𝄞 Healer Night (2 زائر)

شعور لطيف لما تكون الشخص المفضل عند الأطفال.
أعشق الأطفال، سبحان الله، أحب براءتهم.
تحس إنك تنتظر وتتأمل و أنت متشوق لتصرفاتهم، مثل القطط لما تشوف ردة فعلها على الأشياء.
تنصدم وتحس بشعور لطيف!

عندي بنت خالي عندها متلازمة كورنيليا دي لانج، بحيث ما تتكلم بطلاقة وأشياء كثيرة، بس عندها ما شاء الله "hyperactivity". صغيرة
أحبببها!

ربي يسعدها و يحميها ما شاء الله
جت فترة رحت لبيت جدتي، وتركُوها عندي أنا وخالتي لأن أمها جلست بالمشفى عشان بنتها الثانية مسوية عملية...
تقريبًا ضلت معنا شهرين أو شهر، ما أذكر.

المهم، كلنا كنا نلعب معها، ما أنكر إني كنت أجلس أنا وياها في الدور لوحدنا، وأترك لها راحتها وأتماشى معها و أنا مبسووطة
البنت لطيفة، ولو إن حركاتها بتحصل فجأة ممكن توجع، بس ما تفرق معي
ابتسامتها وضحكتها... كلها، الله يحفظها، ما شاء الله.

بعدها رجعت لبيتنا.
مرت السنين، وكل ما جيت أزور بيت جدتي وأشوفها، تركض لعندي وتضحك من بين الجميع، وتتمسك فيني بقوة. 🥹 تطالع فيني لكم ثانية و بعدين تضحك أو تلمح من بعيد و تعطيني ردة فعل بريئة ما شاء الله
وعلى الرغم من إنه فيه كثير جالسوها بعدي، إلا إنها ما نسيتني، وتبكي بحرقة لما أروح أي مكان بالبيت بدونها.

خلتني أحس بشعور دافئ... ربي يحفظها.
اليوم أنا في بيت جدتي، والحين أكتب وأنا متخبية لأنها تبكي، وصار وقت النوم، وما أقدر أظل معها.
فكل مرة أروح فيها بيت جدتي، أظل شوي معها وبعدين أتخبأ، وهي تدور البيت عني، وبعدين تشوف إني مو موجودة وتهدأ.
وهالشي، بالرغم من إني أحب كيف إنها تتذكرني وتميزني، إلا إني جدًا أحزن... ، تحزّ بخاطري لما أضطر أقوم أسوي شيء أو أروح مكان ثاني، لأنها تحب يكون الشخص معها دايمًا ويلعب معها و أنا اكون مضطرة اقوم احيانا وهي تضل تبكي

واليوم بنت خالتي الصغيرة عمرها تقريبا سنتين و شوي؟ صغنوونه كانت تخاف من الماء بالمسبح، بس تقبلت السباحة معي، ولما كانوا يطلبون منها تجي معاهم، كانت ترفض وتتمسك فيني.
وأحس لطيييف... ربي يحفظهم.

يمكن من حبي لهم أفكر أكون طبيبة أسنان للأطفال؟ الله يكتب الخير وين ما كان 🥹

مالي أُحدّق في وجهي ولا أراه… كأنني غريبة عنّي، كأنّ ملامحي تُراوغني، تسخر من محاولاتي للفهم، للهروب، للثبات.
أتخبط بين الطرقات، أجرّ روحي خلفي، تئنّ بثقل ما لا يُقال، وما لا يُفهم.
يخيفني هذا التيه، فيسكن الخوف داخلي، لا ضجيج له، لكنه يأكلني بصمت…
ومع كل هذا، أتمسّك بحبلٍ لا ينقطع، حبلٌ يمتدّ من قلبي المثقل إلى سمائك يا رحمن…
أعلم أنك ترى، وأنك أرحم بي منّي، فأتوكّل، وأغفو في حضن الأمل بك.

أبهت، أضعف، ثم أذكرهم…
أذكر من أحب، فأدعو لكِ، يا من تسكنين قلبي…
أدعو أن تبقي بخير، أن تبتسمي رغم كل شيء، أن تكون العافية حليفة قلبك…
أدعو وأنا أعلم أنني لا أملك شيئًا سوى الدعاء،
لكنّ لي ربًا كريمًا لا يرد،
ربًا أضعكِ بين يديه، فذلك وحده يكفيني، بل يريحني ويمدّني بالقوة.

اللهم العافية لمن نحب، اللهم العافية لمن شغل تفكيرنا و نخاف عليهم يا رب..

أحيانًا أضيع، كأنني نُزعت من ذاتي…
وأحيانًا أختبئ من شعور لا يُسمّى، شعور يُحاصرني ويُفلتني في الوقت ذاته،
وأحيانًا أخرى، لا أطلب شيئًا سوى الرحمة،
يا رحمن…
يا من تعلم ما لا يُقال،
وتصلح ما نُخفيه حتى عن أنفسنا،
يا من هو أقرب إلينا من حبل الوريد،
اشرح لي صدري، ثبت قدمي، واهدِ قلبي إذا غوى…

علّمني كيف أطمئن في قلب العاصفة،
وكيف أرى النور وسط الظلام،
علّمني أن أكون قوية بك، لا بنفسي،
أن أهدأ حين تضجّ الدنيا، لأنك أنت الساكن في قلبي…

وإن ضعُفت يومًا، فاجبرني، وإن سقطت، فاحملني،
وإن شعرت أنني وحدي، فذكّرني أنك معي، بل أقرب من أن أُدرك…

يا رب…
أشعر أحيانًا أنني لا أعرف من أكون وسط كل هذا، فلقد مرت أيام و أعوام ثقال..
لكنني أعرف أنك أنت ربي…
وذلك يكفيني.

كبرتِ يا أنا...
وما زلتِ تحملين قلوب الآخرين بين ضلوعك، كأنك خُلِقتِ لتكوني مأوى لكل وجعٍ لا يجد ملاذًا.
كبرتِ، وتعلمتِ أن العالم لا يمنحك وزنًا لدمعتك، بل يسارع ليضعها تحت المجهر، ينعتها بالضعف، بالحساسية، بالسذاجة أحيانًا.
لكن ما يجهله الكثيرون أن في قلبك حياةً لأرواحٍ أرهقها الصمت... وأن في عاطفتك نجاةً لهم، حتى لو غرقتِ أنتِ.

يا أنا...
حين تختلط المشاعر فيكِ، تذوبين في أوجاعٍ ليست لكِ، وتضيعين في هويةٍ تذوب وتتكوّن كل مرة من جديد.
أعلم كم تتمنين أن تحتضني الجميع، أن تمسحي كل دمعة، وتحملي كل ثقل، لكن...
هناك مشاعر لا يجب أن تسكنك، هناك ألم لا يلزمك أن تعيشيه، وهناك ضياع لن يُنتشلك منه سوى قرارٌ صغير: أن تكوني لنفسك، كما كنتِ للآخرين.

تقرأين مشاعرهم…
وتكشفين دواخلهم كما لو أنها كتابٌ مفتوح،
كل سطرٍ فيه يهمس لك، كل فاصلة تروي حكاية،
وكل بياض بين الكلمات يُغرقك بصمته قبل حروفه.
يمتلئ قلبك بحبرهم، حتى لا يبقى فيه مساحةٌ لنفسك.
تتلوّنين بآلامهم، وتفرحين بفرحهم، وتذوبين في تفاصيلهم دون أن يشعروا.

أنتِ لا تحتاجين إلى شرح،
فعيونهم تتحدث، وصوتهم المرتجف يُفصح،
وأنتِ تقرئين كل ذلك ببديهة العاطفة، بحسٍّ لا يُدرّس ولا يُتعلّم.

لكن... كم مرة نسيتِ نفسك بين تلك الصفحات؟
كم مرة أغلقتِ كتبهم لتهرعي لاحتواءهم،
دون أن يسألك أحد: ماذا كتب الزمن فيكِ أنتِ؟

تقرأينهم، وتفهمينهم، وتحتوينهم،
لكن من ذا الذي يقرأكِ؟ من يفكّ رموزك ويُمسك يدك دون أن تُشيري؟

لا عيب في عطائك، ولا ضعف في حساسيتك،
لكن ضعي حدًّا بين قلبك وقلوبهم،
فما كُتب لكِ من حبر الحياة… يستحق أن لا يُغمر تمامًا بحبر الآخرين.

احفظي جزءًا منكِ لنفسك،
لعلّك يومًا تحتاجين أن تقرئي قلبك دون أن تجديه مبللاً بغيرك.

تذكّري دائمًا:
العاطفة نعمة، ولكن بغير وعيٍ تصبح لعنة.
التعاطف طُهر، ولكن دون حدودٍ يتحوّل إلى نزيف.
كوني عطوفة، لكن لا تنسي أن لكِ قلبًا أيضًا، يستحق أن يُحتوى، أن يُفهَم، أن يُربّت عليه.

كبرتِ يا أنا...
ولعل أجمل ما فيكِ أنكِ ما زلتِ تلينين، رغم القسوة.
وتحبين ذلك، تحبين تلك العاطفة رغم كل شيء
لكن لا بأس إن تعلمتِ أخيرًا أن تُحبّي نفسك أولاً... فكل حبٍ صادق، يبدأ من هناك.