نورت بموضوعك .. كاينا
قد يصل الإنسان إلى عمر الخمسين والستين وهو فارغ من الوعي والثقافة وجمال النفس وتذوق مواطن الجمال في الحياة والطبيعة والفن والكتب وكل شيء من شأنه أن يصنع إنسان مُبصر لكل ما حوله. المخزون الثقافي هو حصاد الإنسان من الحياة حتى لو كان حصاده بسيطاً، الأهم أن يكون موجوداً. هناك أناس ليس لديهم حصاد! ليس لديهم حصاد وعي، علم، ثقافة، فن، وأخلاق. هناك أشخاص لا يتذوقون الحياة؛ لأن ليس لديهم مخزون ثقافي وكأنهم جمادات بلا فكر بلا تأمل بلا مشاعر بلا وجدان وبلا ذوق. الثقافة ليس لها علاقة بمستوى أكاديمي معين أو عمر معين. أعرف شخصا وهو كبير بالعمر، يقرأ ويكتب وقد وصل لمستوى دراسي معقول، لكن عندما أجلس إلى جواره وأسمعه يتكلم ويهذي لا أستطيع أن أصف لكم كم كنت أعيش لحظات ملحمية مع الملل والضجر. لا أظلمه والله ولكن كان شخصاً مُضْجراً بالفعل، وكثيراً ما جاءني هذا الشعور: الجلوس في حضرته كأنه عقاب، حتى الدقائق كانت تمر بطيئة. على الجانب الآخر هناك سيدة فاضلة أعرفها أيضاً وهي صديقة للعائلة، يا إلهي ما أعذب روحها وجمال حديثها رغم بساطتها.. هي سيدة أمّية لا تعرف القراءة والكتابة ولم تطأ قدمها أبداً عتبة باب المدرسة لكن يا أخي سوالفها وأحاديثها تسر الأذن والقلب والخاطر. يكفيني منها أن أحس بطيبة قلبها وبراءتها ونقاء روحها، وهذا بالنسبة لي يعادل المخزون الثقافي الذي أبحث عنه أمام أي شخص أقابله في حياتي. هذا هو غرضي من الموضوع، أريد أن أوصل القارئ الكريم والقارئة الكريمة لنقطة معينة وهي: أنت قد تجد إنساناً بسيط التعليم والثقافة ومع ذلك تجد عنده مخزون ثقافي إنساني ،لا تجده عند بعض المتعلمين والأكاديميين. وقد تجد أيضاً إنساناً كثير التعليم لكنه متكبر وحقير وبخيل المشاعر، وبطبيعة الحال لديه صفر مخزون ثقافي. المخزون الثقافي ممكن أن يتحصل عليه الإنسان من مشاهدة مسلسل أو فيلم أو مسرحية أو قراءة رواية وقصة قصيرة ومع الوقت تصبح لديه نظرة نقدية مستمدة من مخزونه الثقافي. المخزون الثقافي ممكن أيضاً أن يأتي مع التوحد مع الطبيعة والبيئة والأرض، أو التوحد مع الذات وفصلها عن كل ما يؤذيها ويبخسها حقها وقيمتها. المخزون الثقافي ينمو ويزداد، مع التقدم بالعمر لو شاء الإنسان ذلك بفضل وعيه ورغبته، ويمكن أن يقدم زخم معرفي عاطفي إنساني لهذه النفس المتعطشة للخير وكل خير. أسئلتي لأعضاء منتدى انمي تون الكرام: 1- هل لديك هاجس أن يكون لديك مخزون ثقافي متعاظم في النمو كل عام بحيث يصبح مخزونك الثقافي أكثر عن العام السابق؟ 2- هل المخزون الثقافي لديك كافياً بحيث يجعلك تؤلف كتاباً؟ أو تتصدر جلسة اجتماعية مع العائلة أو الأصدقاء وتقول معلومات في العلم والطب والفلك والتاريخ والجغرافيا وتكون جاذباً للعيون والآذان والقلوب؟ 3- هل المخزون الثقافي معياراً هاماً يحدد نسبة تقبلك للشخص الذي أمامك وفي محيط وجودك؟ شاركوني بآرائكم الثمينة ^-^ |
التعديل الأخير بواسطة المشرف: