رد: تسليم مقالات وفقرات العدد الرمضاني |[ 13 ]| ~
" قراني في رمضاني " .....
ساءت حال النّاس في ذلك الزّمان , وأصبح الناس يتخبطون هُنا وأخرى هُناك في ظلال وظلام دامس , لا يعرفون إلا اتباع شَهواتهم ومُخالفة الفطرة السّليمة , أتم مُحمد أربعين سنة مِن عُمره وهَاهو الآن في غار ثور, يتضرّع لرب العِزة وصاحِب الجَبروت . فَنزل عَليه الرّوح الأمين وأخذ يُقرِئهُ أول آية مِن الكِتاب العَزيز , الحَق المُبين ( اِقرأ بِاسم رَبك الذي خَلق ) وَمن هَول تِلك اللحَظات هَرع لحَلبيبتهِ وَرفيقة دَربه خَديجة رَضي الله عَنها وأخذ يَنوحُ : ( زَملوني , زَملوني ) ! , فانادى عَليه الله : [أن يامُحمّد قُم فَأنذر ].
أيها المُؤمنون لَقد عاش حَبيبنا وَ رسولنا لَحظات ضَعبة , وعانى عَناء شاقاً عِند نُزول الوَحي عَليه , وقَد أنزله الله عَليه في شَهر رَمضان عِند قَوله تَعالى : ( إنّا أنزلناه فِي لَيلة القَدر ) , فَيَجب عَلينا الوقوف والتّفكر لدقائق حَتى , فَبعد مُعاناة الرّسول صَلى الله عَليه وَسلم عِند نزول الوَحي , نَرى هذا الفُرقان الآن بِجانبنا , لانَبذل فيه جهدًا بَل نَجد فيه اللذة وهُو كَنزٌ لِمن أزرى بِه المال وَحسن حال لِمن ساءت بِه الحال .
اخوتي إن قراءة القُرآن الكَريم في شَهره الفَضيل أجره مُضاعَف بإذن المَولى , عِندما يُخلص الإنسان نِيته وَيلامِس بِه روحه وَيَستشعره عَظمته وأي فَضل وَمتعة يَراها المُسلم مِن أن يُخاطبه الله تَعالى عِند قراءته للقُرآن الكَريم وُهو يَبكي مِن خَشيته فَتطهر تِلك الدّموع خَطايا المؤمِن | اللهم أنر بالقرآن عقولنا واشرح به صُدورنا وَتقبل مِنا رَمضان .