أنرت القسم بموضوعك .. كاينا
ما الحاجة لِأن أقرأ؟
−قيل لأرسطو كيف تحكم على إنسان فأجاب أسأله كم كتاباً يقرأ وماذا يقرأ
حكمة جميلة ورائعة، لكن ألم تبطُل بعد، ونحن في زمن التكنولوجيا وثورة المعلومات؟
أظن عصر 2024 وما بعده يخرج عن هذه الحكمة.
لماذا تقرأ كتاباً، ويوجد بودكاست في اليوتيوب عن كل ما تريد وفي أي موضوع تريد؟ ما لذ وطاب من الموضوعات التي خطرت على بال الإنسان والتي لم تخطر على باله. في السياسة والدين والإقتصاد والعلم والطب والفن وكل شيء.
إذا أردت معلومات قيمة عن الذئب، ويكيبيديا موجودة. لماذا أشتري كتاباً عن الذئاب ولن أقرأ إلا ربعه. نحن في زمن: أعطني زبدة الكلام.
جربت من قبل أقرأ كتابا عن البيئة فشعرت بالملل سريعا. لكني شعرت بسعادة ما بعدها سعادة وأنا أشاهد فيلم وثائقي عن البرية والحياة الفطرية. الصوت الرخيم وهو يتتبع حركة الثعلب خيرٌ من صفحة تتكلم عن سلوك الحيوان ذي الذيل الأحمر.
لماذا أقرأ عن سيرة الزير سالم؟ والمبدعون السوريون قاموا بصنع مسلسل ملحمي يتكلم عن حروب الزير سالم من أبناء عمومته للثأر لأخيه منهم.
لماذا أقرأ عن كتب التنمية؟ ومدربو الحياة يتكلمون في الندوات والمحاضرات والصالونات الثقافية وقاعة الجامعات عن الكرامة والإنسان الذي يدافع عن كرامته مهما كان الثمن.
لماذا أقرأ مجلد من تأليف سيباويه في النحو والصرف؟ في حين أستطيع تدوين قواعد النحو في الدفتر ومراجعة قاعدة كل مرة أردت توظيفها في نصي أو كلامي مع الناس.
أفهم أن من يقرأ إنما لغرض التوسع في المعلومة هم أولئك الباحثون والذين يحبون التعمق في العلم ولديهم الصبر على القراءة المكثفة ساعات طوال كل يوم. كثيرون يقرأون الكتب؛ كي يحصلون على المعرفة والثقافة. رغم أن المعرفة والثقافة أصبحتا موجودتين على شكل فيديو مدته ساعة أو أكثر أو أقل. ما أريد قوله أن القراءة كانت الوسيلة الوحيدة للحصول على المعرفة أيام زمان: قبل ظهور النت والقنوات الفضائية.
شابٌ قرأ أقل من مائة كتاب، في حياته كلها، وهذا عدد قليل وضئيل لمن ينشد التحسن الثقافي. ما الذي يجعله مقبولا في حضرة الذين قرأوا أضعافاً مضاعفة من الكتب إذن؟ إنه التلفزيون ومن بعده النت.
العقل اللاواعي يجمع الصور والبيانات والأرقام وكلمات وموضوعات ولحظات وتجارب تُغنيه عن قراءة مجلد.
سؤالي:
− هل تتراجع قيمة القراءة أمام المعلومات التي تُستقى من النت؟
شاركوني بآرائكم.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: