قررت فتح مدونة جديدة أُشارك فيها معكم كل ما يتعلق بعلم الأحياء الدقيقة، عالم الكائنات الحية المجهرية الجميل..
سيكون محتوى المدونةعلميبحت، لكن بأسلوب شيّق وممتع يجعلك تقع في حب هذا المجال.
لطالما رغبت بمشاركة معلومات مِن تخصصي مع الآخرين، فعلت ذلك سابقاً من خلال انشاء كتاب على الواتباد بنفس الاسم، لكن الواتباد كما تعلمون ليس بيئة مناسبة لهكذا محتوى، لذا اردت بعث هذه الفكرة من جديد هنا.
آمل أن أُوفق بهذا وأن تستفيدوا مِن المعلومات التي أُشاركها معكم ♥
♥ كل ما أريده هو دعواتكم بالمقابل ♥ . . . .
MICROBIOPHILE MICROBIO = اختصار لـ Microbiolgy علم الأحياء الدقيقة PHILE = لاحقة لاتينية بمعنى الحُب أي مُحِب لِعلم الأحياء الدقيقة
هل سبق لك أن فكرت في أن هناكعالمًا صغيرًا داخل عالمنا الكبير؟ عالمٌ حيث تحيا فيه الكائنات الحية الدقيقة، كالبكتيريا والفيروسات والفطريات وغيرها، والتي تحمل في جنباتها أسرارًا لا نكاد نصدقها.
علم الأحياء الدقيقة هو فرع من فروع علم الاحياء يهتم بدراسة الكائنات الحية المجهريةالتي لا يمكن رؤيتها بالعين المجرّدة. ومن ضمن هذه الكائنات: البكتيريا، الفيروسات، الطُفيليات، الفطريات وأيضاً الطحالب.
تعيش هذه الكائنات بكل مكانٍ حولنا؛ بالماء، الهواء، التربة وأيضا في البيئات القاسية في أعماق البحار وحتى أعالي الجبال الثلجية والحمم البركانية وحتى مِن الفضاء الخارجي!
لِهذه الكائنات الصغيرةأثرٌ كبيرفي حياتنا اليومية، حيث أن بعضها يساعد في إنتاج الطعام (كالخبز ومنتوجات الألبان)، المشروبات (البيرة والخمور)، الأدوية واللقاحات، وبعضها يساعد فيتحويل المواد العضوية إلى مواد قابلة للاستخدام واعادة تدوير النفايات العضوية. ولكن بعضها الآخر قد يُسبب العدوى وأمراضاً مُتفاوتة الخطورة.
يلعب علم الأحياء الدقيقة دورًا هامًا في العديد من المجالات، أهمها الطب والزراعة والبيئة والصناعة. فهو يساعد في حماية صحتنا وتحسين جودة حياتنا.
البكتيرياليست بِكائنات حية طيبة أو شريرة بالمعنى الذي نُطلِقه على الكائنات الحية العاقلة مثل الإنسان.
البكتيريا هي كائنات حية دقيقة ووحيدة الخلية، تتواجد في الطبيعة بكثرة وحرفياً هي تتواجد بكل مكان، بما في ذلك داخل أجسامنا وعلى سطح الأشياء المحيطة بنا، الماء، الهواء، التربة والنباتات، ولكل منها وظيفتها الخاصة في النظام البيئي.
هناك ملايين الأنواع المختلفة من البكتيريا، بعضها يلعب دوراً هاماً في العديد من العمليات الحيوية المفيدة للبشر والبيئة، مثل تحويل الأملاح المعدنية والمواد العضوية إلى مواد ذات قيمة غذائية وتحويل النيتروجين الموجود في الهواء إلى مواد تساهم في تحسين خصوبة التربة. كما تساعد بعض البكتيريا فيهضم الطعام في الأمعاء مثل مجموعة بكتيريا البيفيدوس الموجودة في الزبادي ومنتجات الألبان عامةً.
وتساهم البكتيريا أيضاً في إنتاج الفيتامينات التي يحتاجها الجسم ومكافحة الأمراض من خلال المساهمة في إنتاج المضادات الحيوية.
لكن هناك أنواع أخرى من البكتيريا التي قد تكون ضارة عندماتتكاثر بكميات كبيرة داخل أجسامنا أو في البيئة.
هذه البكتيريا الضارة قد تُسبب العديد من الأمراض والعدوى التي تؤثر سلبًا على صحتنا، مثل:التهاب الحلق، التهاب الأذن، الالتهابات الجلدية، التسمم الغذائي...
خلاصة القول؛ يمكن أن تكون البكتيريا مُفيدة أو ضارة اعتمادًا على نوع البكتيريا وكيفية تفاعلها مع الإنسان والبيئة المحيطة.
لا تزال طبيعة الفيروسات مُبهمة ليومنا هذا، والعلماء والباحثين ينقسمون إلى فريقين؛ فريق يرى بأنها ليست كائنات حية وفريق يرى عكس ذلك.
يتبنى الفريق الأول فرضية أن الفيروسات ليست كائنات حية حيث يعتبرونها مجموعة من الجزئيات والمواد الجينية (DNA أو RNA) المُحاطة بغلاف من البروتين، ولا تتمتع بالقدرة على التكاثر أو النمو بمفردها حيث تحتاج إلى استضافة مِن الخلايا الحية لتكون قادرة على الاستمرار والتكاثر ( أي ان الفيروسات تُهاجم الخلايا لكي تصنع نُسخاً عديدة من نفسها).
بينما الفريق الذي يعتقد بأن الفيروسات كائنات حية يرى بأنه يمكن اعتبارها كائنات حية عندما تكون داخل الخلايا المضيفة، حيث تتفاعل مع الخلايا بطريقة تشبه تفاعلات بعض الكائنات الحية، حيث تستفيد من محتوى الخلايا لتكوين نسخ جديدة من نفسها، مع فارق مهم وهو أن الفيروسات لا تستطيع النمو أو التكاثر بمفردها.
هي تحتاج إلى الخلايا الحية لمساعدتها في النمو وإنتاج نسخ جديدة وهذا ما يجعلها مختلفة عن الكائنات الحية التي تستطيع العيش والتكاثر بمفردها.
بالتالي الفرضية الأصوب لدى غالبية الوسط العلمي هي فرضية الفريق الأول بعدم اعتبارها كائنات حية، فهي لا تستوفي الصفات الرئيسية للكائنات الحية وفقا للتعريف البيولوجي.
الدراسات حول بنية الفيروسات وماهيتها لا زالت قائمة ليومنا هذا ولم يتم الفصل بعد بشأن طبيعتها.
يستخدم بعض الفنانين البكتيريا كوسيلة لإنشاء أعمال فنية مُميزة وفريدة من نوعها.
يُدعى هذا النوع من الفن بالفن الجرثومي، الميكروبي وأيضاً بالفن البكتيري. يتم إنشاؤه عن طريق زرع الكائنات الحية الدقيقة في أنماط معينة ومُحددة بعناية. ويمكن استخدام مجموعة متنوعة من الكائنات الحية: البكتيريا، الخميرة، الفطريات.
يتم انتقاء هذه الكائنات إما بناءً على ألوانها الطبيعية أو امكانيةتعديلها وراثياً للحصول على ألوان معينة (مثلا ألوان مُشعة). مما يساهم في خلق لوحات فنية مذهلة تجمع بين الفن والعلوم.
كيف يتم ذلك؟
بدايةً بالبحث والتعرف على الكائنات الحية الدقيقة المتاحة والتي يمكن استخدامها بالعمل الفني؛
تصميم العمل الفني وان يكون هنالك خطة واضحة لكيفية استعمال تلك الكائنات به؛
تجهيز وسائل وأدوات مخبرية وبيئة مناسبة لنمو الكائنات الدقيقة (من الضروري تعقيم مكان العمل لضمان أن لا يكون هنالك كائنات دقيقة دخيلة بالعمل تتسبب في تخريبه)؛
زرع الكائنات الحية الدقيقة في أوساط الزرع المناسبة لها وبأنماط محددة تعكس الفكرة الفنية؛ مثلا بكتيريا محبة ملح لا يمكنك زرعها بوسط خالي من الملح بطبيعة الحال لن تنمو فيه، يجب مراعاة جميع شروط نموها؛
المراقبة المستمرة لنمو الكائنات لضمان تحقيق النتائج المرجوة، يستغرق نمو الكائنات الحية الدقيقة حسب نوعها من بضعة ساعات إلى بضعة ايام واسابيع؛
واخيرا بعد نمو الكائنات الدقيقة واكتمال اللوحة الفنية يتم تصويرها وعرضها للجمهور.
/https://tf-cmsv2-smithsonianmag-media.s3.amazonaws.com/filer/04/e4/04e43bca-4304-4eef-9b8e-195a4a302944/1_agar-art-2020_web_social.jpg)
