سلمت يداك | 2024-05-31| S A K Y
"لا يمكنك سماع أفكارك وصوتك بدون العزلة"بالفعل! لا تفهم نفسك إلا عندما تنأى بنفسك عن ضجيج الناس. لا تعرف مشاعرك المخبوءة في سويداء قلبك إلا بالخلوة مع النفس.
لكن هل هناك سبب ثان؟
وهل وُجِدت العزلة إلا بسبب الناس؟
ومن أين يأتي الغدر والخيانة والظلم والإثم إلا من الناس؟
إنها رياضيات، كلما تجنبت الناس كلما تجنبت المشاكل، من يخلق المشاكل؟ إنهم الناس!
سؤالان هامان أطرحهما على الأعضاء الكرام والعضوات الكريمات
هل تلجأ إلى العزلة في بعض الأحيان؟ نعم/لا، ولماذا؟
قامتان شامختان في الأدب العالمي أحدهما يوافق على العزلة، والآخر ينبذها. اقرأ الفقرتين وحدد موقفك وقل لي أنت مع من؟ ولماذا؟
"لم أكن أعاني من الوحدة يوماً ، كنتُ فقط أحب البقاء لوحدي في غرفتي . نعم ، مرت بي افكار تتعلق بالإنتحار ، ونوبات إكتئاب . والمرارة شعرت بالمرارة أكثر من أي شيء آخر . لكني لم أشعر للحظة أن وجود أحد معي في غرفتي سيعالج هذه المرارة . بكلمات اخرى . لم تكن الوحدة مصدر ازعاج لي ، لأني لطالما شعرت بميل ورغبة ملحة في العزلة ، سواء كنتُ في حفلة ، أو في ملعب ممتلئ بالجماهير الصاخبة ، في هكذا أماكن دائما تتبلور وحدتي . سأقتبس قول ل إبسون هنا : أقوى الرجال هم الاكثر عزلة ! ذات الحال عندما يسألني من حولي عادة : إنها ليلة الجمعة أ يُعقل أن تبقى جالساً هنا فقط ؟! نعم . سأبقى جالساً هنا فقط ! لا شيء في الخارج سوى مصنع للحماقة ، و اختلاط الحمقى بالحمقى ! هكذا كل ما في الامر ! أعتذر لكني لم أكن يوماً وحيداً ، انا فقط أحب نفسي ، وأراني أفضل وسيلة ترفيه لذاتي." (تشارلز بوكوفسكي).
"العزلة التي يعيش فيها البشر, و تتجلى في جميع الميادين و لا سيما في عصرنا هذا. إن عصر العزلة هذا لم ينته , حتى أنه لم يصل إلى ذروته. إن كل إنسان في هذا العصر يجهد في سبيل أن يتذوق الحياة كاملة مبتعدا عن أقرانه , ساعيا إلى السعادة الفردية. و لكن هيهات أن تودي هذة الجهود إلى تذوق الحياة كاملة, فهي لا تقود إلا إلى فناء النفس فناء كاملا, و لا تقود إلا إلى نوع من الانتحار الروحي بعزلة خانقة. لقد انحل المجتمع في عصرنا إلى أفراد يعيش كل منهم في جحره كوحش, و يهرب بعضهم من بعض, و لا يفكرون إلا في أن يخفوا ثرواتهم عن بعض. و هم يصلون من ذلك إلى أن يكره بعضهم بعضا و إلى أن يصبحوا جديرين بالكره هم أيضا. أن الإنسان يكدس الخيرات فوق الخيرات في العزلة و تسره القوة التي يحسب أنه يملكها بذلك, قائلا لنفسة أن أيامه قد أصبحت بذلك مؤمنة مضمونه , إنه لا يرى لحماقته, إنه كلما أوغل في التكديس كان يغوص في عجز قاتل. ذلك إنه يتعود إنه لا يعتمد الا على نفسه, و يفقد إيمانه بالتعاون, و ينسى في عزلته القوانين التي تحكم الإنسانية حقا , و ينتهي إلى أن يرتعد كل يوم خوفا على ماله الذي أصبح حرمانه يحرمه من كل شئ. لقد غاب عن البشر تماما أن الأمن الحقيقي لا يتحقق في الحياة بالعزلة و أنا باتحاد الجهود وتناسق الأعمال الفردية.'' (فيودور دوستويفسكي.).
التعديل الأخير بواسطة المشرف: