الختم الذهبي رواية بقلمي:حبر على المشرط..... (1 زائر)


إنضم
2 أبريل 2014
رقم العضوية
1997
المشاركات
627
مستوى التفاعل
72
النقاط
0
الإقامة
الجزائر
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
[TBL="http://im85.gulfup.com/MJMAex.png"]






















[/TBL]
[TBL="http://im85.gulfup.com/1FA1bo.png"]
[/TBL]​
[TBL="http://im85.gulfup.com/1FA1bo.png"]





بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف المرسلينض1
اما بعد:
كيفككم يا احلى الاعضاء والمشرفين؟ش6
ان شاء الله تمام التمام واحسن حال وما تشتكون من شيئء5
هذا الموضوع اول موضوع الي بهذا القسمء4
اتمنى تكون طلتي الاولى مميزة بعيونكم يا رب
انا عاملة مجموعة من القصص القصيرة
واخذت عليها جوائز كثيرة في المسابقاتق3
وكمان هذي الرواية شاركت في مسابقة منظمة بمدرستي
وحصلت ايضا على جوائز بحكم انها افضل رواية

جأتني فكرة الرواية هذي وانا رايحا انام ن2
فقمت بسرعة كتبت حتى فرغ رأسي من الافكار
وكنت كل ما جاتني فكرة بدونهاك7


وانا مهتمة جدا بأرائكم حولها
واية مصطلحات لم تفهموها اسألوني
وراح اجاوبكم باذن الله

[/TBL]​
[TBL="http://im85.gulfup.com/1FA1bo.png"]

  • وأية افكار او فصول جديدة راح اخبر
  • كل من يتابع روايتي وارسلهم اياها
  • في امان الله


وهذا كله من جهدي
اتمنى ياخذ تعبي حقه













[/TBL]
 
التعديل الأخير:

إنضم
2 أبريل 2014
رقم العضوية
1997
المشاركات
627
مستوى التفاعل
72
النقاط
0
الإقامة
الجزائر
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
[TBL="http://im85.gulfup.com/MJMAex.png"]
























[/TBL]
[TBL="http://im85.gulfup.com/1FA1bo.png"]





معلومات عن الرواية:
اسم الرواية:حبر على المشرط

الكاتبة:اكيد انا {بسمة}

الحالة:غير منتهية

تصنيف الرواية:اجتماعية ,دراما,رومانسية
والباقي عليكمإب8
منظومة الرواية:قائمة على ابواب وكل باب فيه فصول





انتظروني










[/TBL]​

















 
التعديل الأخير:

إنضم
2 أبريل 2014
رقم العضوية
1997
المشاركات
627
مستوى التفاعل
72
النقاط
0
الإقامة
الجزائر
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
[TBL="http://im85.gulfup.com/MJMAex.png"]























[/TBL]
[TBL="http://im85.gulfup.com/1FA1bo.png"]


NaJja8.png
[/TBL]​
[TBL="http://im85.gulfup.com/1FA1bo.png"]
المقدمة
ألمانيا, برلين

اغسطس1974

لقد كانت مبتهجة جدا لأنها حامل.هذا هو شهرها الأخير الذي سترى فيه ثمرة حبها أمامها , كانت تعلم بأنها سوف تتعذب, سوف فقد رأت حالة الكثير من الحوامل كيف يكونون في تلك اللحظة. لن يتوقف ذاك الألم لكن تدرك أن الأشياء الجيدة يجب أن تؤلم لأنه بعد كل وجع هناك لذة هي متأكدة من ذلك. متأكدة من أنها سوف تبكي عندما تسمع ذاك الصوت. صوت ابنتها وهي تخرج من أحشائها بعدما مكثت هناك 9أشهر
كانت تتكون في رحمها .غريبة أن تحمل كائن داخلها, أن يكون هناك قلبان داخل جسد واحد.
تتذكر إنها عاشت تجربة نادرة كانت تراقب نمو بطنها وزيادة حجمه كل مرة تدخل فيها الحمام وتغطس في حوض من المياه الدافئة التي قد ترخي جسمها فيه في يوم من أغسطس ,كان اليوم الأول من الحمل واضحا: شحابة في الوجه وغثيان دائم ,ومع مرور الأيام كانت تتشوق لأكل شيء ما فقد سمعت قصصا غريبة عن هذا, فمنهم من أرادت أكل قشر البطاطا ,وهناك من أرادت أكل البصل. لكنها هي كل ما عشقته هو شم رائحة التراب عند سقوط المطر, تلك الرائحة التي جذبتها.لكنها في فصل الصيف أين لها بالمطر وأين لها بالغيوم في جو حار كهذا ماذا عليها أن تفعل ؟
كانت ذكية عرفت الطريقة.ليست طريقة جلب المطر فهذا أمر رباني إنما طريقة تجعلها تشم تلك الرائحة من جديد لقد بللت تراب الباحة الخلفية وأخذت ترش المياه مثلما تفعل السحب تصاعدت تلك الرائحة وابتسمت لأنها كل ما أرادته. وما لبث أن جف من تلك الشمس الحارقة ,لكنها تعيد الكرة كلما أرادت ذلك
صوت زوجها آت من عند الباب فقد فرغ من العمل مسرور كالعادة فهو من يملئ البيت بالحيوية مادام أن الأولاد لم يوجدوا بعد
كانت إيزابيلا امرأة جميلة تتمتع بتلك الأنوثة والجاذبية وأي شخص كان ليرى فيها هذا لم تختر هارولد لأنه وسيم أو ذكي أو ثري لقد اختارته بعناية لأنه كان مميزا عن باقي الرجال فكل من يراها لا يرى فيها إلا تفاصيل دقيقة منها مما يجعلها تشمئز من نفسها قبل أن تشمئز من هاته النظرات بينما هارولد كان يرى طريقة كلامها .يحاول تفسير أفكارها التي لا يمكن تفسيرها بل انه حتى لا يخطئ في نظرة خاطفة لأرجلها البضة ولأظافر قدميها الساحرة خصوصا عندما تتوارى من خلال سندل ملونة بطلاء الأظافر بألوان فستقي أو احمر قرمزي
كانت تعشقه لكنه لم يفعل ذلك لأنه يكن لها الاحترام ولا يجرئ إن بتلفظ بكلمات غزل أمامها انه يخجل من أنوثتها خصوصا وان ذلك الجمال التي تحمله كان نادرا في الوقت الذي كانت فيه شابة في مقتبل العمر بل كان الجميع يراهنون على من يفوز بها وهذا عندما كانت فتاة جامعية
عار عليهم أن يتخذوا من بنت بريئة شيئا ماديا يتراهنون عليه لكن البعض طور الأمر ليصبح عاشقا لها .كان هارولد يعلم ذلك كان يحاول حمايتها دون ان تعلم فربما تفهم الأمر على انه جزء من الحيلة لتقع في شباكه
وقد تنبه مرة لكلمة لاحظ أن إيزابيلا ترددها كثيرا وهي :"رائع"
نعم لاحظ أنها كلمة ليست بالغريبة لكنها ترددها بين تلك الشفاه الناعمة فتكون مثل شعر لويليام شكسبير .لقد عشقت ذاك الشاعر الذي حاول دائما إظهار ذاك الجانب الحساس من الرجل بينما هنا قلما يفعل
كان هارولد فقير بحيث يدرس ويعمل في آن واحد وقد كانت وظيفته هي نادل في إحدى الفنادق الفخمة في برلين وفي ذات يوم تمت إقامة حفل راق هناك في البرهة وبالطبع إيزابيلا مدعوة إليه فوالدها يملك نفوذا في جانب من الجوانب
لم يخجل أن يتم الصراخ عليه في حالة ما اخطأ الطلب لكنه لم يريد أن يتم ذلك بحضورها ولن تحبذ هي أن يصرخ احد على عشيقها السري
دخلت إيزابيلا من الباب الواسع للفندق تلبس ثوبها الأحمر ذوا الذيل الطويل الذي من المفترض أن يكون ينسحب معها كلما خطت خطوة مبرزا سقيها القويتان اللتان تجمعا بين الأنوثة والصلابة وأرجلها تواري أظافرها الدموية اللون من وراء ذاك الصندل ذوا الكعب العالي الذي أجبرتها صديقتها على ارتدائه باعتباره جذابا
أما شعرها احمر اللون مائل إلى البرتقالي فقد قررت أخيرا أن تسدله على ظهرها الذي توارى من خلاله وتلك الشفاه القرمزية تتفوه بكلمات عذبة مرحبة
كان هارولد يراقبها من بعيد فبالرغم من انه لم يرى ملاكا من قبل الا انه اقسم بعدم وجود من هو أجمل من إيزابيلا
كان يحب أن يدعوها بيلا لأنه يرى أن هذا الاسم يليق بها أكثر من الكامل سيكون أكثر نعومة وأنوثة كما يبرز الصورة التي لا تدل على الجانب الجمالي الخارجي بل الداخلي أيضا
نعم .لم يرد هارولد أن يقع في حبها لكنه فعل .أرادها أن تكون له لكنهما لم يدركا مشاعر بعض الا عندما حدث أمر اجبر كلاهما بالتلفظ
لقد تخرجت إيزابيلا من الجامعة بتخصص الهندسة المعمارية لكن هارولد لم يتمكن من ذلك فقد كان عليه إعالة أسرته الكبيرة فلم يتمكن من الموازنة بين دراسته وعمله كرب أسرة لم ينجح ذاك الشاب المسكين .لم يكن ناجحا في حياته مثلما هم من بسنه .
لقد تم دعوة الجميع لحفل التخرج ومثل العادة كانت بيلا منهم جميلة كالعادة وأنيقة لكن الكل يتساءل من هو ملك التخرج ومن هي الملكة ولابد ان يكونا وسيمين وذائعا صيت في الجامعة
كان هارولد متأكدا أن بيلا ستكون الملكة فهي تتمتع بكل المزايا جميلة وذكية كما انها ذات شعبية لكن السؤال من هو ملك التخرج وقد تذكر هارولد ذاك الشاب الوسيم الذي هامت به كل الفتيات
لقد حان الوقت
_ملكة التخرج لهذا العام 1956 (وتنقطع الأنفاس )هي: إيزابيلا هاينغستينغ
لقد علم ذلك لقد أراد ذلك من كل أعماق قلبه
_وملك التخرج لهذا العام هو : جورج لامينز
وعلم هذا أيضا لكن لم يريد أن يوضع ذاك التاج عليه.لن يحب أن يقترب احد منها أو يمسك يدها وهذا ما فعله....لكن لماذا ركع لماذا مازال ممسكا يدها (وأصوات التصفيق تتعالى والعويل,,) هل ..؟ هل يطلب يدها ..؟لكني أحبها أريد أن أكون أنا من يفعل هذه الحركات !!! أحرمتني من كل شيء حتى من قلب..
لقد نظرت إليه... نظرت إلى هارولد يبتعد شيئا فشيئا .لقد علمت انه يحبها فان لم يفعل لصفق مثلما يفعل الآخرون وفرح لكنه ذهب
ماذا عليها أن تفعل هل ستلاحقه وينتهي الأمر بصدمة للجميع أم تتقبل الأمر كما هو وتمضي قدما
علمت أن عليها الإصغاء لقلبها .عليها الذهاب إليه أن تعبر عما يختلج قلبها وان تبني له أحلاما ربما تعوض خسارته وهكذا فعلت
تزوجت منه بعد مرور 5سنوات من تلك الحادثة والآن في هذا الجو الحار سوف تنجب ابنتا منه وقررت تسميتها عبير تلك الرائحة التي مازالت تذكرها من ليلة التخرج
تتألم تحس بابنتها تركل وتقاوم تريد الخروج للحياة فقد ملت ذات الجانب المظلم داخل رحمها تؤلمها ابنتها بتلك الركلات الخفيفة التي تحس بنعومتها ولزوجتها
عليها الذهاب للمستشفى فقد حان وقت المخاض وقت الحرية لعبيري عليك ياحبيبتي أن تشكريني لأني تعبت من اجل أن تتنفسي لأول مرة
زادت حدة الألم مما جعل إيزابيلا تفقد الوعي وتغلق عينيها ذات الأهداب الطويلة شيئا فشيئا إلى أن حل الظلام فيهما
تسمع اصواتا كبكاء طفل ينتحب تشعر انه يقول :"لااريد الخروج إلى هذا العالم أرجعوني إلى حيث انتمي أرجعوني لاحس بأمي بحرارة أمي ...!!"
لقد أرادت ذاك الصوت أرادت أن يأتوا لها بابنتها... بعبير
لكن الطبيب يأمرها أن تنام ومازالت تقول:"عبير.عبيري. ابنتي..."
_أعطوا لها جرعة من المخدر" لقد كانت ولادتك صعبة للغاية يجب أن ترتاحي الآن ,لا تقلقي ان ابنتك مع زوجك السيد هارولد "
ارتاحت بيلا لسماع هذا الاسم وعلمت انه يجب أن تهدئ من روعها لان ابنتها في أياد أمينة وغفت لمدة تتجاوز الساعة بينما كان عليها إشباع ابنتها من الحليب المليء بالحنان قبل ان يكون مليء بالفيتامينات .
ترى تلك الفرحة في عيني هارولد وكأنه يريد أن يقفز فرحا كما هي تريد انها ابنتهما عبيرهما لكنها تستغرب تلك الفرحة الموجودة في نبرة صوتها لم تفكر بتلك الآلام لكنها أصبحت تتحدث مع ابنتها وتمزح معها وهي تغذيها :"أهلا عبير .يبدوا انك جائعة .أنت جميلة حقا أنا احبك عبيري .وأتمنى أن أعيش لأراك تصعدين إلى أفق النجاح ..."لقد حبست تلك الدمعة .لكن هارولد رآها وأراد أن يرها مرة ثانية فدمع السعادة لا يضاهى بمثيل فقبل جبين ابنته وجبين بيلا وأراد لو يحمل عبير لكنه لم يستطع أن يطلب ذلك . فلم يرد أن يشوه تلك اللحظات الأولى لرؤيتهما معا كأم وابنتها
لقد تأثر هارولد من ذلك المشهد وهو يحاول كبح تلك الدموع في محاولة استبدالها بابتسامة ربما تفرغ محتوى ما يشعر به
لقد تذكر انه هو و بيلا غالبا مايقع سوء تفاهم بينهما وخلافات حادة .تذكر ذالك الصراخ المؤلم وهو يتعالى بين زوجان كانا لايحبذا أن يفترقا في أيام الجامعة لكنها الآن لا يرى سببا في إعادة تلك المشاكل فقد وجد طريقة لذلك وستكون عبير هي السبب في منعها .
اصوات الضحك تتعالى من البيت الصغير الحميم فقد تعلمت عبير المشي كان عليها أن تعتمد على نفسها هذه المرة لن تستند على طاولة او جدار او أي شيئ تعتمد عليه كان عليها ان تتقدم خطوة واحدة لكي تصل لابيها
في هذه الاثناء كانت بيلا في الحمام فقد شعرت بالغثيان مرة اخرى لكن بعد 16 شهرا من انجاب عبير وعلمت معنى ذلك كانت حامل بذكر
ربما هذا ما يريده معظم الاباء بل جميع الاباء ان تكون الملابس التي يجب تحضيرها لاستقبال المولود زرقاء ليست وردية لكن هارود تقبل الفكرة بابتهاج مثلما فعل مع عبير لم تختلف ولو بقهقهة اضافية .هذا مايميزه وهذا ما جعله محبوبا من طرف زوجته
_تعالي بسرعة يابيلا قد تفوتك اللحظة
لقد حضرت بيلا لم تستطع ان تفوت تلك الحركة التي ينتظرها كل ام واب ان تمشي ابنتهما اول خطوة فصرخت بسعادة تغمر قلبها :"انها تمشي ..هيا اقتربي مني "وتبتعد عنها بخطوات فتخطو عبير اخرى بدلها .ارادت ان تصل لامها .لم تحب ان تبتعد عنها بتلك الطريقة فبالنسبة لذاك الحجم الصغير لجسدها فان خطوة واحدة من خطوات بيلا تقارن بستة من خطواتها
_ماهو اليوم؟ علي ان ادون ما فعلته عبير ..!!
_انه 24 من اكتوبر 1975 ..!
ثم عانقتها بقوة غير ان ذاك الحب قد حل محله وقالت :"احبك عبيري ..!"













[/TBL]​

 

إنضم
2 أبريل 2014
رقم العضوية
1997
المشاركات
627
مستوى التفاعل
72
النقاط
0
الإقامة
الجزائر
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
qCXRBl.png


[TBL="http://im85.gulfup.com/MJMAex.png"]


[FONT=&quot]



















[/FONT][/TBL][FONT=&quot] [TBL="http://im85.gulfup.com/1FA1bo.png"]


[/TBL][/FONT][TBL="http://im85.gulfup.com/1FA1bo.png"]
[FONT=&quot]
wdCr3l.png
[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT][/TBL][TBL="http://im85.gulfup.com/1FA1bo.png"]
[FONT=&quot][FONT=&quot]

ألمانيا- برلين

يونيو 2001



كان الليل قد حل والسماء قد أسدلت ذيل ثوبها المزرق مع رشات اللؤلؤ والجوهر لم تنسى عبير أن ذلك اليوم كان يوم تخرجها من الجامعة المتخصصة بالجراحة فأخرجت كوب الشاي حاملة في يدها شهادتها تتأملها تحت ضوء القمر وقد أسدلت شعرها البني اللون ورمت ربطته على كرسي كان جانبها جلست وقد أخرجت زفيرا متقطعا وكأنها كانت تجهد بحمل الحجارة
نظرت الورقة بابتسامة لم تفارق شفتاها فقد كان حلمها ان تكون طبيبة جراحة منذ صغرها ولم تنسى تلك اللحظات التي مرت وهي تلعب مع صديقاتها لعبة الطبيب والمريض فتفوز دائما بدور الطبيب لكنها ما لبثت حتى غيرت تلك الابتسامة إلى وجه تعيس يخفي وراءه حزنا دفينا وقصة مرئية لا تخفى
لقد أدركت أنها وحدها لم يكن احد بجانبها ليشاركها الفرحة ما عدا ظلها الكئيب الذي يمتثل أمام شبابيك الغرفة وأدركت أنها تفرح لوحدها وتحزن لوحدها
أمسكت كوب الشاي الساخن الذي قد برد لطول الوقت الذي قضته عبير في التفكير ورشفت رشفة بللت بها حلقها بعد يوم طويل من التعب والإرهاق وقامت لتغسل الكوب بعدما رمت ما يحتويه في وعاء نبتة كانت قد ذبلت لعدم الاهتمام واللامبالاة فغسلت أسنانها وغيرت الملابس الرسمية إلى ملابس النوم وأوت إلى الفراش ليكتنف قلبها البارد
صوت المارة يدل على أنها العاشرة صباحا كانت عبير قد استفاقت وعيناها محمرتان دلاتان على تعب شديد وسهر طويل لكنها كانت سعيدة لتحقيق امر لطالما ارادته
صوت الباب يطرق فقامت عبير لتفتح وكان في يدها جريدة الصباح اليومية لان عبير اعتادت أن تملا الفراغ الذي تشعر به بواسطة سماع أخبار الشعب ومشاكل سياسية واقتصادية وتعليقات فنية ورياضية وكانت كلما اشترت جريدة تطويها وترميها تحت المنضدة أو السرير ففتحت الباب وإذ بها تجد صديقتها القديمة وهاهي الآن تتقدم لترحب بها بصرخة دوت مسموعة لكل الساكنين في تلك العمارة
فأدخلتها الشقة بقلب مشتاق ونفس مرحبة وضحكة غريبة ما بين الدهشة والسرور وبدأت تسألها عن أحوالها وعن سبب قدومها المفاجئ بعد 11 سنة

قامت عبير لتقدم ما يقدم للضيوف من حلويات وشاي وأمور ترحبيه لم تكن تعرف حقا كيف ستقدمها لكنها رجعت بذاكرتها إلى يوم في القديم وهي صغيرة تذكرت طريقة الضيافة من أمها وإذ بها تجد خزانة الحلويات فارغة فقد أقلعت عن أكل السكريات منذ سنين لأنها كانت كلما غضبت تناولت الحلويات فأسرعت لتلبس بسرعة وذلك من اجل أن تأتي بقليل من المقبلات للضيفة فأحضرت قليلا منها في علبة كانت قد زينت بأحسن طريقة ثم وضعتها في صحن واختارت تلك الكعكات البشعة الشكل لتظهر على أنها هي التي طهتها لان ماري لم تعهد على عبير مهنة الطهي أو هواية الطبخ فانطلت عليها الحيلة
جلست عبير بجانب ماري بعد تقديم صينية القهوة وبدأتا بتبادل أطراف الحديث
_ لم أراك منذ سنين مالذي أتى بك هنا في آخر المطاف
_الحقيقة أني سمعت عن وفاة والديك منذ يومين فقط لذلك أتيت لأواسيك
آسفة على ذلك يا…!!!
كانت عبير تحملق في صديقتها بتمعن وكأنها في عالم أخر فاقتربت منها ماري وبدأت تعانقها وتربت على ظهرها وتساعدها على تخطي هذه المحنة المستعصية لكن عبير بدأت تضحك وتقهقه بطريقة هستيرية
_ماذا بك مالامر..... اهاكذا أصبح الناس يعبرون عن الهم
_اانت جدية في كلامك. والدي توفوا وأنا في الثامنة من عمري
وضعت ماري كأس القهوة الساخن الذي لم تشرب منه ولا رشفة ببطء وارتسمت على وجهها ابتسامة توحي بالسخافة والاستهزاء
_مالأمر الذي يضحكك وكان احد يدغدغك أنا اعلم شيئا واحدا هو أني افرق بين الحزن والفرح وأظن أن حتى الكائنات الغير عاقلة تعرف ذلك
_اضحتني طريقتك في الجلوس بقربي وطريقة تربيتك على ظهري !!!
(الحقيقة أن عبير لم تعهد هذا الحب من الناس إذ أنها ترى في محاولة إظهار المشاعر ضعفا لذلك فان ضحكها في الأوقات الصعبة دليلا على قوة جانبها المعرفي وقوة تحكمها في ذاتها )
فوقفت ماري وحملت حقيبة يدها ومعطفها الوردي وودعت عبير بطريقة توحي بالخجل وفي نفس الوقت بالوقاحة و الجرأة وسرعان ما أغلقت عبير الباب و راحت تنهمل على صحن الكعك وتأكل الحبة والأخرى ويبدوا من ذلك أنها كانت في شدة الغضب رغم انه لا يوجد سبب لذلك
الأمر الذي جعلها تفكر هو أن رغم جلوسها في البيت إلا أن هنالك أمر لابد وان يغضبها أدركت أن هذه الطريقة لم تنفع معها وقررت أخيرا أن تتجول في احد الشوارع اوتذهب لمتنزه ما لترفه قليلا عن نفسها قامت عبير لتمسح بعض الفتات العالق على شفتاها وفتحت خزانة الملابس لتجد كل ملابسها باللون الاسود والرمادي والأزرق القاتم لم تلاحظ عبير ذلك حتى الآن الحقيقة ان عبير تنجذب لهذه الألوان خاصة في فصلي الخريف والربيع فالمعتاد ان في هذا الأخير من المفترض ان يلبس الناس ألوان فاتحة مثل الوردي والأبيض ولون الدراق التي كانت تعشقه أمها فلبست إحداها غير مبالية بكلام الناس وحملت معطفها في يدها وربطت شعرها فعقدته في شكل ذيل حصان بطريقة عادية ثم أدارت مقبض
الباب أخيرا وارتسم في ذهنها مظهر موحش وكأنها ذاهبة للجحيم وحل في قلبها قلق قد ولد منذ لحظة تخرجها أحست بالمسؤولية أخيرا بعدما كانت صبيانية العقلية
لم تفكر عبير بما فعلته لصديقتها التي أغضبتها بتصرفاتها وكانت لم ترها منذ زمن طويل الأمر الذي شغل بالها هو كيفية إيجاد وظيفة لها بعد استقلالها من وظيفة النادلة في إحدى المقاهي حيث كانت تستخدم نقود العمل لدفع أجرة الشقة ودفع تكاليف الدراسة الجامعية
في الوقت الذي كانت عبير تفكر فيه عن طريقة إيجاد وظيفة حتى يتم إخبارها عن منصب الطبيبة تذكرت يوما من الأيام الاعتيادية في المقهى عندما طلب منها شخص كوب قهوة مع ملعقة سكر بحيث جلس عند الكرسي بجانب النافذة يتأمل وجوه الناس وتعاملاتهم وعينيه تحكيان قصة مأساوية غطتها ابتسامة تشبه طلوع الشمس في يوم ممطر. أعطته طلبه على الطاولة التي كان جالس عليها فطفق يحرك القهوة بملعقة صغيرة ببطء تام وامسك الفنجان من جانبه واخذ يشرب ما فيه بحذر خوفا من حرارة القهوة التي قد تحرق لسانه وبينما هو يشرب جلس معه شخص بدا إنسانا غير معتدل وتبين أن له موعد في هذا المقهى فامسك يده بقوة بدون أن ينبس ببنت شفة وهذا يوحي بان العلاقة التي تجمعهما لا تفوق مجال العمل فأسرع الزبون ليطلب من عبير الفاتورة من اجل تسديدها ولم يتمكن حتى من لفظ الكلمة حتى سحبه الرجل من ملابسه وجره جر الكلاب المشردة أو اقل فلم يستطع هذا المسكين لا من شرب القهوة ولا من دفع ثمنها فكان الأمر عادلا بالنسبة لمالك المقهى

سنها فإنها تحب ان تجلس في المياه النقية الدافئة بجانب كم من الشموع المعطرة وهذا ما فعلته فقد جعلت شعرها المموج مقصوعا لأعلى فوق رأسها
تحسست عبير المياه إن كانت تناسب بشرتها ودخلت في الحوض حتى وصلت
[/FONT][/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot]نظرت عبير إلى ذلك الرجل من خلال الزجاج وهو يركب سيارة أجرة وبينما كانت تنظف تلك الطاولة وجدت عليها صورة لعائلة كان ذاك الرجل فيها إضافة لامرأة حسناء وابنتان وثلاثة أولاد مما يوحي ان هذا الرجل كان إما في شوق لمن يراه في الصورة وإما كان يتوقع حصول أمر ربما قد يفصل بينهم . الأمر الذي جعل عبير تسقط بضع دمعات لا على الرجل ولا على الصورة إنما على ذلك الخيط المرتسم في ذهنها والذي حاول إمساكه عند انقطاعه لكن يبدوا انه أفلته ربما لثقل الحمل أو لخطوة زائغة. هذه هي نظرة عبير للناس فلماذا لا ترى نفسها من خلال نفسها.
بعد فترة من الذكريات الأخذة والراجعة استفاقت عبير من أحلامها فقد انتبه احد الأطفال الذين كانوا يلعبون في المتنزه إلى تشتت أفكارها وغياب ذهنها فانتبهت لنفسها
كانت عبير كأي إنسانة عادية تمشي في الطريق إلا أن الأمر الذي يستطيع أي شخص أن يفرق بينها وبين المارة هو كيفية تأملها للأمور فسقوط قطعة نقدية وسماع صوتها ورنينها يجعلها تتذكر حلقة لا متناهية من الأفكار
بعد فترة قصيرة رجعت عبير إلى شقتها مصفرة اللون شاحبة قررت أن تطهو العشاء فقد أتتها رغبة ملحة على ذلك فأخذت تبحث في جيوبها على مفتاح الشقة وفتحت الباب وتوجهت مباشرة لغرفة نومها كانت في حاجة ماسة لحمام ساخن ربما يعالج قلبها الجليدي فتحت صنبور المياه الساخنة وأضافت عليه بعض العطور والمرطبات ثم بدأت تنزع الملابسة الغليظة عنها وجلبت عصير الليمون من الثلاجة واضعتا إياه في كاس من الزجاج الأزرق الفاتح وكأي بنت في
[/FONT][/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot]المياه لرقبتها وما لبثت حتى تصاعد البخار جاعلا الحمام ضبابي المظهر
كانت تحلم وتتأمل حياتها وما ستفعله كانت تدرك جيدا ان الأمور الجيدة بعيدة عنها كل البعد فما من شيء مبشر قد يفرح قلبها ويدخل السرور لعينيها وهذا ما كانت تعتقد وتؤمن به .
تسمع صوت أفكارها تتدافع محاولة الخروج من ثغرها الناعم
_لقد قدر للناس ان يضحكوا وقلوبهم تضحك فبحق الجحيم ما الذي قدر لي؟ أين الشخص الذي يضحكني؟,,, أين الفكرة التي قد تبعد الهم من عيني وتدعني أنام بأمان,,, وأي أمان عندما يكون علي ان أفكر في حماية ممتلكاتي, أي أمان عندما اخرج وادع البيت خاوي من بعدي؟,,, أين أنا من العالم,,, وأين أنا من النجاح ؟
تتوقف الأفكار وتسمع صوت الماء يتدفق من الحنفية. تسمع صوت التنفس .تسمع صوت القلب يدق
أفاقت عبير من تلك الآمال وأحست بحلقها يجف ما عليها إلا ان ترشف رشفة من العصير .لقد أحست أنها مجنونة تتكلم لوحدها مع أمالها الخادعة جاعلتا إياها تتحقق في أعماق نفسها في جانب لا شعوري.
لقد أصبح وجه عبير ورديا دالا على أنها قد انتهت من الحمام فعلى الأقل استمتعت 15 دقيقة بأمر يشعرها حقا بالراحة...فقد كانت تكره ان تجلس في بيت خالي من المشاغبة والحيوية لكن عندما تكون في تلك الأجواء سرعان ما تفتقد للحياة الهادئة

لبست عبير ملابسها بعدما جففت جسدها من القطرات المعطرة ودخلت للمطبخ على أمل إعداد شيء فريد يتمكن من إشباعها بعد يوم حافل لكن...
سمعت عبير صوتا يتصاعد من درج العمارة وتوقف عند باب شقتها وكذا توقف قلبها من شدة الفزع وإذ بالباب يقرع بصوت خفيف ثم بتصاعد الزمن بدأت عبير بالقلق فلم يزرها احد في هذا الوقت المتأخر من قبل وأخذت تخطوا خطوات بطيئة نحو الباب والخوف يتملكها وقد فتحته ببطء في استعداد لان تهاجم وإذ بها تجد رجلا واقفا يتحقق من رقم الغرفة وتارة ينظر إلى ساعته التي بدت تتلاءم مع ما يلبسه بحيث تبرز رجولته
نظرت عبير إلى هذا الشخص الذي لم تتعرف عليه وقطبت حاجباها لغرابة الموقف فصرخ
_عبير....؟
واخذ يعانقها بينما هي تبتعد عنه خطوة والأخرى وتدفعه بيديها وهي تكرر في ذهنها:ما هذا اليوم ؟أيعقل ان أحبائي قد ظهروا مابين 6 ساعات فقط؟...
فأومأت برأسها وهاهي تفتح ثغرها لتبدأ بابتسامة تملؤها الدهشة فقبلته على جبينه وعانقته وكأنما قد لمحت ملامح مألوفة وعزيزة عليها
_وأخيرا عرفتني ..ماذا بك ياعبير ...؟
لقد كان أخاها فلذة كبدها وكل ما تبقى عندها من أعزائها
_إني استغرب ما أرى يا جون ...هل تذكرتني أخيرا ...؟
_اقسم انه كان لدي عمل واجتماعات ومحاضرات مهمة فانتقلت من نيويورك الى كوريا الى لندن من اجل التحضير لمهرجان الربيع الذي يقام كل عام لقد تعبت كثيرا وقد اشتقت للاستقرار والاهتمام بنفسي قليلا ...أتصدقين إني لم اخذ حماما منذ وقت طويل
_فعلقت قائلة:هذا واضح ...!
كانت عبير تستمع لما يقوله جون إليها لكنها أخذت تركز على ضخامة أخيها رغم كبرها عنه ونجاحه المسبق رغم ان عبير قد بدأت مشوارها الدراسي قبله وأخذت تحملق وجهه الذي أصبحت كلما رأته تذكرت والداها
_إني مشتاقة إليك يا أخي أتعلم أني وحيدة هنا....إني اشعر بالوحدة كثيرا...!
كان جون يفرغ حقائبه ويرتب أموره ويضع أوراقا ووثائق على رف كان فيه جوائز عبير العلمية وبعض الصور لها ولأصدقائها فوضعها على الارض
_عفوا ..مالذي قلته لم أكن مركزا..
_لا تهتم يا أخي فقط ارتح..سنتحدث غدا فلقد تأخر الوقت ويجب عليك ان تنام .سوف ارتب لك السرير .الحمام من هنا والمطبخ من هناك
ذهبت عبير لترتب السرير لأخيها وفي أثناء ذلك اخذ يحملق في الشقة لضيقها وصعوبة العيش فيها ثم سال أخته بينما هي في الغرفة المجاورة.
_منذ متى وأنت تعيشين هنا ياعبير ؟
ردت ببهجة:منذ خمسة سنين.لماذا تسال هل هناك من خطب فيها...؟
_كلا ..لكن تبدوا أنيقة من الخارج أكثر من الداخل..هذا فقط ..؟
_مثل الناس ...!
_لم أسمعك ماذا قلتي ان صوتك خافت للغاية .
_لا شيء...تعال إلى هنا هل هذه الغرفة تناسبك..؟
أجابها جون:لابأس بها إنها تفي بالغرض ...
جلست عبير على كرسي كان بجانب الباب واخذت تسترجع ذكرياتها مع عائلتها المحبة عندما ذهبوا في اجازة اسبوعية وكيف كان التناغم بينهم واصوات القهقهة والمرح تتعالى حينما كانت لحياتها معنى تذكرت جون التي كانت عادته ان يسترق السمع عند حدوث شجار بين والديها فقد احب ذاك الصراخ احب صوت المشاغبة كان مشاغبا بمعنى الكلمة مع عيون شيطانية لقد اعتاد على التدخل فيما لا يعنيه مما في ذلك اغراض عبير كان يحب دائما ان يفتش اغراضها وياخذ ما يرى فيه شبيها بسيارة او شيئا براقا يغوي اعين الاطفال كما في العادة. يحب جون ان يدعي البكاء ان يصرخ ويرطم ارجله على الارض خصوصا عندما يرفض احد ان يعطيه ما يريد لكنه قد اقلع عن هذه العادة منذ ان عاقبه والده. منذ ان جعله ينام في المستودع لوحده في ليلة ظلماء لقد تعلم ان يصبح رجلا تعلم ان يفرق بين الباطل والحق تعلم معنى كلمة "لا"عندما تقال .
عبير تلك البنت التي لم تر في الحياة ما يحتاج ان تبكي لاجله اعتادت ان تفرح دائما اعتادت ان تضحك حتى تكاد تحس بالم في فكها كانت تجمعها صداقة مع أمها مما جعلها لا تشعر بنقص مهما كان
اعتادت عبير ان تقوم مبكرا مثلما يفعل والدها فتساعده على ترتيب أموره قبل الذهاب للعمل الأسبوعي أي انه لن يرجع للمنزل إلا بعد انتهاء الأسبوع كان يعمل عملا بسيطا يجلب لهم لقمة العيش ويؤدي واجبه كأب بينما أمها تعمل في مجال الهندسة العمرانية مما يجعلها تتكبد عناء مسؤوليتها كزوجة وأم وربة منزل إضافة لوظيفتها كأب ثان كانت أمها ناجحة للغاية وأرادت عبير ان تقتدي بها ان تكون مثلها في جمالها في أنوثتها في مزاحها في جديتها في كونها اما ...
تذكرت يوما أنها قرأت مذكرات كانت في ظرفية كبيرة فلم تستطع ان تكبح نفسها وتحشر انفها في ما لا يفيدها بشيئ لذالك فعلت قراتها بصوت عال لكن لا احد علم بذلك كان محتوى الرسالة كما يلي :

[FONT=&quot]"....اليوم الثاني عشر من أغسطس لقد أنجبت بنتا جميلتا أسميتها عبير . فرحت وأنا أخيط لها ملابس وردية صغيرة بطول كفي. والآن أنا افرح من جديد لإلباسها إياها .أول مرة ابكي, نعم لقد تالمت كثيرا كان المخاض طويلا ومتعبا لكن ليس هذا ما اثر في بل ابكي لرؤية جزء مني بين يدي [/FONT]
[FONT=&quot]ان الامر لجميل ورائع عندما ارضعها من حليبي كانت تتحرك في احشائي بحيث تركلني فاحس بدقات قلبين داخلي قلب لي وقلب لحبيبتي كان شعور غريب ان يكون لي ما اهتم لامره قبل ان اهتم بنفسي فهذه تجربتي الاولى ولن اتردد ان اعيدها لاحظى بتجربة ثانية كانت هذه البنت من زوجي الذي احببته واحتجته لكني الآن كل ما احبه واحتاجه هو ابنتي [/FONT]
[FONT=&quot]عبير. اسمها عبير ذاك الندى... تلك الرائحة التي اشمها في الصباح فتنعشني وتعيد لي حيويتي لقد اسميتها كذلك لانها شبيهة بمعنى الاسم وولدتها في نفس الوقت الذي يكون فيه العبير. في الصباح عندما اكون انا والطبيعة فقط [/FONT]
[FONT=&quot]سوف اربي ابنتي. وساعلمها. وسوف احقق من خلالها احلامي. لن انقصها شيء. سامنحها كل شيء ...كل شيء....!"[/FONT]

[FONT=&quot]وبينما عبير غارقة في ذكرياتها [/FONT]
[FONT=&quot]قال جون[/FONT][FONT=&quot];[/FONT][FONT=&quot] "عبير ....عبير...هل انت بخير يبدوا انك مرهقة جدا عليك ان تاخذي قسطا من الراحة كما انك شاحبة اللون ...هل انت مريضة او شيء من هذا القبيل ..."[/FONT]
[FONT=&quot]فردت عبير مجفلة :"نعم إني مرهقة بعض الشيء كل ما احتاجه هو النوم سوف اذهب لاستلقي ان احتجتني استدعني ."[/FONT]
[FONT=&quot]ذهبت عبير لغرفتها واسقطت نفسها على السرير الوردي وكانما اخذت اليوم وهي في مصنع للحديد او الفحم كانت مرهقة جدا لدرجة انها بدأت بالهذيان وبتلفظ كلمات غريبة تدل على ما تشعر به من خوف ورعب ,[/FONT]
[FONT=&quot]بينما اكمل جون ترتيب حقائبه وافراغ ملابسه ووثائقه وبعض الكتب التي يحتاجها لكنه لم يجد أين يضع سراويله و وبذلات عمله المرتبه فعاد الى عبير يسالها :"أين ت...."لكنه فوجئ بملامح وجهها وطريقة استلقائها العشوائية واخذ يهمهم بصوت خافت :"يبدوا انها في قمة الارهاق ...ياللمسكينة ."[/FONT]
[FONT=&quot]فاصلح وضعيتها لكي لا تتالم مفاصلها عند الاستيقاظ وغطاها برداء ثم اطفئ الضوء واغلق الباب في امل ان تصبح في حال افضل مما عليه الآن [/FONT]
[FONT=&quot]بدأ صوت هاتف جون يرن [/FONT]
[FONT=&quot]فرد بكل ثقة :"الو من المتكلم ...؟"[/FONT]
[FONT=&quot]_صوت رجل تبدوا عليه لكنة غربية :"اهلا جون معك ادوارد تمبرلانك من مقر العمل في نيويورك ."[/FONT]
[FONT=&quot]واستأنف كلامه :"عندي اخبار سيئة واخبار جيدة .السيئة هي يبدوا ان الاحوال الجوية قد ساءت جدا هنا والجو عاصفي ومن مصادري فان هذ الطقس لن يتلاشى بسهولة على الاقل خمسة ايام لذلك لن تتمكن من حضور الاجتماع العام للنواب وكما قلت لي فانك تريد مناقشة موضوع بخصوص المهرجان مع الرئيس جاسبر ليزيون ان لم اكن مخطئا فحاول قدر الامكان الحضور لانه هو من يرأس المجموعة اما الجيدة فانه –بحسب مصادري- قرر الرئيس تعيينك المسؤول العام بدلا من النائب ان اظهرت جدارتك يوم الاثنين لذلك عليك ان تاتي في كلتا الحالتين ."[/FONT]
[FONT=&quot]فقال جون بنبرة مترددة تدل على قلق واضح :"ماذا تعني انه علي القدوم. اليوم الجمعة .اي انه بقي يومان على الاجتماع اضافة لسوء الاحوال الجوية ,إنا حاليا في برلين هل في امكانكم تاجيله "[/FONT]
[FONT=&quot]فاجاب بسخرية :"لا اظن ذلك, فهذا الامر ليس حكرا على احد. وكما تعلم ان السيد ليزيون يحب تطبيق قرارته دون تدخل .علي انهاء المكالمة فقد اوكل لي طباعة بعض الوثائق الهامة ارجوا لك رحلة امنة .الى اللقاء ليوم الاثنين ."[/FONT]
[FONT=&quot]وبعد انقطاع المكالمة كان على جون اتخاذ قراره إما ان يخسر وظيفته التي ارادها منذ صغره وإما ان يتقبل فكرة احتمال سقوط الطائرة في المحيط الاطلسي وما عليه الا ان يقبل الفكرة الثانية فقد عشق فكرة التجوال فكرة رجل الاعمال التي كان يسمع عنها منذ ان كان طفلا احب ان ينتقل من مكان لاخر لمناقشة مواضيع وقرارات لكن هذه المرة كان عليه ان يتصرف كرجل كما هو الآن وليس كطفل حالم مثلما كان عليه في الماضي [/FONT]

[FONT=&quot]يوم مغيم كباقي الايام في شهر جانفي [/FONT]
[FONT=&quot]عبير تحب هذا الجو الرطب تحب ان تلبس معطفها بينما قطرات الماء تتسلل لثغرها الوردي[/FONT][FONT=&quot] كم كانت تحب ذاك اللون الرمادي في السماء الذي يغطي زرقتها كما تتذكر ذاك الوميض سرعة البرق عندما يقسم السماء بشكل سحري ويا له من صوت صوت الرعد المرعب يدوي اما جون فقد عهدت منه حب اليوم الربيعي الذي يحث على التجوال مع العائلة خصوصا عندما تكون هذه العائلة كاملة أي تتكون من ام واب واولاد وخصوصا عند اجتماعهم بالجد والجدة فتكون ذات نكهة خاصة لقد تعود ان يقطف الزهور ويصنع منها اسوار وتيجان فهو الوحيد الذي اجاد صنعها خاصتا في مثل سنه لقد كان حساسا رغم نظرته الشيطانية لم يبكي امامنا ولم يظهر دمعة حزن عندما يضربه ابي او اصرخ عليه انا وامي ان اخطا كان صلبا كالحديد مثلما هو الآن ...[/FONT]
[FONT=&quot]لقد احب الطهو واحب ان يطبخ لنا اكلات شعبية وهذا هو شغفه وهوايته الاساسية التي يحاول اخفاءها عن اصدقائه وزميلاته فقد رأى فيها عيبا اذ يعتقد ان الطهو أمر انثاوي وهذا غير صحيح والحجة هي انا [/FONT]
[FONT=&quot]لم احب الطهو ولن احبه رغم ان هذا يتناسب مع تخصصي المهني كجراحة القلب فمثلا كلاهما له ادوات خاصة يتم استخدامها فالملقط والمقص والخيط والمشرط وهذه الأمور لها ما يقابلها في المطبخ كالملعقة والشوكة والسكين [/FONT]
[FONT=&quot]لن اكذب واقول اني لم اجرب الطهو لكن كلما جربت ذلك اتخيل اني امام طاولة الجراحة فاقطع الخضار مثلما افعل مع بشرة المريض واضيف المكونات شيئا فشيئا وهذا بالطبع ما يحدث عندما احتاج للكحول او لجرعة زائدة من المخدر لكن النتيجة تختلف فبالنسبة للطبخة إما ان تحترق او انسى مكونا ما وبالنسبة للمريض فاني احرص على ان ابلي جيدا فكم اكره وامقت كل المقت ان اخطا في خياطة الجرح او شيء من هذا القبيل .[/FONT]
[FONT=&quot]لم تكن تهتم فقد احبت عملها وتخصصها في الجراحة وكانت سعيدة بوجودها احيانا في اروقة المستشفى [/FONT]
[FONT=&quot]صوت الباب يطرق فاسرع جون لفتحه لكي لا يوقظ اخته المرهقة رغم انها نامت مبكرا ليلة امس الا انها مازالت بنفس الوضعية التي تركها البارحة وهذا ما جعله يبتسم ويردد في ذهنه :"مازالت كما هي كسولة للغاية .."[/FONT]
[FONT=&quot]_"هل استطيع مساعدتك في شيء يا سيدة ..."[/FONT]
[FONT=&quot]فمدت يدها مصافحا :"انسة جولييت . ..جولييت سوليفر ."[/FONT]
[FONT=&quot]واستانفت قائلا :"صباح الخير انا هنا من معهد الطب .هل الانسة عبير هنا احمل لها خبرا ربما ستفتتح به يومها بابتسامة ."[/FONT]
[FONT=&quot]_نعم .لكنها نائمة هل تستطيعي ان تخبرنني وعندما تفيق ساخبرها انا .[/FONT]
[FONT=&quot]_وبابتسامة خفيفة ردت:"لااستطيع فقد طلب مني ايصال الخبر لها مباشرة ان لم تمانع ايقظها من فضلك انه أمر هام جدا متعلق بمستقبلها ."[/FONT]
[FONT=&quot]_وهكذا وباصوات الحوار المتعالي استفاقت عبير من نومها العميق فخرجت من غرفتها بشعر مشوش وملابسة عريضة بيضاء وكان شكلها مضحكا لغاية [/FONT]
[FONT=&quot]_ماذا هناك يا جون...؟[/FONT]
[FONT=&quot]فرد بسخرية من مظهرها :"اذهبي لتنظري نفسك في المراة اولا ثم عودي لاخبرك ماذا يحصل"[/FONT]
[FONT=&quot]_حسنا .[/FONT]
[FONT=&quot]وهكذا دخلت عبير لحمام غرفتها فتعالت اصوات القهقهة الخفبفة من وراء الباب [/FONT]
[FONT=&quot]_لماذا تضحكون اني اسمعكم على الاقل اخفضوا اصواتكم احتراما لي .[/FONT]
[FONT=&quot]_اسف لكنك تبدين مثل وحش فيلم في السنيما قد شاهدته من قبل .[/FONT]
[FONT=&quot]_شكرا انه لأمر جيد ابدأ به يومي.[/FONT]
[FONT=&quot]وهكذا سمعت عبير خبر قبولها في المعهد وما لبثت حتى غيرت ملابسها ببهجة لتذهب مع الموظفة من اجل التأكد.لم تكن هذه الموظفة مجرد موظفة لقد كانت قريبة من عبير بحيث كانت زميلتها وصديقتها الحميمة[/FONT]
[FONT=&quot]خرجت معها والابتسامة لم تفارق شفتاها بشعر اشعث وهندام غريب يدل على اللامبالاة [/FONT]
[FONT=&quot]فنطقت جولييت واومات براسها وهي ترمقها بتلك النظرة :"من هذا الذي كان معك في الشقة .؟[/FONT]
[FONT=&quot]_هذا كل ماتريدين معرفته مني منذ ان تقابلنا .انه اخي فلا داعي لاثارة الجلبة .لقد اتى البارحة من لندن اظن ان له اجازة او شيء من هذا القبيل حتى انا لم اتعرف عليه في اللمحة الاولى انه لشيئ طريف للغاية ََ![/FONT]
[FONT=&quot]_حقا لم اعتقد ان لك اخ من قبل هذا مثير جدا .وهو مثير [/FONT]
[FONT=&quot]_توقفي يا جولييت رغم انك على حق الا اني لن ادخل في مواضيع غبية كهذه .[/FONT]
[FONT=&quot]_هل تريدي ان تقولي اني غبية .[/FONT]
[FONT=&quot]_لا بالطبع لا لكن لا احب ان اثير مواضيع لا تمت لي بصلة مثل هذه كما اني لا استخدم الفاظا مثل :مثير .وسيم . محبب ...الخ [/FONT]
[FONT=&quot]فردت في تافف :"حسنا كما تريدين .لقد كنت واثقة ان لك قلبا زجاجيا او حديديا ."[/FONT]
[FONT=&quot]فرمقتها بنظرة عجيبة وقالت:"نعم هذا صحيح وكلا النوعين زجاج او حديد لا يذوب الا في درجة عالية من الحرارة وهذه الدرجة لم اقابلها ولن اقابلها لانها غير واقعية .!"[/FONT]
[FONT=&quot]_ها انت تتلاعبين بالالفاظ التي لا تحبين استخدامها انها حقا لقوية [/FONT]
[FONT=&quot]_كلا انما انا اربط الواقع بالفزياء انه أمر مسل واحب ان افعله [/FONT]
[FONT=&quot]_هل استطيع ان اسالك شيء لكن لاتغضبي مني لاني ساقول الحقيقة ؟[/FONT]
[FONT=&quot]_بالطبع انا اتقبل أي شيء حقيقي ...[/FONT]
[FONT=&quot]فتكلمت في تردد:"إنا حقا لا افهمكي ياعبير لا توجد بنت في سنك هذا لا تحب ان تسرح شعرها او تلبس ملابس تليق بسنها وتكون ذات ألوان انوثية في الواقع انا احب ذلك كثيرا وخصوصا عندما اذهب لشراء طلاء الأظافر او بعض مساحيق التجميل فهذه هي خصوصيات المراهقة انك تبدين رثة وبالية واكثر من ذلك تبدين عجوزا هرمة رغم انك لست كذلك .هل فهمتي ما ارمي اليه ."[/FONT]
[FONT=&quot]تنهدت عبير في حزن :"من يريد ان يحبني فليحبني كما انا. عبير بدون قناع."[/FONT]
[FONT=&quot]_ادرك ذلك. لكن ليس عليك ان تطلي وجهك كما تطلين الجدار انما بعض اللمسات قد تكون لها اثار ليست على الجانب الاجتماعي أي العلاقات فقط انما على الجانب المهني ايضا.[/FONT]
[FONT=&quot]_ماذا تتوقعين ان افعل اذهب الى مدير المستشفى واشير لوجهي قائلة :"هذا ربحي !!!"[/FONT]
[FONT=&quot]انه حقا لشيئ اشمئز منه ويشعرني بالتقزز.[/FONT]
[FONT=&quot]_لماذا لا تفهميني كما يجب ..؟؟[/FONT]
[FONT=&quot]_لقد وصلنا أين كتبت النتائج ؟[/FONT]
[FONT=&quot]_في هذا الجانب من الرواق. ان اسمك يبدوا حقا انيق خاصة عندما كتب على هذا اللوح . واستانفت :"اول شيء, عليك ان تعملي كمتدربة لتتعلمي كيف تسير الأمور هنا "[/FONT]
[FONT=&quot]_ضحكت عبير على تعليق جولييت على اسمها وسالت :"هل عليك حقا ان تعلقي حتى على هذه الأمور انك حقا لمسلية بطريقة ايجابية لكن أين ساحصل على باقي التعليمات ؟"[/FONT]
[FONT=&quot]_انت هكذا متسرعة دوما اذهبي الى ذلك السيد هناك وسيخبركي بما يجب فعله.[/FONT]
[FONT=&quot]_حسنا سنلتقي بعد قليل .وداعا [/FONT]
[FONT=&quot]وبينما هي تبتعد شيئا فشيئا عنها لوحت جولييت لعبير قائلة :"ابلغي تحيتي لجون .الى اللقاء"[/FONT]
[FONT=&quot]كان غريب جدا ان جوليت السخيفة قد وجهت لعبير تلك الكلمات الجارحة :رثة .بالية .عجوز ..[/FONT]
[FONT=&quot]نعم .عبير لم تستشيط غضبا لانها وعدتها بان تتقبل الحقيقة لكنها اشعلت نارا داخلها فقد كان من المستحيل ان تبدوا فتاة في العشرينات كعجوز شمطاء تكون في الستينات لقد رات ان هناك فرقا كبير بين شابة لم تجرب اصول الحياة وامراة تعلمت مواجهتها [/FONT]
[FONT=&quot]فكرت عبير ربما عليها ان تسمع كلام جولييت وتغير مظهرها الخارجي لربما تكون على حق بل من المؤكد ان تكون على حق لانها قد لاحظت ذلك بعينيها كيف يتعامل الناس مع لوحات زيتية وكيف يتكلمون ويتغازلون بينما تكون هي في اخر الصف دائما :"كم ان الناس سطحيون للغاية وما فائدة الغلاف عندما يكون الكتاب فارغا ؟هل سيقرؤون العنوان ويتوقفون ؟غريبة جدا معاملات الناس ..!!!"[/FONT]
[FONT=&quot]واخذت تفكر :"هل امي كانت مثل تلك الالواح الزيتية لتنجح في عملها كمهندسة معمارية ام ان مخططاتها هي السبب في ذلك ؟"فقد تذكرت: لقد كانت ملابس أمها انيقة جدا فتبدوا مثل فرد من الطبقة المالكة في انجلترا هذا ما تذكرته. كان شعرها مثل شعر أمها مموجا وبرتقالي اللون بسهولة بحيث تجذب الرجال بتلك الخصلات الرقيقة معطرة برائحة الليمون الاخضر الطازج والغريب انها لاحظت وجود بقع النمش الصغير ذات اللون الفاتح على وجهها فقد ورثتها عن أمها. بينما جون كان صافيا في وجهه الذي يظهر فكه القوي وهذا ما اخذه عن والده .[/FONT]
[FONT=&quot]اضافة لكون عبير تميل للجراحة والطب فإنها تحب العزف على الة البيانو كان شغفها الاستثنائي لكنه كبر مع تقدم الزمن وهذا ما تستميل به الجنس الاخر لقد كانت تحب ان تحرك ايديها على تلك القطع البيضاء والسوداء وكانت تعشق ان تعزف في حفلات العيد ميلاد والحفلات الموسمية وخاصة الاحتفال بالنجاح لم تميل عبير الى الكحول والنبيذ وما الى هذا لانها تفقدها الشعور بنفسها وهذا ما لا تحبه بل وتكرهه.[/FONT]
[FONT=&quot] كم تكره ان لاتشعر بامر تفعله فيتم تذكيرها به وتكون كالنائمة بين الحشود الكبيرة بل الوحوش الكبيرة ..![/FONT]

[FONT=&quot]رجعت للبيت وقد غادر النعاس عينيها كانت جائعة للغاية لدرجة انها ستاكل كل ما ياتي امامها من اكل سواء احبته ام لا وبينما هي تصعد الدرج الى شقتها حتى اخذت رائحة اللحم المشوي تخترق مناخرها فقالت في نفسها :"يا الهي .ان هذا كل ما احتاجه الآن قطعة لحم مشوي مع صلصة الصويا .وقارورة عصير بجانبه سيكون الامر رائعا .لو ان الامر لي .!!"[/FONT]
[FONT=&quot]وصلت لباب الشقة وادارت المفتاح ببطئ لتلقى طاولتها مملوءة باشهى الاطعمة والماكولات [/FONT]
[FONT=&quot]فقال جون بينما كان ينظم السكاكين على حسب الحجم:"مفاجاة ...!!"[/FONT]
[FONT=&quot]_يا الهي اذن هذه هي الرائحة التي اغوتني ,الحمد لله انها الآن امامي والا كنت ساطرق باب الجيران لاطلب منهم اللحم..[/FONT]
[FONT=&quot]_حقا هل الرائحة قد انبعثت لتصل للخارج ؟[/FONT]
[FONT=&quot]_شكرا لك يا جون ان هذا كل ما احتاجه الآن انها تبدوا شهية للغاية .عليك تعليمي لاتمكن من اعداد ذلك عندما يكون عليك السفر من جديد .[/FONT]
[FONT=&quot]وبحزن رد :"اذن عليك التعلم الآن .."[/FONT]
[FONT=&quot]_ماذا تقصد ؟[/FONT]
[FONT=&quot]_ مطاطا راسه :"لقد تلقيت مكالمة البارحة عند نومك يطلبون فيها ان اذهب لنيويورك من اجل اجتماع طارئ..!!"[/FONT]
[FONT=&quot]فنزعت معطفها واضعتا إياه علة الكرسي واخذت تدور في الغرفة :"ماذا .؟ كان عليك اخباري من قبل كنت ساضطر للسهر معك على الاقل .لقد اشتقت اليك اخي ولن تعرف شعوري عند رؤيتك امام الباب ليلة امس فانت تذكرني بامي وابي اكثر مما اذكر نفسي "[/FONT]
[FONT=&quot]لماذا عليك الذهاب الآن "احبك اخي"[/FONT]
[FONT=&quot]فقاطعها بحماس :"تعالي معي ..الى نيويورك ..!!"[/FONT]
[FONT=&quot]_هل تمزح لا استطيع فلدي عمل انجزه لقد تم ابلاغي عنه هذا الصباح ان كنت تذكر [/FONT]
[FONT=&quot]_نعم .بالطبع اذكر فقد فرحت كثيرا. لذا اعددت لك هذا الطعام كنوع من الاحتفال .فانا اعلم انك تحبين الاحتفال كثيرا.[/FONT]
[FONT=&quot]_بالطبع إنا احب الاحتفال لكنك اثبطت عزيمتي برحيلك المفاجئ هذا ..![/FONT]
[FONT=&quot]_اعلم .إنا ايضا لم احب ذلك لكن هذا ما افعله لاكسب لقمة العيش [/FONT]
[FONT=&quot]واستانف قائلا :"هل ستاتين معي .اني متاكد اني ساجد حلا لعملك فاني ذوا نفوذ كما تعلمين ."[/FONT]
[FONT=&quot]_سافكر بالامر [/FONT]
[FONT=&quot]_ليس لديك وقت للتفكير فقد حجزت تذكرتين قبل قليل ان كنت تودين الذهاب فعليك ان تحزمي امتعتك في هذه اللحظة .[/FONT]
[FONT=&quot]فعلقت قائلة :"لكن هل لدي وقت للاكل .اني جائعة جدا جدا .؟"[/FONT]
[FONT=&quot]فابتسم وهو يقول :"نعم فقط اسرعي . لقد حزمت امتعتي قبل قليل ما تبقى الا انت ياعبير هيا ادخلى قطعة اللحم في حلقكي دفعة واحدة حتى نتمكن من الوصول في اليوم المنشود .!"[/FONT]
[FONT=&quot]رغم ان جون طلب من عبير عدم التفكير الا انها فعلت فهذا هو نمطها في العيش. تفكر دائما وتخطط باستمرار حتى لا تجد سببا للندم عليه لقد ابتهجت من طلب اخيها لها وتفاجئت فلم يحب الرفقة منذ صغره كان يحب النوم وحده والاكل وحده واللعب وحده .اذ ان الامر الغريب هو طلبه في السفر معها ربما السبب هو شفقته على اخته او ربما ارادا ان يبقا معا من اجل طلب والديهما فقد احبا ان يكون ابنائهما يدا واحدة في السراء والضراء لكن هذا حدث الآن فقط .في دقيقة قررت فيها عبير الذهاب, لم تفكر في ما كان ينتظرها هناك في مدينة كبيرة موحشة ,غير انها كانت بجانب اخيها وهذا ما لم يجعلها تفكر في أي أمر سلبي قد يسبب لها التعاسة وبدات تسال نفسها :"هل ساتمكن من الحفاظ على مكانتي الاجتماعية في نيويورك المليئة برجال الاعمال ام سأنحط الى ان أصبح خادمة او حاضنة أطفال ؟[/FONT]
[FONT=&quot]هل سانام في بيت كبير كما وصفه لي أخي ام سأرمى في الشوارع بلا ماوى[/FONT]
[FONT=&quot]هذه هي أنماط التفكير لدى عبير .لابد من الاحتمالية وهذا ما درسته لكن في مادة الرياضيات [/FONT]
[FONT=&quot]وصلت عبير لمطار برلين للطائرة المتجه الى نيويورك .لقد تم التحذير بوجود العاصفة لم يكترثا فقط جلسا هناك الى ان تم النداء بصوت انثاوي مغري من اجل الصعود للطائرة ,كانت خائفة وهي تتجه الى الباب وترى الحشود يقبلون احبتهم ودموع الفراق تنهمل على خدودهم ,لم يكن عليها ان تودع احدا فقط عليها توديع برلين كانت تامل ان تقول الى اللقاء .في حين انها ارادت تلك الكلمة التي قالتها لوالديها عند سفرهما بلا رجوع " وداعا ماما وداعا بابا " وكانها علمت بحصول ما حصل دخلت تلك الطائرة وقلبها يعتصر رعبا لانها ذاهبة الى المجهول الى عالم غريب عن برلين تلك المدينة الساكنة التي تشعر فيها بالامان .بالطبع لم يكن عليها ان تذهب بالقوة لكنها ارادت ذلك ارادت ان تكون مع أمها وابيها بحيث تراهما في ملامح وجه سليم تلك الاعين الشيطانية التي هدات الى ان تحولت لاعين ملاك [/FONT]
[FONT=&quot]اغلقت الابواب وتم اعطاء بعض التعليمات للركاب في حالة ما حصل أي تعطل او شيء من هذا القبيل كانت عبير تسمع تلك المراة الجميلة ذات اللباس الأزرق لكنها لم تفهم أي كلمة مما تقول ليس السبب في اللغة التي تنطق بها انما السبب في تفكير عبير المبالغ فيه :"ماذا لو ...وماذا لو...." [/FONT]
[FONT=&quot]_اهدئي يا عبير فقط اشعري بالحرية عندما تقلع الطائرة فهذا يهدئني كثيرا في حالة القلق .هل تريدين ان تشربي شيئا عصير او قهوة اوشاي ..[/FONT]
[FONT=&quot]_لا شكرا ، هل يمكنك انزال الرداء عن النافذة يبدوا ان لي رهاب الطيران ..
_لا اظن ذلك انه أمر طبيعي لدى النساء [/FONT]
[FONT=&quot]_ماذا تقصد بلدى النساء [/FONT]
[FONT=&quot]_لم اقصد شيئا ما عنيته هو ان النساء غالبا ما يبالغون في ردة الفعل ويتصرفون بطريقة درامية ..!هذا كل شيء [/FONT]
[FONT=&quot]_حقا هذا كل ماعنيته انه شيء لا يخصني ...عندما اكون رجلا [/FONT]
[FONT=&quot]فقهقه بصوت عالي حتى دمعت عيناه :"حسنا .هدئ من روعك .انه مجرد تعليق لا غير اني اعشق ان اجعلك تغضبين وتصرخين . الامر متعة بالنسبة لي "[/FONT]
[FONT=&quot]لقد عاد جون الصغير عاد بنظرته الشيطانية .لم يتغير ذاك الطفل الذي يحب ازعاج اخته لكن طريقته تغيرت حيث انه عندما كان صغيرا كان يسرق اشياءها لكن الآن يحاول سرقة انتباهها ورزانتها .[/FONT]
[FONT=&quot]_هاهوجون ذوا الثمانية اعوام قد عاد .عندي فكرة :لماذا لاتنام وتدعني اقرا كتابا ما لانشغل عن فكرة السفر والطيران [/FONT]
[FONT=&quot]فأومئ برأسه قائلا:" أي كتاب ..هل ذاك الذي اهداه ابي اليك ؟[/FONT]
[FONT=&quot]_كلا لقد كبرت عن قصص الحيوانات . انها مسرحية لوليام شكسبير بعنوان :روميوا وجولييت [/FONT]
[FONT=&quot]_اه. اظن انها قصة رومانسية حسبما سمعت عنها [/FONT]
[FONT=&quot]فحركت رأسها مشيرتا :"نعم لقد اصبت .وبالحديث عن هذ الاسم لقد طلبت مني جولييت ان ابلغ لك السلام .!"[/FONT]
[FONT=&quot]فهمهم :"جولييت .ياله من اسم رائع هل تظنين انه ماخوذ من هذه المسرحية ؟"[/FONT]
[FONT=&quot]_اظن ذلك فوالداها من باريس" مدينة الحب" ,واظن ان هذا هو السبب في هذه التسمية كما انهما راقصان بارعان وقد ربحا بعدة جوائز في هذا الجانب .[/FONT]
[FONT=&quot]_هل قالت لك أي شيء عني [/FONT]
[FONT=&quot]_لا لم تفعل....اه نعم اظن انها كلمة مثير حسبما اذكر [/FONT]
[FONT=&quot]فاومئ مرددا :"حقا .مثير ..انهاجميلة خاصتا شعرها الاشقر لقد سرحته بطريقة رائعة إما فستانها فانه يظهر تضاريس جسمها فتبدو ساحرة . عندكم الكثير من الجميلا ت هناك في برلين."[/FONT]
[FONT=&quot]_اعتقد ذلك .هل إنا واحدة منهم .[/FONT]
[FONT=&quot]فتفجر بالضحك قائلا :"تنقصك بعض اللمسات فقط لكن لو لم تكوني اختي لحسبتكي متسولة واعطيتكي بعض النقود لتشتري معطفا جديدا فهذا الذي تلبسينه لا يلبسه في نيويورك الا من لا يملك قرشا ..؟[/FONT]
[FONT=&quot]_حقا اذن جولييت على حق ...؟[/FONT]
[FONT=&quot]وفجاة رن هاتف جون فقال :"اعذريني علي ان اجيب "[/FONT]
[FONT=&quot]_بالطبع تفضل [/FONT]
[FONT=&quot]ضغط جون الزر الاخضر :" مرحبا .مرحبا من المتحدث ..؟"[/FONT]
[FONT=&quot]وبصوت مشوش :"مرحبا جون كيف الحال , معك ستاين لقد علمت انه تم ارتقاءك في العمل تهانينا لقد فرحت جدا من اجلك ."
_مرحبا ستاين إنا بخير كيف حالك انت .لقد اشتقت اليك كثيرا خاصتا عندما لا اجد من يسليني عند حزني. وبالنسبة للعمل لم يتم ذلك لكني في الطريق لتحقيقه.هل انت في نيويورك ام لندن الآن ؟[/FONT]
[FONT=&quot]_إنا في نيويورك اني احضر غلافا لمجلة للموضة الرجالية تسمى :"عندما اغير ملابسي " لكني لم اجد فكرة استطيع ان الاقي من خلالها نجاحا [/FONT]
[FONT=&quot]_حقا وماذا كنت تفعل الآن ؟[/FONT]
[FONT=&quot]_كنت أفكر في طريقة و لكني قررت ان اتحدث قليلا معك لربما خطرت بالي فكرة تائهة وقد كنت على وشك ان اسالك :هل انت قادم قريبا؟[/FONT]
[FONT=&quot]_إنا في الطريق الى نيويورك .اني في الطائرة مع اختي .[/FONT]
[FONT=&quot]_هل قلت اختك؟ .هل لديك اخت؟ .هل هي جميلة مثلما تبدوا انت؟ .هل تشبهك؟ .ماذا تعمل؟.. .كم عمرها اصلا..؟ .هل ر.....![/FONT]
[FONT=&quot]قاطعه جون :"توقف .توقف...! لماذا تحب ان تسال عن كل شيء. عندما اصل ستجيبك بنفسها .الى اللقاء علي انهاء المكالمة .فقد طلبت مني موظفة الطيران .."[/FONT]
[FONT=&quot]فأومأت قائلة :"من هي التي ستجيبه بنفسها ..؟"[/FONT]
[FONT=&quot]_انه صديق لي .عندما قلت له اني برفقة اختي بدا يطرح اسئلة كما يفعل في مقابلة ما ..![/FONT]
[FONT=&quot]وبدا يردد ما قاله ستاين بطريقة مضحكة .[/FONT]
[FONT=&quot]_انه يشبه جولييت .فهي تحب ان تسال كثيرا وبطريقة هستيرية ..![/FONT]
[FONT=&quot]واستانفت :"لو قدرا ان يلتقيا معا لما توقفا ثانية عن الكلام وكلاهما سوف يصاب بالصداع من سماع الاسئلة ونطقها ."[/FONT]
[FONT=&quot]فابتسما معا وهم يتخيلان الموقف ثم انفجرا بالضحك حتى استغرب الركاب ذلك وهو يحاولون معرفة مصدر القهقهة[/FONT]
[FONT=&quot]_صه ...نبدو كالأطفال في روضة ما..[/FONT]
[FONT=&quot]_نعم .لكني منذ أن بدأت ذاك العمل الشاق كان علي ان اتصرف بجدية ولم يسمح لي الوضع بالضحك .انه حقا لشعور رائع ..اشعره الآن [/FONT]
[FONT=&quot]فحملقت فيه مرددتا :"إنا سعيدة من اجلك يا جون ..وامل ان لا تبتعد الابتسامة عن شفتيك ابدا"[/FONT]
[FONT=&quot]كانت عبير تجلس بجوار تلك النافذة الصغيرة لقد اسندت رأسها على ظهرالكرس كان مريحا جدا بحيث لم تلحظ أي اختلاف بين الطائرة في حالة سكون وبين الطائرة وهي في الجو حتى نبهها جون لذلك [/FONT]
[FONT=&quot]لقد فزعت عندما نظرت من النافذة الخيوم تحتها وترامى بين اعينها ذكريات لا تعرف إما تصنفها بالذكريات الحلوة ام المرة. كانت في صغرها تريد إمساكه بيديها وكلما قرر والدها ان يسافر لفرنسا او انجلترا كانت تعطيه برطمانا وتقول له ان يجلب لها بعضا منه في طريقه الى هناك, كانت تريد ان تتذوقه .هل كان حلوا مثل شعر البنات ام مالحا مثل الفشار ؟ اسئلة بريئة تتذكرها كلما رفعت عينيها للسماء لكن ليس عليها فعل ذلك الآن بل ان ترى تحتها اجنحة الطائرة تخترق تلك السحب وتتمتع بشعور جديد تخفيه في اعماق نفسها [/FONT]
[FONT=&quot]لقد كان والدها هارود انسانا متفهما فلم يجرح مشاعرها بالقول ان السحب عبارة عن ابخرة لا يمكن قبضها او محاصرتها لكنه كان يبتسم ويقول لها:" ساجلب لك الكثير منه" لكن في الواقع كان يشتري لها حلوى شعر البنات في طريقه الى العودة للبيت فتفرح كثيرا لانها علمت ان شعر البنات يجلب من السماء [/FONT]
[FONT=&quot]كانت ام عبير بيلا تلوم هارود على هذا التصرف المتهور فتقول له انها سوف تحفظ فكرة ان السحب شعر بنات وهذا لن يتم محوه من ذاكرتها حتى وان كبرت ووعت فقد قدمت لها الدليل على هذا الامر [/FONT]
[FONT=&quot]لكن عبير علمت الحقيقة في وقت متقدم من العمر بعد وفاة والديها الا انها ارادت دائما تصديق ما قاله هارود لانها ذكرى طريفة منه تجعل عبير تبتسم كلما تذكرت سخافتها الصبيانية [/FONT]
[FONT=&quot]كانت بيلا صحيحة فيما قالته عن عدم ذهاب ذلك من ذاكرة عبير وعدم القدرة على تغيير الحقائق خاصتا عند وجود برهان امامها[/FONT]
[FONT=&quot]لقد صدقت والديها ووثقت فيهم كل الثقة وارادت دائما ان تحقق لهم امرا يريدونه وياملونه كان والدها يقول لها دائما :"سياتي يوم ستشبهين فيه امك وستتوقين الى صغرك اكثر مما تتوقين لاي شيء اخر .."بالطبع لم تعلم عبير انذاك ماكان يرمي اليه فقط تبتسم ويبتسم معها لكنه يعلم ما قاله ويدرك جيدا انه لم يكن يحاول المزاح مع ابنته الوحيدة في حين انها اعتبرت ذاك نكتة لم تفهمها وكان عليها ان تضحك لتنقذ الموقف [/FONT]
[FONT=&quot]الآن علمت ما كان يقصده بل واحست بالمعنى الحقيقي لكلماته, الآن وبعدما بلغت [/FONT]
[FONT=&quot]27[/FONT][FONT=&quot] وعت كل الوعي بحقائق ما قاله والدها . نعم انها تحن الى طفولتها تحن الى لمسة أمها في الصباح عندما تحاول ايقاظها من اجل الذهاب للمدرسة .تريد ان تلعب مع ابيها بعد الظهر كما وعدها قبل ذهابه بلا رجعة .لقد اخلف وعده بانه سيعود حالما ينتهي من شغله لكنه القدر لم يكن ابوها هو من يتحكم في هذه الحياة .ذاك القدر التعيس الذي يخرب الأمور كلما كانت جميلة كلما كانت رائعة مثلما تنطق بيلا باستمرار [/FONT]
[FONT=&quot]كان عليها ان تتذكر كل صغيرة وكبيرة ولم يكن هناك أمر سيئ تتذكره من ايزابيلا وهارود او أي تصرف المها منهما نعم .لقد ضربها يوم وصرخت عليها كثيرا لكن رغم صغر سنها انذاك .كانت تفهم ان هذا الضرب وذاك الصراخ من اجلها من اجل مصلحتها والا كيف اصبحت الآن هذه المرأة الناجحة [/FONT]
[FONT=&quot] كانت عبير تملك دفتر مذكرات أمها قبل ولادتها وبعدها ومازالت تذكرت ذلك اليوم الذي قرات فيه كلمات خاطفة منه وفيه مايلي :[/FONT]

[FONT=&quot]"...لقد تشاجرنا مجددا على سبب سخيف لقد كان رزينا قبل ان نتزوج فما هو الذي تغير ياترى[/FONT]
[FONT=&quot]هل زواجي به هو الذي حوله لانسان عصبي لا اعلم إذا يجب علي ان اصارحة بخطياه معي مع اني ارجوا ان يتغير [/FONT]
[FONT=&quot]ان السبب الذي يمنعني من ارتكاب أي تهور كالانفصال عنه هو عبير فان فعلت .إنا اعلم اني لن اضطر الى الصراخ مجددا الى ان تنقطع احبالي الصوتية لكن لن اسبب لعبير أي ضرر مهما كان فلن تستطيع ان تتاقلم مع وجود اسرة منفصة ومشوشة ولن تستطيع ان تدرس بانتظام مع وجود بيتان تنتقل فيهما كما اني وعدتها باني لن اسبب لها الالم واني ساعطيها كل شيء [/FONT]
[FONT=&quot]ساحاول تسوية الامر ان كان من اجل شخص ما فانه من اجل عبيري..."[/FONT]
[FONT=&quot]كانت كلمة" عبيري" تقتلها وتسبب لها نزبفا معنويا حادا كانت عبير تتالم عندما تجد هذه الحروف مكتوبة بخط أمها على اوراق صفراء بحيث تشعر بدغدغة تحزنها لانها ما عادت تسمعها كما اعتادت ان تفعل كل صباح [/FONT]
[FONT=&quot]كانت عندما تجد فراغا في روحها وتمل اللعب بتلك الدمى تذهب لتزعج ابيها في غرفته في محاولة ان تحظى باهتمامه فتطرق الباب عدة طرقات متواصلة الى ان يفتح وعندما يفعل تهرب .كانت تريد منه ان يهرول معها ويجري وراءها في انحاء الغرف لكنه في بعض الاحيان يكون مشغولا وما عليها –وكأي ابنة صغيرة –الا البكاء والصراخ لتحظى باهتمام أمها على الاقل .[/FONT]
[FONT=&quot]كان لعبير اصدقاء في المدرسة لكن لم تكن مهتمة باللعب معهم اكثر من اللعب مع بيلا وهارود لقد اشعروها بالحنان ولم تشعر به الا عند اختفاءهما نهائيا في نفس الوقت لقد كانت تجربتها هذه صعبة لغاية خاصة وانها تربت مع اخيها عند عمتها لقد قامت بكل واجباتها المادية من حيث الاكل السرب اللباس المسكن وامور مماثلة لكنها قلما تقبلهما او تشعرهما بالحنان فحنان الوالدين لا يعوض وللاسف ادركت ذلك بعد فوات الاوان .[/FONT]

[FONT=&quot]انها لهجة غريبة قليلا لاني لم تتعود عليها . لم تعهد اللغة الانجلزية على لسان جون كانت تبتسم وهي تنظر في طريقة تحريك فمه بحيث يتعامل معهم بدقة ويفهمهم, بالطبع. لقد عاش هنا لفترة . فمادام قد بنى علاقات تفوق مجال العمل اذن لابد انه قد مكث هنا [/FONT]
[FONT=&quot]لقد وصلوا الى نيويورك التي تعد اكبر مدينة في الولايات الامريكية المتحدة وهي سادس المدن الكبرى في العالم [/FONT]
[FONT=&quot]بالطبع ستستحوذ على انتباهيها ومن يشبع من مدينة لا نهائية كل ما يتوارى هو ناطحات السحاب التي تحجب السماء عن الناظر غير ان جون لم يكن مندهشا مثلما فعلت عبير [/FONT]
[FONT=&quot]انها تتصرف وكانها كانت في قرية معزولة او منطقة ريفية رغم انها كانت في برلين العظيمة[/FONT]
[FONT=&quot]_ياالاهي كم هي جميلة للغاية .لكن الم تلاحظ ان معظم الذين يمرون امامنا سود [/FONT]
[FONT=&quot]_نعم فهم يمثلون [/FONT][FONT=&quot]25%[/FONT]من سكان الولايات الامريكية المتحدة وهم قادمون من جنوبي امريكا ومن جزر الهند الغربية
واستأنف :"تعالي لاريك أين مسكني .تأهبي للمفاجأة الضخمة .!"
_لااظن أنها مفاجأة حقا يا جون فهذا هو أسلوبك. أنت تبالغ دوما ..!
وبثقة في كلامه قال:"لا اعتقد ذلك هذه المرة."
_اذن أين يجدر بنا الذهاب
_ماذا تقصدين ؟
_ماذا تعني .ماذا اقصد, الم تقل انك ستريني مسكنك؟
_هاهو ماثل امامك .ام انت عمياء
وفي دهشة ردت :"اتقصد هذا المبنى الضخم ذو الاطارات الذهبية حول النوافذ."
فاستطرد قائلا :" انك تبدين مفزوعة كما لو ظهر امامك شبح .انه لايساوي شيئا بالنسبة لمباني نيويورك . ساخذك في جولة لتري المباني الحقيقية وتري تمثال الحرية الذي يقع في مناء نيويورك ,هيا لندخل..!"
_لو ان والدينا احياء لكانوا فخورين جدا بك ياجون
فتنهد في حزن :"وبك ايضا عبيري "
_لا تعدها ثانية
[FONT=&quot]_ماذا ..؟؟؟[/FONT]
[FONT=&quot]_كلمة عبيري انت تعلم انها تؤثر بي كثيرا . اضافة لذالك من أين لك بها .؟[/FONT]
[FONT=&quot]_لقد كانت امي ترددها لك في صغرك .اليس كذلك .!! و كانت عمتي تحكي لي عنها وعن ابي عندما كنا اذهب للنوم إذا كنت تذكرين ذلك وهذا ما قالته لي انها تناديك بعبيري مستخدمتا ياء الملكية ."[/FONT]
[FONT=&quot] غمرت الدموع عيني عبير وقالت :"حسنا لاتعكر مزاجي الآن ولا تعد هذه الكلمة على مسامعي مجددا الا إذا طلبت ذلك منك ."[/FONT]
[FONT=&quot]_لاتحزني لن افعل [/FONT]
[FONT=&quot]فضم عبير لصدره مؤنسا اياها وهو يمسح قطرات الدمع قائلا :"اهذه دموع الفرح لانك انتقلت الى شقة فخمة ام دموع الحزن لخروجك من برلين .."[/FONT]
[FONT=&quot]فابتسمت .[/FONT]
[FONT=&quot]كانت هذه الطريقة امرا لا بد منه لكي يخرج عبير من دوامة الذكريات الخانقة هذه وكان اول هدف له من هذه الرحلة المفاجئة ان يبعدها عن التفكير السلبي الذي اثر على جمالها وعملها واكثر شيء صحتها ...[/FONT]









[/FONT][/FONT][/TBL]
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

SKY NET

Old ways won't open new doors!
إنضم
23 مارس 2013
رقم العضوية
1
المشاركات
36,361
الحلول
42
مستوى التفاعل
97,198
النقاط
2,409
أوسمتــي
25
العمر
35
الإقامة
العراق
توناتي
11,540
الجنس
ذكر
LV
6
 
fM8hK2.png



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيفك اختي ؟
ان شاء الله بخير

قصه جميله واحداثها مشوقه يا خطيره ض8
استمتعت وانا اقرأ تفاصيلها ض6
استمري يا مبدعة ~ ش4
الله يعطيك العافيه ع الموضوع الرائع والجميل
شاكرا لك هذا المجهود الكبير

تم الشكر والتقييم وال*****
وانتظر جديدك بشوق ق1

لك كل الود وباقات من الورد

سلامي ..
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

Jojo

أنمي جديد
إنضم
11 يونيو 2013
رقم العضوية
428
المشاركات
1,481
مستوى التفاعل
54
النقاط
0
توناتي
0
LV
0
 
fM8hK2.png



السلام عليكم ورحمه الله وبركاته...
كيفك بسمه؟ ان شاء الله بخير ح7
قصه جميله،من ناحيه التنسيق،الوصف، والجزئين ايضا،
و6 عبير، اسمًُُ عربي بينما اسامي اخرى اجنبيع،كيف ذلك؟ امم لكن يليق ،
وجونت6 يال ذلك الفتى، يبدو ان جون استغرق وقتا طويلا ليصل الى ذلك ابمنصب ش5
،



لنبدا في الاحداث، انها جميله ووصفها دقيق. ، بينما انها من نوعيي المفضلبرب0
انني احاول التفرقه بين روايتك وروايه ناغيتا ،-.- لكنزكلاهمها اجمل واكثر تشويقا من الاحرى،

بينما والدا عبير وجون، يبدوان لطيفان ث5تمنيت انهما لم يموتا


لكن في حديث جون وعبير في الطايره، و6 لم افهم، لانك ببساطه لم تضعي اسمائهم في الحديث او لم تبيني الشخصيه في الحديث،
وبني مثال عبير للمظاهر، لكن يبدو انك بالغتي قليلا،
اذا كان يحبني فسيحبني عبير بلا قناع
اممممممز. انها مخطئه هنا، اذا كان يحبها فسيحبها من الداخل حقا ، لكن ف لن يتقبل بانها ستكون قبيحه ، وعبيرح7 يبدو انها ستحيش حياتها من اكل الطباخ جون ه1
اممم آ0 ابي بارت اطول ً ابي اعرف من بيكون مع عبير ب1

ايه شسمه اعتقد انو عبير لما بتروح السوق للتبضع مستحضرات التجميل<ه1
ف ستقابل فتيات كلاِب<ه1
وينقضها كيريتو البطا ك4
عشاني حلي اسم صاحب عبير كيريتوآ0ث5 الاسم خخقه ث6
واسفه ع الرد القصير
في امان الله

 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

إنضم
28 ديسمبر 2013
رقم العضوية
1537
المشاركات
1,487
مستوى التفاعل
110
النقاط
0
الإقامة
العراق الاروع
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
fM8hK2.png


بسم الله الرحمن الرحيم
كيفك بسمه شخبارك
ان شاء الله ابخير امورك
واحوالك يا رب تمام التمام
ما شاء الله عليكي مؤلفه بارعه
القصه جميله ورائعه لا انها
اروع من ان اوصفها كان عليكي
ان تقولي انها قصه حزن كبيره
جداً عبير فتاة رائعه في الحقيقه
انا مثلها تماماً بيني وبينها شبه
كبير جداً ب4ب4ب4ب4ب4ب4ب4
طريقه كلامك جعلتني اتخيل
الوضع الذي هيه فيه تخيلت
كل شيء خ5ما كنت اعرف
انك مبدعه هيك الخلفيه رائعه
والهيدر جميل والموضوع
في قمه الروعه وألأتقان الرائع
هارولد وعبير وجون وأمها اسامي
جميله جداً مؤسف ماتا أهلها
انا اتخيل عبير مثلي يا عمري
الاسم جميل ليت جروحنا
تشفى يوماُ ما وتنتهي هذه
الحياة الممله والقاسيه
هذا تعبير روايتكي الحزينه
اشكرك على جهدك الشاق
يبدو انك تعبتي كثيراً لا
تحرمينا من جديدك انتضر
باقي ابداعاتك الحلوه في
امان الله وحفضه ورعايته
موفقه
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

إنضم
2 أبريل 2014
رقم العضوية
1997
المشاركات
627
مستوى التفاعل
72
النقاط
0
الإقامة
الجزائر
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته...
كيفك بسمه؟ ان شاء الله بخير ح7
قصه جميله،من ناحيه التنسيق،الوصف، والجزئين ايضا،
و6 عبير، اسمًُُ عربي بينما اسامي اخرى اجنبيع،كيف ذلك؟ امم لكن يليق ،
وجونت6 يال ذلك الفتى، يبدو ان جون استغرق وقتا طويلا ليصل الى ذلك ابمنصب ش5
،



لنبدا في الاحداث، انها جميله ووصفها دقيق. ، بينما انها من نوعيي المفضلبرب0
انني احاول التفرقه بين روايتك وروايه ناغيتا ،-.- لكنزكلاهمها اجمل واكثر تشويقا من الاحرى،

بينما والدا عبير وجون، يبدوان لطيفان ث5تمنيت انهما لم يموتا


لكن في حديث جون وعبير في الطايره، و6 لم افهم، لانك ببساطه لم تضعي اسمائهم في الحديث او لم تبيني الشخصيه في الحديث،
وبني مثال عبير للمظاهر، لكن يبدو انك بالغتي قليلا،

اممممممز. انها مخطئه هنا، اذا كان يحبها فسيحبها من الداخل حقا ، لكن ف لن يتقبل بانها ستكون قبيحه ، وعبيرح7 يبدو انها ستحيش حياتها من اكل الطباخ جون ه1
اممم آ0 ابي بارت اطول ً ابي اعرف من بيكون مع عبير ب1

ايه شسمه اعتقد انو عبير لما بتروح السوق للتبضع مستحضرات التجميل<ه1
ف ستقابل فتيات كلاِب<ه1
وينقضها كيريتو البطا ك4
عشاني حلي اسم صاحب عبير كيريتوآ0ث5 الاسم خخقه ث6
واسفه ع الرد القصير
في امان الله


السلام عليكم
كيف الحال
نعم لقد تعمدت ان اضع اسم عبير الاسم العربي الوحيد في الرواية لاسباب ادبية القليل يفهمها
وكمان الرواية مش لازم نكتب فيها المتكلم بالاول وشوفي اي رواية بتلقيها مثل هاي
الرواية درست من قبل اساتذة اللغة العربية الي اعطوني الجائزة
لذلك الانتقاد لازم يكون رأي فقط
وشكرا على التعليق وعلى مشاركتي رأيك
في امان الله

 

SERRU

-‏ وَكُنَّا نُقَاوِم، وَكُنَّا نَفِيضُ أملًا..
إنضم
25 مايو 2014
رقم العضوية
2163
المشاركات
5,883
مستوى التفاعل
4,626
النقاط
996
أوسمتــي
6
توناتي
985
الجنس
أنثى
LV
1
 
ء8ء8ء8ء8ء8ء8ء8ء8 يا سلام على الابداع يا سلام على روعة الرواية خرجت روحي و انا اقرأ كل كلمة فيها . بس بالغتيشوي في الرومنسية ههههههههههههه. بس مافي مشكل مادام الرواية بقلمك ما عندي اي اعتراض . انتضر جديدك بأحر من الجمر . في امان الله -ء6ء6ء6ء6ء6ء6ء6ء6ء6ء6ء6ء6ء6ء6ء6ء6
 

Jojo

أنمي جديد
إنضم
11 يونيو 2013
رقم العضوية
428
المشاركات
1,481
مستوى التفاعل
54
النقاط
0
توناتي
0
LV
0
 
=.

السلام عليكم
كيف الحال
نعم لقد تعمدت ان اضع اسم عبير الاسم العربي الوحيد في الرواية لاسباب ادبية القليل يفهمها
وكمان الرواية مش لازم نكتب فيها المتكلم بالاول وشوفي اي رواية بتلقيها مثل هاي
الرواية درست من قبل اساتذة اللغة العربية الي اعطوني الجائزة
لذلك الانتقاد لازم يكون رأي فقط
وشكرا على التعليق وعلى مشاركتي رأيك
في امان الله


اول شيء انا م قلت شيء من شان الاسم ه3قلت انو حلو بس الفكره متطبقه
ص7وثان شيء يمكن عجبتها ما درستها,
وكمان انا اتابع روايات كثار واسلوبها افضل. ، بس بعض الاحيان م يحطون اسم
ليش؟ لانهم يحطون لكل شخصيه لون ف نحنا م نتلخبط
وذا انتقاد ، مب راييي ي ختي
ص7 انا م قلت انو اسلوبك خطا. ، بس قلت انك م بينتي او لونتي المحادثه فكيف يعني ؟؟؟!
ومو مجرد انك اخذتي المركز الاول ي عني انو زروايتك مب فيها خطا!
يمكن بس عجبته، م دققتي! وي انسه بلا غرور تحسسيني انو روابتك اخدت الاول ع العال

دحين قبت الي ابيه والباقي عليكمأ8
يلا مع السلام ويمكن م تبيني ارد ف روابتك بعد دص7 دحين ،
لذا م حرد ولا ح اخش اقرا الرص7
 

المتواجدون في هذا الموضوع

المواضيع المتشابهة

أعلى أسفل