مدخل :
"
أنني حزين وقلبي ثقيل، ولكنني لا أعرف سببًا معينًا لحالي … وسِرتُ في طريق مجهول حتى أرهقني السيرُ، وشعرت طوال الوقت بأنني أسعى وراء غاية، لكنها غابَت عن وَعْيي أو غاب عنها وعيي. وتبرق لحظة خاطفة في غياهب نفسي مغررة بي، فأتوهَّم إنني مستكشفها، ولكنها سرعان ما تغوص في الظلام مخلِّفة يأسًا … ودومًا لا أكفُّ عن التطلع والانخداع واليأس، ولا أكفُّ عن السير، وصحبني الحزن مع خطاي، وانثالَت عليَّ صورٌ متلاحقة سريعة هامسة بذكريات الهناء الراحل والأحبة الذاهبين. وأذهلَتني كثرتُها كما أذهلني عدمها، وقعقع الرعد حتى ارتعشَت أطرافي، ولكنه قال بصوت واضح: سوف تنقشع الأحزان وينهمر المطر."
* من رأيت كما يرى النائم
للكاتب نجيب محفوظ
رأيت فيما يرى النائم."
أنني حزين وقلبي ثقيل، ولكنني لا أعرف سببًا معينًا لحالي … وسِرتُ في طريق مجهول حتى أرهقني السيرُ، وشعرت طوال الوقت بأنني أسعى وراء غاية، لكنها غابَت عن وَعْيي أو غاب عنها وعيي. وتبرق لحظة خاطفة في غياهب نفسي مغررة بي، فأتوهَّم إنني مستكشفها، ولكنها سرعان ما تغوص في الظلام مخلِّفة يأسًا … ودومًا لا أكفُّ عن التطلع والانخداع واليأس، ولا أكفُّ عن السير، وصحبني الحزن مع خطاي، وانثالَت عليَّ صورٌ متلاحقة سريعة هامسة بذكريات الهناء الراحل والأحبة الذاهبين. وأذهلَتني كثرتُها كما أذهلني عدمها، وقعقع الرعد حتى ارتعشَت أطرافي، ولكنه قال بصوت واضح: سوف تنقشع الأحزان وينهمر المطر."
* من رأيت كما يرى النائم
للكاتب نجيب محفوظ