الختم الماسي أدب القصة الخرافية، شارل بيرو، الأخوان غريم (2 زائر)


عبدالله 3

“فَمَتَى رَأَيْتَ بُسْتَاناً يُحْملُ في رُدْن ، ورَوْضَةً تُقَلُّ في حِجر
إنضم
14 يناير 2022
رقم العضوية
12560
المشاركات
354
مستوى التفاعل
1,260
النقاط
132
أوسمتــي
3
توناتي
3,405
الجنس
ذكر
LV
0
 
7YnPjLw.gif

×الادارة 21/7/2023

vIKxfOr.gif

Jkgf6zw.png


khzHdGQ.png

المقدمة
نبذة عن شارل بيرو
كتاب حكايات أمي الإوزة
اقتباسات حكايات أمي الإوزة
قصة ذات القلنسوة الحمراء، شارل بيرو
نبذة عن الأخوين غريم
كتاب حكايات الأخوان غريم
اقتباسات حكايات الأخوان غريم
قصة ذات القبعة الحمراء، الأخوان غريم
رأيي الشخصي

yIumBNK.png
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

عبدالله 3

“فَمَتَى رَأَيْتَ بُسْتَاناً يُحْملُ في رُدْن ، ورَوْضَةً تُقَلُّ في حِجر
إنضم
14 يناير 2022
رقم العضوية
12560
المشاركات
354
مستوى التفاعل
1,260
النقاط
132
أوسمتــي
3
توناتي
3,405
الجنس
ذكر
LV
0
 
Jkgf6zw.png

hMELvJY.png

مرحبا، ومساء، أو (صباح) الخير، حسب الوقت الذي تقرأون فيه هذا الموضوع
أحييكم أصدقائي أعضاء وعضوات منتدى انمي تون الكرام. وسوف أدلكم على منبع من منابع الهامي في عالم الكتابة، ألا وهو أدب القصة الخرافية ^-^
شكر كبير لصديقي الطيب أحمد (سكاي نت) على امدادي بالحافز الكبير لتقديم هذا الموضوع واخراجه للنور.
وكذلك أشكر العضوة المبدعة روزيتا شكر حار على التصميم الرائع لطقم الموضوع الذي سوف يشجع القارئ على الاستمرار في قراءة التقرير حتى النهاية. تسلم الأيادي.
،،،،،،،،،،،،،،،،


يمكن تعريف أدب الحكاية الخرافية في أنها حكاية كانت شفوية بالأصل، وغير محددة الزمن؛ كما لاحظتم في بداية معظم القصص، كان يا مكان في قديم الزمان. ازدهرت الحكايات الخرافية في أوروبا في العصور الوسطى كغيرها من صور الحكايات القصة الخرافية التي يتحاكاها الكبير والصغير، ويحكيها الآباء للأبناء. وتحتوي القصة الخرافية في الأغلب الأعم من سردياتها على أشياء خارقة للطبيعة كأن يتكلم الحيوان مثل الإنسان ومثال على ذلك قصة القط أبو جزمة. تميزت القصة الخرافية في شد القارئ إلى قرائتها رغم احتوائها على حصة كبيرة من الخيال اللا معقول؛ وذلك بسبب الصدق الذي احتوته بين سطورها ابتغاء إيصال القيم الإنسانية والنصائح بأسلوب غير مباشر، فتوفرت بذلك المتعة والفائدة في آن معاً. لقد تميز كلٌ من الأخوين غريم وشارل بيرو في صياغة القصص الخرافية. وإذا قيل أن عمل الأخوان غريم له نصيبه من التفرد والخصوصية، فإن الشيء نفسه يقال عن عمل شارل بيرو. وفي هذا الموضوع سوف أصب اهتمامي في المقارنة بين صيغة شارل بيرو (ذات القلنسوة الحمراء) والأخوان غريم (ذات القبعة الحمراء) لنفس القصة (ليلى والذيب) وتبيان الفرق بينهما من خلال الخاتمة والرسالة.

yIumBNK.png
 
التعديل الأخير:

عبدالله 3

“فَمَتَى رَأَيْتَ بُسْتَاناً يُحْملُ في رُدْن ، ورَوْضَةً تُقَلُّ في حِجر
إنضم
14 يناير 2022
رقم العضوية
12560
المشاركات
354
مستوى التفاعل
1,260
النقاط
132
أوسمتــي
3
توناتي
3,405
الجنس
ذكر
LV
0
 
Jkgf6zw.png

xME5sTy.png


شارل بيرو هو كاتب وشاعر فرنسي وعضو في أكاديمية اللغة الفرنسية. يُعتبر شارل بيرو من أهم مؤسسي أدب الحكاية الخرافية. قيل أن شارل بيرو لم يتأثر بالفولكلور الحكائي بقدر ما أثر هو فيه. وبالفعل فإن مؤرخي الأدب يجمعون على أن شارل بيرو هو من بادر في ابتكار هذه الصيغة اللغوية (كان هناك ذات مرة) لتفرض نفسها فاتحة للحكايات.

yIumBNK.png
 

عبدالله 3

“فَمَتَى رَأَيْتَ بُسْتَاناً يُحْملُ في رُدْن ، ورَوْضَةً تُقَلُّ في حِجر
إنضم
14 يناير 2022
رقم العضوية
12560
المشاركات
354
مستوى التفاعل
1,260
النقاط
132
أوسمتــي
3
توناتي
3,405
الجنس
ذكر
LV
0
 
Jkgf6zw.png

irlRn1y.png

صدر كتاب حكايات أمي الإوزة في فرنسا لأول مرة عام 1697، وبذلك فقد سبق بمائة وسبعة عشر عاماً كتاب حكايات الأخوين غريم. يُعد كتاب أمي الإوزة من كلاسيكيات الأدب الأوروبي الموجه للناشئة. وهو من الكتب التي اهتمت في تاريخ جدّ مُبكر بجمع الحكايات الشعبية، أو ما يُعرف في التراث الأوروبي ب(حكايا الجنيات)، وبنقلها من التقاليد الشفاهية إلى الأدب المكتوب.

تشير تسمية (حكايات أمي الإوزة) لا إلى الطبيعة الفجائية أو الخيالية لهذه الحكايات فحسب، بل تجمع أيضاً هذا الجنس الأدبي بالأجواء العائلية الحميمة، وبحكايات الجدات والأمهات. ففي اعتقاد الكثير من المحلّلين والكتّاب، ترمز الإوزة إلى المرأة المسنّة التي تخفّفت، بفضل سنها نفسها، من الأعباء اليومية وراحت تغذي أماما أبنائها وأحفادها مواهبها السردية في الأماسي والأعياد. وقد تبنى بيرو هاتين التسميتين، وأنعشهما بشحنة إيجابية عالية، معبراً من خلالهما عن كامل افتخاره بهذا الجنس الأدبي الذي عمل هو وآخرون قلائل، من كتاب وكاتبات، على رفعه إلى مستوى الأدب الكبير.
،،،

اسم الكتاب باللغة العربية: حكايات أمي الإوزة

اسم الكتاب بلغته الأصلية (الفرنسية): Contes de ma mère l'Oye

عدد صفحات الكتاب: 173

ترجمة: ياسر عبداللطيف

مراجعة: كاظم جهاد


الناشر: الهدهد

yIumBNK.png
 

عبدالله 3

“فَمَتَى رَأَيْتَ بُسْتَاناً يُحْملُ في رُدْن ، ورَوْضَةً تُقَلُّ في حِجر
إنضم
14 يناير 2022
رقم العضوية
12560
المشاركات
354
مستوى التفاعل
1,260
النقاط
132
أوسمتــي
3
توناتي
3,405
الجنس
ذكر
LV
0
 
Jkgf6zw.png

wqS8lls.png

صفحة 73 (القط ذو الجزمتين)

لم يترك أحد الطحانين لأبنائه الثلاثة عند وفاته غير طاحونته وحماره وقطه. وسريعاً تم تقسيم الميراث دون استدعاءٍ لكاتبِ العدل ولا القاضي، خشية أن يأتيا على التركة الفقيرة كلها. فأخذ الابن الأكبر الطاحونة، والأوسط أخذ الحمار، أما الأصغر فلم يتبق له سوى القط.

صفحة 74

وعندما حصل القط على طلبه، لبس الجزمتين بثقة، وعلق الكيس في عنقه ممسكاً بحبله بقائمتيه الأماميّتين، وانطلق نحو أرض تغص بالأرانب البرية. وضع القط في كيسه شيئاً من النخالة والنباتات الطرية، ورقد متظاهراً بالموت، وانتظر أن تأتي أرنب صغيرة لم تخبَرْ حيل هذا العالم، فتحشر نفسها داخل الكيس لتأكل ما فيه. ولم يكد القط يرقد حتى تحقق له ما أراد، إذ جاءت أرنب صغيرة غافلة، ودخلت في الكيس، فشد القط الحبل، وأغلق الكيس عليها، ثم قتلها دون رحمة.

صفحة 83

وأخيراً وصل القط إلى قصر بديع يملكه أحد الغيلان. وهو من أغنى الأغنياء إذ كانت كل الأراضي التي مر بها الملك في طريقه تابعة لهذا القصر.

صفحة 84

وفي التو تحول الغول إلى فأر صغير وأخذ يجري على الأرضية. وما أن رآه القط، حتى وثب عليه والتهمه.


صفحة 85

مهما تكن اللذة التي ينالها المرء من التمتع بثروة موروثة عن الآباء والأجداد فالعمل وحسن التصرف هما للشبيبة كنزها الحق.

صفحة 87 (ساحرات الجن)

كان يا مكان، كان هناك سيدة أرملةٌ لديها ابنتان، وكانت الابنة الكبرى تُشبهها تماماً في مَظهَرِها ومَخْبَرها، من رآها فكأنه رأى الأم. وكانت الأم وابنتها هذه بغيضتين مغرورتين لا يُطاق العيش معهما، بينما كانت الابنة الصغرى على مثال أبيها في اللطف والأمانة، زد على ذلك أنها كانت من أجمل الجميلات.

من مهام الفتاة المسكينة أنها كان لزاماً عليها أن تجلب الماء مرتين في اليوم من نبع يبعد نصف فرسخ عن المنزل، وأن تُحضر منه في كل مرة جرة كبيرة ممتلئة.

صفحة 88

وكانت العجوز جنية اتخذت هيئة قروية مُسنّة لتختبر تهذيب الفتاة. وبعد أن شربت قالت لها: إنك جميلة وطيبة ومهذبة، ويسعدني أن أمنحك هبة سحرية. بمقابل كل كلمة تتفوهين بها ستخرج من فمك زهرة أو قطعة من حجر كريم.

صفحة 90

-انظري يا "فانشون" (وكان هذا هو اسمها)، يا ابنتي، ما الذي يخرج من فم شقيقتك عندما تتكلم. ألن يكون جميلاً أن تتمتعي بالخصلة نفسها؟ لن يكون عليك سوى الذهاب لجلب الماء من النبع، وعندما تطلب منكِ امرأة عجوز أن تشرب فاسقيها بكل إخلاص.

صفحة 91

قالت لها الجنية بكامل الهدوء: لست فتاةً فاضلةً، ولأنك متجردة من الكرم إلى هذا الحد، فسأجعلكِ تُخرجين من فمك ضفادع وأفاعي عند كل كلمةٍ تتفوهين بها.

صفحة 92

قطع الذهب والماس لها على النفوس مفعول السحر لكن للكلمة الطيبة أثراً يفوق ذلك وثمنها يظل أغلى.

صفحة 95 (سندريلا والخُف البلوري الصغير)

كان يا مكان، كان هناك رجل طيب، اقترن في زيجةٍ ثانيةٍ بامرأةٍ من أكثر الناس غطرسةً وغروراً. وكان لتلك المرأة ابنتان على شاكلتهما، تُماثلانها في كل الصفات. وكان للرجل بدوره ابنة شابة، لكنها كانت ذات رقة وطيبة منقطعتي النظير، وقد ورثت هذا عن أمها التي كانت من أرق نساء العالم وأكثرهن طيبة.

لكم تكد أيام العرس تنتهي حتى أسفرت زوجة الأب عن طبعها السيء، فلم تستطع احتمال خصال الفتاة الطيبة التي جعلت ابنتيها تبدوان بالمقارنة بها كريهتين. فأخذت تُكلفها بأشق الأعمال في المنزل، فكانت الفتاة هي دوماً من تغسل الأواني وترتبها، وتنظف حجرات زوجة الأب وابنتيها. كما كانت تجعلها تنام في مخزن الغِلال، على فرشةٍ حقيرةٍ من القش.

صفحة 108

الجمال للمرأة ثروة نادرة لا نكلُّ من استحسانها ولا نمل لكن اللطف والكياسة هما نعمتان أعظم قيمة وأجَلُّ قدراً.

صفحة 111 (ريكيه ذو القنزعة)

كان يا مكان، كان أن إحدى الملكات وضعت مولوداً بشعاً قبيح المنظر حتى لقد تشكك الجميع طويلاً في كونه من صنف البشر.

صفحة 112

فقالت لها الجنية: لا تجزعي يا سيدتي، فابنتك هذه ستكون من الذكاء بحيث يطغى ذلك على قبحها فلا يلحظه أحد.

صفحة 113

ففي البداية يتوجه الناس ناحية الجميلة لمشاهدتها، وإبداء إعجابهم بها، ولكن سرعان ما يلتفتون ناحية صاحبة الذكاء ليسمعوا أحاديثها الشيقة.

صفحة 114

-لا أفهم يا آنستي كيف لشخصٍ في مثل جمالك أن يكون حزيناً كل هذا الحزن. فمهما تباهيتُ بكثرةِ ما رأيتُ من صنوف الجمال، فأنا لم أرَ قطّ امرأةً بمثل جمالكِ.

صفحة 115

-لدي يا آنستي القدرة على أن أمنح العقل للشخص الذي أُحبّه أكثر من أيَّ شخص سواه، ولما كُنتِ أنتِ هذا الشخص، فبإمكاني أن أمنحك من الذكاء بقدر ما لديَّ منه، لكن ذلك يتوقف على رغبتك في الزواج مني.

صفحة 116

وعندما عادت إلى القصر، لاحظ كل من في البلاط أن تغيراً مفاجئاً وخارقاً للعادة قد طرأ عليها، فطوال الوقت كانوا يسمعونها تتفوه بالحماقات، وها هي ذي الآن لا تنطق سوى بكلمات منتقاة بعناية، وفي منتهى الذكاء. وعمّ بين أفراد البلاط فرحٌ غامرٌ، ولم يُستثنَ من ذلك سوى شقيقتها الصغرى التي لم تُسر بما حدث، ولأنها لم تعد متفوقة على أختها بميزة الذكاء، ولا تبدو بجانبها إلا كمثل قردٍ قبيح.

صفحة 123

كل شيء جميل في من نحب وكل من نحب متوقّدُ الذكاء

صفحة 125(أُصَيبِع)

كان يا مكان، كان هناك حطاب وزوجته، لهما سبعة أبناء كلّهم من البنين. أكبر الأبناء كان في العاشرة من عمره، فيما كان الأصغر في السابعة. وقد يندهش البعض من أن الحطاب قد أنجب أبناءه كلّهم في هذه الفترة القصيرة، ولكن امرأته كانت ولوداً ولا تضع في الولادة الواحدة أقل من اثنين. وكان الزوجان فقيرين للغاية، فبقي أبناؤهما السبعة عبئاً ثقيلاً عليهما، إذ كانوا صغاراً عاجزين عن كسب قوتهم بأنفسهم.

وما كان يضاعف بؤس الزوجين أن الابن الأصغر كان مفرط الضعف، ولا يتكلم أبداً. وقد عدا بلاهة ما كان بالعكس من علامات ذكاء روحه. كما كان ذلك الولد صغير الجثة بشكلٍ ملحوظٍ، فقد ولد بطول الإبهام، مما جعلهم يدعونه "أصيبع".


صفحة 126

قال الحطاب لزوجته بقلبٍ يعتصره الألم وهما جالسان بجوار النار: ها أنتِ ترين، نحن لم نعد قادرين على إطعام أطفالنا. وأنا لن أحتمل رؤيتهم يموتون من الجوع أمام عينيّ، وقد قررت أن أجعلهم يضيعون غداً في الغابة، وهو أمرٌ يسيرٌ، فبينما هم يمرحون ويجمعون الأحطاب، نقوم أنا وأنتِ بالفرار دون أن يشعروا.

فصرخت الحطابة: أواه! أتقدر أنت أن تُضيع أطفالك بنفسك؟

صفحة 131


وذهبوا إلى غابة كثيفة الأدغال، تنعدم فيها الرؤية على مبعدة عشر خطوات، وأخذ الحطاب يقطع الأخشاب فيما الأطفال يجمعون العيدان ليحزموها معاً. وعندما لاحظهم الأب والأم منهمكين في العمل، انسحبا مبتعدين عنهم، وفرّا هاربين عبر طريقٍ جانبية.


yIumBNK.png
 
التعديل الأخير:

عبدالله 3

“فَمَتَى رَأَيْتَ بُسْتَاناً يُحْملُ في رُدْن ، ورَوْضَةً تُقَلُّ في حِجر
إنضم
14 يناير 2022
رقم العضوية
12560
المشاركات
354
مستوى التفاعل
1,260
النقاط
132
أوسمتــي
3
توناتي
3,405
الجنس
ذكر
LV
0
 
Jkgf6zw.png

8puUbpG.png

كان يا مكان، كان هناك فتاة قروية صغيرة في غاية الحسن، وكانت أمها شديدة التعلق بها، أما جدتها فكانت أكثر تعلقاً بها من أمها. ولقد خاطت لها الجدة قلنسوة حمراء جاءت ملائمة لها كأفضل ما يكون، فلقبها الجميع (ذات القلنسوة الحمراء).

وذات يوم أعدت الأم بعض الفطائر، وقالت لها:

-اذهبي للاطمئنان على جدتك، فقد سمعت أنها مريضة؛ وخذي لها معك فطيرة من الفطائر وإناء الزُّبِد الصغير هذا.

وانطلقت ذات القلنسوة الحمراء في الحال لعيادة الجدة التي كانت تقطن في قرية أخرى. وبينما هي تقطع الغابة صادفت في طريقها الذئب المكار الذي كان يرغب بشدة في التهامها، لكنه لم يجرؤ على ذلك بسبب وجود بعض الحطابين في الغابة، فسألها إلى أين هي ذاهبة. كانت الصغيرة المسكينة لا تعرف خطورة التحدث إلى الذئاب، فقالت له:

-إني ذاهبةٌ لعيادة جدتي، وسأعطيها فطيرة وإناءً صغيراً من الزُّبدِ أرسلتهما لها أمي.

فقال لها الذئب:

-هل تقطن جدتك بعيداً عن هنا؟

ردت الصغيرة:

-نعم، خلف تلك الطاحونة التي تراها هناك، في أول بيت بالقرية.

قال الذئب: أنا أيضاً أرغب في زيارتها، لكني سأذهب من هذه الطريق وأنتِ تذهبين من تلك الطريق الأخرى، ولنرَ أيّنا سيصل الأول.

وسلك الذئب الطريق الأقصر، وقطعها جرياً بكل ما أؤتي من قوة، بينما سلكت الصغيرة الطريق الأطول وأخذت تلهو أثناء سيرها بجمع حبات البندق، ومطاردة الفراشات، وبصنع باقات من الزهور؛ فوصل الذئب قبلها لبيت الجدة وطرق الباب. فسألت الجدة من الداخل: من بالباب؟

فأجاب الذئب مُبدلاً صوته: أنا حفيدتك ذات القلنسوة الحمراء، وقد جئتكِ بفطيرة وإناءٍ صغيرٍ من الزُّبد أرسلتهما أمي.

كانت العجوز بالفعل متوعكة، فصاحت من مرقدها على الفراش:

-اسحبي المزلاج وسينفتح الباب.

سحب الذئب المزلاج وفتح الذئب الباب، وهجم على الجدة الطيبة فالتهمها في لحظة، لأنه لم يكن قد أكل شيئاً منذ ثلاثة أيام. ثم أغلق الباب، ورقد في فراش الجدة في انتظار ذات القلنسوة الحمراء التي وصلت بعد قليل، طرقت الباب؛ فسألها الذئب من الداخل:

- من بالباب؟

خافت ذات القلنسوة الحمراء عندما سمعت صوت الذئب، ولكنها اعتقدت أنه صوت جدتها وقد أصيبت بالزكام، فردت: أنا حفيدتك ذات القلنسوة الحمراء، وقد أحضرت لكِ فطيرة وإناءاً صغيراً من الزُّبدِ أرسلتهما أمي.

فرد الذئب وقد تعمد تهذيب صوته قليلاً: اسحبي المزلاج وسينفتح الباب.

فسحبت ذات القلنسوة الحمراء المزلاج وانفتح الباب. عندما رآها الذئب داخلة اختبأ تحت الأغطية في الفراش وقال لها: ضعي الفطيرة وإناءَ الزُّبدِ فوق الصندوق، وتعالي لترقدي بجانبي.

خلعت ذات القلنسوة الحمراء ملابسها، ورقدت في الفراش، فاندهشت من جسد جدتها العاري، وقالت:

-جدتي، ما أكبر ذراعيكِ!

فرد الذئب:

-كي أحتضنكِ جيداً يا بنيتي.

وقالت الصغيرة:

-وما أكبر ساقيكِ يا جدتي!

فرد الذئب:

-كي أجري سريعاً يا بنيتي.

وقالت الصغيرة:

-وما أكبر أذنيكِ يا جدتي!

فرد الذئب:

-كي أسمع جيداً يا بنيتي

وقالت الصغيرة:

- وما أكبر عينيكِ يا جدتي!

فرد الذئب:

-كي أرى جيداً يا بنيتي

وقالت الصغيرة: وما أكبر أسنانكِ يا جدتي!

فرد الذئب: كي آكلكِ يا بنيتي.

وعند قول هذه الكلمات، هجم الذئب الشرير على ذات القلنسوة الحمراء والتهمها.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

تُخبرنا الحكاية أن بعض الصغار

-لاسيما الفتيات الجميلات المهذبات-

قد يسيئون التصرف

بالإنصات إلى كل من هبّ ودبّ،

فلا ينبغي أن نندهش

إن راح كثيرٌ منهم ضحايا للذئب.

أقول الذئب على العموم،

بيد أن الذئاب تتباين في أصنافها،

فمنها ما يبدو لطيفاً

وبلا عواء ولا ضجيج،

وبمعسول الكلام وحُلوِه

يتسلل في أثر الحسناوات

حتى أعماق الأزقة وخلف جدران البيوت.

فيا لخسران من لا تعرف

أن تلك الذئاب المتظاهرة بالرقة


هي الأخطر بين جميع بني جنسها!.

yIumBNK.png
 
التعديل الأخير:

عبدالله 3

“فَمَتَى رَأَيْتَ بُسْتَاناً يُحْملُ في رُدْن ، ورَوْضَةً تُقَلُّ في حِجر
إنضم
14 يناير 2022
رقم العضوية
12560
المشاركات
354
مستوى التفاعل
1,260
النقاط
132
أوسمتــي
3
توناتي
3,405
الجنس
ذكر
LV
0
 
Jkgf6zw.png

5qQu2hN.png

الأخوان الألمانيان غريم: يعقوب وفيلهلم، هما أكادِميّين ولغويّيَن وباحثين وكاتبين. درس الأخوان القانون في جامعة ماربورغ وكانا متفوقين. ثم درسا التاريخ وفقه اللغة والأدب الألماني في العصور الوسطى. اهتم الأخوان غريم في كتابة الأساطير والخرافات الألمانية والإسكندنافية وبدآ في عام 1838 في كتابة معجم ألماني.

yIumBNK.png
 

عبدالله 3

“فَمَتَى رَأَيْتَ بُسْتَاناً يُحْملُ في رُدْن ، ورَوْضَةً تُقَلُّ في حِجر
إنضم
14 يناير 2022
رقم العضوية
12560
المشاركات
354
مستوى التفاعل
1,260
النقاط
132
أوسمتــي
3
توناتي
3,405
الجنس
ذكر
LV
0
 
Jkgf6zw.png

riUab1f.png


سار الأخوان غريم في المنطقة الجغرافية الناطقة باللغة الألمانية؛ من أجل جمع القصص وتخريجها في كتاب حكايات الأطفال والبيوت التي صدر جزؤها الأول عام 1812 وفي عام 1815 نشرا الجزء الثاني من الكتاب، وانتهيا من جزئه الثالث والأخير في عام 1822. حقق كتاب قصص الأخوان غريم نجاحاً عظيماً وتُرجِم لأكثر من مائة لغة حول العالم. يقول فيلهلم: " إن القاسم المشترك بين الحكايات الخرافية جميعها، هو كونها بقايا معتقدات تعود إلى أقدم العصور وتعبر عن نفسها من خلال تصويرها مدركات غير حسية. وهذه المادة الأسطورية تشبه شظايا حجر كريم متناثرة على أرض خصبة، نمت فوقها الحشائش والزهور فغطتها ، فلا تكتشفها إلا العين ثاقبة النظر. ومنذ زمن بعيد فقدت هذه المعتقدات مغزاها، إلا أننا ما زلنا نحس بها، وهو الذي يطور بنية الحكاية الخرافية، التي تهتم في الوقت نفسه بإشباع المتعة الفطرية في تصوير الأمور العجيبة. ولا يمكننا مطلقاً أن نعتبر الحكايات الخرافية، مجرد لعبة ألوان صادرة عن خيال فارغ". توخى الأخوان غريم الدقة في تدوين الحكايات بعد تهذيبها وتنقيحها لجعلها ملائمة للأطفال؛ بسبب أن بعض الصيغ في طورها الشفاهي احتوت على الفجاجة للحكايات المروية.


اسم الكتاب باللغة العربية: حكايات الأخوان غريم

اسم الكتاب بلغته الأصلية (الألمانية): Die Kinder und Hausmarchen

ترجمة: د. نبيل الحفار

الناشر: دار المدى

الطبعة الأولى: 2016

عدد القصص في هذا الكتاب: 208 قصة


عدد صفحات الكتاب: 863

yIumBNK.png
 

عبدالله 3

“فَمَتَى رَأَيْتَ بُسْتَاناً يُحْملُ في رُدْن ، ورَوْضَةً تُقَلُّ في حِجر
إنضم
14 يناير 2022
رقم العضوية
12560
المشاركات
354
مستوى التفاعل
1,260
النقاط
132
أوسمتــي
3
توناتي
3,405
الجنس
ذكر
LV
0
 
Jkgf6zw.png

44VTOO5.png


صفحة 129 (المُشَحّرة، سندريلا)

كان هناك ذات يوم رجل غني، مرضت زوجته وشارفت على نهايتها، فاستدعت ابنتها الوحيدة إلى سريرها وقالت لها: "يا بنتي الحبيبة ابقي تقية طيبة، كي يقف الرب الرحيم دائماً معك، وسأتابعك من علياء السماء وأكون قريبة منك". ثم أغمضت عينيها وتوفيت.

داومت الفتاة على زيارة قبر أمها كل يوم حيث كانت تبكيها، وبقيت تقية وطيبة. عندما جاء الشتاء غطى الثلج قبر الأم بوشاح أبيض، وعندما أذابته شمس الربيع مجدداً اتخذ الرجل الثري لنفسه زوجة أخرى، جلبت معها ابنتيها إلى البيت. كانت الفتاتان بيضاوين وجميلتي المظهر، أم قلباهما فكانا فظين أسودين.

صفحة 131

خرجت الفتاة عبر الباب الخلفي إلى الحديقة ونادت: "أيها الحمام الأليف، أيها اليمام البري، يا جميع عصافير السماء، ساعدوني في تنقية العدس:

الحبات الصالحة إلى الصحن

والحبات الطالحة إلى البطن.

فدخلت حمامتان بيضاوان من نافذة المطبخ، ثم جاء اليمام، وأخيراً ازدحم المطبخ بعصافير السماء، واحتشد الكل على الرماد. بدأ الحمام بالتقاط العدس بمناقيره: بِك، بِك، بِك، بِك فتبعه الباقون بانتقاء حب العدس الصالح إلى الصحن. ولم تمض ساعة حتى انتهت الطيور من عملها وطارت مغادرة المطبخ.

صفحة 132

عندما غادر الجميع الدار إلى الحفلة الملكية خرجت المشحرَّة إلى قبر أمها تحت شجرة البندق ونادت:

"اهتزي أيتها الشجرة واغمريني،

من الفضة والذهب ألبسيني".

فرمى إليها الطائر الأبيض ثوباً فضياً وذهبياً، وحذاء مشغولاً بالحرير والفضة. وبأقصى سرعة اغتسلت الفتاة ولبست الثوب والحذاء وذهبت إلى الحفلة.

صفحة 168 (القملة والبرغوثة)

في يوم من الأيام عاشت قملة وبرغوثة حياة مشتركة في بيت واحد وكانتا تحضران الطعام في قشرة بيضة. وذات مرة سقطت القملة داخل قشرة البيضة واحترقت، فأخذت الرغوثة تصرخ بصوت عالٍ. سألها باب الغرفة الصغير: "لماذا تصرخين يا برغوثة؟" "لأن القملة احترقت". أجابته البرغوثة، فأخذ الباب الصغير يصدر صريراً، فسألته المكنسة الصغيرة في زاوية الغرفة: "لماذا تصرُّ أيها الباب الصغير؟" فأجابها: "وكيف لا أصرّ؟ القملة احترقت والبرغوثة صرخت".

صفحة 235 (حكاية شجرة العرعر)

في قديم الزمان، قبل نحو ألفي عام، عاش رجل ثري مع زوجته الجميلة والتقية. كانا يحبان بعضهما جداً، لكنهما لم يرزقا بولد، رغم رغبتهما الشديدة في ذلك وكانت الزوجة تصلي وتبتهل ليل نهار، ولكن عبثاً كان كل ذلك.

ذات يوم وقفت الزوجة في فناء دارهما تحت شجرة العرعر تُقشر تفاحة، فجرحت إصبعها بالسكين وقطر الدم على الثلج. "أخ"، قالت الزوجة وتنهدت بحسرة شديدة وهي تنظر إلى الدم وأردفت: "لو كان عندي طفل بحمرة الدم وبياض الثلج". وما إن قالت ذلك حتى تحسن مزاجها، إذ شعرت بأن أمنيتها ستتحقق.

صفحة 253 (وردة الشوك)

في قديم الزمان كان هناك ملك وملكة لا ينسيا كل يوم ترديد جملة: "آه، لو كان عندنا ولد" وبقيا مدة من الزمن من دون ولد، إلى أن كانت الملكة ذات يوم في الحمام، فقفز من الماء ضفدع إلى الأرض وخاطبها قائلاً: "أمنيتك سوف تتحقق، وقبل مضي سنة من الآن ستنجبين بنتاً". صدق الضفدع في قوله، وأنجبت الملكة بنتاً بارعة الجمال، ومن شدة الفرح لم يدرِ الملك ما يفعل فأقام حفلة كبيرة. لم يدع الملك إلى الحفلة الأقارب والأصدقاء والمعارف وحسب، بل النساء الحكيمات أيضاً كي يمنحن البنت السعادة ويشملنها بمحبتهن، وكان عددهن في مملكته ثلاث عشرة حكيمة. ولأنه لم يملك في قصره سوى اثني عشر صحناً ذهبياً ليأكلن منها على المائدة، فقد أهملت إحدى الحكيمات من الدعوة.

صفحة 267 (بياض الثلج)

وذات مرة أرادت الملكة التأكد من وضعها فسألت مرآتها:

"مرآتي، يا مرآتي على الجدار،

من الأجمل في كل الديار؟"

فأجابتها المرآة: "كنتِ الأجمل يا ملكتي ذات مرّة، لكن بياض الثلج صارت أجمل بألف مرة".

جزعت الملكة واصفر لونها واخضرّ من الحسد. ومنذ تلك اللحظة انقلب سلوك الملكة تجاه (بياض الثلج) فصارت عدائية وتنهرها بقسوة كلما رأتها.


صفحة 282 (زمبحرج، توليفة لفظية من الحرفين الأخيرين في كل من الكلمات: قزم، شبح، أعرج)

جلست ابنة الطحان المسكينة حائرة لا تدري مخرجاً لإنقاذ حياتها، وهي حقاً لا تعرف كيف يُغزل القش فيصير ذهباً. وأخذ خوفها يزداد ويزداد إلى أن انفجرت بالبكاء. وعند ذلك انفتح الباب ودخل الحجرة قزم قصير وخاطبها قائلاً: "مساء الخير آنستي، لماذا تبكين بهذه الشدة يا ابنة الطحان؟" فأجابته الفتاة: "عليّ بهذا المغزل أن أحوّل القش إلى ذهب، وأنا لا أعرف كيف" فقال القزم: "ماذا تعطيني إذا غزلته لك؟" فأجابته الفتاة: "أعطيك قلادتي"

صفحة 284

وكان يتقافز حولها على رجل واحدة قزم عجيب مضحك وهو يصيح:

"اليوم أخبز، وغداً أعصر الشعير،

وبعد غد أحضر من الملكة الأمير،

ما أروع أن لا يعرف أُنسي،

أن زمبحرج هو حقاً اسمي!"

صفحة 290 (الطائر الذهبي)

في قديم الزمان كان هناك ملك عنده حديقة جميلة وراء قصره، توجد فيها شجرة تحمل تفاحاً ذهبياً. عندما تنضج التفاحات كان الملك يعدها، ولكن صبيحة كل يوم كانت تنقص واحدة، فيخبر البستاني الملك بذلك. فأمر الملك بوقوف حرس تحت شجرة يتبدلون بالتناوب.

صفحة 309 (الأخوان)

في قديم الزمان، كان هناك أخوان، أولهما غني والثاني فقير. كان الغني صائغ ذهب قاسي القلب، والفقير الطيب الحلو اللسان كان يكسب رزقه بصنع المكانس، وكان عنده صبيان توءم يشبهان بعضهما بعضاً مثل قطرتي ماء، وكانا يترددان على بيت عمهما الغني فيحصلان أحياناً على شيء من فتات مائدته.

صفحة 329 (فلّوح)

في قديم الزمان، كانت هناك قرية، كل فلاحيها أثرياء، ما عدا فقيراً واحداً، فلقبه الناس (فَلّوح). لم يكن عند فلوح الفقير حتى بقرة، ولم يملك ما يكفي من المال لشراء واحدة، وكان وزوجته يرغبان جداً في أن يكون لديهما بقرة حلوب.

صفحة 372 (الذئب والإنسان)

ذات يوم حكى الثعلب للذئب عن قوة الإنسان، وأنه لا يوجد بين الحيوانات من يستطيع مقاومته، وأن على الحيوانات اللجوء إلى الحيلة لحماية أنفسهم منه. فأجابه الذئب: "ليتني أرى إنساناً، ولو مرة، لأهاجمه". فقال الثعلب: "أنا أستطيع مساعدتك في ذلك. تعال إلى غداً صباحاً، فأريك واحداً".

صفحة 387 (الجد العجوز والحفيد)

كان هناك شيخ في أرذل العمر، وقد ضعف منه النظر والسمع وصارت ركبتاه ترتجفان، فكان عندما يجلس إلى المائدة للطعام، يلوث المفرش بالحساء، لعدم ثبات الملعقة في يده. كما كان بعض الحساء يسيل أيضاً من فمه، فكان ابنه وزوجته يشعران بالقرف. لذلك كان على الجد العجوز أخيراً الجلوس وراء الموقد، في الزاوية، وكانا يقدمان له طعامه في صحن فخاري، ليس فيه ما يكفي ليشبعه. فكان ينظر إلى الطاولة بعينين ملؤهما الحزن والدموع.

صفحة 417 (الثعلب والإوزات)

ذات يوم دخل ثعلب إلى مرج كان يجلس فيه قطيع من الإوزات السمينات الجميلات. فضحك الثعلب وقال: "لقد جئت في الوقت المناسب تماماً، ها أنتن تجلسن هنا مجتمعات، بحيث أستطيع أن ألتهمكن إوزة بعد أخرى. ارتعدت الإوزات وقوقأت وتقافزت وأخذت تشكين وتندبن، وتناشدنه أن يدعهن تعشْن.

صفحة 428 (راعية الإوز)

في قديم الزمان عاشت ملكة عجوز، توفي زوجها منذ سنوات طويلة، وكان عندها ابنة جميلة. حينما صارت الابنة صبية، خطبها أمير من مملكة نائية، من دون أن يعرفها.

صفحة 431

"هبّي، هبّي أيتها الريح،

واجعلي قبعة كونراد تطير،

ليطارد خلفها، فلا يستريح،

حتى أسرح شعري وأضفره وأعقصه،

مثل كعكة تنفرج لها الأسارير".

صفحة 497 (العصيدة الحلوة)

كان هناك فتاة فقيرة تقية تسكن مع أمها وحدهما، ولم يكن لديهما ما تأكلانه. فخرجت الصبية إلى الغابة، حيث التقت هناك بامرأةٍ عجوز كانت تعرف معاناتها مسبقاً، فأهدتها قِدْراً صغيراً، عليها عند استخدامه أن تقول له: "يا قدر اطبخ!" فيطبخ عصيدة ذُرة حلوةً وشهية. وعندما تقول له: "يا قدر قف!" فإنه يتوقف عن الطبخ.


صفحة 502 (حكاية الحية)

يحكى أن طفلاً صغيراً، كانت أمه تعطيه يومياً عند العصر وعاءً مملوءة بالحليب وفتات الخبز، فيأخذها الطفل ويخرج ليجلس في فسحة الدار. وعندما يبدأ الأكل كانت حية الدار تنسل عبر شق الجدار وتغطس رأسها في الطاسة وتشاركه الأكل. وكان الطفل يفرح بذلك. وإذا بدأ بالأكل ولم تخرج الحية فوراً، كان يناديها قائلاً:

"حيّة، يا حيّة أسرعي،

تعالي يا صغيرتي إلي،

عليك أن تأكلي خبزك،

وتشربي من حليبك"

صفحة 579 (المرأة العجوز في الغابة)


في قديم الزمان سافرت خادمة صبية مع سادتها في عربة عبر غابة شاسعة، وعندما وصلوا إلى نصفها هاجمهم قطاع الطرق، من الأدغال المحيطة وقتلوا كل من وجدوه. قُتل الجميع عدا الخادمة، التي قفزت من العربة خوفاً، واختبأت خلف شجرة. وبعد أن اختفى قطاع الطرق مع غنائمهم، خرجت الصبية من مخبأها ورأت هول المصيبة. فأخذت تنتحب بمرارة وهي تقول لنفسها: "وأنا المسكينة ماذا سأفعل الآن؟ لا أعرف طريقي إلى خارج الغابة، وهي خالية لا يسكنها إنسان. لا شك في أني سأموت جوعاً". تجولت حولها في المكان بحثاً عن طريق، لكنها لم تعثر على شيء.


yIumBNK.png
 

عبدالله 3

“فَمَتَى رَأَيْتَ بُسْتَاناً يُحْملُ في رُدْن ، ورَوْضَةً تُقَلُّ في حِجر
إنضم
14 يناير 2022
رقم العضوية
12560
المشاركات
354
مستوى التفاعل
1,260
النقاط
132
أوسمتــي
3
توناتي
3,405
الجنس
ذكر
LV
0
 
Jkgf6zw.png

4iMaZCK.png


كان هناك في قديم الزمان فتاة صغيرة حلوة، يحبها كل من تقع عيناه عليها، ولاسيما جدتها التي كانت تكثر من هداياها لها. وذات يوم أهدتها قبعة صغيرة مصنوعة من مخمل أحمر. ولشدة حب الفتاة للقبعة الصغيرة، لم تعد تريد أن تلبس غيرها، فأطلق الناس عليها لقب (ذات القبعة الحمراء). وفي إحدى المرات قالت لها الأم: تعالي يا ذات القبعة الحمراء، خذي الفطائر إلى جدتك فهي مريضة وضعيفة. انطلقي قبل أن تشتد الحرارة، وعندما تصلين إلى الدرب كوني يقظة ولا تغادريه أبداً. لا تنسي أن تقولي "صباح الخير" قبل أن تفتشي في كل زوايا بيت جدتك".

فقالت ذات القبعة الحمراء لأمها: "سأنفذ كل شيء على ما يرام"، ووضعت يدها في يد أمها وهزّتها مؤكدة على كلامها.

كانت الجدة تسكن في الغابة على مسافة نصف ساعة من القرية. وعندما وصلت ذات القبعة الحمراء إلى الغابة التقت هناك بالذئب، ولم تكن تدري أنه حيوان مفترس شرير، فلم تخف منه. "نهارك سريع يا ذات القبعة الحمراء"، قال لها الذئب، فأجابته: "شكراً أيها الذئب". فسألها ثانية: "وماذا تحملين تحت مريلتك؟" فأجابته: "فطائر. لقد خبزنا بالأمس، وعليّ أن آخذ لجدتي المريضة ما يقويها". فتابع الذئب أسئلته: "وأين تسكن جدتك، يا ذات القبعة الحمراء؟" فأجابته: "في الغابة على مسافة ربع ساعة من هنا، تحت شجرات السنديان الضخمة الثلاث، وراء شجيرات الجوز، لا شك أنك تعرف المكان".

فقال الذئب لنفسه: "هذه الصبية الفتية ستكون لقمة طرية، وأطيب من جدتها العجوز: لا بد من الحيلة لاصطيادهما كلتيهما." ومشى فترة إلى جانبها ثم قال لها: "انظري إلى هذه الورود الجميلة المنتشرة من حولك. لماذا لا توليها شيئاً من اهتمامك؟ أظنكِ حتى لا تسمعين تغريد الطيور العذب، بل تمشين غير منتبهة إلى أي شيء، وكأنكِ ذاهبة إلى المدرسة، علماً بأن طريق الغابة مسلٍ جداً، يا ذات القبعة الحمراء".

فتحت الفتاة عينيها على اتساعهما، وعندما رأت أشعة الشمس تتراقص بين أشجار وأن الأرض مغطاة بورود جميلة، فكرت: "إذا أحضرت لجدتي باقة ورود طازجة فستفرح بها، الوقت ما زال مبكراً وسأصل إليها في الوقت المناسب". فتركت الدرب وتوغلت في الغابة باحثة عن ورود جميلة. وكلما قطعت واحدة كانت تقنع نفسها بأن الورود الأجمل ما زالت إلى الأمام قليلاً، فتزداد توغلاً شيئاً فشيئاً في عمق الغابة. في حين توجه الذئب إلى دار الجدة مباشرة وقرع الباب. "من هناك؟" سألت الجدة، فأجابها الذئب: "أنا ذات القبعة الحمراء، وقد أحضرت لكِ معي الفطائر". فقالت الجدة: "اضغطي قبضة الباب نحو الأسفل فينفتح. أنا ضعيفة وغير قادرة على النهوض". ضغط الذئب القبضة فانفتح الباب، ودخل من دون أن ينطق بكلمة، بل توجه إلى السرير مباشرة والتهم الجدة. ثم ارتدى ملابسها ولبس غطاء رأسها واضطجع مكانها في السرير وسحب الستائر فأغلقها.

أما ذات القبعة الحمراء فتابعت جولتها داخل الغابة وهي تجمع الورود، حتى لم تعد قادرة على حمل المزيد، فتذكرت جدتها وعادت إلى الدرب نحو دارها. ولما وصلت استغربت كون الباب مفتوحاً. وعندما دخلت انتابها شعور غريب، فقالت لنفسها: ما هذا يا ربي، لماذا أشعر بمثل هذا الخوف اليوم، رغم رغبتي الشديدة بزيارة جدتي" فصاحت: "صباح الخير"، لكنها لم تتلق جواباً، فتوجهت نحو سرير جدتها ورفعت الستائر، فرأت جدتها مستلقية وغطاء رأسها يحجب جزءاً كبيراً من وجهها، كما بدا شكلها مستغرباً، فخاطبتها قائلة: "يا سلام يا جدتي ما أكبر أذنيكِ" فأجاب الذئب: "لكي أسمعك بشكل أفضل". فتابعت الفتاة: "يا سلام يا جدتي ما أكبر عينيكِ" "لأراكِ بشكل أفضل" أجاب الذئب، فقالت الفتاة: "يا سلام يا جدتي ما أكبر يديكِ!" "لأمسكك بشكل أفضل" أجاب الذئب، فقالت الفتاة: "ولكن لماذا فمكِ كبير جداً يا جدتي؟" "لكي ألتهمكِ بشكل أفضل"، ولم يكد يكمل الذئب كلامه حتى قفز من السرير وابتلع ذات القبعة الحمراء المسكينة.

حالما أشبع الذئب نهمه عاد فاستلقى في السرير واستغرق في النوم وهو يشخر شخيراً عالياً. في ذلك الحين مر الصياد قرب دار الجدة فسمع الشخير الغريب وقال لنفسه: ما بال العجوز تشخر بهذه الطريقة؟ يجب عليك أن تدخل لترى ما بها". ولما دخل الكوخ واقترب من السرير، رأى الذئب مستلقياً هناك. فقال لنفسه: "أهنا مكانك أيها اللعين؟ لطالما بحثت عنك!" وكان على وشك تلقيم بندقيته عندما خطر بباله احتمال أن يكون الذئب قد افترس الجدة، وأن بإمكانه إنقاذها. فلم يطلق النار، بل تناول مقصاً وبدأ يفتح بطن الذئب النائم، فرأى بعد بضع قصات قبعة الفتاة الحمراء، وبعد قصات قليلة أخرى قفزت الفتاة خارجة وصاحت: "يا إلهي كم ارتعبت في عتمة بطن الذئب!" ثم خرجت الجدة أيضاً حيّة ومتلهفة إلى الهواء. وبسرعة كبيرة أحضرت ذات القبعة الحمراء أحجاراً ثقيلة ملؤوا بها بطن الذئب. وعندما أفاق أراد الهروب لكن ثقل الأحجار جعله يخر أرضاً ويموت. وبذلك تمت سعادة الثلاثة: فقد سلخ الصياد فروة الذئب، وأكلت الجدة الفطائر، أما ذات القبعة الحمراء فقالت لنفسها: "عليكِ أن لا تتركي درب الغابة عندما تكونين وحدكِ مطلقاً، ما دامت أمكِ قد منعتكِ من ذلك".


ويُحكى أيضاً أن ذات القبعة الحمراء في أحد الأيام عندما أخذت لجدتها ثانية فطائر طازجة، التقت في الغابة بذئب آخر حاول أن يغريها بترك الدرب إلى داخل الغابة. لكن ذات القبعة الحمراء تحاشت ذلك وتابعت طريقها إلى كوخ جدتها مباشرة وأخبرتها أنها التقت بالذئب الذي ألقى عليها تحية الصباح فيما كان الشر ينبع من عينيه، وقالت: "لو لم نكن على الدرب المطروق لافترسني". فقالت لها جدتها: "سنقفل الباب ونوصده كيلا يدخل علينا". بعد فترة وجيزة قرع الذئب الباب قائلاً: "افتحي الباب يا جدتي، أنا ذات القبعة الحمراء وأحضرت لكِ بعض الفطائر". لكنهما بقيتا ساكنتين ولم تفتحا الباب. دار الذئب حول الدار عدة مرات بخطوات بطيئة وقفز أخيراً إلى السطح لينتظر هناك خروج ذات القبعة الحمراء قبيل المساء لتعود إلى دارها، فيتسلل وراءها ويفترسها في الظلام. بيد أن الجدة فطنت إلى ما يدور في خلده، فقالت لحفيدتها: "طبخت البارحة سجقاً، فخذي الدلو وانقلي به مرق السجق إلى الجرن الحجري"، فنقلت الفتاة المرق حتى امتلأ الجرن خارج باب الكوخ، وتصاعدت رائحة مرق السجق إلى أنف الذئب، فأخذ يشتم، ثم نظر نحو الأسفل ومد رقبته طويلاً بحيث اختل توازنه وسقط داخل الجرن الكبير وغرق فيه. أما ذات القبعة الحمراء فعادت إلى دارها مسرورة من دون أن يمسها أحد بسوء.


yIumBNK.png
 

المتواجدون في هذا الموضوع

أعلى أسفل