"خطة رام: الطفلة بلا ذاكرة" 

جلست بلموت على الأريكة، تفكر بتمعن في كلمات رام قبل أن تومئ بإعجاب.
بلموت: "لكن كيف ستصلين إلى مقرهم؟"
رمقت رام انعكاسها في النافذة، وابتسمت ابتسامة واثقة.
رام: "ريم الصغيرة ستبدو كفتاة فاقدة للوعي عندما تعثر عليها الشرطة... وستتظاهر بأنها فاقدة للذاكرة."
رفعت بلموت حاجبها مستفسرة، قبل أن تبتسم بمكر.
بلموت: "وكيف ستفقدين الوعي يا ذكية؟"
تقدمت رام نحو طاولة صغيرة مليئة بقوارير الأدوية التي تخص بلموت، والتقطت واحدة منها بمهارة.
رام: "بإحدى أدويتكِ القوية، طبعًا."
أطلقت بلموت ضحكة خافتة قبل أن تهز رأسها بإعجاب.
بلموت: "أنتِ حقًا عبقرية... لم أتوقع منكِ مثل هذه الخطة!"
ضحكت رام بخبث، بينما تبادلتا نظرات مليئة بالدهاء.
لم تكن هذه سوى بداية المسرحية... وريم الصغيرة كانت على وشك دخول المشهد الرئيسي.
تناولت ريم الدواء ببطء، راقبت السائل الشفاف وهو ينساب عبر حلقها قبل أن تشعر بدوارٍ مفاجئ يجتاح جسدها. لم تمضِ سوى لحظات حتى أغمضت عينيها وسقطت بلا حراك.
وقفت بلموت فوقها تتأملها بصمت، ثم انحنت لتتأكد من نبضها. كان ضعيفًا لكن ثابتًا، تمامًا كما خططت رام.
بلموت: "حان وقت دخولكِ إلى المسرح، يا صغيرتي..."
بخطوات هادئة، حملتها إلى قارعة الطريق، وضعتها هناك بعناية، ثم اختفت في الظلام.
وييو وييو وييو...
شقت سيارة الشرطة أجواء الليل الهادئ بصوتها المعتاد، وفي طريقها، لمع ضوء المصابيح الكاشفة على جسد صغير ملقى على جانب الطريق.
ميغوري: "تاكاجي، ما الذي أراه هناك؟"
تاكاجي: "ماذا تعني، سيدي؟"
أشار ميغوري بإصبعه نحو الجسد الصغير.
ميغوري: "انظر هناك!"
حدّق تاكاجي قليلًا قبل أن يتسع نظره دهشة.
تاكاجي: "أوقف السيارة فورًا!"
توقفت السيارة بسرعة، وهرع الضابطان نحو الفتاة الملقاة على الأرض. انحنى تاكاجي وحملها بحذر، متفحصًا تنفسها.
تاكاجي: "إنها على قيد الحياة، لكنها فاقدة للوعي... علينا نقلها فورًا إلى المركز."
ميغوري: "حسنًا، لنأخذها معنا."
في مركز الشرطة، بدأ ضوء الصباح يتسلل عبر النوافذ، بينما تحركت الفتاة الصغيرة على سريرها ببطء. أغمضت عينيها للحظات قبل أن تفتحهما ببطء، تتفحص المكان بذهول مصطنع.
ريم: "أين... أين أنا؟"
اقتربت ساتو من السرير وابتسمت بلطف.
ساتو: "أنتِ في مركز الشرطة، لا تخافي."
نظرت إليها ريم بدهشة مصطنعة، عيناها مليئتان بالارتباك.
ريم: "مركز الشرطة؟ ولماذا أنا هنا؟ ومن أنتِ؟"
ساتو: "أنا الشرطية ساتو. بالنسبة لكِ، فقد وجدناكِ الليلة الماضية في الشارع وحدكِ. هل يمكنكِ إخبارنا باسمكِ؟"
ارتسمت على وجه ريم ملامح التوتر، صمتت لثوانٍ، ثم همست وكأنها تجهد نفسها في التفكير:
ريم: "اسمي؟! لا... لا أعلم."
نظرت ساتو إليها بقلق.
ساتو: "حاولي أن تتذكري، خذي وقتكِ."
وضعت ريم يدها على رأسها كما لو كانت تحاول استرجاع الذكريات، ثم هزّت رأسها بيأس.
ريم: "أنا حقًا لا أعلم... لا أذكر شيئًا..."
تنهدت ساتو بخفة، ثم توجهت إلى مكتب ميغوري حيث كان تاكاجي يقف معه.
ميغوري: "ماذا حصل؟"
ساتو: "يبدو أنها فقدت ذاكرتها... لا جدوى من المحاولة معها الآن."
عقد ميغوري حاجبيه مفكرًا.
ميغوري: "وما الذي سنفعله الآن؟"
تاكاجي: "أعتقد أنه من الأفضل أن نبقيها هنا لبعض الوقت، ثم نبحث عن شخص يمكنه رعايتها."
ساتو: "لكن... ماذا عن دراستها؟ لا يمكن أن نترك طفلة بعمرها دون تعليم."
في تلك اللحظة، دخل أحد الضباط إلى المكتب حاملًا بيده حقيبة مدرسية.
الضابط: "سيدي، وجدنا هذه الحقيبة في مكان العثور على الفتاة."
التفت الجميع إليه باهتمام.
ميغوري: "وما الذي بداخلها؟"
فتح الضابط الحقيبة وأخرج دفترًا مدرسيًا، تصفحه سريعًا قبل أن يرفع رأسه.
الضابط: "الاسم المكتوب هنا هو... ريم كيري. عمرها عشر سنوات، تدرس في القسم الخامس."
نظر ميغوري إلى الحقيبة ثم أومأ برأسه.
ميغوري: "شكرًا لك، يمكنك الانصراف."
أعاد الضابط الحقيبة وخرج، بينما تبادل ميغوري وتاكاجي وساتو النظرات.
تاكاجي: "هكذا يمكننا معرفة أهلها بسهولة أكبر."
ساتو: "لكن حتى ذلك الحين، علينا ألا نتركها دون تعليم. ينبغي أن ندخلها إلى المدرسة."
أومأ ميغوري موافقًا.
ميغوري: "أوافق، علينا أن نتصرف وكأنها طفلة طبيعية تمامًا."
تبادل الجميع النظرات قبل أن يقترح تاكاجي:
تاكاجي: "ما رأيكم في مدرسة تيتان الابتدائية؟ إنها قريبة وآمنة."
ابتسمت ساتو وهزّت رأسها موافقة.
ساتو: "فكرة جيدة، أنا أوافق."
ميغوري: "وأنا كذلك، لنبدأ الإجراءات فورًا."
كانت ريم تستمع بصمت إلى الحديث الدائر في الخارج، عيناها تضيقان بدهاء وهي تتظاهر بالنوم.
داخل عقلها، كانت الخطة تسير تمامًا كما خططت لها...
الاسئلة:
1. رايكم
2.اقتراحاتكم
3. انتقاداتكم
4. توقعاتكم
انتهى الجزء 2 وداعا