بقيت هيناتا بالسرير و هي شبه مستيقطه , تعجبت فهي لم تكن تقدر على حمل جسدها , لم تعر الأمر أهميه بل أستجمعت قواها و رفعت جسدها من على السرير معلله عدم مقدرتها على الوقوف هو كسلها و حاجتها للنوم , و ضعت قدمها على الأرضيه الباردة ثم وقفت و ارتدت حذائها , غسلت وجهها بالماء البارده و ضربت خدها بخفه لكي تستيقظ تمامًا , أرتدت زيها المدرسي و حملت حقيبتها ثم انطلقت الى مدرستها .
~
كان ساسكي يمشي بالممر و بجانبه ناروتو و على وجهه علامات الاحباط و هو يشتكي :
_ لقد طلبت من ساكرا -تشان الخروج معي ؟ لكنها ...
أكمل ساسكي عنه ببرود و هو يتأمل طريقه : دعني احزر , رمتك بعيدًا .
زاد أحباط ناروتو و أكد صحه كلام ساسكي الذي تعجب من أن ناروتو لم يعترض و لم يبرر كما العادة , لابد و أنه خائب الامل كثيرا , مما جعل ساسكي يفكر بأن تلك الفتاة المدعوه ساكرا سيئة لجعل أحد كناروتو يفعل كل شيء من أجلها ينتظر , بينما هو غارق بتفكيره مرت من أمامه فتاة بشعر أسود طويل أنتشلته من افكاره فتوقف لبرهه الى ان ذهبت الفتاة الى الطريق الاخر , توقف معه ناروتو الذي ظل يسأله ما ان كان بخير ؟ تجاهله ثم تبعها الى حيث ذهبت بسرعه , وجدها تمشي ببطء بجانب الجدار تتلمسه بسبابتها كانت تمشي بغرابه و كأنها تجاهد نفسها لان تقف على قدميها , خطى اليها ببطء و عندما اقترب منها وضع يده على كتفها , كان يريد أن يتأكد أن كانت هي من بالأمس صاحبة العقد ! و لكنه تفاجئ بشده عندما سقط جسدها الصغير بين يديه , أخذ الطلاب ينظرون اليهم الان , سألها و هو يهزها بقلق :
_ هيه ! انتِ ؟!
تحرك رأس هيناتا الى الاعلى و توضح كل شيء لساسكي الان عندما رأها تتصبب عرقًا و تتنفس بصعوبه كما ان الحمرة تغطي وجنتاها , اثنى ركبته واضعًا رأسها عليها و أمسك رقبتها بيده الحره :
_ الهي أنها ساخنه جًدا !
أسرع ناروتو اليه فأمره ساسكي بنبره مرتفعه قليلًا : أسبقني الى الممرضه , الان !
أذعن ناروتو لأمره بإرتباك , رفع ساسكي جسدها بين يديه وسط دهشه الطلاب و أعين البعض القلقه , أسرع بها بين الممرات , لم يبق أحد لم يرى هذا المشهد تقريبًا .
وقفت الممرضه أمام مكتبها و قالت للشابين امامها موضحه : ان حراراتها عالية جدًا , أعطيتها خافض للحراره ستكون بخير أن أرتاحت هنا باقي اليوم , لاداعي لقلقكما .
تنهد ناروتو تنهيدة أرتياح ثم نظر لساسكي :
_ هل نذهب ؟!
صمت ساسكي لبرهه ثم قال بهدوء :
_ أسبقني أنت , لدي شيء أفعله !
ذهب ناروتو فأخرج ساسكي العقد من جيبه و أقترب من هيناتا ثم وضعه على الطاولة بجانب السرير , حدق بالفتاة النائمة بلا شيء يؤرقها أو يعكر صفوها ثم همّ بالمغادرة .
~
في مكتبة المدرسة
تمتمت المشرفة العجوز بتذمر و هي تتفحص مجموعه من الكتب : انتظروا حتى امسك بهذا المجرم ..
شهقت للمرة العاشرة عندما رأت الاوراق الممزقة في بعض الكتب و صاحت : يالهي .. كيف له ان يعبث بممتلكات المدرسة ذلك الحقير ..
تمزق قلبها ايضا و لكنها وقفت بعزة وعدلت نظارتها الطبيه باطراها السميك الاحمر و مشت في طريقها ..
كانت ساكرا تتأملها من بعيد وهي تجلس امام الطاولة الطويله والتي تناثر فيها القليل من الطلاب يستذكرون بصمت , همست بتململ وهي تستند بمرفقها على الطاولة :
_ مجرم الكتب هااه ..
ظلت تنظر لنقطة واحده سارحه في الفراغ , حركت بؤبؤة عينيها لليمين ببرود لترى وجه ناروتو الملتصق بها يحدق بها بجدية و على فاهه ارتسمت ابتسامة واثقه , بقيت تنظر اليه لثواني .. عندما استوعت الامر اتسع عيناها و فتحت فمها استعدادا للصراخ و بحركة لا ارادية صفعت ناروتو على وجهه ليلتوي راسه .. لا بل كل جسده .. استقر ناروتو على الارض وهو يئن بألم : ااا س ساكرا-تشان !
صاحت ساكرا باندفاع و خجل وهي تنظر اليه :
_ ن .. ن ناروتو ايها الابله , ك كيف جئت الى هنا ؟
اعتدل ناروتو في جلسته و قال باستهزاء وهو يمسح خده :
_ على حصاني .. كيف برأيك ساكرا-تشان!!
تحول خجلها منه الى غضب من سخريته و رفعت يدها استعدادا للكمة و لكنه تيقن لها و اخذ يصرف نفسه بغباء , صاح احد الطلاب الجالسين بهما :
_ اهدئـــوا نحن في المكتبه !!
تنهدت ساكرا و مدت يدها اليه لتساعده , مد لها يده و هو يبتسم ابتسامة غريبه , وقف و عدل الكرسي المرمي و جلس عليه , جلست بجانبه وهي مستغربه منه , لم تهتم كثيرا و تسائلت : أين هو ساسكي-كون؟
تناول ناروتو لوح شوكولا من جيبه و قال دون النظر اليها : اخرجي معي و سأخبرك كل اخباره ؟
تنهدت ساكرا بقلة صبر : ناروتو !!
ضحك بفتور و اردف : لقد كنت امزح .. انه بغرفه الممرضه و ...
صدمت ساكرا ووقفت بفزع : هل ساسكي-كون بخير ؟ ااه ي يجب علي الذهاب اليه !
اجلسها بسرعه وسط دهشتها و قال ببرود : اهدئي انه بخير , كل مافي الامر انه نقل فتاة وجدناها مغمى عليها .
_ هكذا اذا ..
اراحت جسدها المتوتر و رفعت يدها لتبعد شعرها الوردي عن وجهها , كان ناروتو يختلس النظر اليها , اغمض عينيه مفكرا باسى على نفسه , كيف احب شخص مثلها تحب صديقه المفضل ولا ترى غيره , تنهد و مد لها لوح الشوكولا نظرت اليه باستغراب فأومأ لها يحثها اخذ قطعه , كسرت قطعه واكلتها بتلذذ في حين وقف ناروتو وهم مغادرا : ساذهب .
بقيت تنظر الى ظهره وهو يغادر , لقد كان الجو قبل قليل غريب بينها و بين ناروتو لم تهتم و عادت للمذاكره دون التفكير بالسبب .
~
_ كــارين-سان , كــــارييين-سان !!
أجابتها المدعوه كارين و هي ترمي الكتب من يدها بفارغ صبر : ماذا ؟ ماذا ايها المزعجه ؟!!
رفعت يدها أمامها طالبتا منها الانتظار ريثما تلتقط أنفاسها , عضت كارين شفتيها كاتمة حنقها , حينها وقفت الفتاة النحيله و عدلت نظارتها المدورة قائلة :
_ هناك أخبار جديد عن ساسكي-ساما !
قطبت كارين عاجبيها و هي تنظر اليها , اكملت الاخرى بازدراء :
_ قلت لنفسي انه من الضروري أن تعلمي عن هذا , لقد شوهد ساسكي-ساما يحمل فتاة بين ذراعيه
( أقتربت بخبث ) : يحملها كالأميرات , أصبح الخبر على لسان الجميع .
و كأن أحدهم صب عليها برميلًا من الماء المثلج , أخر ما تريد سماعه في هذا اليوم هو أن معشوقها قريب من فتاة غيرها , سرعان ما تحولت الصدمة الى غضب عارم عندما تخيلت المنظر , تمنت لو أن عنق تلك الفتاة بين يديها لخنقتها حتى الموت , كبحت غضبها و لم تقل شيئا , استمعت فتاة بشعر بني طويل يوزمو لما يدور بينهما , وشاركت بقولها ببرود : ليس عليك القلق كارين , فهي لاشيء .
التفتت كارين اليها : مالذي تقصدينه يوزمو ؟
ابتسمت بسخريه : فتاة رثه لا تقارن بك ابدا .
شدت كارين على قبضتها و قالت بنبرة قاسية خبيثه : أي أحد يقترب من ساسكي-ساما سوف لن يلوم سوى نفسه .
~
فتحت عيناها ببطء و أغمضتها بسبب الضوء الذي أزعجها , أعادت فتح عينيها عندما أعتادت على الضوء , شعرت بثقل في جفونها , دارت عيناها على المكان و عندما أيقنت انها في غرفه الممرضه عدلت من جلستها بصعوبه و أخذت الاسئله تدور في مخيلتها من الذي حملها الى هنا ؟ كم من الوقت و هي نائمه ؟ قطع حبل أفكارها صوت الممرضه التي قالت بأبتسامة لطيفه بحكم عملها :
_ هل أستيقظتِ الان ؟ لقد اعطيتك خافض للحراره و قد أدى مفعوله , بأمكانك الذهاب لفصلك أو البقاء للراحه فلم يبقى سوى حصه على انتهاء الدوام , و ايضًا أدويتك وضعتها لك فوق الطاولة على يمينك .
_ أشكرك ., أشعر بأني بخير سأذهب .
وقفت بسرعه فشعرت بدوار خفيف أجبرها على الجلوس , فركت رأسها و مدت يدها الى الطاولة لتأخذ أدويتها , تفاجئت بروية عقدها موضوعًا بجانب الادوية , تناولته بسرعه و حمدت الرب على عدم ضياعه منها , استدارت للمرضه و سألتها :
_من الذي نقلني الى هنا سيدتي !
_ اوتشيها ساسكي-كون .
من هذا !! اوتشيها ساسكي , حاولت تذكر الأسم فهو يبدو لها مألوفًا بطريقه ما , لم يهمها الامر كثيرًا , يجب أن تشكره على حملها و لأنه لم يترك عقدها مرميًا ايضًا .
_ أحرصي على تناول الادويه ..
_ حسنا , شكرًا لك .
_ أنه بالفصل الذي بجانب فصلي ! كيف لم أنتبه له , يجب أن أركز مستقبلًا !
طلت هيناتا على الفصل حيث يوجد الطلاب و بحثت عنه بنظرها , رأت فتى اشقر كان قد لاحظها و ابتسم و هو يترك اصدقاءة و يقترب منها , أستغربت قليلًا و ظنت أنه ساسكي :
_ أرى بأنك بخير الان ؟ لقد فقدتي الوعي في وسط الممر !
أجابته بخجل : أ ..أجل علمت ذلك , أردت أن أشكرك على ما فعلته !
_ ماذا ؟ من عليكِ شكره ليس أنا , بل الشخص الذي حملك و قد كان قلقًا عليكِ !
رفعت رأسها ما أن سمعت ما قاله و همست بتردد : ألست اوتشيها ساسكي_سان !!
ظهر الأندهاش على وجهه , فصاح بنبره غير مصدقة : هل أحلم أم هنا فتاة لا تعرف صديقي ساسكي !!!!
أخذ الطلاب يتهامسون مما جعلها تنكس رأسها بخجل : مالأمر معهم ! هل ساسكي هذا مشهور لتلك الدرجه , حتى الممرضة من قبل تعرفه !!!
قالت هذا بنفسها , فأكمل الشاب الأشقر بأبتسامة مرحه : أنا اوزماكي ناروتو , تشرفت بمعرفتك يا من لا تعرف ساسكي , هيناتا صحيح ؟
ظلت تحدق به غير مصدقه و اخيرًا هناك من تعرفت عليه غير الفتى الذي يجلس بجانبها و الغريب جدًا , شعرت بالخجل من أبتسامته المسروره : سررت بلقائك ناروتو-كون !
_ ااه , أن ساسكي يجلس بمكانه المعتاد ..
و أعلمها أين يوجد , شكرته بخجل , مشت هيناتا في الممرات و همست بقلق : أمل ألا أكون قد تهت !
بقيت تبحث عده دقائق الى أن وجدته , كان ساسكي يحب البقاء بالسطح كما قال ناروتو , صعدت الدرجات بهدوء الى أن وصلت للباب في نهايه السلم , فتحته و أطلت بهدوء , لم ترى أحدًا ففتحته أكثر و دخلت , وقفت بمقربة الباب و أخذت تجول بنظرها حول المكان , لفتها الشخص الذي كان يستند بظهره على الجدار ضامًا يداه الى صدره و بدا نائمًا بعمق , أقتربت بحذر : نائم ؟ هل علي أن أوقظه !؟
من الأفضل لا ! سأجد وقتًا لأن أشكره ! ثم أستدارت مغادره .
_ انتِ !
زادت الرياح فتطايرت خصلات شعرها الطويله : هل ينادي علي !
ادارت جسدها مره أخرى , فرأته الان ينظر اليها , أنحنت بسرعه و قالت :
_ أشكرك حقًا على مافعلته لي سابقًا .
أبتسم برقه و أغمض عينيه من جديد قائلًا بنبره هادئة : لا عليكِ .
بالرغم من أنه يبدو جاد المشاعر و بارد الأحاسيس بالنظر لعيناه و لكنه عندما يبتسم يبدو لطيفًا حقًا .