
... |
" ماهذا الشيء الطائر؟ "
هذا ما خطر في بالها بينما كانت تتبعه بعينيها العسليتان، كان يتحرك بسرعة ثم يتوقف بشكلٍ مفاجئ، ألا يعني أنه يقوم بتحديها؟ كان ذلك مثيرًا بالنسبة الى تلك القطة الذهبية الصغيرة، ثم أخذ يستفزها بطنينه المزعج، هو يرغب بجعلها تمسكه حقًا!
استعدت جيدًا، ثم قفزت باتجاهه، و لكنه كان أسرع و طار خارج النافذة، ليفوز على تلك القطة المُحبطة ..
تحسرت للحظة، ثم نظرت الى السماء مجددًا، هي تحب أشعة الشمس التي تتسلل من ذلك الزجاج الغريب، و تختلط مع لون فراءها فتجعله أكثر بريق .. تحب التمدد على هذه الأرضية المنعشة، في هذا الجو المعتدل اللطيف، و كأن لسان حالها يقول " هذا مريح، سأبقى هنا طويلًا .. " بينما أخذت تغرغر تعبيرًا على رضاها، و قد نست أمر تحديها الخاسر أمام زائرتها " النحلة " قبل برهة!
تثاءبت، يبدو أن النعاس قد بدأ يتلو همساته على جفونها، فبدأت عيناها تنام ببطء ..
و لكن قطع عليها مجيء ذلك الفتى اليها، لما يحب ازعاجها كثيرًا؟ نظرت اليه بغضب، و كأنها تصرخ بانزعاج " ألا يوجد ما يشغل هؤلاء البشر في هذا المنزل! "
حملها رغمًا عنها، ثم بدأ بمداعبتها، أرادت النزول في البداية، و لكنها استسلمت بعد ذلك و قررت أن تجاريه هذه المرة، فهي أكثر نضوجًا منه في النهاية ..
لقد كانوا يطعمونها و يلاعبونها منذ صغرها، و لكنها تكبر بشكلٍ أسرع منهم، و الآن أصبح بإمكانها أن تكون أكثر هدوءًا من السابق، بينما لايزالون نشطين من حولها، حسنًا هي ممتنة لأن طعامهم لايزال لذيذ على الأقل!
تركها بعد أن ناداه أحدهم، ثم ذهب مبتعدًا .. أخذت تنظف نفسها بلسانها النقي، هي لا تثق الا بنفسها في هذه المسألة، تحب أن تكون أنيقة دومًا!
و بينما راحت عيناها تنظران حولها، رأت من بعيد كريتها الفضية الصغيرة، لها قدرة عجيبة في جذبها .. أليس ذلك غريبٌ و ممتع؟ اقتربت منها ببطء، ثم حركتها بإحدى أطرافها الوردية لتتدحرج قليلًا، أحبت وقعها فحركتها مجددًا، ثم بدأت تركض خلفها، هي تحب هذه اللعبة!
وصلت الى كيسٍ بلاستيكي، فتوقفت، يبدو أنه الكيس الذي وضعه هؤلاء البشر من أجلها، هي تحب الدخول اليه أيضًا، بينما يصدر صوتٌ خفيف كلما تحركت داخله، هذا لطيفٌ جدًا ..
بعد دقائق بدأت تشعر بالجوع، فاتجهت أينما اعتادوا أن يضعوا لها الطعام، و لكنها لم تجد شيء!
سمعت بعض الأصوات القريبة، تتبعتها فوجدتهم مجتمعين هنا، تساءلت بفضول " ما الذي يفعلونه؟ " أرادت البقاء معهم قليلًا، و لكنها جائعة الآن .. لذلك توقفت عند أحدهم و نظرت اليه بعينان براقتان لطيفتان تطلبان شيء من الطعام، بينما راحت تموء برقّة!
لقد فهم عليها مباشرة، و نهض متجهًا الى المطبخ ليجهز لها صحنها، هي ممتنة لأن هؤلاء البشر أذكياء بعض الشيء، فهم يفهمون مقاصدها من حينٍ لآخر، انتظرت قليلًا الى أن يضعه لها في المكان المعتاد، ثم ذهبت لتأكل طعامها، هو لذيذ كما اعتاد، و هي راضية الآن ..
بعد أن امتلأت معدتها، تثاءلت بتعب، لقد نست أنها كانت على وشك النوم قبل فترة!
حسنًا لم يفت الأوان بعد، نظرت حولها مجددًا لتختار أكثر مكانٍ مريح هنا، هي تحب أن تغير مكان نومها من حينٍ لآخر، رغم أنهم قد خصصوا لها مكان لذلك من أجلها أيضًا .. و لكنها تعتبر هذا المنزل بالكامل منطقتها على كل حال، لذلك لابأس بأي مكان، أليس كذلك؟
اقتربت من غرفة أحدهم، ثم دخلت تحت سريره .. ضوءٌ خافت و أرضية منعشة، كما أنه لا يوجد من سيزعجها هنا، هذا مناسب تمامًا!
أغمضت عيناها ببطء، مسترخيةً في هذا المكان المريح، مستسلمةً لساعات من النوم الهانئ، في هذا المنزل الهادئ.

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بينما أنظر الى قطتنا اللطيفة، فكرت بهذه الأقصوصة محاولة صياغتها بطريقتها :3!
لي مدة طويلة لم أكتب شيء كهذا، و لكن اليوم جاءني الالهام فجأة فأردت استغلاله "3
ما رأيكم؟ ربما هي تفتقر الى الكثير، خاصةً وصف المكان، و لكنها من وجهة نظر القطة، و القطط لا تدقق بالأماكن أليس كذلك؟ تبرر كسلها xD
بعد أن كتبتها تذكرت احدى الأنميات، و التي تتحدث عن كاتب و قطته .. كان لطيف جدًا

على كل حال آمل أن تنال هذه الأقصوصة الخفيفة اعجابكم، و آمل كذلك أن تكون بداية عودتي الى كتابة القصص ربما، فقد اشتقت بعض الشيء لعيش أحداثٍ من قصص أنسجها بنفسي ")
في البداية كنت سأضعها فقط في المدونة، ثم خطرت لي فكرة نشرها هنا بعد مراجعة القوانين، و اتضح أنني تمكنت من تخطي 25 سطر بالكاد، بعد أن تأكدت في أحد المواقع [ هنا ] :3!
بالنسبة للهيدر فقد صممته من الهاتف بشكلٍ سريع، لذلك لا تدققوا معاه كثير :3
آمل أن تكون مقاساته صحيحة ..
دمتم بحفظ المولى.

التعديل الأخير: