وَ بَعْد و بعد ... قبلك كنت امراة ثائرة ، متمردة ، شاذة القواعد و الافكار ...
امراة لا يغريها الادمان ... امراة اكثر ما تمقت حلاوة السكر التي توقعنا في اسر مذاقها الحلو المعسل ... امراة اكثر ما تنفر منه القهوةو رغم غياب الحلاوة منها الا اننا - وبطبيعتنا - نقع تحت اسر مرارتها ، وطبيعتنا -هذه-هي التي تجعل الضحية تعشق جلادها و حبيبها امراة اكثر ما تكره و تشمئز منه هو التدخينٍ،برائحته ، بمذاقه ، و بكل ما يثيره في النفس من مشاعر اكثرها و اشدها التمرد فلما تراني الان معك وقعت في اسر الادمان؟!
ادمنتلمعة عينيك التي ترسل لعيني بالاف الوعود ، وان لاوحدة بعد الان ، التي وان بخلت شفتاك
عن ان تبوحا لي بمكنونك ، فان هاتين البلورتين اللامعتين - و الصادقتين جدا - تبوحان لي بكل مشاعرك المك ،حزنك ،فرحك ، شغفك تثرثران لي عن كل ما الّم بك و ما اسعدك ، فاسعد بلمعتهما الفرحة ، و يلتاع قلبي و يجزع ان ما اخبرتاني بالمك و حزنك
ادمنتصوتك ، ببحته المميزة ، بالامان الذي ينشره في محيطي فتسكن دقات قلبي الثائرة و انفاسي اللاهثة
بالرجولة التي لا احسها - من بين رجال العالمين - الا معك ، و في صوتك
و كان الرجولة تجسدت في رجل واحد لا يكرره الزمن ابدا ، لا ياتي مثله ابدا ، و كان الرجولة تنبض بين كلماتك و فيها فلا اشعر بنفسي الا و انا استمع اليك ظاهرا ، و ما لن يعلمه احد ، انني اتشربه ، امتصه لاروي ضماي الذي لا يرويه الا حنان صوتك و سحره ، و ما اشد ضماي لو كنت تعلم !!
ادمنتعطرك ، الذي لن يميزه الا انف لقلب خبير بك مثل قلبي ، عطرك الذي لا تتكلفه ، عطرك الذي يشع
من روحك فينتشر اريجه في الارجاء
فيبدو لقلبي المتيم بك ، كاجمل عطر ،ارقى عطرو اغلاه ثمنا
و لشدة ما اعشقه ، اخاف - و اغار - ان يشتمه احد غيري مثل ما اشتمه ، مثلما استنشقه - و كانني ما تنفست قط قبل ان اشمه - !
لكن عزائي ان لا احد ، لااحد ابدا يحبك كحبي لك !!
و لا احد ابدا قادر على ان يتنفسهمثلي !!!
ادمنتحضورك، ادمنت الهالة التي تحيط بك ، التي تجعلني اميز حضورك من بين رجال العالمين
افكر كثيرا بهذه الهالة التي تميزك ، انا المتعمقة جدا ، و المحللة جدا ، و التي لا تفوتها سكنة او حركة منك - انت - بالذات
لا بد انني فكرت في هالتك كثيرا ، في الالوان التي تميزها ...
فاراها بعين خيالي زرقاء قاتمة مع القليل جدا من البنفسجي ، زرقاء قاتمة كبحر هادئ ليلا ، و في ليلة لا يضيؤها سوى البدر ، زرقاء قاتمة كسماء صافية ، بحرصافي و رائق ، لكنه و ان كان صافيا الا انه امتزج بظلام الليل ، اسود يدل على فخامته، رونقهفتكون حنونا رقيقا معطاء كالازرق ، حازم جاد و فخم كالاسود ~
اما البنفسجي فانه يقبض قلبي احيانا بمدلوله ، حزن عميق ، لا ادري ممن؟؟ مماذا ؟
و يبدو لي احيانا انه ليس بحزن بقدر ما هو وحدة روحك ، فتثور كل مشاعري الامومية ، - و الانثوية ايضا -
و اود لو املا كل وحدة في قلبك و في روحك فلا يكون لك بعُد فراغ
و لدهشتي ان هذه الهالة تتبدل - تقريبا للنقيض - ، عندما تنظر الي و عندما المح لمعة عينيك ، اراها صفراء فاتحة، كشمس ساطعة لكنها ليست محرقة بل - فقط - دافئة و منعشة و جميلة ، تعجبني و تذهلني هذه الهالة - كما يذهلني كل شيء فيك كطفلة تتعلم اول ابجديات الحياة معك - خاصة بصفائها و نقائها من كل لون اخر
و رايتها عدة مرات - بعين خيالي - و احسستها حارقة
و ذلك عندماتغضب - وهذا نادر جدا بالنسبة لشخصية مسيطرة مثلك - ، او عندما تغار ، عندما تتوهج عيناكفجاة و تحمر اذناك مع جبهتك ، و ترمقني بنظرة مشتعلة ، و عندما تزول حالة غيرتك او غضبك تعود هالتك لروقانها او الى زرقتها القاتمة لو تدري كم احفظ تفاصيلك ، اه لو تدري ...!!!
-من الاخر -ادمنتك ، ادمنتك انت كلك ، فقل لي - بالله عليك - كيف اتعامل مع هذا الادمان ؟
كيف تتعامل امراة مثلي عل ادمان لم تعتده ؟، - و ان اعتدته - فلم اعتده بهذا الجموح!!
بهذه الثورة ، بهذه الروح المشتعلة ، و بهذا القلب المكلوم الذي لا يرضيه الا قربك! فكيف اتعامل مع هذا الادمان؟ الذي لا يسعني القول عنه الا انه لذيذ ، جميل ، و مغري و ... مؤلم ، مؤلم جدا لو تعلم ، مؤلم جدا لو تعلم و لو ... تحس !!
قبلك كنت ارى الامومة متعبة ،متعب التعامل مع الاطفال ، مع طبيعتهم المتغيرة ، و طباعهم - بالرغم من انني كنت و لا زلت احبهم -
و بالرغم من ان الجميع يزعمون انني ام بالفطرة ، كما انني اشعر بذلك و كانني ولدت وانا احمل معتقد انني ام لكنني و بالرغم من هذا ايضا فقد كنت ارهب فكرة الامومة و الاطفال و المسؤولية فلما تراني معك اتوق لان اكون اما في المستقبل ؟ ، اتوق لاطفال - اطفالك و اطفالي -
يحملون بعضا مني و بعضا منك
فاشهد ناتج حبي لك في كائنات رقيقة رهيفة و جميلة ، فاشهد تمازج روحينا ، و اعتناقها لتفاصيل بعضها البعض ، و بالرغم من كل احلامي بهؤلاء الاطفال المستقبليين - و الذين يؤلمني ان لا اوقن تماما من وجودهم -!
الا انني لا املك شعوري الجارف بالامومة معك ، انت ابن قلبي - ان لم تكن الاخير - ، لم اشعر بكوني اما بالفطرة كما شعرت معك لم احس برغبتي في احتضان اوجاعك، افراحك ، احزانك ، كما رغبت معك !
شعور الامومة هذا معك يزيد تعلقي بك رغما عن كل شيء !
و رغما عني ، فادمنتك اكثر و اكثر ...فهلا تشعر ؟!!