- إنضم
- 15 مايو 2019
- رقم العضوية
- 9976
- المشاركات
- 38
- مستوى التفاعل
- 65
- النقاط
- 190
- توناتي
- 170
- الجنس
- أنثى
LV
0
@YAFA | 04-09
...
أرى أن أختي الأكبر كانت ومازالت تشبه الشمس.
كانت أكثرنا حنانًا وإشراقًا. ولطالما كانت الأذكى بيننا!
دائمًا ما تكونُ هي الأساس الذي تدور حوله عائلتنا في كل أمور الحياة, و محور توقعات العائلة العالية وأحلامهم التي لم ترى النور يومًا.
لكنها بفضل الله في النهاية استطاعت أن تنجح وتسطع كعادتها دومًا، حتى وإن كلّفها ذلك جزءًا من نورها..
لكنها ظلت فقط تشرقُ كالشمس.. مُجددًا.. مُعلنةً بداية يوم جديد وولادة حلمٍ آخر ليرى النور قبل أن يُدفن في الظلام مع بقيّة إخوته..
لأنها كانت شمس.. كان عليها ألّا تنطفئ أبدًا..
...
أما أختي الوسطى، فكان دائمًا ما يُقال أنها أجملنا.
وهي كذلك في عينيّ أيضًا.. كلتاهما الأجمل في عينيّ..دومًا..
كانت مميزة ككوكبِ الأرض.. كوكبنا الحبيب ومحط أنظار العالم بأكمله!
لذا أظن أنكم استطعتم تخمين ما سأكتبُ عنها..
صحيح! كانت أكثرنا بروزًا وحضورًا.. ودائمًا ما تكون محبوبة من قِبَل الجميع في كل مكان تذهب إليه..
لم يتوقع منها والدانا أن تكون بذكاء الأولى! لكنها فاجأت الجميع بحصولها على مرتبة عالية جدًا في كلّ ما تسعى إليه،
ونالت بذلك الحب والفخر من العائلة.. مرة أخرى.. ولكن بضعفِ الكمية.
تمامًا كالأرض.. كان عليها ألّا تتوقف عن الدوران حول إبهارِ الآخرين أبدًا..
...
أما أنا.. فأصغرهم.. فلا أجد شيئًا مميزًا يستحق الذكر.
صحيح أنني في نظر عائلتي كائنًا يستحقُ كل الحب..
لكن عندما أنظر إلى نفسي، لا يسعني إلا التفكير ببلوتو.
ذلك الكوكب الأصغر والأبعد عن إخوته..
المنسيُ من الشمس,
منسيّ في الظلام،
يتدحرج في الفضاء البارد بصمت،
باحثًا عن مكانه في هذا الكون الواسع،
مثلي تمامًا..
أتساءلُ أحيانًا..
هل يمكن للشمس أن تشرق يومًا ما على بلوتو؟
أم أن الأمر مجرد تهريج من الشمس؟
أحب أن أنظر إلى بلوتو ككوكب لا يعترف بنجم ولا بشمس، ويعيش بسعادة في عزلته،
مثلي في
الفضاء البعيد،
في الكون الضائع،
في الشمس الضائعة،
في الحياة الضائعة.
أعترف بأنني لست ذكية بقدر الأولى، ولست بجمال الوسطى.
ولم أكن حقًا حتى بالذكاء الذي اعتقده والداي عني،
ولا أعامل الآخرين دومًا بلطافة.
لا أملك حُلُمًا أتوقُ إليه كغيري..
ولم أحقق شيئًا يُذكر في الماضي.. كما كان يتمنى والدَيّ،
ولا أعلم إن كنت حتى سأُحقق شيئًا في المستقبل البعيد.
لكن إذا كنت سأصف نفسي كما فعلت مع إخوتي، فسأقول إنني أكثرهن غرابة. نعم، غريبة، مثل بلوتو.
ولكن بلوتو، وإن كان غائبًا وضائعًا عن الأنظار..
يريد أن يتربع في قلب أحدهم كمجهولٍ مميز و محبوب.
.
.
لذا,
هل يُمكن للشمس أن تُشرق على بلوتو؟
لابد أن تشرق الشمس يومًا ما على بلوتو، أليس كذلك؟
قد لا يكون الأمر كما تتوهج هي بنفسها أو كما تشرقُ على الأرض،
ولكنها حتمًا.. حتمًا.. ستشرق يومًا ما..
~~~
حتى ولو من مسافة بعيدة للغاية..
التعديل الأخير بواسطة المشرف: