رد: تسليم مواضيع وفقرات العدد // 17
-
في جعبتي حكاية "
-
كانت السماء فوقنا مثل لهيب النار، والأرض من تحتنا مدمرة!
أبي .. أمي .. أخي عمرَ وأرضي!
قد فقدتهم في تلك الفاجعة .
عندما كنا يومئذِ في منزلنا آمنين، يحوط بنا الحنان والدفء، أُصبِحُ على صوتِ أبي،أذهب للمدرسة مع أخوتي، فأعود لِأستمع لقصة أمي!
عندما كنا نملك ارضنا المليئة بالخيرات والنعم، هناك، الجار مثل الأخ، والغريب كالقريب!
لم أدرك يومًا أن تُشرد عائلتي، أن تُسلب حريتي، وأن يُدمر وطني، ويُكسر قلبي!
في ليلة من الليالي، عندما كنت في فراشي، راودتني أجمل التخيلات والصور، ثم غطت عيناي في نومٍ لم تهنأ به!
فقد استيقظت على صراخ عائلتي، وأصوات القنابل والأسلحة المخيفة!
أمسك أبي يد كلِ منا وأخرجنا للخارج، وعندما كان يُخرج أخر فردِ من أسرتنا ، وأغلى فرد، أمي!
لم يستطع أن يخرج من حطام المنزل، تلبد بين دخان النيران الكثيفة، وصعدت روحه إلى القوي الجبّار!
كانت هذه الصدمة الأولى التي حطمت نصف قلبي! ابي يا ابي! عُد يا سَنَدي!
أخذت امي يد كلِ منا وهي مضطربة، تجول بنا في النيران، جيراننا يركضون إلى المجهول، أطفال ملقون في الأرض ، ومنازل تتساقط هنا وهناك!
وبين تلك الطلقات، توجهت طلقة قاسية إلى رأس أمي، تلك الطلقة النارية التي أخذت أعز شيءٍ عليّ، طلقةٌ جعلت نصف قلبي الأخر يتلاشى ويتبدد! طلقةٌ جعلت أمي تسقط وتلاحق روحها أرواح الموتى للسماء! أمي يا أمي! يا نورَ قلبي!
لم يكن الوقت كافيًا لأبكي..لأتحطم.. لأسقط!
أخذت أجري مسرعًا، ممسكًا بأخوتي، أخلصهم من ذلك الجحيم! وإتم اخر تمتمة اتمتها أمي:" أهرب بإخوتك ، ولا تنساني!" تمتمة أبكت قلبي!
توصلت إلى أرضِ خالية، الكل يركض فيها بعيدًا وهربًا من القصف الجوي، جنود أعدائنا ، دمرونا، شردونا ومزقونا! اخفوا احلامنا وأبادوا آمالنا!
كانت الأرض مليئة بالأوساخ، الزجاج المنتشر مثل حبات السكر، يتناثر هنا وهناك، منهم من قد مضت في قدماي، وأقدام عمر!
لم يستطع المشي مطلقًا، سقط ارضًا وصرخ:" أخي، أمضِ دوني، قدمي لا تتحرك ونفسي انقطع !" لم اقدر ان اساعده، سقط الصغير أرضًا ، ميتًا شهيدًا، وأرتفع مكانًا في الجنّة !
حملت أختي الصغيرة على ظهري ، خفت أن أفقد أخر فردِ من عائلتي، في لحظة مضت فقدتهم جميعًا ، لم يبقى لي غيرها، أختي داليا!
الليل ، ماعاد ليلا! فليلنا مضيء! مضيء بالمتفجرات، بالقنابل والأسلحة! ليل، موحشٌ مضيء!
ابتعدت عن الناس قليلًا، الصراخ يهدأ، الناس تختفي من حولي، القنابل تبتعد، وضوء القمر بدأ يظهر!
توقفت لأستعيد انفاسي، لأفكر بالمستقبل المظلم ،لأنجو بحياتي!
فقدت أبي ، ورحلت أمي وأخي ، سُلبت مني ارضي الدافئة و الصدر الذي احتواني، قد ذهب! ولن يعود!
-
في جعبتي حكاية "
-
كانت السماء فوقنا مثل لهيب النار، والأرض من تحتنا مدمرة!
أبي .. أمي .. أخي عمرَ وأرضي!
قد فقدتهم في تلك الفاجعة .
عندما كنا يومئذِ في منزلنا آمنين، يحوط بنا الحنان والدفء، أُصبِحُ على صوتِ أبي،أذهب للمدرسة مع أخوتي، فأعود لِأستمع لقصة أمي!
عندما كنا نملك ارضنا المليئة بالخيرات والنعم، هناك، الجار مثل الأخ، والغريب كالقريب!
لم أدرك يومًا أن تُشرد عائلتي، أن تُسلب حريتي، وأن يُدمر وطني، ويُكسر قلبي!
في ليلة من الليالي، عندما كنت في فراشي، راودتني أجمل التخيلات والصور، ثم غطت عيناي في نومٍ لم تهنأ به!
فقد استيقظت على صراخ عائلتي، وأصوات القنابل والأسلحة المخيفة!
أمسك أبي يد كلِ منا وأخرجنا للخارج، وعندما كان يُخرج أخر فردِ من أسرتنا ، وأغلى فرد، أمي!
لم يستطع أن يخرج من حطام المنزل، تلبد بين دخان النيران الكثيفة، وصعدت روحه إلى القوي الجبّار!
كانت هذه الصدمة الأولى التي حطمت نصف قلبي! ابي يا ابي! عُد يا سَنَدي!
أخذت امي يد كلِ منا وهي مضطربة، تجول بنا في النيران، جيراننا يركضون إلى المجهول، أطفال ملقون في الأرض ، ومنازل تتساقط هنا وهناك!
وبين تلك الطلقات، توجهت طلقة قاسية إلى رأس أمي، تلك الطلقة النارية التي أخذت أعز شيءٍ عليّ، طلقةٌ جعلت نصف قلبي الأخر يتلاشى ويتبدد! طلقةٌ جعلت أمي تسقط وتلاحق روحها أرواح الموتى للسماء! أمي يا أمي! يا نورَ قلبي!
لم يكن الوقت كافيًا لأبكي..لأتحطم.. لأسقط!
أخذت أجري مسرعًا، ممسكًا بأخوتي، أخلصهم من ذلك الجحيم! وإتم اخر تمتمة اتمتها أمي:" أهرب بإخوتك ، ولا تنساني!" تمتمة أبكت قلبي!
توصلت إلى أرضِ خالية، الكل يركض فيها بعيدًا وهربًا من القصف الجوي، جنود أعدائنا ، دمرونا، شردونا ومزقونا! اخفوا احلامنا وأبادوا آمالنا!
كانت الأرض مليئة بالأوساخ، الزجاج المنتشر مثل حبات السكر، يتناثر هنا وهناك، منهم من قد مضت في قدماي، وأقدام عمر!
لم يستطع المشي مطلقًا، سقط ارضًا وصرخ:" أخي، أمضِ دوني، قدمي لا تتحرك ونفسي انقطع !" لم اقدر ان اساعده، سقط الصغير أرضًا ، ميتًا شهيدًا، وأرتفع مكانًا في الجنّة !
حملت أختي الصغيرة على ظهري ، خفت أن أفقد أخر فردِ من عائلتي، في لحظة مضت فقدتهم جميعًا ، لم يبقى لي غيرها، أختي داليا!
الليل ، ماعاد ليلا! فليلنا مضيء! مضيء بالمتفجرات، بالقنابل والأسلحة! ليل، موحشٌ مضيء!
ابتعدت عن الناس قليلًا، الصراخ يهدأ، الناس تختفي من حولي، القنابل تبتعد، وضوء القمر بدأ يظهر!
توقفت لأستعيد انفاسي، لأفكر بالمستقبل المظلم ،لأنجو بحياتي!
فقدت أبي ، ورحلت أمي وأخي ، سُلبت مني ارضي الدافئة و الصدر الذي احتواني، قد ذهب! ولن يعود!
التعديل الأخير: