أستيقظت هيناتا متاخرة على غير العادة فهي دومًا ما تستيقظ على الوقت , نزلت من الحافله بسرعه و أخذت تجري و هي تعدل حقيبها التي تنزلق من كتفها , صرخت في نفسها معاتبة :
_ لقد سهرت بلا سبب و على لا شيء كيف لو كنت أملك تلفاز ؟!!
تباطئت حركتها الى أن توقفت أمام بوابة مدرستها الحديديه , أحبطت بشدة و أنزلت كتفيها لقد أغلق الباب , مالذي ستفعله الان !!
نظرت الى ساعتها و صاحت بأستياء : مازال الوقت مبكرًا لماذا اغلقوه !!!
جاء ببالها الطلاب المتأخرون عادتاً يقفزون من فوق السور الذي يوجد خلف المدرسه , لم يكن أحد المدرسين يراقب تلك الجهه من المدرسه فكان كل من يتأخر أو من يريد الهرب من المدرسه يذهب هناك, ستذهب لتجرب حظها , عندما وصلت , جالت بنظرها على الجدار فورًا فقدت الأمل في أنها تستطيع القفز من هناك , لن يكون صعبًا على الفتيان و لكن عليها سيكون شاقًا , كان الجدار تقريبًا يحتاج لأن تقفز لكي تصل لنهايته و الشيء الاكثر ارعاباً فيه أن أطرافه مزينه بحدائد مدببه , مما يعني خطأ بسيط منها سيجرحها كثيرًا , لم تكن تريد العودة الى المنزل الكئيب , بالنسبة لها المدرسه أمتع بكثير من جلوسها وحيده في المنزل , أتخذت القرار في أنها ستقفز و تخاطر كل ما عليها هو أن تكون حذره , هذا كل شيء كما تأمل , رمت حقيبتها المليئة بالكتب و لكن رميتها لم تكون موفقه فقد أصتدمت بحافه أحد الحدائد المدببه و بقيت معلقه بينما وقعت الكتب من داخل الحقيبه للجهه الاخرى .. صاحت محبطة :
_ هل يمكن لهذا اليوم أن يصبح أسوأ !!!
سمعت صرخه متألمة من شخص في الجهه المقابله أي من داخل المدرسه , أمسكت فمها بصدمة , سمعت تمتمات متذمره , يبدو أنه شاب متأخر مثلها , رأت يده تمسك حقيبتها و تحررها , بقيت تنتظر لثواني مالذي سيفعله , تفاجئت بحقيبتها تطير بالهواء و تسقط بمكان بعيد خلفها , صاحت بفزع و أسرعت الى الحقيبه الملقيه , جلست أمامها تجمع الكتب و هي تشتم في نفسها و تحذر نفسها من النوم متأخرًا مرة اخرى , سمعت صوت قفز من خلفها و خطوات تقترب منها وقفت و أستدارت بسرعه وقالت معتذره بخوف : أنا جد جد أســفـه !!!!!
_ لم يكن عليكِ رميها أن كنتِ أسفه لتلك الدرجه !
رفعت نظرها اليه و تأكدت منه , انه ساسكي تنهدت مبتسمة بأرتياح , هي تعرف ساسكي تقريبًا , على الأقل تعلم أنه شخص طيب القلب :
_ ااه هذه انتِ !
مازال يتذكرني اذن , أبتسمت مجاملة دون قول شيء , كانت تنظر منه أن يبدأ بالحديث , لكنه لم يقل شيئًا بل أخذ يحدق بوجهها , أربكتها نظراته و أنزلت عيناها عنه بقلق , تنفس ببطء ثم تعداها دون قول شيء , تابعته بنظرها ثم صاحت ليسمعها : توقف !!!
توقف كما طلبت و التفت لينظر اليها ببرود , سألته بتلعثم : س ..ستهرب ؟!
أبتسم بسخريه : هذا واضح .
شعرت بحماقة استفسارها فأردفت معلله : أ .. أين حقيبتك اذن ؟!!
أختلست النظر اليه فرأته يتنهد , هل أزعجه !!
_ تركتها تحت الشجره , فأنا سأعود على أية حال !!
_ مممم ...
_ هل لديك شيء تريدين أخباري به !؟!
أنكمشت بأرتباك فهناك حقا ما تريده منه .
بعدها بثواني ...
_ مالذي أفعله بحق خالق الحجيم !!!!
كان ساسكي يحمل هيناتا على ظهره يساعدها على تسلق السور بعد ما أن طلبت مساعدته بصعوبه , أنتظرها الى أن نطقت بما تريد منه , فالأخير لم يستطع رفض طلبها ولا يدري لما .؟!!
_ اياك وان تنظر الى فوق ..
احمر وجه ساسكي وصرخ خجلاً : لن انظر .. من تظنيني ؟
اختل توازنها فأمسكت برأسه و ضمته بفزع و هي تصرخ : لا أستطيع !! أســـفـه !!
_ مالذي تتفوهين به !! تمسكي بالجدار لا برأسي !!!
_ أ ... انـ.. انا أخاااف المرتفعات جدًا !! أنزلـني ارجوك !!
أنزلها بهدوء على الارض ثم أعتدل بوقفته , أخذ يحرك رقبته , بينما كانت هيناتا جالسه على الارض تتنفس الصعداء , صرخ بها :
_ هل أنتِ حمقاء ؟ كان من الممكن أن تؤذي نفسك ؟!
_ كنت أعتقد أني استطيع فعلها , أنا أسفه !!
_ لا عليكِ , مالذي ستفعلينه الان ؟
هزت كتفيها : لا أدري .
وقفت أمامه و أخذت تحدق به , تجاهلها و مشى هامساً ببرود : مالذي ستفعلينه ليس من شأني ؟
تبعته هيناتا بأرتباك فقال و هو مازال يمشي :
_ هل ستتبعينني ؟!
_ أ .. أجل , أنت من رمى حقيبتي من فوق سور المدرسه !! و انا لن اقدر على تجاوزة .
أستادر بدهشه طفيفه , فأنكست رأسها بخجل , تنهد :
_ رائـع !
جعلها تلحق به شرط أن لا تزعجه و فكر بأن طبيعتها قليلة الكلام و ليست مزعجه , وصلوا الى شارع يوجد فيه محلات للألعاب و اخرى للوجبات و مطاعم و كان مزدحمًا بطلاب مدارس اخرى , الى هنا يأتون اذن , ليس بالمكان السيء , تبعته الى حيث دخل مطعم للهامبرقر , تشعر الان بالجوع بمجرد الرائحه الشهيه , لم يتسن لها الأفطار اليوم , طلب ساسكي و طلبت مثله فنظر اليها عاقدًا حاجبيه أبتسمت ببرائه و عادت تنظر للموظفه امامها , عندما انتهى طلبهما , أملت عليهم الموظفه الحساب فأخرجت هيناتا محفظتها و عدت مالديها رائع أنه يكفي , التفتت الى ساسكي الذي بدأ مشوشًا و مرتبكًا و هو يبحث في جيوب سترته رفعت حاجبها و بلا مقدمات دفعت ثمن وجبته في حين التفت اليها بدهشه , بدا مصدومًا مما فعلته .
حمدت الله أن ما في محفظتها يكفي لوجبتين لكان ساسكي الان في موقف حرج , و لكن ردة فعله كانت تشعرها بأنها قد فعلت شيئًا محظورًا , قال بتردد و برود : أن عدنا سأردها لكِ !
اومأت برأسها و لم تقل شيئًا , اذن هو من النوع الذي لا يحب الأعتماد على احد .. اخذ طلبه و تبعته , كان ساسكي بتململ يتجه الى طاوله يوجد بها فتاتين و شاب اشقر لقد تعرفت عليه انه ناروتو , كان يلوح بيده لساسكي و لكنه سرعان ما فتح عينيه باستغراب عندما رأها , جلس ساسكي في احد المقاعد الفارغه و سحب لها الكرسي بجانبه لتجلس :
_ انظروا من لدينا هنا ؟ لقد كنت اتسائل عن سبب تأخرك يا ساسكي و لكنه اتضح الان .
كان ناروتو يحدث ساسكي وهو ينظر اليها بابتسامة واسعه , تجاهله ساسكي و قال معرفاً بهيناتا :
_ هذه هيناتا , هيناتا هاتان اينو و ساكرا , و ذلك ... تعرفينه مسبقاً .
_ مرحبا ..
_ مرحبا هيناتا .
انحنت بخجل في حين اردفت الشقراء بخبث : لم لم تخبرنا بانك قد حصلت على صديقة ساسكي-كون ؟
عقد ساسكي حاجبيه بانزعاج و رد باختصار: لاني لم احصل على واحده .
, استندت اينو على الكرسي و زفرت باحباط :
_ ممل للغايه .. ظننتك ستغضب !
رد ناروتو باستهزاء : لا تتعبي نفسك , سيد جليد لا يتأثر بسهولة , اساليني انا ؟
_ هل يروق لكما ازعاجي لتلك الدرجه ؟
اومأ كل من ناروتو و اينو ببراءة مصطنعه و بنفس الوقت , اقتربت ساكرا من هيناتا و قالت بسرور :
_ من الجيد ان ساسكي دعاك هيناتا , امل ان نصبح صديقتان .
ابتسمت لها هيناتا بسعاده و تمنت ذلك بسرها ايضا .
_ بالمناسبه اينو , اين ساي ! لما لم يأتي معك !
ما ان سمعت اينو اسمه من فم ناروتو حتى اشاحت برأسها بكبرياء و همهمت : انا لا اعرفه !
وضع ساسكي علبه الكولا على الطاولة و قال ببرود غير مبالٍ لاينو : هل انفصلتما اخيرا .
شدت اينو على قبضتها بانزعاج و قالت : لما تقولها و كأنك كنت تنتظر هذه اللحظة ...
رد ناروتو ببراءة مشتكيا : لم يمض وقت طويل منذ ان تصالحتما , انا حقا لا افهمكما ..
فاجئته ضربة اينو على رأسه , دمعت احدى عيناه من الالم و نظر اليها قائلاً بضعف : ساسكي من بدأ هذا .
, ردت اينو بغيظ :
_ اخرس , مازلت صغيرا على فهم هذا النوع من العلاقات ..
كانت هينات تحدق بهم جميعا بهدوء رأت ساكرا علامات الغباء على وجه هيناتا فهمست لها شارحه : ساي هو صديق اينو الحميم !
سألت : حقا ؟ وهل هما دائما الشجار ؟
اشارت ساكرا باصبعها الى اينو و قالت بفتور :
_ اجل , لكنهما يعودا لبعضهما دون ان يلاحظا حتى , و كأن شيئاً لم يحدث , انتظري حتى الغد و ستقتلك بحديثها عنه طوال الوقت .
كان من الواضح على ساكرا المعاناه من اينو و صديقها و ما كان من هيناتا الا الضحك .
انتهو من تناول الطعام فخرجوا ليتمشوا بالخارج , كان ناروتو طوال الطريق يشاكسهم و يلقي النكات الظريفه التي تضحكها , لم يخفى عليها اعين الفتيات في الطريق كن ينظرن اليه باعجاب و يتهامسن فيما بيهم , لا تتلومهن فهو ذو مظهر وسيم كانت تختلس النظر اليه من فتره الى فتره , غير مبالٍ لما يفعله بالفتيات , انه غارق بتفكيره تماماً , توقفوا امام محل لبيع الميداليات , اول من انطلق اليه هو اينو , امسكت ساكرا بيد هيناتا و سحبتها معها تاركين ناروتو و ساسكي في الخلف ,
زفر ساسكي و همس : الرحمه ..
تناولت اينو ميداليه على شكل كراسه رسم و قالت بحالميه :
_ ما رأيكم ؟ متأكده من انها ستعجب ساي انها نوعه المفضل ؟
ابتسمت هيناتا بفتور و بقيت تنظر الى اينو التي قالت بتعجب : ماذا هناك هيناتا ؟
اجابتها هيناتا : قبل قليل قلت ان لاعلاقة لك به
ضحكت بلا مبالاه : مالذي تقولينه ؟ لقد كنت اتظاهر فقط هه ^^"
كانت ساكرا تشير الى هيناتا بيدها وهي تكتم ضحكتها بدأ و كأنها تقول "أرأيت لقد اخبرتك"
زفرت هيناتا بهدوء و التفتت الى اللوح الخشبي الذي علق عليه ميداليات على شكل دمى متنوعه : لطيف !
امسكت هيناتا باحداها بخجل , سرعان ما نظرت الى نارتو و قالت بهدوء : انظر ناروتو-كن , انه يشبهك .
كانت الدمية شقراء مثله و ابتسامته تأخذ نصف وجهه كما انه يرفع يده بعلامه انتصار , اقترب منها ناروتو ضاحكاً :
_ مالذي تقولينه هيناتا ؟ انا افضل ..
_ اتظن ذلك ؟ ارى انه اجمل ...
_ اوه هذا قاسٍ ...
كان ساسكي يحدق بالجميع ببرود , ينتظر فقط متى يذهب الى المنزل ليرتاح , اما ساكرا فقد كانت بصراع نفسي وهي تتأمل ساسكي بشرود , كانت قد اشترت لتوها تعويذة جالبه للحظ و تنوي اعطاءها لساسكي ليلازمه الحظ الجيد ما دام يحملها , ولكنه بدأ لها بمزاج عكر هذا الصباح , تخشا ان تغضبه او شئ من هذا , اخيرا استقرت على قرار نهائي و ستجازف باعطاءه اياه , اقتربت منه بهدوء و همست : ساسكي-كون ؟
نظر الى صاحبه الصوت الخجل بتساؤل .. اردفت ساكرا بنفس النبره : ل لقد اشتريت لك شيئاً , تفضل !
اخذها ساسكي على مضض فبادرت ساكرا بقولها : انها للحظ الجيد ..
_ لما تعطينها لي ؟
_ فقط .. لاني اريد ذلك ...
~
_ ساسكي , تعال و شاهد كيف تراك هيناتا ؟ هذا مضحك ههه !
ابتعد مغادراً ساكرا و اقترب من هيناتا و ناروتو , تناول الدميه من يدها و اخذ ينظر اليها بعبوس :
_ ماهذه ؟ انه عابس .. بشدة .
انفجر ناروتو ضاحكا : تماما , كما تراك هيناتا .. انظر الي .
و رفع الدميه الضاحكة قائلاً بشعور المنتصر : ابدو وسيماً ههه.
ارتبكت هيناتا من نظرات ساسكي العابسه صرحت : ل ... ليس هذا ما عنيته ..
~
اتت الساعه الخامسه و النصف بسرعه كما احست هيناتا , تفرق الاصحاب كل الى منزله , تمنت لو ان هذا اليوم لم يتنهي فقد كان من اروح ايام حياتها , متعه وجود الاصدقاء طعم لم تذقه لسنوات منذ ان انفصلت عن ابن عمها و صديقها نيجي .. سارت هيناتا بهدوء , كانت الشمس قد غربت تقريباً و عم السكون ارجاء الحي , توقفت لبرهه بقلق عندما احست بان هناك من يلحق بها , ارادت ان تتأكد من شيء فمشت بضع خطوات الى الامام فعل الشخص مثلها و كلما سارعت بخطواتها سارع هو ايضا , بدأ القلق يدب بقلبها كما انه لم يمض وقت على قراءتها اخبار عن حالات الاختطاف المتتاليه للمراهقين , تمنت ان تصل الى شقتها سالمه ... مر ساسكي بجانبها بكل هدوء مما جعلها تفتح عيناها بصدمه : ســـــاسسكي-كـــون !!!
صاحت من دهشتها و هي تتأمل تقاسيم وجهه البارده , و التصقت بالجدار مفسحه له الطريق و كانت تحضن حقيبتها و تبلع ريقها بصعوبه , مشى من امامها و عيناه الجامده تتأملها , أظهر صوتًا ينم عن السخريه , ما كان منها سوى سؤاله بغباوه : ه .. هل كنت تتبعني ؟
_ هااه ؟
اجل كان سؤالها غبياً منها لماذا سيتبعها , ولكن مالذي يفعله هنا ؟ , لم تره من قبل في حيها , كانت تمشي بجانبه و هي سارحه بتفكيرها , لم تنتبه الا وهي تقف امام بناية شقتها , التفتت الى الجانب و رأت ساسكي مازال معها كان بدوره ينظر اليها بلا أي تعابير على وجهه , صمتت للحظات احست انها ساعات شعرت ببلاده في عقلها ابتسمت له بفتور رد لها الابتسامه البارده و هو يومئ براسه و يشير الى البنايه , تقافزت الاستفهامات بسرعه البرق و امتلئ ذهنها بالافكار الغريبه , عندها فقط صرخت بشده و هي تبتعد عنه بخطوات عندما ادركت بانه يسكن بالبنايه معها !!!