الختم الذهبي ملهم | أثِينآ يآ عَبْدةَ دَلمُون ~ (1 زائر)


Diabète

السيفُ في الغمدِ لا تُخشىٰ مضَارِبُهُ ، وسَيـفُ عينيكِ في الحَالَينِ بتّارُ
إنضم
23 فبراير 2023
رقم العضوية
13302
المشاركات
3,796
الحلول
1
مستوى التفاعل
12,963
النقاط
686
أوسمتــي
10
العمر
15
الإقامة
قلب ستار 💫
توناتي
10,048
الجنس
أنثى
LV
1
 
do.php

img

K a s u m e 15/07/2023


× Αθηνά, αιχμάλωτη του Dilmun ×



يامَن غزَت اثينَا مُحيَّاكِ
أيُّ نورٍ تحويهِ وجنتَاكِ
. . .

أنتِ يا فقيدةِ عيناكِ

و أنَا الملمُّ بجفنَاكِ
إن كنتِ قادرةً على النحتِ معصوبةَ المُقلتَانِ
بَين أشجَار الزيتونِ
فأنَا القادرُ على القِتَال معصُوبَ المُقلتَانِ
رفقَةَ حيوَان البومَةِ
. . .
أنتِ من نحتنِي بكُبر جفنايَ

لأحوِيَكِ ، و أحوِي دفئَ أنَاملكِ
ثمَّ أصلِّي لعيناكِ و أصلَّي لتركوازيَّةِ بؤبؤكِ السَّاحر
. . .

اثينَا خاصتِي
نحاتتِي
بيدَ انكِ هربتِي منِّي
الى أين ؟
اثينَا خاصتِي ، آريس خاصتُكِ
سيجوبُ البحارَ بحثًا عنكِ

----

إن كانت في هاته المدينة أنهار مزرقة جافة تحوم حولها غربان جائعة حالكة السواد

تبحث عن جثث بشراهة كبحثي عن حرورة سيمائك باستمرار ،
فما هذا الذي يقطر من جبينك اللامع الساحر ،
فسحرني فرواني ، دموعك المنهمرة تدعوني لأقبِّل جفناك
هل بأي فرصة تنقذينني من هذا العشق الساكن الذي يخنقني جوف كياني المختفي
فتصنعين لي كيانا جديدا بأصابعك الرشيقة كعودك النحيل يحضنك في برد الشتاء في أراضينا الخضراء
يا اثينا ، يا بارعة النحت
أتملكين إسما غيره ، لا أدري ؟
فأنا من عاش ليبصر الحب في تقاسيم وجهك الشاحب فيدمن حدة عيناك ، عندما تذيقينها بحثا عني
و أنا أمامك
أراقبك في صمت أراقبك في سكون و أحط أقدامي على الخشب الشبم
أنتهز الفرصة فأقيدك بشفافية وجودي فلا أقدر و لا تقدرين على إبصاري
و لا تهدينني قدسية إنتباهك ، فأحزن
أنا أحزن ياعزيزتي اثينا
فاصنعي لي وجودا يحويك ، و يحوي دفئ أناملك

---

استقمت أنا من تهوى وجودك يا آريس

أبحث عن وجودك فلا اراه ، و لا ارى وسع منكبيك فلا أقدر على الإحتماء خلفه
لكني أهواه
أنا من اتهمنت بالخيانة لولائي لرمز الحرب غير الموجود و تهميشي لكل ملك غيره
سواء أجاويد أو آخرين من ملوك دلمون الأرض الخصبة
أنا نحاتة المملكة ، أنا اثينا خاصتك ، أنا دافئة الأنامل
عندما أصنع وجودك لتحويني ، و تحوي عودي النحيل و تداعب حدة عيناي ، فتبيض جفناي و يغادر سقمي و تضيء رمادية عيناي
أنا من يهرب حاملا أدوات النحت لأصنعك ثم اعانقك ثم أعصرك باكية
أنا الانثى الصابرة ، و أنا غير القادرة على الصبر مجددا
أراه صعبا لالتقائك ، و اراه سهلا لانتظارك
الى متى سأهواك ياعديم الوجود ، فلا ادري أي إيمان أتمسك به ، لكنني سأبذل ما لدي لأبقى متمسكة بهذا الإيمان
فأنا المجنونة ، و أنت غير الموجود

انا اثينا ، و أنت آريس رمز الحرب خاصتي

----
اسم الرواية | آثينا يا عبدة دلمون ~
الشخصيات الرئيسية | أثينا ، أجاويد ، آريس
التصنيف | تاريخي، خيال، رومانسية ، اثارة ، تراجيدي
عدد الفصول | 3
الحالة | منتهية
تاريخ البدء | 05/07/2023
تاريخ الانتهاء | 08/07/2023
كتابة و تأليف | @Super Nova

تنسيق و تدقيق | @S a n d r a
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

Diabète

السيفُ في الغمدِ لا تُخشىٰ مضَارِبُهُ ، وسَيـفُ عينيكِ في الحَالَينِ بتّارُ
إنضم
23 فبراير 2023
رقم العضوية
13302
المشاركات
3,796
الحلول
1
مستوى التفاعل
12,963
النقاط
686
أوسمتــي
10
العمر
15
الإقامة
قلب ستار 💫
توناتي
10,048
الجنس
أنثى
LV
1
 
do.php





« أثينا : عبدة دلمون »

%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%8A%D8%A9-1-.png


لم تكن دلمون كما عهدناها اليوم فهي الغنية حديثا ببساتينها الخضراء ، كخضرة بؤبؤ الملك أجاويد الأسمر
شديد البنية ثخين الصوت سميك الرأس لا يرضى أن تعارضه إحداهن فيقطع رؤوسهن و يعلقها باستثناء اثينا متمسكة الرأي قوية المواقف
فقد امتلك طيلة مسيرته حكمه عشرات المحضيات ، لكن لم يكونو بلذة اثينا ، و لا بمزة رفضها فتلسعه الرغبة أكثر
بيد أننا لن ننفي عصر سلطته المهيبة ، فهو من حوّل تلك الصحاري الى دلمون اليوم

ففي شمال العِرق العظيم ، الذي لم يغدو عِرقا كقديم زمانه كما سبق في قولنا ،
فبين غزارة الأشجار و كثرتها يعلوها الحمام الأبيض رمز المحبة و السلام و طيور خضراء و أخرى زرقاء تزقزق قرب نوافذ المكتبة الملكية
حيث تقطن اثينا مدمنة الأساطير و قارئة مئات المجلدات المطلعة على ماضي الإغريق فأصبحت بين ملامح وجهها الحادة تشرد طيلة الأوقات
تتخيل سيماء آريس لتنحت له تمثالا ليؤنسها فهو رمز الحرب و الشجاعة ، وهي من تأمن به ليستعيد لها بلدها المغدور، اثينا أسيرة حرب
عبدة لمملكة دلمون ، بيد أن وجهها الساحر أنقذها من بطش التجار لتغدو نحاتا لقصر الملك أجاويد
الذي اشتراها بثمن زهد ساعيا لجعلها ولية العهد
و ليس بمحظية دنيئة المكانة
فتنحت ماتبصره عيناها التركوازية الساحرة من كائنات تزين بيها أروقة القصر دون مقابل ،
و لا تدري بمكيدة أجاويد الثعلب الماكر و مايسعى إليه لتشاركه بئس المصير فتغدو زوجة أجاويد الملك الطاغي

بينما آريس
غير الموجود ، لكنها غارقة في هيامه
هي الغريبة و آريس سارق تفكيرها ، منقذها و منتهى روحها المهشومة
هو غير موجود ، لكنها مؤمنة , مؤمنة بوجوديته
هو الكيان الغامض ، و هي من تسعى لاسدال الستار عليه
حيث تمكث طيلة أوقات فراغها في المكتبة تقرأ عن أسطورة آريس فتلمع عيناها و تعود ليأسها عندما تغادر فتتذكر ماسيحل بها
ففي عهد المملكة الساقطة نيدوك كي ، كانت اثينا إحدى أشهر الفنانين وقتها
فقدم السياح لرؤية فنها من كل حدب و صوب
إلا أن شناعة الحرب قد أدت بها لتكون أسيرة لتخفي هويتها
أجاويد هو الشرير في هذه المسألة ، فهي شبه سجينة من بقايا نيدوك كي ، و عبدة مملكة دلمون

و اليوم أنا بصدد أن أريكم في رحلتنا عن تركوازية الحدقتين ، آسرة القلوب و حبيبة الملك أجاويد ، بعيدة المنال و النافية لكل أوامره ، اثينا
في رحلة تتخللها مطاردة أجاويد و هوسها بآريس
و هي العالقة بينهما
و لسبب ما ، هي لم تذق حبل المشنقة
لجمال سحنتها ، استسلم لها ، لكنها عاصية
فلقبت باثينا ، ملائكة القرن ، رمز الجمال ، مجهولة الاسم و النسب
اثينا بنت دلمون ، بنت الفن و الأدب
لا يدري أحد باسمها الحقيقي و لا هي بناطقة مفصحة عنه
كل مايعرفونه عنها ، هو جبروت صوتها الغليظ ، عندما ترفض طلبات أجاويد

-أتدرين مالنعمة يا اثينا ؟
هي موهبتك ، و هبتي !-
همس في أذنها أجاويد بنبرته المرتبة بينما تلك النحاتة اثينا قابضة الحاجبين تتنهد لترمي وجهها بعيدا عن رمقاته
لكنه ما زال يراقبها و برزانة لهجته قربها أكمل
-ألن تفصحي عن مايخالجك يا اثينا ؟

ألن تقولي أني مقدس ، كائن مقدس ، كأثينا في تركوازية عيناكِ
و أنك واقعة بهيامي -
لكن هذا ليس بصحيح ، فهي المؤمنة و هي المتمسكة بعقيدتها
و هي الكارهة لمطيح بلدها
فرفعت بصرها نحوه ، هاته الجميلة ، الى متى سترفضه ؟
قالت -انا اثينا و انا العاصية لأوامرك-
غزت البسمة ثغره القبيح ، كان أسودًا ، أشهب الملامح ثابت البؤبؤ الأخضر يراقب ثلوج شعرها الأبيض المتوهج
مستمتعا لمجاراتها فأردف - انت عاشقة الفن و الفن يعشقك والفن نفسه يكمن في ملامحك عسيرة الفهم -
لكنها بصمتها مستمرة ، تجاريه و تجاري صبره

راقب سكونها بقربه ، تجلس على الطاولة و تحني عودها النحيل نحو دفترها الصغير ، تمسك قلما و ترسم وجودًا ثم تتنهد
هي من ترسم الميدوسا و تحيي الأفاعي من فوقها
عندما تصنع لها تمثالا
ثم تخبئه في ورشتها خوفا من انتقادات أجاويد المستمرة و الرافضة لكل كيان تصنعه فالميدوسا قوة عظمى
و هي عاشقة الأساطير و أسطورة الميدوسا من بينها ، الميدوسا من تحول من يبصرها لحجارة ، و أجاويد قوة عظمى
لا يرضى بسجينته أن تنظر لقوي غيره ، لكنها تأبى
فيفاجئها بذهابه نحوها ، في تلك الأمسية ذات النسيم العليل
يأمل لو تستقبله بثغر باسم ، فيتزين لها بكلامه المعسول ربما تتقبل لسانه ذات يوم
فيصبر مقابل ذاك اليوم
و شتان بين اثينا و بقية الإناث
فهاته عدوة دلمون الطاغية ، ابنة أراضي نيدوك كي و ابنة العزيمة و الاصرار
لكنها ليست بذلك الجنون ، فرغم غرابة تفكيرها
فهي تقول - حاضر - عندما طلب منها أن تصوره بمهوبتها الأخاذة ، فتنحت له تمثالا ريثما تخبئ بقية تماثيلها عن أنظاره
تنحت مساوئ تقاسيمه
مقابل مكوثها في رفوف قصر الأساطير حيث تنتعش روحها عندما تقرأ عن آريس خاصتها
فنطق أجاويد بتمتمة يتمعن أيديها المتنقلة بين أدواتها عندما وقع في هيامها للمرة التريليون حينما رمق وجهها الهادئ و نظراتها الثابتة
-أبإمكانك يا اثينا أن تعجلي بصنع تمثال لي هاته الأوقات قبيل وصول الوفد الخارجي
فإني أشتهي تزيين عرشي ببديع أعمالك خاصةً عندما تنعمين علي بتخصيص وقتك من أجلي -
اثينا ، نحاتة المملكة ، و رمز الفنون ، فهل ستقبل طلبه ؟
اثينا من تحرمه من انتباهها ، و أجاويد من ينتظرها بفارغ الصبر
هو من ينوي أن يتزوجها ، لكنها مجرد نحات مأسور يسعى خلف لقمته
-انت نحات دلمون ، لكنك سلطان الجمال للملك المبجل أجاويد يا اثينا-
هو من سمح لها بإطلاق العنان لتنحت وجهه الأغطش بعد أن عانت في أسواق العبيد سنينا ظنا منه أنه أنقذها ،
و لا يدري تفضيلها للموت و الخدمة على أن يأنسها في حياتها

فهي الجميلة ذات الأصابع الرشيقة خالقة التماثيل
لكنها عاشقة الجمال ، و لا ترى في تقاسيمه مايرضيها
فنحتت بدلا منه آريس ، رمز الشجاعة ، أسطورة أكل منها الدهر و شرب
آريس هو مليك فؤادها ، حبيب لم يسبق لها رؤيته إلا في أحلامها
لكنها اثينا ، عاشقة الجمال و قاطنة المكتبة الملكية قارئة مجلدات الأساطير
فيناديها أجاويد طالبا تمثالا خافيا رغباته الخاصة
لكنها تفضل كيانا مندثرا على ملك الإمبراطورية الحالية
فأين جزاء عفوه ؟
لكن الفردوس لا يناله أسرى الصراعات ، و لا نحات المملكة متنكر الهوية
رغم نعمة أجاويد ، الا أن حادة العيون عنيدة
و لا القدر يرضى بها عروسا لأجاويد ، حتى لو قبلت دعوته

ففي دجناء تلك الليلة اثناء خلوتها مع تماثيلها
كانت تحيك جزءًا من الميدوسا و تضع جانبا رسم سحنة أجوايد
فبعدما تنهي عملها الحالي ، قررت أن تشرع في صنع الآخر
و في ذلك الظلام الدامس عندما ارتدت أروقة القصر ثوبها قاتم السواد ،
لم يتبقى سوى بضع خدم يجوبون أنحاء المكان ينفذون آخر الأوامر
احداهن تحمل بقايا الأطعمة و ترميها خارجا عندما التقت حارسا انفصل توه عن جماعته فتستحي و تحييه بثوبها الأبيض محمرة الخدين
فيسألها أن يرافقها نحو مسكنها فتخترق الضحكة وجهها الى أذنيها سعيدة في حين أن اثينا تستلهم من لقائهم الظريف هذا
و تتغذى من هاته العصافير فتصنع أعمالها و تنال الاعجاب من الجماهير ، بيد أنها لم تحك كهاته العصافير منذ مدة
فبعد سقوط نيدوك كي و اتخاذها كفنانة لقصر دلمون
أجاويد احتكر موهبتها لنفسه و منع نحت أي جسد غيره فكانت تنحت الميدوسا سرا ، بعدما قررت مخالفة أوامره

و بين تلك الحركات الصامتة ، كان أجاويد غير قادر على النوم
يتقلب يمينا و يسارا ثم يتنهد
هو غير قادر على التركيز ، منذ أن قطنت اثينا قصره ، أهذه لوعة الحب ؟
كان غيورا جدا لتلمح مليكة فؤاده شخصا في أروقة القصر ، فيرغب في حبسها بورشتها ليكون الوحيد المتنعم بلمعة شعرها الفضي و عيونها الزرقاء المتوهجة
حينما استقام من مضجعه مقررا التسلل لورشتها
كانت اثينا قد انتهت من صنع الميدوسا
و بعد تأمل رمادية التمثال جيدا ، لم تكن قادرة على مقاومة رغبتها في صنع آريس
بعدما صنعت مئات الرسومات عليه
و قالت - لن تكون مشكلة ان خصصت قليلا من الزمن فداءك يا آريس خاصتي فأنا من وهبت نفسي إليك -

يقال ان الجمال رفيق الجنون و الجمال يولد الحب ، و نادرا مايحب رفيعو المكانة شخصا قبيحا
و كسلطان دلمون ، أجاويد لم يختلف عنهم
فكان عاشقا لبهاء أثينا بينما كانت مجنونة و ارتفع منسوب غرابتها عندما وجدت نفسها حبيسة بلد غريب
فأصبحت مهووسة بأسطورة ، تمكنها من تذوق الأمل و الشعور بأنها على قيد الحياة
بعد أن تنفست رائحة الدماء سنينا و دفنت جثث نيدوك كي بيديها
فنسيت تماما هويتها كفنانة كنسيها لطلب أجاويد الراغب بتمثال له
أو بالأحرى لم تنس و إنما أجلته ، فهي لا تهمل و انما تمهل

لم يكن سقف غرفتها كافيا ليخفي مدى سعادتها عندما ابتدأت اول خطواتها في صنع كيان لآريس ،
و لم يكن الجدار قادرا لعزل علو صوتها حينما ضحكت
كانت سعيدة و مليئة بالحياة
هذا الحب العجيب الذي خالجها ، أكنته لآريس غير الموجود
هي رمز الفنون ، و هو إلهامها
- لقد مرت فترة طويلة منذ ان أطلقت مثل هاته الضحكات ، ماخطبك يا آريس و مابال سكونك ؟!
عندما تستشعر فرحتي أظهر نفسك و امنحني القوة لاكمال نحتك ! -
لكن لسوء حظها ، كان أجاويد على بعد أميال عنها ، يسرع في خطواته ليراها بعد أن تفقد نور ورشتها المفتوح
و عندما وصلت ركائزه لباب ورشتها تحجر بمكانه لما ترددت أصوات ضحكتها في أذنه
و لما سمعها تخاطب شخصا دفع الباب مهتاجا يشتعل
- أتعلنين خيانتك سرا يا أثينا و انا المنعم أجاويد أمامك !-
صاح بأعلى نبرة يملكها

ثم سكن ثوان يراقبها بصمت ، عندما شاهد وحدتها في هاته الورشة الواسعة تبتسم لذاك التمثال الرمادي
فينعكس في حدقتيها لتبادله الأنظار ببرود ، كمن لا يخشى الموت فلا يخشى اهتياج ملك طاغٍ
فأردف -ماهذا ؟ - لكنها صامتة
أهي يائسة لتموت ؟

- يا رمز الجمال ويا مجرتي الواسعة ، أغزو المملكة فدائك ، و أصبر على جنونكِ فدائكِ ، و فداء جمال سحنتك يا اثينا
سألتك ماهذا ؟-

فقالت برزانة لهجتها - آريس خاصتي و أنا اثينا خاصته-
هذا الاسم الذي يتكرر في طبلة أذنه منذ أن قدمت
لكنه لا يفمهمها فهو أسطورة ! مالبالها مهووسة بأسطورة ؟
-لكنني امرتك ، ألا تنحتي آريس أو غيره ، فأنت اثينا خاصتي
و أنا الملك خاصتك -
فنفت ليكمل
-ألست آريس هذا القرن-
اقترب بخطواته الغاضبة نحوها ، يتأمل ذاك التمثال الذي غمرته بنظراتها
جسم لرجل عال و أكتاف عريضة ، من يراه يجزم بأنه بطل معركة لولا ملامحه غير المصقولة لأدرك انه شخص موجود و أنه الملم بأفكارها
و هو في الحقيقة آريس ، رمز القوة و البسالة !
- لحقت بك و ها أنا انظر لخيانتك الضخمة فمن هذا ؟ عشيقك ؟ لأدمرنه !-
-هو من احتواني في أكثر الليالي صخبًا بحياتي ، و أنت من سببتها ، أفلا أكون له ؟-
كانت تلك اللحظة الاولى التي تبادله فيها اثينا النظرات ، فراقبها بهلع
لم تكن أبدا تلك الفتاة الهادئة ، و إنما ادرك كونها لهيب نارٍ مشتعلة تنتظر فرصة لتنفجر
-غريب أمرك يا أثينا ، بدوت راضية ليومنا هذا ، أخبأت كم الغضب طيلة سنوات مكوثنا معًا ؟-
- لم أحويه مطلقا ، فآريس كان كافيا لينسيني برد الليالي ، و أجاويد لم يكن -
انطلقت الضحكات من ثغر أجاويد ، اثينا التي لم تنطق باسمه البتة ، اليوم هي تواجهه خبثا
غير الحب الذي انتظره
وقتها ، لم يكن للملك عديم السلطة في ورشتها غير أن يقول
- أتعرفينه سابقا ؟ أم هو آريس الأسطورة فقط ؟-
- هو الحي في أحلامي ، هو مؤنس ذكرياتي ، هو الواقف في خيالي الصاخب بأفكاره ! أكاد أجزم أنني أراه لولا حدقتي غير القادرة على إبصاره !-
- لن تبصريه طالما أنا موجود ، فإما أجاويد أو حياة دون عيناك ، و لا أرضى لآريس المفقود أن يسرق مني اثينا !-
أنزلت بصرها لتعيده نحو تمثالها فتكمل -آريس موجود!
و أنا الغائبة
أشم رائحته تعانقني ، و نسيم دلمون يقتلني !-
و قبل أن تنهي حديثها
أجاويد قد غادر هربا ، لا يبتغي إنصاتَ لحن عشقها
و لا زال لا يصدق حبها نحو أسطورة !



-----

أنا سأتوب و أنت ستتوبين معي ، أو ادخلي الجحيم تحت بركاتي
فأنا الملك المبجل أجاويد ، و أنت العاصية اثينا
لكنك لم تتوبي
و دخلت الجحيم بوسع ابتسامة ، فالتهمتني الغيرة يا اثينا فماذا أفعل ؟
آريس هو الميدوسا هو الخائن و المتدخل في وعودنا و أنا و اثينا الضحية في أساطير اليونان العريقة التي تهوينها ، بينما أنت !
خائنة !


----

إن كان حبك هو الخطيئة فأنا الآثمة اثينا ، و أنت آريس الفاتن
أنت خطيئتي و أنا اثينا المستسلمة لشيطانك
هو الملك المبجل أجاويد ، و أنا أسيرة هيامك اثينا
أنا
مدمنة اسطورتك يا آريس
و هو محطم تمثال فقيدي ، فكيف أطيع؟
و كيف أصبر ؟
اليوم سأستقل ، و سأعلن انتصارك
أنا اليوم حبيبتك يا آريس خاصتي ، و أنا المقيدة في عشقك , اثينا خاصتك

-----



شروحات ~


اثينا هي اله الجمال و القوة و الحكمة و الفنون في الأساطير اليونانية عافانا الله استلهمت منها شخصية البطلة ~
آريس هو اله الحرب و البسالة و القوة في الأساطير اليونانية عافانا الله استلهمت منه شخصية البطل و الذي لا يزال مجهولا الى حد الان ~

الميدوسا هي امرأة في الأساطير اليونانية تقوم بتحويل كل من يقع في ناظريها إلى حجر ،
يقال أنها امرأة شديدة الجمال خانت اثينا مع بوسيدون فقامت بلعنها ليتحول شعرها الجميل الى أفاعي جوجو1


-----
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

Diabète

السيفُ في الغمدِ لا تُخشىٰ مضَارِبُهُ ، وسَيـفُ عينيكِ في الحَالَينِ بتّارُ
إنضم
23 فبراير 2023
رقم العضوية
13302
المشاركات
3,796
الحلول
1
مستوى التفاعل
12,963
النقاط
686
أوسمتــي
10
العمر
15
الإقامة
قلب ستار 💫
توناتي
10,048
الجنس
أنثى
LV
1
 
%D9%85%D9%84%D9%87%D9%8544.gif



« نيدوك كي : بئس الارض المسالمة »


في لب تلك القارة الصغيرة ، وُجدت بلاد لم يذع لها صيتٌ نظرا لسلامها المستمر
حتى لقبت بالبلاد المحمية
و لم تكن للأساطير المبجلة عند سكان هذا البلد المؤمنين أي دور في ضمان سلامها
و إنما يعود الفضل لملكها الذليل ، يقال عنه مسالم و كاره لإراقة دماء شعبه ، لكن هو مجرد ملك جبان ، رافض لكل معركة
فيعطي الهدايا و الأحجار الكريمة و يطيع أوامر أقرانه من الملوك
و قد بلغت أعماله إلى حد تزويج بناته و بنات قادته لغير رجال وطنه فيُضطهَدن

فنساء نيدوك كي سلعة للرشوة شديدات الجمال ، ذوات شعر أبيض طويل الخصلات
كمن صب سيل الفضة على شعورهن حينما ولدن
فنافسن القمر في ضيائهن و لقّبن بحوريات الأرض الجرداء
فرغم فقر هذا البلد و نفوذ الأباطرة الأجنبية على أراضيهم ، إلا أن الاطمئنان حليفهم
ربما جراء هوسهم بحقيقية الأساطير ، و إيمانهم الجازم بأن نيدوك كي وطن مختلط بالتراب المقدسة
لذا تتكفل الأساطير بحمايتهم


و لم تختلف أثينا عن هن في جمالها ، بل فازت عليهن في حدة سيمائها و من فضّلها أكثر
عيونها التركوازية اللامعة
ماجعلها تتربع في قلوب العديد
فلو لُمحت في الظلام قالو عنها سلطان الجمال
و فخر نساء نيدوك كي
و ملكة خيلان البحر
إلا أن شهرتها لم تقتصر على نور سحنتها فقط ، و إنما تميزت منذ شباب سنها بموهبتها الأخاذة في رسم و نحت الوجوه
فأتاها السياح من كل فج عميق ، يطلبون منها تماثيلا مقابل أموال زاهدة
فكانت من أغنياء المملكة إلا أن مسكنها كان صغيرا مقارنة بثروتها
فهي تسكن بورشة صغيرة ، تطل على الميناء
فتراقب فرحة القادمين و تشاهد حزن المغادرين

-

بينما تحيط خيوط الظلام في أزقة الوطن السليم الذي لم ترق في شوارعه دماء قط
كانت اثينا في جوف ورشتها المظلمة نائمة ، بعد أن أخذها النوم نحو خيالها الخصب بما تهواه لتشفي روحها الجائعة تستلهم منه أشكال تماثيلها

و في هدوءها اللطيف ، وُجد كيان غامض ليس له ظل و لا وجود يراقبها دون عينان ، في سكونه يَرى و لا يُرى
بيد أن البومة حيوان ذكي ، فاستشعر قربه ليحيط مالكته بجناحيه محترسا
ليندلع صوت صامت في الغرفة الواسعة له ترددات دون صدى مسموع

--كل ممنوع مرغوب ، و أنا بقربك راغب --

دوى حضوره في الورشة فتضاعف النسيم و علت تحركاته و رفرفت البومة خائفة

و كلما انطلق من ذلك الكيان فعل ، زاد هيجان الريح من حوله

كأنه يتحدث عبر الهواء الطلق فتطير الأوراق و تتحرك الأشياء في الغرفة

-- اثينا ،
يامن تجسدت اثينا في عودك المستقيم ، فأضاء شعرك بروحها الخالدة
اثينا ، ياعجيبة الخَلق و الخُلق
كيف اندثر سكوني نحوك فبتّ مدمنا على قربك ، فمابالي يا اثينا ؟
إني أرى مينيرفا في مقلتيك و أجزم أنك ذاتها ، لكنك غير قادرة على إبصاري ، فكيف تكونين ؟ و ما أنت ؟--

اقترب منها ، و توقف الزمن لبرهة يراقبها
وينظر لكفها الصغير ، الملطخ بالطين

-- البشر كائنات مسالمة ، لكنك قاتلة، فأنا الخالد سأحترق في جوفي رغبة في جذب أنظارك لكنك نائمة !--

و في تلك الثواني القصيرة ، توجه نحوها ليبسط ايديه المخفية يداعب رأسها بينما يبتسم
و لو كان هذا العالم قادر على تصويره لعجز المبصر على استيعاب جماله
فهو ليس ببشر ، و لا بوحش هائج
إنما كائن ساحر ذا طاقة عالية لم يكن الهواء قادرا على تحمله

--أثينا ، يامن احتويت الثلج في بياض شعرك الناعم ، ملمسه مثير
و ملمسه خطيئة لآريس حاكم النزاهة --


لم تدم ملاطفاته لشعرها طويلا ، بل قد رفع يداه عنها ليرمق التمثال غير المنتهي يراقب شتات أنامل اثينا الموهوبة

ثم حرك أوزاره نحوه يبصر جمود التمثال في حين انعكست خيوط الشمس على سحنة العمل فانخلطت رمادية الشكل بذهبية الأشعة فانتشر الدفئ في الورشة

و لم يكن الدفئ بمثل دفئ الفتاة وقتها
ليسرع آريس بالمغادرة ، تاركا النائمة في فردوسها بعد أن نعمت بمداعبته لها

عندما حركت اثينا بؤبؤها تتثاءب
و تنظر حولها مستغربة ثم همست بنبرتها الناعسة

-
لبرهة أحسست بك فهل هذا نذير للحظ اليوم ؟-

سكنت في مكانها قليلا ثم استقامت من مكتبها تمدد أطرافها ، بعد أن نامت على طاولتها قليلا

و ليتها لم تنم
فتلتقي بآريس ، أو ربما لن تلتقيه طالما هي مستيقظة ..

ل
كن من يرى صباح هذا البلد المسالم ، لا يصدق مطلقا أن نفسه من سيجابه مخالب الحرب فتُفقد الحيوات و تخسر العائلات والأحباب

فيبدو كخندق شاسع ذاك الفرق الهائل بين ماعاشوه بالأمس و الحاضر القريب ..

ربما ، لم يكن التراب مقدسا !
و لا الأراضي تحميها الأساطير !

فعانت نيدوك كي سنوات تحت بطش دلمون

بداية من غزوها للساحل قرب مسكن اثينا
لتشهد اول خطوات الموت تجتاح أراضي الوطن

صاحت الأهالي في الشوارع ، و انطلقت الإغاثات في كل زاوية
تحت الظلال و تحت شمس تموز صرخات نساء و بكاء اطفال
عندما اخترقت الرماح أجساد الشيوخ و كل من يظهر صوب أنظار المستعمرين

و في الجانب الاخر ، تجمدت اثينا تراقب هول المشهد
لما اغتسل جسدها بالكميات الهائلة من الدماء
و اختلط بياض شعرها بقرمزية الأخلاط

و تتساءل إن كانت زيارة آريس نذير شؤم
بيد أن الأخير في غيابات الغموض ينقبض صدره

و يأمل لو كان باستطاعته أن يتجسد في شكل إنسان و يحارب قرب حبيبته

فصاحت ملوك السماوات العلا عند انصات رغبته

-
آريس المقدس رفقة بشري دنيء ، حرام ما تفعله ! -
-إن كانت اثينا الخطيئة ، فأنا آريس الآثم

و لست بهذه المكانة راغب -
صاح آريس

بينما تسابق اثينا أقدامها نحو الجبال تصيح هنا و هناك و تحذر الأهالي
في حين تذيق جفناها غضبا وسط لمعة دموعها المنهمرة
فأضاءت تركوازية عيناها قهرا

لكن وسط فزعها ، لم تكن قادرة على حمل ثقلها و ثقل المشهد الذي رأته
العجز المثير للشفقة الذي أحست به
و تفكيرها بآريس وقت الحرب
جعلها تمقت كل شبر في جسدها

فتربعت على الأرض تعانقها و تشد على التراب ساجدة فتسقي النبات بسيل مياه عينيها

-آريس ، آه عليك يا آريس ،
امنحني القوة
أو داعب خصلاتي ، و رفه علي كسابق ليلة البارحة ! -

ساعات من النحيب المستمر وسط سكون الغابة
صوتها الغليظ يدعو العصافير لتغادر عشها ، ثم رفعت أنظارها نحو السماء
تراقب سكون السحاب وسط هيجان روحها
فأنساها شناعة الذكرى في الميناء
لوهلة أحست بأن السماء تحضنها
و تخفف عنها عما بدر من العدو

عندما بدأ الشعب يتناسى الأساطير التي خذلتهم

اثينا شعرت بالكيان المجهول مجددا
في مظهرها اليائس أحست بقوة جبارة تدفعها
و تحملها نحو تحمل ألم أكبر

لوهلة ، شعرت بصوته يتردد في أذنيها
بيد أنها لم تفهم مايقول
كان صوتا غير واضح
غريبا و مألوفا

هو من زارها كل ليلة ليأنس وحدتها في ظلام الليل لتتذكر هذا الاطمئنان الذي يخالجها في وجوده
مهما كانت صعوبة الموقف
وجوده كان كافيا لطرد همومها

هو من آنسها في نومها ، تسمعه مجددا اليوم في وعيها على غير العادة

عندما بدأ الشعب يتناسى الأساطير التي خذلتهم !

اثينا كانت تزداد إيمانا و يقينا بجبروت أملها آريس
و علمت تمام العلم أنه موجود و أنه ليس بأسطورة فقط
آريس رمز القوة ، أعارها بعضا من قوته للتحمل الألم و تنجو بحياتها
كمن يحيطها بذراعيه و يدفعها نحو الأمام

بيد أن القتال يتفاقم و يتناول أراضي نيدوك كي بسرعة بليغة ، و لم يكن هناك وقت كاف لاستشعار حنان آريس
فسرعانما وصلت القوات نحو الجبال و أبصروا جسمها الساجد على الأرض
لينطلقو بجنونهم و عطشهم لسلب حياتها نحوها
و بطريقة عجيبة وجدت نفسها هاربة من بطشهم


بينما تشاهد الرؤوس المتناثرة المنفصلة عن أجسادهم
المرسومة على ملامحهم دناءة خوف القتل
و عيونهم المثيرة للشفقة الحاملة في بؤبؤها دموع لم تنل الفرصة لتنهمر فتيبست داخل الجفن

و الدماء التي تغطي التراب بغزارتها فتبدو كبساط أحمر قاتم فاضطرت لتحارب تقززها مضطرة لتخطيهم

كان مشهدا مزريا عندما تخطو على الجثث المتناثرة و تشم رائحة الموت تجتاح المكان كأنه يدعوها لتنام رفقة هاته الأجساد

لكنها
غير قادرة على الاستسلام للموت فلم يحن أوانها بعد ، و لا رمح العدو و لا سيوفهم الجبارة كانت قادرة على امساكها

في حين يلوحون بأسلحتهم يمنة و يسارا ، اثينا تزداد هلعا و خوفا و تزداد جنونا
وسط المشاهد الدموية و الصرخات العالية و فقدان عقلها و خوفها المتصاعد


بقوة غريبة ، كانت قادرة على الجري بسرعة كالضوء

فتفتن الجنود بعد ابصارهم لشعرها الفضي المتطاير و عيونها التركوازية اليائسة
لكن أكثر مازادهم استغرابا
قدرتها الساحرة على الهرب من الجنود رغم وجهها البادي عليه أنه سينهار في أية لحظة
بدت كأن الضوء يحملها فسرعتها الغريبة تسابق أحصنة قوية

و مايجهولنه ، أنه آريس
رمز الحرب و البسالة
يقودها بهاته السرعة لتهرب من بطشهم~



-


أجاويد ،
أنت يامن سعيت لإفقادي حياتي لكنني كما عهدتني عاصية ، و أنا على قيد الحياة

و أنت ترى
أنت يامن سعيت لاحتكار تماثيلي لكنني كما عهدتني عاصية ، و أنا انحت الميدوسا
و أنت ترى
انت يامن اشتهيتني لأحبك لكنني كما عهدتني عاصية ، و انا أحب آريس
و انت ترى!
فماذا ستفعل يا أجاويد بحبيبتك العاصية ؟
خيرتني بين مليك فؤادي أو جفوني ، فاخترت مليك الفؤادي

و سترى ~


-



شروحات :


مينيرفا هي اله الجمال و القوة و الحكمة و الفنون في الأساطير الرومانية في حين تسمى اثينا في اليونان ~




 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

Diabète

السيفُ في الغمدِ لا تُخشىٰ مضَارِبُهُ ، وسَيـفُ عينيكِ في الحَالَينِ بتّارُ
إنضم
23 فبراير 2023
رقم العضوية
13302
المشاركات
3,796
الحلول
1
مستوى التفاعل
12,963
النقاط
686
أوسمتــي
10
العمر
15
الإقامة
قلب ستار 💫
توناتي
10,048
الجنس
أنثى
LV
1
 
%D9%85%D9%84%D9%87%D9%8544.gif

« اثينا : في لب القاعة المستديرة »



لم تكن شمس دلمون كسخونة شمس نيدوك كي مطلقا و مناخها الصحراوي ذات البساط الذهبي و الصخور الجيرية

قليلة الحصاد و جميلة المناطق
فرغم قلة منتوجها و فقر شعبها إلا أنها صحراء بديعة
و لن ننكر
عندما تراها ستحس لبرهة أن الخالق قد مزج الذهب في ترابها عبر خيوط الشمس المتصلة
و في لياليها الهادئة تتزين السماء بلوحة النجوم الممتلئة تحيط ببدر ناصع البياض فلا سحاب يغطيها و لا بكاء يعلو شوارعها فتأسرك بهدوءها
فعكس دلمون ذات السهول الخضراء و الشوارع الصاخبة و الأمطار الغزيرة الساقطة من السحاب الكثيف
كان صباحها بسيط المنظر لطيف المظهر و في بساتينها برد منعش عندما تمتزج قطرات الندى بزهورها البيضاء

نيدوك كي ذات الشروق الساخن و اليوم الطويل و قليلة الظل و كثيرة النخيل
و دلمون المناقضة

في حين ان اثينا المستلقية تشعر بحنين قاتل لبلدها الأصلي ، بلد الألف نخلة
تشتاق لبومتها الناشطة في ليال الورشة تحرس تماثيلها و تحميها من السرقة
عندما تنسى أبوابها مفتوحة إثر تعب النحت فتنام مباشرة
بيد أن الشيء الوحيد الذي سعت البومة جاهدة لحمايته ليس النهب و انما أثينا من زيارات آريس المستمرة
و مداعبته لها في نومها

فنيدوك كي أرض آمنة لا تسودها السرقة

متسلل واحد عليها القلق منه

آريس ، عندما يغزوه الحب فيلتهم فؤاده

فلا ندري و لا يدري ماقد يحل بأثينا لمّا يستسلم أمام هيامه

و هي من تشعر به في كل حلم تحلمه عندما يحيطها بدفئ أحاسيسه فتستشعر لمساته
و وسع كفه عندما يلامس شعرها
فتحب بياض خصلاتها عندما يلاطفها
و تحب تركوازية عيناها عندما يناظرها
فتجتاح الحياة أوردتها في قربه و تغادر و تزداد سقما في بعده

هي من لم تستطع رؤيته مطلقا ، لكنه كان مكشوفا كليا أمامها


لكن اليوم نيدوك كي غير موجودة و لا البومة موجودة بقربها فتتساءل إن كانت على قيد الحياة في إحدى الصحاري المحيطة ، و تتمنى ذلك

دلمون ، من سلبت كل ماتهواه

كل ماتبقى من تلك الذكريات الجميلة ، هو آريس حاميها و رفيقها منذ ذلك اليوم
فأصبح لها روتينا ، عندما تنام تستيقظ على همساته

و مجددا هي لا تفهم مايقوله و مع هذا هي تعشقه
و تعشق كل تفاصيله و اهتمامه و كينونته

تحب غموضه ، و تحب صوته عندما يدندن في أذنها أثناء مكوثها في المكتبة

فتقرأ المجلدات بصوته و تستمتع بقراءة ماضيه و تود لو يبصره بؤبؤها الأزرق

-أنا المبصرة دون عينان ، و أنا تركوازية العينان فلا أقدر على ابصارك يا آريس خاصتي-

بعد مكوثها دقائق في مضجعها
حملت أوزارها نحو الحمام لتغسل وجهها ترتب أفكارها ، و تستجمع شتات نفسها بعد أن فقدت انفاسها للحظة
عندما أدركت للمرة الألف أن كل هذا من الماضي ، و ان أهاليها قد غادرو العالم بنهاية تعيسة دون مقاومة


و الباقون عبيدٌ لغليظي القلب في مكان ما يعانون في صمت و لا أحد يساندهم
البؤس العظيم الذي حل بهم ، و حل بها

فلولا آريس الذي لم يغادر جانبها لماتت قهرا منذ شهور

فيرغمها أجاويد لتكون زوجة
و ما أسوء هذا المصير
فتعصي

-لكن أمازال مصرا على طلبه ؟

لا أعتقد ، أظن أن هذا اليوم ، مجزرتي الخاصة
بعنوان اثينا العاصية للملك الطاغي-

انطلقت ضحكات ساخرة من ثغرها الجميل
فحاولت جاهدة الفصل بين واقعها و خيالها و الوقوف شامخة على قدميها ككل يوم بائس

فهمست بلهجة مبحوحة - أكان أمس حينما زارني أجاويد ؟-

و ختمت كلامها بتنهيدة طويلة عندما تذكرت كلامها معه بالبارحة ، و نومها المختلط بالفزع فحلمت حلم
ا ساردا لفاجعة بلدها لما تراءى فيه مساوئ غزو دلمون بقيادة أجاويد

أجاويد ، بداية كل مجزرة

فاقشعر جسدها عندما طُرق الباب ، جراء تذكرها لوطء تلاقي السيوف في تلك الحرب الدموية

لتتقدم خطوات نحو الباب تنظم أنفاسها و تحاول طرد تلك الأفكار من عقلها المُتعب ، ففتحته لتقابل حرسا فهمست بصوت غير مسموع
- ربما آن الآوان لاقطن بجانبك يا آريس ..-

تبعتهم بأقدام مرتجفة تغطي عليها بظهرها المستقيم و نظرها الثاقب ، في برود سحنتها المزيفة
تمشي و تحاول كبح دموعها

- ذاك الجهد الرهيب الذي بذلته خشية من الموت ، اليوم أنا أسير إليه بأقدامي -


تربع الحزن في تقاسيم وجهها حتى نسى وجهها كيفية الابتسام،
-متعبة ، متعبة جدا لأستمر-

كانت أقدامها تهتز ، لا تدري إن كان بوسعها الوصول أم لا ، بينما تجاهد لتبقى واقفة في حين تحبس صرخة حتى صار التنفس ثقيلا جدا لتتحمله

-يالها من صخرة ثقيلة هاته التي تضعها على قلبي يا أجاويد -

كانت تريد الانهيار ، تريد أن تزور ورشتها للمرة الاخيرة ، تريد تنفس هواء بلدها للمرة الاخيرة ، تريد عناق بومتها للمرة الاخيرة


الدقائق الأخيرة قصيرة جدا لترتب أمانيها

- أتمنى أن يكون موتا رحيما لعلي أسامحك في دقائقي الأخيرة يا أجاويد -

رغم تصنع قوتها ، لم تكن قادرة على مكافحة دموعها في هذه اللحظة، يقال أن المرء لا يقدر على الكذب في آخر لحظاته ، و اثينا كذلك

فتساقطت قطرات من دموعها على وجنتها حارقة كبدها

-ساخنة جدا و مالحة -

ثم ابتسمت ، إلى متى ستصمد ؟


- الحياة مؤلمة جدا لنعشيها إلى آخر لحظة -

تجمدت عندما وصلت إلى قاعة القصر الرئيسية ، كانت شاسعة ، مليئة بالعيون الحاقدة

هذه مرتها الأولى هنا ، فباسثناء المكتبة
هي لم تتجول بحرية في قصر أجاويد

ألقت بأنظارها في الأنحاء ، تراقب المشاهدين
و علامات الكره في محياهم كمن يلمح خنزيرا

بيد أن أشدهم دناءة ، أجاويد و هو يراقب انهيارها
لينزل بخطوات ثابتة ينظر إلى تركوازية عيناها الكارهة
استقام مقابلها و نبس بلهجته الماكرة -لازال هناك وقت لانقاذك -

لكنها صامتة كعهدها ليردف -أجاويد الاسطورة أم آريس النكرة ؟-

لترد عليه بصوتها المرتجف - آريس من يداعب وجنتاي و يخفف حرقة دموعي!

آريس من يعانقني و يحتويني في حضنه بينما تعاملني معاملة الخنازير !
آريس من يبكي لبكائي !
أنا -أنا فقط من تشعر به ، و أنت جاهل يا أجاويد !-

انطلقت ضحكات هستيرية من ثغر أجاويد ، و بعد أن هدأ ازداد برودا و قال - أتبصرينه ببديع تركوازية عيناك يا اثينا ؟ أأنت ساحرة ؟ ما أنت ؟-

-أنا اثينا المشتاقة للموت -

نظر اليها طويلا ثم رد - ياله من هدر لجمالك ، اتساءل ان كان آريس خاصتك سيحبك دون الجوهرة في عيناك -

صامتة ، هي كمن لا يهزه جبل على الرغم من محاولتها للتحامل قبل قليل ، على الرغم من شدتها البادية و التي لن يقدر عليها لا أجاويد و لا غيره
فأشار الأخير إلى الفارس بقربه ليوازي اثينا مخرجا سيفه من غمده و صاح أجاويد للمرة الاخيرة

-مليك فؤادك أو جفناك ؟-

لترد مغمضة عيناها - آريس -

و لم تمر لحظة قبل أن ينطلق السيف باتجاهها و لم يستوعب أحد ماجرى حتى انتشرت الدماء في القاعة
و تزين أبيض ثوب أجاويد باحمرار غزير فلم يتوقف وجه اثينا عن النزيف
فانهارت وسط صراخها تصيح باسم حبيبها
و تضرب على الأرض بكلتا يديها ثم تغطي وجهها بكفيها حتى بح صوتها
في حين علت علامات الفزع وجه أجاويد ينصت لعلو صوتها


كان الدمع شديد السخونة على وجهها ، الدماء المختلطة بملح ندى وجنتها
و تتخبط على الأرض

-اقتلني يا أجاويد رحمة في من ولدتك !-

لكن المنادى متجمد ، فالفارس انطلق بكامل إرادته الذي أعاد سيفه الى غمده بكل برود و استمر الملء بالنظر إلى اثينا في فرحة يهتفون باسم أجاويد

« فليحيا أجاويد ! تحيا دلمون أرض العدالة !»

و في تلك الدقائق السريعة بين تلك الفوضى ، نزلت دموع أجاويد للمرة الأولى فهمس -مالحة يا اثينا ، تؤلمك كثيرا صحيح ؟-
ربما لم يكن متحجرا لهاته الدرجة
في الأصل ، من لا يبكي عند إبصار جنونها الصاخب وسط فرحة الحشد يصفقون لهذا العمل الشنيع
أين الإنسانية يا شعب دلمون ؟

و من يرى اثينا اليوم ، لا يصدق أنها نفسها منذ سنين و التي أوقعت جميع من يشاهدها في عشقها و أبهرت من يبصر فنها

نحيلة و مسودة الوجه ، يائسة و مليئة بالموت إضافة لكونها منذ الان و صاعدا
عمياء !

فغطت الدماء وجهها ، تلوث جسمها و القاعة من تحتها ، و في نحيبها كرهه عظيم للملك الطاغي المخفي وجهه عن الشهود إثر دموعه

فمسحها سريعا ثم اصعد رأسه للحضور يبتسم خافيا احمرار عينيه بضحكة خبيثة مشيرا بيديه طالبا السكوت فأطاع الحاضرين

فقال في صمت القاعة باسثناء بكاء أثينا بصوتها الجهوري ليقول بلهجته الشامخة معطٍ أوامره للفارس
- اعدمها !-

- سمعا و طاعة ياملكي-
و قبل أن يحرك الفارس ساكنا ، هب زلزال عظيم في أرجاء القصر

ليسقط الحاضرين من المدرجات ، و تفجرت الأجساد اثر ضغط مهيب فتطاير الزجاج

وجود مخيف احاط بالقاعة المستديرة ، غضب آريس رمز القوة
من يتجرأ على إغضابه !


لم تمر ثواني معدودة قبل أن يسقط الجميع جثثًا هامدة
-أتقارنون جبروت آريس بحقارتكم يابشر
يامن تأكلون لحوم بعضكم نيئة -

و لم تستثنى اثينا منهم ، بعد أن نال منها الضعف اغمضت جفنها المخترق في جماله إثر نصل فخلف جرحا مهيب

كانت تتمتم باسم آريس عندما جثى بقربها فعانقها بكيانه الأبيض الدافئ كعادته

لأول مرة ، تشكل في شكل كي تبصره حبيبة قلبه
بيد أنها عمياء
و منهارة

كان شديد البهاء ، منير بطريقة عجيبة كملاك قد نزل من الجنة
يحيط اثينا و يتمسك بها بقوة خوفا من خسارتها بينما يصيح قهرا لتتحطم القاعة من قوة صداه

-آه عليك يا أثينا ، آه ،
يامن عشتُ على قيد الحياة في جفونها و أحببت تركوازية عيناها
ياسهم حبٍ اصطادني و يا ألذ من الجنة طعمًا
فردوس دون روحك الأخاذة كشلال ساحر دون ماء !
آه عليك ،
آه على الألم العظيم الذي احتويته و على الندم العظيم الذي احتويه
أحبك و أكره الحياة من بعدك
و أنا خالد لا أموت ، فكيف اصبر على موتك !-

العشق الممنوع ، هو عشق يربط بين كائن مقدس و بشري فينتج عنه دمار هائل

لكن في هذه المرة ، السماوات لم تعترض
بل كانت صامتة تراقب الآسي و المأسي عليه


و هكذا ماتت اثينا عبدة دلمون في النهاية بين ذراعيه ! , عاشقة آريس و محبوبته

%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D8%A7%D9%8A%D8%A9.png




#ملهم_2

× سبحان الله و بحمده ، سبحان الله العظيم ×

 
التعديل الأخير:

Diabète

السيفُ في الغمدِ لا تُخشىٰ مضَارِبُهُ ، وسَيـفُ عينيكِ في الحَالَينِ بتّارُ
إنضم
23 فبراير 2023
رقم العضوية
13302
المشاركات
3,796
الحلول
1
مستوى التفاعل
12,963
النقاط
686
أوسمتــي
10
العمر
15
الإقامة
قلب ستار 💫
توناتي
10,048
الجنس
أنثى
LV
1
 

S a n d r a

مشرفة فضاء التون + جينتوكي خاين
إنضم
28 يونيو 2020
رقم العضوية
11248
المشاركات
4,320
مستوى التفاعل
24,168
النقاط
880
أوسمتــي
6
العمر
17
توناتي
5,848
الجنس
أنثى
LV
1
 
img

K a s u m e 15/07/2023

أمبر
ما رح أقدر أطلع من هنا دون ما أكون كاتبة أول رد جوجو1
أولًا أسعدت جدًا بكوني أولى القارئين لهذا العمل الفني العظيم
الذي جسد معاني الحب
و الذي جسد معاني الأسى !
أنا سعيدة جدًا كوني قد استطعت أن اشهد كل تلك المشاعر قبل الآخرين
سعيدة لكوني أول من شهِد آريس بعنفوانه
و اثينا بعشقها !
و أجاويد بطمعه !
يا لها من قصة !
يا لها من حبكة أسرت قلبي و ما يأسره قليلُ
آهٍ منكِ و من كل ما راودني من مشاعر
آه من ألم قلبي و حرقتي على تلك الميتة التي اهتزت لها الأرض !
أنا لا أبتغي سوا أن اعبر عن مشاعري !
اعذريني لعدم تعليقي على الكثير فقط دعيني أقول بأنني
قد استمتعت بكل كلمة !
بكل حرف ! بكل حركة ! بكل همزة أضفتها !
شكرًا لكِ على هذه التجربة العظيمة ....
أرجوكِ بمعنى حروفها الخمسة ألا تحرميني من كتاباتكِ الأصيلة
و ألا تبخلي علينا بأدائكِ الرائع ! و3

-آه عليك يا أثينا ، آه ،
يامن عشتُ على قيد الحياة في جفونها و أحببت تركوازية عيناها
ياسهم حبٍ اصطادني و يا ألذ من الجنة طعمًا
فردوس دون روحك الأخاذة كشلال ساحر دون ماء !
آه عليك ،
آه على الألم العظيم الذي احتويته و على الندم العظيم الذي احتويه
أحبك و أكره الحياة من بعدك
و أنا خالد لا أموت ، فكيف اصبر على موتك !-
صرخاته يا أمبر قتلت روحي
عليه و عليها !
فقد عشت أساه قبله ! و عشته معه فذقت الأسى مرتين

و ماتت في النهاية بين ذراعيه !
هذه جملة صدمتي , و أنا أعبر عنها بكل صراحة . . .


و3
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

ستـارلآيتـو

Don't let anyone turn off your sparkle
إنضم
5 فبراير 2016
رقم العضوية
5930
المشاركات
994
مستوى التفاعل
3,787
النقاط
831
أوسمتــي
12
توناتي
2,847
الجنس
أنثى
LV
3
 
السلام عليكم

كيفك يَ مبدعة ان شاء الله بخير ؟! داركو1
كثير استمتعت بقرائتي لقصتك وصراحه تفاجأت من
عدد الملهمين بالتون والفعالية بمجملها رهيبة حبيت فكرتها ق3
جوجو1
الأشخاص الموهوبين بالكتابة كثير مميزين واحترمهم شش7اعجب2
انا من الناس اللي لما تقرأ تتخيل المشهد الحي وتندمج بالقصه حب2نص1
حرفياً كل مشهد صورلي كثير من الإبداع والمشاعر ش10نج1
شكرًا لمشاركتك بأفكارك وابداعك ايتها الجميلة الرائعة
حبي2

دمتِ بخير​
 

إنضم
22 مايو 2019
رقم العضوية
9995
المشاركات
248
مستوى التفاعل
965
النقاط
185
أوسمتــي
2
العمر
21
الإقامة
عالم الارواح
توناتي
1,320
الجنس
ذكر
LV
0
 
img

K a s u m e 15/07/2023

بسم الله الرحمن الرحيم

يا اهلا وسهلا

قرأت الفصل الاول وللامانة فاجأتيني ، لغويا الفصل 10/10

قرأت الفصل الاول وسأتوقف عن القراءة ، لا تخافي فالامر غير مقترن بمستوى القصة وانما هذا النوع من القصص لا يثير اهتمامي فقط لا غير

عندي بعض الملاحظات ، إن اردتِ قراءتها والاستفادة منها فافعلي ، وان لم تريدي فردي النظر

بسم الله

على الرغم من قوة البلاغة اللغوية في القصة وفي السرد خصوصا الا ان هناك اخطاء كتابية لا قصصية غير بسيطة تم ارتكابها ساحاول اختصارها قدر الامكان

1- تدخل الراوي في الحقائق فمثلا
أجاويد هو الشرير في هذه المسألة ، فهي شبه سجينة من بقايا نيدوك كي ، و عبدة مملكة دلمون
هنا وفي اكثر من موضع يتدخل الراوي ليبين تبيانا غير سليم حيث ان الحكم على الشرير او الطيب يجب تبيانه من فهم القارئ عن طريق افعال الشخصيات وحواراتهم وزوايا شخصياتهم

2- تكرار المعلومات : مثل رفض اثينا للملك اجاويد او ان اثينا عاشقة للجمال ، فليس على الكاتب في كل موصع يستوجب فيه تذكير القارئ بالمعلومة بان يذكرها ، كلا السلبيتين هاتين يقتضيان تحت مفهم كون القارئ كائن بدائي لا يحلل او يفهم ، ومع الاسف اختي كثير من الكتاب او الروائيين المشهورين مع الاسف يتبعون نفس الاسلوب

3- الفصل الاول احتوى على المفهوم والعلم الذي اقتضته المقدمه تاركة منها مجرد ايقونة وتحفة لغوية دون فائدة قصصية تذكر ، فهل من الصحيح الغاء المقدمة ؟ ، بالعكس لا فالمقدمة ضرورية ولكن الواجب هنا تقليل المعلومات في الفصل الاول التي سبق وذكرت في المقدمة قدر الامكان ولن اقول نفيها

4- تشابه الاسلوب الكتابي بين السرد والحوار : فكما تعلمين لكل شخص اسلوبه الخاص في الكلام ، ومع الاسف ارى تشابها كبيرا بين سرد الراوي وحوار اثينا و اجاويد في الاسلوب ، فحبذا لو تعطيانهما اسلوبا خاصا في الحديث

ايجابية يجب انصافها : بناء شخصية اثينا وتبيان زواياها رائع وجميل كما ان نظرتها الفنية الداخلية التي بدت مريضة للملك كان شرحها اكثر من رائع برافو

لكن لسوء حظها ، كان أجاويد على بعد أميال عنها ، يسرع في خطواته ليراها بعد أن تفقد نور ورشتها المفتوح
و عندما وصلت ركائزه لباب ورشتها تحجر بمكانه لما ترددت أصوات ضحكتها في أذنه
اعتقد ان الحماس اخذك بوضع وحدة مسافة اكبر مما تريدين ، تحصل للكثيرين منهم انا صراحة سالي1

تساؤل اخير وهو لاحظت وجود دفتر وقلم لد اثينا ، ذلك سبب لي اشتباه في العصر الذي تحدث فيه الاحداث

ختاما لغويتك امر لا يجب التفريط به ، لا اعلم ان كان الاشراف سيحذف ردي كونه انتقادي كما طلبتِ ام لا ولكن اتمنى عدم حدوث هذا


جدا متحمس لاعمالك القادمة ، لم اكمل العمل لكونه متعلق بالاساطير والفنون ، امر لا اهتم فيه البتة ، سلمت يداك كما اني اريد الاعتراف ان قصتك هذه كانت ثمرة لغوية حتى انا استفدت منها شكرا لك
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

K a s u m e

Sadness Breather~
إنضم
23 مايو 2020
رقم العضوية
11114
المشاركات
412
مستوى التفاعل
3,349
النقاط
230
أوسمتــي
5
العمر
18
الإقامة
ظلمات الأعماق
توناتي
1,760
الجنس
ذكر
LV
1
 
img

K a s u m e 03/08/2023

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته جوجو1
من بين جميع القصص و الروايات التي قرأتها في هذا القسم، قصتك امتلكت طابعا مميزا لم أجده في أي رواية أخرى، اقتباس شخصيات الأساطير الإغريقية و تجسيدها في قصة واحدة ذات حبكة متماسكة و عميقة اثبت كم أنك قادرة على خلق أجواء قصصية موحدة بدءا من أساسات متفرقة لا تمد لبعضها بصلة أهنئك على ذلك.
الجدير بالذكر أيضا فلسفة شخصيات القصة و بالأخص البطلين، أثينا النحاتة الموهوبة التي سخرت موهبتها في خدمة روحها العاشقة و المشتاقة، و أجاويد الملك المهيب الذي وقع في غرام فتاة وهبت قلبها لشخص آخر ما أشعل نيران الغيرة و الحقد في قلبه الأسود..
سردك أقل ما يقال عنه أنه احترافي بامتياز، انتقاء التعابير و المفردات، خلوه من الأخطاء الإملائية، الحوارات و الأسلوب الروائي، جميعها أدخلتني بكل جوارحي خضم تلك الأسطر الذهبية و تلاعبت بمشاعري.

لم أتوقع نهاية كتلك و لو بنسبة ضئيلة، أو بالأحرى لم أتوقع أن آيرس الكائن الأسطوري المقدس كان أكثر من مجرد تمثال حجري تجسد من خيالات أثينا الغابرة..

العشق الممنوع ، هو عشق يربط بين كائن مقدس و بشري فينتج عنه دمار هائل
أعجبنتني هذه العبارة كيف أنها جسدت قوة الحب لحد كسر القوانين.
و لم تستثنى اثينا منهم ، بعد أن نال منها الضعف اغمضت جفنها المخترق في جماله إثر نصل فخلف جرحا مهيب
حتى أثينا حبيبة قلب آيرس لم تسلم من هيجانه و ثورانه و انتهى بها الأمر ضحية حبها الأبدي..
و هكذا ماتت اثينا عبدة دلمون في النهاية بين ذراعيه ! , عاشقة آريس و محبوبته
هكذا ينتهي العشق الممنوع... نح3


استمعت حقا و أنا أقرأ هذه التحفة الفنية لا تحمرينا من إبداعك جوجو1
بانتظار القادم من أعمالك على أحر من الجمر..


 
التعديل الأخير:

Dr.Saki~☆

مشرفة المنتدى العام ~
إنضم
31 يناير 2017
رقم العضوية
7666
المشاركات
1,644
الحلول
2
مستوى التفاعل
4,604
النقاط
767
أوسمتــي
6
توناتي
10,491
الجنس
أنثى
LV
1
 
img

K a s u m e 03/08/2023

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفك امبر 🥰
كيف حالك 🤩
أتمنى أن تكوني بخير دائما ❤


طولت كتير صح 😅 بس هيني جيت أن تصل متأخرا خير من الا تصل ابدا 😬 <<برا

القصة بتجنن اسلوبك واختيار الكلمات و البلاغة ما شاء الله عنك مع ان استثقلتها قد ما هي طويلة 😬

الشروحات يلي بالأخير وعم تقليلنا حقيقة اسماء الاساطير كتير حبيت الفكرة
مع اني ما استلطفت اثينا بس حبيت قوتها وتمردها على أجاويد وكلامها معه كله كبرة و شموخ

-انا اثينا و انا العاصية لأوامرك-
تخيلتها وهي عم تحكي هالجملة بكل شموخ و تمرد

أجاويد قوة عظمى
لا يرضى بسجينته أن تنظر لقوي غيره
طمع و غيرة اجاويد و وصفك له كرهتنا فيه من اول فصل للقصة ولما كملنا كرهتو اكتر

و لما سمعها تخاطب شخصا دفع الباب مهتاجا يشتعل
- أتعلنين خيانتك سرا يا أثينا و انا المنعم أجاويد أمامك !-
صاح بأعلى نبرة يملكها

ثم سكن ثوان يراقبها بصمت ، عندما شاهد وحدتها في هاته الورشة الواسعة تبتسم لذاك التمثال الرمادي
تخيلت شكل اجاويد لما دخل الورشة معصب وهو بباله في حدا مع أثينا ولقى تمثال 🤡

الميدوسا هي امرأة في الأساطير اليونانية تقوم بتحويل كل من يقع في ناظريها إلى حجر ،
يقال أنها امرأة شديدة الجمال خانت اثينا مع بوسيدون فقامت بلعنها ليتحول شعرها الجميل الى أفاعي جوجو1
هلق القصة يلي بعرفها ان ميدوسا ما خانت حدا هي كانت ضحية بوسيدون بس أثينا عاقبتها بدل ما تعاقب بوسيدون

بينما تشاهد الرؤوس المتناثرة المنفصلة عن أجسادهم
المرسومة على ملامحهم دناءة خوف القتل
و عيونهم المثيرة للشفقة الحاملة في بؤبؤها دموع لم تنل الفرصة لتنهمر فتيبست داخل الجفن

و الدماء التي تغطي التراب بغزارتها فتبدو كبساط أحمر قاتم فاضطرت لتحارب تقززها مضطرة لتخطيهم
وصفك للأحداث خارق صرت اتخيل كلشي واصفيه و وقفت هون حسي قديش كان المشهد صعب و قاسي على أثينا

أجاويد ،
أنت يامن سعيت لإفقادي حياتي لكنني كما عهدتني عاصية ، و أنا على قيد الحياة

و أنت ترى
أنت يامن سعيت لاحتكار تماثيلي لكنني كما عهدتني عاصية ، و أنا انحت الميدوسا
و أنت ترى
انت يامن اشتهيتني لأحبك لكنني كما عهدتني عاصية ، و انا أحب آريس
و انت ترى!
فماذا ستفعل يا أجاويد بحبيبتك العاصية ؟
خيرتني بين مليك فؤادي أو جفوني ، فاخترت مليك الفؤادي

و سترى ~
هي العبارات كتير حبيتها مواقف اثينا القوية جد رهيبة

آه على الألم العظيم الذي احتويته و على الندم العظيم الذي احتويه
أحبك و أكره الحياة من بعدك
و أنا خالد لا أموت ، فكيف اصبر على موتك !-
ندم اريس ليش ما ظهر ابكر قبل ما تنعمى أثينا و انقذها ليش اتأخر لبعد فوات الاوان

ماحبيت الفصل الأخير على قد مانو حزين ماحبيت النهاية ليش ماتو كلهم تمنيت لو ظهر اريس وشافه اجاويد و حس بضعفه و مهانته

كتاباتك واسلوبك رائع عنجد ثابري واضح انك موهوبة لا تتركي موهوبتك تروح دائما نميها و اكتبيلنا قصص نستمتع فيها ❤
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

المتواجدون في هذا الموضوع

المواضيع المتشابهة

أعلى أسفل