[TBL="http://im85.gulfup.com/QaMgPX.png"]
[/TBL][TBL="http://im85.gulfup.com/7hY5KZ.png"]
الفصل الثامن : لم يتبق إلا القليل علي خط البدايه
---
: قبل تلقي المجموعه الرسائل من البروفيسور بخمس أيام :
كان البروفيسور يجلس في مكتبه كالمعتاد
, يبدأ في قراءه أي شئ من مكتبته الواسعه التي إذا نظر إليها أحدهم يعتقد أن بها ملايين الكتب في مختلف المجالات
, ولكنه في ذلك الوقت لم يكن ممسكاً بكتاب كما تعود
, لم يكن يقرأ , بل كان شارد الفكر يفكر في الدعوات التي أرسلها إلي الأشخاص الذي أختارهم ليؤدوا مهمته بدلاً منه
, اختار بعض المتميزين في مجالاتهم , أرسل لكل منهم دعوة ليحضروا إلي منزله الخاص لمقابلته ومناقشه أمور المهمه
, لقد بعث لهم برسائل مبهمه لم يشرح فيها شئ ولكنه وضح مبتغاه سوف يرسلهم في مهمه لجلب له شئ معين
ويحتاج إلي أشخاص مهره لتأديه هذه المهمه وسوف يحصلون علي الكثير من الأموال كجائزة منه لهم , ولكن ماذا سيحدث إذا لم يوافقوا ؟!
, سوف تنهار كل الترتيبات التي رتب لها وهذا ما لا يريده أن يحدث
, ولكنه ليس بيده شئ يمكنه فعله في ذلك الوقت سوي إنتظارهم في الموعد المتفق عليه .
الجاء اليوم الذي أنتظره البروفيسور , اليوم الذي سوف يشرح فيه لهؤلاء الأشخاص كل تفاصيل المهمه
, لا ليس كل تفاصيلها سوف يشرح لهم ما يحتاجه سماعه فقط , بعض الأسرار لن تضر في شئ .
واجهه البروفيسور بعض المشاكل عند أختياره لهؤلاء الأشخاص , يعلم جيداً مدي خطورة تلك المهمه
, سوف يذهبون إلي المجهول , أعليه أن يقول لهم عن خطورة المهمه ؟! , نعم سوف يقول لهم هذا ولكن ليس كل شئ
, " لورين " الأستاذه التي حاربت وواجهت الكثير لتصل إلي ما هي عليه الآن , لن ترفض شئ للبروفيسور فإنه له أفضال كثيره عليها
, " هانك , سوزان " عندما تلقوا الدعوة لم يتقبلوها فقط بل إنهم أرسلوا إليه رساله تدل علي سعادتهم وإنهم سوف يأتون وبسرعه
, " مارك " سوف يأتي لأنه يعلم أن البروفيسور صديق والده , ولكن هنا تبقي " ديفيد "
كيف للبروفيسور أن يقنعه بالمجئ إلي هنا وكيف له أن يقنعه بأداء تلك المهمه الخطرة ؟!
, نعم إنه يعشق المغامره ويعشق الحرب ولكنه لن يخاطر بنفسه للا شئ .
وجاءت الساعه السادسه مساءاً ليقطع تفكير البروفيسور وشروده بعض الطرقات علي باب المنزل
, ذهب البروفيسور بكرسيه المتحرك إلي الباب ثم فتحه ليجد أمامه لورين الفتاه الشابه التي تعينت لتوها في الجامعه معه
, الفتاه العبقريه في مجال الإتصالات , دخلوا سوياً إلي مكتبه ليصمت البروفيسور علي غير عاده في وجود لورين
, تفاجأت بهذا التصرف ولكنها حاولت أن تتحدث فقالت " بروفيسور , أأ أسفه ولكن ما هو الشئ المهم الذي تريدني من أجله ؟!
, أهناك شئ أستطيع أن أفعله لك ؟! " , لم يتحدث البروفيسور كثيراً ولكنه قال لها " لورين , أنتظري عندما يأتي الباقيه "
, نظرت إليه لورين في ذلك الوقت وقالت في نفسها " بقيه ؟! , أي بقيه ؟! , أيعني أحدهم من الجامعه ؟!
, أهو شئ خاص بالجامعه أو هناك شئ أخر ؟! , البروفيسور ليس بطبيعي منذ فتره يا تري في ماذا يفكر ؟! " .
تم الإجابه علي بعض تلك التساؤلات عندما طرق الباب في تلك المرة
, ذهبت لورين لفتح الباب لتفاجئ بشاب طويل القامه وفتاه شقراء بجانبه يسألون عن البروفيسور فتوجههم لورين إلي الداخل
, فيذهب الإثنان إلي الداخل ليجدوا البروفيسور جالس علي كرسيه المتحرك ليصعق الإثنان عند رؤيتهم
البروفيسور بهذا الشكل ليذهبوا إليه سريعاً ويحتضنوه ويقولون له " أسفين , لم نستطع تنفيذ وصيه والدتنا بسؤالنا عنك
, والذهاب لرؤيتك , لقد تركتنا والدتنا في ديون كثيره ولم نستطع فعل شئ بعد ذلك " , أبتسم البروفيسور في ذلك الوقت منذ دخول لورين
, فأحتضن التوأم , وقال لهم " أنا أيضاً لم أستطع أن أنفذ كلام والدتكم بالإعتناء بكم ورؤيتكم أيضاً لقد حدث الكثير في تلك الفترة
, ولكنني سوف أعوضكم عن كل تلك السنوات الطويلة , يا إلهي لقد كانت طويلة بالفعل , أنظروا إلي أنفسكوا "
وقف الإثنان أمام البروفيسور ثم أكمل كلامه بإبتسامه عريضه " لقد أصبحت رجلاً هانك , وأنتي سوزان ما كل هذا الجمال !!
, أنا لازلت أتذكركم منذ صغركم , سامحوني أولادي لقد كنت مقصراً تجاهكم " , قالها هانك وملامح الجديه أرتسمت علي وجهه "
ما هو هذا الشئ المهم الذي أردتنا أن نحضر من أجله ؟! , لقد قلقنا عليك كثيراً " , رد عليه البروفيسور " سوف تعرفون كل شئ قريباً " .
كانت لورين تقف بعيده تراقب ما يحدث ولكنها لم تفهم شيئاً .. من هؤلاء الأشخاص ؟!
, هذا الشئ المهم الذي يتحدث عنه البروفيسور ليس له أي علاقه بالجامعه بوجود هؤلاء الأشخاص بالطبع
, بدأت لورين يزداد داخلها القلق , أخذت تتكاثر التساؤلات بداخلها
, حتي قطعها هانك وهو يقف أمامها ويمد لها يده ليصافحها وهو يقول
" أنسه ! , هانك هاربر "
قالتها لورين وهي تمد يدها لتصافحه
- " ل ل لورين بيل "
أبتسم هانك وهو يشير إلي شقيقته التوأم التي جلست علي أحد تلك الأرائك لتضع ساقها اليمني علي اليسري
- " سوزان , شقيقتي التوأم , ولكن الجميع يقولوا أني الأكثر وسامه "
رفعت سوزان عالياً في الهواء وهي تلوح للورين فقالت لورين لها
- " أهلاً , أنا لورين بيل "
خرج هانك من غرفه المكتب الخاصه بالبروفيسور وترك سوزان معه ليشير إلي لورين بالمجئ للخارج , ثم بدأ في حديثه بجديه
" لورين , ماذا يحدث هنا ؟! أهناك شئ بالبروفيسور ؟! أنا أشعر إنه ليس في أفضل حال "
- " أنا لا أعلم شئ عن ما يريده البروفيسور , أنا هنا مثلكم لا أعلم أي شئ , وأعتقد إنه هناك باقي منا "
قاطعت حديثهم صوت سوزان التي جاءت من خلفهم وقالت
- " إذا لم يحن الوقت بعد لنعرف لماذا نحن هنا "
وبعد لحظات صمت طويلة , دوي في المنزل صوت جرس الباب عندما أتي الشخص الرابع
أو الشخص الذي كان ينتظره البروفيسور وبشده " مارك دارين " أو أسمه الحقيقي " مارك إيدجر جافريل " .
عندما سمع البروفيسور صوت رنين الجرس لمعت عيناه ونزلت بعض قطرات من الدموع التي لم يعلم حينها هل
تدل علي الفرحه أم تدل علي الحزن وتأنيب الضمير , ذهبت لورين مسرعه إلي الباب لكي تفتحه ليقف أمامها شاب
معتدل البنيه ذو شعر بني اللون وعينان عسليتان , لقد ورث مظهره كاملاً عن والدته .
أبتسم مارك عندما رأي لورين , وقدم نفسه لها , فعرفته لورين علي الفور إنه أبن البروفيسور أليكساندر دارين
صديق البروفيسور جافريل كما هو واضح أمام الجميع , دخل الجميع مكتب البروفيسور الذي أستطاع أن يخفي
دموعه عن الحضور عند رؤيته لمارك , أبتسم البروفيسور وقال للجميع " وبهذا الشكل ينقصنا شخص واحد فقط
لنبدأ بحديثنا .. لورين أحضري لي جهاز الكمبيوتر المحمول من غرفه نومي بالأعلي "
, ذهبت لورين بخطي سريعه وواسعه إلي غرفه نومه لتحضر جهازه المحمول , وعندما عادت بالجهاز
, خمس دقائق ثم ظهر صوت رجل من الكمبيوتر , ليقول له " أهلاً بروفيسور
, أنا لن أخسر شيئاً إذا أستمعت إليك ولكن أرجو أن يكون الموضوع ذو أهميه حتي لا تضيع وقتي "
, أبتسم البروفيسور ثم قال له " سوف يكون مهماً إذا قلت لك سوف تكون جائزتك القدرة علي التجول في البلاد كالماضي , ديفيد ؟! "
, بدأت ملامح الجديه تظهر علي وجه الجميع الذي زادت لهفتهم لمعرفه الموضوع بالكامل .
أدار البروفيسور جهاز الكمبيوتر ليري الجميع وجه ديفيد , الذي جلس علي كرسي خشبي في مستودع سيارات قديم بإضاءه ضعيفه جداً
, يروا ملامح وجهه بصعوبة , ملامح صارمه لرجل في الخمسينات من عمره شعره أسود اللون إلا بعض الشعيرات علي جانبي
رأسه تلونوا باللون الأبيض , ذو شارب أسود يتخلله بعض الشعيرات البيضاء أيضاً ويرتدي زيه العسكري , ثم بدأ بتعريف نفسه للجميع .
" أنا القائد ديفيد والكر , يشرفني العمل معكم " ثم وضع يده علي رأسه ليؤدي التحيه العسكريه للجميع دلاله منه علي أحترامهم .
وفجأه قاطعتهم لورين قائله
" من ديفيد والكر ؟! , أتقصد هذا الخائن الذي باع بلدنا من أجل بعض الأموال ؟! "
وقالها مارك وهو غاضب أيضاً
- " أتهزأ بنا هنا ؟! , يا إلهي كيف لنا أن نعمل مع هذا الجبان , أفقدت عقلك بروفيسور ؟! "
قالها البروفيسور وبصوت غاضب وعال وهو يقطب حاجبيه
" من يريد البقاء فالقرار له , ومن يريد الرحيل فالقرار له أيضاً , ولكن ببقاءك عليك بالتعامل مع كل الأمور هنا
أنا وضعت كل هذا وأريدكم أن تنفذوه "
نظرت لورين إلي الأرض وبخجل , إنها ولأول مره تري البروفيسور في تلك الحاله من الهيجان والغضب ثم قالت في نفسها
" أنا أثق بك بروفيسور ولكن ديفيد ؟! , ألا يوجد شخص أخر ؟! "
وضع مارك مرفقه علي فخذه ووضع كف يده علي وجهه وأغمض عينه وقال في نفسه
- " لولا والدي وحديثه معي قبل مجيئي إلي هنا , لقد أوصاني عليك أيها العجوز , وأكد علي إطاعتي لك
, ولكن كيف يصل الأمر للعمل مع هذا الخائن ؟! , أنا متضطر لفعل هذا من أجل والدي فقط "
أكمل البروفيسور التعارف الذي دار بين أفراد الفريق فبدأ بتعريف كل من في الغرفه , لورين , هانك , سوزان وأخيراً مارك
, وقال " كل منكم الآن يتسائل عن الموضوع المهم الذي طلبتكم جميعاً من أجله " حسناً جميعاً سأبدأ بالسرد الأن .
" الموضوع وما فيه إن المطلوب منكم , الذهاب إلي شمال مدينه هيكساجونال , إلي أحد تلك الجزر لجلب لي شئ من هنا "
قاطعه ديفيد بضحكه عاليه
- " أهذا كل ما في الأمر , شئ سهل جداً يمكنني أن أذهب وحدي وأجلب لك هذا الشئ ولكن ماهو ؟! "
أكمل البروفيسور حديثه فقال " إنها دماء أحد تلك الحيوانات الفريده من نوعها التي تسكن في تلك الجزيرة "
قالها هانك وهو يهز رأسه يميناً ويساراً " لم أفهم شئ "
- " هناك في تلك الجزيرة بشر يعيشون هناك يعبدون هذا الحيوان لأنه الأخير من نوعه ويعتقدون إنه من يعطيهم الحياه ويدافع عنهم
, ولكن نوع هذا الحيوان حتي الآن مجهول "
أزداد تركيز الجميع ونظروا جميعاً إلي البروفيسور الذي يتحدث وبثقه
" إن العلماء متأكدون من وجود هذا الحيوان في تلك الجزيرة , وأنا قرأت عنه الكثير وكل ما أريده هو دماء هذا الحيوان
أريد أن أجري عليه بعض الإختبارات , ولكن ستقابلون بالطبع استهجان ورفض تام من هذا الشعب هناك
, وهنا يأتي دورك هانك , أنت مشهور بدراستك لغات العالم وكل ما عليك معرفه لغتهم والتفاهم معهم
, و بالطبع دورك سوزان هو محاوله ترويد هذا الحيوان وأي حيوان أخر يقابلكم في تلك الجزيرة
, ولورين أنا أحتاجك هناك لتكوني عيني وأذني سوف تصنعي شبكه إتصالات بيني وبينكم هناك لأكون علي أتصال دائم بكم
, ومارك أنت خبير في القوة الإشعاعيه والنووية فإذا كان هناك أي شئ خطر أو خاطئ في تلك الجزيرة يجب عليك تحذير زملائك
, وبالطبع معكم القائد ديفيد للدفاع إذا حدث أي شئ غير متوقع أو تم الهجوم عليكم من أهل تلك الجزيرة "
قال ديفيد بتردد " ليس لدي أي مشاكل في هذا الموضوع سوف أجلب بعض الرجال معي لمساعدتي في الدفاع عن تلك المهمه
, ولكن هناك شخص يمكن أن يفيدنا في تلك المهمه " سكت ديفيد وتغيرت نبره صوته وقال " إنها زوجتي ماريا نيلسن
, إنها خبيره في الطبيعه وعاشت كثيراً في الغابات , أعتقد إنها سوف تفيدنا بشكل أو بأخر في معرفه تلك الجزيرة
, ولكن بروفيسور لم أرها منذ زمن وأعتقد إنها لن تقبل الحديث معي فذهب لها وأقنعها بالمجئ معنا
, أنا أعرف مكانها الآن وسوف أرسل لك التفاصيل"
سكت البروفيسور لبرهه , ثم أكمل حديثه " أعتقد إنك محق ديفيد , ولكن أريد أن أضيف شئ ليس الحيوان أو شعب الجزيرة
, أو أي شئ أخر هو الخطر الذي سوف تقابلوه , المشكلة تكمن في قله معلوماتنا عن تلك الجزيرة وعن شعبها "
قالها الجميع في نفس الوقت " حسناً "
قال البروفيسور " لم أنهي كلامي بعد , وبالحديث عن المكافئات , سوف يحصل كل شخص منكم علي مليوني عمله
, مليون قبل تنفيذ المهمه , والأخري بعد العوده من هناك "
أبتسم الجميع وقالها هانك بحماسه شديده " بالطبع بروفيسور أنا معك "
ثم قالتها بعده أخته سوزان " وأنا أيضاً معك بروفيسور "
وبعدهم قالها مارك " لن أرفض لك طلب بروفيسور أنت صديق والدي المقرب "
ضحك ديفيد ضحكه عاليه ثم قال " كيف لي أن أرفض هذا , أنت تضمن لي حريتي وسوف تعطيني أموالاً لبدأ حياه جديده
, وأيضاً سأري زوجتي لأول مرة منذ ثلاثين عاماً "
وأخيراً تحدثت لورين بصوت خافت وبقلق وهي تنظر إلي الأرض " حسناً بروفيسور أنا معكم "
رجع البروفيسور إلي الخلف ليستند علي الكرسي بظره , وقال في نفسه "
سوف أذهب من الغد إلي ماريا .. لم يتبق إلا القليل علي خط البدايه "
---
إن شاء الله الفصل يعجبكوا ^_^
منتظر أرائكم ^_^
في أمان الله ~
[/TBL][TBL="http://im85.gulfup.com/LXXIBp.png"]
[/TBL]