وقف وحيدًا في الشّارع أمام ذاك المبنى المُبَهْرَجِ ذا التصميم المِعْماري الأوربي العَرِيقِ، شَهَقَ ثم زَفَرَ بثِقْلٍ ليرى فمه يَنْفُث بخارًا أبيض يشهد بِبُرودَة آخر شهور السنة، ضم يديه إلى صدره ليدفئها، كانت أصابعه التي لا تكاد تغطيها قفازاتُه الباليةُ حمراءَ مُتَصَلِّبَةً كأنها تعود إلى جثة...
كان صباحا جميلا كعادته، كنت أشاهد فادي وهو يتجهز ليقدم عرضه البهلواني في احدى طرقات مدينة سيلار لكسب بعض القروش يطعم بها الصبية، لم يجد المسكين غير هذا العمل منذ هروبه من الميتم الذي كان يعيش فيه ، فبعد ان انتشرت اشاعات حول قتله لحارس الميتم اصبح الضباط يبحثون عنه في كل القرى التابعة لمقاطعة...