اسمه : أبو علي الحسن بن الحسن بن الهيثم.
ميلاده : 1 يوليو عام 965 ميلادي.
وفاته : 3 يونيو عام 1040 ميلادي.
مكان الميلاد : البصرة في العراق.
الديانة : الإسلام.
اسم شهرته في أوروبا : AL-HAZEN
ابن الهيثم كان عالمًا عربيًا
مسلمًا عاش في القرون الوسطى،
قدم اسهامات كبيرة في مجالات الرياضيات،
والبصريات، والفيزياء،
وعلم الفلك، والهندسة، و
طب العيون، والفلسفة العلمية،
بالإضافة إلى تصحيحه لبعض النظريات والمفاهيم السائدة في ذلك الوقت اعتمادًا على كتب
أرسطو و بطليمس.
بدأ بطلب العلم خلال الفترة التي قضاها في البصرة، حيث قرأ العديد من من كتب
العقيدة الإسلامية، والكتب العلمية.
وبدأت حياته المهنية
كوزير للبصرة قبل أن يتفرغ أكثر لدراسة العلوم؛ ولكن حبه للعلم وإيمانه الشديد بتأثيرهم في الحياة البشرية جعلته يتخلى عن منصبه ويُهب كل مجهوداته للدراسات العلمية خاصةً دراسة
علوم الرياضات والفيزياء .
و من ثم انتقل
ابن الهيثم إلى
القاهرة حيث عاش معظم حياته،
حيث أخبرهم أنه بعلمه بالرياضيات يمكنه تنظيم فيضانات النيل. عندئذ
، أمره الخليفة الفاطمي بتنفيذ أفكاره تلك.
إلا أن فكرته
بائت بالفشل، وخوفًا على حياته ادعىالجنون، فتم اجباره بالبقاء في منزله
عشر سنوات.
وتم الاعفاء عنه وفاة الحاكم وحينها كرّس ا
بن الهيثم حياته لعمله العلمي حتى
وفاته.
نشأ
ابن الهيثم في
البصرة وتلقى تعليمه فيها، في فترة كانت تعد
العصر الذهبي للإسلام،
وكان والده عاملًا حكوميًا ممّا أتاح له تعليمًا ممتازًا.
انتشر في وقت ما قول
ابن الهيثم بأنه يستطيع حل مشكلة فيضان
نهر النيل
" لو كنت بمصر لعملت بنيلها عملًا يحصل النفع في كل حالة من حالاته من زيادة ونقصان".
فوصل قوله هذا إلى الخليفة الفاطمي الحاكم
بأمر الله الذي دعاه إلى
مصر لتنظيم
فيضانات النيل،
وأمده بما يريد للقيام
بهذا المشروع، وهي مهمة التي تطلبت بناء سد في الموقع الحالي لسد أسوان،
وبعد أن تفقّد الموقع أدرك عدم جدوى هذا المشروع
لضعف الإمكانات المتاحة في ذاك الوقت،
وخوفًا من غضب الخليفة،
ادعى الجنون فاحتجز بمنزله من عام 1011م حتى وفاة الحاكم في عام 1021م .
وبعد انتهاء فترة
إقامته الجبرية في منزله، كتب
عشرات الأطروحات الأخرى في
الفيزياء والفلك والرياضيات،
ثم سافر بعد ذلك إلى
الأندلس حيث كان لديه متسع من الوقت لمساعيه العلمية
والتي شملت البصريات والفيزياء والطب والقيام ببعض
التجارب العلمية؛
وكتب العديد من
الكتب في تلك الموضوعات.
بعد فشله في تنظيم تدفق مياه النيل، غادر
ابن الهيثم مصر متجهًا إلى
الشام
حيث قضى بقية حياته، ومع ذلك هناك وثائق تشير إلى بقائه في مصر حتى عام 1038،
ومن بين هذه الوثائق كتاب كتبه عام 1027 يُظهر رد
ابن الهيثم على سؤال هندسي طُرح عليه في بغداد.
هناك تفسيرات أخرى تشير إلى أنه ربما زار بغداد لفترة قصيرة قبل عودته إلى مصر، وأيضًا قضاء بعض الوقت في الشام،
مما يدعم صحة النسخة الأخرى من القصة.
عرف ابن الهيثم
" بالبصري " نسبةً إلى مسقط رأسه البصرة،
وعرفه الغرب باسم
" Alhazen " ، أو
" Alhacen " ، ذلك بسبب سهولة نطق الاسم والأقرب للنطق العربي.
ولقّبوه
" ببطليموس الثاني "، وكذلك
" بأمير النور " و
" أبو البصريات " كونه لعب دور مهم في اكتشافات البصريات والعدسات.
اكتشفت أعماله حول
مواضيع هندسية في مكتبة فرنسا الوطنية في باريس في عام 1834، وتوجد بعض
المخطوطات الأخرى في
مكتبة بودلين في أكسفورد و
مكتبة ليدن.
وتوفي ابن الهيثم عام 1040م عن عمر ناهز الـ 74 سنة في مدينة ا
لقاهرة.
تشكيكه في نظريات بطليموس
انتقد
ابن الهيثم بطليموس وأعماله بشدة، مشيرًا إلى العديد من
التناقضات التي وجدها في أعماله،
اعتبر أن بعض الادوات الرياضية التي استخدمها بطليموس في
علم الفلك فشلت في الخصائص الفيزيائية للحركة الدائرية المنتظمة.
كما انتقد استخدام بطليموس للحدس في نظرياته بدلاً من
التجارب العلمية، وأشار إلى أن الباحث عن الحقيقة يجب أن يتشكك في نتائج دراسته ويستخدم عقله حتى النخاع لبحث
تلك الأفكار من كل جانب.
مخطوطة تكوين العالم
في مخطوطته
تكوين العالم قَبِلَ نظرية بطليموس حول كون الأرض
مركز الكون وقدم وصفا تفصيليا للمجالات السماوية.
كان يدرس نظرية بطليموس رياضيايًا وقال بأن كل كوكب له
فلكه الخاص، حيث كان تأثير عمله كبيرا على
علماء الفلك في أوروبا بالعصور الوسطى وعصر النهضة.
نماذج حركات الكواكب السبعة
كانت مخطوطة
ابن الهيثم التي كتبها عام 428 هـ تحتوي على نماذج حركات
الكواكب السبعة،
ورغم أن معظم المخطوطة قد فقدت، إلا أن
النسخة المتبقية منها تم اكتشافها مؤخرًا.
مثلما فعل في مخطوطته الأخرى حول أعمال
بطليموس في هذه المخطوطة،
وضع
ابن الهيثم دراسة هندسية منهجية حول ميكانيكية الحركة،
مما أدى إلى تطورات مبتكرة في هندسة
متناهيات الصغر.
كانت تجربته لنموذجه
أول رفض لأفكار معدل المسار والدوائر الفلكية، وكذلك
الفلسفة الطبيعية في علم الفلك.
وقد طرح فكرة
دوران الأرض حول محورها، وأن مراكز الحركة نقاط هندسية دون دلالات مادية.
كما وصف
ابن الهيثم تصوّرًا مبكرًا لشفرة أوكام في محاولة لتجاهل ا
لفرضيات الكونية التي لا يمكن ملاحظتها من الأرض.
استند
ابن الهيثم إلى المبادئ القديمة التي
وضعها إقليدس وثابت بن قرة في مجال الرياضيات.
ومن بين إنجازاته في هذا المجال: وضع قواعد لحساب
التفاضل والتكامل، ونظم طريقة التعامل مع
القطوع المخروطية، وكان أول من فكر
بنظرية الأعداد وربط الهندسة بالجبر من خلال
الهندسة التحليلية.
- لعب
ابن الهيثم دوراً بارزاً في مجال الهندسة، حيث كتب نحو
ثمانية وخمسين كتاباً في هذا المجال.
وقد تضمنت هذه المؤلفات آراءه وأدلته المبتكرة حول العديد من المسائل المتعلقة بأقليدس وأرخميدس،
والتي كانت بدون براهين وأدلة تثبت صحتها. ويُشار إلى أنّ هناك أكثر من
واحد وعشرين مخطوطة
لابن الهيثم في علم الهندسة موجودة في
مكتبات العالم، بما في ذلك تلك الموجودة في القاهرة، ولندن، وباريس، واسطنبول.
- كما اكتشف
ابن الهيثم صيغة إضافة أول
100 عدد طبيعي، واستخدم
ابن الهيثم برهانًا هندسيًا لإثبات تلك الصيغة.
- كانت أول محاولة
لابن الهيثم لإثبات
مسلمة التوازي الإقليدية و
المسلمة الخامسة في كتاب العناصر لإقليدس،
من خلال استخدام البرهان بنقض الفرض.
- قدم مفهومي
الحركة والتحويل في الهندسة، واكتشف
رباعي أضلاع لامبرت
وحاول إثبات تشابهها مع مسلمة بلاي فير، كانت نظرياته حول
رباعيات الأضلاع، بما في ذلك
رباعية لامبرت،
من أوائل النظريات في الهندسة الإهليجية والهندسة الزائدية.
يمكن اعتبار هذه النظريات، بما في ذلك مسلمة بلاي فير، بداية للهندسة اللا إقليدية،
حيث كان لأعماله تأثير كبير على علماء الهندسة الفرس والأوروبيين.
- ناقش
ابن الهيثم في مخطوطته رسالة في المكان نظريات
حركة الأجسام في مجالات الديناميكا والحركة.
أكد أن الأجسام تظل في حركة دائمة مالم تتوقفها قوة خارجية أو تتغير اتجاهها، مشابهًا
لمفهوم القصور الذاتي.
قدم تعريفًا
لقوة الاحتكاك التي أثبتها
جاليليو جاليلي وصارت جزءًا من
قانون نيوتن الأول للحركة.
- كما عارض فكرة أ
رسطو بأن الطبيعة تمقت الفراغ، واستخدم الهندسة لإثبات أن المكان
هو فراغ ثلاثي الأبعاد بين الأسطح الداخلية للجسم. اكتشف أيضاً مفهوم القوة الدافعة الذي أصبح جزءاً من
قانون نيوتن الثاني للحركة، تقريباً في نفس الوقت الذي اكتشف فيه
ابن سينا ذلك.
- في
كتاب المناظر، قام ابن الهيثم بوضع العديد من الملاحظات التجاربية في
الميكانيكا،
استخدم نتائج تجاربه لشرح
ظواهر ضوئية معينة باستخدام القياس الميكانيكي.
- قام بإجراء تجارب باستخدام
قذائف، واكتشف أن
القذائف العمودية القوية هي التي تستطيع ا
ختراق الأسطح،
بينما تحيد ا
لقذائف التي تسقط بزوايا مائلة، استخدم هذه النتائج
لشرح الاصطدام المرن وغير المرن.
- وأظهر كيف أن
الضوء الكثيف المباشر يمكن أن يؤذي العينين، باستخدام
القياس الميكانيكي،
قام بتجربة باستخدام أشعة ضوئية قوية عمودية وأخرى ضعيفة مائلة، وأثبت أن الأشعة القوية العمودية
هي التي تستطيع
اختراق العين.
- قدّم تعريفًا دقيقًا
للمكان؛ بأنّه الحيّز ثلاثي الأبعاد الذي
يشغله الجسم داخل حدود أسطحه.
- شرح علاقة الإدراك
البصريّ وحدوده بمعرفة
مفهوم الفضاء والحدس المكاني.
- ربط
ابن الهيثم بين الدين والعلم، وقدّم نظريات عرّف من خلالها
المعرفة والإدراك.
- تركزت
أبحاثه في البصريات على دراسة النظم البصرية باستخدام
المرايا
وخاصة على المرايا
الكروية والمقعرة، كما أثبت أن النسبة بين
زاوية السقوط وزاوية الانكسار ليست متساوية،
كما قدم عددًا من الأبحاث حول قوى
تكبير العدسات،
فهو أول من أتى بفكرة
النظارات.
- يعد اين الهيثم أول من درس
عدسة العين وقام بتشريحها وتسمية اجزائها،
والتي تمت ترجمتها إلى لغات آخرى
كالقرنية، والشبكية.
وهو أول من وضع مبدأ
آلة التصوير والتي أطلق عليها مسمى
" القمرة ".
كتاب المناظر
كتاب المناظر هو كتاب تأسيسي في مجال
البصريات، الفيزياء، الرياضيات وعلم النفس،
ألّفه
ابن الهيثم أثناء فترة إقامته الجبرية في
مصر بين عامي 1011
021،
يُعتبر هذا الكتاب محطة هامة في تاريخ
تطور علم البصريات، حيث وضع أسس البصريات الفيزيائية الحديثة
وغيّر بشكل جذري فهمنا للضوء
ورؤيتنا للأشياء.
يحتوي الكتاب على نقاشات وبحوث حول
سيكولوجيا إبصار الأشياء و
الأوهام البصرية،
بالإضافة إلى
السيكولوجيا التجريبية وأدق وصف
للقمرة أو ا
لغرفة القاتمة، الذي أدى إلى اختراع
الكاميرا الحديثة.
كما قدم الكتاب تحسينات مهمة في
جراحة العيون وشرح عملية الإبصار.
تأثرت الأفكار المطروحة في هذا الكتاب بشكل كبير في
عصر النهضة وساهمت في تطوير
التليسكوب
واستخدام
البصريات بشكل أوسع في مختلف
المجالات العلمية.
لمعرفة المزيد عن الكتاب
فلسفة الضوء
تأتي أهمية نظرية
ابن الهيثم في كونها كسرت الاعتقاد السائد في ذلك الوقت حول طبيعة الضوء،
حيث كان الاعتقاد يقول بأن الضوء يخرج من
العين ولا يدخلها،
ولكن
ابن الهيثم قد أثبت أن الضوء يدخل العين من
مصادر الإضاءة
ويتم رؤية الأشياء عندما ينعكس الضوء عليها
ويدخل العين، وكانت هذه الفكرة مبتكرة ومثيرة للدهشة في ذلك الزمان.
وأشار إلى أن الضوء يسير في
خطوط مستقيمة ولا ينحني، وسبب شفافية بعض الأجسام إلى وجود
مسامات صغيرة تمتد بشكل مستقيم، مما يسمح
للضوء بالمرور من خلالها.