في منزل فخم كبير .. داخل إحدى الغرف كان راد نائما بعمق و ما أزعجه أكثر من أي شيء آخر هو رنين المنبه ، فأبعد الغطاء عن رأسه و نظر للمنبه بانزعاج و صرخ : كف عن الرنين و إلا حطمتك .
و فجأة توقف المنبه عن الرنين ، ربما من شدة الخوف أصبح عديم العقل يفهم .
نظر راد إلى هاتفه الموضوع بجانب المنبه فأخذه و راح يتفقده و يتمتم : لما لم يتصل بي ؟ و لا حتى رسالة ؟ ما القصة ؟ لم يفعل هذا سابقا ...
تغيرت نظرة الانزعاج منه للإحباط فوضح الهاتف فوق الطاولة و خرج من غرفته ، استحم و ارتدى بنطلونا أخضر فاتح و قميصا أبيض . أخذ هاتفه من فوق الطاولة و خرج من المنزل بعد أن أخذ حقيبته ، و فور خروجه من باب المنزل وجد سيارة فركب فيها و أخذ يعبث بهاتفه بانزعاج و حزن .
راد : اتصل ، اتصل ، أرجوك اتصل بي .. سأفقد عقلي , لما لم يتصل بعد ؟
تحدث إليه سائقه العجوز قائلا : ألم يتصل بك سوا بعد ؟
رمى راد الهاتف بقربه و نظر للسائق بانزعاج واضح : كلا لم يفعل .
السائق : إذن اتصل به أنت .
راد : ماذا لو كان يعمل في الشركة ؟ أو كان في اجتماع ؟ سيقتلني إذا أزعجته .
السائق : ألا بأس بأن يزعجك ؟
راد : هو لم يزعجني و إنما الخطأ خطئي ، لقد أزعجته باتصالاتي حتى أنه منعني من الاتصال به . قال أنه سيتصل بي عندما لا يكون مشغولا .
السائق : هذا يعني بأنه مشغول .
راد : لا أدري ، ربما هو يتعمد إغاضتي لا أكثر .
و فجأة رن هاتف راد فأمسكه و نظر إلى اسم المتصل بلهفة ثم زال عنه اهتمامه تماما فرمى الهاتف بعيدا و تركه يرن .
السائق : ألن تجيب ؟ أليس أخاك ؟
راد : لا ليس هو ، بل أمي .
السائق : و لكن لما تتجاهل أمك ؟
راد : أستطيع بهذه الطريقة جعلها تبكي كل يوم هههههههه
السائق : من أين جئت بهذا المكر ؟ من سوا ؟
راد : ربما ، من يدري .
و بعد مدة وصلت السيارة إلى المدرسة فنزل منها راد و هو سعيد و يركض .. توقف راد في ساحة المدرسة أمام مجموعة من الشباب .
ــ دعونا نذهب للصف هيا .
أخذ راد يمشي مع الشبان و فجأة رن هاتفه فأمسكه و نظر لاسم المتصل فقال براحة : أخيرا ..
فتح هاتفه و أخذ يتحدث إلى المتصل بغضب و انزعاج : لكن ألديك أعمال أهم مني ؟ لما لم تتصل بي ؟
ــ اهدأ ها قد اتصلت بك . آسف لكن كان لدي الكثير من الأعمال .
ــ كان علي أن أنهي جميع أعمالي في اليومين التاليين في الأمس و هذا الصباح
راد : لما لا تقوم بأعمالك على مهلك ؟ .
ــ حقا ؟ ، قل لي هذا من البداية ، حسنا لا بأس ، سوف أتابع أعمالي على روية و أنسى فكرة زيارة في لندن نهائيا .
تفاجأ راد لما سمعه فابتسم و قال بهدوء : أتعرف أخي ؟ أعمال الشركة غير مهمة كثيرا قم بكل شيء بسرعة و تعال لزيارتي اتفقنا ؟
ــ تغير رأيك بسرعة . حسنا سآتي ، سأكون .. عندك هذا المساء ، تعال لاستقبالي في المطار .
راد : أعدك أخي .
أغلق راد الهاتف و نظر لأصدقاءه و فجأة فقز و صاح عدة صيحات .
راد بفرح : سوا قادم لزيارتي اليوم ، أنا في قمة السعادة .
ــ و متى آخر مرة زارك فيها ؟
راد : منذ شهر على الأقل ، كم أكره أن يقاطعني و أنا لا أستطيع الذهاب إليه .
ــ بالمناسبة راد ، لما لا تعود لليابان ؟ لست مظطرا للبقاء هنا .
اختفت الابتسامة من وجه راد و نظر لأصدقاءه ثم أشاح نظره عنهم و قال بحزن و غموض : للأسف أنا .. مظطر .
تفاجأ الأصدقاء من كلام راد الذي كانوا يرونه دائما سعيدا و مبتسما و اليوم هو حزين فأراد أحدهم أن يلطف الجو قليلا .
ــ عرفنا على شقيقك عندما يأتي إلى هنا .
نظر راد لصديقه و ابتسم ابتسامة خفيفة : ليس شقيقي في الواقع ، لكن سأعرفكم عليه . بالمناسبة هل ترغبون في الدراسة اليوم ؟ أنا لا أريد ذلك . دعونا نذهب و نتسكع قليلا .
ــ هاي ، لقد تجولنا ليلة أمس أتذكر ؟
خرج الأصدقاء من المدرسة و أخذوا يتسعون معا في الملاعب و المقاهي و المحلات .. و عند الثالثة بعد الزوال اعتذر راد و ذهب للمطار لاستقبال أخيه بعد أن أرسل له رسالة أخبره فيها عن موعد عودته .
و في المطار جلس راد على أحد الكراسي و اخذ ينتظر أخاه حتى ناداه من بعيد فنهض و نظر إليه و تأكد أنه هو . ركض نحوه بأقصى سرعة و عندما وصله عانقه بقوة مما آلم سوا فقال بتألم : أرجوك راد . لما كل هذا ؟
ابتعد راد عن أخيه و نظر إليه بغضب : مزعج ، قاسي ، لم أرك منذ شهر . لقد كدت أموت .
ابتسم سوا ثم تقدم من راد و وضع يده على رأسه : آسف جدا ، سامحني يا سيدي .
بادله راد الابتسامة قائلا : حسنا لا بأس ، دعنا نذهب لمنزلي ، لترتاح قليلا ثم نذهب للتجول معا .
أمسك راد يد سوا فخرجا معا من المطار متوجهين نحو المنزل و عندما وصلاه ذهبا لغرفة نوم (ليست غرفة راد) و أخذا يتحدثان .
سوا : إذن أخبرني كيف حالك ؟
راد : الحمد لله . و ماذا عنك ؟
سوا : لا تسأل فأنا بالكاد أستطيع العودة للمنزل .
راد : أتسكن في منزل أبي ؟
سوا : بالطبع لا ، سأفقد عقلي إذا فعلت ، أنا أعيش في منزلي الخاص . بالمناسبة ، متى تنوي العودة لليابان ؟
راد : العودة ؟ لا أريد العودة .
سوا : و لما لا تريد العودة ؟
راد : و لما قد أريد ؟ ، ليس لدي في اليابان سوى عائلة متوحشة و أعداء مفترسين ، أما هنا فأنت تأتي إلي و تتصل بي و لدي الكثير جدا من الأصدقاء .
سوا : ألا تشتاق إليها ؟ ، لا تنسى أنها عانت هي أيضا في حياتها .
راد بغضب : هاي ، لا تنادني بالعاق ، الذنب ذنبها ، لقد تخلت عني منذ ولادتي ، تركتني بين يدي أبي ، ذلك الرجل الذي لم أر في حياتي أقسى منه .
أنزل راد رأسه فتقدم منه سوا و عانقه : لو بقيت معها لعانيت أكثر .
راد بغموض : سوا ، أخبرني بشيء واحد
راد : أيجدر بي العودة إلى اليابان حقا ؟
سوا : أيجدر بي أن أجيبك ؟
راد : نعم . أنا لم أزل غير قادر على اتخاذ قراري ، ساعدني أرجوك .
ابتسم سوا ثم ابتعد عن راد و نظر في عينيه : نعم ، يجدر بك أن تعود .
راد : لكن .. لأجل ماذا ؟
سوا : أنا أريدك بجانبي ، أريد أن أراك كل يوم و أن أطمئن عليك في أي وقت أشاء .
سوا : لا تشغل بالك بمشاكل الشركة ، يجدر بك أن تجعلها آخر همك أخي .
راد بابتسام و فرح : حقا ؟ ، و فجأة اختفت تلك الابتسامة : لكن .. أنا .. أعني أن عودتي ستشكل خطرا على منصبك في الشركة .
سوا ببعض الانزعاج : إن تابعت التحدث عن الشركة فسألكمك . المهم أن تعود و كفى .
ابتعد راد عن أخيه قليلا و قال بخوف : حاضر ، حاضر ، سأعود لكن لا للضرب اتفقنا ؟
سوا : يبدو لي أن أخي أصبح عاقلا .
راد : صدقني لقد حولتني عدة مرات لإشارة مرور و ليس فيها الأحمر و الأخضر و الأصفر فقط بل حتى البنفسجي و الأزرق و ألوان أخرى . مغفل من لا يستمع لأوامرك .
سوا : ههههههه ، أخبرني الآن عن دراستك .
حاول راد التهرب من الإجابة فقال بتوتر : آآآآ ، ألست .. ألست متعبا ؟ ، لما لا تنام قليلا ؟
سوا بهدوء : هاي ، راد . يبدو لي أنك لا تبالي بدراستك . يا لك من شقي و فوضوي .
بدأ العرق يتصبب من وجه راد و تنفسه يصعب و أيضا خوفه و توتره يزدادان و هو يرى ألسنة نار ملتهبة تخرج من أخيه الذي كان في قمة غضبه .
سوا بغضب : ستدفع ثمن إهمالك .
أطلق راد صرخة واحدة وصلت للفضاء الخارجي . (ما سمعتوها ؟ أنا سمعتها)
............................................................................................................
الواجب :
هذا فرض منزلي و يجب أن ينفذ و إلا ...
1 ــ هل سيترك راد لندن و يعود لليابان ؟ أم ستكون هناك حوادث تمنعه ؟
2 ــ فيما يخص والدة راد ، لما يتجنبها يا ترى ؟ و لما يريد جعلها تبكي كل يوم ؟
أريد الانتقادات البناءة أرجوكم . و لا تتركوا أي جانب بدون التعليق عليه و انتقاده .
4 ــ رأيكم في البارت . الأحداث و الطول .
أعرف أنه أقصر من التصورات لكن البارت الجاي إنشاء الله رح يكون ثلاث أضعافه .
5 ــ رأيكم في الأسلوب .