[TBL="http://im85.gulfup.com/QaMgPX.png"]
[/TBL][TBL="http://im85.gulfup.com/7hY5KZ.png"]
الفصل الخامس : ذوي العيون الزرقاء
عند موت " جينيفر ستار " زوجه البروفيسور و إضطرارة إلي التخلي عن أبنه الصغير " مارك "
, أسودت الدنيا في عينيه وأخذت حياته تتخبط يميناً ويساراً
, لم يعد البروفيسور كما كان الشخص الهادئ العاقل , لم يعد نفسه بعد ذلك الحين .
أبتعد البروفيسور عن مدينه هيكساجونال
, ترك خلفه حياته , ترك زوجته التي وضعت في قبرها لتوها , ترك كل شئ خلفه .
ذهب البروفيسور بعيداً إلي أحد تلك المدن التي تقع غرب مدينه هيكساجونال
, حاول أن يبتعد قليلاً عن المدينه التي عاش بها أسوأ أيام حياته
, حاول أيضاً أن ينسي كل شئ يتعلق بالخلود
, ولكنه لم يستطع فعلها في أي مكان يذهب إليه يري كلمه الخلود واضحه أمامه .. الخلود .. الخلود .. الخلود
, لقد كان يسمع صوت زوجته في رأسه تقول له لقد فعلتها من دونك
كنت أريد أن أجعلها مفاجئة لك أنظر إلي هذا الكلمات التي أنتهت بعدها حياه زوجته
, أصيب البروفيسور بالجنون
, أخذ يجري في الشوارع محاولاً منه للهرب من تلك الكلمات التي علقت في رأسه
, يهرب من تلك الأصوات البشعه التي سيطرت عليه تماماً
, أخذ يجري واضعاً يديه الأثنين علي أذنيه مغطياً أياهم ويصرخ عالياً أنا أكرهك جينيفر أبتعدي عني لماذا تفعلي بي هذا
, وفي بعض المرات يجلس علي أحد تلك الأرصفه الموجوده في الشارع
ويبكي بشده ويقول أنا أسف جينيفر أنا من فعلت بك هذا ما الذي فعلته يا إلهي لقد قتلت زوجتي .
دخل جافريل في أحد الليالي الممطره إلي بار ليشرب بعض المشروبات الكحوليه
, جلس علي أحد تلك الكراسي قريبه من منضده تقف خلفها سيده
تضع للزبائن المشروبات في الكؤوس كما يطلبون منها , يتضح أن تلك السيده هي صاحبه البار .
وفجأة يظهر صوت تلك السيده وهي تصيح في الزبائن المخمورين وتطلب منهم حساب ما شربوه , ثم تطردهم خارج البار
, ثم تنظر إلي أخر من تبقي في الداخل لتجده رجل ترك لحيته لتطول
, لا يزال يمسك أحد أكواب المشروبات , فقالت له " هيا يا سيد سوف نغلق الآن "
لم يرد عليها جافريل الذي شرب الكأس الأخير وترك لها بعض النقوط علي المنضده
وهم في الرحيل , ولكن عند وصوله إلي الباب وقع مغشياً عليه .
وفي الصباح أستيقظ جافريل ليجد نفسه ممدداً علي الأرضيه , ليفزع ويقول " أين أنا ؟!
, من أتي بي إلي هنا ؟! " , أقتربت منه تلك السيده وربطت علي كتفه وقالت له " لا تقلق
, أنت هنا في البار , أنت أتيت هنا أمس ومن الواضح إنك أسرفت في الشراب "
, تذكر جافريل ما حدث بالأمس كانت ليله عاصفه ممطره بشكل سئ
, لم يطيق وحشه الفندق الذي حجز فيه للمبيت , ليله ممطره لطالما أحبت جينيفر تلك الأجواء .
" أيها السيد , أسفه علي التطفل , ولكنك بالأمس لم تكف عن قول أسف جينيفر , من تكون ؟! "
نظر جافريل إلي الارض ثم قال لها " إنها زوجتي "
- " وأين هي الآن ؟! , هل تركتك ؟! "
- " للأسف , نعم لقد تركتني , لقد ذهبت بعيداً حيث لا يمكنها العوده مره أخري "
- " ماذا حدث ؟! , وأين ذهبت ؟! "
سكت جافريل للحظه ثم قالها والدموع تنهمر من عينيه " لقد ماتت "
وضعت السيده يدها علي كتف جافريل وقالت وهي تبتسم
" حسناً , سنكمل حديثنا في وقت أخر أذهب لتحلق تلك اللحيه البشعه , وأنا سوف أحضر الفطور حالاً "
وبعد فترة لم تتعدي الثلاثين دقيقه , جاء جافريل وجلس علي أحد تلك الكراسي بجانب المنضده الكبيره التي تقف خلفها صاحبه البار .
" هذا أفضل بكثير , أليس كذلك ؟! " قالتها السيده وهي تنظر إلي جافريل وتبتسم
" هيا قل لي ما أسمك ؟! , وماذا تعمل ؟! , ومن أين أتيت ؟! "
- " أدعي جافريل .. إيدجر جافريل , أعمل أستاذاً في علوم التاريخ القديم في
جامعه مدينه هيكساجونال , ومدينه هيكساجونال هي موطني "
مدت له تلك السيده يدها لكي تصافحه ثم قالت
" تشرفنا , أستاذ جافريل , أنا أدعي مولي هاربر , صاحبه هذا البار , وهذا البار هو منزلي وموطني وكل شئ تبقي لي من زوجي "
ثم ظهرت علي وجهها ملامح الأسي والحزن الشديد عندما وجهت
ناظرها إلي الأسفل و قالت " لقد ترك لي هذا البار , وطفلان توأم في السابعه من عمرهم "
فعلا صوتها فجأة وهي تقول " هانك , سوزان , تعاليا هنا حالاً "
كان هناك سلم حديدي دائري في أحد أركان البار نزلت من عليه فتاه صغيره بفستان قصير أسود اللون تحمل حيواناً صغيراً علي يدها
, فتاه شقراء عيناها زرقاء , ناصعه البياض يوجد بعض النمش الخفيف علي وجنتيها
, وظهر خلفها فتي صغير يرتدي ملابس البيت و يفرك في عينيه دلاله علي أستيقاظه للتو
, فتي صغير ناصع البياض , عينه زرقاوتان مثل أخته شعره قصير بني اللون .
ذهبوا الأثنين في إتجاه والدتهم لتقول لهم , " أذهبوا هناك سوف تجدون طعام الإفطار الخاص بكم "
" هانك و سوزان , ما تبقي لي من زوجي "
- " أسف , ولكن ما هذا الشئ الذي تحمله أبنتك ؟! , أليس هذا خطراً , شبل ؟! "
ضحكت مولي بصوت عالي ثم قالت
" لا لقد تعودوا منذ صغرهم علي ذلك " , ثم نظرت إليهم نظره طويلة ثم أكملت ما كانت تقوله " سوف أحكي لك القصه من البدايه " .
"
كان والدهم إيسبن هاربر من أشهر المصورين للأفلام الوثائقيه للحيوانات
, كان يذهب إلي الغابات في جميع أنحاء العالم وكان يأخذهم معه
, ليحبوا هذا المجال و فعلاً حدث ما كان يريد
, سوزان تحب الحيوانات بشكل جنوني تربي الكثير منهم ولا تأبه بخطورتهم في أحد الأيام
كان هناك صيادين في الأنحاء كانوا يحاولون إصطياد بعض الحيوانات , فتظهر فتاه في السابعه من عمرها
لتنقذ أبناء هذا الحيوان بعدما أصيب وحاولت أنا تعالج جراحهه ولكنها فشلت في ذلك لصغر سنها بالطبع "
ضحكت مولي ضحكه عاليه ثم أكملت " وبالطبع هي تعاملهم كأنهم أولادها , تشعر بالمسئولية لعدم قدرتها علي إنقاذ والدتهم "
" هانك أيضاً تم أكتشاف موهبته من خلال تلك الرحلات
, كانوا يقابلون بعض القبائل القديمه التي تعيش في الغابات و تتميز كل منها بلغه معينه
, فهانك بالرغم من صغر سنه كان يتعلم لغه تلك القبيله بسرعه فائقه وإتقان تام
, في خلال سنه أستطاع أن يتقن أكثر من 5 لغات مختلفه لتلك القبائل
, لقد ورثوا الموهبه من والدهم وبالطبع الجمال مني أنا " ضحكت ضحكه عاليه وشاركها جافريل تلك الضحكه .
أنهي جافريل طعامه ثم شكرها وهم بالمغادره وقبل أن يغادر قالت له مولي
" لا تنسنا أستاذ جافريل , ولا تنقطع عنا زرنا عما قريب مرة أخري "
, أبتسم لها جافريل ثم قال لها " حسناً مولي , تشرفت بمعرفتك "
, ثم ذهب جافريل في إتجاه الباب ليجد الطفلين يجلسان علي الأرض
يلعبون مع الحيوانات الصغيره , فينزل جافريل علي ركبته ويربط علي رأس هانك ويقبله من خده
, ثم يتجه إلي سوزان ليفعل معها العكس ولكن هنا ينتفض جافريل
إلي الخلف عندما لوح له صغير النمر بمخالبه في وجهه فتبتسم سوزان
وهي تتحسس شعر هذا الصغير لتهدئه , فتقول له " أهدأ يا نيو إنه صديق "
, فأبتسم جافريل ثم قبلها من خدها هي الأخري , وذهب بعيداً .
وبعد خمس وعشرون عاماً
, عندما أصبح الطفلين شابين في الثانيه والثلاثين من عمرهم
يدخل ساعي البريد الخاص بمدينتهم إلي البار الذي تركته لهم والدتهم بعد وفاتها غارقاً في الديون .
فيقول ساعي البريد " هانك , سوزان هاربر , رساله من مدينه هيكساجونال لكم "
تسرع سوزان الفتاه ممشوقة القوام متوسطه الطول مرتديه كعباً عالياً لتخطف من يد ساعي البريد تلك الرساله
, وبعد رحيله , تفتح الرسالة , ثم تقول بصوت عال " هانك .. هانك
, تعال إلي هنا لقد وصلت رساله البروفيسور "
فيأتي هانك من خلفها شاب طويل القامه يمتلك جسد ملئ ببعض التضاريس من العضلات
, فيفتحوا سوياً الرسالة ثم يقول هانك
" وأخيراً سوف ندفع الديون المتراكمه علينا , هيا بنا سوزان لنحضر حقائبنا وجهتنا التاليه ستكون الهيكساجونال "
---
منتظر رأيكم في الفصل الخامس , ورأيكم في الشخصيات التي ظهرت حتي الآن
رأيك في مجريات الأحداث حتي الآن ؟!
أي إستفسارات ؟!
منتظر كل شئ منكم بعد هذا الفصل ~
في أمان الله ~
[/TBL][TBL="http://im85.gulfup.com/LXXIBp.png"]
[/TBL]