-
صباح الخير , معكم نتاليا . محررة في قسم الإعلام لشركة تجارية.
يا له من صباحٍ مؤرقٍ كالعادة . ليسَ بسببِ الأوضاعِ المادية السيئة , أو الجو السيء , أو حتى البيئة المعيشية السيئة ! بل بسبب تلك الفتاة ! أجل , من سيكون غيرها ؟ اسمك.
منذ تلك اللحظة المشؤومة التي خطت فيها أولى خطواتها في مقرِّ الشركة , انقلبت الأمور رأسًا على عقب ! لا أستطيع حتى عدَّ المواقف التي عاشها الموظفون بسببها !
- صباح الخير نتاليا!
- صباح الخير روزي .. كيف الحال اليوم ؟
- كالعادة ...
قالت روزي و هي تتنهد بثقل بينما ترتب الأوراق على مكتبها . حسنًا ردةُ فعلٍ طبيعية ! الطبيعيّ أكثر من ذلكْ هو رؤية مارك يشكو للطابعةَ و هو ينسخُ الأوراق المهمة لاجتماع اليوم , و رئيسة الفريق التي تهزُّ ساقيها بعنفٍ و هي تحدّق بذلك المكتبِ الورديّ المبهرج. مكتبُ اسمك. يا إلهي .. ألم تنتهِ هاته الموضة منذ عام 2015 ؟
- هل هي مستدعاة ؟
سألتُ روزي و أنا أشغل الحاسب المحمول . هزّت كتفيها نفيًا ثم قالت بهمس بينما تميلُ بكتفها نحوي "حسنًا لم تكن موجودة مذ وصلنا للمكتب , لذا أظن أنها بالفعل كذلك , هذا إن لم تكن..."
- أوه حسنًا وصلتْ الفكرة.
قلتُ بسخرية , ثم التفتُّ أنظر للخمسين مكتبًا أمامي للموظفين المنهمكين بأعمالهم على مكاتبهم الرماديةِ الكئيبة . فجأةً سمعتُ صوتَ ضحكةٍ لطيفةٍ ناعمةٍ أنثويةٍ ساحرةٍ قادمةٍ من الخلف. لم التفت ... لم يلتفت أحد , لا أحد يجرؤ على ذلك , فليس لدينا هوايةُ لعق الأحذية حتى لا نطرد.
- أتعرفينَ ما الذي ترتديه اليوم ؟
أتى صوتُ نينا من جانبي الأيمن. لم أطرف بعينيّ نحوها حتى .. فبرجُ الرادار المتنقل ذاك سيشعرُ بأبسط حركة , لا أشكُّ بأنه يسمعُ كلامنا الآن .. لا أعلمُ من أين لنينا الجرأة على الحديث. لم أستطع كبح فضولي ... فأجبتُ بتهكمٍ هامسةً حتى أجذبها للرد : ماذا ؟ التنورةُ الزرقاء؟
- ألديها غيرها؟
أتى صوتُ شرقةٍ من الخلفِ لزميلٍ يحاول كبحَ ضحكته . أوه ياللمسكين , هو بالتأكيد سيتم الامسا-
- ما الذي يحدثُ هنا؟
ارتعشتْ أطرافي لحظة سماعي لذلك الصوتَ العميقَ الجهوري الذي يعطي شعورًا بالخوف يتخلله الإعجابُ برجولية صاحبه... لعلكم تسألونَ ما نوع القشعريرة التي سرت جسدي ؟ قشعريرة تقزز بالطبع.
- ل-لا شيء حضرتك! ل-لقد شرقتُ بالماء بسبب تعجلي!
أجاب هانز الذي شرقَ للتو. حاولتُ الالتفاتَ قليلًا لرؤية المشهد .. و لكنني تذكرتُ بأن لديّ راتبًا أحتاجُ الحصول عليه بعد ثلاثةِ أيام , و المشهدُ لا يستحق التخليّ عنه , كما فعلتْ نينا .
- نينا هل جننتِ؟
همستُ و أنا أحاولُ إنقاذها من حدة المقصلة.
- سيدي ؟ هل هنالكَ شيءُ ما ؟
أتى صوت اسمك الناعم الأنثوي اللطيف مجددًا من الخلفية , فسمعتُ تنهدًا ثقيلًا رجوليًا آتيًا من حيثُ مكانِ هانز ..
- لا شيء , أنا قادم.
أوه ؟ أهي فقرة العفو و المغفرة ؟
"تعالَ إليّ بعد انتهاء عملك"
للأسفِ كلّا , آسفةٌ لكَ هانز.
"الفتاةُ الشقراء و الحمراء , أود رؤيتكما في مكتبي أيضًا".
شعرتُ بنظرةٍ حادةٍ تأتي من الخلف .. و سمعتُ صوتَ الشقراء نينا المرتعشِ تجيب "حاضر سيدي" .
وداعًا يا أموالي , وددتُ لو نلتقي , في حياتي أن تشرقي , و مثل نجمةٍ أن تبرقي , لكنَّ ظروفكِ ... معيبة !!
-
بعد الظهر , إنها التمسيدةُ بينَ العينين الخامسة على التوالي أثناءَ قرائتي لتقرير اسمك الذي من المفترض نشرهُ على مجلّة الشركةِ الإعلانية , و .. لا أستطيعُ تصديقَ كميّة الأخطاءش الإملائية التي تبصرها عيناي ! ...
- أين كان عقلهُ عندمَا وظفّها ؟
- في التنورة الزرقاء .
قالتْ نينا بحنقٍ إجابةً على سؤالي الذي ظننتُ بأنني تفوهتُ بهِ في داخلي.
- حسنًا إنّها تنورةٌ زرقاءُ قصيرةٌ و لطيفة , سأودُّ لو أجدُ مثل موديلها , لكنَّ مقاسيَ كبيرٌ للغاية على إيجاد واحدة.
أتى صوتُ روزي من جانبي الأيسر. أرجعتُ ظهريَ للوراء انقذ عينيّ من حربِ الإملاء في تقرير اسمك لأنظر نحو روزي..
- حسنًا ليسَ خطأ أحد أنَّ مقاسها XXXXs-
بصقتْ نينَا القهوة من فمها بسببِ الجملة , ثم أخذت نفسًا عميقًا لتقول : اوه أرجوك ! إنَّ مقاس حذاءها أصغرُ من مقاسِ ابنتي نارين !
- أليستْ نارين في الثانية ؟
قال بين الذي اتكأ على مكتبِ نينا يحاولُ تقمُّص مظهرَ الرجلِ اللعوب ليشارك بالمحادثة التي يبدو بانها تثير اهتمام الجميع حولنا ..
- على أيِّ تحديثٍ أنت؟ إنها في الخامسة .
أجابت نينا بامتعاض . هي تكرهُ بين لأنه سببَّ لها مشكلةً مع زوجها هانز الذي سنرافقه أنا و هي نحو مكتبِ الرئيس التنفيذي بعدَ العمل. بين حاول مغازلتها عدّة مرات على الرغم من أنه يعلمُ بأنها متزوجةٌ و لديها طفلة .. لا اعلمُ أين عقلهُ هو الآخر.
فجأةً أتى صوتُ تحطُّمٍ شديدٍ من الخلفْ , تلاهُ صوتُ حذاءٍ يرتطمُ بالأرض بتسارع .. ثم رأينا مارك يدخلُ المكتب ليقولَ برعب : جميعًا ! أعينكم في حواسيبكم !! إنَّ الرئيس غاضب !!
- ما الأمر ؟
سأل بين بسخرية , فأجابه مارك و هو يركض نحو مكتبه : لقدْ تمَّ طردُ لويس من قسمِ التقنية للتو !
عقد الجميعُ حاجبيه مستغربين من سببِ خوفِ مارك لهذه الدرجة , فسماعُ خبر الطردِ أصبح أسلس من سماعِ صوتِ ضحكاتِ اسمك.
- لقد سأل اسمك ما بكِ للتو لأنها كانت تبكي في الممر!
شهق الجميع متفاجئين بلا استثناء , حتى أننا سمعنا صوتَ أحدهم يسعلُ بقوةٍ بسبب شدّة الشهقة.
- ألا يعلمُ لويس بأن ذلك من المحرمات السبع ؟
سأل بارني , أحدُ المشرفين . فأجابه مارك : إنَّ لويس من قسم التقنية , إنه القسم الوحيد الذي قلّما يسمعُ عن اسمك.
كان ماركْ موشكًا على إكمالِ جملته , حتى رأينا اسمك تدخل القسم بإسراع متوجهةً نحو عربة المثلجا- أقصدُ مكتبها و دموعها تنهمر على وجهها. ارتجفتْ أطرافي و أنا أشعر بالبردِ يتسلل لعظامي .. التفتُّ بغضبٍ نحو بين الذي زاد برودة المكيفات بعدَ دخولها جرّاء سماعنا لصوتِ الخطواتِ البطيئة قادمةً من الممر.
- هل جنَّ هذا الرجل ؟!
همست نينا بذعر. فهششتُ لها حتى تصمت. ابتلعتُ ريقي بصعوبةٍ عندما سمعتُ صوتَ ضربةٍ على عربة المثلجات الخاصة باسمك (المكتب) ثم نبرةً غاضبةً أشبه بالفحيح تقول : ماذا تظنين نفسكِ فاعلة ؟
- لا أستطيعُ بعد الآن يا سيدي ! أرجوكَ كفى !
صاحتْ بنبرتها الباكية الرقيقة و هي تشهق بخفوت. آه تبًا ... أطرافي بدأت تتجمد.
- هشش , لا أريدُ سماعُ أيِّ كلمةٍ أخرى.
همسَ في أذنها بنبرةٍ دافئة. لا أظنُّ أنكم بحاجةٍ لمعرفة أن القسمَ في حالةِ صمتٍ مدقع , لهذا نحنُ قادرون على سماعَ صوتِ أنفاسهما ...
رغبةٌ في التقيؤ بدأت تتولد في معدتي .. وضعتُ يدي على فمي في محاولةٍ لكبت الشعور . التفتُّ أنظرُ لنينا .. فوجدتها تمسكُ الهاتفَ موجهّةً إيّاهُ نحو جهة مكتب اسمك. كادَ دماغي يصابُ بالشللِ عندَ رؤيتها , ألا يكفيها بأننا سنستدعى لمكتبه .. أتريدنا ان نعدم على البث المباشر ؟
مددت يدي أنغزها حتى تتوقف , لكنها صفعت يدي بخفة و هي تتابعُ تصوير الحدث متجاهلةً إيايَ و أنا هنا أحاول حمايتها ... حتى اختفى كلٌّ من الرئيس و اسمك عن مرأى أعيننا , و هو يسحبها خارج القسم . أقسمُ .. بأنني رأيتُ الرئيس يطرفُ بعينيه نحو جهتنا , أظنُّ حقًا بأننا سنطرد اليوم.
صباح الخير , معكم نتاليا . محررة في قسم الإعلام لشركة تجارية.
يا له من صباحٍ مؤرقٍ كالعادة . ليسَ بسببِ الأوضاعِ المادية السيئة , أو الجو السيء , أو حتى البيئة المعيشية السيئة ! بل بسبب تلك الفتاة ! أجل , من سيكون غيرها ؟ اسمك.
منذ تلك اللحظة المشؤومة التي خطت فيها أولى خطواتها في مقرِّ الشركة , انقلبت الأمور رأسًا على عقب ! لا أستطيع حتى عدَّ المواقف التي عاشها الموظفون بسببها !
- صباح الخير نتاليا!
- صباح الخير روزي .. كيف الحال اليوم ؟
- كالعادة ...
قالت روزي و هي تتنهد بثقل بينما ترتب الأوراق على مكتبها . حسنًا ردةُ فعلٍ طبيعية ! الطبيعيّ أكثر من ذلكْ هو رؤية مارك يشكو للطابعةَ و هو ينسخُ الأوراق المهمة لاجتماع اليوم , و رئيسة الفريق التي تهزُّ ساقيها بعنفٍ و هي تحدّق بذلك المكتبِ الورديّ المبهرج. مكتبُ اسمك. يا إلهي .. ألم تنتهِ هاته الموضة منذ عام 2015 ؟
- هل هي مستدعاة ؟
سألتُ روزي و أنا أشغل الحاسب المحمول . هزّت كتفيها نفيًا ثم قالت بهمس بينما تميلُ بكتفها نحوي "حسنًا لم تكن موجودة مذ وصلنا للمكتب , لذا أظن أنها بالفعل كذلك , هذا إن لم تكن..."
- أوه حسنًا وصلتْ الفكرة.
قلتُ بسخرية , ثم التفتُّ أنظر للخمسين مكتبًا أمامي للموظفين المنهمكين بأعمالهم على مكاتبهم الرماديةِ الكئيبة . فجأةً سمعتُ صوتَ ضحكةٍ لطيفةٍ ناعمةٍ أنثويةٍ ساحرةٍ قادمةٍ من الخلف. لم التفت ... لم يلتفت أحد , لا أحد يجرؤ على ذلك , فليس لدينا هوايةُ لعق الأحذية حتى لا نطرد.
- أتعرفينَ ما الذي ترتديه اليوم ؟
أتى صوتُ نينا من جانبي الأيمن. لم أطرف بعينيّ نحوها حتى .. فبرجُ الرادار المتنقل ذاك سيشعرُ بأبسط حركة , لا أشكُّ بأنه يسمعُ كلامنا الآن .. لا أعلمُ من أين لنينا الجرأة على الحديث. لم أستطع كبح فضولي ... فأجبتُ بتهكمٍ هامسةً حتى أجذبها للرد : ماذا ؟ التنورةُ الزرقاء؟
- ألديها غيرها؟
أتى صوتُ شرقةٍ من الخلفِ لزميلٍ يحاول كبحَ ضحكته . أوه ياللمسكين , هو بالتأكيد سيتم الامسا-
- ما الذي يحدثُ هنا؟
ارتعشتْ أطرافي لحظة سماعي لذلك الصوتَ العميقَ الجهوري الذي يعطي شعورًا بالخوف يتخلله الإعجابُ برجولية صاحبه... لعلكم تسألونَ ما نوع القشعريرة التي سرت جسدي ؟ قشعريرة تقزز بالطبع.
- ل-لا شيء حضرتك! ل-لقد شرقتُ بالماء بسبب تعجلي!
أجاب هانز الذي شرقَ للتو. حاولتُ الالتفاتَ قليلًا لرؤية المشهد .. و لكنني تذكرتُ بأن لديّ راتبًا أحتاجُ الحصول عليه بعد ثلاثةِ أيام , و المشهدُ لا يستحق التخليّ عنه , كما فعلتْ نينا .
- نينا هل جننتِ؟
همستُ و أنا أحاولُ إنقاذها من حدة المقصلة.
- سيدي ؟ هل هنالكَ شيءُ ما ؟
أتى صوت اسمك الناعم الأنثوي اللطيف مجددًا من الخلفية , فسمعتُ تنهدًا ثقيلًا رجوليًا آتيًا من حيثُ مكانِ هانز ..
- لا شيء , أنا قادم.
أوه ؟ أهي فقرة العفو و المغفرة ؟
"تعالَ إليّ بعد انتهاء عملك"
للأسفِ كلّا , آسفةٌ لكَ هانز.
"الفتاةُ الشقراء و الحمراء , أود رؤيتكما في مكتبي أيضًا".
شعرتُ بنظرةٍ حادةٍ تأتي من الخلف .. و سمعتُ صوتَ الشقراء نينا المرتعشِ تجيب "حاضر سيدي" .
وداعًا يا أموالي , وددتُ لو نلتقي , في حياتي أن تشرقي , و مثل نجمةٍ أن تبرقي , لكنَّ ظروفكِ ... معيبة !!
-
بعد الظهر , إنها التمسيدةُ بينَ العينين الخامسة على التوالي أثناءَ قرائتي لتقرير اسمك الذي من المفترض نشرهُ على مجلّة الشركةِ الإعلانية , و .. لا أستطيعُ تصديقَ كميّة الأخطاءش الإملائية التي تبصرها عيناي ! ...
- أين كان عقلهُ عندمَا وظفّها ؟
- في التنورة الزرقاء .
قالتْ نينا بحنقٍ إجابةً على سؤالي الذي ظننتُ بأنني تفوهتُ بهِ في داخلي.
- حسنًا إنّها تنورةٌ زرقاءُ قصيرةٌ و لطيفة , سأودُّ لو أجدُ مثل موديلها , لكنَّ مقاسيَ كبيرٌ للغاية على إيجاد واحدة.
أتى صوتُ روزي من جانبي الأيسر. أرجعتُ ظهريَ للوراء انقذ عينيّ من حربِ الإملاء في تقرير اسمك لأنظر نحو روزي..
- حسنًا ليسَ خطأ أحد أنَّ مقاسها XXXXs-
بصقتْ نينَا القهوة من فمها بسببِ الجملة , ثم أخذت نفسًا عميقًا لتقول : اوه أرجوك ! إنَّ مقاس حذاءها أصغرُ من مقاسِ ابنتي نارين !
- أليستْ نارين في الثانية ؟
قال بين الذي اتكأ على مكتبِ نينا يحاولُ تقمُّص مظهرَ الرجلِ اللعوب ليشارك بالمحادثة التي يبدو بانها تثير اهتمام الجميع حولنا ..
- على أيِّ تحديثٍ أنت؟ إنها في الخامسة .
أجابت نينا بامتعاض . هي تكرهُ بين لأنه سببَّ لها مشكلةً مع زوجها هانز الذي سنرافقه أنا و هي نحو مكتبِ الرئيس التنفيذي بعدَ العمل. بين حاول مغازلتها عدّة مرات على الرغم من أنه يعلمُ بأنها متزوجةٌ و لديها طفلة .. لا اعلمُ أين عقلهُ هو الآخر.
فجأةً أتى صوتُ تحطُّمٍ شديدٍ من الخلفْ , تلاهُ صوتُ حذاءٍ يرتطمُ بالأرض بتسارع .. ثم رأينا مارك يدخلُ المكتب ليقولَ برعب : جميعًا ! أعينكم في حواسيبكم !! إنَّ الرئيس غاضب !!
- ما الأمر ؟
سأل بين بسخرية , فأجابه مارك و هو يركض نحو مكتبه : لقدْ تمَّ طردُ لويس من قسمِ التقنية للتو !
عقد الجميعُ حاجبيه مستغربين من سببِ خوفِ مارك لهذه الدرجة , فسماعُ خبر الطردِ أصبح أسلس من سماعِ صوتِ ضحكاتِ اسمك.
- لقد سأل اسمك ما بكِ للتو لأنها كانت تبكي في الممر!
شهق الجميع متفاجئين بلا استثناء , حتى أننا سمعنا صوتَ أحدهم يسعلُ بقوةٍ بسبب شدّة الشهقة.
- ألا يعلمُ لويس بأن ذلك من المحرمات السبع ؟
سأل بارني , أحدُ المشرفين . فأجابه مارك : إنَّ لويس من قسم التقنية , إنه القسم الوحيد الذي قلّما يسمعُ عن اسمك.
كان ماركْ موشكًا على إكمالِ جملته , حتى رأينا اسمك تدخل القسم بإسراع متوجهةً نحو عربة المثلجا- أقصدُ مكتبها و دموعها تنهمر على وجهها. ارتجفتْ أطرافي و أنا أشعر بالبردِ يتسلل لعظامي .. التفتُّ بغضبٍ نحو بين الذي زاد برودة المكيفات بعدَ دخولها جرّاء سماعنا لصوتِ الخطواتِ البطيئة قادمةً من الممر.
- هل جنَّ هذا الرجل ؟!
همست نينا بذعر. فهششتُ لها حتى تصمت. ابتلعتُ ريقي بصعوبةٍ عندما سمعتُ صوتَ ضربةٍ على عربة المثلجات الخاصة باسمك (المكتب) ثم نبرةً غاضبةً أشبه بالفحيح تقول : ماذا تظنين نفسكِ فاعلة ؟
- لا أستطيعُ بعد الآن يا سيدي ! أرجوكَ كفى !
صاحتْ بنبرتها الباكية الرقيقة و هي تشهق بخفوت. آه تبًا ... أطرافي بدأت تتجمد.
- هشش , لا أريدُ سماعُ أيِّ كلمةٍ أخرى.
همسَ في أذنها بنبرةٍ دافئة. لا أظنُّ أنكم بحاجةٍ لمعرفة أن القسمَ في حالةِ صمتٍ مدقع , لهذا نحنُ قادرون على سماعَ صوتِ أنفاسهما ...
رغبةٌ في التقيؤ بدأت تتولد في معدتي .. وضعتُ يدي على فمي في محاولةٍ لكبت الشعور . التفتُّ أنظرُ لنينا .. فوجدتها تمسكُ الهاتفَ موجهّةً إيّاهُ نحو جهة مكتب اسمك. كادَ دماغي يصابُ بالشللِ عندَ رؤيتها , ألا يكفيها بأننا سنستدعى لمكتبه .. أتريدنا ان نعدم على البث المباشر ؟
مددت يدي أنغزها حتى تتوقف , لكنها صفعت يدي بخفة و هي تتابعُ تصوير الحدث متجاهلةً إيايَ و أنا هنا أحاول حمايتها ... حتى اختفى كلٌّ من الرئيس و اسمك عن مرأى أعيننا , و هو يسحبها خارج القسم . أقسمُ .. بأنني رأيتُ الرئيس يطرفُ بعينيه نحو جهتنا , أظنُّ حقًا بأننا سنطرد اليوم.
-
.png)



.png)
