا" التي بدت عليها هي الأخرى ملامح الصدمة.

-ما الذي..ما الذي..ما الذي فعلته!!!
توجه الملكة صولجانها ناحية "مارتا" مطلقة العنان لهجمة ضوئية تحررت من كرتها الزجاجية ما جعلها تندفع مترين إلى الوراء واقعة أرضا.
-ما غايتك من هذا؟ أتدركين حجم الفعل الذي ارتكبته؟ لقد مسست بالتوازن!
-توازن؟ لا وجود لأمر كهذا، ما الضرر إذا عاش العالم في حب و سلام؟ أوليس من الأفضل نفي وجود الكراهية إلى الأبد؟ ألست محقة..."مارتن"
ترمق "مارتا" أخاها الجاثي على الأرض بنظرات استحقار ليبادلها "مارتن" بنظرات مفزوعة بينما بذلته تؤول إلى السواد أكثر فأكثر.
-إذا كنت تسعين إلى نبذ الكراهية، فما هدفك من هذا كله؟؟
تخاطب "كيوبيديا" "مارتا" بذعر متسائلة لتجيب الأخرى بقهقهة مستهترة.
-أنسيت؟ لقد ولدت ككيوبد كراهية في النهاية على الرغم أني كنت أتمتع بروح مسالمة محبة للغير، كنت أتقطع ندما على جميع الأشخاص الذين خربت أواصر المودة بينهم دون رحمة، سبع سنوات و أنا أعاني بصمت و لا أنفك ألوم القدر على حظي التعيس هذا..أو تعرفين ما أسوء ما في الأمر؟ تتعرضين للتنمر يوميا من قبل أخيك في الفيلق بسبب وجودك في هذا العالم! كنت أحاول إصابتك في الواقع لكن هذا الأخرق قد تلقى الضربة بدلا عنك، هذا أفضل بكثير مما كنت أخطط له..الآن سيتسخ قلبه و لن ينشر شيئا سوى الكراهية المطلقة!!!
--------------------------------------------------------------------------
 
التعديل الأخير:

K a s u m e

Sadness Breather~
إنضم
23 مايو 2020
رقم العضوية
11114
المشاركات
412
مستوى التفاعل
3,353
النقاط
270
أوسمتــي
5
العمر
19
الإقامة
ظلمات الأعماق
توناتي
1,760
الجنس
ذكر
LV
1
 
img

في هذه الأثناء يستولي السواد كليا على جسد و روح "مارتن" يتغير لون بذلته للأسود الداكن، و أجنحته الملائكية تتبدد لتصير أجنحة خفاش مدببة، و بدل حلقته الذهبية ينمو له قرنان قرمزيان، و بهذا يتحول "مارتن" بشكل نهائي إلى كيوبد كراهية، بعد أن كان يذمهم طيلة حياته.
تجثو الملكة على الأرض و أطراف أصابعها قد بدأت في الاختفاء تدريجيا.

-سيء! هذا سيء! يجب أن يتساوى الحب مع الكراهية و إلا..سيتلاشى التوازن من العالم!
-ألازلت تتفوهين بالكلام الفارغ؟ لا وجود لشيء اسمه التوازن..إذا لم أولد بالطريقة التي أريدها..فالجميع سيصير شبهي دون استثناء!!
تستعد "مارتا" لتسديد طلقة أخرى صوب الملكة، ليندفع "مارتن" ناحية أخته و يحكم ذراعيه حول خصرها محلقا عاليا.

-آععه افلتني! كنت على وشك الانتهاء من الأمر!
-أيتها الحمقاء! أأنت أنانية لهذه الدرجة؟! فعلا لا تفكرين سوى بنفسك..
يعم صمت غريب لوهلة، تتوقف "مارتا" عن المقاومة لتبدأ في الضحك بصوت متقطع و منخفض.
-أنانية؟ لا أفكر سوى بنفسي؟ هل فكرت في هذا طيلة السنين التي كنت فيها تقطع فؤادي يوميا بكلماتك الجارحة؟.."مارتن".
يصدم "مارتن" من كلام أخته الذي بدى و كأنه كبت لوقت طويل داخلها.
-"مارتا" أنا..لم أعلم...هل تمازحينني؟! هذا ليس مبررا لفعلتك إطلاقا! انظري كيف جعلتني أبدو قبيحا مثلك!
-أهذا كل ما تهتم له؟ نفسك و مظهرك؟ أنت فعلا لا تفكر سوى بنفسك..
تبدأ "مارتا" في ذرف الدموع
-هذا العالم ليس عادلا..ليس عادلا بتاتا، أين التوازن المزعوم وجوده؟! لماذا ولدت من الأساس لماذا؟؟ كل ما أردته هو أن أنشر البهجة و السعادة مثلك تماما، لماذا لم يتسنى لي اختيار القدر الذي أريد أن أعيشه!..
وسط دموع "مارتا" المتحسرة إذ بها تفاجئ بعناق قوي من أخيها "مارتن".
-لم أعلم أنك تشعرين على هذا النحو، أنا آسف..آسف حقا، أعتذر على كل ما بدر مني، كان المفترض أن أكون الأخ الداعم لأخته، أنت لست بلا فائدة "مارتا"..
تتسمر "مارتا" في مكانها بعد سماعها لاعتذار أخيها الصادق و لم تتمكن من التحكم في دموعها لتبادر هي الأخرى بعناق "مارتن" بقوة.
و بشكل مفاجئ تتولد هالة ناصعة حول "مارتن" ليبدأ السواد الذي اجتاحه في التلاشي كاشفا عن هيىته الملائكية من جديد.

-ما الذي؟ ماذا حدث؟!
-يبدو أن طيبة قلبك قد أدت دورها في النهاية.
تقول "كويبيديا" التي سرعان ما وصلت إليهما.
-سمو الملكة أنت بخير!!
-رجعت الأمور إلى مجاريها من جديد و تمت استعادة التوازن، لذا فلن يصيبني أي شي ..."مارتا" تعرفين أن ما فعلته يعتبر جريمة كبرى في أراضي كيوبد.
ترتسم ملامح الخوف على وجه الأخوين "سنكلير" من تهديد المكلة.
-لكن بما أنك أصلحت كل شيء و لم نتعرض لأي خسائر، فسأتغاضى الطرف عن فعلتك هذه المرة اتفقنا؟
تنحني "مارتا" شاكرة
-ش..شكرا لك سمو الملكة.
تتقدم "كويبيديا" صوب "مارتا" و تضع يدها على كتفها.
-قد تبدو الكراهية أمرا مذموما و سيئا، و هي كذلك حقا لكن..الحياة ليست وردية دائما، نعم قد تسبب الكراهية تفرقة بين الناس، قد تسبب تداعيا عاطفيا و جسديا إلا أنها ما يحتاجه المرء أحيانا لبناء شخصية سوية تقدر على مواجهة صعاب الحياة، قد يكره الأطفال آباءهم لسبب التعنيف، لكن هذا سيجعلهم حريصين أكثر على عدم ارتكاب نفس هذه الأخطاء مع أبنائهم في المستقبل، وجودك ليس بلا فائدة "مارتا" اعلمي هذا جيدا..
و أخيرا بعد سنوات طويلة تشعر "مارتا" بقيمتها في هذا العالم، فهمت أخيرا أن التوازن شيء لا بد منه، على الرغم أنها لم تولد بالطريقة التي تمنتها، إلا أنها تعلمت أن تتقبل ذاتها كما هي و تعيش وفق ذلك حياة هانئة سعيدة.
---------------------------------------------------------------------

-صورة الفيلق! هل الجميع مستعدون!
يصرخ الجميع معلنين استعدادهم.
-قولوا كيييوبييييد!!!
-كييييييوبييييد!!
و لأول مرة تلتقط صورة الفيلق حيث تبدو "مارتا" سعيدة فيها..
__________________________________________


تابع لفعالية ملهم

الإلهام #2



img

 
التعديل الأخير:

Dr.Saki~☆

I can 😁
إنضم
31 يناير 2017
رقم العضوية
7666
المشاركات
2,036
الحلول
2
مستوى التفاعل
5,808
النقاط
1,134
أوسمتــي
10
العمر
23
توناتي
15,293
الجنس
أنثى
LV
2
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالك 🤩
اتمنى ان تكون بخير دائما 🥰

القصة ولا غلطة حبيتها 🥰

حسيت الشرير بالقصة مارتن هو السبب بأنه خلاها لمارتا تخرب التوازن 👿

التوازن؟ ليست سوى كلمة يحاولون بها حجب حقيقتكم
كيف كيوبيد الحب و بيطلع منه هيك حكي 👿 وبيتنمر على اخته 🧐

كل ما إقرأ اسم الملكة كيوبيديا بتذكر ويكيبيديا 😆


صراحة وبدون مجاملة كتير حبيت القصة و تمنيتها ما تخلص 😍


لا تحرمنا من هالابداع ❤
 

S A L W A

عندي جناحات بس مفيش هوا ! ~
إنضم
6 يونيو 2015
رقم العضوية
4508
المشاركات
1,765
الحلول
1
مستوى التفاعل
9,378
النقاط
1,211
أوسمتــي
10
العمر
25
توناتي
10,083
الجنس
أنثى
LV
2
 
img


K a s u m e 10/07/2023
جيت لثالث قصة تم طرحها بـ ملهم وانا متحمسة جداً! الإبداع والفن اللي شفته يتعب الحواس
ووصلت عند القصة الأخيرة وفيني توتر شو الإبداع اللي رح شوفه هون؟ هل رح تكون الضربة القاضية؟!
لإني عارفة قصصك واسلوبك كيف تسيطر ع خيال القارئ وي سلام التصنيف المفضل عندي
ع اكثر صورة كان في فضول ناحيتها شو ممكن تجيبوا قصص عليها، فـ بدون طول سيرة ولف ودوران يلا نبدأ قراءة
اوه ما كنت عارفة معنى كيوبيد والله! وانا بقرأ وصفك عن الطفل المجنح اللي فوق راسه قوس قلت معقول هو؟
كتبت كيوبيد ع الانترنت وتأكدت انو هاد الاسم المتعارف عليه له بالأساطير الرومانية! وااو، حبيييت معلومة مفيدة
ي ساتر صدمتني من اول سطر!

جوجو1جوجو1جوجو1جوجو1جوجو1جوجو1جوجو1جوجو1جوجو1

القصة لطيفة كتير، اندمجت فيها وما حسيت ايمت خلصت! فيها حكمة وشعور جميل
خلتني ابتسم بالختام عند التقاط الصورة وظهور مارتا سعيدة لأول مرة، كان معها حق بمشاعرها
وحسيت فيها وكان عندي فضول شو ردة الفعل اللي حتعملها لما راقبت الملكة ولاحقها اخوها
، كان الحماس والفضول ألف! رغم اني كنت بصفها مشاعرياً لكن كلام الملكة اقنعني
نحتاج للكراهية حتى ما نكررها، نحتاج لنحس بألم الشعور حتى نقدر نتعامل برفق مع غيرنا
حتى ما يحسوا فيه ونحميهم منه، فتظهر المحبة والعطف وقتها ... اجواء جميلة جداً حسيت فيها بقصتك
دائماً انهي القراءة عندك وانا راضية ومستمتعة، لا تحرمنا من إبداعك وقسمي منور دايماً بوجودك
دمت بود
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

المتواجدون في هذا الموضوع

المواضيع المتشابهة

المواضيع المتشابهة

أعلى أسفل