لحظات تضيء الطريق ~ (1 زائر)

[Sir Crocodile]

فعالية الإسبوع²

كيف تتصرف في المواقف الصعبة ؟ هل أنت ضعيف ضد الدموع و سريع التأثر و لا تعتقد أن بإمكانك اصدار أمر قاسي حتى و إن كان يصب في مصلحة الاغلبية ؟ أم لديك شخصية قوية تنظر للأمور بموضوعية و تصدر قرارات صحيحة حتى و إن كانت قاسية على البعض ؟
أم هل لديك طرق أخرى في التعامل ؟

أنا شخص سريع التأثر جدا.. ربما بسبب العديد من العقبات التي واجهتها خلال حياتي، لم أنل من حياتي سوى العقم العاطفي و العتب من أقربائي و الفشل المتكرر الذي أثقل كاهلي.. دموعي تهزمني كل مرة منهمرة على خدي عندما أسقط محاولا النوم.. هذا الضعف الذي أشعر به يجعلني غير قادر على اتخاد قرارات قوية ليس بسبب ضعف شخصيتي أو شيئ من هذا القبيل.

السبب الأساسي هو عجزي و قلة اهتمامي بالأمور.. التي تطرأ لأني مؤخرا أدركت.. أن الله سبحانه و تعالى قد كتب رزقي و مستقبلي و الأشخاص الذين سيعاشروني قبل ولادتي.. هذه الحقيقة كنت أعلم بوجودها لكن لم أكن للأسف أشعر بماهيتها.. فبعد أن تركت مصيري لرب العالمين انتابني إحساس هادئ.. جعل الهدوء و الطمأنينة تملأ قلبي.. و تنهي خوفي من المستقبل المجهول.

طريقتي في التعامل تغيرت كثيرا.. كنت في السابق آخد قرارات متحمسة و متسرعة بسبب عدم نضجي و خوفي من فقدان الفرص و الأشخاص.. لكن الآن بدأت أنضج و آخد الأمور بعقلانية و توقفت عن الإعتماد على قلبي بسبب تحكمه الكبير في قراراتي و أموري.. نصيحتي الوحيدة لكل من لمح كلامي.. بعيدا عن شخصيتك و أسلوبك في التعامل مع الأشخاص أو القرارات المصيرية في حياتك.. عملك.. عائلتك.. مستقبلك.. تخصصك الدراسي.. توقف عن الخوف و حدد ما تريد أنت القيام به.. ذلك القرار الذي سيجعلك مرتاح البال.. و حتى لو كان اختيارك فاشلا وقتها.. فعلى الأقل لن تكون نادما متحسرا على عدم القتال من أجل شخص تحبه.. أو هدفك.. أو وظيفة أحلامك.


​

 

[Sir Crocodile]

ليس هناك شعور أصعب من تلك الليلة التي تحاول فيها النوم بعد فراق أحد عزيز عليك.. شعور قاسي و صعب.. فتغير تصرفاتهم و معاملاتهم الباردة اتجاهك تجعلك تتسائل.. هل تعاملهم الدافئ في البداية كان تمثيلا و أمر غير حقيقي أوهمت نفسي به ؟ .

هم كشهر تشيرين.. متقلب و بارد وصعب على المخلوقات الحية و لا تستطيع أغلب الكائنات أن تستمر وسط ذلك الجو المتزمت و الغامق.. تسقط على سريرك و دموعك تنهمر على خدك كسيل جارف.. لا تريد النوم لكن الإرهاق أقوى منك لتنام بعد خسارة شخصك المفضل و تستمر الحياة و الأيام كأن كل تلك الذكريات كانت سراب و مجرد صفحة عابرة.

​

 

[Sir Crocodile]

يجب أن تستريح قليلا.. تستريح من الخوف و من توقع الأسوء و الرهبة من الوقوع في الخطأ و عناء التقكير الذي لا ينتهي.. تسترح من عشرات المعارك التي تخوضها داخل عقلك.

ما اكتشفته في حياتي هو أن تسليم أمرك لله سبحانه و تعالى و التوكل عليه.. يخلق في نفسيتك كم هائل من الراحة و الهدوء و السكينة..

لن تمنحك الحياة أكثر مما كتب لك.. لكن لا تتوقف و جاهد في السعي نحو أحلامك و طموحك و لا تتهاون في القتال و تجاوز العقبات.

صدقني.. لو اجتمعت جيوش الأرض ليمنعوا عنك رزقك و ما كتب لك فلن يقدر مخلوق على انتزاع ولو رشفة ماء تسقي عطشك يوما ما.. فاهدأ و تيقن بأن الله يعلم ضيقتك و همك و كربك.. لن يتخلى عنك.. فقط واصل و اسعى و اترك التوفيق لرب العباد.
​

 

[Sir Crocodile]

مشاعري واضحة.. عندما أحب شيئا أو شخصا ما فلا أنفك عن تقديم الغالي و النفيس لأجله.. عندما أكره ..عندما أغضب.. عندما أيأس.. عندما أحن.. كانت مشاعري دائما تتضح على وجهي .. على تصرفاتي.. و على أسلوبي في الكلام.

لا أستطيع أن أظهر عكس ما أشعر، حاولت كثيرا تغيير هذا الطبع حتى أحصل على فرص أكبر.. أو التقرب من مودة الآخرين.. في الماضي كنت أفعل هذا فقط تجنبا للعديد من الإخفاقات أو خيبة الأمل أو فقط ربما كنت خائفا من أن أظل وحدي.. لكن تبديل الأقنعة هذا بدأ يزعجني و مللت من فكرة النفاق و تغيير الوجوه.. عش كما تريد بالمبادئ التي تؤمن بها.. لا تهتم بكلام الآخرين سواء كان سلبيا أو أيجابيا.. ثق بما تفعله أنت.

​

 

[Sir Crocodile]

كل واحد منا كان لديه أمنية بوجود شخص يفهمه بدون أن يتكلم.. يعرف مكنوناتك الداخلية و تفاصيل شخصيتك.. فهو قد عرف ماهيتك و احترم أحاسيسك و أدرك بأنك لست شخصا سيئا.. أنت فقط تختزل في أعماقك صراعات عديدة تثقل كاهلك و ترغب بالبقاء وحيدا.. هو يعلم بهذا لكن لا يتوقف عن مد يد العون لك في الأوقات التي تسقط فيها.

لقد كنت هذا الشخص في وقت ما.. حاولت أن أفهم شخصا عزيز على قلبي و إرغام ذاتي بذلك البرود الذي كنت أتلقاه منه.. أنت تقدم و هو يأخد ولا وجود لأي مقايضات بيننا.. هو كان المستفيد من تلك العلاقة و أنا كنت الطرف الخاسر فيها.. لكن كنت أحبه حقا و أريده أن يرى قيمة هذا الحب بكلماتي المحفزة له و بالوقوف بجانبه.. لكنه ألقى بتلك المشاعر بدم بارد و تقدم للأمام و تركني في الخلف.. لم أكن أعي معنى انكسار القلب حتى تلك اللحظة.

لقد سمعت صوت شيئ قد تحطم بداخلي.

​

 

[Sir Crocodile]

تطرأ لك العديد من المواقف الصعبة.. كالخصام مع أصداقائك أو عائلتك.. أو تلك المشاكل التي تتعرض لها و يتوجب عليك إيجاد الحل السريع لتجاوزها.. لكن فجأة تقف متسمرا مكانك لا تقوى على الحراك.. أنت فقط تريد التزام الصمت.. يعاتبك أحدهم بكلام قاسي لكن ليس لديك الجهد الكافي للرد ولا رغبة في التبرير.. فتصمت فقط.

تشكوا عائلتك من نواقص فيك و من استهتارك بأمور حياتك.. لكن تلتزم الصمت.. تصمت لأنه لا تجد أذان صاغية تسمعك.. تصمت لأن التبريرات و التفسيرات التي لديك لم تعد مجدية.. أنت فقط تشعر بأن سكوتك مهم أكثر من كلامك.. لأن كلامك لو لم يكن نافعا فلا تثرتر كثيرا ودع أفعالك تتكلم عنك.. سكوتك وقت الإنتصار رفعة.. و سكوتك وقت الهزيمة انتصار.. لا أحد مهتم بالشقاء الذي مررت به و كمية الجهد و العرق التي بذلتها إن لم تترجم لنجاح ساحق.. فدع الكلام و التبريرات جانيا و انهض و اعمل و أخرس الأفواه بنجاحاتك القادمة.. أثق بك.

​

 

[Sir Crocodile]

سالفة تمسحاوية #

في أشخاص اجتماعيين مرة.. بس من كترة قدراتهم الإجتماعية يصلون لمرحلة كسر الجمجة من الإزعاج.

حدت لي موقف اليوم.. أنا جالس في أمان الله في القهوة وحدي.. أشرب كأس من القهوة السوداء محاولا الإبتعاد عن المشاكل و الصداع و الإختلاء بنفسي.. رشفة من تلك القهوة و أنا متقوقع مع ذاتي تعني الكثير بالنسبة لي.

حتى يأتي شخص معرفتي معه جدا سطحية.. و يبدأ بالحديث معي و بدون توقف.. يحكي عن ذكائه و قدراته الرياضية و كأنه يعرفني منذ مدة و كل هذا بسبب قوته الإجتماعية العظيمة.

سكتت و أنا بشوف فيه،. يا أخي ألا تتعب من الكلام.. هل لديك مهمة تقتضي بأن تنهي عدد معين من الكلمات في اليوم و إلا سيموت فرد من عائلاتك

يا عمي إجلس ولا تتكلم بس.. خليني فحالي ترا عندي هموم الدنيا.. و اللي يقهر بيقولك أبغا أشاركك مشاكلي.. يا بني آدم لما تشاركني مشاكلك ؟

ذهبت لمالديف و سويت كذا و كذا.. و صار لي مشكل .. حاب أقول لك المشكل لصار معي .. إنت تشاركني بس المشاكل.. ما تشاركني السفرة و تقولي تعال معي للمالديف ؟

أنا إنسان أكلاوي.. لو باغيني أسمع لمشاكلك اللي ماتنتهي واللي تشاركني بيها بدون سؤال مني و رغما عن أهل أهلي .. أعطيني وجبة من الطعام و مستعد أسمع لك لبكرا.

ولو ماتبغى خليني فحالي.. أسخن مساريني بتلك القهوة الحارة و أنا أتأمل الشارع أبرك منك.


​