نكبر ويكبر فينا الصمتُ، وتستولي علينا الرغبةُ في العُزلةِ.
يصبحُ حديثُ المرءِ لداخلِه أكبرَ مما يتفوَّه به مع الناسِ من حوله.
يوقنُ أنَّ مساحاتِ الاختلاطِ تؤذي أكثرَ مما تنفعُ،
وأنَّ نفسَه لا تتحمَّلُ أذىً إضافيًّا ليجاهدَ فيه ويصبرَ عليه،
وأن يكفيه دائرتُه التي يأمنُها ويرتاحُ لها،
وأنَّ عليه نفسَه وخاصتَه..
نكبر ولا تكبر معنا الدوائر، بل تنكمش؛
ليدركَ الإنسانُ أنَّه لا شيء يساوي بابًا مُغلَقًا عليه ، لا يعلمُ شيئًا عن العالمِ ولا يعلمُ عنه العالمين شيئًا..